رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم رباب عبد الصمد


 

رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثالث و العشرون بقلم رباب عبد الصمد

 

 هم ان يغادر البيت الا ان معتز استوقفه وقال / الا جاء دورى للكلام وعليك انتسمعنى 
 علي / لا عليك يا معتز افهم ما تود قوله ولن احاجيك فيها فانت مالكها 
 معتز / انا لست مالكها يا على بل انا عاشقها ولكنى اريد ان اغيرها فلا تغضب منى ان علمت انى قسيت عليها فانا اريدها طيبة الطباع كاصلها 
 وقف على امام معتز ووضع يده على كتفيه وقال لما كانت اختاى اصلهما طيب فقد رزقهم الله بعائلة ثلكم ولن يعيبكم ان كان كان فيكم ضلع اعوج 
 معتز بلهفة / لم يكن اعوج يا علي ولكنه صار اعوج وهذا افضل لانه سهل التعديل 
 علي / اتمنى ذلك لاجل اختى وليس لاجله
 اخذ علي نفس عميق ثم قال  برجاء / ترفق بصفاء ولا تكون دائم الشدة معها وتعامل بحكمة ولا تنسى انك تعالج مرض تاصل فيها منذ نعومة اظافرها واشعرها بقربك وحنانك حتى تستجيب لك فالمراة لا تقبل ابدا الشعور بالمهانة حتى وان كان من اجل تربيتها 
 ربت معتز على يده الموضوعه على كتفيه وقال بابتسامه / لا داعى للقلق فسبق وقلت لك انا عاشقا لها فهل يستصيغ لى ان اعذب قلبى ؟ ثم استطرد كلامه وقال اين ستذهب انت الان ؟
 علي /  على ان اعد خطة بحث دون ان يشعر احد من اهل القرية حتى لا تشتعل الفتنة 
.....

 ما ان خرج علي من الحجرة الا وسمع صوت صفاء تصرخ وتستنجد به ان ياخذها معه 
 نظر علي لمعتز وقد فهم كلا منهما الاخر ثم عاد علي ببصره الى اخته وقال / لقد طلبت ذلك دون ان تطلبى انتى ولكن مالك امرك وزوجك رفض ان تتركى بيته 
 صرخت مرة اخرى وتوسلت لعلي فصرخ فيها معتز وقال ناهرا لها / الم تسمعى ما قاله كبيرك للتو ؟ اغربى عن وجهى الان واذهبى لابنك 
.......

 اما فريدة فلم يهما ما راته من عصبية اخيها على زوجته قدر ما هما زوجها فركضت نحوه ووقفت امامه فتوارى اخيها عنهم بينما قالت هى بصوت بائس ولكنه يحمل التوسل  والرجاء / اهان عليك قلبك ان يتركنى هنا وقد اعتدت على السكن فيه 
 تمزق فؤاده على حالها وكاد ان يتراجع عن قراره ولكنه تذكر اخته فتماسك او تمثل التماسك والصلابة وقال /  ستظلين ساكنة الفؤاد مادام القلب ينبض يا فريدة ولكن انتى اول الناس تعلمين ما انا فيه فساعدينى 
 قالت بدموع / كيف اساعدك وانا بعيدة عنك 
 علي / يكفينى انى قلبى يسمعك 
 فريدة /  هل سيهنأ لك نوم دون ان تحتوينى داخل صدرك 
 على / ولان احضانى ستبقى فارغة من دفء انفاسك فابشرى من الان فان النوم هاجرى 
 فريدة / ولماذا العذاب وانت ترى اهلى نفسهم يؤكدون طهارة ليلى ؟
 علي / واخيك ايضا هو من قال عتها هذا 
 بكت وقالت / اعجز عن تبراته ولكنى لا افهم لما قال هذا 
 علي / هذا ما ابحث انا عن اجابته فادى لى 
 ارتمت فى حضنه وتشبثت بصدره وبكت وقالت اريد ان يكون اخر ما بيننا هو ضمك لى 
 هنا لم يستطع ان يبقى هكذا جافا صلبا خاصة ان بداخله بركان ثائر من الم فراقها فضمها ببطء ثم شد عليها وربت على ظهرها وقال لا تبكى فلا اريد ان يكون اخر نظرة من عينى تقع على دموع عيناكى 
............
بينما على الجانب الاخر فى السفينه 
 كانت ليلى فى الغرفة تداعب ريحانه وتطعمها ودخل عليها ايوب فابتسم لانسجامهم 
 قالت ليلى / اشعر بان الله قد ينجينى من اى مشاكل بفضل تلك اليتيمة 
 ايوب / يا ليلى رحمة الله واسعة ولا تتوقف على شروط  فهو سينجيكى مادمتى تستحقين النجاه سواء كانت ريحانه معك ام لا ولكن وجودها قد يقوى مكانتك عنده 
 نظر اليها وقد ساد الصمت بينهم 
 ليلى / بما تفكر ؟
 ايوب / افكر فيما تفكرين انتى ايضا فيه 
 دمعت عيناها واقتربت من وقالت / خائفة مما سيواجهنى ولم اعد فى حمل مناهدة لاثبات برائتى 
 حضن وجهها بكفه وقال / اياكى ان تشعرين باى ضعف وتاكدى انى خلفك فى كل وقت وما اطلبه منك الا تخشى احدا فان جفاكى الجميع ىفصدرى ارض امان لكى 
 بكت اكثر وقالت / صدقنى لم يعد لدى اى رغبة للمناهدة اوللمجادلة لانى لم اعد مشغولة باحد الا انت 
 ايوب / اسمعى يا ليلتى اعلم ان كلانا سيواجه مشكلة وان كانت مشكلتنا واحدة ولكن قوتها تختلف بينى وبينك ولكن ما يهمنى ان بيننا ميثاق الا نفترق حتى وان دعتنا الظروف لنهجر ارضهم لنعيش وحيدين فى اى ارض فهذا يكفينى ولكن مالا يكفينى هو ان اتركهم دون ان اثبت برائتك وعفتك وبراءة نفسى انا ايضا 
 تعجبت ليلى وسالته / برائتك ؟
 ايوب بابتسامة عذبة / نعم يا ليلتى برائتى وقى فى اننى عشقتك دون ان اعرفك قبل اخى ولم تكونى ملكه وعشقتك بعدما وجدتك دون ايضا ان اعرفك وانتى ايضا لستى بملك اخى فانا فى الحالتين لم اتعدى على حقه 
 ليلى  بصوتها الحنون / ليتنى كنت ملكك انت منذ البداية ما كنا احتجنا الى تبراة انفسنا 
 ايوب / لعل هذا ما جعلنا نوثق حبنا بوعودنا لنتعاهد على عدم الفراق 
طويتك فى ضميرى فاطمئنى ولا تخشى مفاجاة الدواهى
جريتى مع العروق وصرتى منى وجزنا فى الهوى حد التناهى
اكاد ابوح بحبك غير انى اغار عليكى من همس الشفاه

 حرك انامله ومسح دموعها ونظر فى عينيها فى صمت للحظات وقال / لم اقوى على فراقك وسفرك من الان فماذا سيحدث عندما تغادرين تلك السفينة ؟
 ابتسمت ابتسامة عذبه ووجهها لازال بين كفيه 
 ايوب / كنت لا اشك ابدا فى اننى قد يجىء اليوم الذى اكره فيه سفينتى او ان اشعر انها سجنى الا اليوم وانا اشعر انى ساتركك تغادرينها وحدك دونى 
 قبلت كفه وقالت / حاول الا تتاخر علي
 ابتسم ابتسامة واسعة وقال ارتدى فستانك المزركش بالورودالزاهية اليوم فالسيد البيرت اتفق هو وزوجته السيدة ايزابيل  وحمزة ومعهم محمود زوج نهال على ان يقيموا حفلة وداع لكى  
..............

  حل المساء وارتدت ليلى فستانها والبست ريحانة فستان جميل وما انانتهت الا وسمعت صوت طرقات ايوب فقد جاء لاخذها للحفلة 
 كان هو الاخر فى ابهى حلة له فقد استغنى عن حلته الرسمية ليعيش لدقائق باريحية معها قبل ان تغادر سفينته وكم كان جميلا ووقورا وحقا كان افضل شخض يليق بها وتليق به 
 ليلى / انا خجلى فقد اظهر الفستان حملى كبيرا 
 ضحك عليها ايوب وقال / لاتتحدثى عن ابنى هكذا اتركيه وشانه يتربع كيفما شاء فسوف يكون ربان مثلى 
 ابتسمت له فمد كلتا يديه وامسك بواحدة ريحانة وبالاخرى ليلى 
 ما ان دخلت القاعة الا وركضت نحوها السيدة ايزابيل وقالت / اوه حبيبتى سافتقدك كثيرا ثم مسحت على بطنها وقالت لقد كبر طفلك بيننا 
 ضحكت ليلى وايوب والسيد البيرت بينما تقدم حمزة وسلم عليها وكذلك فعل محمود زوج نهال 
 جلست ليلى بصحبة ايوب بجوار بعضهما البعض الا انه لم يحرر كفها من كفه ولو للحظة 
 مالت عليها لسيدة ايزابيل وقالت / انتى جميلة الجميلات اليوم ففستانك يشع بريقا جذابا بالوانه الزاهية 
 ابتسمت ليلى وقالت / انه اختيار فهدى 
 مالت السيدة ايزابيل عليها اكثر ثم همست لها / الم اقل لكى انه يعشقك وانه سيتزوجك ثم اشارت بعينيها الى كفة الحاضنة لكفها وقالت واكبر دليل انه خائف حتى لمجرد ترك كفك 
 كان ايوب يتابع حمزة الذى كان يجهز عوده للغناء فى تلك الحفلة 
 بينما اكملت السيدة ايزابيل قائلة اكاد احسدك يا عزيزتى فقد جمعتى بروحك قلوب الرجال من حولك 
 ابتسمت ابتسامة عذبة وقالت / ان الله ان اراد ان يؤلف بين القلوب الف بينها ولو كان بينهما بعد السماء عن الارض 
 السيدة ايزابيل / اوافقك الراى يا عزيزتى واضيف عليه انك انسانة نقية فيحيط الله بك بالانقياء فحتى السيد محمود كان رجلا عقله مخمرا ليل نهار الا انه عندما سمعكى تتحدثين عن مشاريعك شعر انه ولا شىء فغير من حاله هذا ما قاله لنا بنفسه 
 ليلى من داخلها تذكرت طارق وقالت يا رب ابعد اذاه عنى والا تجعله هو النجمة الداكنة التى بشرتنى بها العرافة 
 انصت الجميع حيث بدا حمزة يغنى على عوده 
القلب الطيب .قلب حنين .قلب قريب . قلب كبير
زى البحر لما بيوفى ولما بيدى بيدى كتير
ولا عمره بينقص ولا عمره بيخلص دايما مليان بالخير
ولا عمره بياسى ولا يعرف ينسى دايما بيسامح من غير تفكير
لو قلبك يهواه سيب قلبك معاه لا يمكن يجرحه

 بينما كانت ريحانة تلك الطفلة الملائكية ترقص حولهم على نغمات حمزة 
 كما الحال فى نهاية كل حفلة تسابق الركاب السائحين الى التقاط الصور مع ذلك الفهد الذى يسمعون عنه كثيرا الا انهم لا يشاهدونه الا نادرا 
 وبالفعل وقف ايوب بجوار كل من يطلب التقاط صورة معه ولكن تلك المرة لم يقف معهم وحدهم فهو حتى فى تلك اللحظات لم يترك كف ليلى وحتى ريحانه كانت تركض لتلتقط الصورة بينهم وكانها تؤكد لنفسها الملائكية ان هذين ابويها تعويضا لها من الله 
 انتهت الحفلة التى كانت بدايتها فرحة الا انها انتهت ببكاء لليلى لخوفها من مصيرها ومن فراق ايوب 
 جلس ايوب مع ليلى نصف الليل الاول  تبرع لها بدمه لتكون هذه اخر مرة تاخذ منه ذلك حتى يحين موعد لقاءهم مرة اخرى 
 ثم باتت هى نصف ليلها الثانى  ساهرة محدقة بسقف الغرفة تفكر وتتخيل كل السيناريوهات التى قد تواجهها 
 بينما جلس ايوب هو الاخر شاردا فى غرفة قيادته ولاول مره يجلس فى غرفته وفى نفس الوقت يترك كامل العمل للقائد الاليكترونى 
...............

 حل الصباح ولاول مرة يتمنى ايوب ان يطول الليل او لا ياتى الصباح 
 رست السفينة فى ميناء الاسكندرية 
 دخل ايوب على ليلى وما ان دخل الا ووجدها ارتعدت خوفا فها هو الان جاء ليبعدها عنه لتبدا حياة الغربة بدونه

                                  
فاكرين لما ايوب وصى علي على اخته
النهاردة هنشوفه وهو بيوصى على ليلته


تعليقات



×