رواية غرام الفارس الجزء الثاني الفصل الثالث والعشرون
فارس بصدمة: أنتي بتقولي إيه يا غرام
غرام وهي تبتلع لعابها بخوف و استدارت للخلف تنظر لأبنتها التي لا تفقه شئ من حديثهم
غرام بثبات زائف: مفيش يا فارس مفيش
غرام بدهشه من حالة والدتها: مالك يا ماما، وشك اصفر كده ليه
غرام بعصبية وانفعال: ماقولت مفيش، هتفضلوا كل شويه تقولولي مالك!!؟
فارس ببرود عكس ما بداخله من نيران مشتعلة فهو قد سمعها عند لفظت بأسم مراد و نظر لابنته بالمرآه: خلاص يا غرام، سبيها براحتها
أومأت له غرام و نظرت من النافذة تشعر بارتياح لم تشعر به منذ وقت طويل
أما غرام فظل مشهد رؤيتها لمراد يتكرر أمام عينيها و كأنه شريط يعاد أمام عينيها
وصل فارس بالسيارة أمام الدوار
فترجلت غرام من السيارة أولاً تحت أنظار زوجها و أبنتها
وأردفت بقلق: بابا هي ماما مالها؟
فارس و هو ينظر لابنته: متقلقيش يا حبيبتي انا هشوفها يلا ننزل دلوقتى، و انا هتكلم معاها
غرام بأبتسامة: ماشي يا بابا، يلا
و ترجلت هي الأخري و دلفت الدوار بجوار والدها
غرام: يلا يا بابا روح شوف ماما مالها عقبال ما انا ما اغير هدومى و انزل
فارس بإيماءة: ماشي
داخل غرفه غرام
كانت تدور بالغرفة ذهاباً و اياباً لا تصدق بأنه يحوم من حولهم مرة آخري و لكن الفرق بأنها تلك المرة لا تعلم ماذا يريد منهم و لما يحوم من حولهم مرة آخري
فارس و هو يدلف الغرفه ليراها علي حالتها تلك: في إيه يا غرام،و ايه حالتك دي؟
غرام و هي تقترب منه و وجهها شاحب اللون و الذعر و الخوف باديان عليها: مراد يا فارس،مراد شفته في المستشفى،خبط فيا و انا خارجه انا و غرام من المستشفى،فارس قولي الحقيقة مراد هرب مش كده،قول الحقيقة متكدبش عليا
فارس و هو يحاول تهدئتها و يحاوط وجهها بين كفيه: غرام أهدي،متخافيش،محدش هيعرف يقرب منك و لا أنتي و لا ولادي طول ما أنا عايش أنتي سمعة،أنا زود الرجالة حولين البيت ، و مراد قريب اوي هيتمسك، متخافيش
جحدت عين غرام و هي تتذكر ذلك المجهول الذي دلف إلى غرفة أبنتها و أردفت بذعر: يبقى هو يا فارس مراد اللي دخل الأوضه و غرام نايمه فيها، هو عاوز إيه من بنتي يا فارس
فارس بضيق: غرام ممكن تهدى و بعدين مراد أستحاله يقدر يوصل لغرام طول مهي في وسطينا، بنتك من النهارده ممنوع تخرج لوحدها مفهوم
في غرفة مي و عامر
قامت مي بتجميع و توضيب اغراضها واغراض عامر للعودة إلى منزلهم مرة أخرى و كانت الابتسامة على وجهها لا تفارقها سعيده بمصارحتها لعامر بكل شئ، فلا يوجد. شئ أفضل من قول الحقيقة، فماذا كان سيحدث معها أذا كان هو من وجد تلك الصورة و رآها و تحققت غاية حفيظة للتفريق بينهم، ماذا كانت ستفعل بعد أن وقعت في عشقة، تتخيل زواجه من زهره عقب انتهاء زواجهم و بدء حياة جديدة مع تلك الزهرة التي كان يعشقها زوجها قبلها، انتبهت لنفسعا و لما قالته فضربت جبينها بيديها تلعن نفسها فهي تعرف جيدا أن عامر يحبها بل يعشقها هي، فلماذا تفكر بزهرة و حبه لها سابقاً، فذلك الحب لم يكن حقيقياً، كان حب مراهقه و ليس أكثر
انتبهت علي صوت الباب و هو يفتح و يدلف منه أحد ما ظنته هي أنه عامر
حفيظة بغيظ و هي تنظر لتلك الحقيبة: إيه الشنطه دي يا مي
مي و هي تنظر لها: دي حاجتنا انا و هامر، احنا هنرجع بيتنا بليل، اول ما يجي من برة
حفيظة بغيظ: ليه بس كده ده انا لسه ملحقتش اشبع بابني
ثم استدارت حفيظة تنظر للمكان الذي وضعت وخبأت به تلك الصورة حتى يراها عامر فوجدتها فارغة جزت على أسنانها و التفتت لمي: أنتي اللي لميتي الحاجه اللي كانت في الدولاب
مي بإيماءة: اه انا، وأحب أطمنك و اقولك أنه انا اللي لقيت الصورة مش عامر، و محصلش اللي حضرتك كنتي عاوزاه يحصل
جزت حفيظة علي اسنانها و أردفت بصياح غاضب: يبقى أنتي، أنتي اللي قولتيلو عشان تمشو من هنا، بس أنا هوريكي يا بنت فرح و هخليه يطلقك و يرميكي زي الكلبه انهارده اول ما احكيله علي كل حاجه من الاول و احكيله علي الصورة اللي لقيتها عندك وانتي كنتي مخبياها بتاعه حبيب القلب
كانت مي تنظر لها بصمت لا تعلم بماذا ترد عليها أما حفيظة فخرجت من الغرفه و هي تتوعد لها
______________
في ذلك المنزل المهجور
كان مراد يتسطح على ذلك السرير يفكر في غرامه و تذكر ذلك المشهد الذي لم يفارقه طوال سجنه و الذي كان يجعل مراد يشتعل و يزداد كره ناحية فارس
flashback🌹
كان مراد في سيارته ينتظر فارس بتافف و ظل يتصل عليه و لكنه لم يجيب عليه
راه يخرج من الدوار و لكن ليس بمفرده فظنها اميمه اخته
فنزل من السياره وهو ينادي على صديقه
مراد : فارس
فانتبه فارس له
و وجد مراد امامه و يقترب منه
مراد : ايه يا اخي كل ده لطعني حرام عليك و بعدين مش بترد علي موبايلك ليه
كل هذا و غرام خلف فارس لم يراها مراد بعد فارس ببنيته العريضة كان يغطي عليهاا
فارس : مراد معلش امشي انت دلوقتي و انا هقابلك بليل
مراد و هو يلاحظ انزعاج صديقه : مالك يا فارس ايه اللي حصل
فارس : هحكيلك بعدين سلام دلوقتي
مراد : استني طيب انت رايح فين
فارس : رايح اسطبل الخيل
مراد : طب تعالو اوصلكم
نظر فارس لغرام و بعدها مراد : توصلنا اليه ده هي ١٠ دقايق مشي
رأي مراد غرام ليبلع لعابه و هو يسأل فارس
مراد : مين دي يا فارس
فارس : دي غرام مراتي
مراد بصدمه : مراتك ازاي يعني و فرح
فارس : هحكيلك بليل يا مراد قولت يلا سلام
أومأ له مراد و يبتسم له ليتحرك فارس و غرام من أمامه
فتغيرت ملامح مراد إلى الغضب و الغل
مراد : اتجوزتها يا فارس اتجوزت البني الأدمة الوحيده اللي انا حبيتها بس انا مش هسيبها لك يا فارس مش هسيبها غرام دي ملكي انا
ليتكئ على اسنانه : ملكي انا لوحدي
Back🌹
مراد و هو يخرج من تلك الذكري: خدتها مني زمان، لكن أنا هخدها منك المره دي و مش لوحدها لا هي و بنتك، و أشبع أنت بقى بأبنك، لكن غرام و بنتها كلها كام يوم و يبقوا معايا، معايا لوحدي
أنتبه على صوت ابنته التي كانت تقف أمامه
مراد و هو يعتدل: أنتي ايه اللي جابك، مقولتيش يعني انك جايه
مجهول ٢ : أنا عاوزة افهم أنت أزاي تيجي البيت، افرض كان حد شافك
مراد و هو ينهض من علي الفراش: أه أنتي جايه تعاتبيني بقا
مجهول ٢ و هي تزفر بضيق: و لا اعاتبك و لا حاجه يا بابا، بس أنا خايفه عليك و مش عاوزه حد يعرف أنك هربت من السجن كده ممكن
قاطعها مراد عندما أردفت تلك الكلمات التي صدمتها: اطمني هما خلاص عرفوا
مجهول ٢: انت بتقول إيه يا بابا عرفوا منين
مراد و هو يحرك كتفيه: عرفوا زي ما عرفوا بقا
المهم أنا عايزك تركز يلي الفترة الجاية و تعرفيني كل اللي بيحصل و بذات مع فارس و نبيل، أنتي فهمه
مجهول ٢ و هي تؤما: تمام يا بابا ربنا يستر وياريت متكررهاش تانى و تيجي البيت، فارس زود الرجاله حولين البيت و اضطريت انهارده أخرج قدامهم
مراد بانعقاد حاجبيه: و قولتلهم رايحه فين
مجهول ٢: هيكون فين يعني، السوق، متشغلش بالك بيا
ابتسم لها مراد و ما كاد يتحدث حتى فتح الباب ودلف مجهول ٣
مجهول ٣ بابتسامة: لا ده انا ربنا بيحبني بقي عشان اجي واشوفك كده
مجهول ٢: احمم طيب يا بابا انا همشي سلام يا….
مجهول ٣ بابتسامة و عينه لا تفارقها : سلام
و ما لبثت تغادر حتي امسكها مجهول ٣ من ذراعيها امام مراد و اردف بصوت خافت وصل لمسامع مراد: متنسيش اللي قولتلك عليه
مجهول ٢ بابتسامه طمأنينة: متخافش كل حاجه ماشيه زي ما احنا عاوزين، يلا سلام
مجهول ٣: سلام
خرجت مجهول ٢ من المنزل ليبقى كلا من مراد و مجهول ٣ سويا فأردف مراد باستفهام: كنت بتقولها ايه
مجهول ٣ بابتسامه: كنت بأكد عليها حاجه كده
مراد بلا مبالاه: طيب طيب جبتلي اللي قولتلك عليه
مجهول ٣ بإيماءة: جبتهم اتفضل
________________
في منزل شهد
كانت شهد تهاتف غرام علي الهاتف
شهد بصدمة: أنتي بتقولي ايه يا غرام، مراد مراد
غرام و هي تغمض عينيها بتعب: أيوه يا شهد هو مراد بعينه، مش عارفه عاوز ايه مننا، و ايه اللي دخله اوضه غرام
شهد بحيره: طب مراد زمان عمل كل اللي عمله عشان كان بيحبك، طب دلوقتي اكيد راجع و عاوز يكسبك من جديد، بس السؤال إيه اللي دخل بنتك في الموضوع و إيه اللي دخله أوضتها
غرام بحيرة: مش عارفه يا شهد مش عارفه ومش فاهمه حاجه
شهد بتساؤل: غرام، اميمه و بلال عرفت انه هرب
غرام بنفي: لا طبعا محد يعرف لسه
شهد: لازم تعرفوهم يا غرام عشان ياخدوا احتياطهم هما كمان احنا لسه منعرفش المجنون ابن المجانين ده عاوز مننا ايه مش كفايه اللي عملوا زمان هو و وفاء و فرح معاكي
غرام بضيق: يووه يا شهد مش وقته الكلام ده و بعدين متقوليش كده قدام فرح هتزعليها،انتي عارفه ان امها الله يسامحها كانت هي السبب
شهد باستفهام: طب و بعدين،هتعملوا ايه،و بعدين كريم كمان متستبعديش انه يكون مراد اللي عمل كده فيه،مراد ده مجرم
غرام بصدمه: لا لا مش معقولة يكون هو اللي عمل كده في كريم،اصل كريم معملوش حاجه و غير كدن ميعرفهوش
شهد و هي تضرب علي قدميها: يا غرام يا غرام ركزي معايا هو مش دخل اوضه بنتك و كريم ده يبقا جوز بنتك وغير كده شفتيه النهارده في المستشفى اكيد دي مش صدفه يعني
غرام بعدم تصديق: لا يا شهد مظنش انه يكون و بعدين كريم ليه اعداء كتير و ناس كتير مش بتحبه،و بعدين متقوليش جوز بنتي دي تاني،كريم خلاص طلقها
شهد و هي تشهق: طلقها،يخربيته يعني لسه صاحي و طلقها
فارس و مالك و هم يقفون امام والدتهم بعد أن سمعوا أخر ما نطقت به
مالك باستفسار: هو مين اللي طلق مين
شهد و هي تجيبه: اخرس يا مالك،و متقفش انت و هو كده
فارس بشك: مين اللي طلق مين يا ماما
شهد بتنهيده: كريم فاق انهارده و طلق غرام ارتحت
فارس و الابتسامة على وجهه لا يصدق.ما يسمعه للتو فغرامة اصبحت حره،و لم يعد هناك عوائق تمنع تقربهم مرة أخري
فارس وهو يقترب من والدته: بتكلمي جد يا ماما قولي والله
شهد لغرام: غرام انا هقفل دلوقتي وانتي كلمي اميمه و عرفيها زي مقولتلك و خليها تخلي بالها من ولادها
مالك بعد ان اغلقت مع والدته مع غرام: في اي يا ماما و ليه عاوزه طنط غرام تكلم طنط اميمه هو في حاجه ولا اي
شهد وهي تدفعهم من امامها: يا واد اوعي انت و هو قرفتوني كل حاجه بتدخلو فيها مش عارفه في اي
فارس و هو يمسك ذراع والدته: خدي هنا رايحه فين مش هسيبك غير لما تعديني اللي انتي قولتيله تاني
شهد بضيق و تتحرك من أمامهم: لا مش فضيالك والله و علي العموم اطمن السكة فضيت قدامك
________________
في المساء
دلف عامر الي المنزل ليجد والدته في انتظاره فجز علي أسنانه فهو يشعر بالغضب تجاه والدته بسبب مخططاتها تلك و ما الذي كانت ستفعله به و كيف كانت ستهدم زواجه و ستحطم قلبه و كيانه فأي أم هي حتى تفعل تلك الفعلة الشيطانية بابنها، لما لا تتركه يفعل ما يشاء مدام يجد سعادته فتنهد و اقترب منها و اردف بهدوء ينافي الغضب الذي بداخله تجاه والدته
عامر: خير يا أمي!!
حفيظة بانفعال: و هيجي منين الخير، اسمع يا عامر انا سكت كتير اووي بس مش هسكت اكتر من كده، انا هكلم و هحكيلك كل حاجه حصلت و مراتك دي عملت إيه
ثم أخذت نفسا عميقا و استرسلت حديثها بخبث شيطاني: مراتك مش بتحبك يا عامر، مراتك قلبها لسه مع حبيب القلب اللي كان خطيبها قبلك و مات، و لسه محتفظه بصورته بين هدومها شفتها قبل كده و ساعتها مرضتش اتكلم و ازعلها، بس مراتك زودتها اوي انهارده دخلت الاوضه لقيتها قاعده على السرير و عماله تعيط و هي حاضنة الصورة و بتكلمها، و كانت عماله تقول انها مش حبيتك و انها لحد دلوقتي بتحبك، عامر انت متعرفش حاجه، مراتك دي شيطانه، و مش بتحبك، انت سايب اللي بتحبك و قلبها ليك و باقي علي واحده بتخونك بمشاعرها مع خطيبها اللي مات، لو انت تقبلها على نفسك انا مقبلهاش يا عامر، مقبلش علي ابني أنه يكون مع واحد مش بتقدره و لا عارفه قيمته
كان عامر يستمع إليها و الصمت و الخذلان يصاحبه، لا يصدق بأن والدته تردف بذلك الحديث، يعلم جيدا انها تكذب بكل حرف تردفه فكيف يكون كلامها صحيح و مي قد أخبرته بحقيقة الأمر اليوم، و تلك الصورة التي تتحدث عنها والدته معه و بحوزته فكيف لها أن تتحدث بكل ذلك السوء عن زوجته
حفيظة و هي تظن انها نجحت بمخططها و انه صمته ذلك بعده جحيما: انت ساكت ليه يا عامر معقوله تقبلها على نفسك هتقبل واحده زي دي علي ذمتك
تحرك عامر من امامها بسرعة البرق و هو لا يرى أمامه لا يريد ان يفرغ غضبه عليها لذلك تحرك بتلك السرعة أما هي فقد ظنت بنجاح مخططها وبدأت ابتسامتها الشيطانيه الماكره ترتسم علي وجهها و أردفت بخبث: أشربي بقي يا بنت فرح، يكشي تموتي في ايده و نخلص منك
و بعدها اتجهت ناحيه هاتفها تهاتف شقيقتها لتخبرها بأخر التطورات
أما عامر فصعد الى الغرفة وهو يشتعل من والدته فدلف إلى الغرفه و دفع الباب خلفه ففزعت مي و اردفت بدهشه: مالك يا عامر في إيه
عامر وعضلات وجهه متشنجة: جهزتي حاجتنا
أومأت له مي و أردفت و هي تقترب منه: أيوه
عامر وهو ينظر على أمتعتهم: طب يلا بينا هنمشي دلوقتي
بالاسفل كانت حفيظة تهاتف شقيقتها و اخبرتها بكل ما حدث
تفيده بفرحه: والله طلعتي مش سهله خالص يا حفيظه
حفيظة: و انتي كنتي فاكرة اني هسيبها تاخد مني ابني بتحلم، بقولك اي اقفلي دلوقتي و هكلمك تاني مش عايزاه يشوفني و انا بكلمك سلام
تفيده بسعادة: سلام
استدارت حفيظة حتى تصعد لغرفتهم حتى تسترق السمع إلى حديثهم فوجدت عامر برفقة مي امامها و يحملون اغراضهم فجحدت عينيها بصدمه
حفيظة بصدمه: ايه ده يا عامر
عامر وهو يقف بمواجهتها و أردف بغضب: زي ما حضرتك شايفه و واخد مراتي و هروح. بيتي، مراتي تستاهل تقعد في بيت اللي فيها يقدروها و يعرفوا قيمتها، مش يكلموا عنها في ضهرها و يفترو عليها، أنا عارف كويس اوي يا امي ان مي بريئه، هي حكتلي انهارده علي كل حاجه و الصوره اللي اتكلمتي عنها دي معايا انا سمعه يا امي الصورة و أنا بنفسي قطعتها