روايه عشق الادهم الفصل الثاني و العشرون 22 بقلم شهد السيد


 روايه عشق الادهم الفصل الثاني و العشرون


•أحبَه و اعرف ان سلطة الحب جبّاره•

ليلًا... 

أرتفعت أصواتهم المتداخلة والتي ظهرت بها السعادة العارمة لحفل الخطبه الذي سيتم غدًا، دلفت ليليان لغرفة جودي التي انسحبت فجأة من بينهم، فتحت الباب دون مقدمات لتجد جودي جالسة على طرف الفراش بجوار ثوبها التي ستحضر الخطبه وتتحدث بالهاتف، فور أن رأت جودي ليليان ظهر الأرتباك والتوتر على وجهها وتوقفت عن الحديث. 

بهدوء شديد أغلقت ليليان الباب وازاحت الثوب تجلس جوار شقيقتها وتحدثت بهدوء زاد من توتر جودي: 
_اقفلي.. 

أزاحت جودي الهاتف بقلق وأغلقت المكالمة مع زياد دون أن تودعة ونظراتها معلقة بشقيقتها الصامتة. 

طال صمتهم لتقطعة ليليان بهدوء لين: 
_مستنيه أسمعك. 

تعثرت الأخري بالحديث وهي تجيبها: 
_اليوم اللى كنتِ مع أدهم فيه خارجين، كنت بذاكر وزياد قعد معايا ساعدني وبعدها قالي أنه.. 

صمتت للحظة وهي تفرك يديها قبل أن تستجمع شجاعتها وهي تنطقها: 
_بيحبني. 

أمسكت ليليان بيد جودي تربت فوقها بحنو وهي تحدثها برفق: 
_حبيبتي أنا عارفه إنك كنتِ معجبة بيه وحاسه انك بتحبية وإن هو كمان حبك، بس لسه بدري عليكِ ياجودي انتِ لسه ياحبيبتي ياما هتقابلي فـ حياتك.. 

توقفت عن الحديث عندما أمتلئت أعين جودي بالدموع وهي تجيبها بصوت مختنق خافت مُعبرة عن مشاعرها المتمسكة بـ زياد وقد أدركت غاية ليليان بأنهاء علاقتهم التي على وشك البدء: 
_ليليان أنا حبيتة بجد. 

سحبتها ليليان برفق تحتويها بين أحضانها وهي تربت على خصلاتها هبوطًا بذراعها متحدثة بتفهم وحنو: 
_مش أحنا بنتكلم مع بعض دلوقتي بهدوء، ليه العياط. 

صدرت من جودي شهقة خافته قبل إن تبدأ دموعها بالأنهمار وهي تجيبها بصوت مرتعش: 
_عشان عاوزة تبعديني عنه. 

رفعت رأسها من أحضان شقيقتها وهي تمسح دموعها بأرتعاش تجيبها من بين شهقاتها: 
_أنا حبيتة بجد، اوعدك هعمل كل اللى تقوليلي عليه بس متبعدنيش عنه أنا بحس قلبي بيوجعني أوي لما بتخيل دا وبعدين ما يمكن..يمكن نظرتك تطلع غلط ونفضل بنحب بعض، ماما لو كانت عايشة كانت قدرت تفهمني ومكانتش هتبعدني عنه وكانت هتساعدني، ورحمة ماما يا ليليان متبعدنيش عنه. 

شعرت بألم ضاري يحتل قلبها ينهشة بلا رحمة وهي تشاهد إنهيار صغيرتها وحديثها وانها تتمني لو كانت والدتهما على قيد الحياة حتي تكون الداعم لها، أغمضت أعينها بقوة وقد أدركت بأنها مهما فعلت لن يكفي، أعادت فتح أعينها ومدت يدها تمسح دموع جودي وتربت على ذراعها برفق تتحدث بهدوء شديد أخفت خلفة مشاعرها المتألمة: 
_ششش، أهدي مش هبعدك عنه أنا كنت بس..عاوزة مصلحتك. 

هدأت جودي عقب أن حديث ليليان التي تابعت ببسمة متألمة ظهرت على جانب شفتيها وهي تجاهد حتي لا تختنق نبرتها بالبكاء: 
_أنا يهمني أن بنتي اللى كبرت قدام عيني تفضل متفوقة، وخليكِ عارفة دايمًا أني جمبك وهساعدك واني بفهمك من قبل ماتتكلمي حتي، ولأول مره هقولهالك اوعي تبيني لحد أنه نقطة ضعف بالنسبالك، نامي عشان عندنا بكرا يوم طويل. 

أنهت حديثها بهدوء مصتنع ونهضت مغادرة لغرفتها سريعًا وهي تشعر بضيق قفصها الصدري حتي كادت أن تموت حية. 

هوت على الفراش وهي تضم شفتيها المرتعشتين بقوة تسيطر على نوبة بكائها الوشيكة، لا تعلم كم مره عليها من الوقت حتي سكنت تمامًا حتي أنها لاتشعر بما يدور حولها، حاله من الخمول واللاوعي سيطرة على جسدها وعقلها قبل أن تسقط بدوامة نوم عميقة هاربة من مشاعرها البائسة. 

_______________♡

أرتفعت الزغاريد من صفية وهدي فور أن خرجت فرح تليها ليان وكل منهما تستعرض ثوبها وهيئتها بعدما أنتهت خبيرة التجميل من وضع الزينة اللازمة لهم، الفرحة العارمة تعم على المنزل، خرجت جودي بعدما أنتهت هي الأخري من وضع زينة وجهها البسيطة كما شدد زياد عليها وتسألت: 
_ليليان لسه مجاتش برضوا.!! 

أرجعت ليان خصلات شعرها للخلف وهي تتأمل نفسها بالمرآه: 
_قالت انها هتيجي على القاعة على طول عشان عندها اجتماع مهم مينفعش يتأجل.

تقدمت فرح من ليان تحتضنها بصدق وسعادة وحب أخوي: 
_شكلك حلو أوي، أنا فرحانه أوي بجد عشان خطوبتنا مع بعض. 

أبتعدت ليان قليلًا وأمسكت بيد فرح ترفعها للأعلي حتي تدور حول نفسها وتحدثت هي الأخري بحماس وسعادة: 
_انتِ اللى مُزة مُزة يعني، والله له حق حازم يتخانق معاكِ عشان متحطيش ميكب انتِ حلوة من غير حاجه أصلُا. 

ظلوا يتبادلوا جميعهم أطراف الحديث حتي أستمعوا لصوت أبواق السيارات ترتفع مُعلنة عن قدوم كلًا من مازن وحازم. 

أول من هبطت كانت ليان التي كانت تشعر بأنها تكاد تحلق فـ سابع سماء من فرط سعادتها، وأزدادت أبتسامتها واشراق وجهها وهي تجده يتقدم لداخل المنزل مصفقًا صائحًا: 
_ ياناس يالي هنا عروستي فين، المفروض اجي الاقيها فـ الجنينة دا أنا جايب فستان بالشئ الفلاني.!! 
انتِ فين يا جهاد.؟ 

ضحكت وهي ترفع يدها حتي ينتبة لوقوفها بأحد الأركان: 
_أنا هنا ياسلامة. 

التفت نحو مصدر صوتها لتتسع أبتسامتة أعجابًا وهو يتقدم منها ببذلتة الكحلية الأنيقة وقد أنعكست سعادة قلبة على أعينه وهو يراقب طلتها الرقيقة وهي واقفة تضحك بسعادة كـ طفلة أتي والدها لأصتحابها، تأمل هيئتها الرائعة بهذا الثوب الوردي اللطيف وقد زادته أبتسامتها أبتهاجًا ليصبح أكثر روعه وشعر به يتماشي مع ألفة روحها. 

تقدم حتي توقف أمامها لتُمسك بأطراف ثوبها وهي تدور حول نفسها منتظرة رأية هو بالأخص: 
_حلو.؟

نظر بـأعينها وأبتسامتة لم تقل وهو يخبرها بنبرة عميقة: 
_جدًا، أحلي حاجه ربنا عوضني بيها. 
فركت يديها ببعضهم وهي تبتسم له أكثر وكم بدت لطيفة بأبتسامة تلك، نظر يمينًا ويسارًا وتسأل بذات الأبتسامة: 
_هي ليليان هنا.؟ 

أتسعت أبتسامتها وهي تتأمل ملامحه الوسيمة عن قرب وحركت رأسها بالنفي لتجده يتمتم بصوت منخفض قليلًا: 
_يعني لو أخدتك حضن مطارات عادي.؟ 

تصنعت الجدية رغم أبتسامتها وهي تحرك رأسها بالنفي: 
_لأ طبعًا عيب. 

تمتم ببعض الكلمات المتزمرة الهامسة والتي تعبر عن أستياءة متمنيًا لو كانت زوجته الآن لكان أحتضنها حتي تشرق الشمس.! 

زالت جديتها وظلت أبتسامتها ومدت يدها تُمسك بباقة الورود الرقيقة التي جلبها لها ورفعتها تستنشق رائحتها النفاذة وتحدثت برقة عـهدها منها دومًا والذي كان مدركًا بأنها لم تكن تصنعًا: 
_شكرًا، شكله حلو أوي. 

توترت نظراتها وهي تخبرة بصوت أقل وضوحًا: 
_وشكلك انتَ كمان حلو..وشيك. 

زفر بعمق وتقدم أكثر لترتبك هي وتبتعد للخلف لكنه أمسك بذراعها برفق يثبتها وطبع قبلة رقيقة على جبينها  كأنه يشكرها على ظهورها بحياتة لتعوضة عن فقدان والدتة وشقيقتة بحريق أليم، هي تجمع من صفاتهما معًا تجمع من صفاء ورقة شقيقتة مايجعلة يشرد ويتخيلها رهف وتشابهة والدته بحنانها وقلقها وأهتمامها. 

شعرت ليان بأنحباس أنفاسها داخل صدرها وهي مغمضة لأعينها مُستسلمة لشعورها الذي كان جديدًا عليها كليًا، طالما عاملها والدها بقسوة وغلظة وهو يشعرها مرارًا وتكرارًا بعدم رغبتة بها وانها عبئ عليه، لأ تتذكر أنه ولو لمرة أحتواها بين ذراعيه بعناق دافئ وحنون.

سيطرة على رابطة ذكرياتها الأليم وهي تجد بـ مازن ما لم تجده مع والدها وتحدثت بأبتسامة هادئة بعدما أبتعد تاركًا لها مساحتها الشخصية: 
_يلا.؟ 

تنحي جانبًا وهو ينحني بحركة مسرحية واضعًا يده اليسري فوق معدتة ويشير نحو الخارج بيده اليمني كـ أمير نبيل وراقي، ضحكت وهي تتقدم واعتدل هو بوقفتة يسير بجانبها ونظر نحو حازم الذي يواليه ظهره وصاح: 
_حركة كدا ولا كدا هقول لأدهم ينفخ أمك.! 

التفت حازم باحثًا عن شيئًا يقذفة به متمتمًا بغيظ: 
_أم مين يابن... 

قطع حديثة عندما أختفي مازن من أمامة وأعاد نظرة نحو فرح التي أطلقت العنان لضحكتها المستمتعة وهي تتحدث: 
_انتَ مبتتخانقش مع حد غير مازن دايمًا كدا.!! 

ضحك بقلة حيلة وهو ينظر نحو مكان وقوف مازن السابق: 
_محدش بيدايق فيا ليل نهار غيره، لولا أدهم كنت حبستة من زمان وخلصت البشرية من غلاستة. 

نظر لها وغمز بعينة اليسري بعبث: 
_بس سيبك انتِ كان عندي نظرة مُستقبلية لما قولت انك انتِ اللى هتحسني السلالة. 

تصنعت فرح الحده وهي تنهره: 
_ماتسكت بقي.! 

صمتت للحظات وتحدثت بأبتسامة لعوبة: 
_مقولتليش رأيك فـ الفستان، مُطابق لتعليماتك.! 

فهم بأنها تقصد ذلك الثوب الأحمق التي أرتدته سابقًا بخطبة أدهم وليليان ليبتسم برضا:
_بالنسبة للتاني فـ هو مُطابق بنسبة كبيرة. 

وضعت يدها اليمني على خصرها وهي تدور يمينًا ويسارًا وتحدثت بأبتسامة مُتحمسة: 
_أنا اللى رسمت التصميم بتاعه وروحت لأتيلية ليليان بتتعامل معاه وخليتهم يفصلهولي. 

تأملها للمره التي لا يعلم عددها بدايةً من خصلات شعرها الشقراء المرفوعة بأناقة ورقة وزينة وجهها البسيطة التي اوضحت جمالها الطبيعي أكثر وثوبها بلونة الزاهي وتفصيلة الرقيق الذي ناسبها. 

أمسك بيدها يطبع فوقها قبلة رقيقة متمتمًا: 
_تسلم الأيد اللى صممته، واللى هيبقي فيها دبلتي كمان كام ساعة. 

انهي حديثة بغمزة مشاكسة لتبتسم وسار معها للخارج ممسكًا بيدها متجهين حيث سيارته وقد وجد سيف مستعدًا للمغادرة بصحبة هدي وجميلة وصفية وجودي، وقد أتي سيف وحده بسبب ظروف بعمل والده منعته من الحضور. 

تعلقت نظرات جميلة على نافذة السيارة تراقب المارة والمباني بعقل شارد، بعد الغداء الذي شاركهم به سيف بعد حضورة اليوم استطاع محاصرتها وتسأل عن عدم ردها على عرض زواجه، واخبرها أنه أخبر والديه بالموضوع وانهما مُنتظرين لموافقتها، سيطر عليها التوتر والقلق وتهربت منه دون أجابة مرضية له. 

أغمضت أعينها وهي تزفر ببطئ وتروي، هي لأ تريد دخول رجل أخر بحياتها حتي وإن كان مختلفًا بطباعة، هي تريد بدأ حياة جديدة خالية من علاقتها واختلاطها بالجنس الآخر تمامًا. 

نظرت بجانبها نحو جودي الممسكة بهاتفها تنقر فوقة بأصابعها وهي مبتسمة بأتساع وعادت بنظرها نحو النافذة مجددًا تنتظر وصولهم لوجهتهم، عازمة على أخبار ليليان برفضها لتخبرة لـسيف. 

  
             "_♡♡♡♡♡♡♡♡♡_" 

ترجلت من سيارتها بثباتها وقوتها المعهودين، أرجعت خصلات شعرها التي تدلت على وجهها ليظهر وجهها الفاتن وأعينها الخضراء الساحرة يحيطهما حصن من الرموش الطويلة وشفتيها المطليتين بلون أحمر جرئ وناري. 

راقبت الحفل والمدعوين بدقة قبل أن تتقدم نحو بوابة الحفل وصدي حذائها يتردد بين خطواتها، وجدتة يقف أمام باب الحفل متألقًا ببذلة سوداء وقد أجتمعا كلاهما على حُب هذا اللون، نظر بساعة معصمة والتفت ينظر جواره عندما شعر بحضورها ولم يخيب شعورة. 

تأمل هيئتها الجذابة كما عهدها دومًا، يجدها ساحرة دونًا غيرها، حبه لها قد تمكن كليًا منه وأصبح لايطيق بُعدها عنه، تفحص ثوبها الأسود الأنيق للغاية و تعلقت أعينة على قلادة ذهبية ثمينة أرتدها لتظهر بوضوح وهي تحمل أسمها بخط واضح ومُنمق، تفحص وجهها بتفاصيلة التي يعشقها وانقبض جبينة عندما دقق على شفتيها المطليتين بأحمر شفاة مُغري وناري. 

نظر حولة بتلقائية ليجد مجموعة من الشباب يقفون على مقربة منها مهتمين بالنظر نحوها متهامسين. 

تكاد الغيرة تبترُ قلبة من فرط أنانيتة بها، حتي انه أصبح يشعر بالغيرة من عملها.!! 

تقدم نحوها بخطوات قوية لتتوقف هي حتي تقدم منها وتابعت تفاصيل ضيق وجهة بصمت ليتسأل:
_اتأخرتي ليه.! 

أجابتة بهدوء تام وقد أمتدت يدها تنفض بعد الغبار الطفيف فوق كتفة: 
_الأجتماع طول شوية، أول ماخلصت لبست وجيت بسرعة. 

همهم بضيق وامسك بيدها يسحبها نحو الحديقة المُلحقة بالقاعة: 
_طب تعالي نستانهم لحد مايجوا. 

أمتنعت عن السير وهي تتحدث: 
_مينفعش فية ناس أنا عزماهم لازم أدخل أرحب بيهم واستقبل اللى جايين.

ضغط على أسنانه وهو يجيبها بضيق أكثر: 
_مش مهم. 

أجابتة بأعتراض هادئ: 
_لأ مهم، دي كدا قلة ذوق مني مش كفاية جاية متأخر.! 

ثار بوجهها بعصبية لأول مره تقابلها بأول شجار بينهم: 
_ومش هتبقي قلة ذوق لما تسبيني وتروحي تقفي مع كل واحد شوية.!! 

نظرت بجانبها لتلاحظ أنتباه بعض الناس على شجارهم وبحسن تصرفها الدائم تعلقت بذراعة وجذبته بخفة ليسير جوارها حتي وصلوا لأقرب طاولة وجلست أمامة وزفرت بتروي تحاول أمتصاص غضبة حتي لا يكبر الشجار بينهم: 
_ممكن أفهم بهدوء مشكلتك فـ اي.؟ 
انتَ عارف إن فيه ناس جاية مُجاملة ليا سواء موظفين أو معارف مش هينفع مروحش أرحب بيهم وهما جايين عشاني. 

مرر كفي يده على وجهة بعنف وهو يجيبها بغيرة تكاد تجعلة يغلي من فرط غضبة:
_عارف بس أنا مش هستحمل دا ياليليان.! 
كفاية يوم خطوبتنا كنتِ من أول الخطوبة واقفة تستقبلي دا وتتكلمي مع دول وكنت عاصر على نفسي لمونة وساكت، أنا عارف إن دي حياتك من قبل ما أنا ادخلها وانك مبتعمليش حاجة غلط بس.. 

مرر أصابعه بخصلات شعرة وهو يجيبها بأختناق من ما يشعر به: 
_بغير عليكِ، غصب عني غيرتي بتقتلني وبتزيد، عاوز وقتك ليا واهتمامك ليا حتي ضحكتك.! 
لو أطول أحطك فـ مكان بعيد عن عيون الناس دي كلها مش هتردد لحظة واحده فـ أني أعمل كدا، مكنش عندي أي مانع يخليني أقتل الوسخ اللى اتهجم على البيت وحاول يقرب منك.. 

أحتوت كف يده بين يديها الدافئتين وهي تمرر أصابعها على ظهر يده برفق متحدثة بأبتسامة رقيقة ونبرة لينه: 
_ممكن ننسي اللى فات ونفكر فـ النهارده.! 
عارفه إن شعورك مش بأيدك تتحكم فيه بس ممكن نحاول مع بعض.؟ 

سَكن تمامًا وكان لمستها عالجت جروحة ونظر لها بأستفهام عن نهاية حديثها لتكمل بتوضيح: 
_يعني أنا هحاول أقل من اللى بيدايقك وانتَ تحاول تقلل فـ أنفعالك وغيرتك شوية.

صمتت للحظة قبل أن تكمل حديثها بندم: 
_عارفة إني الفترة دي مقصرة فـ حقك بس غصب عني أنا حاسة بأني عاجزة أعمل أي حاجة من كم الحاجات اللى محاوطاني ومش عارفه أبدأ احلهم حتي.!! 

شعر بأنقباض قلبة لنبرة الحزن التي سيطرت على صوتها وتسأل بقلق وأهتمام: 
_أحكيلي ونحلها مع بعض. 

كانت بالفعل ستبدأ بالحديث لكن أرتفعت الأبواق مُعلنة عن قدوم حازم وفرح ومازن وليان، أبتسمت بلطف مُنهية الحديث: 
_أوعدك نقعد مع بعض فـ أقرب وقت واحكيلك بس حاليًا لازم ندخل لانهم جم. 

أومأ بتفهم ورفع يدها لفمه يطبع قبلة عميقة بباطنها وتأمل دبلة وخاتم خطبتهم اللذان بيدها وأبتسم لها بهدوء واطمئنان: 
_كل حاجه هتتحل، متشيليش هم حاجه. 

أبتسمت لحديثة المطمئن ونهضوا سويًا متقدمين لداخل القاعة. 

              "_♡♡♡♡♡♡♡♡♡_" 

هبط هو أولًا وتقدم من الباب المجاور له يفتحه ممسكًا بيدها يعاونها على الهبوط بحذر: 
_على مهلك، لسه دايخة.؟ 

وقفت أمامه وابعدت خصلات شعرها الغجرية خلف ظهرها وهي تجيبة بأبتسامة لطيفة: 
_لأ، لما شربت العصير حسيته أداني طاقة والدوخة خفت. 

زفر جاسر بضيق طفيف معترضًا: 
_قلة أكلك دي غلط ياسارة انتِ لازم تتغذي كويس عشان متتعبيش كل شوية. 

تشبثت بذراعة وهم مُقبلين على دخول القاعة مجيبة: 
_سواء أكلت أو لأ البيبي بيتغذي ومش هيتأثر. 

توقف عن السير وهو ينظر نحوها بأعتراض: 
_بس جسمك وصحتك هيتأثروا، أنا مش هقبل إنك تتعبي بسبب اهمالك دا حتي لو هزغطك زي البطة.! 

أنهي حديثة بتصميم وعاد سحبها خلفه حتي دلفوا للقاعة وقد وقعت أعينه أولًا على أدهم وليليان الواقفين بجوار بعضمها يتحدثان، تقدم نحوهما لتميل سارة عليه متسألة بصوت مرتفع بعض الشئ حتى يصل إليه: 
_هي دي ليليان خطيبتة صح.! 
-اعتقد إنك شوفتيها يوم الخطوبة فـ المفروض تكوني عرفاها.

أجابتة قبل أن يتوقفوا أمام أدهم وليليان: 
_كنت جاية عشان اشوفك، ومركزتيش فـ حاجه غيرك. 

صافح جاسر أدهم واكتفت سارة بإيماءة بسيطة لأدهم كـ تحية له وتقدمت تصافح ليليان التي بادلتها بحفاوه وترحاب وقادتها نحو طاولة أسرتها بعدما أخبرتها سارة بحاجتها للجلوس بسبب الدوار الذي يداهمها من حين لأخر. 

طلبت ليليان من أحد العمال كوب عصير لـ سارة ونظرت لها بأبتسامة هادئة: 
_أتشرفت بحضورك يا مدام سارة. 

أبتسمت سارة لها وهي تجيبها ببساطة: 
_بلاش ألقاب قوليلي سارة بس، ماشي يا ليليان.؟ 

أومأت ليليان بذات الابتسامة وجاء العامل ووضع العصير مغادرًا واستأذنت ليليان لمقابلة أحد ضيوفها.

نظرت سارة حولها وهي ترتشف من كوب العصير لتتعلق أعينها فوق جاسر الذي غمز لها خفية. 

لم يمر الكثير وعادت الموسيقي الشعببة الصاخبة تعم القاعة من جديد وسط أجواء تملؤها الفرحة العارمة، أتسعت أبتسامتها وهي تراقب جاسر الذي أنضم لحازم ومازن يتراقصوا بحركات رجولية والأبتسامة تعلو وجهة، تشعر الآن بالإرتياح من بداية تحسن علاقتهم معًا لكنها تخشي إن يتبخر كل شئ وتأتي الرياح بما لا تشتهية السفن.!! 

                      «        _____       »        

أنتهت من سرد ماحدث بينها وبين ليليان أمس وهو صامت مستمع لحديثها، زفرت جودي مطولًا وهي تبعد خصلاتها المتطايرة خلف ظهرها وبنبرة راجية أكملت: 
_أنا أول مره أعارض ليليان فـ حاجة، اوعدني متخذلنيش يا زياد.!! 

لم يوعد أحدًا من قبل إلا أذا كان واثقًا من أنه سيوفي بوعده، لكن وعدها هي مختلف، هو لا يعلم ما الذي يخبئة القدر لعلاقته بها، يشعر بتوقف عقلة عن العمل، هو على أتم أستعداد بفعل أي شئ مقابل أن يحصل عليها وفكر بأخبار أدهم برغبته بأن يتقدم لخبطة جودي وتستمر خطبتهم حتي تُنهي تعليمها الجامعي، لكن خشي رفض شقيقة. 

تضاربت افكارة بشدة وهو صامت وكم اقلقها صمته هذا وشعرت بالخوف يحتل قلبها وظهر جليًا بأعينها مما جعلة يزفر مجيبها بأصرار شديد: 
_اوعدك، هحافظ عليكِ وعمري ما هكسرك ولا هخيب ظنك فيا. 

                       «        _____       »  

لا يعلم أحدهم كم مر وهم يسيروا برفقة بعضهم مستمتعين بالهواء النقي واصوات مياه البحر المتلاطمة بقوة وأهتياج، زفرت ليليان بقوة وهي مبتسمة تشاهد البخار الخارج من فمها نظرًا لأنخفاض درجة الحرارة. 

تابعها أدهم بأبتسامة على فعلتها التلقائية وكم بدت لطيفة وهي تفعل ذلك، أمسك بكف يدها الذي أختفي داخل أكمام سترتة وجلسوا على أقرب مقعد ونظر لها بأهتمام متسائلًا: 
_أي بقي الموضوع المهم اللى كنتِ عاوزة تقوليلي عليه. 

نظرت بجانبها لتجد رجل كبير بالعمر يقم بشوي الذرة، أتسعت أبتسامتها وعادت للخلف وهي تحرك قدميها للأمام وللخلف واجابتة بمشاكسه: 
_هاتلي دره وأنا اقولك. 

صدرت منه ضحكة صغيرة ونهض يتقدم من الرجل، رفعت رأسها للسماء تشاهد النجوم اللامعة وسط عتمة الليل، شردت للحظات قبل أن تفيق عندما عاد أدهم ووضع بجانبها حقيبة بلاستيكية بها الكثير من أعواد الذرة المشوية، اتسعت أعينها قليلًا وتسألت ببلاهة: 
_انتَ جبت كل اللى معاه ولا اي.! 

أبتسم بهدوء على مظهرها وهو يحرك رأسه بالإيجاب، نظرت خلفها لتجد الرجل نهض مسرعًا يجمع أشياءة مستعدًا للعودة لأسرتة بعدما ارضاه الله وبعث له من يأخذ ماتبقي معه بمال وفير أكثر من حق أعواد الذرة. 

عادت ببصرها نحوه وابتسامتها الصامتة كانت أفضل من أي حديث ممكن أن يقال، أخرجت أحد الاعواد تعطيها له وامسكت هي بواحد أخر تأكل منه بأستمتاع وتلذذ وبعد برهة من الزمن تحدثت: 
_زياد وجودي بيحبوا بعض. 

مضغ ما بفمه بهدوء ولم تتغير ملامحه وهو يجيبها ببساطة: 
_عارف. 
-قالك.؟ 
_لأ بس محدش قالك عليا غبي عشان ملاحظش نظراتهم لبعض، كنت مستنيكم تفتكروني وتعرفوني. 

لكزتة بذراعة بخفة وهي مبتسمة تجيبة: 
_عشان تعرف بس إنك غالي عليا وانك أول ما عرفت أنا اللى عرفتك. 

صمت بأنتظارها أن تكمل حديثها الذي خمنه لتكمل  بما جعل تخمينه صحيحًا: 
_أنا خايفة على جودي، جودي ملهاش تجارب مع الناس واختلاط بيهم وغير كدا دراستها وفوق دا كله عقلها هيتشغل بزياد وبعيدًا عن كل دا أنا مش موافقة بصراحه وشايفه أنه لسه بدري عليها، زياد اخويا زي ماهو أخوك وبعتبرة زي جودي بالظبط، أنا عمري ما اكون سبب ف حاجه توجع اختي أو اني أعمل حاجه تخليها تشيل كره ف قلبها من ناحيتي، أنا مش معترضة عن علاقتهم أنا معترضة انهم ليه صغيرين انتَ فاهمني.!! 

أنهت حديثها وهي تنظر له بضياع وكأنها أعطته بعض الألغاز المتفرقة وعليه أن يجمعها، ربت على كف يدها برفق وأبتسامة دافئة وأجابها: 
_فاهمك، سيبي الموضوع دا عليا وأنا هحله من غير ما اوجع قلبها ولا قلبه. 

عقدت حاجبيها قليلًا وهي تنظر له بأهتمام: 
_ازاي.؟ 

-يعني لو هما بيحبوا بعض بجد هيتمنوا التوفيق والنجاح لبعض، زياد يشوف دراسته وجامعته ويجتهد وينجح بتقدير عالي زي كل سنة بس يبقي بيعمل كدا عشان يوصل لجودي زي ما عاوز برضوا يوصل لنجاحه، لو بيحبها بجد مش هيشتتها بقربة منها وهي لو حبته بجد هتذاكر وتنجح وتبقي شخصية ناجحة الف واحد يتمناها..زي اختها كدا. 

أنهي حديثه بغمزة لعوبة جعلتها تشعر بالإحراج واخفضت عيناها عنه، لا تخجل من حديث أحد سواه.!! 
سمعت الكثير من كلمات المدح والأعجاب لكن منه هو..تختلف تمامًا. 

ضحك بتسلية وعقد يده مكملًا حديثة: 
_لو عاوزين بعض بجد هيعافروا عشان يكسبوا بعض والوقت دا اعتقد هيكون كافي بأن جودي تخرج للعالم وتعرف بجد هي بتحبه ومتاكده من مشاعرها ولا لأ، وهو كذلك. 

أومأت بتفهم وأستحسان لحديثة واجابته بتصميم:
_هو دا اللى هيحصل، هتكلم مع جودي وافهمها... 

انقطع حديثها عندما شعرت به يجذب أذنها بحده بعض الشئ وتسأل بتهديد:
_هنتجوز امتي يا ليليان.!! 

ما هذا يا الله متي تحول من كائن هادئ لآخر شرس وحاد.!! 
شعرت بالتوتر يعتريها من فكرة تحديد موعد زواجهم وتحدثت بتلعثم وتشتت:
_هاه.!!
ماهو اتفقنا أن يعني لسه يعني... 

قاطع حديثها مجددًا بجدية تامة: 
_لسه اي، حد قالك إني بكون نفسي.!!
دا انتِ حتي رافضة اننا نتكلم هنسكن فين.!! 

أخفضت بصرها وزفرت بتروي وهي تجيبة دفعة واحده بصوت منخفض: 
_أنا قلقانه.!! 

أبعد خصلات شعرها خلف أذنها ورفع وجهها نحوه متسأل برفق: 
_قلقانه من أي.؟، مني.!! 

سارعت بالنفي مجيبة: 
_لأ مش منك بس..

صمتت للحظات قبل ان تجيبة بتوضيح لما يشغل عقلها: 
_قلقانه على جودي لما اسيبها لوحدها، وجميلة وطنط هدي اللى لسه مش عارفه مصيرهم معايا أي بعد ما عزت كلمهم وطلب منهم يرجعوا وإن اللى كان بيحصل زمان مش هيتكرر تاني. 

احتوي كفوف يدها البارده بين يدية الدافئة يربت فوقهم برفق يبث لها الطمئنينة والحب: 
_ يرجعوا أو لأ دا قرارهم هما وملناش دعوه بيه، ولو فضلوا فـهما هيفضلوا فـبيت باباكِ زي ماهم وجودي تقعد معاهم وكمان ليان وفرح لسه مدة على ما يتجوزوا، يعني مش هتكون لوحدها وانتِ اكيد هتروحيلهم دايمًا وهما كمان يجولك وتكلمي جودي تتطمني عليها وعلاقتكم ببعض هتفضل زي ماهي. 

كلامه كان صحيحًا لذلك أقتنعت له وصمتت ليكمل هو: 
_صدقيني أنا لو مش بحبك مش هبقي عاوز نتجوز النهارده قبل بكرا عشان تبقي معايا دايمًا، أنا بحبك أوي يا ليلو. 

كلماته ونبرتة العميقة الدافئة كانت ذات تأثير صاعق على أوتار قلبها المُضطرب، ورغم برودة الطقس إلا انها شعرت بأرتفاع درجة حرارة جسدها وتوتر وارتباك سيطر عليها، رغم عمرها الذي قارب على الثلاثون إلا أنها كأي النساء تتبعثر مشاعرها من كلمة حب صادقة ودافئة. 

وكم هو أحمق من يظن بأن المرأة تفقد أنوثتها بتقدم العمر، عذرًا لبصرك الضعيف الذي قرر التقليل من جمالها وقلبك الأبله الذي لم يعد يلبي رغبات قلبها من اهتمام وحديث لطيف، المرأة كـ الألماس الذي تتضاعف قيمتة ولا تقل.!! 

أبتسم عندما لاحظ تأثير كلماته عليها وتحدث بمشاغبة طفيفة: 
_حبيبي مش ناوي يحن عليا ونختار عش الزوجية.؟ 

حمحمت ورفعت رأسها تجيية بتماسك قدر الإمكان: 
_بيتك الحالي حلو، نعمل فيه حبة تغيرات بسيطة ونعيش فيه. 

لم يشاء ان يفرض عليها المكوث بمنزل عائلتة السابق، رغم حبة الشديد لذلك المنزل الذي كان كل أنش به تحت ذوق والدته واختيارها، زادت أبتسامتة وتضاعفت وسامتة الطاغية من مجرد أبتسامة زينت ملامحه الرجولية الحادة، اكملت حديثها بأبتسامة هادئة: 
_وزياد هيفضل عايش معانا. 

للحق، سعادتة بأقتراب وجودها معه بمنزل واحد جعلته لوهله يتناسي شقيقة، لكنه أومأ بالإيجاب لتسحب ليليان يدها ونهضت بعدما نظرت بشاشة هاتفها: 
_الوقت أتأخر، لازم أروح. 

نهض على مضض مغادرتها من أمام عيناه شئ يبغضة بشدة رغم هذا زفر بتروي محاولًا الصبر وقد اقترب موعد زواجهم. 

                    «        _____       »        

أرتمت على الفراش والابتسامة تعلو وجهها والراحة تحتل قلبها، جذبت سترتة لأحضانها تستنشق رائحتة العالقه بها بدفئ يحتل كيانها وهي تتخيل ايامهم القادمة معًا، اغمضت أعينها ببطئ وابتسامة حالمه وقد خُيل لها وجوده بجانبها وبدفئة المعهود معها جذبها لأحضانه لتشدد من محاصرتها له غارقة بسبات عميق غير واعية لوجود الوسادة بأحضانها عوضًا عنه. 

تعليقات



×