رواية قصة لا تنتهي الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم دينا

 

رواية قصة لا تنتهي الفصل الواحد والعشرون بقلم دينا

دخل سالم وهوا معه هشام أوقفه امام جاسر الذي نظر له ببرود... نظر هشام له بقلق وقال: هوا فيه ايه 

نظر جاسر له قليلا ثم قال بوجه خالي من التعابير: مش كنت تقولي..... تقولي انك لسه عايش يـ بابا 

نظر له هشام بصدمه لقد اكتشف انه والده لكن كيف ومتي.... صمت قليلا يجمع حروف كلماته قائلا: عرفت ازاي 

جاسر بجمود: مكنتش عايزني اعرف 

هشام بحزن وندم: بالعكس دنا من اول ما شوفتك وانا كنت عايز اقولك اني ابوك 

جاسر بجمود: و مقولتش ليه 

هشام بحزن ودموع تجمعت في عينيه: كنت خايف... خايف من ردت فعلك لما تعرف اني لسه عايش بعد السنين دي كلها 

جاسر بجمود: خايف عليا ولا مني 

ابتسم بحزن وقال: انت لو عملت فيا اي مش هقولك بتعمل كده ليه لانه من حقك تعمل اللي انت عايزه 

نظر جاسر له بصمت للحظات ثم قال: رجعت ليه.... ليه مموتش 

هشام بحزن وألم: ياريت كنت موت وارتحت بدل العذاب اللي انا عايش فيه دلوقتي..... بس صدقني يبني كل اللي حصل كان غصب عني 

جاسر بحده وانفعال: متقولش ابني... عمري ما هعتبرك ابويا.... انت بالنسبالي ميت من سنين وهتفضل ميت 

هشام بحزن ودموع: متوجعنيش اكتر ما انا موجوع 

جاسر بحده وغضب ممزوج بألم: موجوع..... انت عندك احساس ولا مشاعر من الاساس...... انت لو كان عندك ذرة دم واحده مكنتش تعمل في ماما كدا...... اتكسرت و اتجرحت و اتوجعت.... وفي الاخر قتلوها كله دا بسببك..... ماتت بسببك انت 

كان يستمع له في صمت و دموعه تتساقط بألم... فهوا معه حق.. هوا السبب في كل شيء..... غلطه... غلطه منه دمـ*رت حياته وحياة من يحبهم ثم قال بوجع: سامحني... سامحني يبني بس والله كان غصب عني مكنتش عايز اي حاجه من دي تحصل 

ابتسم بسخريه وألم وقال: اسامحك.... اسامحك ازاي بعد الوجع اللي ماما عاشته بسببك اسامحك ازاي بعد ما خسرتها عمري كله...... اسامحك ازاي 

كان هشام سيتحدث قاطعه جاسر بحده وغضب ممزوج بألم قائلا: مش عايز اسمع صوتك تاني... مش عايز اشوفك قدامي ولا المح وشك قدامي ولو صدفه انت سامع

هشام بحزن ودموع وألم: جاسر اسمعني.... 

جاسر بحده وانفعال: اطلع برا وإياك اشوفك.... عشان لو شوفتك قدامي تاني....... هقتلك زي ما قتلوها 

هشام بحزن وألم شديد: سامحني ارجوك 

نظر جاسر له بقسـ*وة وقال بحده: قولتلك اطلع برااا

نظر إلى سالم وقال بحده وغضب وأمر: ارميه برا 

هز سالم رأسه بالطاعه اقترب من هشام وامسكه من يده وسحـ*به للخراج وهوا ينظر الي ابنه بحزن ودموعه تتساقط بألم وهوا يترجاه ان يسامحه ولا يعاقبه بهذه الطريقه... يكفي عقابه لخسا*رته زوجته لن يتحمل خسا*رة ابنه ايضا

اخرجه سالم واغلق الباب... نظر جاسر الي الباب بعد رحيله وتبدلت ملامح قسو*ته للحزن الشديد ودموعه تجمعت في عينيه بألم شديد... كم يجب عليه ان يتحمل بعد...... لم يعد لديه طاقه ليتحمل اكثر من ذالك... لقد تعب.. تعب من كل شيء حوله 

قلب الطاوله التي امامه بقدمه بقوة وغضـ*ب شديد.... 

................

ادخل جاسم والدته وأجلسها ثم ذهب للمطبخ ليحضر لها كوب من الماء... دخل واخذ زجاجه من الثلاثه وملئ الكوب رن هاتفه فخرج ليرد عليه دون ان يأخذ كوب الماء معه

دخل الرجل الذي اتفق جاسر مع علي الخطه...وضع حبه من البر*شام داخل كوب الماء وقلبها جيدا حتي ذابت تماما ثم خرج من الشباك 

عاد جاسم واخذ كوب الماء وذهب جلس بجانب خلود وجعلها تشرب منه..... شربت خلود الكوب كله دون وعي منها... عقلها مازال مشغول في امر شبح هشام 

نظر لها جاسم بحزن من حالتها وقال: حاولي تنامي شويه يمكن ترتاحي 

ثم نهض و تركها وغادر واغلق الباب خلفه....... راقبه ذالك الرجل من بعيد ثم ارسل رساله صوتيه لـ جاسر قائلا فيها: كله تمام يا باشا عملت زي ما طلبت مني...وكل يوم هحطلها حبايه منه زي ما حضرتك قولت 

...........

ذهب جاسر الي المستشفى نهض اشرف وقف جاسر امامه ونظر الي غرفتها بحزن وقال: الدكتور قالك ايه 

هز رأسه بحزن وقال: لسه مفيش تحسن 

بدأ يشعر وكأنه سيخسرها وأمله يتلاشى ببطئ.... ترك اشرف ودخل لها واغلق الباب خلفه نظر جاسر لها بحزن عميق، وقلبه يؤ*لمه عليها بشدة. كانت جسدها متصل بالاجهزة الطبية، ولا تشعر بأي شيء حولها. كانت عيناها مغمضة، ووجهها كان شاحبًا... كانت الأجهزة الطبية تعمل بلا توقف، وكانت تعطي صوتًا متقطعًا ومرتبطًا بنبضات قلبها.

سحب جاسر كرسيًا وجلس بجانبها، ودموعه تتساقط على خديه بحزن وألم شديد. كان قلبه لا يتحمل رؤيتها وهي بهذه الحالة، كان يشعر بألم وو*جع شديد. كان قلبه يتـ*مزق من الألم

امسك جاسر يدها وسند رأسه عليها، وهوا يبكي بألم ووجع عليها. كان يبكي لأنه كان يشعر بأنه فشل في حمايتها، وكان يبكي لأنه كان يشعر بأنه سيخسرها

رفع وجهه ونظر لها ودموع تتساقط وقال بحزن شديد: انا اسف... اتأخرت اوي.... سامحيني 

باس اديها وقال بو*جع: متسبنيش ونبي..... معنديش حد غيرك... عشان خاطري قومي ومتعمليش فيا كده

وقف اشرف ينظر له من زجاج الغرفه بحزن شديد عليه... رن هاتفه مسح دموعه ورد: ايوه يا سلمي

سلمي وسط بكائها: اشرف.... اشرف الحقني عبير جات وخدت اسماء ومعرفش راحت فين.... رشت حاجه في وشي ومعرفش حصل ايه 

اشرف بصدمه وقلق: ممكن تهدي وتفهميني براحه حصل ايه 

سلمي ببكاء شديد: مش هينفع في التليفون انت لازم تيجي بسرعه

اشرف بقلق وخوف: حاضر انا جاي في الطريق انهي المكالمه نظر إلى جاسر للحظات ثم غادر المستشفى بسرعه 

...........

دخل الفيلا بسرعه وانصدم من شكل سلمي وهيا منهاره في البكاء... ذهب اليها بسرعه وقال بلهفه وقلق: فهميني حصل ايه 

نظرت له وقالت ببكاء: عبير جات وقالت عايز تاخد بنتها انا رفضت و قولتها لما انت ترجع ابقا تيجى وتقولك 

هز رأسه بقلق وقال: وبعدين 

انهارة في البكاء وقالت: قالت كلام انا مش قادره استوعبه او اصدقه

اشرف بقلق وخوف: اهدي وكملي براحه 

مسحت دموعها وقالت: قالت ان اسماء مش بنتك... مش منك انت

نظر لها بصدمه شديدة وأكملت قائله ببكاء: قالت اسماء بنت صلاح اخويا... منه هوا مش منك انت 

نهض وهوا ينظر لها بصدمه شديدة بصمت يستوعب ما قالته ثم قال بصدمه: انتي بتقولي ايه 

نظرت له بحزن ودموعها تتساقط بغزاره قائله: هيا اللي قالتلي كدا.... بعدها رشت حاجه في وشي ومعرفش حصل ايه.... صحيت دورت علي اسماء ملقتهاش... خدتها ومشيت 

هز رأسه بالنفي وقال بغضـ*ب وعم استيعاب: اسماء بنتي.... بنتي انا ومش هسمح لها تاخدها مني 

ثم غادر مسرعا للخارج.. خرجت خلفه بسرعه ركب سيارته فركبت بجانبه وغادر بسرعه شديدة متجه الي منزل عبير 

ذهب الي منزلها فلم يجدها ولم يجد ابنته بحث عنها في المنزل كله كالمجنون وسلمي معه لكن لا اثر لهم 

اقترحت اسماء عليه: صلاح يمكن يعرف مكانها لازم نروح عنده ونسأله يمكن كلامها كله غلط 

هز رأسه واخذها وذهب مسرعا الي منزل عصام.

خرج عصام من غرفته بخضه علي طرقات الباب المستمره: طيب ياللي بتخبط اهدي شويه

فتح الباب ودخل اشرف بلهفه وغضب وهوا يقول: هوا فين 

دخلت سلمي خلفه نظر عصام له وهوا لا يفهم ما يحدث نظرت سلمي له وقالت: بابا صلاح فين

عصام: صلاح يا بنتي سافر مع صحابه 

اقترب اشرف منه وقال بصدمه وغضب: سافر.... سافر راح فين 

عصام: مقاليش فين بالظبط هوا فيه ايه فهموني 

حكت له سلمي علي ما حصل وهوا يستمع لحديثها بصدمه لا يصدق ما يسمعه وقال بنفي: لا... ابني مستحيل يعمل كده 

اشرف بغضب: رن عليه دلوقتي و شوفه هوا فين 

دخل عصام اوضته جاب تليفونه وطلع وهوا بيتصل بيه بس محدش بيرد... جرب يرن تاني عطاه الرقم مغلق 

اشرف بغضب شديد: لو هوا معملش حاجه وكلامها غلط مبريدش ليه 

نظرت سلمي الي والدها الذي نظر لها هوا الاخر وكلاهما في حالة صدمه لا يصدقان ان صلاح يكون فعل ذالك حقا 

...........

بعد اسبوع 

لم يتوصل اشرف الي اي شئ ولم يعثر علي عبير ولا صلاح ولا اسماء ابنته كما يعتقد هوا ولا يريد تصديق انها ليست ابنته وابنت غيره 

حالة شربات كما هيا لم يحدث يحدث بها تغيير... وجاسر كان دائما بجانبها ولا يتركها ابدا وكل يوم حالته تذداد سوءا معها 

في منزل خلود وجاسم.... بعد ان استمر ذالك الرجل بوضع لها تلك الحبوب لها 

دخل جاسم المنزل نظر إلى والدته بحزن من حالتها التي تذداد سوءا ولا يعرف ماذا يفعل لها 

اقترب منها وهي تجلس فوق الفراش بشعرها المشعث وتضم ساقيها بيدها وتنظر امامها بصمت لا تتحرك.

جلس جاسم امامها وخفض وجهه وهو يتحدث معها بحزن.: ماما قوليلي طيب انتي حاسه بـ ايه... اخدك لدكتور يشوف حالتك دي يمكن يديكي حاجه ترجعك زي ما كنتي 

رفعت عينيها تنظر اليه بصمت وكأنها جسد بلا روح.

تنهد بحزن ثم تحدث بهدوء قائلاً: علي الاقل ردي عليا قوليلي اي حاجه 

لم تتحرك عينيها وكأنها اصبحت جماد امامه لا تسمع ولا ترى ولا تشعر بأي شئ.

وقف من امامها واتجه الى خزنة الملابس يبحث لها عن ثوب ترتديه.

نظرت خلود حولها بفزع وهي تضم جسدها بهلع وتهمس بخوف وعينيها تتجول في الغرفه بخوف شديد وتقول: التعابين ، التعابين جم تاني

ثم قفذت سريعًا من فوق الفراش وهي تصر*خ بجنو*ن وتضم جسدها وكانها تتعر*ض لشئ مخيف وكأن و*حش كبير يقترب منها ويريد التـ*هام جسد*ها.

نظر اليها جاسم بهلع ثم اقترب منها سريعًا وتحدث بقلق: اهدي يا ماما ، مفيش حاجة

نظرت اليه بهلع وهي تتحدث بصـ*راخ قائلة: التعابين ، التعابين عايزين يقتلوني

نظر جاسم حوله ثم تحدث اليها بقوة قائلاً: اهدي مفيش تعابين ولا حاجة

توقفت عينيها فجأة عن الحركة ثم نظرت اليه وهي تبتسم بطريقة مخيـ*فه ثم تغير لون عينيها الى اللون الاحمر الدمـ*وي وهي تتحدث بقو*ة: انت عايز تقتـ*لني صح؟ 

نظر اليها جاسم بهلع ثم ابتعد عنها بخطوات هادئه وتحدث بصد*مه لها: انا عايز اقتـ*لك..... ماما فوقي جرالك ايه 

اقتربت منه اكثر وهي تتحدث بجنو*ن: انت عايز تقتـ*لني زي ما قتـ*لت ابوك... ايوه انت متفق معاه عليا وعايزين تموتوني

نظر اليها بصدمة ثم تحدث بهدوء: ايه اللي انتي بتقوليه ده... ماما بابا مات.... انتي ليه مصره انه عايش 

ثم تحدث بتأكيد وهوا ينظر حوله: بصي مفيش حد غيرنا انا وانتي 

استغلت وهو ينظر حوله وقامت بأخذ المزهرية الموضوعه بجانبها وقامت بتكسـ*يرها فوق رأسه وهي تراه امامها احد الثعابين ويريد ان يقتـ*لها وهي تحاول انقاذ نفسها.
وقع جاسم على الارض والدمـ*اء تنـ*زف من رأسه بقو*ة وغير قادر على النطق او الحركة من قوة الضـ*ربة فوق رأسه.

نظرت خلود الى دما*ئه وهي تسيل ارضًا وازدات حالتها بالجنو*ن عندما رأت الدمـ*اء تنـ*زف من رأسه.

ثم نظرت حولها بجنو*ن تبحث عن اي شئ تدافع به عن نفسها وهي ما زالت تراه احد الثعابين ويريد التـ*هام جسد*ها.

ثم اقتربت منه وهي تنظر اليه قائلة بجنو*ن: عايز تقتـ*لني صح ؟، بس انا بقى الا هقتـ*لك الاول

نظر اليها بضعف غير قادر على النطق او الحركة ويشعر بدوار شديد وسحابة سوداء تأخذ انفاسه ببطئ.

ابتسمت بجنو*ن وهي تضع يديها فوق دما*ئه السائل على الارض ، ثم رفعت كف يديها امام عينيها وهي تنظر الى الدمـ*اء بجنو*ن ، ثم نظرت الى رأسه وارادت تكسـ*يرها وهي تراها رأس الثعبان امامها ، ثم قامت بمسـ*ك رأسه بيدها وضر*بها بالارض بقو*ة عدة مرات متتالية وهي تضحك وتص،*رخ بجنو*ن.

مر احد الجيران الذي يسكنون بجانبهم استغرب من تلك الاصوات الغريبه ذهب ووقف امام المنزل ثم اقترب من الغرفة واستمع الى صوت ضحكات خلود بجنو*ن.

وقف عدة لحظات يستمع الى ضحكاتها المجنو*نه باستغراب وخو*ف ثم فتح الباب بهدوء ينظر من خلال فتحته الصغيرة ، ليتفاجئ بجـ*سد جاسم على الارض وخلود تجثو على ركبتيها ارضًا امامه وتمسـ*ك برأسه وتكـ*سر بها بالارض وجسد جاسم ساكن تمامًا مستسلمًا لها.

فتح الباب بفز*ع على مصراعيه وهو ينظر الى هذا المشهد المفـ*زع بصدمة شلت عقله واقترب من منها بخطوات بطيئة حتى توقف امامه ورأى عيناي جاسم مفتوحة ومثبته لا تتحرك وخلود تر*طم برأسه ارضًا بقـ*وة وهي تضحك بجنو*ن ، ثم توقفت فجأة عن ما تفعله عندما رأته يقف امامها ورأته كاثعبان اخر يريد التها*مها وصر*خة بجنو*ن.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×