رواية لا تخافي عزيزتي الفصل الواحد والعشرون بقلم مريم الشهاوى
-ولا يا فارس عرفت العربية اللي جات أخدته راحت على فين؟
كان طفل لم يتخطى الثمانِ سنوات نظر لها بخبث ثم قال:
"تدفعي كام يا ديرو؟"
-اللي أنت عايزه يا زفت الطين...ها؟ راحت على فين في شارع من شوارعنا ولا مكان بعيد؟
سمعت صفيرًا يصدر منه ثم قال بتعجب:
"راحت حتة مكان شبه اللي بنشوفه علتلفزيون!"
قالت له بعدم فهم:
"يعني إيه؟... قصدك إيه يا ولا؟؟؟"
-بصي يا هدير شوفتي البيوت الكبيرة أوي والشوارع اللي فيها زرع الاعلانات اللي فيها المناطق دي وييجي يقولك ادفع عشرة مليون وقسط الباقي على أساس معانا عشر مليون في جيبنا !
ضحكت وهي تجيبه بنعم
فأكمل الصغير :
"أهو العربية وقفت عند بيت منهم ونزلت منه الست المزة اللي جات تاخد عمو ده وبعديها جابت رجالة كده كبار شالوه ودخلوه بيت كبيير أوي."
ضمت حاجبيها باستغراب وهي تستعجب أن مصطفى غنيًا !... لمَ أظهر لها عكس هذا؟؟
-أنت متأكد يا فارس ولا بتلف بيا؟
-والله متأكد أنا كنت في شنطة العربية وشايف كل حاجة بس كانت هتحصلي مشكلة وأنا خارج بسبب أمن كده وسألوني أنا ابن مين وبتاع ودخلت إزاي بس عرفت أفلت منهم بطريقتي.
-طب تعرف توصفلي المكان ولا نسيته ؟؟
غمز لها بطرف عينيه بمرح قائلا بفخر:
"عيب عليكِ يا ديرو دنا فارس رويتر المنطقة بيبعتوني لمهمات أصعب من دي بكتير بس كل شيء بتمنه؟"
فضحكت هدير من أسلوبه وقالت:
"هديك اللي أنت عايزه بس عرّفني مكان البيت؟"
-هتروحي إمتى؟
-ممكن بكرة بعد العصر
-قشطة هجيلك... سلام... عايزاني أوصلك؟
-ياخويا اتنيل هتحمي وداني بحجمك ده !... يلا امشي روح.
ضحك فارس وركض متجهًا إلى منزله وعادت هدير إلى منزلها أحضرت طعامًا لأخواتها وجلست معهم هدير، وهي تقدم الطعام لأطفالها، كانت عقلها تعصف به الأسئلة والتساؤلات.
بينما تتناول الطعام مع أخواتها، فكرت هدير في السبب الذي جعله يخبئ عنها حقيقته الحقيقية. هل كان يخفي عنها ثراءه؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا؟ هل كان هناك ماضٍ معقد يرتبط به وهو صغير جعله بهذه الحالة ؟تتساءل هدير، محاولةً فهم كل شيء بينما تحاول التعامل مع الحياة اليومية ومسؤولياتها كأم لأطفالها.
___________________________________
تفاجأت أسيل بالباب يُفتح أمامها، وتصاحب الصوت ضجيج الأطباء الذين يهرعون للخارج بتحريك فراش نحو غرفة العمليات. بينما كانت متأثرة بالمشهد، لاحظ يزن توترها وقرر سحبها بعيدًا عن هذا الضجيج المرهق. وفيما كان يزن يسير بجانبها، وهي تصارع دموع الحزن، اجتاحتها كلمة مفاجئة تصدر من أحد الأطباء:
"نبض القلب بيضعف"
لتعيد إلى ذاكرتها الأحداث المؤلمة التي عاشتها يوم وفاة والدتها.
بينما كانت تحاول التأقلم مع هذه الصدمة، وقفت متلمسة للهواء بعدما انخنقت من البكاء وصرخات الأطباء وضجيج العجل. في تلك اللحظة العصيبة، كان يزن هو الشخص الذي لم يتردد في مواساتها وتقديم الدعم، حيث دفع بذراعيه حولها وعانقها بقوة وهو يهمس بأذنيها قائلاً
"متخافيش... أنا معاكِ"
بدت حاجتها لهذا الدفء والأمان!!
بينما كانت في حضن يزن، بدأ صوت دقات قلبه يلغي صوت الضجيج المحيط بها، وتشعر بالطمأنينة والسكينة التي تنتابها. في تلك اللحظة، وبينما كانت تغمض عينيها، تمنت أسيل أن تبقى في حضن يزن للأبد، لتجد الهدوء والسكينة في ذراعيه، حيث تتمنى أن يكون هذا المكان مسكنها الدائم في اللحظات الصعبة.
وفيما كانت تشعر بالأمان في حضنه، أدركت أنها لا تريد أبدًا أن تبتعد عنه، وفي تلك اللحظة، بادر يزن بخفوت، يدعوها للخروج من هذه اللحظة العصيبة ويطمئنها بصوته الحنين، لكنها أبدت رغبتها في البقاء بجانبه، مظهرة رغبتها في الاحتفاظ بلحظة السكينة والأمان التي يقدمها لها.
أثناء لحظات السكينة، تفاجأت أسيل بهمس وضحكات من البعض ففتحت عينيها لتجد الناس يبتسمون لها بابتسامات دافئة . شعرت بالاستياء والارتباك، وبينما كانت تحاول التصرف بسرعة ابتعدت عن يزن ففتح يزن عينيه وكأن روحه خرجت منه الآن تمنى لو تظل هكذا للأبد.
بينما أسيل كانت تنظر إلى الأرض بخجل، لاحظ توترها وقرر تغيير الموضوع بدعوتها للخروج قائلاً:
"يلا نطلع برا..زينة شوية وهتلحقنا."
وبينما كانت تتجه نحو ممر الخروج، شعرت أسيل بقلبها ينزلق من مكانه بسبب ما حدث، ؛ شعرت بفرحة!
كلمته التي يكررها كلما شعرت بالخوف "لا تخافي" تتردد بذهنها دائمًا كم تخرج منه لطيفة وتشعرها بالراحة.
_________________________________
وبعد أن انتهوا من فحص الطفل وفحص يارا جيدًا ، خرجوا من العيادة ليجدوا مودة وعلي ينتظرانهما خارجًا !
اتسعت أعين كل من يارا وعمر بذهول ونظرا لبعضهما البعض بتوتر.
صاحت مودة بسخرية قائلة:
"طمنيني على البيبي يا يارا، بخير؟"
بلعت يارا ريقها ونظرت لعمر بصدمة وتتساءل هل قام عمر بقصّ لهم هذا السر؟!!
فضحك علي وهو يقول: "لا إن شاء الله بخير. أهم طالعين من العيادة بيضحكوا أهو وإيديهم في إيدين بعض."
نظرت يارا لعمر بخذلان لم تتوقع بأن يكشف سرها لعائلته ولمودة أيضا فهز عمر رأسه برفض وهو يقول ليارا:
"صدقيني منطقتش بكلمة ليهم."
ثم عاود النظر إلى مودة بغيظ قائلا:
"مين قالك..؟ وأنتِ عرفتِ منين؟"
أجابت مودة بإشمئزاز وهي تقترب منه:
"عرفت زي ما عرفت بس مندهشة الصراحة إن اللي كنت باخد منها النصيحة تطلع... استغفر الله مش عاوزة أفتكر."
ملأت الدموع عينيها وشعرت بقلبها ثقيل فانطلقت يارا بسرعة نحو سيارة أجرة لتركب بها، ولكن أوقفها علي وهو يهمس بابتسامة :
"فكرتوا هتسموا البيبي إيه ولا نساعدك فيه؟ "
بينما نظرت يارا لعلي، بكسرة وقهر يجتاح صدرها، لم يكن بوسعها إخفاء حالتها المكسورة. تمزق قلبها من قبل والآن الجرح به يكبر هربت من أمامه وعندما ركبت بسيارة الأجرة، اجتاحتها موجة من البكاء لا تتوقف.
ضحك علي وهو يتتبعها بنظراته ويهمس بخبث لنفسه:
"استني يا يارا استحملي شوية عشان اللي جاي مش سهل عليكِ وعلى.. ابني حبيبي"
تفاجأ برؤية عمر ممسكًا بمودة من ذراعيها ويهزها بعنف ونظراته لا توحي بالخير أبدا فركض علي بسرعة نحوهما يحاول إنقاذ مودة من يد عمر
قال عمر بحدة وهو يبرّق بعينيه ويقول لها بتحذير:
"إياكِ يا مودة توجهيلها أي كلمة أنتِ فاهمة؟.. إياكِ تإذيها بأي طريقة حتى بالكلام مشوفكيش بتتكلمي معاها أصلا فاهمة ؟؟ عشان وربي لو دمعة واحدة بس نزلت منها سببها أنتِ ما هيحصلك طيب."
نزعها من يديه عمر فاندفعت للخلف بضع خطوات وهي تناظره بذهول لا تصدق مدى الحب الذي رأته في عينيه أيعقل أن يكون يحبها إلى هذا الحد؟
ركض عمر إلى سيارته مسرعًا ليلحق بيارا.
شعرت مودة بيدٍ تربت على كتفيها وسمعت صوت علي قائلاً :
"عمر مش هيعملك حاجة ده لإنه ببساطة بيحبك أنتِ."
فنظرت إليه مودة:
"عمر بيحب يارا بجد شوفت ده في عينيه أنا متأكدة ! وهي حامل دلوقتي في ابنه انا دخلي ايه بقصتهم انا هنسحب يا علي"
فتغيرت تعابير وجه علي ليقول:
"مودة الحكاية هي إن يارا خلت عمر يسكر في يوم أنتِ عارفة طبقت يا ا والشرب ده بالنسبة ليهم عادي وساعتها عمر عمل معاها علاقة وهو مش داريان بحاله ووقتها يارا استغلت ده لأنها بتحبه وسابته يعمل معاها ما بداله وهي عارفة إنه مش في وعيه وإن دي فرصتها الوحيدة عشان تكسبه لان يارا بتعشق عمر لكن عمر كانت بيحبك أنتِ وبعد شهور يارا بعتت لعمر إنها حامل وعمر مكانش مصدقها واتخانقوا سوا وفاكر إني سمعت يارا بتهدده على بير السلم بتاعنا وبتقوله إنه لو مسابكيش هتروح المحكمة وتعمل قضية إثبات نسب وإنها هتفضحه لو متجوزهاش وعمر مقبلش على نفسه الفضيحة وقالي إنه ممسوك من إيده اللي بتوجعه ووروتله صورهم وهما مع بعض اللي صورتهم وهو سكران عمر حكالي كل ده بس مقدرش يحكيهولك لإنه شايف إنه هيظلمك معاه ...دورك دلوقتي يا مودة هو إنك تلحقيه من المجنونة اللي اسمها يارا اللي عايزة تاخده منك الحقي حبيبتك لو كنتِ بتحبيه بجد. "
________________________________
خرجت زينة نحوهم ووجهها مشرق بالبسمة، حيث اتجهت مبتسمة نحو أسيل وعانقتها بحب، قائلة:
"سوري يا قلبي اتأخرت عليكِ."
تحدث يزن بنبرة من الاطمئنان، يتذكر المريضة التي كانوا يشاهدونها في المستشفى، كي يطمئن أسيل قائلاً:
"هي المريضة اللي كنا هنشوفها عاملة إيه دلوقتي؟"
فأجابته زينة :
"حالتها كانت خطيرة أوي واتدهورت بس قدرنا نلحقها وعدت على خير إن شاء الله تقوم بالسلامة تاني... يلا بينا."
ركبا السيارة وتوجها إلى متجر الملابس، حيث غادرهما يزن ليتركهما يستمتعان بتجربة اختيار الملابس دون حرج منهم بسبب وجوده.
اختارت زينة لأسيل بضع فساتين، ولكنهما كانا محتارين في اختيار واحدٍ منهم فقالت زينة بحماس:
" إيه رأيك، نجيب يزن ناخد رأيه ويشوفهم عليكِ ويقولك أنهي واحد عجبه؟"
اتسعت عينا أسيل وانحرجت من الفكرة،وشعرت بالخجل من قدومه، ردت زينة بتشجيع تحاول اقناعها بالموافقة :
"يزن هيساعدنا أوي بجد هو ذوقه روعة خليه ييجي وهيساعدنا."
رغم الحرج، وافقت أسيل بترددها، ثم قامت زينة بالاتصال على أخيها ليأتي ويساعدهم في اختيار واحدٍ من الفساتين.
أتى يزن ورأى الفساتين التي اختاروها وعرضوا عليه بأن يختار واحدًا منهم فنظر لأسيل بخبث ما :
"طب مش أشوفهم عليكِ الأول وأختار ؟!"
ازداد توترها واحمرت وجنتيها خجلاً فهتف الجميع :
"فكرة كويسة ادخلي قيسيهم يا أسيل ويشوفهم عليكِ يكون أسهل."
دلفت أسيل إلى غرفة قياس الملابس ودخلت معها زينة لتساعدها بارتداءه
وخرجت أسيل بأول فستان وهي تنظر إليه بتوتر.
فنظر لها يزن وابتسم غير مصدقا أن هذا الملاك سيصير جزءًا من حياته هذا الملاك امتلك عقله و.. قلبه!
قال وهو ينظر بعينها بعمق وعشق:
"ده كويس."
ارتديت الاثنان الباقيين ولكنه أصر أن الأول هو أجملهم فاستقرت عليه واشتروا الفستان وخرجا من المتجر وزينة ويزن يتشاوران على يوم غد كيف سيكون وما الترتيبات بينما أسيل تستمع إليهم وتومئ برأسها فقط وفجأة شعرت بيدٍ تمسكها وتجذبها تجاهٍ ما!
نظرت للشخص وتفاجأة حين وجدته "أمير" !
نظر إليها أمير بعينين تزداد شهوانية وهو يتفحص كل شيء بها بعينيه وقال بابتسامة :
"وحشتيني."
توقف الدم بعروقها منذ أن رأته وحين سمعت كلمته تفاجأة حين رأت يدٍ تخنق أمير ونظرت خلفها وجدته يزن فابتعدت عن أمير ووقفت وراء يزن تتحامى به وأمير يحاول إفلات نفسه وضغط على يد يزن ليترك عنقه ولكن لا فائدة.
تحدث يزن بغضب شديد:
"أنت إزاي تمسكها كده ها؟؟"
-سيبني... أنا.. و.. أسيل... بنحب بعض.
ترك يزن عنقه بسرعة ونظر لأسيل بصدمة ثم عاود النظر إليه:
"بتحبوا بعض إزاي يعني؟؟"
-ودي فيها إزاي بردو... اللي عاوز أقوله إني أنا كنت حاجز قبلك قومت أنت مزنق عليا وأخدتها وهي لما ملقتنيش اتضطرت تاخدك أنت بدالي.
قالت زينة بعدم فهم:
"إيه اللي بتقوله ده وضح وحضرتك تعرفها منين؟ "
ابتسم أمير ونظر لأسيل :
"بحبها من زمان أوي.. وهي كمان بتحبني... بس اليوم ده أنا مردتش على موبايلها فرنت عليك أنت... أنت متعرفش إن أسيل بتلعب بيك لحد مانا أرجع من السفر.. أهي عشان تسكت طنط رحاب اختارت أي شخص ودلوقتي دوري إني أروح أنا وأخطبها أنا الأصل وأنت كنت زينة لحد ما ارجع أنا... معلش عطلناك الكام يوم بس أنا كنت في سفرية وقولتلها اتصرفي وهي اختارت أي حد عشان يقضي معاها الكام يوم ونقفل فم طنط رحاب من حتة إنها تجوزها.. صح يا حبيبتي.. لمؤاخذة يا بشمهندس تعبناك معانا الكام يوم دول بس أنا قولتلها متقولكش الحقيقة عشان مفيش راجل هيقبل إنه يكون لعبة لكام يوم ويترمي مش صح ولا إيه؟ "
كان يسمع كلامه غير مصدقًا هل هذه هي الحقيقة... أسيل تخدعه؟... تنتظر عشيقها ليعود من سفره لكي يتزوجها وأخذته كبديل لبضعة أيام؟؟؟
أسيل تفاجأت من حديث أمير ونظرت ليزن وظلت تحرك رأسها يمينا ويسارا برفض فتحدث أمير وهو يمسكها من ذراعها ويقربها له من جديد:
"خلاص يا أسيل... هو إن شاء الله مش هيزعل أوي... كويس إني جيت قبل الخطوبة قبل ما يتخطبلك ويتخيل أحلام بينكم وبعد كده تيجي تقوليله كل شيء قسمة ونصيب.. متعيطيش بقى هو مسامح أكيد مش هيبعد حبيبين عن بعض عشان ينعم هو !"
تحدثت زينة:
"وحضرتك مين وتعرف عيلتها منين؟"
-أنا الدكتور أمير عروقي دكتورة عيون وأعرف عيلتها من زمان ودي صورة لينا سوا.
ألقت زينة ويزن نظرة إلى الصورة التي التقطت حين تقدم أمير لخطبتها وأصرّت رحاب بأن يأخذوا صورة تذكارية لهذا الحدث وكانت أسيل معهم.
سكتت زينة لا تعرف ما تقوله بهذا الموقف ! وظلت تنظر لأخيها حزينة عليه هل وضع نفسه بتلك الاضحوكة بينما أسيل دموعها تنسال غير قادرة على البوح والقول له بأنها لعبة منه لكي لا تتزوج يزن بل تتزوجه هو... يزن لن يصدقها أليس كذلك؟
أمسكت يده وظلت تنظر إليه تترجاه بأن يصدقها بعينيها ولكن يزن بوادٍ آخر لا يسمع أحدا يمرر المواقف بينهم وهذا اليوم يتكرر بداخله كيف استطاعت خداعه بتلك السهولة... نعم.. هو كان ساذجًا معها بعض الشيء وهي استغلت سذاجته.
نظر لزينة أخته وقال:
"يلا يا زينة."
أفلت يده من يديها وهي تنظر إليه وتبكي حتى تركت يده
ثم تحرك تجاه سيارته ركب بها وركبت زينة بجانبه ونظر آخر نظرة إلى أسيل وقلبه شعر بأنه يعتصر ألمًا وخاف للحظة بأن يكون ظلمها ولو للحظة حتى وجد أمير عانقها بشدة فتحرك بالسيارة مسرعًا بغضب يشعل قلبه المكسور بعد هذا الشعور تأكد بأن أسيل لم تكن فتاة عادية له بل رآها أكثر من ذلك ولهذا هو مجروحٍ الآن.
_________________________________
بعد أن وصلت يارا أمام منزلها هبطت من سيارة الأجرة واتجهت لمنزلها وحينها شعرت بيدٍ تسحبها للخلف وكان عمر الذي أمسك بها وأوقفها ثم هتف بقلق:
"يارا أنا مقولتش لمودة حاجة أقسم بالله ما قولتلها... دي هي شافت رسالتك اليوم اللي...."
قاطعته يارا وهي تصرخ به:
"بس عرفت... هحط عيني في عين أهلك إزاي علي ومودة عرفوا هقابلهم إزاي بعد كده وهما هيبقوا قدامنا طول الوقت... قولي هحط عيني فعنيهم إزاي بعد ما اتفضحت قدامهم !!"
تنفست الصعداء بصعوبة وأكملت بألم:
"بص يا عمر هو أي حاجة هتحصل تاني مش هتكون اسوأ من اللي حصلي فعادي أنا اتعودت روح... روح أنت وسيبني أدخل البيت عشان أرتاح لإني حاسة بارهاق شديد."
أمسك يدها بإصرار:
"أقسملك بالله أنا ما عرفت حد ومش عارف الحوار وصلهم إزاي.. أنا أكتر واحد هكون خايف على فضيحتك يا يارا بدليل إني مسيبتكيش أما عرفت وحاربت عشان أسترك وأساعدك على اللي حصلك.... أنتِ تعرفي عني كده؟"
ابتسمت إليه بصعوبة :
"ماشي يا عمر... مصدقة إنك ملكش ذنب وإنهم عرفوا بالصدفة... خليني أدخل دلوقتي."
-لا تعالي نروح أي كافيه نشرب حاجة وندردش سوا لإنك هتطلعي تدخلي أوضتك أنا عارف هتعملي إيه.
-اعمل اللي أعمله... سيبني في حالي النهاردة أرجوك أنا ساندة طولي بالعافية.
-مش هسيبك وأنتِ كده.. تعالي نتكلم وتريحي أعصابك بكوباية قهوة ولا حاجة شكلك في حالة مش كويسة ومحتاجة...
قاطعته بصراخها الذي رج أرجاء المكان من شدة ارتفاعه:
"وأنااا إمتى كنت كويسة.. إمتاااااا ؟؟"
وفي لحظات مفاجئة، سقطت يارا على الأرض بعد أن انتابها إغماء حاد، مما دفع عمر ليصرخ باسمها بقلق شديد. دون تردد، حملها عمر على ذراعيه ووضعها برفق في سيارته، مخططًا لنقلها على الفور إلى المستشفى.
__________________________________
دخلت أسيل المنزل وهي تبكي وصعدت إلى غرفتها و وراءها أمير الذي حاول التحدث معها ولكنها رفضت فتقابل مع رحاب قائلاً بإنتصار:
"كله تمام... الواد قفل منها ومشي وأوعدك بعد اللي سمعه ده احساسه كراجل هينقح عليه ومش هيقرب من أسيل تاني أبدًا."
ضحكت رحاب بانتصار وهي تقول"طب تشرب إيه بقى؟... ورن على والدتك بلغها إن الخطوبة بكرة. "
-أي حاجة يا طنط والله... وشكرا على مساعدتك ليا بجد مش هنسى فضل حضرتك أنا كنت هموت عليها.
ضحكت رحاب بخبث وبداخلها يتطاير قلبها من السعادة والفرح المختلط بنجاح تخطيطها لتدمير علاقة أسيل ويزن. بينما كانت أسيل تعيش في عالمها اليائس من جديد، لم تدرك أن رحاب كانت تراقبها بعيون متجسدة في رجال أرسلتهم لمراقبتها ذلك اليوم، مترقبة بشغف ما ستقوم به وما ستخطط له.
كانت رحاب تعرف أن أسيل عرضت الزواج على يزن، وهو ما دفعها للتفكير في تلك الخطة الجهنمية التي ستضع حدًا لسعادتهما وتجعل يزن ينظر إليها باستحقار وكره بدل من نظرات الحب والإعجاب، تشعر بالسعادة وهي تتلاعب بخيوط العلاقات هكذا فمنذ أن كانت شابة وهي دائمًا تخرب جميع العلاقات السعيدة تريد أن تسعد هي فقط.
___________________________________
تحدث عمر بتوتر وصوت مرتعش يصف حالتها للطبيب:
"هي حامل... و كانت متعصبة ومرة واحدة وقعت من طولها."
قالها عمر وهو يتلعثم في كلماته من شدة الخوف على يارا، انتقلوا الممرضين والأطباء بيارا بسرعة إلى غرفة الطوارئ.
جلس عمر على كرسي بالقرب من الغرفة، يديه ترتعش بشكل غير طبيعي، لكن رغم كل هذا، رفض أن يفقدها. لم يكن يمكنه أن يتخيل حياته بدونها، لأن يارا ليست مجرد صديقة بالنسبة له، بل هي نبض قلبه، وروحه التي لا يمكنه الاستغناء عنها.
كانت أفكاره تدور حولها، وقلبه ينبض بقوة، يأمل في أن تخرج بخير. ثم وضع يده بلطف على قلبه، لكن الاستقرار الذي كان يبحث عنه كان بعيد المنال. كان يشعر بضغط متزايد على قلبه، ولكن محاولاته البائسة لإقناع نفسه بأن كل شيء سيكون على ما يرام لم تخفف من حدة القلق الذي يعتصر قلبه.
بينما يراوده الخوف، يتوجه بأفكاره الملتبسة ودعواته الملحة إلى الله، يطلب منه بشدة أن يحفظ يارا ويعيدها إليه سالمة.
وبعد قليل صُدم من خروج والدته من إحدى غرف المستشفى!!!
وقف بذهول وهو يقترب منها يتساءلها بفضول:
"ماما أنتِ هنا !"
اتسعت عيناها بدهشة ماذا ستقول له؟؟ توترت ونبتت بعض قطرات العرق على جبينها وابتلعت ريقها بتوتر قائلة :
"أنت اللي بتعمل إيه هنا؟"
ثم قاطعهم صوت الممرضة التي كانت توجه حديثها إلى عمر وتقول له بابتسامة:
"الحمد لله المدام والبيبي كويسين حمد لله على سلامتهم حضرتك تقدر تدخل تشوفها."
اتسعت عينا دعاء من تلك الكلمات ونظرت بشكوك لعمر الذي كان متوترًا للغاية واتجهت دعاء إلى الغرفة التي خرجت منها الممرضة لتفتحها وترى منْ بداخلها؟!
______________________________
تحدثت علا بقلق عبر هاتفها:
"أحمد مش هعرف بجد. "
-يا بنتي هو فيه حد في البيت؟
-لا أنا بس.
-طب تعالي يا ستي وابقي قوليلهم كنتِ بتجيبي حاجة بدل مانت قاعدة في الشقة لوحدك تعالي ندردش سوا.
-طب ما نتقابل برا ؟؟
-افردي حد من اخواتك شافك؟
-أيوة صح بس....
-بس إيه يا علا هو أنا غريب ؟ ده أنتِ حبيبتي يا علا ويعلم الله بحبك قد إيه؟.. تعالي بقى عشان وحشتيني أوي.
-وأنت كمان وحشتني يا أحمد بس أنا قلقانة إني أجيلك البيت وكده.
-يبقى أنتِ كده مش بتحبيني ومش معتبراني حبيبك هو في حد يقلق من حبيبه؟
ابتسمت بحب وهي تكرر:
"لا طبعًا أنت حبيبي وروحي."
!!
ونكمل بكرة
توقعاتكم وعاوزة توقعات لاسباب دعاء انها تعمل كده في يارا؟
دعاء هتشوف يارا؟؟؟
احمد وعلا طلعوا مرتبطين؟؟؟
صعبت عليكم علا ولا هي غلطانة او شامتانين في علي لانها بتتردله في اخته؟!
اسيل ويزن خلصت حكايتهم؟؟؟
الفصل الثانى والعشرون من هنا