رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الاول 1 بقلم شهد السيد

رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الاول بقلم شهد السيد

‏المُبالغة في إظهار النسيان، إشاره إنك مّشتاق .

رددت آيات الذكر الحكيم بتروي وهى تضع أقراص الدواء بفمها وترتشف القليل من المياه، الكثير من العقاقير التي تتبدل كل عدة أشهر حتى تستطيع الإنجاب، زفرت بهدوء وأقتربت من الطفل الغافي بفراش صغير بغرفة أطفالها المستقبلية، مررت أصابعها برفق بالغ فوق رأسه بأبتسامة حانية، يُخيل لها لو أنها واقفه تطالع رضيعها الأول مِن مَن أحبت وكان لها عوضًا. 

تململ الصغير بفراشه بأنزعاج وبدأ بالبكاء لحاجته للطعام، حملته برفق تحاول إعطاءه الحليب الصناعي لكنه رفض وأستمر بالبكاء، هاتفت ليليان ساره تخبرها بأستيقاظ آدم ورفضه للطعام لكن قاطعها دلوف أدهم للغرفة وحمله للطفل بدلًا عنها وهدوء الصغير بين زراعيه، أغلقت المكالمة مع ساره وأقتربت تقف على مقربة منه تراقب معاملته الحنونة لآدم، سيكون أب رائع بلا شك.! 

أطالت النظر لكليهما وعلى وجهها شبه إبتسامة حزينه، أتمت الثلاثون قبل بعضة أيام ومر على زواجهم عامين ولم تحمل بعد رغم شهادة جميع الأطباء بسلامة صحتها وصحته. 

أفاقت من شرودها عندما جذبها أدنم لتجلس جواره بعدما وضع آدم بفراشه وأستند براسه لصدرها يضمها لجسده كـ من يبحث عن الدفئ يحادثها بصوت ناعس بعض الشئ:
_هو أنا مش أبنك.؟ 

ضحكت رغمًا عنها على تصميمه الدائم بأنه طفلها وزوجها بنفس الوقت وأحتضنت رأسه وجسده تمرر يدها بخصلات شعره الكثيفة برفق وتهمهم بالإيجاب ليرفع رأسه قليلًا لها يكمل حديثه برفق وحنو: 
_حيث كده وقفي العلاج ده ونسيب حكاية الحمل دى لربنا هو قادر على كل شيء لو مش رايد لينا دلوقتي يبقي شايلنا الخير فيما بعد والعمر لسه قدامنا. 

أبتلعت الغصة التى توقفت بحلقها تجيبه بتهرب: 
_الدكتور قال... 

قاطعها بأستهزاء بعض الشئ يجيبها قائلًا: 
_الدكتور كل استشارة بكلام شكل يا ليليان، أسمعي كلامي لمره واحده، أنا خايف عليكِ وعلى صحتك اللى هتهلكيها بالأدويه، أنا مكتفي بيكِ وانتِ مكتفيه بيا. 

أنهى حديثه بحنو يلثم شفتيها برقة بالغة، أغمضت أعينها بقلة حيلة وهى تنظر نحو العقاقير باهظة الثمن التى تتجدد عند كل زيارة للطبيب وحتى الآن لم تجدى نفعًا، تخشي أن يفنى بهم العمر دون أن تجلب له الطفل الذي يتمناه ولكن ما يزيد تعجبها أنه لم يناقشها نهائيًا بشأن تأخر إنجابهما، حتى معاملته تزداد تدليلًا واهتمامًا لها. 

كسر صمتها هذا وهو يبعد خصلات شعرها خلف أذنها يقترح بلطف: 
_تيجي ناخد أجازة يومين ونروح إسكندرية تغيري جو ونقضي وقت أطول مع بعض.؟ 

اعترضت تجيبه بهدوء: 
_بس الشغل.. 

قاطعها واضعًا أصبعه فوق شفتيها يجيبها بهدوء ورفق: 
_الشغل مش هيطير ويومين مش هيأثروا المهم أن نفسيتك تتحسن، انتِ دايمًا محسسه نفسك انك هتفشلي يا اما فى شغلك يا اما فى حياتنا ودى مجرد أوهام اتمني تقتنعي بيها يا ليلو. 

ألتمعت أعينها بالدموع وأحتضنته تخبئ وجهها بعنقه تجش فى البكاء، هو محق بكل ما قال هى تخشي الفشل وبشدة.! 

_____________________

هبطت من ذلك المبني شاهق الأرتفاع تضع الهاتف فوق كتفها الأيسر وترفعه قليلًا ليصل لأذنها ويديها مشغولتين بالبحث عن مفاتيح السيارة داخل حقيبتها تحادث الطرف الآخر بقلق: 
_حاولى تديله الببرونه طيب يا ليليان. 

أجابتها ليليان بصوت مرتفع ليصل لها من وسط صراخ آدم المتواصل بشكل هستيري: 
_والله حاولت كتير رافض خالص...براحه عليه. 

نطقت آخر حديثها لأدهم الذي أستيقظ للتو وحمل عنها الصغير يدور به بالغرف يحاول تهدئته وياللعجب قد قل صراخه عن السابق لتطمئن ليليان ساره قائلة: 
_سكت شويه لما أدهم شاله، أبنك بيحب الرجالة على فكره. 

أبتسمت ساره وزفرت بقوة وهى تفتح باب سيارتها تصعد خلف عجلة القيادة قائلة: 
_نص ساعه بالكتير وابقي عندك لو عيط تاني كلميني، أنا آسفه يا ليليان تعبتكوا معايا حتى أدهم أكيد مدايق أنه صحى يوم اجازته على صوت الصريخ ده. 

نفت ليليان بأصرار واجابتها بتوبيخ: 
_بطلي كلامك ده، آدم أبني قبل ما يكون أبنك أنا أول حد شاله، سوقي براحه انتِ ومتحمليش هم. 

شكرتها ساره بأمتنان وأغلقت المكالمة وهمت بالتحرك إلا أنها وجدت جسد يعوق تحرك السيارة، رفعت نظرها سريعًا بأرتجاف وتخبط لتجد جاسر يسرع بالوقوف جوار نافذتها ويتمسك بالباب يحادثها بتوسل: 
_ساره ممكن بس تسمعيني ثواني انا... 

أنفعلت قليلًا وهى تجيبه بنفاذ صبر وكأنها على وشك البكاء: 
_لو سمحت أنا أبني محتاجني جمبه دلوقتي سبني أمشي بدل ما يحصل مشاكل انتَ فى غنى عنها. 

أزداد قلقه وتسأل بخوف ظاهر على وجهة: 
_ماله آدم هو فين. 

رفعت نافذتها رغمًا عن اعتراضه وأسرعت بالمغادرة تحاول السيطرة على أرتجاف يدها من فرط القلق، ظهوره المتكرر أصبح يصيبها بالأضطراب وكأنه من الأشباح يظهر بدون سابق إنذار، أخترقت أذنها الموسيقي المنبعثة من إذاعة الراديو، تلك الكلمات أعادتها لذكرى قديمه أقتحمت عقلها الآن، ترى نفسها تقف بمطبخ منزلهما السابق تُعد له أطيب الأطعمة الذي من المؤكد أفتقدها خلال فترة سفره وصوتها العذب يعلو بنشيج متألم وعلى وجهها شبه أبتسامه: 
_ولو راحتك مع دموعي عيوني تبكي وتزيدك، وأسيب عمري وأيامي رهن أشارة من إيدك.. 

كررت تلك الكلمات بصوت منخفض مقهور وهى تضرب المقود ببعض العنف، رغم فراقهما الذي كان منذ العام والنصف وأستمرار محاولاته المستميته لتعود له ورغم حبه الذي لم يزول من قلبها...إلا أنها لا تستطيع...جزء ما بروحها مُدمر ولن يقدر شئ على إعادة بناءه، هناك نيران مازلت مشتعلة بقلبها لم تنطفئ حتى بتوسلاته ليحصل فقط على كلمة رضا منها.!! 

_______________________

تراجعت بظهرها للخلف تلتصق بالمقعد تخشي أن يفقد صوابه ويلقي عليها أحدى المعدات الموضوعة، أعتدل زياد بجلسته يشهر الأوراق أمام وجهها يحادثها بأنفعال: 
_طب انا دلوقتي عاوز أفهم الحسبة كلها غلط أصلًا ازاي الآله تطلع ناتج، فهميني بقى. 

ضمت جودي شفتيها بقلق وأبتسمت بحماقة بدلًا من أن تهدئه وهى تجيبه بخفوات: 
_أنا لما كتبتها الآله عملت إيرور فـ حسبتها بدماغي. 

صمت لثواني يحاول الإستيعاب والقي الأوراق من يده يمرر يده بخصلات شعره ببعض العنف يحادث نفسه بصوت مرتفع: 
_أنا أعرف الآله تعمل إيرور ندور على الغلط ونعيد الحسبة من أول وجديد اول مره أشوف حد مقتنع أن الآله هى اللى غلط ودماغه هى اللى صح، قومي اعمليلي شاي أنا قولتلك الواحده ملهاش غير بيت جوزها قولتي أكمل تعليمي. 

حاولت إنهاء الموقف لتشيح بيدها بقوة واهيه تجيبه بصوت مرتفع: 
_مش هعمل شاي أنا، عملتلك من شويه واتريقت عليه عشان اتلغبط وحطتلك ملح بدل السكر بكرا لما ابقي فى بيتك والرز يعجن شويه نطلع مع مني الشاذلي بقى. 

وجدته يبحث عن شئ ما مجهول بالنسبة لها لكنه بالتأكيد شئ سيحطم به رأسها لتنهض هاربة للداخل تحضر له كوب من الشاي كما طلب وهى تتفوه بالعديد من الكلمات الذي يصعب فهمها. 

_________________________

طرقات هادئة فوق باب غرفتها افاقتها من شرودها ونظرت نحو الباب تسمح للطارق بالدخول لتجد والدها، تقدم عامر بإبتسامة بشوشة يجلس جوارها يربت فوق يدها قائلًا: 
_مش ناويه تكسري النحس وتطلعي تفطري معانا فى مره. 

أبتسمت ليان بصعوبة تجيبه بهدوء لازمها دومًا: 
_معلش يا بابا مبيبقاش ليا نفس للفطار. 

زفر عامر بتروي قبل إن يتحدث دفعة واحده: 
_مازن جالي أمبارح وطالب منك فرصة تفهمي موقفه ومصمم إنك لما تعرفي هتعذريه. 

صدرت منها ضحكه صغيره خاليه من المرح قائلة بصوت متألم: 
_اسامحه على اى هو داس على رجلي، ده سابني يوم كتب كتابنا وسافر وراجع بعديها بأسبوع ولا أكن حصل حاجه، محطش فى باله كسرتي وانا ببص لفستاني اللى كان من اختياره، كلام الناس اللى مبيرحمش اللى كنت بسمعه وبعمل نفسي عبيطه، لأ يابابا مهما كان مبرراته عمري ما هسامحه ولا هقبل أبص فى وشه بعد اللى عمله. 

زفر عامر بتروي وربت فوق ذراعها برفق بينما هى أشاحت بوجهها نحو الشرفة رافضة تحرير دموعها التي أجتمعت مطالبة بالهبوط، أزالتها بطرف أصبعها تغير مجري الحديث قائلة: 
هروح أشرف على المشروع وتجهيزاته عشان ليليان أجازة يومين وممكن اروح أبات مع جودي وجميلة. 

وافق عامر وودعها وغادر نحو متجر الأجهزة الكهربائية خاصته بينما أنشغلت زوجته بأعمال المنزل، نهضت ليان تخرج ملابسها من الخزانة تستعد للهبوط لكنها بحثت عن مفاتيح سيارتها فلم تجدها لتخرج موجهة الحديث لزوجة والدها: 
_مشوفتيش مفاتيح عربيتي ياطنط.؟ 

أعتدلت سمر وهى تلهث من فرط مجهودها تشير نحو الطاولة البعيدة: 
_هتلاقيها جوه الطفايه. 

شكرتها والتقطت المفاتيح وغادرت البناية التى تقبع بالحى الراقي الذي أنتقل له والدها حتى يكون قريبًا من عمله، همت بفتح باب السيارة لتجد صوت رقيق مرتبك يأتي من جانبها: 
_ليان. 

رفعت وجهها لتجد فتاة بمنتصف العقد الثاني من عمرها تبينت لها هيئتها بصعوبة بسبب ذلك الماسك الطبي الذي يخفي أغلب وجهها وتلك النظاره الشمسية الكبيرة وقبعة الرأس، حاولت التعرف عليها لكن حتى ملامح وجهها لم تضح لتجيبها بجهل: 
_مين حضرتك.؟ 

أرتبكت الفتاة أكثر وهى تتحاشي النظر لها تجيبها بتلعثم: 
_رهف..اسمي رهف. 

أستدارت لها ليان بكامل جسدها وتسألت من جديد:
_حضرتك تعرفيني، أقدر أساعدك بحاجه.؟ 

اومأت رهف سريعًا تجيبها بتأكيد: 
_أنا واقعه فى مشكلة كبيرة وحلها عند حضرتك، من فضلك اسمحيلي بس اكلمك عشر دقايق على أنفراد. 

أستعجبت ليان وزادت دهشتها لكنها تغاضت عن ذلك واشارت للبناية: 
_طب تحبي نطلع فوق.؟ 

نفت رهف برأسها وهى تضع يدها أمام وجهها حتى تستطيع حمايته من أشعة الشمس الحارقة لتقع أعين ليان على تلك القفازات التى ترتديهم رهف بيدها، تلك الفتاة كأنها هاربة من شئ.! 

أشارت لها ليان نحو احد المقاهي القريبه تحادثها: 
_هنا مناسب طيب.؟ 

اومأت رهف بالموافقة وسارت جوارها وهى منحنية الرأس واختارت أكثر طاولة منعزله وبعد جلوسهم وصمت ساد بينهما لثلاثة دقائق بدأت رهف بأرتباك بنزع القفازات بتردد لتظهر بشرة يدها المجهدة آثر أحتراق بشع، اكملت نزع تلك الأشياء التى تخفي ملامح وجهها لتتبين ملامحها، فتاة جميلة ذات بشرة بيضاء ووجه مستدير هذا هو نصف وجهها اما النصف الأخر فـكان كـ لوحة من تشوهات الحروق التى أمتدت على عنقها ولم تستطيع رؤية هل هناك أكثر ام لأ. 

لم تخفي الشفقة من أعين ليان رغم ذلك أبتسمت بصعوبة تربت فوق يدها بلطف: 
_محتاجه فلوس.؟ 

نفت رهف بشدة تحاول التخلي عن خوفها ونطقت بما كان بمثابة صدمة بالنسبة لـ ليان:
_أنا ابقي أخت مازن..خطيبك. 

________________________

أطلقت صرخة مدوية وأنتفضت تتصبب عرقًا وتنظر حولها بخوف لينهض حازم سريعًا من فوق الأريكه يجلس جوارها ليهدئها لكنها أبتعدت وضمت الغطاء لجسدها تحرك رأسها بالرفض وأنفاسها فى سباق حاد، بعد حادث الإعتدا.ء التي تعرضت له أصبحت مُصابه بـ مرض "رهاب اللمس" وهو إضطراب وقلق يتسم بالخوف من التعرض للمس. 

منذ أن تزوجها منذ شهران وهى تتحاشي أقل لمسة صادره منه لها، حتى أنه لا يشاركها الفراش كى لا تفزع ويفضل النوم على الأريكه الذي وضعها خصيصًا بالغرفة ليكون قريبًا منها ولو قليلًا، رفع يده بالإستسلام يحاول طمئنتها وأمسك بالدواء الخاص بنوبات الذعر يمد يده به ببطئ يحثها على إخذه، وبتباطئ شديد مدت يدها تلتقطه منه تبتلعه ببعض قطرات المياه وأزالت أثارها عن شفتيها بظهر يدها تحادثه بصوت منخفض مبحوح: 
_شكرًا يا حازم. 

إبتسم بلطف ونهض ليغتسل ويبدأ بتحضير الفطور، لطالما قابل خوفها بالإطمئنان والحنو لكن بالتأكيد سوف يمل يومًا منها، من سيتقبل فتاة ترك الإغتصاب لها ندوب جسدية وروحية مؤذيه لذلك الحد تخشي أقل اللمسات.!!

قرب الهاتف من أذنه يستمع لتلك الرسالة النصيه وهو منشغل بتقليب كوب الحليب المختلط بالشاي والمفضل لها لتتوقف يده عند نقطة محدده بحديث المرسل: 
_قدرنا ساعتها نعرف أنه كان هربان لكندا وابوه طبعًا كان مخبي الموضوع على كل الناس ومن خلال الرسايل اللى بينهم أحب أبشرك ان نصار هيكون على أرض لبنان كمان أربع أيام، شوف هتعمل اى وبلغني لما تسمع الريكورد. 

وضع الهاتف من يده وتعلقت أعينه عليها وهى تضم جسدها بقوة لصدرها ونظراتها القلقة تدور بأنحاء الغرفة كأنها تخشي تكرار ما حدث، ألتقط أعينهم صدفة لتتهرب منه سريعًا كأنها تخجل من حتى النظر بوجهة، يقرأ مذكراتها خلسة ويعلم ما يدور برأسها جيدًا، ترى نفسها عبئ لا يمكن تحمله. 

أشتدت قبضة يده فوق الملعقة الصغيرة الذي قام بثنيها دون وعى منه، يخيل له كما لو أنها نصار، ذلك الذئب الذي حلم دومًا بتشويه جسده وإذاقته الألم مضاعف، حرقة قلبيهما لم يعوضها شئ حتى ولو كانت دمائه.!! 

___________________

وضعت صحون الطعام فوق الطاولة بضجر ظاهر على وجهها، زوجها الأحمق اللعنة عليه وعلى عمته.! 
لماذا تصر تلك المرأة البغيضة ان يجتمع أبن أخاها معها هى وولدها الوقح يومًا للغداء معًا.! 

وبسبب ان ولدها غير متزوج لذلك هى التى تتولي تحضير الطعام التي تتمني إن يمزق أحشائهم حتى تستريح. 

همت بالدخول للمطبخ لتاكد تصتدم بأبنة عم جاسر، ذلك البغيض وحيد والدته الذي تخطي الذي قارب على الأربعون ولم يتزوج بعد يرمقها بنظرات أستحقاريه دومًا، تخطاها رفعت للخارج لتصيح نسمه بنفاذ صبر وصوت مرتفع: 
_يعني كمان مش هتعتذر.! 
اى قلة الذوق دى نولع صوابعنا العشره شمع وبرضو مش عاجب اى اتحزم واعملكم نمرة يمكن يعجب.! 

رمقها رفعت من الأعلي للأسفل بأستحقار شديد يتمتم بصوت مسموع: 
_صدقت امي لما قالت، اللى سابته الهانم تاخده مساحة السلالم، دى ساره برقبتك والله. 

انهى حديثه ولم يدع لها مجال لإكمال الحديث وتوجه لغرفة الجلوس لإكمال حديثه مع والدته مما جعل الحقد ينبعث من أعينها كالشرارات الحارقة ويتنحي الشيطان جانبًا يتركها وحدها تنسج خطة محكمة لإنهاء ذلك الوضع الذي لا يعجبها بتاتًا. 

صمتت مُضطره وأكملت وضع الطعام حتى جاء جاسر وانضم لهم على طاولة الطعام وجلس فى مواجهة نسمه ومجاور لعمته وعلى يساره رفعت الذي يأكل بصمت غير مبالي بأحاديث والدته وجاسر. 

تصنعت نسمه الانشغال فى الطعام قبل ان تضحك بأستحياء مصتنع وهى تنظر لجاسر تحادثه بدلال : 
_بس يا جاسر عيب كده، عمتك وابنها قاعدين. 

ترك جاسر الملعقة من يده ونظر لها بأستنكار يجيبها: 
_هو اى اللى عمتك وابنها قاعدين هو أنا عملت حاجه.!! 

صدرت منها ضحكة رقيعة قصيرة وهى تحرك حاجبيها وتبتسم بتوسع  وهى ترى مخططها يسير كما أرادت: 
_ونبي اى، امال مين اللى من اول ما قعدنا وهو شغال ينكشني من تحت الطرابيزة. 

ساد الصمت لبرهة والجميع يتبادل النظرات بعدم فهم لينظر لها جاسر بحده متسائلًا: 
_نسمه انتِ بتتكلمي بجد.! 

تصنعت الصدمه وتركت الطعام من يدها تنظر لأعينه مباشرة بنظرة أستطاع قراءة سمها جيدًا وهى تنظر لرفعت بقلق مصتنع: 
_انت‌ اللى بتتكلم بجد.؟ 

ترك رفعت الطعام من يده بضيق بالغ وصاح بها: 
_فى اى انتِ تقصدي اى. 

نهضت نسمه تصيح بوجه رفعت تخرج حمم بركانية ستشعل الأجواء بكل تأكيد: 
_وهى دى فيها قصد ما تحترم نفسك ياخي ده أبن عمتك قاعد جمبك. 

نهض جاسر وهو ينظر لرفعت بأتهام واضح ليسارع رفعت بالنهوض مدافعًا عن نفسه: 
_جاسر صدقني أنا معملتش حاجه والله انتَ أكيد مش هتكدبني أنا وتصدق واحده زى دي. 

أشتعلت نسمه أكثر وزادت من الأوضاع سوء تكمل حديثها بصياح غلب صوت رفعت: 
_دي.! 
اهى دي ياعنيا اللى مستحمله عمايلك من ساعة ما جت وعمالة تقول بكرا يعقل ويفهم إن كده عيب وميصحش، دى اللى بتاكلها بعينك فى الرايحه وفى الجاية واقول يابت اعقلي متوقعهمش فى بعض بكرا يختشي على دمه ويعرف حجم غلطه لكن هنا بقى وخلاص معدش ينفع سكوت عشان قرفت منك ومن عمايلك الوس**. 

أتسعت أعين رفعت بعدم أستيعاب لما يلقي على مسامعه وصاح بأنفعال: 
_أدي أخرة مجايبك اللى تقرف. 

صمت بزهول عندما تلقي صفعة من يد جاسر لتتسع أعينه حتى كادت تخرج من مكانيهما، صدق تلك الحية وكذبه هو.! 

نهضت عمته رغم مرضها الشديد تقف بينهما تحاول الفصل بينهما قبل تطور الوضع ولم تخفي عن رفعت تلك الأبتسامة الشامته التي أعتلت وجه نسمه بأنتصار شديد.!! 

تعليقات



×