رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثامن عشر بقلم رباب عبد الصمد
تعجب منها ومن تمكن الياس منها فثار عليها وقال / لم اعتاد منكى على هذا فلماذا الان تلعنين اقدارك وزمانك
ترك كتفها وابتعد عنها وقال باسف / انا لن اقول لكى اتركى الياس لاصحابه . ولن اقول لكى انكى مادمتى مع الله فانتى مع القوة القوة المطلقة ولكن ساقول لكى العنى اقدارك لانها ايضا جمعتك بى
ابتعد عنها وهم ان يرج الا انها صرخت برجاء / لااا انت الشىء الوحيد الذى لن العن عليه اقدارى فانت من اضات حياتى فكيف بيدى اطفاها
عاد اليها وقد هدا قليلا وقال / لا تجعلى من نفسك مقسومة لنصفين احدهما يلعن قدره والاخر يفخر به فهذا قمة التشتت ولكن كونى دوما متفائلة وابتسمى للحياة واعلمى انكى ان غيرتى نظرتك للاشياء فالاشياء نفسها تتغير لاجلك
واعلمى ايضا انكى مادمتى تصوبين نحو القمر فان فشلتى فانكى حتما ستصيبين النجوم
نظرت له وقد بدات تهدا فهذا هو كما اعتادت ان تراه يبث فيها الامل فجلست على كرسيها فى استرخاء تام وارجعت بجسدها للخلف واراحت راسها على مسند الكرسى وكانها تستعيد قواها اما هو فاقترب منها اكثر وجثى امامها واستطرد قائلا / يا ليلتى انتى تعيشين فى الحياة لتتعلمى من دروسها فالحياة عكس المدرسة فكنا فى المدرسة ندرس الدروس ثم نمتحن فيها اما فى الحياة فانكى تمرين اولا بامتحانها حتى تتعلمين دروسها
يا ليلتى لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى
نظرت له وكانها تساله ما معنى قوله ففهما هو دون ان تسال فقال / لولا وجود الالم لما كان للراحة قيمة ولولا وجود الدموع ما كان للابتسامة قيمة ولولا وجود الظلام لما كان للنور قيمة
صمت برهة ثم قال وهويؤكد على عبارته / ولولا وجود فشلك فى حب زوجك السابق ما استطعمتى حلاوة حبنا
هنا مدت يدها واحتضنت وجهه وقالت / حقا لولا فقدى لساعدتى التى طالما تمنيتها معه ما كنت استلذ ايام السعادة التى اشعر بها وانا بين يديم
صمت للحظة وهى لا تزال على نفس وضعها حاضنه لوجهه وتنظر فى عينيه بينما هو لم يقاطعها لعل ما تخرجه من عبارات يهدا من حالتها
استطردت قائلة / هل تعتقد ان سعادتى القليلة معك قد تدوم لتنير كامل حياتى
رد عليها قائلا / وهل تعتقدى ان حياتى قد يكون لها معنى بدونك حتى اتخلى عنكى ؟
يا ليلى ان كنت انا سبب لسعادة ايامك فانتى سبب لسعادة حياتى السابقة والقادمة ولن اكون كاذبا ان قلت لكى اننى كنت اعشقك منذ زمن . عشقتك من اول نظرة . عشقتك حتى صرتى انتى كل احلامى وامنياتى . عشقتك ورايت فيكى سعادتى المخزونة . عشقتك وانا لم اعرف من انتى . ولن اصف لكى كم كان شقائى عندما علمت ان قلبك لملك من وددت ان اهب له حياتى .كيف اصف لكى شقائى يوم عرفت انكى قد كتبتى على اسم غيرى
ابتلع ريقه وقال / لا استطيع ان اصف لكى حالى وانا اهرب من امامك ولم اعلم اننى كنت اهرب منكى اليكى
كان يتحدث اليها ليهدا من حالها وليبث فيها الامان وحب الحياة وليثبت لها انه حقا يحبها ولكنه كان يتحدث من اللاوعى فلم يشعر انه يتفوه بمكنون حبه منذ الازل ولم ينتبه لحاله الا من نظرة عينيها الجاحظة من اثر سماع كلماته
ابتلع ريقه وعاد لوعيه وقام على الفور من مكانه ولكنها امسكته من يده ليعود لها
وقالت / يا الهى كيف هذا ؟
اغيب عنك لعل الشوق ينطفىء
فلست اسكبه الا ويمتلىء
من بعد ان سرت عن عينيكى مبتعدا
ارانى اليوم فى عينيكى اختبىء
ما فزت منكى بغير الضيق فى الصدر
با من تحومى على صدرى وتتكأى
اغيب عنكىبلا جدوى فانتى انا
لو ينتهى فى شوق فيكى يبتدىء
صمت وكانه يحاول ان يجمع شتات حاله فقال بتلعثم محاولا ان يبعد تفكيرها عما قد تفكر فيه / نعم يا ليلى انا عشقتك من اول نظرة وقعت منذ ان صدمتى بى وعشقتك وانا اعلم انكى تعشقين غيرى وعشقتك وانا لا اعرف وقررت ان اهرب من امامك واغمر نفسى فى عملى ولكنى وجدتنى اقترب منكى اكثر لاننى اصبحت افكر فيكى فى كل لحظة ثم غير دفة الكلام وقال / هلا وافقتى الان على تبنى تلك الطفلة
ليلى بسعادة على ما شعرته منه من حب / نعم ساتبنى طفلتنا الكبرى
نظر لها فقد فهم معنى قولها فابتسمت هى الاخرى وقالت / الست انت ابو اولادى ؟ وستكون انت ايضا ابو طفلتى بالتبنى
عاد اليها وقد اعتلت الابتسامة وجهه وقبل جبينها وقال / بل انا اباكى انتى قبلهم
..............
تم كتابة الوصية وتم توقيعها وتوقيع الشهود عليها وذهب جوالتوتر من داخل ليلى
بينما كان المرض يزداد على هانيا حتى اصبح الالم ملازما لها
......
اعلن الربان عبر المكبر ان رسو السفينة القادم سيكون فى القطب الشمالى للكرة الارضية
صفق الجميع ولم تفهم ليلى ما كل تلك السعادة
اقترب منها حمزة وقال / لما لا تصفقين اليست تلك لحظة غير مسبوقة
ليلى بتساؤل / انا لا افهم شيئا
كاد حمزة ان يرد الا ان السيد البرت رد بدلا منه وقال /انه القطب المتجمد الشمالى الذى يبلغ ارتفاع الجليد فيه نحو اربعة امتار يا عزيزتى
اكملت السيدة ايزابيل وهى تضع يدها بيد زوجها السيد وبكل فرحة قالت / اننا سنحتفل بتلك المناسبة يا عزيزتى وسنرتدى جميعنا ملابس التزحلق على الجليد لنعيش اسعد يوم فى حياتنا
بينما قال حمزة / اننا جميعا ناخذ صك مختوم من القبطان بوصولنا لتلك النقطة ونلتقط الصور التذكارية مع ربان السفينة بهذه المناسبة
ابتسمت ليلى وتخيلت نفسها وهى تقف بجوار ايوب ليلتقط لها صورة تذكارية وهى جواره
وما هى الا ساعات قليلة ورست السفينة بالفعل فى القطب الشمالى وبدا الاحتفال ووجدت ربان قلبها وهو يوزع الشهادات الموثقة بتوقيعه لتؤكد وصول الراكب لتلك النقطة من الكرة الارضية
شردت فى جاذبيته وهى ترى الركاب يتوافدن عليه لشرف التقاط الصور وكم يبدوا جذابا
اخذت تنظر والنساء يتسارعن فيما بينهن للوقوف جواره بينما كانت عيونه هو لا تبتعد عنها فكان يراقبها بعينيه خوفا عليها واطمئنانا لها ولتاكيد شعورها انه لها وحدها
كانت نظرته تجمع لها اى شعور هى فى حاجة اليه وكانت تعنى له هو كل شعور يشعر به فكانت النظرة وحدها تكفى للتعبير عما يعجز عنه اللسان
انتبهت على اقتراب نهال من ايوب لتاخذ معه صورة ولكن نظرتها تحجرت وهى ترى نهال تمد يدها فى خلسة لتشبك اصابعها فى اصابعه
ارتجف ايوب للوهلى الاولى من فعلتها ولكنه لم يبتعد عنها حتى لا يلفت انتباه الاخرين وظل صامتا حتى انتهت الصورة وكاد ان يبتعد الا انها تشبثت به ثانية وقالت اريد ان يلتقط لنا صورة اخرى واقتربت منه اكثر بدلال حتى صار وضعها ملفت فسحب يده منها بهدوء وابتعد عنها وذهب لليلاه التى شعر بغيرتها
انتبهت له وهو يمد لها يدة وبابتسامته الجذابة يطلب منها ان تلتقط معه صورة
كان موقفه هذا ملفت للانتباه امام الجميع فالكل يتسارع للوصول اليه بينما هو يسير ببطء وبكل فخر يطلب من تلك الليلى ان تلتقط معه صورة
سمعت ليلى همهمة من حولها بكلمات الاعجاب كما لاحظت نظراتهم وهم يحسدونها على هذا الفوز فمدت يدها له بدورها وقد ملات وجهها اجمل ابتسامة فقد كان موقفه بمثابة اعترافه امام الجميع بان تلك هى الوحيدة التى تخصه
التقطت اجمل صورة تجمعها معه فقد وقفت بجواره ولكنها توترت وهى تجده يحيطها من الخلف من خصرها ومد يده الاخرى وشبكها بكفها فصارت الصورة جلية انها بين عاشقان
كانت نهال تنهشها الغيرة والحقد مما جعل زوجها ينتبه لحالها
بينما كان حمزة فى اشد حالات حزنه اذ ان هانيا قد اشتد مرضها ووصل لمنتهاه ولكنه فى ذات الوقت كان سعيدا لاجل ليلى ولكن حزنه غلب سعادته
ايوب لليلى / كم حلمت لان اقضى انا وزوجتى يوما فوق تلك الثلوج والان انا وزوجتى فوق الثلوج ولكن لا استطيع قضاء يومى كما حلمت به
كم اثرت فيها كلمة زوجتى وكم شعرت بها وكانها لم تسمعها من قبل او كانها لم تتزوج على الاطلاق وفى ذات الوقت لم تستطيع التفوة باى حرف لتعبر به عن سعادتها
انتهى اليوم بسعادة على الجميع ولكن السعادة لم تدم طويلا فزوج نهال قد ذهب للتزحلق على الجليد لكن نهال رفضت ان ترافقه وظلت بغرفتها ولكنها لم تشعر بان اليوم قد انتهى فهى كانت تتمتع بملذة محرمة مع اخر فى غرفتها
كان ايوب يوقع اوراق الركاب العائدين فاذا بحمزة يهمس له بوجود نهال مع رجل اخر فى غرفتها وان علم زوجها حتما سيقتله
فزع ايوب عندما علم بهذا وظهر الوجه الاخر وبدات ثورة الفهد وترك ما بيده لمساعده وتحرك بسرعة نحو غرفتها ولكنه وجد ان زوجها قد سبقه واخذ يضربه
سالت ليلى حمزة عما حدث وما الذى غير ايوب هكذا فقال لها ما حدث
ركضت نحوة محاوله تهداته الا انها لم تكن تعلم ان الفهد فى ثورته لا يسمع ولا يرى و كان قد وصل بالفعل وراته وهو يمسك بتلابيب الرجل ويضربه بعنف ويقول بتحذير وهو قريب من وجهه / قد يسمح لك بهذا على ظهر سفينة اخرى وتحت قيادة ربان اخر مما لا يدين بالاسلام ويعترف بان الزنا علاقة اختيارية بين اثنين ولكن حظك الاسود هوجعلك تفعلها على سطح سفينه رجل مسلم صعيدى وضربه بلكمة قوية جعلت الرجل يفترش الارض ويسيل الدم منه بينما كان زوج نهال لا زال يضربها فامسكه ايوب وابعده عنها واكتفى بان نظر لها نظرة كراهية وقال لزوجها اخرج الان من هنا فساحبسها مكانها
شهقت نهال وارتعدت اوصالها واخذت تبتعد من امام الفهد الثائروهو يقترب منها حتى التصقت فى الحائط وفجاة بثق فى وجهها وقال / لست من يصفع امراة
خافت ليلى ان تحتك بهذا الثائر وهو فى تلك الحالة ففضلت ان تنتظر فى غرفتها فى صمت
حبست نهال فى غرفتها وحبس الرجل فى غرفته وامر بان يقدم لهم الطعام فى غرفهم لحين اول ميناء وسيقرر مغادرتهم للسفينه
بينما استاذن السيد البيرت فى ان يقطن زوج نهال فى غرفة السيدة ايزابيل الاضافية
مرت ايام والحال كما هو حتى ان حمزة والبيرت وايزابيل توافدوا على مساعدى ايوب ليطلبوا منه السماح لهم بالافراج ويكفى انهم سيغادرون السفينه
كما طلب زوج نهال ان يوثق ايوب قسيمة طلاق الا ان ايوب رفض وقال انا لا اشترك فى طلاق اثنين فانه ابغض الحلال وان كان هناك خطأ فانت مشترك فيه فانت من تساهلت فى رجولتك ولا يجب ان تتبرا من خطأك بالطلاق
الزوج بتعجب / انا مخطىء ؟
ايوب بعصبية وثورة / ان كنت تتعجب فكان يجب عليك ان تتعجب من نفسك وتسالها اولا هل هم اخطاوا ام انا المخطىء وحدى
الزوج بجحوظ العينين / كيف هذا ؟
ايوب / الرجل قوام على المراة لانه وحده القادر على ان يكفيها من كل شىء فى كل وقت وانت اهملت فيها كل شىء وفى كل وقت وادعيت انك تترك لها الحرية فاى حرية تلك التى تجعل الرجل يترك لحمه واى دين هذا الذى تدين به
صمت الرجل فها هو قد تنبه لنفسه فهو من الاول الخاطىء
ايوب عليك ان تتحمل وحدك نتيجة اخطاءك ولا تهرب منها بالطلاق ولكن عليك ان تعالجها وتستانثها وتضمها تحت جناحك فالمراة منذ الاذل مخلوق ضعيف فكيف انت تخالف الطبيعة وتجعلها مخلوقا قويا