رواية ليست ذنبى حمزة ومنى الفصل السابع عشر بقلم عائشة الكيلاني
واقف مكانه بصدمة رما وقع الفون من ايده نظراته على كل اركان الجدران غمض عيونه بألم ثواني فتح عيونه و قال بصوت ملئ بالغضب و الوجع:ـ نورررررررررر
نور في التاكسي سندة راسها على ازاز و مغمضة عيونها و هى تشعر بالحورية و الانتصار ألم بتحاول تمنع دموعها من السقوط و هى بتقول لنفسها:ـ كنت عايزني اعمل اي يا ريان.. انا تعبت اوى و دا عوضي عن كل الى شوفته... انا اموت ولا اتنزل عن ابني مستحيل اسمحلك تحرمني منه عايزني اموت حته من قلبي. اموت ابني طب اعيش ازاي بعدك عني مش سهل بس حرمني من الأمومة مش عدل مش يمكن اعيش مش يمكن ربنا يرزقه بام احن مني عليه حتي لو موت و انا بولده ف مش هكون خايفة عليه لانى عارفه انك هتخاف عليه اكتر من اى حاجة بحبك بحبك يا جنتي
نور كلمت فرح:ـ عايزكم تقبلوني تحت بيت نغم بسرعة انا قربت اوصل.. انا تمام كويسة جدا بس متتاخروش
بعد وقت نور وصلت عند نغم
فرح بصدمة:ـ نعمم.. ليه عملتي كدا تهربي يا نور و من مين من ريان!
نور اتنهدت بضيقة:ـ والله كدا احسن انا تعبت بجد و مش قادرة اكمل ولا استحمل تحكماته فيا
نغم بصدمة و عتاب:ـ هو علشان خايف عليكي يبقا تحكمات و بعدين يا حبيبتي انتوا لسه صغيرين يعني ربنا هيرزقكم بغيره
نور بوجع:ـ و لو دا محصلش انتوا اكيد مش جدا يعني غيرنا نفسه في ضفر عيل و انا بكل سهولة اجهض ابني.
فرح و نغم بص لبعض و بعدين بصو ليها بحزن
نور:ـ ساكتين ليه.. يا نغم انا فرصة الأمومة عندي مفيش يعني لو اجه.ضته مستحيل اخلف تانى و بعدين مين قال اني هموت انتوا بشر على فكرة احنا بشر طب مانا ممكن اموت و انا بجه.ضه هقول لربنا اي خايفة على عمري ف موته .. مامتك يا نغم زمان قالت حاجة مهمة ان الواحدة لم تعرف ان جوها روح بتبق مش شايفة غير ابنها بس كل همها ان طفلها يجي الدنيا بخير و انا كل همي ابني حتي لو مش هكون معاه. امى موجودة و ريان و انتوا اكيد كل دا هيخلو ميحسش بغيابي
نغم بدموع متحجرة:ـ نور اسكوتي بقا ااي الكلام دا شكل الحمل جايب معاكي بنكدا ابنك هيجي بخير باذن الله و محدش هيربيه غيرك انتي و ريان. و هيتجوز بنتي كمان انا حجزته
فرح مسحت دموعها:ـ بس بقا يا نكد انتي طول عمرك نكد يا نور.. بتعيطو ليه بس كفاية هتلمو الناس علينا بجنانكم دا يلا علشان نلحق نلقي شقة تقعدي فيها
ركبوا التلاتة التاكسي و اتحركو بعد وقت طويل اخيرا لقو شقة لنور صغيرة شوية لكن في منتهى الجمال
عند ريان في المقابر
ريان بابتسامة وجع:ـ وحشتوني اوى عارف انى مقصر في حقكم لكن كان غصب عني .. انا اسف يا بابا انا دائما كنت فاهمك غلط. معرفش ان حرصك كان خوف.. للاسف انت كنت صح عمر الطيبة و الحب كانوا بيعملوا حياة .. انا لوحدي من زمان و انا لوحدي حتي مراتي الى عمري ما مدت ايدي عليها هربت مني
قالها و هو بيمسح دموعه و هو بيحكي الى جواه لى الى راحو من سنين:ـ هربت مني بس علشان خوفت عليها بقيت في نظرها و نظر اختك انى اناني و مش بحب غير نفسي و بسس محدش فاهم انى مش حمل انى اخسارها اختك الى رمتها من سنين جاية دلوقتي و تقول بنتي. انا تعبت من كتر ما بسمع غيري و اطبطب و احمي بسمع الناس و بحللهم مشاكلهم طب و انا انا مين يسمعني انا كبرت مية سنة من بعد ما موت و كل حاجة عليا اختك و اخوك الى يخسر فلوس و شركيته و يرجعلي علشان انقذها من الوقوع مشاكل العيلة انا تعبت والله العظيم تعبت ياريتني كنت معاكم في الحاد..ثة وحشتوني اوى انا مش محتاج غيركم محتاج طبطبتك يا امى و دعمك يا بابا محتاج سندك ليا و حنيتك يا امى.. للاسف كله عارفني مصلحة حتي مراتي من رغم انها بتحبني الا انها بتستغل دائما حبي ليها اول مرة احس اني وحش اوي اوي يا ااالله يارب
بعد وقت خرج من المقابر قفل الباب و مشي ركب عربيته شاف رسالة ابتسم بسخرية و اتحرك
ريان سند على قبر ابوه و قعد يبكي بوجع و يتذكرهم و يتدعي ربنا بالرحمة والمغفرة ليهم و الصبر له على بعدهم الى مكنش بايديه ولا ايديهم خرج من القبر و قفل الباب شاف الرسالة و ابتسم بسخرية ركب عربيته و اتحرك بعد ما رجع لقوته و ثباته ريان الشاذلي الى ميتهزش ولا يخاف مهما حصل
بالليل في شقة نور الصغيرة
الدكتورة :ـ بصي هو انا هتابع معاكي للاخر و هنحاول نسيطر على الوضع بس لو دا محصلش يبقا حرام تعذبي نفسك في حاجة ممكن اوى متحصلش انا هروح اشوف ماما لو عوزتي اى حاجة انا قدامك
نور قامت:ـ شكرا اوى يا رهف بجد مش عارفه اشكرك ازاي
رهف بابتسامة:ـ مفيش شكرا بين الاخوات عن اذنك
رهف راحت شقتها
نور قعدت بحزن:ـ حتي متصلش بيا ولا دور عليا لدرجة دى انا عباء عليه لدرجة دى مش عايزني كل الرجالة كدابين
نور قعدت بملل :ـ انا هتصل بيه.. لا يا نور بلاش لو عملتي كدا هتخسربي ابنك و الامومه للابد دا واحد اناني انسيه يا نور دوسي على قلبك دا واحد ميستاهلش
نور خدت العلاج و قعدت تتفرج على التلفزيون و هى بتحاول تقوم التعب عند ريان ريان كان بيشتغل لكن بالو عند نور حاول يلهي نفسه بس معرفش:ـ الو يا دكتورة
رهف بغيرة:ـ افندم يا ابن عمي كله تمام هى كويسة اخدت الدواء و تلقيها نامت تحب
قالت بغيرة اكبر و ملحوظة:ـ اخبطلك عليها ولا تحب تجي تطمن عليها بنفسك مش كدا مش هطير ولا عيلة صغيرة علشان تخاف عليها كل دا في ااي اهد بقا
ريان بهدوء:ـ انتي متااكدة ان فيه امل
رهف بحزن على حزنه:ـ والله بحاول هو امل ضعيف جدا بس بحاول و كمان الدكتور قالك متقلقش اطمن بقا دا عاشر دكتور يشوف الحاليل و قالوا خير روق بقا و بعدين مراتك دى زى القطط بسبع ارواح مش بتتعب ولا بيجرلها حاجة اهدا بقا و مش عايزة اسمع شكرا لأننا اولاد عم
ريان:ـ و اخوات
رهف بعصبية:ـ لا مش اخوات يا ريان و اخر مرة اسمع منك
ريان بعدا الفون عنه اتنفس بضيقة:ـ رهف انا سبق و قولت انى بحب مراتي و انكي بالنسبة ليا اخت بلاش نزعل من بعض علشان مشاعر مؤقتة ربنا يرزقك بالاحسن مني
رهف قفلت الفون رمت نفسها على السرير و بقت بتبكي بانهيار و وجع عند ريان كان بيفكر في نور و ذكرياتهم مع بعض مسك الفون علشان يتصل بيها غمض عيونه بألم و غضب و رما الفون بعصبية و كل حاجة على المكتب و قعد يبكي حط راسه بين ايديه:ـ ازاي ليه نواصل لكدا.. دمرنا نفسنا طب ليه.ليه ليه يا نور تهربي.. طب ليه انا اذيتك في اي انا بخاف عليكي اكتر ما بخاف على نفسي كان ممكن نحل كل حاجة بالتفاهم
عند نور رمت نفسها على السرير و قالت بدموع:ـ انا مهربتش كره ليك بس معنديش استعداد اخسر ابني انا دى اخر فرصة ليا بحبك اوى بس ليه تحرمني من احلامنا ليه ندمر حياتنا علشان حاجة في علم ربنا مش يمكن اعيش مش يمكن يكون كله كلام في كلام ما محدش عارف عمره هيخلص امتي يوم ما اموت اموت و انا بموت ابني طب اقولو اي سامحيني يا حبيبي بس والله غصب عني
عند ريان
ريان لنفسه:ـ اسامحك اسامحك ازاي و انتي عايزة تحرمني منك حتي حرمتني انى اكون جانبك انتي للأسف حرقتي قلبي بهروبك دا لدرجة انى مش طيق نفسي ولا طيق ابص في وشك عمري ما هسامحك..
ريان خرج من مكتبه اما عند نور ف مسحت دموعها و نامت و هى بتقاوم التعب الايام كانت بتدي ببطئ و حالة نور كل يوم تكون أسوأ من الى قبله بس بتكابر و تمثل انها كويسة قدام اصحابها اما ريان ف كان متابع اخبار نور اول باول طبعا عارف اخبارها من اصحابها و بنت عمه و برضو اكتر من دكتورة متابعين حالتها طبعا نور حالتها بتسوا يوم عن يوم عدا سبع شهور اكنهم سنين على الاتنين في شقة نور
نور كانت نايمة على الكنبة، وجهها شاحب، عرق بارد بيغطي جبينها، وصوت أنفاسها كان متقطع. الألم كان بيزيد، تحس كأن روحها بتتسحب منها ببطء. حاولت تفتح عينيها، لكن الدنيا كانت بتلف حواليها، الصور كانت مشوشة، والأصوات متداخلة.
رهف بصوت قلق:ـ إحنا لازم نتحرك فورًا، الوضع بقى خطر!
فرح كانت بتحاول تهديها
لكن نغم قالت بسرعة:ـ يا بنتي مش وقت تهدئة، نور في خطر!
قبل ما حد يتحرك، نور همست بصوت ضعيف:ـ هو هنا؟
فرح بصت لنغم باستغراب، سألتها بهمس:ـ مين؟
نور حسّت بوجوده، أو يمكن عقلها هو اللي بيتخيل.. فجأة، باب الشقة اتفتح بعنف، ورغم الضباب اللي مغطي عينيها، عرفت مين اللي واقف قدامها.
ريان
بس هل ده حقيقة ولا مجرد وهم وسط هذيانها حاولت ترفع إيديها، بس فقدت السيطرة على جسمها تمامًا، والدنيا أظلمت فجأة.ريان شالها و جري بيها برا البيت و فرح و نغم و رهف وراها
بعد وقت طويل في المستشفى
نور كانت على السرير، الأجهزة حوالينها، الأطباء بيتحركوا بسرعة، كل شيء كان ضبابي، كأنها بتسمع الأصوات من تحت المية. بس كان في صوت واحد مميز وسط كل الضوضاء.. صوت بكاء
لا.. مش بكاء، صوت الأجهزة بترن بإنذار خط.ر.
رهف كانت واقفة في الكورنر، إيديها متشابكة، عيونها
مغمضة كأنها بتدعي.
برا غرفة العمليات كان ريان واقف لاول مرة يحس بالعجز و هو مش عارف اذا نور هتموت ولا هتعيش مكنش حاسس باى حاجه غير صوته قلبه
نغم وفرح كانوا ماسكين إيدين بعض أما ريان فكان واقف متجمد ملامحه صخرية لكن جواه عاصفة.
الدكتور خرج بعد وقت طويل، بص لريان، وصوته كان هادي لكن مليان ثقل:ـ ابنك لسه ما بكاش، الجهاز هو اللي بيخليه يتنفس..إحنا بنحاول، بس محتاجين معجزة.
ريان حس كأن حد ض.ربه في قلبه. اتكلم بصوت مخنوق:ـ وهي؟
الدكتور خد نفس عميق:ـ في غيبوبة، ضغطها نزل بشكل خط.ير جدًا.. إحنا هنحطها تحت الملاحظة.
ريان مشي ناحيتها، وقف قدامها وهو مش قادر يستوعب إن نور، اللي كانت دايمًا قوية وعنيدة، مرمية قدامه بالشكل ده، ضعيفة، هشة. بص للبيبي اللي في الحضانة، كان صغير جدًا، بين الحياة والموت.
قرب منه، حط إيده على الزجاج، وهمس بصوت مبحوح:ـ متسبهاش.. كفاية اللي خسرته.
بعد لحظات، سمع صوت ضعيف جدًا.. صوت بكاء خفيف، متقطع، لكنه كان معجزة في حد ذاته.
الدكتور ابتسم وهو بيبص لريان:ـ ابنك قرر يقا..تل..
ريان بص للبيبي، ثم لنور، وبعدها همس:ـ قومي بقى يا نور.. ابنك محتاجك
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم