رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الخامس عشر 15 بقلم رباب عبد الصمد


 

رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الخامس عشر بقلم رباب عبد الصمد



 حل المساء واجتمع الركاب فى اكبر قاعة للحفلات  بعدما اعلن الربان عبر مكبر الصوت بوجود حفل زفاف 
 وقفت ليلى فى ابهى فستانم اشتراه لها وتزينت بحجاب بسيط ولم تضع اى مساحيق تجميل 
 بينما وقفت جوارها هانيا بفستان يدل على النجومية وفى يدها طفلتها الصغيرة بينما توسطهم حمزة وهى مرتدى حلته الانيقة فتجلت رجولته ووسامته وانتظروا انتهاء الربان من عمله فى غرفة القيادة 
 بينما كانت نهال تقف بجوار زوجها الثرى بفستانها العارى وكم ودت ان ينهرها زوجها عن ارتداءه ولكنه ليس بغيور ولا مرهف المشاعر وكانه الة عد نقدية فقط وتلاقت نظراتها مع نظرات ليلى الواثقة فشعرت بالغيرة عندما لاحظت فستانخها ذو الالوان البراقة وعرفت انه من اختيار ايوب فهى تعلم دقة ذوقه ولكنها استشعرت الحقد لانها كانت تعتقد ان ليلى قد التزمت فى زيها طبقا لتعليمات ايوب ولم تعلم ان هذا من شيم ليلى الاساسية ثم اخذت تتحسس وجهها وهى تخشى ان يبدوا عليها انها اكبر من ليلى وما ان راتها تتحدث بطلاقة مع الجذاب ايوب الا ووجدت اول الخيط لزرع الفتنة بينها وبين فهدها فالتقطت لهما صورة فى غفلة وارسلتها له عبر هاتفه وكتبت تحتها يبدوا ان فتاتك لا تضيع وقتها 
 استلم ايوب الرسالة وهو لا يزال فى غرفة القيادة ولكن لثقته فى ليلاه لم يتاثر وعرف انها غيرة الاناث 
 اخيرا اجتمع الربابنه فى القاعة واسندوا قيادة السفينة للقائد الالى حتى انتهاء الحفل بينما ظل مراقب الرادار والرسائل فى اماكنهم 
 واخيرا دخل عليهم الربان ايوب بحلته الرسمية فصفق الجميع لسببين الاول انه ليس من العادى ان الربان ايوب يظهر بين الركاب وان كان فى الفترة القليلة كانت يتواجد مع ليلى الا ان هذا لم يكن على مراى جميع الركاب الذى ييلغ عددهم فى حدود الالف راكب 
 اما السبب الثانى لانه قادم لاجل اتمام عقد زواج 
 وقفت ليلى تتابع ايوب وهى فى قمة سعادتها وهى تراه قائد فى كل شىء 
 ابتدى ايوب الحفلة بكلمة بسيطة حيث قال باللغة الانجليزية / جميعنا يتمنى ان يعيش السعادة والسعادة لا تكمن الا فى الحب والحب لا يوجد الا اذا وجدت الحياة والحياة لا توجد الا اذا نبض القلب اذا فسعادتنا تكمن فى قلوبنا 
 ولما كان القلب هو منبع السعادة فاجعلوا دوما قلوبكم نبع فياض للعواطف واحرصوا الا تجف منابعكم حتى لا تشيخ حياتكم 
 وحتى لا تجف ينابيع قلوبكم عليكم ان تحسنوا اختيار رفقائكم وشركاءكم فى الحياة فان اصلحتم الاختيار ارحتم القلوب 
 واشار للجميع وقال / لكل شخص هنا معنا اختار من يسعده سعادتك ومن يهمه ذاتك قبل ذاته وان لم تقدر انت على اسعاد من احببت فادعوا الله ان يسعده فهو الاقدر على مواطن اسعاده وكن له باعثا للحياة وليس عابثا لها فالحروف واحدة ولكن المعنى بعيد
 اعلم ايها الصديق هنا معنا ان هناك ثلاثة اشياء ان خرجت لا تعود الكلمة ان تفوهنا بها والزمن اذا مضى بنا والثقة اذا ضاعت فلا تتفوه بما يحزن حبيبك ولا تجعل الزمن يمر وانت لست معه ولا تضيع ثقته فيك فتكون قد حكمت عليه بالموت فلا يقاس الوفاء بما تراه عيناك ولكن بما يحدث من خلفك فلا تفجعه فيك 
 وان لم لم تجد رفيق يفهمك فاسعد بوحدتك فهى افضل من زحام مملوء بضجيج النفاق 
 اعلموا ان السعادة قرار وليست امكانيات فلا تبخل على نفسك بالسعادة متوهما انك تفقد الامكانيات فليس السعيد هو من ينال كل شىء ولكن السعيد هو ذاك من يقتنع بما بين يديه فالحياة جميلة وعلينا ان نعطيها حقها من التفاؤل حتى تعطينا حقنا من السعادة 
 اعلموا ان الحب لا ياتى بالمال ولا يقاس بجمال ولكنه قدر وان كان جمال الحب فى العطاء الا ان عظمته فى تجاوز الاخطاء
 هنا نظر الى ليلى التى خفق قلبها من السعادة ثم نقل ببصره لنهال التى اعتقدت انه يوجه تلك الكلمة لها 
 فالجملة كانت واحدة ولكنها اسعدت واحدة واحرقت اخرى 
 تاثر الجميع بكلامه واخذ يصفقون بينما كان العروسين يجلسان الى جواره والسعادة جلية على وجهيهما رغم كبر سنهما الا انهما ارادا ان يعيشا حياتهما كما ترائى لهما 
 انهى توثيق عقدهما واخذ الجميع يلتقط الصور مع العروسين ومع ذلك خطف منهم الفهد الاضواء ففضل الجميع ان يلتقطوا صورهم معه 
 بينما ظلت عيناه معلقة بليلاه وكان شديد اللهفة للانفراد بها 
 بينما كانت نهال تحترق من الحقد لان ما ارسلته له لم يغير فيه شىء 
 انتهى وقت التقاط الصور فتنفس هو الصعداء وابتعد عن الجميع فى خلسة واقترب من ليلاه وبابتسامته العذبة قال / كم وددت ان يكون هذا عقد قراننا 
 لمعت عينيها وخفق قلبها وتلعثمت ولم تعرف بما تجيبه 
 انشعل حمزة مع هانيا وطفلتها بينما كانت نهال مع زوجها ولم تعرف التخلص منه فى الوقت الحالى 
 ايوب / هيا لنجلس فى الهدوؤ وبالفعل خرجا سويا لخارج القاعة بينما كانت عين نهال تراقبهما فى غل 
 نهال لزوجها / ما رايك لنجلس فى الهواء الطلق خارج القاعة 
 زوجها بكل برود ةهة مخمور / ولماذا اترك كل تللك الجميلات لاجلس مع جميلة واحدة ههه يا عزيزتى اننى احب الجمال فى اى مكان 
 نهال بغل / يالا وقاحتك الا تخجل من نفسك او تحسب لشعورى اى اهتمام
 زوجها وهو يضحك بطريقة هزلية / يا صغيرتى لا تعطى الامور اكثر من حجمها فانا اوفيكى حقك وزيادة من مال واطراء وملابس و.... ههههه 
 نظرت له نهال بغيظ  ولم تعلق ولكنها تذكرت حالها وقارنت نفسها يوم ان كانت بقلب ايوب فقد كان يغار عليها من نفسها 
 فاجمل شعور تعشقه الانثى وتتمناه هو شعورها بغيرة رجلها عليها حتى انها لتلجا لبعض الحيل ان شعرت فى وقت بتبلد رجلها نحوها حتى تثير غيرته من جديد
...........

 وقف ايوب وليلى بجوار بعضهما البعض واسندوا على سور السفينه وهم ينظرون للمياه المحيط التى تزينت باضاءات السفينة الملونه التى انعكست على المياه فكونت الوان هادئة كما لو كانت الوان الطيف التى تزين السماء 
 ايوب بهمس / هل لازلتى خائفة من المياه فى الظلام ؟
 ليلى / انا لا اهاب اى شىء مادمت جوارى ولم اعد اشعر بدوار البحر لانى اشعر بالامان بمجرد شعورى بحرارة جسدك جوارى فهى تبعث فى طاقة الامان 
 مد يده وشبك اصابعه فى اصابعها وابتسم ابتسامته العذبة وقال / انتى شديدة الجمال اليوم 
 توترت من همساته وازداد نبض قلبها ولم تجروء الا على رسم ابتسامة عذبة زادتها جمالا 
 مد يدة وسحب طرف حجابها ليغطى مقدمة شعرها فقد ازاح الهواء بعض حجابها 
 خجلت من فعلته وابتعدت قليلا وعدلت هى حجابها اذ ان قربه هذا دوما ما يوترها 
 تفاجأ هو بان اطراف شعرها الخلفى يتطاير ايضا من حجابها فقد انسدل فاذا به يحدق فيه باعجاب ومد يده ولمس اطرافه فابتعدت اكثر عنه وهى خجلة واعتذرت ولكنه سحبها مرة اخرى وسحب اطراف شعرها واخذ يشتم عبيرها فقد خدره جماله وقال لها كم وددت ان تكونى انتى اليوم صاحبة العرس واكتب بنفسى عقد زواجنا 
 سحبت يده من على شعرها ولملمته بسرعه وقالت كم كنت جذابا وانت تعقد ميثاقهم 
 ايوب / كيف حال اولادى 
 ضحكت ليلى وقالت / لقد ابتليت بطفلين 
 قال بجدية /  بل وهبنى الله منكى طفلين 
 ليلى / هل ستحبهم حقا ؟
 ايوب بحنان / وهل هناك اب يكره اولاده 
 ليلى بدموع / ولكنهم ليسوا باولادك وانت لست بمجبور على ان تحبهم و...
 قاطعها هامسا / هم اولادى ودمهم من دمى اليس كذلك ؟ ام انكى لا تامنينى عليهم ؟
 امسكت بيده وقالت / كيف لا ائتمنك عليهم وقد ائتمنتك على نفسى 
 بكت اكثر وقالت / لم اشعر بالامان والحنان الا فى ظل وجودك وفى ظل اخى علي 
 مسح دموعها فدهش غندما وجدها اخذت كفه وقبلتها 
 تعجب لفعلتها وازداد ضيقا وقال / لما كل هذا فعلتك هذه اشعرتنى بالنقص والعجز فانا لم افعل هذا اجبارا او اشفاقا ولكنى فعلته حبا فهلا استكثرتى علي الحب ؟
 حالتها لم تعد تجعلها تقوى على الوقوف فقالت له / ارجوك ساعدنى لادخل الغرفة 
 ساعدها وقدم لها الدواء والطعام وقال / ارتاحى وساعود انا لغرفة القيادة حتى يحين موعد نقل الدماء فساتى بصحبة الطبيب وهم ان يتركها فامسكت بكفه وقالت ارجوك لا تتركنى حتى انام 
 ابتسم لها واقترب منها وربت على راسها ثم عدل من حجابها ليغطى كامل شعرها وقال وهو يغمز لها بطرف عينيه  / ارجوكى ارحمى شوقى ولا تظهرى شعرك فانا لا اضمن نفسى فانتى لا تعلمين ما تقعله بى تلك الخصلات الحريرية 
 قبلت كفه مرة اخرى وقالت / انا ايضا افعل هذا ليس اجبارا او شكرا بل افعله حبا 
 ضحكت وضحك واستسلمت للنوم ويدها لا تزال محتضنة كفه 
 جلس امامها للحظات ينظر لها وهى نائمة امامه وقال فى نفسه / لقد عشقتك يا ليلى حد الجنون حتى لم يتبقى فى عقلى مكان للتفكير فى سواكى اما قلبى قلم يعد ينبض الا بكى ولكى واعلم انكى تعشقينى ولكنكى لن تصلى لحد الجنون مثلى 
 اما عنى فانا اهوى جنونى فيكى ولن اطلب الشفا ما طاب لى العمر فحياتى وانا مجنون بك افضل من بعدى وانا ايضا مجنون بكى ولكن كيف سيكون حال قلبك عندما تفارقينى وتعرفين الحقيقة  هل ستصمدين معى ام تكتبى نهايتنا بيدك

هون علي فان عشقك عاصف
فتناثرت من حسن صوتك حكمتى
وانهار من سحر العيون وقارى
والقلب سلم للصبابة نفسه
والعقل لم يخرج باى قرار
اسعى اليكى وفيكى كل مواجعى
ولكن هواكى يطفئ حرقتى
مثل انسكاب الماء فوق النيران

 تنهد تنهيدة حزينة ثم نظر فى ساعته وقام ليعود لعمله على انه سيعود لها مرة اخرى لينقل لها من دمه
.........
فى الصعيد 
 الحاج صالح قد انتابه الشك من ناحية ابنه طارق فكلما حدثه فى الهاتف تحجج بانه مشغول وعندما يساله عن ليلى يقول انه فى الشركة وهى فى المنزل حتى ان هاتفه فى المساء لا يغير نفس الحجة وعندما حاول ان يهاتف ليلى نفسها يجد ان هاتفها خارج نطاق الخدمة ولكن ما هدا من روعته وجعل الافكار تتخبط فى عقله هو ان ليلى بنفسها حادثته عبر رسائل النت فاطمأن قلبه 
 وقد ظن فى البداية انهما ينعمان سويا بشهر عسل جديد حيث ان طارق لم يبدوا عليه اى تذمر من مواجهة ليلى له بحملها وانه ابا ذلك الطفل اذا فهو قد اعترف ومما اكد ظنه ان ليلى عندما حادثته لم تقل له شيئا فهدا باله ولم يكن يعلم ان ليلى كانت ستستنجد به لولا انها لاحظت بدورها انه لم يعرف شيئا عما صدر من ابنه ففضلت الا تقلقه حتى تعود اليه
 لكن الان الوضع لم يعد مريحا بالمرة فقد طال الوقت وهو لا يستطيع محادثة ليلى ليعرف منها ما حدث بالضبط 
 وفى اخر مكالمة له مع ابنه الح عليه فى سرعة العودة لاجل مراعاة المقر الرئيسى لشركة اخيه حتى ضيق عليه الخناق 
 اما طارق عندما وجد ان الكل يلاحقه وانه حتى الان لايعرف كيف سيتصرف حيث انه ان عاد بدون ليلى سينقلب الحال فى البلدة لحرب دموية ولهذا لم يعد يرد على اى مكالمات 
 اما عند والد ليلى فانه نائم فى العسل فلم يسال عن ابنته وكفاه انها ذهبت اليه فى القاهرة فلم يعرف حتى انها حملت ولا يعلم ما حدث لها وما تلك الجبال من الهموم التى تحملها وحدها 
 بينما صفاء فاخذت فى البداية تتدلل اكثر على زوجها فى وجود ولدها ولكن لان معتز من تربية ايوب فلم يعد يطيق سخافتها ودلالها فشد عليها حتى لا تخرج من تحت عباءته حيث لاحظ ان دلاله لها وتحمله ايضا لدلالها فى طريقه ليوصلها الى حد التسلط وهذا ما لا يقبله وان قبله هو لن يقبله اخيه ايوب وقد يقسو عليه فخشى من قسوته فشد هو عليها وقسى 
 استجابت له راغمة  ولاول مرة بدات تعمل فى البيت بنفسها دون مساعدة من احد ومع ذلك كانت كل يوم لا تسمع من الحاج صالح الا ذكر ليلى بالخير والدعاء لها وكذلك كان حال زوجته مما جعلها تغار اكثر من اختها بدلا من ان تحاول ان تكون مثلها


تعليقات



×