رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الرابع عشر 14 بقلم شهد السيد


رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الرابع عشر


‏"لكنّك الوحيد الذي أردت أن أحمل قلقه ‏وجراحه وعُقده وصراعه الداخليّ وعثراته 
‏وخيباته وحزنه معي ،
‏وأهديه ضحكه بالمقابل ‏وبالًا مطمئن."

_انتِ الوحيدة اللى حبيتها يا سارة. 
ترددت جملته بأذنها وأعينها تفحصه بسكون تام، لثانية واحده تناست كل شئ قد مر بينهما لم ترى سواه وهو نادمًا معتذرًا، ومَن لم يخطئ.؟ 
حتى أنها تكاد تقسم بأنها رأت حبًا يشع بأعينه لم تراه قبلًا، للحظات هئ ليها برؤية والدها بوجهة يبتسم بحنوه المعتاد، أغمضت أعينها ببطئ تزفر بتروى قبل أن تعيد فتحهما من جديد تبحث بداخل أعينه عن إجابة سؤالها قبل أن تطرحه: 
_هتحافظ عليا.! 

-أكتر من عمري، وافقى وهعوضك عن كل حاجه ومش هتلاقى اى حاجه كانت سبب فى زعل ما بينا لسه موجوده، والله عرفت قيمتك واتربيت فى بعدك. 

أستشعرت الصدق بحديثه قبل أن تختنق نبرتها وهى تجيبه: 
_لو عندك إستعداد تستحمل منى اللى إستحملته منك أعتبرنى موافقة، ولو يوم جيت عليا عشان مبقاليش ضهر أتسند عليه فـ انا عمرى ما هسامحك. 

رغمًا عنها خبئت وجهها بين كفيها تبكى، حاول إبعاد يديها عن وجهها يحاول تهدئتها بالحديث وإطمئنانها: 
_عندى إستعداد أستحمل منك اى حاجه لو رمتيني فى الماية دى مش هقولك عملتى كده ليه، أنا ضهرك وسندك لحد أخر نفس فى عمرى لو طلبتى عنيا هديهالك أنا عمرى ما شوفت ولا هشوف زيك، انتِ أحلى حاجة شافتها عيني فى الحياة، هتفضلى فى نظرى دايمًا أحلى حاجة حصلت فى حياتي. 

أنهى حديثة يزيل دموعها برفق بالغ، أبعدت يده عنها تجفف هى دموعها تحرك رأسها بالأيجاب تجيبه بصوت هامس: 
_ماشي. 

تسأل بتوجس وتراقب: 
_ماشي اى.؟ 

أخذت نفسًا عميقًا تجيبه بإبتسامة خافتة: 
_موافقة. 

انفلتت منه ضحكة صغيرة غير مصدقة يكاد يعانقها لكنها من الممكن أن تصفعه إن فعلها، وقبل أن يجيبها تفاجئ بيد تقبض على كتفه من الخلف: 
_اى ياعم النحنوح ناوى على بيات انتَ كان أخرك معايا عشر دقايق كـ رؤية شرعية وحازم اتوسطلك عندى بـ عشر دقايق كمان. 

ألتفت ينظر لأدهم مبتسمًا بتوسع وسرور: 
_وافقت يا أدهم وافقت. 

ضحك أدهم على سعادته وأحاط عنقة ينظر لسارة المبتسمة يحادثها: 
_لو زعلك فى اى حاجه عندك بدل الأخ أربعة قولى مش عاوزاه بس وطلاقكم عليا. 

دفعة جاسر بعيدًا بأنفعال: 
_انتَ متخلف يالا هو احنا لحقنا نرجع عشان نطلق. 

وضع أدهم يده بجيب بنطالة يجيبه بهدوء تحذيري: 
_ما أنا بحط النقط على الحروف اهو، هتزعلها قسمًا بالله أتحاسب عليه قدام ربنا هنسي اى حاجه بينى وبينك وهديك على عينك. 

حرك فكه يمينًا ويسارًا يحاول التحكم فـ أعصابه ليجدها تنسحب للخارج ليحادثها بأستنكار: 
_انتِ هتسمعى كلامه.؟ 

حاولت عدم الضحك وهى تجيبه بثبات: 
_أخويا الكبير لازم أسمع كلامه. 

أنهت حديثها تكمل سيرها بينما رمقة أدهم بنظرة واثقة وغادر للخارج ومن فرط غيظه لكم يده بسور المركب ليتأوه من قوة الضربة ولحق بهم للخارج. 

أمسك بعلبة حمراء موضوعة فوق أحدى الطاولات وأمسك بأحد المقاعد يضعها بمقابلتها يفتح العلبة لتظهر دبلة من الذهب دون اى نقوش عليها ملحقة بخاتم مرصع كاملًا بالفصوص وبجانبهما دبلة زواج سوداء رجالية. 

إبتسامة بسيطة ظهرت فوق شفتيها تفرد أصابع يديها ليلبسها إياهم تزامنًا مع إنطلاق الزغاريد من الواقفات ولم تخفى عنها نظراته المسروره، كأنها شئ فريد لم يراه قبلًا.! 

تقدم آدم يقف لجانبهما ليحمله جاسر يقبل وجنته مبتسمًا يحادثة بصوت منخفض: 
_وغلاوتك عندى لعملها فرح متنساهوش طول عمرها، حتى انتَ مش هتنساه هتبقى أول طفل مصري يحضر فرح أبوه وأمه.! 

وبعد أن أستسلمت أمام إصراره على إيصالها للمنزل بعد إنتهاء حفل خطوبتهم التى كانت لا تعلم بوجوده صعدت لغرفتها تضع حذائها التى كانت تمسكه بيدها بعد ان ألم قدمها ولم تستطيع تحمله ووضعت صغيرها فوق الفراش وفور أن إلتفتت وجددت شمس تقف خلفها تعقد يديها أمام صدرها تهز قدمها ترمقها بغيرة واضحة: 
_مقولتيش يعنى إنك كنتِ خارجه مع جاسر انتِ قولتى رايحه فرح واحده صاحبتك. 

لم تعيرها أدنى إهتمام وبدأت بنزع حجابها أمام المرآة تجيبها بصوت منخفض كى لا يستيقظ صغيرها: 
_لا ماهى مكانتش خطوبة صحبتى، طلعت خطوبتى، أصل جاسر خطبنى ورجعنا لبعض مفيش مبروك.؟ 

أتسعت أعينها بصدمة ملحوظة تتفحص خاتم الخطبة الذى بيد سارة، كيف.! 
بعد ان تركت والدتها تعود لمنزلهما وأصرت على الجلوس مع سارة حتى تحظى برؤيته يعود كلاهما.!! 
وماذا عنها هى.! 
لم يلحظ محاولات تقربها منه والرسائل التى كانت ترسلها إليه ولا يجيب، لم تشعر سوى بغمامة من الحقد تغشى أعينها تجيبها بكره تمكن من قلبها: 
_وانتِ عشان واحده رخيصة معندكيش كرامة رجعتيلة بعد...ااه.! 

صرخت بتفاجؤ عندما تلقت صفعة حادة فوق وجنتها وإقترب سارة منها تشهر سبابتها بوجهها: 
_لو حد هنا رخيص فـ هو انتِ، بتجرى ورا واحد ضعف عمرك عشان مجرد خيالات مريضة مرعيتيش شعورى حتى وأنا فى مقام أختك، كسفتيني قدامهم بدل المرة ألف بتصرفاتك، العيب الوحيد أنى كنت بسكت لما حد يدوس عليا بعد كده مش هسكت لاى حد يفكر يدوسلى على طرف، من الصبح تحجزى أقرب مواصله ترجعك لأمك. 

نظراتها كانت كفيلة بأن تعبر عن مدى إحتراقها من ثم غادرت نحو غرفتها بعدما أستفاقت من وهمها بصفعة حادة، وبداخلها تردد كافة الكلمات التى تعبر عن كرهها لسارة.! 

_______________________________________

دلف وأغلق الباب من خلفه يبحث عنها وسط الظلام الدامس مستعجبًا إغلاقها لجميع مصادر الضوء، أضاء إضاءة المرر المؤدي لغرفتهما ودلف ببطئ خشية ان تكون نائمة لكنه وجدها تجلس فوق الأريكة المقابلة للشرفة الطويلة تستند برأسها للحائط بشرود تام. 

أضاء إضاءة الغرفة لتستفيق حينها تغمض أعينها من الإضاءة المفاجأة تحادثة مبتسمه: 
_وحشتني. 

إبتسم يجلس جوارها يقبل يدها ومن ثم وجنتها: 
_وانتِ وحشتيني أكتر، قاعدة فى الضلمة ليه. 

-عادى. 

_مم والجميل كان سرحان فى اى بقى. 

صمتت، لم تجيبه بل ظلت تنظر لأعينه فقط بسكون أقلقه: 
_قولى يا حبيبتي سامعك، فى حاجه دايقتك. 

ظلت صامتة وساكنة، تمامًا كـ حالة الصمت التى كانت تسيطر عليها سابقًا بعد حـ..ـادث إغتصابها، أحاط وجهها بكف يده يمرر إبهامه فوق وجنتها بلطف يحادثها بحنو: 
_مالك ياحبيبتي، اى زعلك قوليلي ونحله سوا. 

نظرت بجانبها تخرج شئ لم يراه جيدًا من أسفل الوسادة الموضوعة خلفها ووضعته بيده بهدوء تام تستلقى بالجزئيه الصغيرة الفارغة من الأريكة تضم قدميها لصدرها تضع رأسها فوق قدمه. 

نظر لما بيده بزهول دام للحظات، إختبار حمل إيجابي رأى مثله بالتلفاز، أرتعشت أصابعه وتضاربت مشاعرة وزاغت أعينه بعدة إتجاهات قبل ان يثبتها فوقها، تبدو ضائعة للغاية تسيطر عليها حالة من الإستسلام. 

تركه من يده ومرر كف يده فوق رأسها يحاول إستجماع شتاته، لا ينكر سعادته بوجود رابط بينهما لكن حالها جعل سعادته تتبخر بالهواء، لن يستطيع إجبارها على بقاء الطفل، خرج صوتها مهتزًا بأحرف خائفة: 

_أنا بحبها، بس..خايفة عليها من الدنيا، العالم مخيف، خايفة عليها من العذاب وفى نفس الوقت قلبي عمره ما هيطاوعنى أتخلى عنها، خايفة أوي يا حازم. 

أنهت حديثها تضم شفتيها تقاوم بكائها ودموعها التى تساقطت رغمًا عنها تتذكر لحظات جاهدت لتخطيها لكنها لن تزول.! 

ربت فوق ذراعها برفق بالغ قبل أن يعاونها على النهوض يتجه بها نحو فراشهما يحتضنها بأحتواء يستند برأسه لظهر الفراش يغمض أعينه بأسى، عيب الماضي أنه لا يُمضي.! 

_________________________________________

_أمضى هنا. 

نطقتها ليليان دون النظر لجودي تعطيها بعض الأوراق وقلم، وضعتهم جودي فوق الطاولة وإقتربت تلتصق بها تحادثها بأستفهام مصتنع حتى تكتسب المزيد من الحديث بينهم: 
_اى ده، هتبيعيني كل ما أملك.؟ 
ولا ده عقد جواز عرفى. 

تحاشت النظر نحوها تنظر للتلفاز تجيبها بنبرة بارده قدر الإمكان: 
_اشترتلك شقة فى التجمع الخامس وده عقدها، أمضى. 

ضمت شفتيها بندم أعتلى ملامحها، أصبحت تتطاول عليها كثيرًا رغم هذا لم تشعر بالجفاء نحوها، حتى فى حزنها منها تجد الحنان الدائم، ليليان تفعل الكثير لأجلها حتى لا تعانى إن حدث لها شئ او خاب زواجها وإنفصلت، تضع توقعات لكل شئ من الممكن أن تمر به، تغدقها بالملابس والعطور والحُلِيّ، تهتم بمشاعرها ورغم ألم ظهرها من الحمل تصر على مشاركتها بإنتقاء أثاث منزلها المستقبلى، تفعل كل شئ لتجعل قلبها على ما يرام ولا تشعر بالنقص يومًا. 

تجمعت الدموع بأعينها وأمسكت بيد ليليان تقبلها بحركة مفاجأة تنظر لها بأعين دامعة راجيه: 
_أنا آسفه، أنا اللى أنانيه عشان خاطري سامحيني والله كلام طلع لحظة غضب وندمانه عليه، انتِ أمي قبل ما تكوني أختى، وغلاوتي عندك لتسامحيني. 

ظهر الضعف بأعين ليليان وأنتفض قلبها لنبرة الرجاء والحزن بصوتها لتضمها لأحضانها تطبع قبلة حانية فوق خصلات شعرها تجيبها بصوت حنون: 
_مقدرش أزعل منك، قلبى مهزق أوي من ناحيتك. 

ضحكت جودي رغمًا عنها وعقدت يدها حول جسد ليليان تنعم بدفئ أحضانها قبل ان تتأوه بألم عندها تلقت صفعة حادّة بعض الشى فوق ذراعها: 
_بس ده ميمنعش إن فى بينا حساب بخصوص اللى شوفته فى البيت وسكت ساعتها بمزاجي. 

أعتدلت جودي تحاول تبرير موقفها بتوتر: 
_هو جه فضل يخبط جامد بعد ما أنا روحت وعشان الجيران متتفرجش علينا بسبب صوته العالي فتحت ودخل فضلنا نتخانق وكنت سيباه وطالعه فـ عمل اللى عمله، يدوب أول ما انتِ جيتي ده حصل مكنتش حتى لحقت استوعب صدمتى، ومبكلمهوش من ساعتها حتى فى خطوبة سارة متكلمناش خالص كأننا منعرفش بعض. 

أعتدلت ليليان بجلستها تعقد يديها أمام صدرها تجيبها بصوت هادئ: 
_بعيدًا عن اللى حصل اى سبب الخناقة من الأول. 

فركت جودي كفى يديها تقطم شفتيها بأرتباك شديد وتابعتها ليليان بأعين خبيرة لأفعالها بعدما علمت قبل ان تتحدث بأنها المخطئة: 
_مستنيه أسمعك. 

زفرت جودي بتروى تبدأ بقص ما حدث تنظر لتعبيرات شقيقتها بتوجس: 
_كنت بتغدي بعد الشغل لوحدي فى مطعم قريب من الشركة ولقيت واحد قعد قصادي وقالى انه منتج وكان محتاج حد يمثل دور بنت هربانة من أهلها فى الفيلم الجديد بتاعه وانه لما شافني حس اني مناسبة للدور ده واداني الكارنية بتاعه وقالى انه لو وافقت اقابله بليل والعنوان فـ ضهر الكارت، طبعًا لما حكيت لزياد هب فيا زى البوتجاز وحلف ما أروح وأنا أدايقت وحسيته بيتحكم فيا ليه معرفش هو حسيت وقتها بـ كده وقولتله خلاص أنا مش هكمل معاك وانى هقولك عشان تخليه يطلقني فـ هو زعقلى أكتر وقفل فـ وشى، وبعد ما جيتيلى البيت وروحت معاكِ بعتلى بوست لواحده منزلاه بتقول ان المنتج ده راجل مش كويس وحاول يعتدي عليها لما كانت فى مقابلة معاه، ومن ساعتها مبنكلمش بعض، أنا عارفه اني غلطانه بس هو زعقلى وأنا مبحبهوش يزعقلى. 

ظهر الأستنكار فوق ملامح وجه ليليان تتسأل: 
_انتِ هبلة.! 
لا انتِ شكلك هبلة بجد، غلطانة ومش عاجبك إنك غلطانة وراميه اللوم عليه، احمدي ربنا إنك مقولتش ليا أنا الأول على حوار المنتج ده عشان ساعتها مكنتش هزعق لأ كنت هقطع شعرك فى ايدي، تتنيلي تكلميه وتعتذريله لأن أكيد حضرتك غلطتى فيه كـ عادتك لما حد بيدايقك، وكلمة طلاق دي مسمعهاش تانى يا اما فعلًا هقتنع إنكم لسه عيال مينفعش تشيلوا مسؤولية وساعتها تفى على وشى لو الجوازة دى تمت!! 

زفرت جودي تحرك رأسها بالإيجاب ولم تجيبها عندما دلف أدهم للغرفة وعاون ليليان على النهوض كى تستريح بغرفتهما. 

_________________________________________

أنتهت من إعطاءها الإبرة الطبية تبتسم بهدوء زين ملامح وجهها الرقيقة: 
_هانت انتِ كده النهاردة دخلتي فى الشهر الخامس، كلها أيام قليلة وحبيب عمتو يشرفنا. 

إبتسمت ليليان بإرهاق ظهر فوق وجهها الشاحب تنظر لمعدتها المنتفخة من ثم لفرح التى بدأت بجمع أدواتها: 
_مالك، باين عليكِ الحزن. 

أبتسمت بمرارة ظهرت بأعينها تأخذ نفسًا عميقًا تجيبها بهدوء تام: 
_حامل فى الأسبوع التاني. 

حاولت ليليان الإعتدال بنومتها لكنها لم تستطيع من فرط ألم ظهرها لتظل ممده وهى تتسأل: 
_وده خبر يخليكِ زعلانه.؟ 

أختنقت نبرة صوتها وألتمعت أعينها بالدموع: 
_خايفة عليها يا ليليان، اول ما عرفت فرحت وعيطت بس عيط أكتر عليها من وحوش الحياة، حتى حازم بشوف فى عنيه حزن بيخبيه عنى، كأنه عاوز يقولى مش من حقى تفرحيني ولو لمره واحده.! 

ظهر التعاطف فوق وجه ليليان وجذبتها برفق تحتضنها بلطف تمسد فوق رأسها: 
_ياحبيبتي كل واحد فينا نصيبه مكتوب، طول ما انتِ معاها هتفضل فى ضلك وتتعلم منك الصح والغلط وأبوها عايش ربنا يعطيه الصحة وتفرحوا بيها، وبعدين ياستى ما يمكن يطلع ولد يغلب فيكم ويوريكِ النجوم فى عز الضهر. 

أنهت حديثها ضاحكة تحاول تخفيف أحزانها، إبتسمت فرح وأبتعدت عن أحضانها قليلًا لتحيط ليليان وجهها برفق تحادثها برقة: 
_ربنا رحيم بعبادة يا فرح، تفائلى خير وصلى أستخارة وافرحى، ربنا رزقك بحاجة غيرك بيتمنى ضافرها. 

أبتسمت فرح تزفر ببعض الراحة التى تسلسلت لقلبها تزيل دموعها تؤمي بالإيجاب وأجابتها بهدوء: 
_قومي البسي يلا عشان نروح لسارة. 

_________________________________________

_
إدخلي عمري بخطوتك اليمين

إضوي أيامي وعتمات السنين

إضحكي يا نور عيني وإسعدي

خلي الفرحة في عمري تبتدي

العمر قبلك وهن ما يحتسب

هذي الليلة تراها مولدي

تعانقت أعينهما بنظرة طويلة وهى هبطت بتأني شديد فوق الدرج الطويل ومن حولها تدلى أطراف ثوبها حولها بهيئة ملائكيه خاطفة للقلوب، وصلت أمامه تبتسم برقة أذابت قلبه بين أضلعة، لم يشعر بتلك السعادة من قبل.! 

سعادة طغت على جميع حواسه يتأمل ملامحها عن قرب، كل شئ بها مُهلك للغاية يشعر برغبته فى أحتضانها كثيرًا، أزادت إبتسامتها تراقبه وهو يقترب منها أكثر يطبع قبلة عميقة فوق جبينها يحادثها بصوت هامس جوار أذنها: 
_حاسس ان حياتي بدأت من الأول، أدفع عمري كله واشوفك فرحانه دايمًا. 

أبتعد خطوة للخلف يجذبها يتأمل ثوبها رائع التصميم بإبتسامة مشعة، ينظر للأعين المسلطة فوقهم تتابعهم بإبتسامة سعيدة لأجلهم. 



أحاط جسدها يقربها منه يحادثها مبتسمًا: 
_الفستان حلو أوى. 

أبتسمت بحياء ولم تجيبه فـ ضحك بخفة يمازحها: 
_لسه بتتكسفي برضو، المفروض تكونى عديتى المرحلة دى. 

لكمته فوق ظهره بخفه تجيبه بحزم مصتنع: 
_عيب كده. 

-لا أركنى العيب على جمب وطلعى المتمردة اللى جواكِ. 

ضحكت رغمًا عنها تستند برأسها فوق ذراعه تأخذ نفسًا عميقًا تحاول جعلها بداية جديدة بحق، لن تنسي ما حدث وجعل عقلها واعى أكثر وتعلمت دروس قاسية من أهمها عدم الصمت مجددًا عن حقوقها، ما يكفيها الآن شعورها بتغيره، لا مانع من إعطاء كليهما فرصة للبدء من جديد، دون عقبات او تردد.! 

أنتبه كليهما لآدم الذى إقترب منهما يمسك بثوب سارة، إنحنى جاسر يحمله مبتسمًا ويمسك بيدها يعاونها على السير للمقعد المخصص لجلوسهما ومال نحوها يتسأل: 
_لابسه كعب ولا اى. 

عقدت حاجبيها قليلًا تجيبه برفض قاطع: 
_استحاله اكررها تانى، لابسه كوتشي بس عالى. 

أبتسم وجلس جوارها وآدم فوق قدمه ينظر لهما وللناس من حوله بإبتسامة سعيدة للغاية بالأجواء المحيطه به. 

________________________________________
بينما على مسافة بعيدة بعض الشئ، شعرت بيد تحتضنها من الخلف، ألتفتت برأسها تبتسم عندما وجدته قد حضر اخيرًا بعدما تأخر بسبب ظروف عمله، طبع قبلة رقيقة فوق شفتيها يحادثها مبتسمًا: 
_الأزرق على الأسد بيمنع الحسد أوى. 

ضحكت ليليان على مصطلحات حديثة المشاغب تتمسك بيده التى تحيطها تستند برأسها لصدره تجيبه بمشاغبة: 
_أصل اللى أختارلى الفستان فنان، حقيقي ذوقه تحفه. 

-طب مش هتديله مكافأة.؟ 

_هفكر، شكلهم حلو أوى، حقيقي يستاهلوا كل خير بعد اللى مروا بيه. 

-عندك حق. 

أنهى حديثة يصتحبها نحو أحدى الطاولات القريبة حتى لا تؤلمها قدميها من الوقفه الطويلة. 

_________________________________________
أمام باب القاعة.. 

وقفت تنظر دلوفة وهو منشغل بعقد رابطة عنقه، كاد يتصدم بها لكنه تراجع سريعًا، رغم رؤيته لها بشكل شبه يومي لكن إنعدام حديثهم إلا أنه أشتاقها بشدة، إبتسمت برقة تقترب منه تعقدها بأتقان تحادثه دون النظر له:
_مبتعرفش تربطها بتلبسها ليه. 

أجابها بسخرية ينظر للحضور من حولهما: 
_معلش بكره الاقى اللى تهتم بيا..ااه اى الغباء ده. 

تأوه زياد بألم عندما عقدتها بقوة حول عنقة تبتسم بإصفرار: 
_دمك شربات يا روحي. 

حاول السيطرة على إبتسامته من الظهور لكنه إستسلم بالنهاية ينظر لثوبها الرقيق والمحتشم يضحك بخفه يجيبها بنبرة ذات مغزي: 
_Cables 

ضحكت هى الآخره عندما تذكرت ما حدث قبلًا تجيبه بمشاغبة: 
_هتسيب الفرصة الجامدة دي تمر كده.؟ 

غمزها بأعينه اليسري يمسك بكف يدها يسحبها خلفه: 
_أكيد لأ، تعالى نشوف حاطين اى فى البوفية وتحكيلى هببتى اى واحنا متخانقين. 

_________________________________________

أستندت برأسها لذراعه تمسك بهاتفه تغلقه وتضعه فوق الطاولة تحتضن ذراعه تتسأل بصوت منخفض: 
_أنا قررت. 

زفر حازم بتروى ينظر للجهة الآخرى يجيبها بهدوء تام: 
_حددى معاد مع الدكتورة وهستأذن من الشغل واجى معاكِ.

إبتسمت تجذب وجهة نحوها تجيبه بمزاح: 
_ليه الظن السوء ده، أنا قررت لو بنت زى ما أنا حاسه نسميها فرح، نرجسية بعيد عنك. 

صمت لثوانى قبل ان يبتسم يحتضنها يطبع قبلة رقيقة فوق خصلات شعرها يتسأل:
_اى غير رأيك. 

-ما انتَ بتسبنى وتفضل فى الشغل كتير وأنا ساعات برجع من المستشفى قبلك، عاوزه نونو صغير يقرفك ويطفشك من البيت خالص. 

ضحك على مزاحها وعاد يتسأل مبتسمًا: 
_لأ بجد اى غير رأيك. 

زادت من إحتضانها له تجيبه بإبتسامة هادئه: 
_طول ما انتَ معايا مش خايفة، عشان كده مش هبقى خايفة عليها وهى معاها أب قلبه جميل زيك. 

أبتسم يزيد من ضمها لأحضانه، موافقتها على بقاء الطفل أسعدته بحق.! 

_________________________________________

ألتفت جاسر بعدما دلف لمدخل المبنى السكنى ينظر لمازن الذى صاح بصوت مرتفع: 
_اى يا عريس العضمه كبرت، شيل يا باشا مش كنت بتتريق عليا ليلة فرحى.؟ 

شيلها شيلها.. 
أرتفع صوت صياح أصدقاءه ليلًا أمام المبنى مما جعله يصيح بصوت مرتفع طغى عليهم: 
_بـــس. 

نظر نحو سارة التى أبتعدت خطوة للخلف تنظر له بتراقب لكنه إقترب وإنحنى يحملها بين يديه مما جعل أصوات التصفيق والصياح والصفير يرتفع. 

أشتعل وجهها خجلًا تخبئ وجهها به تحادثه بصوت محرج:
_منك لله انتَ وهما، عزمتهم ليه. 

صعد بها الدرج يقف أمام باب المنزل بصمت لتتحدث هى: 
_ما تفتح ولا هنبات قدام الباب. 

كتم ضحكته من الصعود وأجابها بقلة حيلة: 
_سؤال محيرنى، ده وزن الفستان ولا بقيتي بطايه من ورايا. 

أنهالت عليه بالضربات مما جعل ضحكاته تتصاعد رغمًا عنه، مدت يدها بجيب بذلته تخرج المفتاح تفتح باب المنزل وحادثته بحده:
_اخلع الجزمة. 

أنزلها برفق داخل المنزل ونزع حذائه ودلف خلفها يغلق الباب وقبل ان يتحدث إستمع لصياح أتى من الأسفل: 
_يا عريـــــــس، جاســـــر يا شريــــف. 

لعنهم بصوت مسموع ودلف للشرفة ليجد البعض قد غادر ومازال أصدقاءه بالعمل ليتحدث أحدهم: 
_جعانين يا معلم، أحدف حمامه ولا ورك فرخة حتى. 

ضرب يد بالأخرى ودلف مجددًا يغلق الشرفة جيدًا يتجاهل صياحهم ودلف لغرفتهما ليجدها جالسة فوق الفراش تنزع حذائها المرتفع. 

نزع جاكيت بذلته يضعه فوق المقعد والتفت ليجدها أستندت بكفوف يديها على الفراش تحادثه بهدوء جاد: 
_أقعد عشان نتكلم شويه. 

أبعد أطراف ثوبها عن الفراش وجلس قبالتها بأنتباه لتجيبه بنبرة هادئة: 
_أنا عارفة أنها بداية جديدة لينا مع بعض، وزى ما انتَ عارف أنا مبعرفش أكدب فـ مش هدعى الفضيلة واقول اللى فات مات لانه مات من حاضرنا بس مش هيموت من قلبي بسهولة، ممكن الأيام تنسيني ودى حاجه القرار فيها مش بأيدي، على الأقل لما أفتكرها مش هتأثر فيا، عمومًا لو حابب فعلًا انها تبقى بداية جديدة لينا فـ أنا شخص عدوى الوحيد الإهمال والكدب والحياة الروتينيه الباردة، وأظن دي حاجة المفروض تكون عرفتها عنى، خلينا صرحاء مع بعض مهما حصل عشان على الأقل مهما كانت المشكلة كبيرة منخسرش ثقتنا فى بعض، خليك متأكد انى دايمًا معاك وفى ضهرك وسند ليك فى مراحل حياتنا ولو قصرت فى يوم معايا هكتفى بلفت نظرك، خليك متأكد إن اللى فاتت سارة وإن اللى معاك سارة تانية خالص، اقولك.؟ 
خلينا نقتنع أنها أول تجربة لينا مع بعض او فى الجواز عمومًا ولا أنا هحاسبك على اللى فات ولا انتَ تحاول تفكرني بيه. 

كان يستمع بكامل إنتباهة لحديثها وعندما إنتهت أخذ نفسًا عميقًا يؤمى بالإيجاب قائل: 
_حاضر، أوعدك مفيش حاجه من اللى حصلت هتتكرر تاني، أساعدك تقلعي الفستان.؟ 

أبتسمت بهدوء والتفتت تعطيه ظهرها ليبدأ بفك أزرار الثوب وعندما أنتهى نهض قائلًا: 
_هاخد دُش لحد ما تكوني غيرتي براحتك. 

أبتسمت تؤمى بالإيجاب تتابع مغادرته للغرفة، تخلصت من ثوب الزفاف وأرتدت منامة ناعمة ومريحة وأسدلت خصلات شعرها ووقفت تزيل زينة وجهها فى حين دلف هو ووقف لحظات يبتسم، يشعر وكأنها المره الأولى لكل شئ.! 

أنتهت وغادرت تتوضئ وعادت ترتدي رداء الصلاة ووقفت خلفه يؤديان فريضتهما بخشوع وبعد أن أنتهى جلس أمامها يضع يده فوق رأسها يتلو حديثًا بصوت منخفض بعض الشئ وبعد ان أنتهى نهضت تنزع الرداء عنها تحادثه بصوت حزين: 
_آدم وحشنى، أول مره يبات بعيد عنى. 

إقترب منها بخبث إستطاعت قراءته بأعينه: 
_طب وأبوه. 

-ماله.؟ 

_موحشكيش..؟ ♡

تعليقات



×