رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الرابع عشر 14 بقلم رباب عبد الصمد


 

رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الرابع عشر بقلم رباب عبد الصمد

 بعد قليل كانت ليلى نائمة فى عيادة كبيرة وايوب يقف الى جوارها والدكتور يشير فى الاشعة على الجنين ويسمعهم نبضه وكانت المفاجاة عندما قال لهم انها تحمل فى بطنها توام كما اقر انها الان لتوها قد بدات فى اول شهرها الرابع ونبه عليها من خطورة ذلك الورم على صحتها ولم يختلف راية عما سبق فى لزوم الاجهاض ولكن الان اصبح الوضع اكثر خطورة فلا فى الاجهاض سلام على حياتها ولا فى تركه ايضا اى سلامة على حياتها 
 وعلى الرغم من خطورة موقفها الا ان ليلى لم يهمها هذا لانها كانت تشعر بسعادة غريبة فلاول مرة تفرح بجنينها عندما وجدت من يشاركها فرحتها فايوب قد تعامل معها وكانه زوجها حقا حتى ان الطبيب لم يشك لحظة انه ليس بزوجها فكان مسرورا وهو يسمعهم نبضات طفلهم 
 اما ايوب فهو ايضا شعر بسعادة لاول مرة يشعر بها فشعوره بالحنين نحو ذلك الجنين كان نابعا من قلبه حقا وكان ابيه بالفعل وشعر لاول مرة بالدفء الاسرى وانه من الان اصبح مسئولا عن اسرة صغيرة يا له من شعور جميل تمناه فى احلامه كثيرا 
 انقضى يومهم بسعادة لم يكن يتوقعها ايا منهم وعادا الى السفينة وكلا منهم يحمل وجه مشرقا جديدا 
 بينما كانت مدة الرسو فى الميناء يومين فقضوا يومهم التالى فى السفينة بينما بقيت الركاب فى البلد يتجولون 
.............

 كان ايوب فى غرفة القيادة واتصل باخيه يعرف اخبار الشركة ولكنه تعجب انه لا يزال فى السويد فنهره لاهمالة الشركة فى القاهرة وحثه على العودة بسرعة 
 بينما كانت ليلى فى غرفتها تتابع من النت من حاسوب ايوب اخبار مجموعتها وكم سعدت عندما وصلها منهم تقارير تؤكد لها ان خطتها قد نجحت وانه قد تم الاندماج والاختلاط بطريقة سلسة فشعرت ان الايام القادمة ستساعدها فى التخلص من لعنة الطاووس بدون اثارة اى مشاكل فى العائلتين 
 واثناء ما كانت تتحدث مع الناس جاءتها رسالة من اخيها على ففرحت جدا وما ان فتحتها الا ووجدته يبشرها بمولودته الاولى ليلى 
  شهقت بفرحة لاخيها وكم فرحت لانه سمى طفلته باسمها فتحدثت معه وهى تبكى من فرحتها وباركت له ولفريدة وزادت فرحتها عندما علمت بان صفاء اختها رزقت بايوب 
 دخل عليها ايوب وهو مدمع العينين فكانما اراد ان تكون هى اول من يشاركه فرحته 
 اندهشت ليلى من دموع الفرحة التى راتها فى عينيه وكادت ان تساله الا انه اقترب منها وهو وضاء الوجه وامسكها من كتفها وقال باركى لى يا ليلتى لقد صرت جدا 
 نظرت له بتعجب ولم تفهم ما يقصده ولكنها لم تتفوه باى حرف بينما اكمل هو وقد اختلطت علي وجهه دموع الفرحة مع ابتسامتها وقال /  لقد انجبت اختى الصغيرة التى هى بمثابة ابنتى طفلة جميلة وكم كنت خائف عليها وها هى الان تسعدنى بصوتها وصوت بكا طفلتها 
 صمت لبرهة ثم اكمل قائلا / كم جميل هو شعور الاب بانجاب ابنته لاول احفاده 
 ابتسمت هى ودمعت عيناها لفرحته فكم اختلجهتا فى تلك اللحظة مجموعه مشاعر مختلطة تذكرت كيف تنكر زوجها من حملها فى حين انه من المفروض ان يطير فرحا باول طفل له وها هو ايوب يفرح لمجرد ان اخته انجبت 
 كما انها تذكرت والدها فكيف هى ايضا لم تشعر معه بذلك الشعور وهى على علم انه ان عرف لن يفرح او حتى يحزن فامرها بالنسبه له ل يعنيه بالمرة 
 تخيلت ايضا فرحه اخيها على وقلقه عليها فهو الوحيد الذى كان سيشاركها فرحتها وكم شعرت انها فى حاجة الى دفء حضنه لانه الوحيد الذى كان سيشعرها بنفس فرحة ايوب 
 يا الله كم هى جميلة تلك الفرحة التى فى عينيه 
 اما اهم شعور شعرت به هو تخيلها لشعور ايوب نفسه تجاهها هى  هل سيفرح له حقا ؟ هل سيقف جانبها ليشعرها بالامان ؟ هل سيقلق عليها كقلقه على اخته ؟ 
 انهى كلامه ولاحظ انها كانت شاردة بين يديه ولم تكن منتبه لبقية كلامه ففهم على الفور ما جال بخاطرها فابتسم لها ومد يده ورفع وجهها لتنتبه عينيها المتحجرة وتعود لعقله الشارد
 انتبهت له بالفعل فوجدته يميل على اذنها ويهمس قائلا / ولكن شعورى باولادى وزوجتى سيفوق الخيال 
 لمعت عيناها فكم اسعدتها تلك الكلمة وما اسعدها اكثر هو شعوره بها 
 يا الله جميل ان تشعر وتفهم صمت حبيبك فكثير من المشاعر لا نستطيع ترجمتها لحروف ولكن نريد ان يفهمنا غيرنا دون ان نتكلم 
 ليلى  بلهفة سعادة : احقا ستقلق بشانى وتفرح بى .
 حضن وجهها بكفه وقال بحنان / هل لديكى شك فى هذا ؟ 
 اومأت بلا دون ان تتفوه بحرف .

اتظن انى قد نسيتك لحظة
او ان طيفك راحم غفواتى ؟
لا والذى اعطى عيونك سحرها
مازلت تحكم روحت وغدواتى
................

 فى القرية كانت والدة صفاء معها فى البيت تقضى لها حاجياتها نظرا لانها نفساء وبعدها رحلت لتكمل مساعدتها لفريدة 
 الام بارهاق لعلى / ليتك تتصل بليلى فى القاهرة وتستاذن زوجها لعلها تاتى وتزيل عنى كل هذا التعب 
 علي بضيق / اتركى ليلى وشانها الم تتذكروها الا عندما تحتاجون لمساعدتها وتنسوها فى فرحكم والغريب اننى لم اسمعك تذكرينها بدعوة للانجاب وهل راودك اى تخيل بكيفية شعورها الان وكلا من فريدة وصفاء انجبوا وهى لا 

لا تسالوا عن حالها فيعجز اللسان عن الكلام
هى وحدها فى غربة تعيش فى وسط الزحام
تشكو فجيعة اهلها وفى الليل يهجرها المنام

 الام/ ليلى رشيدة وتعلم ان هذا رزق من الله يرزقه لمن يشاء فى اى وقت يشاء 
 على بسخرية / الان تذكرينها بالرشد . الان ذكرتيها بصفة حسنة . واى كانت تلك الصفات قديما . لقد كانت كل الصفات الحسنة من نصيب صفاء فقط 
 صمت قليلا ثم قال / لا عليك من خدمة فريدة فانا اعفيكى منها وانا اولى بزوجتى وان عجزت ساجلب لها خادمة وعليكى بخدمة ابنتك فقط 
.............

 جلس طارق يفكر فى ذلك المازق الذى وضعه اخيه فيه فكيف سيعود الى القاهرة وليلى لازالت مختفيه 
 ظل يفكر ويفكر ولم يهتدى بعد لحل ولكنه اخيرا نام مستسلما وهو يتذكر تلك الملاك التى كانت تنير دنياه .نام ولم يعد يستغرق فى نومه الا ان كانت هى بطلة احلامه
ما عدت اقوى بعدكى وجفاكى
قد همت شوقا واحترقت صبابة
وبأم عينى قد رايت هلاكى
اواه من حزن يقاسم اضلعى
اواه من دمع يحرق مقلتى
حتى غدوت المستباح الشاكى

 اليوم شعر بها ؟ وهل نسى دموعها ؟ ام لم يفهم منذ البداية لغة دموعها العاشقة 
 ان الدموع الصادقة هى بخار الارواح المتالمة وهى لغة انسانية لا يقدرها الا اصحاب القلوب النقية ويا ويل الظالم من حرارة دمع المظلوم
.....

 انتهى اليوم التالى وبدات السفينة فى الاقلاع وقد انضم لها ركاب جدد من ذلك الميناء كما انتهت رحلة ركاب اخرين فى نفس الميناء 
 عادت نهال وقد تةاعدت مع نفسها الا تخسر ايوب مرة اخرى فالان هى وجدته فارس لكل من تراه وترى نفسها هى الاحق به فقررت الا تتركه يهنأ مع ليلى 
 بدات السفينة فى الاقلاع مرة اخرى واجتمعت ليلى مرة اخرى مع السيدة ايزابيل والسيد البيرت وصديقها الودود حمزة وانضمت معهم صديقة جديدة لحمزة ومعها طفلتها الصغيرة التى تبلغ من العمر ثلاث سنوات 
 حمزة مرحبا بليلى / اهلا ليلى لقد افتقدتك كثيرا وكم اشتقت لجلساتنا فانتى الوحيدة التى اشعر معها بحنينى الى وطنى واشعر اننى لازلت عربى لم انخلع من اصولى 
 ليلى بابتسامة عذبة / اهلا بك يا حمزة ولكنها لم تستطع ان تقول انها قد افتقدته لانها حقا لم تفتقده فلقد كان معها من يغنيها عن العالم اجمع 
 السيدة ايزابيل بابتسامة حنونه / ارى وجهكى قد اشرق كثيرا حتى ملابسك تبدوا مزدهرة وكانها تنطق بالحب للطبيعة 
 ابتسمت ليلى وهى تمسك باطراف ملابسها بدلال وقالت هذا من اختيار الربان و...
 قاطعتها السيدة ايزابيل بفرحة / ماذا قلتى؟ ثم مالت عليها وقالت بهمس الم اقل لكى انه سيتزوجك يالكى من محظوظة 
 ابتسمت ليلى بخجل ولم تعلق 
 لاحظ حمزة اشراقة وجهها والبهجة فى ثيابها فحتى حجابها كان ينطق بالسعادة فابتسم عليها بينه وبين نفسه ومع ذلك رسم بسمة عذبة على شفاهه واقترب منها وقال / هلا تركتيها لى سيدة ايزابيل للحظات 
 السيد البيرت / لا بل سنتركها لك بعد الغذاء فهناك خبر سعيد ساخبركما به وقتها 
 حمزة / لا باس والان اقدم لكم صديقتى القديمة هانيا انها مذيعة اكبر برنامج تليفزيونى فى تليفزيون هولندا 
 رحبوا بها جميعا واندمجت اكثر مع ليلى حيث وجدتها عربية 
 مر الوقت واجتمع الكل فى قاعة الطعام 
 هانيا / كم انا سعيدة بمعرفتى بكى فقد حدثنى عنكى حمزة كثيرا 
 ليلى بتعجب / متى ؟
 هانيا / عبر النت وخلال اليومين السابقين فقد قضاهم معى ومع ابنتى 
 ليلى بابتسامة / من اى بلد انتى ؟
 هانيا / من لبنان 
 ليلى / كم جميلة طفلتك ؟
 هانيا بدموع / لقد ظلمتها معى وظلمت نفسى 
 ربت حمزة على الطفلة بحزن وقال / ارمى حملك علينا يا هانيا ولا تحملى مالا طاقة لكى به 
 كأن كلمة حمزة دبوس ضغط على الجرح ففاضت دموعها اكثر وقالت / كنت انعم ببيت واسرة ولكنى تبترت عليها واخترت المال والشهرة فتركت بيت اهلى ومشيت وراء طموحاتى الكاذبة وما هى الا شهور قليلة وبدا اسمى يلمع بين النجوم فعمت عيونى ضوء الشهرة الباهت ورفضت الزواج مرة واثنين ولكنى فى النهاية رضخت لرجل ثرى لا لاجل تكوين عائلة ولكن لاجل الصعود للقمة اسرع ويا ليتنى عرفت اننى ما كنت اصعد للقمة بقدر ما كنت اصعد للهاوية فما ان عرف بحملى الا وتركنى وترك لى حفنة من الاموال بجوار ورقة طلاقى وسافر بعيدا وبعدها قررت ان اعمل اكثر واكثر وكانى اردت الانتقام منه باننى سانال الشهرة رغم بعده عنى ولكنى لم ىاعرف اننى انتقم من نفسى فاهملت صحتى واهملت ابنتى فمرضت ووجدت من حولى انفضوا ووجدت ابنتى لم تعرفنى الا عبر شاشات التليفزيون ولكنها لا تجتمع بى ولم تذق حضنى وهذا ما مزقنى فعندما اصبحت طريحة الفراش وددت قربها فنفرتنى ومن يومها لعنت تلك الاضواء الكاذبة فلم يعد لى لا اهل ولا عزوة وقررت ان اعوض ابنتى بحنانى الذى قد فقدته انا يوما 
 تاثرالجميع حولها بينما ربت حمزة على كتفها يواسيها اما ليلى فقد اشفقت على الطفلة فحملتها من حمزة واخذت تطعمها 
 حاول السيد البيرت ان يزيل سحابة الغم التى حاوطتهم فقال / لقد حملنا لكم خبرا سعيد 
 قاطعته السيدة ايزابيل فى فرحة وقالت / لقد عقدنا ميثاق حبنا فى كهف العشاق امس وسيوثق عقد زواجنا اليوم بواسطة الفهد الثائر 
 ما ان سمعت ليلى اسم كهف العشاق الا واضاء وجهها ولمعت عينيها وارتسمت ابتسامة عذبة وشردت فى عالم اخر من السعادة اذ تذكرت فهدها وتذكرت عهدهم 
 ولم تخفى تلك السعادة عن حمزة ففهم بسرعة انها ايضا عقدت ميثاق حبها مع ربانها 
 فابتسم لاجلها 
 افاقت ليلى من شرودها على حمزة وهانيا يهنئون السيد البيرت والسيدة ايزابيل فهنئتهم بدورها ولكنها سالتهم / وما علاقة الربان بعقد زواجكما 
 حمزة / يا ليلى الربان هنا هو المسئول عن كل شىء حتى المواثيق القانونية ايا كان نوعها 
 ابتسمت ليلى فقد تخيلته وكانه يعقد وثيقة زواجهما هما ايضا 
تعليقات



×