رواية عشق تحت القيود الفصل الثاني عشر 12 بقلم هاجر عبد الحليم


 رواية عشق تحت القيود الفصل الثاني عشر

في البدروم المظلم، كانت الأنفاس ثقيلة والجو مليء بالتوتر. عادل يقف، عينيه لا تفارق الرجال الذين يقفون أمامه، وكان قلبه ينبض بسرعة. هو هنا لحماية وسام، مهما كان الثمن. بدت خطواته ثابتة وقوية، كأن الأرض نفسها تهتز تحت قدميه.


عادل: (بغضب شديد) "لو حاولتوا تلمسوا شعرة من شعرها، هتندموا." ابعد عنها خالص وبدل السكوت اللي انتو فيه فهموني اي الغرض من خطفكم لينا وكلموني انا؟


أحد الرجال: (بصوت عالي، مستفز) "إيه ده؟ تهديد ياعادل بيه انت تحت رحمتنا دلوقت ف ياريت تخاف ع نفسك وتسمع الكلام


عادل: (بصوت منخفض وحاد، ينظر في أعينهم) "ده مش تهديد، ده وعد. لو فكرتوا تعدو الخط المسموح  هتلاقوا نفسكم في مكان مش هتعرفوا تخرجوا منه بلاش انا


الرجل الثاني: (محاولًا السخرية) "إنت فاكر إنك لو وقفت قدامنا كده، هترعبنا بشكلك دا الكترة تغلب ياعادل بيه


عادل: (بصوت مملوء بالقوة) "إنتو مش هتخوفوني، والله لو لمحت منكم حركة معجبتتيش هندمكم ع اللحظة اللي فكرتو فيه تجيبوني ف طريقكم


أحد الرجال: (يضحك مستهزئًا) "الراجل ده شايف نفسه قوي علينا


عادل لم يبدِ أي تراجع، بل كان ثابتاً في مكانه، ونظرته كانت موجهة لكل واحد منهم على حدة. الكل كان يشعر بالضغط، والجو أصبح أكثر حدة.


عادل: (بحزم) "كل واحد منكم في باله فكرة إنه يقدر يضغط عليا... بس لو جرّبتوا تلمسوا وسام، هتشوفوا ابليس نفسه وجهنم ع الارض


الرجل الثالث: (بشجاعة مزيفة، وهو يحاول الاقتراب) " خلينا نشوف دا مجرد كلام ولا انت هتفرفر مننا لو اتوصينا بيك شوية


عادل: (يبتسم ابتسامة هادئة، عيناه تتألقان بالغضب) " قرب مني لو دكر 


أحد الرجال: (محاولًا التراجع) "إحنا مش جايين نوجع دماغنا معاك ومعندناش اوامر بالاذية لولا كدا كنت خليت حواليك بركة دم


عادل: (بشدة) "

مين اللي وزكم علينا انطقو مين؟ والله لندمكم انتو متعرفوش انا مين هوريكم كلكم؟


الرجال شعروا بالتهديد الواضح في صوته، فبدأوا يتراجعون ببطء، عيونهم مليئة بالتردد. كانوا يعلمون أن عادل ليس مجرد تهديد فارغ، بل هو رجل قادر على أن يحقق وعيده.


عادل: (مشدداً) "ما تحاولوش تاني. ده تحذير مني ليكم متقربوش منتا وامشو من هنا وسيبونا حالا يلااااا


تراجع الرجال في النهاية، وحينما نظر عادل نحو وسام، شعر ببعض الراحة. لكن قلبه لم يتوقف عن التوتر. هذا كان فقط بداية الصراع، وهو كان يعلم أن القادم أصعب.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في الزاوية المظلمة للبدروم،


 كان عادل ووسام متكتفين، تملأهما مشاعر الخوف والقلق. عادل يحاول أن يظهر ثباته، بينما وسام تجاهد لمنع دموعها من الانهمار. كان الصوت الوحيد في المكان هو أنفاسهما المتسارعة، فيما كان شعور العجز يحيط بهما من كل مكان.


وسام: (بصوت مكسور، تحاول حبس دموعها)

"عادل، مش قادرة... أنا خايفة... خايفة جدًا! ليه كل ده؟ ليه الناس دي عاوزة تضرنا؟ إحنا مش عملنا ليهم حاجة، ليه احنا؟"


عادل: (يحاول أن يظل هادئًا، لكن نبراته تحمل عزمًا لا يُحطّم)

 كل حاجة هتكون تمام. مش هخلّيهم يوصلوا ليكي ولا هيكون في حاجة تقدر تكسرنا. لازم تِؤمني إني  هطلعك من هنا."


وسام: (تسحب نفسها قليلاً، وتغرق في دموعها، تقبض على يدها بقوة)

. أنا مش قوية زي ما بتقول. أنا مش قادرة أواجههم. كل لحظة هنا بتحسسني إننا مش هنبقى في أمان. ... لو مفيش حد يقدر يساعدنا، إزاي هنخرج من هنا؟"


عادل: (يحاول أن يمد يده إليها، عينيه مليئة بالصدق والإصرار)

"أوعي تعيطي انتي فاهما اجمدي كدا وانا وعدتك هنخرج من هنا محدش هيقرب منك غير لو بقيت ميت."


وسام: (تنهار دموعها بشدة، تكاد لا تستطيع التحدث من شدة البكاء)

"بعد الشر عليك دا انت اللي مهون عليا الظرف اللي احنا فيه عادل اتصرف بالله عليك فكر ف اي حل ."


عادل: (يُحاول أن يُبقي صوته ثابتًا، يمسك بيدها برفق)

"لو كان ليكِ حظ في الوقوع هنا ف دا قدرك ، وبالتالي هيكون ليكي نصيي  في الخروج.. الخوف مش حيخليكي  تبيني قوتك وانتي قوية ياوسام


وسام: (تلتقط أنفاسها بصعوبة، وتنظر إلى عينيه)

". كيد حد اجرهم عشان يخطفنا بس مين؟"


عادل: (بنبرة أقوى، تحاول أن تُشعرها بالثقة)

 دا اللي لازم اعرفه ."


يينما كانت وسام تبدأ في تهدئة نفسها تدريجياً، تظل العيون مليئة بالثقة التي تُعطي الأمل في أصعب الأوقات.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في مكان مظلم، 


حيث العتمة تلف المكان ويقتصر الضوء على نافذة صغيرة، يتحدث أحد الرجال عبر الهاتف مع سيدة مجهولة، صوته مليء بالجدية، وعيونه مشدودة وهو يتابع الموقف من وراء الكواليس. كان يضغط على السيدة للحصول على المال الذي وعدته به، متحدثًا عن علاقاته مع عادل ووسام.


الرجل (بصوت جاد وهادئ):

"أنا مش جاي هنا أضيّع وقت. الموضوع مش مجرد كلام، إنتي وعدتيني بالمساعدة، والوقت مش في صالحنا. الفلوس لازم تكون جاهزة."


المرأة (بصوت هادئ، لكن واضح من نبرتها أن الموضوع حساس):

"أنت عارف إن الفلوس هتاخدها بسهولة مستعجل ليه؟


الرجل (صوته يزداد حدة قليلًا):

"وأنا مش جاي أتكلم عن المماطلة. أنا بتعامل مع عادل ووسام بشكل مباشر، وانتي عارفة كويس هو مين؟


المرأة (تتحدث بلهجة معتدلة ولكن مقلقة):

 مفيش حاجة هتحصل خالص عادل مش اقوي مني والمفروض تكون مظبط كل حاجة عشان ميهربوش."


الرجل (بصوت حازم، وكأنه يفرض السيطرة):

". أنا عايز الفلوس دلوقتي، ومعاكِ وقت محدود. كل يوم بيتأخر الموضوع،   علاقتي مع عادل واضحة وسهل اوي اقولو انك ورا الموضوا ، وهو مش شخص سهل، لكن أنا عارف أتعامل معاه كويس. ووسام، دي المسألة التانية... لازم أكون واقف في المكان الصح عشان كل شيء يمشي زي ما هو مطلوب لو الفلوس مجتش اللعبة هتكون ف ايدي ومش هتطولي حاجة وسرك كله هيتكشف 


المرأة (بقلق ظاهر في صوتها):

"أنا  جاية حالا ومعايا الفلوس وهواجه عادل"


الرجل (بحسم، مع ضغط واضح):

"أنا مش طالب حاجة فوق طاقتك  اللي بعمله علشان كلنا نكون بأمان،


المرأة (بتنفس عميق):

"تمام، بس اعمل زي م قولتلك


الرجل (بتصميم):

"أنتِ مش في وضع يسمح لكِ بالتحكم في الوضع دلوقتي. يامدام   إنتِ عارفة مين أنا وبشتغل مع مين، وبيمشي كل شيء حسب اللي أنا حددته."


المرأة (بصوت هادئ، لكنها تشعر بالضغط):

 انا جاية اقفل حالا


ينهي الرجل المكالمة بسرعة، وعينيه تتابع الموقف من بعيد، وهو يعلم أن اللعبة قد بدأت، وأن الخيوط كلها ف يد سيده الان

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في المكان الضيق المظلم


، كانت الأجواء مشحونة. عادل ووسام يقفان معًا، مكبلي الأيد، وكل لحظة تمر كانت تزيد من شعورهما بالقلق والضغط. فجأة، يفتح الباب ويظهر شخصٌ ما في المدخل. كانت داليا، تدخل بتؤدة وثقة، عيونها مشتعلة بالغضب والاحتقار، تحمل في قلبها كل مشاعر الخيانة والظلم التي تكاثرت على مدار الأيام.


داليا (بصوت هادئ ومليء بالسم):

"كنتوا فاكرين إنكم هتخدعوني ع طول ؟ كنتوا فاكرين إني مش هعرف؟ كل اللي عملتوه ده، كل الخيانة، وكل الحكايات الجهنمية دي؟ ... كان لازم تخلص. يا عادل، كنت فاكرني مش هعرف؟ مش هكون عندي فكرة عنكم وعن علاقتكم السرية؟


عادل (محاولًا الحفاظ على هدوئه، عينيه مليئة بالقلق):

"داليا.! انتي ازاي هنا؟ عرفتي منين؟ خطفتينا ياداليا! .  الامور مش بتتحل كدا خليكي هادية من فضلك وخلينا نتكلم بهدوء "


داليا (تضحك بسخرية، تقترب منهما أكثر):

"هادية؟!  اللي يعرف خيانتك يكون هادي ؟ مش مصدقاك . كنت فاكرة إنك مش هتستخف بيا للدرجة دي، يا عادل!. كنتوا بتحاولوا تخفوا عني إيه؟ اي المستخبي تاني ياعادل!


وسام (تبكي بصوت منخفض، تحاول أن تشرح):

"داليا، صدقيني... كل ده مش حصل زي ما إنتي فاكرة نيتي والله كانت خير. مفيش حد كان عايز يكسر قلبك."


داليا (قطعت حديثها، وابتسمت ابتسامة شديدة القسوة):

"إزاي؟ مين فيكم كان بيحاول يوقف ده جيتي حكيتي يعني  ؟ مين فيكم كان بيحاول يبقى صريح ؟ خطفتي جوزي مني وف الاخر بتقولي محدش كان عايز يكسر قلبك  كله كان كذب في كذب. وزي ما فهمت دلوقتي، كل ده كان مخطط منكم بس انا مش هسكت وهجيب حقي منكم"


عادل (يحاول التماسك أكثر، لكن صوته يفضح قلقه):

" داليا والله وسام م ليها اي ذنب انا غلط بعترف بس مش خيانة وسام مراتي ع سنة الله ورسوله 


داليا (تقاطع حديثه، عينيها تشتعل حقدًا):

"انت انسان مش قادر تعترف بخيانتك ليا خبيت عني ومخلتنيش اختار واعيش ف كدبة كبيرة دا مش هيعدي مش هتخرجو من هنا غير لما تتحملو تبعات اللي عملتوه


وسام (تسحب نفسها بعيدًا عن نظرات داليا، تحاول أن تجد الكلمات لتخفف من حدة الموقف):

"داليا، أنا مقدرة كل اللي حصل، بس أنا مش في ايدي شيء. أنا لسه حاسة بالذنب... بس أنا مش هقدر أغير حاجة."


داليا (تقترب من وسام، تنظر إليها بنظرة متجهمة، تكاد تقطع أنفاسها):

"أنتِ مش هتقدري تغيري حاجة؟! أنتِ كنتِ جزء من اللعبة، يا وسام. والنهاردة، هتكوني جزء من الثمن. مش هتطلعِي من هنا زي ما كنتِ فاكرة. إنتِ مش هتكوني هنا، مش في حياتي ولا في حياة عادل، انا هقتلك خالص


عادل (يتنفس بصعوبة، يحاول أن يتدخل ليوقفها قبل أن تنفجر أكثر):

"داليا، لو سمحتِ، سيبيني أتكلم. ده مش وقت تهديد ارجوكي


داليا (تنظر إليه بعينين حانقتين، تقف في مكانها وكأنها تسلخ جروح الماضي على وجهه):

" كل جرح هتدفع تمنه ياعادل انت والبنت اللي فضلتها عليا وانا مش بهدد ياحبيبي انا بعمل ع طول وهتشوف


وسام (صوتها يهتز من شدة الخوف، دمعها يغطي وجهها):

"داليا... أنا مش عايزة ده يحصل. مش هقدر أتحمل أكتر من كده. أنا آسفة... أنا آسفة على كل حاجة بس بلاش تاذيني."


داليا (تضحك ضحكة غير متزنة، ثم تلتقط مسدسًا من جيبها وتوجهه نحو وسام):

 . لو عادل مش هيتصرف معاكي  بالطريقة اللي ع هوايا معايا ناس يعملو الواجب


عادل (في لحظة جنون، يصرخ وهو يركض نحوها، يمسك يديها ويحاول أن يسحب المسدس منها بعد م حرر نفسه بصعوبة بالغة):

"خلاص يا داليا، كفايا ! أنا هواجه كل حاجة، بس مش على حسابها. 


داليا (بصوت عميق، يكاد يكون تهديدًا قاتلًا، تنظر إليه بعيون مليئة بالكراهية وتصرخ وبشده صادمة عادل ووسام ف هي حقا علمت بكل شيء):

"مش هتقدر، . انا عرفت انها حامل ياعادل طلقها والا هموتها انا مستعدة اخليها تعيش بس تكتب ابنها ب اسمي ونعيش سوا لو معملتش كدا هقتلها ياعادل هقتلها ياعاااااااادل


عادل (محدقًا في عينيها، يحاول جاهداً أن يظل ثابتًا في مكانه):

"إنتي هتندمي لو عملتي كده، . مش هخليك تدمري حياة الناس اللي بحبهم كفايا انا."


داليا (تتراجع قليلاً، ثم تلتفت فجأة إلى وسام، تمسك المسدس مرة أخرى):

"لو مش هتنسب  اسم الطفل ليا ، هخليكم تشوفوا الدنيا بشكل تاني ع ايدي . "


وسام (تبكي بحرقة، تحاول أن تجد ملاذًا في عادل):

"ابني ياعاااادل ابني بالله عليك."


عادل (بحزم، ينظر إلى داليا بنظرة صارمة، ثم يصرخ بأعلى صوته):

"داليا لو حاولت تضريها ، هخليكي تشوفي غير اللي كنتِ متوقعاه مني هاتي المسدس يادااااليا هااااتيه 

بقولك"


وفي تلك اللحظة، يعلو صوت آخر، صوت يقطع كل شيء في المكان، صوت كمال، يأتي مثل البرق في سماء الظلام.


كمال (صوته يتردد، يعلى في المكان):

"كفاية، يا عادل! كفاية كل شيء انتهي اللعبة خلصت لحد هنا جيم اوفر


داليا (تتجمد في مكانها، تنظر إلى عادل، ثم إلى كمال، وتبقى في حالة صدمة كاملة).


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

بينما كان الجو في غرفة البدروم 


مشحونًا بالضغط

 والتوتر، ومع كل ثانية يمر فيها الوقت، كانت الأحداث تتسارع وتصل إلى نقطة اللاعودة. فجأة، وسط المواجهة العاصفة بين عادل ووسام وداليا، انقطع الزمن كما لو أنه توقّف فجأة، ليغمر المكان ظلامٌ قاتم، وتحولت الأجواء إلى مشهد من الماضي، يكشف عن أسرار كانت مخفية طوال الوقت. كان


 الفلاش باك هو بداية لحظة الكشف الكبرى التي ستغيّر كل شيء.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 فلاش باك

كان مكتب كمال غارقًا في الضوء الخافت، والأوراق متناثرة حوله. نظراته كانت مليئة بالتخطيط، وعينيه لم تفارقا الشاشة أمامه التي تعرض صورًا ومعلومات حساسة عن الأشخاص الذين كانوا جزءًا من اللعبة الكبيرة. كان يتنفس ببطء، مستشعرًا وجود خطر يقترب منه. كان يعرف أن اليوم هو اللحظة الحاسمة.


كمال (بصوت هادئ، وهو يحدق في الأوراق): "كنت عارف. كنت شايف كل شيء. كانت بتلعب لعبة أكبر من كل اللي إحنا فاكرينها... كانت دايمًا تخطط لحاجة أكبر، بس النهاردة هوقف كل ده."


وداليا حيث كانت تجلس في مكتبها في الشركة، هادئة المظهر لكن عينيها تحملان ملامح جشع وطمع. كانت تجري مكالمة هاتفية مع شخص مجهول، وكل كلمة تصدر منها كانت مدروسة بعناية، مليئة بالمكر والذكاء.


داليا (بصوت هادئ، تخاطب الشخص عبر الهاتف): "أيوه، المعلومات هتوصل لك في خلال ساعة. بس زي ما م تفقنا، لازم تزيد الحصة من الأرباح. بدل ما كنا متفقين على 20%، لازم تبقى 30%. إحنا محتاجين نكون في المقدمة في الصفقة دي."


الشخص الآخر (من خلال الهاتف): "لكن ده هيكلفنا كتير، مش كده؟"


داليا (تضحك بسخرية): "الخسارة حاجة مؤقتة. المهم نكون دايمًا في الصدارة. لو عايزين نكسب، لازم نكون الأوائل."


بينما كانت تغلق الهاتف، لاحظت حركة غريبة في الغرفة. كان كمال يراقبها عن كثب، مختبئًا في الظلام، يتابع كل حركة. كانت في تلك اللحظة تظن أنها تلعب اللعبة بحذر، لكنها لم تكن تعرف أن كمال كان يراها ويعرف كل شيء.


ف مكتب  كمال


، حيث كان يراقب الشاشات أمامه، لا تفوته أي تفاصيل. التوتر كان يسيطر عليه وهو يلتفت إلى مساعده.


كمال (بصوت هادئ، وهو ينظر إلى مساعده): "داليا كانت بتسرب معلومات للمنافسين. مش بس كده، هي كمان كانت بتسرق أموال من الشركة لصالحها. كل ده كان بيحصل قدام عيني بس كنت ساكت علشان مصلحتي. لكن دلوقتي... لازم نوقف كل ده."


المساعد (بصوت حذر): "إزاي ممكن نوقفها؟"


كمال (بعيون حادة، وهو يلتفت إلى المساعد): "أنا عارف إنها كانت بتخونا كلنا. مش بس كانت بتخون الشركة، كانت بتخون عادل كمان. عارفة كل حاجة عن علاقته بوسام، وكانت بتستغل ده لصالحها. لكن دلوقتي لازم نكشف كل شيء برافو عليها بتعرف تمثل ع الكل اوي اشهدلها لو كانت تحت ايد حد غير كمال الجندي كان صدقها وعمره م خونها."


باك


بينما تتلاشى الذاكرة الماضية، نجد أنفسنا في نفس البدروم، حيث يواجه عادل ووسام داليا. الجميع في حالة صدمة. لكن داليا، التي كانت تحاول التماسك، أدركت الآن حجم الخيانة التي وقعت فيها، وكم أن الماضي كان مخيفًا وملئًا بالمفاجآت التي لا يمكن تجاهلها بعد الآن.


عينيها تحترقان بالغضب والخذلان، لكنها لم تكن تعلم بعد أن كمال قد سبقها في كشف كل شيء.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كانت الغرفة مشحونة بالتوتر، وصوت قلب عادل كان يتسارع بينما كان يراقب الموقف بشدة. كان كمال يقف هناك، كالظل الذي يغطي كل زاوية في المكان. كان يمسك بزمام الأمور بكل قوة، بينما كانت داليا تقف أمامه، محطمة، وعينها مليئة بالدموع التي كانت تترقرق على وجنتيها.


عادل (بصوت مرتجف، وهو يحاول أن يفهم ما يحدث): " انا مش فاهم حاجة يابابا 


كمال (بصوت هادئ، لكنه مليء بالقوة والتهديد): "اللي حصل، ، إننا كنا طول الوقت تحت رحمة خيانة كبيرة. داليا كانت بتلعب لعبة أكبر من اللي إنتو فاكرينها،  خانت الكل ياعادل


داليا (بصوت ضعيف، تحاول أن تكبح دموعها): "كمال... أنا كنت عايزة بس أحمي نفسي. واضمن حقي انا محستش بحب عادل ليا غصب عني النفس غلبتني سامحني ياكمال"


كمال (بعينين باردتين، يقترب منها أكثر): "تحمي نفسك؟!. ده مش حماية. ده طمع. مش أكتر انتي تستحقي السجن."


داليا (بصوت متكسر، تهز رأسها في محاولة للتبرير): أنا كنت محتاجة أضمن نفسي. كنت خايفة. خايفة من كل حاجة... من كل الناس. من كل اللي حصل حواليا."


كمال (بعينين مليئتين بالحدة، يقترب منها أكثر): "خايفة؟! مش خايفة! كنتِ بتديري كل شيء لصالِحك. كنتِ بتسربي معلومات، بتسرقي وبتتلاعبي بالكل. كل ده كان بيحصل قدام عيني. كنت فاكرة إنك ممكن تكملي في الخداع؟ لأ، ما فيش مفر دلوقتي وحالا هتيجي معايا السجن."


في تلك اللحظة، كان وجه داليا ينهار، وكانت أصوات أنفاسها ثقيلة، وكأنها تستشعر النهاية تقترب منها. لكنها كانت تحاول أن تجد مخرجًا من هذا المأزق.


داليا (بصوت ضعيف، وهي تلتفت إلى عادل): "عادل... أنا بحبك، كنت بحاول أعمل كده عشان نحافظ على مكاننا عشان نكون أقوى... مش عايزة أضيع كل حاجة."


لكن عادل كان يراقبها بعينين مليئتين بالدموع والغضب، كان يشعر بخيبة أمل كبيرة، لكن في داخله كان يحاول أن يفهم لماذا فعلت كل هذا.


عادل (بغضب، وهو يحاول أن يكبت مشاعره): "كل اللي عملتيه ده كان ليه؟، بتخوني الثقة اللي بينا. ما كانش فيك الأمانة.  إزاي ممكن تحبي وتخوني في نفس الوقت؟"


داليا (تسقط على ركبتيها، عينيها مليئة بالدموع): "كنت بحاول... كنت خايفة من النهاية... من خسارتي كل حاجة كنت مضطرة اعمل كدا. وانت خونتي بلاش تعيش دور الضحية والملاك كلكم ناس قذرة كلكم"


ولكن كلماتها كانت تأتي ببطء، وكأنها تغرق في بحر من الذنب الذي لم تستطع أن تفر منه. في هذه اللحظة، كانت الحقيقة واضحة. كمال كان يعرف كل شيء، وعادل الآن يعرف الحقيقة المرّة التي كانت داليا تخفيها.


كمال (بصوت حاد، مليء بالتهديد، ينظر إليها بحزم): "أنتِ مش بس خنتِ عادل. إنتِ خنتِ نفسك،  لو كنتِ فاكرة إنك هتخفي كل ده، فإنتِ غلطانة يلا قدامي."


داليا كانت تهز رأسها بخوف، عينيها تتنقلان بين كمال وعادل، وكل كلمة تنطق بها كأنها تتجرع مرارة الحقيقة.


داليا (بهمسات مكسورة، وهي تضغط على صدرها):   لو اتسجنت .. هعيش في ذل طول العمر. وهتهان."


كانت نظراتها ملؤها الخوف، وتدرك أن النهاية أصبحت لا مفر منها. كان الذنب يلتهمها، بينما كانت العواقب لا مفر منها.


كمال (يصرخ في وجهها، وهو يتقدم خطوة للأمام): "يلة يامدام داليا قدامي


وفي لحظة انهيار مفاجئة، ارتفعت يد داليا بسرعة نحو طاولة المكتب، واختلست مسدسًا صغيرًا كان موضوعًا هناك. جميع الأنفاس توقفت، وعينيها مليئتين باليأس.


داليا (بصوت مبحوح، تحاول التماسك): "ما فيش مفر... مفيش. هخلي النهاية دي تنتهي بسرعة... مش هعيش في ذل."


لكن قبل أن تضغط الزناد، كانت يد عادل تتحرك بسرعة أكبر من تفكيرها، لكنه لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية.


داليا (صوتها يكاد لا يُسمع، الدموع تتساقط): "أنا آسفة... ... أسفة."


ثم قبل أن يستطيع أي شخص أن يتخذ خطوة أخرى، سقطت داليا على الأرض. كانت سقطتها بطيئة، كما لو كانت الحياة تُسحب منها ببطء، كل أملها يتبخر في لحظة. صوت سقوط المسدس على الأرض كان أعمق من كل شيء.


عادل (ينفجر بالصراخ، وهو يركض نحوها): "داليا! لا... لا، ما تعمليش كده!"


لكن صوتها كان قد انقطع، وأغشي عليها تمامًا، وجميع من في الغرفة شعروا بالخوف. كانت اللحظة ثقيلة، مليئة بالحزن والصدمة.


وسام (تصرخ بصوت عالي، عينيها مليئة بالفزع، وتنهار على الأرض): "داليا! لا... دي مش النهاية. دي مش النهاية!"


كمال كان يقف هناك، بوجهه البارد وعيونه الجادة، كان يعلم أن الأمور لن تكون كما كانت، لكنه لم يتوقع أن النهاية ستكون بهذه الطريقة.


كمال (بصوت هادئ، يغمض عينيه لفترة قصيرة): "ده كان لازم يحصل... ده كان خيارها."


كل شيء توقف في تلك اللحظة، وكان الصمت يعم الغرفة، لا أحد يعرف ما يجب فعله الآن.

الفصل الثالث عشر من هنا 

تعليقات



×