رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثانى عشر 12 بقلم رباب عبد الصمد


 

رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الثانى عشر بقلم رباب عبد الصمد

 جلس خلف المقود وجلست هى جواره وسالته الى اين سنذهب 
 ايوب / اتركى لى نفسك 
 وكان اول ما فعله ان توقف امام مول كبير للملابس وطلب منها النزول 
 مرت ساعات ليست بقليلة اشترى لها ايوب ملابس كثيرة منها ما كان للخروج ومنه ما يصلح للنوم وكل الملابس كانت ذات الوان براقة تبعث على البهجة 
 كانت ليلى فى قمة سعادتها ليس لانها تحمل ملابس جديدة ولكن لانها كانت باختيار رجل اصبحت تتمنى ان يملكها يوماواخذت تتذكر رجولته معها وغيرته كذلك فهو لم يتركها لحظة وحدها وشاركها فى كل شىء حتى عندما كانت تذهب لغرفة قياس الملابس لم يدعها تدخل الا وسبقها وتاكد من خلوها من اى كاميرا مراقبة او اشخاص رجال حيث ان هناك مباح ان يوجد رجل وامراة فى نفس ذات المكان وقد لا يفرقهم عن بعض سوى الستائر 
 كم كانت سعادتها وهى تشعر لاول مرة انها بكنف رجل يغار عليها واكثر ما اسعدها هو احساسها بانوثتها فما اجمل من هذا الاحساس ذلك الذى تشعر فيه الانثى انها متكاة على رجل قوى يحميها ويعطيها حقها فى الحنان والامان 
 كم راق لها ذوقه فلم تعترض على اى شىء اختاره  كانت دقات قلبها تتصارع من فر ط السعادة وسمعت صوته يناديها بلقبها المحبب لديه ليلتى 
 نظرت له وقد اتسعت ابتسامتها وازدات وضاءة وجهها وظلت صامته منتظرة ان يكمل كلامه 
 بينم قال وهو يبتسم مثلها / اريدك اجمل انثى اليوم 
 اومات بمعنى عدم فهمها فمال على اذنها وقال / ادخلى الى هنا فقد حجزت باسمك واشار بيده على اللافته وهو يكمل كلامه ويقول اعرف انك ترجمتيها بسرعة واريدك ان ترتدى هذا واشار على احدى الاكياس التى فى يده
 اتسعت ابتسامتها فقد كانت اللافته توحى بانه كوافير للسيدات ولكنها سالته بدهشة / ولما كل هذا 
 ايوب / ليس لسبب ولكنه لسعادة يومنا وان كنتى لا ترغبين فلا داعى 
 ردت بسرعة وقالت / بل اريد انا ايضا ان اعيش تلك السعادة ثم نظرت له ببرهة ورفعت نفسها بان وقفت على اطراف قدميها حتى طالت بالكاد اذنه قالت له بهمس يماثل همسه واين ستنتظرنى انت 
 قال وهو على نفس وضعه من القرب منها / سافعل مثلك 
 ضحكت بصوت عذب ثم تركته وتوجهت نحو المحل فعاد وامسكها وقربها وقال / ساظل اتخيلك حتى اراكى بعد ساعة واحدة 
.............
 مرت الساعة خرجت بعدها ليلى لترى ان اجمل رجل فى انتظارها فكم كان يبدو شديد الوقار بحلتة على الرغم ان حلة قبطان البحرية كانت تكسبه وقارا وتميزا الا انها وجدته فى هذا ايضا جميلا 
 كم لاحظت ان سمار وججه من اثار الشمس وملوحة البحر قد اكسبته حمرة لانه من الاساس ذو بشرة بيضاء فاعطته مزيح من الملامح التى قد توحى لمن يراه للمرة الاولى انه رجل من اصل اوروبى الا ان قوة بنيانه ورصانته وقوة صوته تجعلك لا تتخيله الا رجل عربى
 لم يكن اعجابها بوسامته اقل من اعجابه هو بجمالها 
 نظرت له فى خجل وابتسمت وفعل هو مثلها ولا زال الصمت هو سيد الموقف ثم مد يده لها فلم تتردد فى اعطاءها له 
 مال عليها وقال / كنت اتخيلك جميلة ولكنى لم اتخيلكى شديدة الجمال وعندما شاهدتك وجدتك ملكة من السماء 
 قالت فى حياء / انت دوما تعطينى اكثر من حقى لتبث فى نفسى الثقة ولكنى اعترف لك لاول مرة اننى لا اشعر بالثقة الا فى وجودك وكانى اخذها منك 
 تنهد تنهيدة سعادة من كلامها بينما استطردت هى وقالت اين هم ركاب سفينتك ليحسدوننى باننى فزت باجمل رجل فى العالم 
 قال لها / انا دوما معهم فلم يحسدوننى على شىء وان حسدونى اليوم فلانى انا الذى فزت بجملة الجميلات 
 ليلى فى نفسها / جميلة الجميلات ؟ كم قوى هذا اللفظ اين ابى من هذا واين طارق 
 عند نطقها باسمه تذكرت يوم ا نراها بملابسها المهلهلة فقالت فى نفسها 
 ليته تخيلنى مثلك جميلة الجميلات 
 راها شردت ففهم ما شردت فيه فقال / نعم انتى جوهرة ثمينه ولكن لمن يقدرك اما من لم يقدرك فاتركيه لما يقدر لعله يندم على ضياعك
 نظرت له وحاولت الا تنغص عليها تلك الذكريات سعادة يومها فقالت / الى اين سنذهب ؟
 اخذ نفس عميق وقال / الى مكان كم حلمت ان ازوره يوما ما 
.......................
 طال غياب ليلى عن طارق مما جعله بدا يتاكد انها لا سبيل لعودتها له وفى نفس الوقت اغلب ظنه انها قد يكون اصابها سوء فعلى الرغم انه اشتاق اليها الا انه شعر بان حكاية حملها ستدفن مع غيابها ولن يناله اى مكروه لا من والده ولا من اخيه ايوب ولا من اهل البلد على فعلته فاصبح تائه بين الشعور بالحنين لها وبين الشعور بالفرحة لانتهاء ذلك الموضوع 
 قاد سيارته واخذ يجول الشوارع لعله يجدها واخذ يتخيلها فى مناظر مختلفة 

يا طيب الجلب وينك حرام تهجر طنينك
اشتقتلك يا حبيبى عسى يردك حنينك
............
 فى القرية استيقظت صفاء على تعب شديد واخذت تصرخ اذ ان علامات ولادتها قد ظهرت 
 فزع معتز على صوتها وقام من نومه وهو مشتت الافكار فخوفه عليها جعله لا يهتدى لكيفية التصرف وما استطاع فعله انه اخذ يهدا منها وهو يرتعد خوفا عليها 
 بينما هى اخذت تصرخ ولم تشعر بصدق احتياجها لليلى الا فى تلك اللحظة فهى على يقين انها اقرب الناس اليها وانها الوحيدة التى كانت قد تشعر بالمها حتى قبل ان تشعر هى به فاصبحت لا تردد الا كلمتين اريد ليلى ..اريد ليلى 
 حاول معتز ان يهدا من روعتها ويذكرها ان ليلى عند زوجها فى القاهرة اذ انه لا يعلم انها سافرت الي اخيه فى الخارج 
 صفاء / اتصل بها ارجوك يا معتز فهى الوحيدة التى ستساعدنى 
 لم يرد عليها اذ انه سمع صوت طرقات على الباب ولم يكن الطارق سوى والدته ووالده 
 فتح لهم وهو خائف عليها وما ان وجد والدته على الباب الا وتوسل اليها ان تهتم بها حتى ياتى بالطبيب 
 الحاج صالح / لا داعى للاتصال به وعلينا ان ناخذها للمستشفى حتى نكسب وقتا 
 والده / حقا يا بنى فهى على وشك الولادة فهيا بنا بسرعة 
 بينما صفاء لم تكف عن ترديد نفس الكلمتين 
 استيقظ على على صوت رنين هاتفه وما ان راى رقم معتز الا وتوقع السبب فقام منتفضا من مكانه ورد بلهفة الاخ وما هى الا لحظة وقال / ساحضر حالا 
 انتفضت فريدة على صوته وقامت وهى تتوجع وبدون ان تساله اخذت ترتدى ملابسها على عجالة 
 على بدهشة على ما تفعله / اياكى ان تكونى قد عزمتى امرك على ان تذهبى معى 
 فريدة / وهل فى هذا شك 
 على / بالطبع لا فامر ذهابك محتوم بالرفض 
 فريدة بصدمة / رفض؟
 اقترب منها ووضع يده على كتفها وابتسم لها وقال بهدوء / نعم تصرفك مرفوض فانا لا اريد ارهاقك وانتى فى شهرك الاخير وانت تعلمين تمام العلم ان مجرد ارهاق بسيط لكى يكون مرض مستحكم فى 
 ابتسمت له وعلى خوفه عليها وقالت / الى متى تعاملنى كابنتك الصغيرة ثم ابتسمت بدلال وقالت الم يحن الوقت لتعتبرنى زوجتك ام ان هذا ( واشارت على 
بطنها ) دليل غير كافى 
 ضحك عاليا وقال / مجرد اسمك دليل على انك زوجتى وكل مالى فى الوجود فانتى لم تخلقى الا لاجلى وانا لم اخلق الا لاجلك  فكلانا ارتبط بالاخر حتى وان لم يكن هناك اطفال وكل ما فى الموضوع انى خائف عليكى 
 ارتمت فى صدره وقالت ولكنى وددت ان احل محل ليلى لصفاء فهى بالتاكيد فى حاجة الى اختها 
 تذكر على اخته وابتسم ابتسامة حزينة وقال /  الجميع لم يشعروا بحاجتهم لليلى الا بعد بعدها عنهم وكانهم لم يكتشفوا قيمتها الا اذا فقدوها 
 تمسحت فى صدره وقالت / الا انا يا زوجى وحبيبى فانا منذ ان تصادقنا وانا اعترف بافضالها على 
........
 وقفت ليلى بجوار فهدها واخذت تنظر الى ذلك المكان بتامل ثم نظرت له وقالت ما هذا ؟
 ايوب تنهد تنهيدة عميقة وقال / هذا مكان كم حلمت ان اتى اليه يوما ما وعندما طال بى العمر دون الزواج تاكد انى لن اتى ايه ابدا 
 نظر لها ومد يده وشبك اصابعه فى اصابعها وضغط عليها بحب ثم قال / ما ان رايتك الا وشعرت انى اخيرا سازور هذا المكان وانا فى اشد سعادتى 
 لم تسحب كفها من كفه كما عادتها ولكنها تركت لسعادة قلبها العنان خاصة انها شعرت ان حنان العالم كله تجمع فى حرارة كفه ولكنها لازالت لاتفهم ما يتحدث عنه فقد اوقفها ايوب امام كهف كبير 
 اقترب لها هامسا وقال / ان قلت لكى كم اود ان اعبر هذا الكهف حتى اخرج من بابه الاخر هل ستوافقينى ام سترفضين طلبى 
 نظرت له وقالت بصدق / لم اعد اخاف من شىء وانت معى ثم كيف يكون لك رغبة فى عبوره وارفض انا فيكفينى ان امنيتك لم تتحقق الا وانا اشاركك فيها 
 ابتسم ايوب وهو يضغط اكثر على كفها وقال بصوته الهامس / ان لم تكونى معى ما فكرت فى عبوره من الاساس فانتى اساس عبورى له 
 لم تفهم ما يقصده ولكن فرحتها بكلماته الصادقة جعلتها فى عالم غير العالم فهذا شعور لاول مرة تشعر به 
 عادت وسالته وماذا يوجد داخل هذا الكهف 
 ايوب / لاشىء مجرد ان ندخل من بوابته ونخرج من البوابة الاخرى التى توجد فى نهايته 
 اندهشت وقالت / ولما اذن كنت تتمنى ان تعبره من زمن فقد ظننت ا نبه شىء هام يدعو للبركة مثلا 
 ايوب / ستعلمين كل شىء فى الداخل 
 ليلى / ولما الانتظار اذا فهلم لنعبره
 قال / ليس الان فهل شاهدتى هذا الغفير وهو يشد ذاك الحبل على بوابة الكهف 
 عادت ونظرت ورات ما قاله حقا فقالت / نعم رايته 
 ايوب / لا نستطيع المرور لداخل الكهف الا اذا ارخى نفس الحبل 
 وما هى الا لحظات وارخى الغفير الحبل ولكن للعجب انهما رايا ان هناك رجل وفتاه يخرجون من الباب وكلا منهما مبتعدا عن الاخر بل واتخذوا طريقا معاكسا 
 ليلى / ما لهم متجهمى الوجه هكذا 
 نظر لها ايوب وقال / انهما قررا عدم التكملة 
 وقبل ان تهم لتساله مره اخرى تحرك هو وسحبها خلفة برقة نحو الكهف وهو لا يزال حاضنا كفها وما ان دخلا معا الكهف الا وانقبض قلبها لانه كان شديد الظلام الدامس ولكن ما جعلها تتعجب انها لم تخشى على نفسها منه وهى معه فى هذا المكان المظلم وانما تشبثت اكثر بيديه لتستمد شجاعتها منه مما جعله يبتسم ابتسامة سعادة لم تراها هى بسبب الظلام  
 قال لها هامسا / هل ادركك الخوف ؟
 ليلى بسرعة / نعم خفت من ظلامه الدامس فليس هناك ولو مجرد شعاع نور يهدينا للطريق ولكنى لم اخف كونى معك بمفردى 
 قال / اذا هل تسمحى لى بان ازيل رهبتك من الظلام 
 ليلى / كيف


تعليقات



×