رواية غنوة يونس الجزء الثاني (انتقام الغنوة) الفصل الحادي عشر 11 بقلم سلوي عوض


 رواية غنوة يونس الجزء الثاني (انتقام الغنوة) الفصل الحادي عشر 

وفي منزل يعقوب، تصل دهبية لتجد رقية في وجهها.

رقية: عرفتو مكان ممدوح؟

دهبية: لساكي نايمة في العسل يا معدلة، ممدوح في المستشفى بين الحياة والموت. هاتي دهباتك وخشي لأمك خليها تجيب دهباتها على ما أنا أجيب دهباتي عشان هنسفروه برا.

رقية: العبي ملعوب غير ده يا دهبية.

لتخرج خيرية على صوتهم العالي.

خيرية: مالك ومال بنتي يا بوز الغراب انتي؟

دهبية: والله ما بوز فجر وغراب غيرك انتي وبنتك يا وش الشؤم.

خيرية: انتي بتتكلمي مع مين كده؟ والله لنربيكي، تعالي يا رقية نقطع شلجها العجربة دي.

وبالفعل تسحب كل من رقية وخيرية دهبية إلى الداخل ليوسعوها ضربًا حتى لا تستطيع الحركة.

يحدث كل هذا وغنوة نائمة بجوار فريدة ليستيقظوا على صوت صراخ دهبية، لتخرج غنوة على الفور تبحث عن مصدر الصوت، لتجد أنه من شقة خيرية، فتدفع الباب وتدخل.

غنوة: فيه إيه؟ ومالها الحجة دهبية؟ مين اللي عمل فيها كده؟

رقية: إنتِ عايزة تجربي إنتي كمان؟

غنوة: أنا مالي؟ مليش صالح.

لتخرج من الغرفة وتقول: "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين أيديهم سالمين."

ثم تتصل بيونس.

غنوه وهي تمثل الزعل  : الحقني يا يونس، رقية وأمها موتوا أمك من الضرب وحابسينها في شقة خيرية. فينك انت؟ وفين أبوك يعقوب وعمك عيسى؟

ليقص لها يونس ما حدث لممدوح، ثم يقول لعيسى: الحج أمك الحريم موتوها من الضرب.

يعقوب: حريم مين؟

يونس: مرتك ومرت ممدوح.

يعقوب: يا مري، مرتي حبلى، تلجي أمك محراك الشر هي اللي ضربتها. أنا هروح الحق مرتي قبل ما العجربة أمك تسيبها.

يونس باستغراب: هتسيب ولدك بين الحياة والموت وتروح تلحق اللي لسه مجاش للدنيا؟

يعقوب: وهو ولدي اللي بتقول عليه ده هيفضل فيه حاجة؟

عيسى: وأنا كمان هروح أطمن على مرتي.

وهو يقصد عفاف.

يعقوب: البركة فيك انت يا يونس.

يونس: والله أنا بستعجب عليكم.

 اما غنوه تتصل بدياب

غنوة : فينك يادياب؟

دياب: جاعد جار الأرض لجيت حالي زهجان من البيت المسموم ديتي، جولت اشوط علي الارض.

غنوه: طب اسمعني زين، شحنت رصيد انت؟

دياب: اه، وجيه كتر خيره، خلي حد حوالي مبلغ كبير شحنت منيه والباجي هوديه البيت عند ابوكي.

غنوه: زين، طب اتصل بوجيه وجوله...

لتقص غنوه عليه كل ما حدث.

دياب: ربنا ينتقم منيهم كمان وكمان ويخلصو علي بعض.

غنوه: وخليك عندك، تاجيش دلوك، ولو حد سال عليك هجولهم أن ابوي بعافية وانك روحت تكشفله ف البندر.

دياب: تمام، بس ابجي بلغيني بأي حاجه تحصل.

غنوه: حاضر.

ليتصل دياب بوجيه ليقص عليه كل ما حدث.

وجيه: ربك هو المنتقم الجبار، انا ساعتين واكون عندك ف الصعيد، جهزلي يونس وفريده.

دياب: حاضر تمام، اجول حاجه ليونس؟

وجيه: لا، لما نوصل إنشاءالله.

دياب: تاجي بالسلامه.

وجيه: انا مش جاي لوحدي، معايا ضيف صاحبي وأخويا.

دياب: انت وضيوفك علي راسنا من فوج.

وجيه: تسلم يا ابن الاصول.

ليغلق دياب الهاتف مع وجيه ويذهب الي منزلهم حيث يجد والده ووالدته يؤدون فرض الصلاة ويدعون المولي عز وجل أن يحفظ أبناءهم.

دياب: حرما 
والده ووالدته : جمعا بإذن الله.

دياب: عرفتو آخر الاخبار؟

فايزه: له، يا ولدي احنا جاعدين هنيه حتي ابوك مطلعش النهارده واصل.

ليقص لهم دياب كل ما حكته له غنوه وما حدث بينه وبين وجيه.

فايزه: يبجى تكلم غنوه خليها تهرب فريده، حتي لو تتعكز علي خيتك، كده كده الدنيا والعه عنديهم وحدش هياخد لباله منيهم.

دياب: انا هكلملها واخد اي حاجه واروح اوجف بعيد واجيبهم واجي.

فايزه: خلي بالك علي نفسك، وانا هروح مشوار.

دياب: علي فين يا اما؟

فايزه: عند نبويه، آن الأوان يا ولدي كل حاجه تتكشف.

عياد: وفكرك نبويه هترضي تاجي معاكي؟

فايزه: اه، هتاجي وخصوصي لما تعرف اللي هجوله لها وان دهبيه كانت علي علاجه بفاخر، جوز نبويه.

دياب: استغفر الله العظيم، ايه العيله ديه، كلهم حرام ف حرام كده ليه!

فايزه: الزرعه من أصلها فاسده يا ولدي، يلا روح انت وانا هجيب نبويه وأعاود.
______________________________________

وبالفعل، تذهب فايزه إلى نبويه الممرضة.

فايزه: نبويه، يا نبويه!

نبويه (تجلس على كرسي متحرك): تعالي، مين بينادم علي؟

فايزه: أم دياب يا نبويه.

نبويه: خشي، تعالي.

فايزه: عامله إيه دلوك؟

نبويه: الحمد لله، لولاش انتي بتشجي عليّ كنت موت من الجوع، ولولاش برضك بتسبحيني كان زماني الدود كلني.

فايزه: ما نويياش تبرئي زمتك جدام ربنا؟ يكون في علمك، أنا حاسه إن ربنا عاقبني بموت محمد ولدي عشان داريت الحجيجه زمان.

نبويه: أيوه، بس أنا مش كده، دهبيه انتي عارفه فجرها.

فايزه: على الأجل انتقمي لجوزك اللي كانت على علاجه بيه، ولما زهجت منيه بعد مرجعت ليعقوب، بعتتله اللي يكتله.

نبويه: كيف يعني؟ ومين خبرك انتي؟

فايزه: فيش حاجه بتجعد مخبايه، كتير والله كلامي ديتي كله صوح. عياد جوزي سمع الراجل اللي كتله كان بيتحدث مع واحد تاني وجاله على الحكيوه كلها.

نبويه: عشان كديه لما مات في المشتشفي كان بيجوللي سامحيني؟

فايزه: أنا جولتلك وخلاص، تعالي معاي يابت الناس نبرئ ذمتنا ونردو الحج لصاحباته. جوليلي نفعتك في إيه الفلوس وانتي لمؤاخذه مرميه لا حول ولا قوة ليكي؟ مش حرام عليكي فريده اللي اتربت بعيد عن ناسها؟ خلي بالك، أنا جولت لغنوه بتي على اسم أبوها المهندس، وبتي جابته من على النت. راجعي نفسك وكمان يونس لازم يعرف الحجيجه.

نبويه: ومين يحميني من دهبيه؟

فايزه: استغفر الله العظيم، ربنا أكتر الكل.

نبويه: طب، وانتي هتاخديني لفين؟

فايزه: بيتنا، كلهم جايين عندينا. زيحي الحمل التقيل من على صدرك يابت الناس.

نبويه: خلاص، أنا جايه معاكي، ويجري اللي يجري.

فايزه: جولي يارب.

نبويه: سامحني يارب.

وبالفعل، تأخذها فايزه إلى المنزل.
________________________________________

 أما في منزل يعقوب، يتصل دياب بغنوه.

دياب: هاتي فريده وتعالي، بس متخليش حد ياخد باله منيكم.

غنوه: حاضر.

دياب: أنا هستناكم بعيد عن البيت بشويه.

غنوه: تمام.

لتدخل غنوه غرفة فريده.

غنوه: تقدر تتحركي معاي لغاية بيتنا؟

فريده: آه، الحمد لله، بس ليه؟

غنوه: لما نروحو هتعرفي، بس معوزينش حد يشوفنا.

فريده: هننزل تحت ونخرج من الاسطبل، يونس عامله باب حدش بيروح ناحيته غيره.

غنوه: تمام، تعالي ألبسك.

فريده: والله أنا بجيت زينه وأجدر ألبس وأتحرك كماني اهو.

غنوه: طيب تمام، هكلم أنا دياب ياجينا عند باب الاسطبل ديتي.
_________________________________________

اما يعقوب فقد وصل الى المنزل ليصعد الى الشقة ليجد دهبية مضروبة ومقيدة بحبل. ليتحدث مع خيرية:

يعقوب  :فيه ايه؟ وايه اللي عمل فيها كده؟

خيرية:  دخلت علي وضربتني بالقلم وكانت عاوزه تخنقني، كل ديتي عشان بقولها يعقوب فين! مخلصتش منيها، روحت نادمت على رجيه، هي اللي خلصتني من تحت يدها، راحت قالتلي: هسجطك وأموّتك انتي وولدك من طريق ونص، انا مكلمتهاش.

ليبصق يعقوب على دهبية: أخص عليكي! حرمة عاوزه تموتي مراتي وولدي؟ يا بت المركوب القديم!

خيرية: هملها دلوك وتعالى نخش جوه، ريّحلك هبابه.

يعقوب: لا، انا هروح أطمن على ممدوح.

خيرية: ماله؟ كفا الله الشر!

ليقص عليها يعقوب ما حدث لممدوح، لتضرب خيرية على صدرها وتقول:

يا حظك يا بتي! يا مكتوبك المجندل!

يعقوب: متعرفيهاش حاجة وانتي متزعليش عشان يعقوب الصغير.

خيرية: وهنعمل ايه دلوك؟

يعقوب: معرفش، راسي لفت ورايد اريح هبابه لحسن أسقط من طولي.

خيرية: اسم الله عليك، احنا عاوزينك، أنا ويعقوب الصغير.

يعقوب: تعيشلي انتي ويعقوب الصغير.

خيرية: تعالى ريّح على رجلي وانعس، وبكره تتعدل يا يعقوبتي يا كبيرنا.

يعقوب: والله ما حد مهون عليا الدنيا باللي فيها غير انتي يا خيرية يا غالية، افرطي رجلك يا غاليه، خليني أنام، وربنا يجعل العوض في ولدنا اللي جاي في السكة.

خيريه: تعالي خليني أبصلك، خلي الواد يجي جميل زييك.

يعقوب : جلبي انتي يا خوخة.

خيرية في سرها: والله لأنسيك الدنيا، وكل حاجة تبقى ملكي، احلم يا مهبل بالواد، بس يا كش يطلع واد، ما تطلعش بت، له بس هو واد، عشان رجيه وهي صغيرة دورت راسها وراها واد.

بس البت رجيه دلوك لو عرفت اللي جرا لمندوح هتعمل إيه؟
أنا أحسن حاجة أجول لعجوب يجولهم حدش يخبرها حاجة.
_______________________________________

أما بالنسبة لعيسي، وصل إلى المنزل وبحث عن عفاف بعينيه ولم يجدها، فدخل إلى المطبخ ليسأل إحدى الخادمات:
عيسى: فين عفاف عشان تعملي جهوة؟
الخادمة: عفاف؟ معرفش يا سي عيسى، هي كانت بتجول بطنها واجعاها، وبعدين عملتلها حبة وخرجت، ملجيتهاش.
عيسى: طب، روحي انتي.

يصعد إلى شقته ليجد أنعام وعديلة يندبن سوء حظهن.
عيسى: انتِ هنا يا حماتي؟
أنعام (بلجلجة): آه، جيبتها تجعد معانا يومين.
عيسى: وماله؟ مالك يا أنعام؟
أنعام: مالك يا عيسى؟ فيك إيه؟
عيسى: له، أنا بس مضايج من اللي جرا لمندوح.
أنعام: ماله مندوح؟
عيسى: جراله ما جراله.
أنعام: أيوه يعني جراله إيه؟

ليقص لها عيسى ما حدث لممدوح.
أنعام: واد حرام، مين اللي عمل كده فيه؟
عيسى: منعرفوش حاجة لسه.
أنعام: يكونش البت صدفه هي اللي عملت كده عشان تنتقم منيه؟ أه جادرة وتعملها.
عيسى: بس اللي عمل كده فات ورجّه عليها، ديتي ذنب المانجه.
أنعام (بخبث): البت صدفه دي حدش يجدر عليها.
عيسى: هنشوفوا. الا جوليلي فين البت عفاف؟
أنعام: معرفاش، غارت فين؟ مش مظبوطة البت ديه.
عيسى: ليه؟
أنعام: شكلها كده حد ضحك عليها، أنا شاكه في عسران.
عيسى: عسران؟ له، يا شيخة، ديه بت مؤدبة ومنكسرة.
أنعام: إيه جولك بجى؟ إنها كانت طالعة بتعدل ف خلجاتها، وعسران خارج وراها من الملحج بتاعهم.
عيسى (بغضب): بتجولي إيه؟

عيسى: أنا هندلي أشوف إيه حكايتهم.
أنعام: وانت شاغل حالك بيها ليه؟

يتركها عيسى وينزل إلى الأسفل، أما أنعام فيأتيها اتصال من الدجال:
الدجال: جهزي الجرشينات عشان عملتلك اللي انتي عاوزاه.
أنعام: طب هملني يومين أتصرفلك.
الدجال: له، يوم واحد بس.
أنعام: له، ديتي مبلغ كبير وإحنا عندينا مشاكل دلوك، مش هعرف أطلب حاجة من عيسى.
الدجال: بشوجك بجى، لو ما تصرفتيش، أنا هجول لجوزك على كل حاجة.
أنعام: انت بتهددني يا واد المركوب؟
الدجال: احسبيها زي ما تحسبيها.
أنعام: خلاص، بطل رط كتير، بكرة هجِيلك بيهم، بس تفضّيلي نفسك عشان عاوزاك ف موضوع، هتاكل منيه الشهد.
الدجال (بطمع): بس كده؟ من عيني.

تغلق أنعام الهاتف قائلة في سرها:
"دبور ذن على خراب عشه."

تعليقات



×