رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الحادي عشر 11 بقلم شهد السيد

 

رواية عشق الادهم الجزء الثانى (طغيان) الفصل الحادي عشر بقلم شهد السيد



‏يُراعي قلبي، وهذا أجمل ما يمكن إحساسه.


ومع بداية زوال ظلام الليل وحلول نور الصباح وقف أمام باب المنزل يضغط على بوق السيارة، وجدها تفتح باب المنزل تسحب حقيبة السفر خلفها بيد واليد الآخرى ممسكه بكف يد آدم الذى يسير جوارها بخطوات بطيئة نسبيًا.

أبتسم فى حنو وهبط يجذب الحقيبة منها يحادثها مُبتسمًا:
_كنت متأكد أنك لو عاوزه حاجة هتعمليها رغم ان خالتك مش موافقة.

أبتسمت بخفة تحمحم ببعض الحرج من نظراته وأجابته بهدوء:
_هى وافقت بس...

-هـــاى جاسر.
تفاجئ بشمس تخرج من باب المنزل تسحب حقيبة سفر ورديه خلفها ترتدى بنطال ضيق وبلوزة صغيره ذات حمالات رفيعه تظهر جزء من معدتها تقترب منهما بأبتسامة متسعه..!

ضغط فوق شفتيه يحاول التحلى بالصبر وقد أيقن ان سبب موافقة خالتها مشروطه بمرافقة شمس لهم، حاولت تخبئة إبتسامتها على مظهره تعلم جيدًا ما يدور بذهنه، أنحنت تحمل صغيرها وتقدمت تجلس بالمقعد المجاور للسائق.

وقفت شمس أمامه تبتسم فى سعادة وتحادثة فى إبتهاج:
_I am very happy that I saw you بجد.

أبتسم برسمية والقى التحية على خالتها الواقفة أمام باب المنزل تراقبهم فى صمت، وضع الحقائب وأستقل مقعدة مغادرًا، أنتبه لآدم الذى يصر على الذهاب للجلوس على قدم والده.

أبتسم وحمله يضعه بين ساقيه يتأمل سعادته البادية بوضعه ونظر نحو سارة التى تبتسم بهدوء وهى تتأملهم لكنها أنتبهت لشمس التى ألتصقت بمقعد جاسر تبتسم بمبالغة تجذب إنتباهة بحديثها:
_سارة قالتلى اننا هنروح الساحل، ده بجد.؟

اومأ بخفة لتكمل حديثها:
_اسمع إن الأجواء هناك تحفة بجد فرفشة ورقص وحفلات، بس أكيد الأجواء هتبقى احلى لو سارة بطلت كأبه وفكت التكشيرة دى.

تشنج فكه بضيق من وقاحتها وأحتدت نبرتة بعض الشئ يجيبها:
_السفرية دى اصلًا عشان سارة يهمنى انها تتبسط وبس وياريت بلاش اى كلام سخيف ملوش لزوم ونراعى مشاعر غيرنا يا آنسه.

لاحظت سارة أنكماش شمس وعودتها للجلوس بأعتدال لتنظر لجاسر بعتاب على أسلوبة معها وتجاهل هو نظراتها يتسأل بهدوء:
_فطرتى ولا أجبلك فطار.؟

أجابته بهدوء بينما أستندت برأسها للنافذة المغلقة:
_فطرت واخدت العلاج.

أبتسم بخفة وعاد للإنتباة للطريق من جديد، بينما بالخلف ضغط شمس فوق شاشة هاتفها بعنف تراسل صديقتها:
_تنح أوى بجد كل ده عشان قولت عليها كئيبه ماهى هكئيبه فعلًا وقعدتها خنيقة.

-يابنتى مراته طبيعي يزعل عليها.

_مش مراته دى طليقته وخلعاه كمان.


_لأ طبعًا مش هترجع، هو بس فى الأول هيعاملنى كده بس بعدين معاملته هتتغير أنا واثقة من ده.

-بالقرف اللى لابساه ولا من غيرة.؟

_قرف اى يا فلاحة ده توب كروب يا جاهلة يعنى موضة جدًا.

-والله الفلاحين اللى مش عاجبينك دول يقرفوا يمسحوا الأرض بالبلوزة بتاعتك دى، شكلها يقرف بجد.

زفرت بضيق وسأم تغلق هاتفها تضعة بجانبها وأمسكت وسادة على شكل نصف دائرة تضعها حول عنقها تسريح رأسها فوقها تغط بنوم عميق بعد تأمل طال لجاسر المنشغل بالقيادة.
________________________________________

رغم رفض فرح الشديد ذهب للشالية البعيد عنه بعض الخطوات ودلف للحديقة الصغيرة يطرق فوق النافذة الزجاجيه بحده.

بينما فى الداخل أستيقظت ليان اولًا تنظر حولها بتيهة وفزع تحاول إستجماع ذاكرتها تنظر للنائم جوارها بوضعية عشوائية تضربه برفق فوق ذراعه بينما بدأ القلق يتسرب لقلبها من ازدياد حدة الطرق:

_مازن..مازن قوم فى حد بيخبط هيكسر الإزاز علينا.

تململ فى نومته بضيق يستشعر الآن صوت الطرق المزعج بحق وكأن أحد ضباط الأداب هو الطارق ونهض يجذب أول بنطال وسترة قابلوه بالخزانة لتتسأل ليان بقلق:
_معاك القسيمة.؟

زفر بضيق غير مبرر يجيبها بأستخفاف:
_لا هصارحهم انى شاقطك.

أبعد جزء صغير من الستائر ليجد حازم الواقف، سبه بأنزعاج والتفت لها يحادثها:
_ده المتخلف اللى أسمه حازم.

زفرت براحة وعادت للنوم من جديد بينما هو خرج لحازم يضربه بكتفه بحده:
_انتَ عبيط يالا فى حد يصحى حد كده.؟

-صحى النوم الساعة داخلة على تلاته.

_انشالله تبقى تلاته الفجر مالك بيا عاوز اى حقد وخلاص.؟

ضحك حازم بأستفزاز يجيبه بتسلية:
_لأ أنا هنا عريس زى زيك، هو بس شهر عسل متأخر شوية، المهم اتنيل اصحى والبس عشان ننزل الماية، إلا قولى صح سبع ولا ضبع.

زاد أنفعال مازن وانهال عليه بالضربات المتفرقة والسباب بينما الآخر يضحك ورحل اخيرًا فـ عاد مازن للغرفة من جديد يحادثها بضجر:
_تفى على وشى عشان جيت مكان هما جايينه أنا كنت والله عمايلهم ولسه البشوات التانيين ماجوش أمال لما يجوا.

ضحكت ليان تفرد ذراعيها على وسعهما تجيبه بمشاكسة:
_ليه بس ده حتى الجو هنا ممتع جدًا.

نظرت لما يرتدى وضحكت تشير للبنطال الذى يرتديه قائلة من وسط ضحكاتها:
_ده بنطلونى.

نظر للبنطال القصير وضحك وغادر الغرفة يختفى داخل المرحاض بينما نهضت ليان تجهز ملابسهما.
_________________________________________

وقفت صباحًا تُعد الحقائب تنظر لجودي متسأله:
_قفلتي شنطتك خلاص.؟

همهمت جودي بالإيجاب تحاول التماسك وعدم النوم وهى واقفه كـ الخيول، ظلت طوال الليل مستيقظة برفقة زياد منشغلين بأحد الألعاب الإلكترونية مستغل عدم إستطاعة ليليان على الإعتراض محتجًا
بـ" إحنا كتبنا الكتاب محدش له عندى حاجه "

سحبت ليليان الحقيبة خلفها تعطيها لأدهم الواقف يضع الحقائب الآخرى بحقيبة السيارة الخلفية قائلة بإبتسامة مرحه:
_آخر شنطة.

أبتسم يحملها يضعها هى الآخرى وأغلق حقيبة السيارة يطبع قبلة رقيقة فوق وجنتها التى إكتسبت بعض الحمرة آثر لأشعة الشمس الساطعة:
_كيكة.

ضحكت بخفة تهندم لياقة قميصه تجيبه بمشاغبة:
_قلب كيكة.

لاحظ جودى القادمة نحوهم بتكاسل واضح وبذات الوقت توقفت سيارة زياد يهبط منها يجذب حقيبته خلفه ليتسأل أدهم بصوت منخفض:
_هما الجماعة جايين معانا.؟

رفعت ليليان كتفيها بعدم معرفة، اوقف زياد حقيبته أمامهم وفتح باب السيارة الخلفى يصعد بها ومن خلفه جودى التى أستندت برأسها فوق ذراعة تغمض أعينها براحة لأنها ستنام أخيرًا.

ضحكت ليليان على مظهرهما تنظر لأدهم الذى ينظر نحوهما بأستفسار:
_متخافش مش شاربين حاجة هما بس صاحين امبارح بدرى ومناموش لحد دلوقتي فـ الباشا أكيد مش هيقدر يسوق، البركة فيك.

حرك رأسه بقلة حيلة يضع حقائبهم بالسيارة وصعد خلف المقود يتسأل:
_جبتى علاجك.؟

اومأت بالإيجاب ليتحرك مغادرًا بعدما أوصى الحارس بالمحافظة على المنزل وبدأ بالتوجهة نحو وجهتهم وسط الأحاديث المشتركة بينهم بشتى الأمور.
________________________________________

أرتفعت أصوات الضحكات أكثر وأكثر من تجمعهم العائلى، قامت ليان بلف الزجاجة لتكن النتيجة بسؤال موجهة من فرح لزياد، صمتت فرح بتفكير لثواني وسألته مبتسمة:
_اى أكتر حاجه بتحبها.

تركت جودي زجاجة المشروب الغازي من يدها تجيبها بثقة شديدة:
_أكيد أنا.

دفعها بإزدراء مصتنع ضاحكًا ينظر لفرح يجيبها ببساطة:
_بحب اوى الطفلة اللى لما تبصلها وتضحكلها تجرى عليك تحضنك بالذات الأطفال من سن واحد وعشرين لحد الأربعينات كده.

أرتفعت الضحكات من حوله وأنهالت جودى عليه بالضربات المتفرقة ليكبلها بين ذراعيه حتى توقفت عن ضربة، أعادت ليان لف الزجاجة ليكن السؤال موجهة من شمس لجاسر، أبتسمت شمس بحماس تتسأل:
_ناوى ترجع لسارة.؟

عم الصمت للحظات طويلة وفضلت سارة عدم النظر لأحد وأجابها جاسر وهو ينظر نحو سارة بأبتسامة هادئة:
_يكفى اننا أصحاب، رجوعى ليها ده شرف مش هنوله

زفرت شمس بضيق تنظر نحو سارة الخجولة بغيرة، لما هى التى يحبها.؟
ما هو الفرق بينهما حتى تكون هى المفضلة لديه، صمتت تنسج خطة حتى تسهل لها إبعاد جاسر عن سارة والإختلاء به، من المؤكد انه يشعر نحوها بشئ ويفضل عدم القول خوفًا من ان ترفضة، أليس كذلك.؟

صعد للأعلى حتى يأتى بحقيبته للمبيت فى الغرفة المنعزلة التى بالطابق السفلى لكنه توقف عندما فتحت شمس باب غرفتها المشتركة مع سارة تحادثة بصوت رقيق للغاية:
_جاسر ممكن طلب لو مش هتعبك.

تغاضى عن رفعها للألقاب بينهم وأجابها بهدوء:
_أكيد أتفضلي.

تصنعت الحرج وهى تجيبه بصوت منخفض:
_الشنطة بتاعتى سارة حطتها فوق الدولاب وأنا مش عارفه أطولها ممكن تجبهالى عشان فيها حاجات مهمة.

وقبل أن يهم بالرد صعدت سارة تحمل آدم النائم فوق ذراعها تتسأل لوقوفهم سويًا:
_فى حاجه ولا اى.؟

همت شمس بالأجابة لكن سبقها جاسر يجيب سارة بتوضيح:
_شمس كانت عاوزه شنطتها من فوق الدولاب كويس إنك طلعتى عشان تجيبيهالها.

نظرت سارة لشمس بصمت للحظات قبل ان تجيبه بهدوء:
_ماشي، تصبح على خير.

أنهت حديثها تدلف للغرفة ومن خلفها شمس، أغلقت سارة الباب تضع صغيرها فوق الفراش ونظرت لشمس تعقد يديها بجدية:
_ممكن أفهم اى سبب واقفتكم لوحدكم وكنتِ عاوزاه يدخل ليه رغم أن شنطتى أنا اللى فوق الدولاب.

أجابتها شمس بصوت متردد وهى تدور بالغرفة بتهرب:
_أتلغبط بين الشنط وبحسبها شنطتى أنا فيها اى يعنى مش جريمة.

أمسكتها سارة تديرها نحوها بنفاذ صبر وضجر:
_بس عيب، كله لاحظ إنك انسحبتى ودخلتى البيت وراه وهو راجل وانتِ بنت مينفعش تبقوا مع بعض لوحدكم خصوصًا بلبسك ده.

عقدت شمس يديها بحده وقد أعمتها غيرتها تجيبها بأستهزاء:
_لبسي وأنا حره فيه وبعدين ميهمنيش رأى حد، تعبت فـ طلعت أنام مش مضطره أفضل متكتفه لحد ما تقوموا كلكم وأنا واثقة من نفسي وميفرقش معايا لوحدنا ولا معانا حد، مش ذنبى إنه بيحب الحلوين وأنا حلوه ده حتى زعل أوى من لبسي شكله بيغير موت.

أنهت حديثها بأبتسامة لعوبة وتركت سارة واقفة وذهبت تستلقى فوق الفراش الآخر، تسارعت أنفاس سارة وهى تعيد تحليل كلمات تلك الصغيرة، لأ لأ جاسر ليس كذلك.!
_________________________________________

دلف زياد لغرفتة المشتركة مع جاسر لكنه تفاجئ عندما وجد جزعة العلوى عارى وهناك لاصقة جروح كبيرة على معدته يظهر على وجهة التألم وهو يحاول إزالتها، أقترب منه يتفحص معدته بقلق وتسأل:
_من اى ده، ده بينزل دم.!

زفر جاسر بضيق ونزع دفعة واحده رغم أنتفاضة جسده ووضعها بسلة المهملات يخرج حقيبه صغيرة نسبيًا بها لاصقات جروح وعاقير معقمة يجيب زياد وهو منشغل بتطهير الجرح الذى ألتهب وأخذ بالنزف مجددًا:
_هحكيلك.

فــــلاش بــــاك

هبط من سيارتة بالصباح الباكر بعدما عاد لتوه من العمل ودلف لبوابة المنزل الداخلية يصعد الدرج بخطوات مرهقة، فوجئ بيد تكبل يديه الإثنتين للخلف وآخر ظهر من أمامه يمل مطوية حادة يقف أمام جاسر بتراقب.

أيقن الفخ الذى وقع بشباكة لينحني برأسه ويعود للخلف بقوة يصدم وجهة الواقف خلفه والتفت سريعًا يقبض على تلابيب ملابسه يسحبه ويصدمه بالواقف أمامه بعنف ليسقط كلاهما.

نهض أحدهم سريعًا يحاول الفرار لكنه أمسك به يلكمه بعنف يقبض على عنقة بقسوة صارخًا:
_مين اللى باعتك، انطق يالا هموتك فى ايدي..اااه.

صرخ بألم عندما دفعه الآخر وجرح معدته بتلك المادية وجذب صديقه يهربان كالفئران الخائفة، لم يستطع التحمل وجلس أرضًا يمسك بمعدته النازفة يصيح بأسم أحد جيرانه الذى لبى النداء سريعًا وهبط ينقلة للمشفى.

نــهــايــة الــفــلاش بــاك

انتهي من تطهير جرحه ووضع لاصقة جديدة ينظر لزياد متنهدًا:
_اخدت 12 غرزة ومضيت أجازة مرضي، والعيال فص ملح وداب والأكيد انهم تبع أهل نسمة.

زفر زياد بضيق يريت فوق ذراعة بمواساه:
_الحمدلله جت سليمة.

أبتسم جاسر بهدوء يعيد أرتداء سترته قائل:
_الحمدلله أنها جت فيا أنا، مكنتش هستحمل لو سارة او آدم حصلهم حاجة.

أبتسم زياد وأستلقى فوق فراشة بعدما أغلق الإضاءة وكذلك جاسر، اغمض زياد أعينه يتذكر أنفعال جودى منذ قليل فقط لانه فجأها بقبلة فوق شفتيها لتنعته بالإنحلال وإصرارها على أنه فتى لعوب غير ممكن الوثوق به حتى وان كان عقد قرآنهم قد تم هذا لا يعنى حرية تقربه منها، حمقاء.!
تعليقات



×