رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الحادى عشر 11 بقلم رباب عبد الصمد


 

رواية القلب أخضر الجزء الثانى الفصل الحادى عشر بقلم رباب عبد الصمد



 نظرت له بعين على الرغم من انه كانت مملوءة بالدموع 

 انها كانت صافية وصادقة فى تعبيراتها فقالت / هل تصدقنى ان قلت لك انى لم اعد اخجل منك او اشعر نحوك بالغربة ولكن ما صدمنى هى مفاجاتى لجهلى بشخصية من بدل لى ملابسى ولكنى أأتمنك على نفسى واعلم انك لن تفعل بى ما يخدش حياءى او يجرح كرامتى 
 ايوب  وقد اخذ نفس راحة وقال / اتعرفين لماذا شعرتى بهذا ؟
 صمتت ولم تجيبه بينما استطرد هو قائلا / لانكى اصبحتى جزا منى واصبحت كرامتك من كرامتى و...
 ود ان يصيح باعلى صوته ويقول لها انه عشقها ولكنه لم يجروء على البوح بها 
 فقام لاهيا الموقف واحضر برطمان العسل واعطاها منه ملعقة ثم مد يده ومسح شفتيها ولعق ما كان عليهما ثم اتبعهم بلعق الملعقة مكانها بينما ابتسمت هى خجلا منه 
 ايوب / انهضى ايها الكسولة وخذى حمامك حتى احضر لكى فطورك 
 ليلى وهى تنهض / هل ستاكل معى ام ستقتصر على ان تطعمنى  فقط 
 ايوب بابتسامة ذات معنى / انا اطعمك واجد شبعى فى شبعك وان اردتى ان تجربى هذا الاحساس فاطعمينى بيدك 
 ابتسمت له خجلا ولم تتفوه بحرف وتركته بسرعة واتجهت نحوالحمام قبل ان تدخل سمعت صوت طرقات على الباب فتوقفت مكانها بينما فتح ايوب الباب فصدم عندما وجد نهال هى الطارقة والعجب انها على حين غرة مدت يدها وحاوطته من رقبته فابتعد للداخل عنها فدخلت معه ولكنها توقت عندما رات ليلى ورفعت حاجبها وجالت بنظرها عليها من اعلى لاسفل وحدقت فيها ودبت فيها الغيرة عندما وجدت ان ليلى هى الاخر مليحة الملامح وان لها طلة انثوية نادرة وانها اصغر منها سنا فاشارت عليها بغيرة وقالت / من هذه ؟
 اضطرب ايوب فهو يريد ان يبرا ليلى قبل ان يبرا نفسه امام نهال ونظراتها التى توحى انها تنظر لهم نظرة مشينه ولكنه لم يعرف بما يجيبها فالموقف لا يستدعى ان يقول انها الانسانة الوحيدة التى احبها بصدق والا كان هذا تاكيدا لنظرة نهال فلابد ان تعرف الحقيقة اذن 
 مد يده واشار لها بالخروج وقال تعالى وانا افهمك كل شىء 
 خرجت امامه بينما عاد هو بنظره لليلى وقال / اجهزى ساحضر الفطور 
 كانت كلمته لها بقصد ان يبث فيها الطمانينه انه عائد لها وانه هى من تهمه خاصة بعدما لمح نظرة الغيرة فى عينيها من جراة نهال 
.................
عند طارق 
 لم يعد يبحث عنها ظنا منه انها ستعود اجلا ام عاجلا فلا وسيلة لها للرجوع الا بجواز سفرها الذى تركته عنده وان كانت توجهت الى السفارة فهو قد سبقها بتقديم البلاغ بغيابها والسفارة حتما ستخبره ان ظهرت 
 ولكنه ازداد حنينا لها واخذ يتذكر محاولاتها لارضاءه وكيف كانت تبدوا جميلة وهى بين احضانه وابتسم بحسرة عندما تذكرها وهى بملابسها المهلهلة وهى ايضا بملابس نومها المعطرة فقال فى نفسه انها ماهرة فى اعمال البيت ونظافتة وماهرة فى ايجاد السكينة لزوجها كما كانت ماهرة فى اظهار جمالها وبدون شعور وجد نفسه يفتح دولابه ويخرج حقيبتها ويفتحها فاذا به يجدها قد احضرت افضل ملابسها كما احضرت معها ملابس نوم لم يرها من قبل وكانت قمة فى الاغراء فندم لانه لتوه تاكد انها كانت قادمة لاجل ان تعيش معه وتكمل حياتها معه ولكنها كانت تتمنع عليه كنوع من الاحتفاظ بماء الوجه وبقايا الكرامة التى سبق واهدرها لها واخرج عطورها واخذ يستنشق عبيرها واخذ ينثر منها على ملابس نومها وبدون وعى وجد نفسه ياخذ احد قمصانها ويحتضنه شوقا اليها وقد اخذ يتخيل انها متجسدة فيه امامه
 ولكن هل يجدى الندم نفعا بعد ان جرحها وكسر كبريائها . ام انه اعتقد ان النساء خلقت لان تكون تحت امر وطلب الرجل فى كل وقت يشاء وباى شكل يشاء 
 لقد اخطا طارق فى اعتقاده ولقد اضله غروره او ربما اضلوه من تعامل معهن من النساء لانه اعتقد ان كل النساء من نفس نوعيتهن
 ولكن الخطا كل الخطا فى اعتقاده ذاك فان كن جميع النساء اشتركن فى صفة واحدة كونهم اناث الا ان كل واحدة ولها ما يميزها فكما الرجال يجتمعون فى الجنس والقوامة الا ان درجات تلك القوامة وذلك العقل الذى يتميزوا به يتفاوت من رجل لاخر فكذلك الانثى فمنهن من تظهر انوثتها لاجل المال ومنهن من تظهرها لاجل اشباع نفسها بانجذاب الرجال اليها دون حتى مقابل ومنهن من يكن نساء مع ازواجهن ورجال مع غيرهن وهؤلاء افضل النساء 
.........

 انتظرت ليلى ايوب وطال انتظارها واكلت نار غيرتها صبرها واخذت تمزق فيها 
 بينما حكى ايوب لنخال كل شىء عن ليلى وكيف جمعه القدر بها 
 نهال بغيرة / ولكن ما اراه فى عيناك هو حب تعود وليس حب حقيقى حب لملأ فراغك وليس لملا قلبك 
 ايوب بضيق منها / انا لست ممن يملا فراغه بانثى والا فكنت ملات فراغى بكى قبلها ثم ان ليلى ليست فى حاجة الى مثلما انا فى حاجة اليها فانغمست ارواحنا وذابت واصبح من الصعب علينا او على انا بالاخص ان افرق بين روحى وروحها فهل تعتقدين ان هذا مجرد ملا فراغ 
 ابتسم ابتسامة سخرية منها وقال / يبدوا انكى اعتدى على وجود الرجال فى حياتك كسد فراغ فاعتقدتى انها الصفة السائدة فى الجميع 
 نهال / نعم هذا حقا الا معك فانت لم تكن ابدا سد فراغ لى و00
 قاطعها بادرا بقوله / ولماذا حللتيه لنفسك وحرمتيه على واعتقدتى ان حبى لليلى كما وصفتيه 
 تركها وولاها ظهره ونظر لمياة البحر وقال / ليلى بالنسبة لى شريان الحياة لانها الوحيدة التى اشعرتنى انى لازلت على قيد الحياة حيث عاد قلبى للنبض من جديد ولكن الغريب انى وجدت ان  قلبى قلب اخضر لانى تاكدت انى لم احب قبلها 
 كانت نهال تقف خلفه وتسمع كلماته وتموت قهرا عليه 
 نظر فى ساعته فوجد نفسه قد تاخر عليها فاستاذن من نهال فى عجالة وطلب من الشيف ان ياتى له بصينية فيها اشهى ماكولات الافطار 
 اقترب من باب غرفته وطرقها ودخل ببطء فوجدها تجلس على كرسيها فى الشرفة وهى شاردة 
 اقترب منها وظهر الحزن عليه وود ان يسالها فيما شردت هل تفكر فيه هو اوفى ماضيها مع حبها القديم 
 همس من خلفها / فيما تشرد ابنتى  
 تنهت له ولكنها لم تنظر له وكانها تعاقبه ففهم هو ذلك فابتسم وتحرك وجلس بجوارها وقال / اعتذر لتاخيرى 
 ليلى ببرود / نصيحة من ابنتك لا تتفوة بكلمة اعتذار الا لمن يهمك شعوره 
 ايوب / وهل ظننتى ان شعورك لا يهمنى ؟
 ليلى / ولما من الاساس يهمك فانا مجرد ضيفة فى سفينتك اجبرتها الظروف لان تشاركك فى غرفتك ولكن هذا ليس معناه ان يهمك شعورى 
 ايوب / من وافقت على ان يجرى دمى بوريدها اصبحت كلها منى وليس شعورها فقط
 ليلى / وهل كل من يتبرع بدمه لمريض يصبح المريض منه 
 ايوب / لا ولكنك نسيتى انى اتكلم عن نفسى وليس عن غيرى 
 ليلى بدموع غيرة / ولكنك اثرت البقاء معها دونى 
 فهم انه الغيرة فابتسم فرحا بها واقترب منها اكثر ومال عليها وقال / انا اثرتها على وقت انشغالك وليس عنكى فانتى كنتى ستبدلين ملابسك وبالطبع كنت ساخرج خارج الغرفة 
 ليلى بسرعة / لكنك انتهيت منذ فترة ومع ذلك لم تعود 
 اتسعت ابتسامته ونظر لها بطرف عينه وقال / وهل ستقبلين طريقتى فى الاعتذار 
 نظرت له ولم ترد فهى لم تفهم مغزى سؤاله 
 مد يده وامسك بيدها ورفعها لفمه وقبلها بحنان 
 ارتجفت لفعلته وتوترت وسحبت يدها بسرعة 
 قال لها بخبث / وهل تخجل البنت من ابيها ؟
 ليلى ولازال التوتر مسيطرا عليها / قلت لك لم اعد اخجل منك ولكن ...
 لم تعرف بما تصف شعورها فسكتت  واكتفت بابتسامة عذبة 

تبتسم وفى عينيها دمعة كانها البدر فى سماه
لو نظر البدر الى عينيها لبكى خجلا منها وتاه
ولو شم الورد عطرها غار فسبحان من خلق الاله

 بينما هو كان يفهم ما بين حروفها وفهم ما كانت تشعر به فقال مخففا عنها خجلها / قلت لكى انكى اصبحتى جزا منى فاصبحت افهم ما خلف صمتك 
 نظرت له مليا ونظر لها وتكلمت اعينهم بعدما تركوا لها العنان 
 عادت ونظرت الى المياه وقالت / لما اشعر بدوار البحر واشعر بالغثيان منه ووقت اخر لا اصاب بذلك ولما لا اخاف المياه فى الصباح واموت رهبة منها فى الليل 
 ايوب / لانكى انتى من تختارين شعورك فالبحر واحد فى كل الاوقات وانتى من تختارين نظرتك اليه 
 نظرت له مرة اخرى وقالت / لقد تحدثت مع اخى ووالد زوجى امس 
 تضايق عند سماعه كلمة والد زوجى فابتعد عنها بينما شعرت هى بالحماقة من نفسها عندما قالت ذلك فقالت اقصد والد طليقى 
 ايوب / يبدو انكى لازلتى تتمنينه زوجا فاللسان لا ينطق الا بما يشعر به القلب 
 ليلى بسرعه / لا بل انا اذكره على ما كان وصفه ليس الا واقسم لك على ذلك 
 ايوب / وماذا حدث ؟
 ليلى بضيق / انه جبان لم يستطع ان يخبرهم بالحقيقة وكتم عنهم امرى 
 ايوب / انسيه الان وفكرى بنفسك 
 ليلى بحنين / لقد اشتقت لاخى ففى حضنه كنت اشعر بحنان العالم 
 قطع كلامهم طرق الباب وحضور الافطار 
 عاد اليها ايوب بالصينية ووضعها امامها وبدا يطعمها 
 ليلى / لن اكل من يدك الا اذا شاركتنى فيه فانا منذ ان وطات حجرتك واشعر انى قد كدرت صفو ايامك فلم تهنا بنوم ولا بطعام 
 ايوب / قلت لكى اننى كنت لا اطا بقدمى هنا الا لابدل ملابسى وطعامى كنت اخذه فى غرفة القيادة 
 ليلى / والان انت معى فلما منع الطعام اذا 
 ايوب / ان لم تعتبريها تطفل منى فانا ساشاركك فى كل شىء ثم مد يده وبدا ياكل ويطعمها 
 حل الليل وبدا الجميع يتجهز لمغادرة السفينه 
 خرجت ليلى من غرفتها لتنتظر ايوب الذى تركها وخرج ليملى على الركاب تعليماته وما ان خرجت الا وشاهدته بوجهه الاخر واخذت تتعجب وهى تراه شديد فى تعليماته وقوى فى صوته فاقتربت منه ووقفت جواره بينما كان الركاب امامه كالاطفال ينصتون لمعلمهم 
 واذا بها شعرت بانامله تتلمس اناملها فى رفق وهو يتكلم فتوترت وبدات انفاسها تختنق ولكنها لم تعترض فهى تفقد صوابها امامه 
 تحولت لمسة انامله لاحتضان كفها بقوة ومع ذلك اكمل حديثه مع الركاب دون ان يفقد رصانته 
 فتعجبت هى فكيف له ان يكون صارما وحنونا فى نفس الوقت وكيف يبث الخوف والجزع فى قلوب الركاب وفى ذات الوقت يبث فيها الامان والهدوء 
 كرر ايوب مرة اخرى / على الجميع ان يعلم انى لن انتظر احد يتاخر ولن اسمع اى اعتذارات او توسلات 
 بدات الركاب فى النزول من السفينه الى الرصيف بينما وقفت امامهم نهال بصحبه زوجها ورمقتها بنظرة نارية تحمل كل معانى الكره والغيرة مما جعل ليلى تتشبث اكثر بكف فهدها فطاوعها هو وضغط عليها لانه شعر بما تحتاج اليه 
 جاء دوره فى مغادرة السفينه فسحبها خلفه وهبطا معا وما ان خرجوا لشوارع البلدة الا ووجد سيارة بسائقها فى انتظاره فتحدث معه ببعض الكلمات ثم عاد لليلى التى سالته عن تلك السيارة فقال انه قد تواصل مع شركة ليموزين لتاجير السيارت واجرها لها حتى لا ترهق 
 ثم سالها / هل تودى ان يرافقنا السائق ام ان اقوم انا بدوره ونظل وحدنا 
 ابتسمت وقالت / لا احب ان يعكر غريب صفو متعتى بالرحلة 
 ابتسم لانه كان يود ان يكون هذا رايها

تعليقات



×