رواية غنوة يونس الجزء الثاني (انتقام الغنوة) الفصل العاشر 10 بقلم سلوي عوض


 رواية غنوة يونس الجزء الثاني (انتقام الغنوة) الفصل العاشر 

وجيه بقلق: مالها صدفه بتبكي ليه؟

فاطمة: مش عارفة، بتقول إن جوزها متعور أو متكسر، لقوه قدام بيتهم وحالته صعبة قوي.

وجيه بغيرة: ممدوح؟ وهيّ تبكي عليه ليه؟ بعدين ده طليقها، مش جوزها!

فاطمة بخوف من عصبية وجيه: عارفة يا خالو، عارفة...

وجيه بعصبية: إديها التليفون يا فاطمة!

فاطمة: هيَّ مين؟

وجيه بغضب: إنتي مبتفهميش خالص؟ صدفه! إدي التليفون لصدفه، اخلصي!

فاطمة: حاضر، حاضر...

(تتجه فاطمة إلى صدفه وتسلمها الهاتف.)

فاطمة: خدي، خالو وجيه عاوز يكلمك.

صدفه ببكاء: معلش يا فاطنة، مجدراش اتحدَّد مع حد دلوك.

فاطمة: انتي مدركة؟ بقولك خالو وجيه اللي عاوز يكلمك!

صدفه: عارفة... بس مش جادرة اتحدَّد.

فاطمة: بتقول مش قادرة تتكلم يا خالو...

وجيه بغضب: كده طيب؟ ماشي يا ست صدفه هانم! والله عال...

(يُغلق وجيه الهاتف في وجه فاطمة.)

فاطمة مستغربة: وأنا مالي؟ واحدة مش عايزة تكلمه، يقفل في وشي أنا ليه؟!

(تذهب فاطمة إلى والدتها.)

فاطمة: الحقي يا لولو، خالو وجيه شكله متعصب على الآخر!

هالة: ليه؟

(تقص فاطمة على أمها ما حدث.)

هالة بقلق: ربنا يستر! أنا عارفة دماغ أخويا... ده مش بعيد نلاقيه طابب علينا بعد شوية!

فاطمة مستغربة: أخوكي في الصين يا حجة، يعني آخر الدنيا!

هالة: لا يا فالحه! أخويا ساب الشغل اللي في الصين لجوزك وأخوكي، وهو حالياً هو وصقر في دبي!

فاطمة بفرحة: الحق، اتصل بيه أخليه يجيبلي البرفان بتاعي!

هالة ساخرة: آه، عشان يجي يخلص عليكي؟

فاطمة: تصدقي؟ كلامك صح! هولاكو لما بيزعل محدش يقدر يتكلم معاه، لا وايه! عامل فيها خط الصعيد، وجامعلي صقر وسليم، وشكله هيعلن الحرب على اسمهم إيه دول!

هالة: طيب، بطلي هبل! عشان لو حد سمعك، هيعمل منك شاورما!

فاطمة بحماس: تصدقي؟ نفسي فيها! وبعدين المفروض صدفه تعمل الأكل اللي اتفقنا عليه!

هالة بتفكير: تفتكري صدفه ممكن تكون لسه بتحب جوزها؟

فاطمة باندهاش: يا خبر! ده هولاكو لو عرف، هيعمل منك حواوشي!

هالة: يا بنتي، اعقلي شوية! اتجوزتي وخلفتي ولسه برده مجنونة؟! ارحمني منها يا رب!

فاطمة: والله لما قلتله صدفه زعلانة على جوزها، زعقلي وقاللي "طليقها"!

هالة: هيَّ صدفه فين؟

فاطمة: في الهول برا.

هالة: وبستان وجمريه؟

فاطمة: لا، دول كل واحدة بتكلم جوزها!

هالة: طيب، متروحي تكلمي جوزك وارحميني من غلاستك!

فاطمة متأففة: هو جوزي المسكين عنده حتى وقت يكح؟! كله من هولاكو المفتري!

(تخرج هالة إلى الهول، فتجد صدفه تبكي وبجانبها مشيرة تطبطب عليها.)

هالة بقلق: مالك يا صدفه؟ كل ده عشان ممدوح؟ أنا مكنتش أعرف إنك بتحبيه أوي كده!

مشيرة باستغراب: أمرك عجيب! إزاي لسه بتحبيه بعد كل اللي عمله فيكي؟

صدفه بعقلانية: مش مسألة حب، المسألة إنه كان في بيننا عشرة، وفي ولادنا، وفي دم كمان بيننا! أنا كبرت واتربيت وسطهم، وسط ممدوح وخواته وعمتي وجوزها، أكيد يعني كانوا بيعاملوني معاملة زينة! وكمان عيشت وسطيهم كل السنين ديه! يا جماعة، اللي بيربي كلب لمؤاخذة بيزعل عليه، وما ينكرش العشرة والمعروف إلا ولد الحرام! وهما ربوني وأنا يتيمة، كان ممكن يرموني في ملجأ أو حتى يرموني في الشوارع، ومهما حصل منهم، هيفضلوا أهلي وناسي، وممدوح أبو عيالي، ومهما حصل، عيالي مربوطين بيهم!

فاطمة بسخرية: بقولك إيه يا ست أمينة رزق، أنا جوعت! وبعدين بصراحة، العقل مش لايق عليكي خالص! قومي بقى ، مش سقطتي في الامتحان؟

مشيرة : مين يا ماما ديه اللي سقطت؟ ده أنا جايبة لها خبر بملايين!

فاطمة بفضول: إيه؟ هتفتحي مطعم وتشتغلي فيه انتي وصدفه وتعملوا أكل؟ ده أنا هبقى مقيمة عندكم!

(تمسح صدفه دموعها، ثم توجه حديثها إلى زوجة خالها.)

صدفه بمزاح: يا مرت خال، اكشفي للبت ديه، شكلها عنديها حاجة في بطنها! أقولك، أحسن حاجة شربيها شيح مغلي!

فاطمة باندهاش: إيه شبح ده يا صدفه؟!

صدفه: شبح إيه؟ اسمه شيح! بنحطوه للإيفان والحشرات، زي اللي في بطنك ديتي!

فاطمة مقززة: ياااي! إيه ده؟ معدتي قلبت!

صدفه ضاحكة: انتي معدتك تقلب؟ ده انتي تاكلي القطر وتحلي بالركاب والجضيب! مسكين جوزك والله! أتاريه، ياعيني عليه، شغال ليل نهار عشان بس يكفيكي أكل!

مشيرة: بس بق انتي وهي، عاوزه أقولكم خبر الموسم!

هالة: فرحيني يا مشمش.

مشيرة: فاكرين الفستان اللي صدفه صممته لبنتي؟

هالة: آه طبعًا، ده كل أصحابها في النادي هيتجننوا عليه.

مشيرة: هو ده! أنا بقى أخدت التصميم وكل التصاميم اللي صدفه صممتها، وبعتهم لمسابقة أجمل فستان بناتي، والفستان فاز بالجائزة الأولى! ولازم بعد أسبوع صدفه تستلم الجائزة، وبعد كده فيه مهرجان هيتعمل في دبي، وبكده هيبقى عندنا خط إنتاج عالمي!

هالة: يعني هما أعلنوا؟

مشيرة: آه طبعًا، والحفلة بعد أسبوع، يعني صدفه لازم تشد حيلها معانا شويه عشان تبقى الليدي لافي.

فاطمه: ديه عاوزه سنين وسنين عشان تبقى أنثى بس.

هالة: اخرسي يا حيوانة!

صدفه: طب وحياة أمك اللي واقفة دي، قبل الأسبوع هتلاقوني سيدة المجتمعات الراقية.
_______________________________________

في الأقصر...

نجد عسران يخرج من المنزل.

عسران: ملجيتش أستاذ يونس، وسي عيسى في دورة الميه.

يعقوب: اجري بسرعة نادى على الغفر وهات العربية عشان نودوه المستشفى.

عسران: حاضر، أهه.

لينزل عيسى.

عيسى: فيه إيه يا أبوي؟ ماله ممدوح؟

يعقوب: معرفش، الواد عسران لجيه كديه.

عيسى: هم يا أبوي نشيلوه عشان نلحقه نوديه المستشفى.

عيسى: استنوا الغفر جايين أهه لحسن نكسره فيه حاجة.

دهبية تأتي وهي تجري.

دهبية: ممدوح! ولدي! اسم الله عليك يا نضري، مين اللي عمل فيك كديه؟

يعقوب: معرفش، عسران لجيه كده، ولجي ورقة جاية مكتوب عليها "ذنب المانجه".

دهبية (بخضة): بتجول إيه؟ "ذنب المانجه"! يبجى جاعود، جاعود اللي عمل كده! حدش كان بيجول مانجه ديتي غيره، كان بيجولها لمني!

ليتذكر يعقوب ما فعله في مني، ويحدث نفسه: معجولة يكون عرف باللي عملته فيها؟ بس ده عدت سنين كتيرة جوي، وكماني مكانش حد شافني. طب لو عرف، إيه اللي سكته السنين ديتي كلها؟

عيسى: فيه إيه يا أبوي؟ إيه الحكاية؟

دهبية: نطمنه بس على ممدوح، وبعدين نشوف فيه إيه.

عيسى: أنا عاوز أفهم.

يعقوب (بحدة): انت واقف تتجادل معانا وأخوك حاله شوم حاله!

عيسى: طب، هم هم، نشيله.

دهبية: آه يا جاعود الكلب، لو ممدوح جراله حاجة، مش هيكفيني أكل كبدك نِي!

وبالفعل، يأتي عسران بالعربية، ليحملوا ممدوح ويذهبوا في طريقهم إلى المستشفى.

يعقوب (يحدث نفسه): هاتها جمايل يا رب، لو السر ديتي اتكشف، هبص في عين عيالي كيف؟ ولو ممدوح جرتله حاجة، معارفش أعمل إيه...

عيسى: ابوي يا ابوي روحت فين؟

يعقوب :هاه مافيش.

عيسى: مندوح جاطع النفس خالص.

يعقوب: هيبجى زين، مندوح هيبجى زين، ولاد يعقوب الهلالي فيش حاجة تجدر عليهم. حددت يونس وخليه يجينا على المستشفى.

عيسى: حاضر يا أبوي.

(يتصل عيسى بيونس)

عيسى: الحقنا على المستشفى بسرعة يا يونس، لجينا مندوح جدام البيت حال الشوم حاله.

يونس (بخضة): كيف ديه؟

عيسى: معرفش، تعالى انت بس على المستشفى وفوت على البيت هات أمك معاك عشان هملناها.

يونس: حاضر، جاي أهوه.

(بعد ساعة، يصلون إلى المستشفى)

يعقوب: نجالة! هاتوا نجالة بسرعة، ولدي هيروح مني!

(يأتي الممرضون بالنقالة لحمل ممدوح)

عيسى: براحة عليه.

(يأخذون ممدوح إلى غرفة الكشف، وبعد نصف ساعة يخرج الطبيب)

الطبيب: فين أهل المريض اللي جوه؟

يعقوب: أنا أبوه، يا حكيم، فيه إيه ولدي؟

الطبيب: مفيهوش حاجة، ابنك مافيش حتة في جسمه سليمة، هندخله غرفة الأشعة وربنا يستر.

يعقوب: قصدك إيه؟

الطبيب: الوضع سيء جدا، بس أملنا في ربنا كبير، والأشعة هي اللي هتبين كل حاجة.

(يصل يونس ودهبية إلى المستشفى)

دهبية (تبكي): ولدي، ولدي يا يعقوب، جراله إيه؟

يعقوب: اسكتي يا بومة، متفوليش عليه!

عيسى: هيبجى زين يا أما.

(يأتي اتصال لدهبية من قاعود)

دهبية: عاوز إيه يا جاعود؟ هملنا في حالنا!

قاعود: بلغي جوزك إن ديتي جرصة ودن بس، وفلوسي لو ماجتش الصبح، جولّي يا رحمن يا رحيم على باقي عيالك.

دهبية: مش إحنا اتفقنا تاخد فلوسك الصبح؟ لزمته إيه تشندل حال الواد كديه؟

قاعود: له ديتي ذنب مني، فاكراها مني صاحبتك؟

دهبية (مصدومة): مني! كتلت نفسها جدامك العايبة؟

قاعود: قاطع لسانك! انتي اللي عايبة، مني كتلت نفسها عشان الكلب النجس جوزك اغتصبها، يعني مني مش خاطية، الدور والباقي على بتاعت فاخر. فاكرة فاخر اللي كنتي بتعملي معاه كل حاجة شينة لما جوزك الكلب كان مغضبك؟ آه يا سلسال كله نجس! عاوز جطعة من دابره ولا بلاويكي الكتيرة يا أم الرجالة؟

دهبية: أحب على إيدك، أوعاك تفضحني، سمعة عيالي في البلد!

قاعود: مطلعين نجسين زيك وزي أبوهم، حتى عيسى المهبل طلع هو كمان نجس، عامل حاله طيب وغلبان ومنكسر وهو مرافق عفاف الخدامة وحبلها منه كمان!

دهبية: بس كفاية، الله يلعنك!

قاعود: ليه؟ هي الحجيجة مرة؟

يونس : بتتحددتي مع مين يا أما؟ وجت حديت ديتي دلوك !

دهبيه : له فيش فيش حاجه

(يتجه يونس إلى غرفة الأطباء)

يونس: دكتور، أنا ممكن أسفره بره يتعالج؟

الطبيب: ياريت، بس بعد الأشعة، وهنحتاج طيارة مجهزة، وأنا ممكن أرافق الحالة.

يونس: تمام يا دكتور.

الدكتور : "أنا هبتدي أعمل الإجراءات.

(ليخرج يونس ليبلغ والده بضروره سفر ممدوح الي الخارج )

يونس: لازم ممدوح يسافر برا ويحتاج طيارة مجهزة."

يعقوب: "من فين بس يا ولدي؟"

يونس: "من الفلوس الكتيرة اللي في البنوك."

(يعقوب يطأطئ رأسه)

يعقوب: "مينفعش.. الفلوس دي لازم بكرة تروح لأصحابها، وإلا هخسركم كلكم!"

دهبية: "أنا هبيع دهباتي ودهبات فريدة، وأنت حددت المحروجة اللي جبتهالنا تبيع الدهب هي وبنتها."

يونس: "دهب إيه يا أما؟! أمال الفلوس والأراضي اللي عندنا؟"

يعقوب: "جُلت مبجاش حدانا.. الأرض دي كلها هتروح للناس اللي كنا واخدين منهم بضاعة."

يونس: "بضاعة إيه اللي بالملايين دي كلها؟!"

دهبية: "مش وقتها دلوك.. مش شايف احنا فينا إيه؟!"

يونس: "لا، أنا لازم أفهم وأعرف."

دهبية: "مخدرات! ارتحت كده؟!"

(يونس يندهش)

يونس: "مخدرات؟! كيف؟! بتهزري يا أما؟! وإحنا في الظروف دي؟!"

دهبية: "اسكت بجى ، عاوزاش أسمع حسك واصل! أنا هروح أشوف الدهبات، وانت يا يعقوب كلم الحريم خلص خليهم يدوني الدهبات."

(كل هذا وهم غافلون عن العين التي تراقبهم، ليتصل رمضان بقاعود ليقص له ما حدث)

قاعود: "طيب، اقفل دلوقتي."

(يغلق قاعود الهاتف مع رمضان ويتصل بعفاف)

قاعود: "بت يا عفاف! اطلعي خدي كل الدهب والفلوس اللي عند دهبية وفريدة بسرعة، اتصرفي قبل ما دهبية توصل البيت!"

عفاف: "حاضر يا معلم."

قاعود: "وانفدي بجلدك، عشان ! دهبية عرفت انك حبله من عيسى، ولو لحجتك هتاجي تجطع فرطك!"

عفاف: "هجيب الحاجة وأجيلك حالاً."
_________________________________________

(في المستشفى، يخرج الطبيب من غرفة الأشعة ليتحدث معهم بجدية)

الطبيب: "يا جماعة، للأسف لازم نبتر الرجلين إلى الفخذ."

يعقوب: "بتقول إيه؟! أنت مش عارف دي ولد مين؟!"

يونس: "كيف يعني يا دكتور؟!"

الطبيب: "المريض اتساب فترة بعد اللي حصل، وللأسف حصل تهتك جامد في أنسجة الرجلين والجروح اتلوثت جدًا. ولو معملناش كده، الغرغرينا هتسرح في الجسم كله. القرار ليكم، ده غير الكسور اللي في أضلاع الجسم."

يونس: "أرجوك يا دكتور، شوف لنا حل غير ده!"

الطبيب: "قدامكم ساعة ولازم العملية تتعمل.. أنا في مكتبي منتظر قراركم."

يعقوب: "اتصرف يا دكتور!"

الطبيب: "صدقني يا حج، مافيش حل غير ده."

يونس: "طب لو سفرناه برا؟"

الطبيب: "صدقني، في الحالة دي برا زي هنا بالضبط، وأي تأخير فيه خطر على حياة المريض."

(يونس ينكس رأسه بين يديه)

يونس: "والعمل يا ربي؟!"

يعقوب: "ولدي.. حدش يجطع من جتته حاجة، ده لسه عريس!"

الطبيب: "خلاص، براحتكم، بس المستشفى مش مسؤولة عن أي مضاعفات تحصل."

يونس: "متقول حاجة يا عيسى؟"

عيسى: "معرفش أنا! أنا يعني هفهم أكتر من الدكتور؟!"

يونس: "خلاص يا دكتور.. اعمل اللي حضرتك تشوفه فيه مصلحة أخوي."

الطبيب: "يبقى عاوزين حد يمضي على إقرار العملية."

يونس: "أنا أخوه، وهمضي لك يا دكتور."

وبالفعل يمضي يونس للدكتور على الإقرار ليبدأ الأطباء في تجهيز غرفة العمليات.

تعليقات



×