رواية عشق تحت القيود الفصل العاشر 10 بقلم هاجر عبد الحليم


رواية عشق تحت القيود الفصل العاشر 

في الغرفة المظلمة


، كان عادل واقفًا أمام وسام، ممسكًا بفستان فاخر في يده وسلسلة الماس التي تلمع بخفة تحت ضوء الغرفة الخافت. كانت عيناه لا تفارقها، وكأن الزمن قد توقف لحظة واحدة بينه وبينها.


قال بصوت منخفض، يملؤه الإحساس:

"إنتِ مش محتاجة تعملي حاجة علشان تكوني الأجمل في الدنيا، ."


وسام، بعينين مليئتين بالدهشة، تابعت حركاته وهو يقترب منها. وضع السلسلة برفق حول رقبتها، ولاحظ كيف أضاء وجهها بجماله. وقف أمامها، ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:

"كل ما تبصّي في المرايا، هتحسي إنك قدام ملكة جمال قدرت تخطف قلب عادل كمال وتحوله لطفل عمره م بيهدا غير ف حضنها"


حركت عيونها نحوه، وقلبها يخفق بطريقة غريبة، فقال بصوت أعمق، غير قادر على تحمل المسافة بينه وبينها

:

"يلا، تعالي معايا على العشاء... مش قادر أستنى أكتر من كده عشان أكون معاك."


اقترب خطوة، وضع يده على كتفها بلطف وقال:

"إنتِ عارفة، مفيش حاجة في الدنيا تقدر تخليني أبعد عنك."

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ف السيارة


السيارة تسير ببطء على

 الطريق الخالي من الزحام، وداخلها كان الجو مليئًا بالضحك والمشاعر المختلطة. عادل كان يقود، ووسام كانت جالسة جنبه، تحاول تهدئ من ضحكتها بعد النكتة اللي قالها، وفجأة، لما الأغنية اللي كانوا بيحبوا يسمعوها مع بعض بدأت تعزف من الراديو، اتبادلت نظراتهم.


عادل قال بضحكة: "يلا، تعالي نغني مع بعض!"


وسام ردت بمزاح: "إزاي يعني؟ إنت فاكرني مطربة ولا إيه؟"


عادل رفع حاجب وقال: "أنتِ أقوى مطربة عندي، اسمعي مني


وأخذ نفس عميق قبل ما يبدأ يغني بصوت غير متناسق تمامًا مع اللحن: "وأنا وياك، مش هعيش إلا معاك... قولولي خلاص، العمر ضاع خلاص!"


وسام انفجرت في ضحك: "يا عادل، ده مش غناء ده مصيبة!"


عادل ضحك وقال: "طب إنتِ مش هتغني؟"


وسام بصوت مزاح: "هغني بس ع ادي.. شوف كده!"


وسكتت دقيقة، ثم بدأ صوتها ينسجم مع اللحن، لكن بطريقة كوميدية تمامًا، "وأنا وياك، العمر مش هايفوت، خلاص خلاص... فين الفرح ده؟!"


ضحكوا الاثنين مع بعض، وكل ما عادل حاول يغني جملة، وسام كانت تقطع عليه وتغني بأسلوبها الخاص. في وسط ضحكهم وتهكماتهم، كانت السيارة تتحرك وكأن العالم كله مختصر في اللحظة دي، بين ضحكاتهم وأغنيتهم الخاصة.


عادل ابتسم وقال: "دا مفيش اغنية بالكلمات دي اصلا


وسام، وهي تضحك: "مفيش أغنية بينا إلا إذا كانت كوميدية زي كدا


واستمروا يغنون مع بعض، اللحظة بينهما كانت مليئة بالحياة، الخفة، وكل شيء كان في مكانه.


قاعدة عادية 

مكالمة بتسال فيها عليا 

ف العربية

واقفين والدنيا معدية

نرغي شوية

نضحك نسمع كام اغنية

نضحك نسمع كام اغنية


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ف مطعم فاخر


 حيث الأضواء الخافتة تنبعث من المصابيح المعلقة على الجدران، كان عادل ووسام وحدهما في تلك اللحظة الخاصة. كان الهواء مشبعًا بنسمات لطيفة، والموسيقى التي تعزف في الخلفية كانت تُضفي على المكان جوًا من الهدوء والرومانسية.


عادل (وهو ينظر إليها بابتسامة هادئة):

"وسام، في اللحظات دي، بحس إن الوقت مش مهم. إنتِ بتخليني أنسى كل شيء، واركز في حاجة واحدة... فينا وبس عشان كدا تعالي يلة نرقص


وسام (تنظر إليه بحنان، تنبض عيونها بالألفة):

"أنا كمان بحس كده، ياحبيبي كل شيء حواليه بيختفي، كل اللي محتاجاه هو إنك تكون قريب."


بحركة رقيقة، أمسك عادل يدها وأدارها برفق، ثم جذبها ببطء تجاهه. لم تكن تلك مجرد رقصة، بل كانت لحظة تعبير عن مشاعر لا تحتاج للكلمات. دقاتهما معًا كانت تنسجم مع أنغام الموسيقى، كما لو أن الموسيقى نفسها كانت تُرافق خطواتهم في رحلة عاطفية لا تنتهي.


عادل (بصوت منخفض وهو يبتسم):

"الرقص مش بس حركات. هو تعبير عن كل حاجة جوه القلب. يمكن نكون مش فنانين، بس مع بعض، إحنا أفضل بكثير."


ثم بدأ في تحريك خطواته برفق، يحرك جسده بشكل طبيعي، يرافقه في كل حركة وسام، وكأنهما يعلمان بعضهما البعض كيف تكون الحياة ممتعة بتلك اللحظات. يداه كانت تحيطان بخصرها، ويدها كانت مستندة على كتفه. كانت خطواتهم خفيفة، غير متسرعة، كما لو أن الزمن نفسه كان يرقص معهم.


وسام (مبتسمة، مع دقات قلبها التي تزداد مع كل حركة):

"حتى الرقص خليته سهل


عادل (نظراته مليئة بالحنان):

"أنتِ سر السهولة دي... إنتِ اللي بتخلي الدنيا دي أفضل. أنا مجرد شخص بيعيش في العالم بتاعي لانك العالم نفسه ياحبيتي


ثم، وفي لحظة لم يتوقعها أحد، بدأ عادل في تحريك جسده بشكل غير تقليدي، وتحولت الرقصة إلى شيء أكثر حيوية وحماسًا، كأنما يحاول أن يترجم مشاعره بحركاته. كانت الرقصة مثل تبادل للأرواح، وكل حركة منهما كانت تنطوي على رغبة في الإقتراب أكثر.


الرقصة تحولت إلى شيء أكثر من مجرد تنقل بين خطوة وأخرى. كانت جسديهما يلتصقان بشكل شبه غير إرادي في تناغم مثالي. حركة يده على ظهرها كانت رقيقة، وكأنها تحميها في كل خطوة. ثم، وبحركة مفاجئة، سحبها نحو نفسه مرة أخرى، حيث كان جسدهما متلاصقًا، وتوقفت الحركة في لحظة تنفس، بينما كانت الأنفاس متسارعة، كما لو كانت تلك اللحظة تنتمي فقط إليهما.


عادل (وهو يهمس في أذنها):

"أنتِ... أنتِ كل حاجة، البداية والنهاية النار اللي قايدة ف جدران قلبي


كانت الرقصة قد تحولت من مجرد تعبير عن الحب إلى لحظة خالدة، مليئة بمشاعر متبادلة، لا كلمات تستطيع وصفها، فقط القلوب التي تشعر بها.


بينما كانت وسام تأخذ نفسًا عميقًا من بعد الرقص، كانت عينا عادل تراقب كل شيء، لكنهما توقفتا عند رجل يجلس على الطاولة المجاورة، ينظر إليها بنظرة غريبة مليئة بالاهتمام. الرجل لم يكن يحاول أن يخفي إعجابه، وعلى الرغم من أنه كان يتحدث بصوت هادئ، إلا أن عادل شعر بشيء يتفجر داخله، مشاعر لم يشعر بها من قبل


الرجل (مبتسمًا، ينظر إلى وسام بتقدير):

"لقد كانت الرقصة رائعة. أنتِ حقًا مذهلة، يامدام لم أرَ أحدًا يتحرك بتلك الرشاقة من قبل."


وسام ابتسمت له برقة، ردت بابتسامة بسيطة دون أن تدرك حجم القلق الذي بدأ يسيطر على عادل.


عادل (يتحدث بصوت خافت، لكنه مليء بالتوتر):

"أنا مش عارف أصدق إزاي؟... دا. انا حاسس إنه ملاحظك بطريقة مش عادية. مش شايفة ده؟"


وسام (مستغربة من نبرة قلقه، تحاول أن تبتسم):

"عادل، هو بس معجب بالرقصة. مفيش حاجة تانية. ده مجرد شخص عادي."


لكن عادل لم يكن قادرًا على تهدئة نفسه. نظرة الرجل لا تفارقه، وكلما وقع نظره عليه، زادت الغيرة التي تشتعل بداخله. كان يشاهد الرجل وكأن كل كلمة وكل حركة منه كانت تشير إلى رغبة خفية، شيء يهدد ما بينه وبين وسام.


عادل (بعينين مملوءتين بالغضب والغيرة):

"مش عاجبني البصة دي، لو مبطلش هطلع عينه دي ف ايدي مش قادر أتحمل إني شوف حد تاني بيبصلك كده. حتى لو مجرد اعجاب


وسام (ترفع حاجبيها بدهشة، محاولة تهدئته):

"عادل، أرجوك. ما فيش حاجة. إنا بتاعتك وملكك لوحدك احنا جايين نفصل ونتبسط مش عايزين مشاكل ارجوك


لكن قلب عادل كان يرفض الاستماع، كانت مشاعره تتحكم فيه أكثر من عقله. بدأ يشعر بشيء غريب، كما لو أن العالم كله ينقلب ضده كلما اقترب شخص آخر منها. كان يريد أن يثبت لها وللعالم أنه لا يمكن لأحد أن يقترب منها، لا يمكن لأحد أن يشاركهم هذه اللحظات.


عادل (صوته بدأ يرتفع قليلاً، وهو يحاول السيطرة على مشاعره):

"، مش هسمح لحد عينه تتجرا ويبصلك بأريحية كدا والموضوع مش عادي ياوسام


وسام (وهي تمسك بيده، محاولة تهدئته، لكنها تشعر بتعقيد الموقف):

"عادل، مفيش حاجة. أنا هنا معاك. مش هسمح لحد يكون بينا. إنتَ مش بس الشخص الوحيد اللي بحبه،و الشخص الوحيد اللي بيني وبينه حياة."


لكن عادل لم يكن يستطيع التحكم في نفسه. كانت مشاعره أكثر قوة من الكلمات، كان الغضب والغيرة يسيطران عليه بشكل كامل. كانت وسام تحاول أن تُظهر له أنها لا ترى غيره، لكنها كانت تدرك أن كلماتها لن تخفف من وطأة ما يشعر به.


عادل (عيناه تتسعان أكثر، والأنفاس تتسارع، صوته أصبح أكثر حزمًا):

"أنتِ مش فاهمة... مش هقدر أعيش وأنا شاكك في كل لحظة. مش هقدر أتقبل إنك تضحكي مع حد تاني، أو تبصي لحد كده. انتي ليا وملكي بتنفسك مش بتطمن غير بوجودك انا عارف اني ظلمتك اوي بعلاقتنا السرية بس انتي بردو ليا لوحدي


وسام (بصوت هادئ، ولكن نظراتها مليئة بالحب، وهي تلمس وجهه بلطف):

"عادل... إنتَ مش شاكك فيا صح إنتَ مش شاكك في حبنا.؟ بس لازم تصدق إنك مش هتفقدني. أنا هنا، وباقية ليك."


لحظات من الصمت الثقيلة مرت بينهما، وعيون عادل كانت مليئة بالخوف. هو لم يكن يريد أن يكون هذا الشخص الغيور المبالغ فيه، لكنه كان يواجه مشاعر جديدة لم يكن يتوقعها.


عادل (بصوت منخفض، كأنه يعترف لنفسه أكثر مما يعترف لها):

"أنا خايف، خايف إني أخسر كل حاجة... خايف إنك تكوني مش ليا."


وسام (بتنهدة عميقة، وهي تنظر في عينيه بحنان):

"مش هخذلك أبدًا، ياروحي. مش هخذلك. هكون ليك وحدك، مهما كانت الظروف."


نظراتهما تلاقت، وكأن الوقت توقف لحظة. في تلك اللحظة، لم يكن هناك أي شيء آخر في العالم، سوى وجودهم معًا. وفي قلب عادل، بدأت مشاعر الغيرة تخف شيئًا فشيئًا، لكنه كان لا يزال يدرك أنه لا يستطيع العيش في هذا العالم دون أن يكون وحده هو الشخص الأوحد في حياة وسام.

❤️❤️❤️❤️❤️

في الجناح الفاخر، 


كانت الأضواء الخافتة تنعكس على الجدران المدهونة بالألوان الهادئة، فيما كان الهواء البارد يدخل من النوافذ المفتوحة بلطف، يحمل معه رائحة الزهور من الحديقة المجاورة. الموسيقى الناعمة كانت تداعب الأجواء، تتناغم مع همسات الليل الذي يلف كل شيء من حولهما.


عادل كان واقفًا بالقرب من الشرفة، يراقب وسام التي كانت تجلس على الأريكة، عيونها تتنقل بين الجدار الزجاجي واللوحات الفنية التي تزين المكان. كانت تبتسم بهدوء، لكن هناك شيء في عينيها كان يلمع وكأنها تخفي سراً.


عادل (وهو يقترب منها بخطوات هادئة، صوته دافئ):

"وسام، في حاجة في بالك؟"


وسام نظرت إليه بعينيها الواسعتين، ثم ابتسمت بلطف، وكأنها كانت تحاول إخفاء شيء عن نظره.


وسام (بتردد طفيف):

"مش حاجة كبيرة، بس كنت بفكر في الوقت ده، وإزاي كل شيء حوالينا بيبقى أجمل لو شاركناه مع حد."


عادل ابتسم، ثم اقترب منها أكثر، جالسًا على طرف الأريكة بجانبها. كان قلبه ينبض بشكل أسرع، وكأن شيئًا في جو الغرفة دفعه ليشعر باللحظة التي يشاركها معها.


عادل (بصوت منخفض ولكنه مليء بالحنان):

"موافقة إني أكون الجزء الجميل في لحظاتك دي؟"


وسام لفتت نظرها تجاهه، وكانت عينيها تتسع قليلاً، ثم ابتسمت كما لو أنها فهمت ما يريد قوله. ولكنها لم تجب، بل سكتت للحظة قبل أن تنظر إلى الأرض وكأنها تفكر في شيء عميق.


ثم فجأة، قطع عادل الصمت بنبرة أكثر حزمًا، قائلاً:


عادل (بابتسامة دافئة):

"ممكن؟ ممكن ترقصيلي


وسام نظرت إليه متفاج

ئة، لكن لا عجب في عينيه. كانت تدرك أن عادل لم يكن يطلب منها رقصة عادية. كانت لحظة خاصة، لحظة أراد أن يشاركها معها.


وسام (بتنهيدة خفيفة، ثم ابتسمت):

"رقصة؟ هنا؟ في المكان ده؟"


عادل ضحك خفيفًا، ثم مد يده إليها برقة، وهو ينظر في عينيها بنظرة متوسلة:


عادل (بصوت هادئ، لكن محمل بالحب):

"أيوه، عايز اشوفك بترقصي عمري م طلبتها منك بس دلوقت بطلبها


وسام نظرته كانت مليئة بالحيرة، ثم شعرت بشيء ينبعث منها، وكأن كل شيء حولها قد اختفى، وأصبح عادل هو كل شيء. فابتسمت أخيرًا ووقفت، ثم اقتربت منه بخفة، عيونها تتلألأ في ضوء الغرفة الدافئ.


الموسيقى كانت هادئة، لكن خطواتها كانت متأنية، كل حركة كانت تتناغم مع اللحن الذي يعزف في الخلفية. عادل لم يحرك عينيه عنها، كان يراقب كل حركة ، وكأن هذه الرقصة كانت تتحدث عن كل شيء لم يقوله


عادل (وهو يهمس، قلبه مليء بالإعجاب):

"يخربيت حلاوة رقصك


وسام، وهي تبتسم بهدوء، توقفت للحظة لتنظر إلى عينيه، ثم ابتسمت ابتسامة عميقة. رقصة واحدة لم تكن كافية بالنسبة لهما، وكان الهواء بينهما مليئًا بالكلمات التي لم تُقال.

.


وسام (بهمس رقيق، وهي تقترب منه):

"إنت كل شيء في حياتي، 


ثم استأنفت الرقص، لكن هذه المرة كانت حركاتها أبطأ وأعمق، وكأنها تتحدث بلغة غير مرئية بينهما. كل حركة كانت تعبيرًا عن عاطفة خامدة بداخلها، وكل التفافة كانت كأنها تقول له "أنا هنا، بجانبك، إلى الأبد."


عادل، وهو يمسك يدها برفق، شعر بشيء عميق يتحرك في صدره. كانت اللحظة أكثر من مجرد رقصة. كانت تعبيرًا عن الأمان، عن الحنين، عن كل ما يشعر به تجاهها.


عادل (بهمس رقيق وهو يقترب منها أكثر):

"أنتِ مش خطفتي المكان بحلاوة رقصك انتي خطفتي عيوني وكياني كله


وعيناه لم تفارقا عينيها للحظة، وكأن كل كلمة كانت تزيد من عمق الاتصال بينهما.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في الحديقة الخاصة بالفندق،


 كانت الأنوار الخافتة تتسلل بين الأشجار، وتغطي المساحات الخضراء برفق. كان عادل ووسام في وسط هذا الجمال الطبيعي، لكن الشغف الذي بينهما جعل هذا المكان يختفي، وكأن كل شيء آخر لم يعد مهمًا. كانت وسام تجري بحيوية، ضحكتها تصدح في الهواء، وعادل يلاحقها، لكن خطواته كانت أكثر قوة وثباتًا.


عادل (يضحك وهو يركض وراءها):

"أوعى تظني إنك هتقدري تهربي مني، أنا عارفك كويس!"


وسام (تلتفت بسرعة، مبتسمة بخفة):

"هتشوف لو هقدر أهرب ولا لأ!"


ثم كانت وسام تزيد سرعتها، تضحك بحريّة وكأنها تتحدى عادل. شعر عادل بقلبه يسرع، ولكنها كانت تبتعد، وكل خطوة منها كانت تشعل في قلبه الرغبة في التقرب منها أكثر.


وفي لحظة خاطفة، استطاع عادل أن يمسك بها من وسطها، يلف ذراعيه حول خصرها ويشدها نحوه. وقفت وسام فجأة، غير قادرة على الهروب منه. كان ضحكها يملأ المكان، وعيناه كانت مليئة بشغفٍ عميق.


وسام (تضحك، وتنظر إليه):

"إنت مينفعش تريح شوية؟"


عادل (وهو يلتصق بها أكثر):

"مستحيل! مين يقدر يريح لما يكون قدامه حاجة زيك؟"


شعر عادل بقلبه ينبض بشكل أسرع، وكانت عيناه تلتقي بعينيها، تشعّان بحبٍ لا يُقال بالكلمات. اقترب منها أكثر، وجهه قريب من وجهها، ثم ابتسم برقة، وأمسك بيدها ليرتفع بها قليلاً عن الأرض.


عادل (بصوت هادئ):

"بعشقك ياوسام


وسام أغمضت عينيها قليلاً، واستشعرت تلك الكلمات التي كانت تتسلل إلى أعماق قلبها. ثم نظرت إليه، وفي عيونها شيء من التأمل.


وسام (بصوت خافت):

"وأنت؟ مش خايف؟ 


عادل (يمسح شعرها بحنان، وهو يقترب أكثر):

"خايف؟ أنا مش قادر أعيش من غيرك، من غير لحظات زي دي."


ثم، في حركة سريعة، شدها نحو الشجرة القريبة، حيث كان الظلام يلفهما حولهما. وضعت يديها على صدره، وشعرت بدقات قلبه التي أصبحت أسرع. اقترب منها أكثر، وعيناه مليئة بالشغف والاشتياق. كانت وسام تشعر بكل كلمة، وتفاصيل اللحظة تحيط بهما.


ثم، بلمسة خفيفة، اقترب منها أكثر حتى أنفاسهما اختلطت، وفي اللحظة التي اقتربت شفتاه من شفتها، توقفت جميع الأصوات من حولهم، كأن الوقت قد توقف. كانت القبلة بينهما وعدًا، لمسة حب، لحظة امتزج فيها كل شيء من الشوق والرغبة.


بعد أن ابتعدت شفتاه عن شفتها، نظر عادل إلى عينيها بعمق وقال:


عادل (بهمسات):

"أنتِ مش بس لحظة... أنتِ كل شيء."


وبينما كان يقبل جبينها، شعر أنه لا يريد لهذه اللحظة أن تنتهي أبدًا.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في تلك الليلة الهادئة


، كانت السماء تمتلئ بالنجوم، وكان القمر يسطع بنورٍ دافئٍ، يضفي على الأجواء هالة من السكينة والجمال. كانت وسام تقف على البلكونة، تتأمل القمر بعينيها، وكأنها تبحث عن إجابة لأسئلة كثيرة في قلبها. كان عادل يقف خلفها، قريبًا منها، يشعر بنبض قلبها، يراقبها بصمت.


وسام (تتأمل القمر، بصوت خافت):

"مبقتش عايزة أرجع تاني... مش عايزة أرجع للنفوذ والسلطة اللي كنا عايشين فيها. مش عايزة أرجع لداليا ولا كمال... كل ده بقى مش مهم بالنسبة لي."


ابتسم عادل من خلفها، ثم اقترب أكثر، وحاط يداه حول خصرها برفق، واضعًا ذقنه على كتفها. كانت أنفاسه دافئة على رقبتها، لكنه لم يتكلم على الفور، بل فضل أن يظل صامتًا لحظة، كي يشعر بمشاعرها.


عادل (بهمسات، وهو يلتصق بها أكثر):

"إنتِ هنا، في أمان... مفيش حاجة تقدر تضرنا. مش هترجعي لأي مكان تاني غير هنا... معايا."


أغلقت وسام عينيها للحظة، واستشعرت دفء حضنه الذي كانت تحتاجه أكثر من أي وقت مضى. كان هذا الشعور يشعرها بالأمان، بالراحة التي كانت تفتقدها لفترة طويلة. أدارت وجهها نحوه ببطء، وعيناهما تلاقتا في لحظة صادقة، مليئة بالأمان والحب.


وسام (بحزن، وهي تهمس):

"هل هقدر أكون أم كفاية؟"


عادل (ينظر إليها بحنان، مشددًا على كلماته):

"أنتِ هتكوني أفضل أم في العالم... وأنا هكون جنبك في كل خطوة، هكون معاكِ، هنبني حياة جديدة... مع بعض."


ثم أمسك بيدها بلطف، وجعلها تقف أمامه، نظر إلى عينيها بعمق، وكأن قلبه يفيض بكل ما في داخله من حب واهتمام. شعرت وسام أن كل شيء في حياتها أصبح ممكنًا الآن بوجوده، وأنها أخيرًا وجدت الأمان الذي كانت تبحث عنه.


وسام (تنظر إليه بعينين مليئتين بالحب، بصوت مرتجف قليلاً):

"عادل، خلينا هنا


عادل (يبتسم بحنان، ويشدد من قبضة يده على يدها):

"اوعدك هنرجع بس نخلص كل القديم


ثم، في لحظة صمت، أحاطها بذراعيه وأخذها في حضن دافئ، وكأنهما كانا يختبئان من العالم بأسره، حيث لا مكان سوى لهما، حيث لا شيء يهم إلا حبهما وطفلهما الذي سيأتي.

الفصل الحادي عشر من هنا

 

تعليقات



×