رواية احببناها مريميه (كامله جميع الفصول) الاخير بقلم دنيا آل شملول

 

رواية احببناها مريميه كامله جميع الفصول بقلم دنيا آل شملول



كان صباحٌ باردٌ بعض الشئ ، معبَّءٌ بالغيومِ والضباب .. كانت تستلقي تحت الغطاء الدافئ الذي يحميها من تلك البروده .. أجبرها صوت رنين الهاتف المزعج الذي إعتادته كل صباح علي إخراج يديها من أسفل الغطاء لتُجيب بصوت ناعِس : ساعه بس يا مريم .. سيبيني أنام ساعه واحده بس كمان .
مريم بصوت بدا الإنزعاج به : ياحبيبتي في حاجه اسمها السلام عليكم .. يلا أنا هقفل واتصل تاني وسمعيني كده هتقولي ايه .
أنهت حديثها مع إغلاقها للخط وهي تبتسم بمكر .. ثم عاودت الإتصال مجددًا ليأتيها صوت صديقتها من الجانب الآخر : السلام عليكم يا مريم .. ممكن تسيبيني ساعه واحده بس ؟
مريم بابتسامه ظهرت في صوتها : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياختي .. و لأ مش ممكن عشان عندنا محاضره الساعه تسعه ضريبيه .. ياريت بس متكونيش ناسيه إن الدكتور بيدخل تسعه بالظبط وبيقفل وراه باب المدرج .
أروي : خلاص يا مريم خلاص .. انتي طيرتي النوم من عيني أساسًا .. يلا هجهز وأعدي عليكي .
مريم بتذكير : إن شاء الله ها .
أروي بتأكيد : إن شاء الله .
أغلقت أروي مع مريم وهي تتثائب بكسل .. لكنها إستعاذت من الشيطان لتستعد بنشاط من أجل يوم جديد ملئ بالمحاضرات الجامعيه ..
بينما خرجت مريم من غرفتها بعدما أغلقت المصحف ووضعته في مكانه بجانب مقعد غرفتها الإسفنجي والذي صنعه لها أخيها خصيصًا .. خرجت من غرفتها بهدوء وقامت بإعداد كوبًا من الحليب الدافئ .. ثم ذهبت واغتسلت قبل أن ترتدي ثياب الجامعه والتي تتكون من دريس أسود اللون متسع من الخصر الي الأسفل .. وفي أسفله بنطال أسود .. يحمي قدميها من الظهور إن حدث وصعدت احدي الحافلات الخاصه بالمواصلات .. ويعلوه حجاب رقيق هادئ من اللون البيج والذي يتناسب مع لون حزام الفستان الذي يأتي علي الخصر .. قامت بترتيب حقيبتها بما يلزمها من أجل اليوم الدراسي .. وفي هذه اللحظه طُرق باب غُرفتها ليطل عليها أخيها الأصغر ذو السنوات الخمس بعدما أذنت له بالدلوف .
مريم وهي تفتح زراعيها له : حبيب قلبي صحي .
ألقي سفيان بنفسه بين أحضانها وهو يتحدث بصوت ناعس : متنسيش تجبيلي معاكي حاجه حلوه .
مريم وهي تلعب بخصلاته : ان شاء الله مش هنسي يا غالي علي قلبي .. بس انت اتوضيت وصليت الصبح ؟
سُفيان ببراءه : لأ أنا لسا صحيت دلوقتي وهصلي حاضر .. بس متنسيش ماشي ؟
مريم وهي تقبل جبينه : مش هنسي ان شاء الله .. ها هتصلي كام ركعه ؟
ضم بين سبابته والوسطي وهو يتمتم : هصلي دول .
مريم : ودول كام ؟
سفيان ببراءه : تنتين .
مريم بضحكه : يخليلي العسل يارب .
ثم قبَّلت وجنته وأخبرته بأنه يذهب ..
ابتسم بهدوء قبل أن يخرج من غرفتها متجها لدورة المياه كي يتوضأ ويصلي فرضه .
خرجت مريم من غرفتها لتجد والدتها قد استيقظت للتو .. قبلت يدها بحب وهي تتمتم : صباح الخير ياماما .
الأم بحب : صباح النور ياحبيبتي .. ايه اروي جت ولا اي؟
مريم : لا لسا .. زمانها علي وصول .. بابا لسا مصحيش؟
الأم : لأ لسا .. شويه كده وهيصحي .. شوفي إسلام صحي كده ولا لسا عشان عنده معاد مقابله النهارده .
أتاهم صوته المرح من الخلف : لا أنا صاحي اهو يا ست الكل .. صباح الخير يا ماما .. صباح الخير يا مريومه .
انهي كلماته مع قبلتين طُبِعت علي جبين كل منهما .
الأم بإبتسامه : صباح الجمال ياحبيبي .. ربنا ييسرلكم طريقكم ويفرحكم ويفرحني بيكم يارب .
إسلام بإبتسامه : آمين يارب .. ادعيلي كتير النهارده .
الأم : انا بدعيلك ديمًا يا حبيبي .
إسلام : ربنا يتقبل يارب .. جاهزه يامريوم ولا أي ؟
مريم : انا جاهزه أه بس أروي لسا مجتش .. زمانها علي وصول .
ابتسم إسلام لا إراديًا من ذكر إسمها الذي يجعل قلبه ينبض بحبها المدفون به .. إنها حب السنوات السبع .. منذ أن تعرفت عليها مريم وهي في الصف الثالث الإعدادي وقد كان هو في الصف الثاني الثانوي آنذاك .. لكنه لم يجرؤ يومًا علي إخبارها بالأمر أو حتي التلميح او النظر اليها .. أبقي علي حبها بقلبه حتي تحين له فرصة طلب يدها .
قاطع أفكاره صوت طرقات علي باب منزلهم ..
تحركت مريم تجاه الباب بمرح وهي تقول : دي أكيد أروي .
ما إن فُتح الباب حتي ألقت أروي بنفسها بين أحضان صديقتها وهي تقول : وح وح .. الجو تلج .. دفيني دفيني .
امتلأ المكان بضحكاتهم علي مرحها ولكن صوت واحد فقط جعل الحمره تتسرب فورًا إلي خديها .. ابتعدت عن مريم سريعًا وهي تنظر للأرض بخجل بينما تحدثت مريم بهدوء : ادخلي ياختي ادخلي .
دلفت أروي وصافحت والدة مريم ثم أشارت برأسها كتحية لإسلام ولاتزال تنظر للأرض بارتباك .. فهي دائمًا ما تفتعل الحماقات أمامه .
إسلام بهدوء : يلا ؟
مريم : يلا يا لوما .
خرجوا جميعًا متجهين الي سيارة إسلام التي أحضرها له والده بعد تخرجه من كلية التجاره بتقدير إمتياز كهدية له .. دلفت مريم الي جانب أخيها كالعاده في حين جلست أروي في الخلف .. واخذت تنظر الي الطريق في محاوله يائسه لإلهاء نفسها عن سماع صوت قلبها الذي يضرب بعنف بسبب حضوره الطاغي عليها .. انها مرحه وجريئه دائمًا .. لكنها لا تعلم ما يُصيبها في حضوره ..
إسلام مقاطعًا الصمت السائد في السياره : ها .. عاملين إيه في الكليه ؟
مريم : كلية النيله .. دول لو قاصدين يعقدونا مش هيدونا المواد دي .
اسلام بضحكه خفيفه أودت بقلب تلك المسكينه في الخلف : مفيش حاجه بتيجي بالساهل .. لازم تبذلي مجهود كفايه عشان تنولي ثمرة تعبك .
مريم بتأكيد : فعلًا يارب نخلص علي خير .. باقيلنا سنه واحده كمان ويبقي فل يا عم اسماعيل .
اسلام : عمك اسماعيل مين ؟
مريم : مليش دعوه ياعم .. دي أروي اللي ديمًا تقول كده .
أروي من الخلف بتلقائيه : انا اقول انتي متقوليش .
مريم : ليه ياختي علي دماغك ريشه !
اروي : آه علي دماغي ريشه .. عندك مانع ؟
مريم وهي ترفع يديها باستسلام : لا ياستي معنديش طبعًا .. وأنا أقدر .
ضحك إسلام وهو يتمتم : ناس تخاف متختشيش .
وصلوا أخيرًا الي بوابة الجامعه فترجلت الفتاتان بعدما قبَّلت مريم وجنة أخيها ودعت له بالتوفيق في مقابلته اليوم .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يسير علي عجلة من أمره باتجاه إحدي المدرجات .. وهو يتمني من كل قلبه ألا يكون الدكتور الخاص بالماده دلف قبله .. وصل أخيرًا حيث وجهته لكنه تنهد باستسلام حينما وجد أن باب المدرج قد أغلق بالفعل .. سلم أمره لله ونزل حيث الكافتريا ليجلب بعض الشاي والبسكويت الساده .. أحضر ما يريد ثم ذهب الي احدي المقاعد ووضع أغراضه بجانبه وبدأ يأكل البسكويت مع ارتشافه للشاي بهدوء وهو منحني الي الأمام ينظر باتجاه الأرض ليمنع ناظريه من رؤية إحدي الفتيات اللاتي تمررن من أمامه ..
انتهي أخيرًا من طعامه فرفع ناظريه للسماء مستنشقًا بعض الهواء البارد وهو يمسد ذراعيه بيديه .. وبينما يمد يده كي يمسك بإحدي الكتب خانته عيناه فنظر لتلك الجميله التي تسير مسرعة باتجاه احدي المدرجات وتلحق بها صديقتها التي تحدثت بضيق عند مرورهما من أمامه : اهدي شويه يابنتي لسا الساعه مجتش تسعه .



لم يستمع في واقع الأمر لرد تلك الجميله علي صديقتها لكنه عنف نفسه وأخذ يستغفر كثيرًا وهو يؤنب نفسه علي تلك النظره .. فتح كتابه بهدوء وبدأ في قراءة إحدي الدروس .. ولكن عبثًا صورتها بوجهها القمحي الذي يميل الي البياض وكأن هالة بيضاء تحيط به وكذلك فستانها الواسع ومشيتها المعتدله رغم سرعتها الا أنها معتدله .. حجابها الذي لم يُزدها سوي وقارًا .. كيف لفتاة بأن تستحوذ علي تفكير أحدهم من مجرد لحظة مرور !!!.. استفاق من أفكاره علي يد وضعت علي كتفه .. رفع رأسه ليري صديق فرقته بجانبه ..
مروان بابتسامه : أهلا .. ازيك يا عمر عامل ايه ؟
عمر بابتسامه : انا تمام الحمد لله .. ايه يابني عاش من شافك .. بقالك يومين مختفي .
مروان : فيك الخير ياصحبي .. كنت تعبان شويه بس .
عمر : لا ألف سلامه عليك .. مالك ؟
مروان : أبدًا... لطشة برد شديده شويتين .. بس الحمد لله بقيت أحسن .. انت عامل ايه وأحوالك ؟
عمر : ماشيه الدنيا الحمد لله .. يعني اديها بتزُق فينا وبنزُق فيها .
مروان بابتسامه : يارب ييسر أمرك .
عمر : آمين يارب العالمين .. محضرتش ليه المحاضره ؟
مروان : ملحقتش .. جيت لقيت الدكتور قافل الباب .
عمر : تتعوض ان شاء الله .. طب انا هقوم اجيب شاي .. تحب تشرب معايا ولا حابب حاجه تانيه ؟
مروان : لا لا تسلم انا لسا شارب شاي حالا قبل ما تيجي .
عمر : تمام هجيب شاي واجيلك علي طول .
تحرك عمر تجاه الكافتريا .. بينما بقي مروان يفكر في تلك التي استحوذت تفكيره .. لكنه يعود ويؤنب نفسه مجددًا فهو لا يحق له حتي التفكير بها .. كيف يفعل ذلك !!
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

انتهت محاضرتهما بسلام لتقف أروي سريعًا وهي تتمتم بضجر : الدكتور اللي بعد كده حاجه استغفر الله العظيم .. فـ أنا هنزل أجيب حاجه سخنه أشربها عشان تروق دمي اللي هيتعكر بعد شويه .
مريم بضحكه خفيفه : اهدي اهدي هيطقلك عرق يابت .. قومي يلا ننزل سوا .. أنا عن نفسي هشتري شاي وبسكوت .
اروي : اهو ده اللي انتي فالحه فيه .. شاي وبسكوت .. يلا ياختي يلا .
خرجتا من المدرج باتجاه الكافتريا .. وجلبت كل منهما ما تريد .. وبينما هما ذاهبتان للأعلي فإذا بأروي تصطدم بإحدي الفتيات .. والتي شهقت بصوت مسموع وهي تري الينسون الذي بالكاد أصاب أكمام التيشيرت الأسود الذي ترتديه تلك الفتاه .. تعلقت الأنظار بهم في الحال بمجرد شهقة الفتاه ..
أروي بأسف حقيقي : آسفه آسفه أوي بجد مقصدش و ..
قاطعتها تلك الفتاه بصوت حاد وعالي : أعمل بيه إيه أسفك ده ها ؟.. ينسون يامقرفه ؟.. ينسون ؟! .. انتي ماشيه تطبشي في الناس يا عاميه انتي !
صُدم كل من مريم وأروي بسبب هجوم الفتاة المبالغ فيه .. دمعت عينا أروي في الحال وأحمر وجهها حرجًا .. لينفر عرق الغضب بجبين مريم التي ما إن رأت عينا صديقتها الملتهبه والتي تهدد بسقوط دموعها .. جذبت أروي من يدها وأوقفتها خلفها وتواجهت مع الفتاه وهي تضغط أسنانها بغضب قبل أن تُجيب : قالتلك مكنتش تقصد تخبط فيكي وإعتذرت .. فمن الأدب والإحترام إنك علي الأقل لو مش هتقبلي أسفها صوتك ميعلاش عليها .. ثم إني يؤسفني إني أقولك إن الإعتذار ده واجب عليكي إنتي عشان انتي اللي جايه في اتجاه غلط وملبوخه بالتليفون اللي في إيدك .. ولو مركزه في طريقك مكنتيش خبطتي فيها .
رفعت الفتاه رأسها للأعلي بغرور واضح واقتربت خطوتين من مريم حتي وقفت أمامها مباشرة وهي تتحدث بحاجب مرفوع : إنتي مين إنتي عشان تتكلمي معايا بالطريقه دي ؟
مريم بثقه : أنا بنت تسعه زيك بالظبط .. ومن أم وأب زيك بالظبط .. وبتنفس وآكل وأشرب وأتكلم زيك بالظبط .. يعني من الآخر كده .. إحنا واحد .. ومنها واليها نعود .. ياريت بعد كده تركزي في طريقك وتخلي بالك من البني آدمين اللي حواليكي عشان متخبطيش في حد ويتقلب عليكي ينسون مقرف زي ما بتقولي .
انهت جملتها وهي تمسك بيد الفتاه ووضعت كوب الشاي بها وهي تقول : اتفضلي اشربي شوية شاي يروق دمك .
انهت كلماتها وهي تحتضن أروي تحت ذراعها وسارا معًا باتجاه المدرج من جديد .. وبمجرد تحركها علا صوت تصفيرات الشباب وضحكاتهم الساخره علي مظهر الفتاه التي تقف ذاهله جاحظة العينين ممسكة بيدها كوب الشاي الذي تركته مريم للتو وتنظر في أثرها بذهول .
استفاقت سالي من صدمتها علي الأصوات من حولها لتكز علي أسنانها بغضب ثم ألقت بكوب الشاي في سلة القمامه وتحركت سريعًا من المكان وهي تلعن تحت أنفاسها وتتمتم في داخلها بوعيد قاسٍ لأجل تلك الحمقاء كما أسمتها .
بينما كان هناك من يقف عند باب الكافتريا ناظرًا تجاه مريم بإعجاب تام وابتسامه فخوره إرتسمت علي محياه .. تنهد بابتسامه قبل أن يكمل طريقه مع عمر للقاعه التي سيبدآن فيها المحاضره التاليه ..
عمر : اوووف شوفت عملت فيها ايه ؟.. دي خلتها هي والحيطه واحد يا جدع وبأبسط الكلمات .. انا كنت مستني شتيمه معتبره ولا لفظ خارج زي باقي بنات اليومين دول .
مروان بابتسامه : واضح انها محترمه اوي وبتحب صحبتها جدا .
عمر : اكيد .. انت شوفت وشها احمر ازاي ولا عروقها نفضت ازاي لما سمعت الكلام اللي قالته البت لصحبتها .. ياااه بجد .. في اصحاب كده !.. دي كانت هتاكلها .
مروان ولا يزال مبتسمًا : الأخلاق أهم حاجه في البنت .. ربنا يحميها لأهلها .
عمر وهو يلاحظ تلك الإبتسامه الشارده : اااه .. صح .. ربنا يحميها لأهلها .. ولحبايبها .
مروان بعدم انتباه : يااارب .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كانت تهدئ من بكاء أروي وهي تتمتم : بت انتي بتعيطي ليه !.. مسمعكيش تعيطي ابدًا سامعه .
أروي : اسفه يامريم عشان حطيتك في الموقف ده .
مريم وهي تضربها بخفه علي كتفها : موقف ايه يا عبيطه انتي .. وبعدين يعني عايزه تفهميني ان انا لو مكانك مش هتعملي كده عشاني ؟
أروي بسرعه : لا طبعا كنت هعمل كده .
مريم : امال ايه بقي .. عايزه تبقي أحسن مني مثلاً ؟
اروي : اسكتي يا مريم اسكتي .. انا اصلا مش هاخد منك لا حق ولا باطل .
مريم بضحكه : الدكتور اللي استغفر الله العظيم جه أهو .
ضحكت أروي بخفه وهي تستنشق ما بأنفها ثم جففت وجهها بالمنديل وهي تستعد للإنتباه ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--
كان يجلس في مكتب السكرتاريه منتظرًا دوره في الدلوف للمقابله الشخصيه لمدير الشركه .. أخيرًا وبعد إنتظار دام لساعه ونصف اتته السكرتيره وأخبرته بأن حان دوره للدلوف ..
دلف بهدوء وهو يردد بعض الأذكار ليهدئ من توتره .. استحسن المظهر العام للمكان .. فهو لا يبدو عليه البزخ كما حال العديد من الشركات .. بل إنه مكتب متواضع ..
نظر تجاه المكتب لكنه لم يجد أحدًا جالسًا اليه .. عقد حاجبيه باستغراب ولكنه لم يدُم .. حيث خرج شاب في مقتبل الثلاثينات من العمر تقريبًا ببنطاله الجينز الأزرق والذي يعلوه تيشرت أبيض برقبه طويله ويلتف حول عنقه كوفيه صوف ناعم زرقاء بلون البنطال .. بعيون بنيه ناعسه بعض الشئ وشعر أشقر مصفف للأعلي .. يبدو أنيقًا جدًا مع قدر معقول من التواضع ..
أتاه صوته ببحه خفيفه تُظهر زُكامه : أهلا وسهلًا يا أستاذ إسلام .. نورت المكتب .. وبعتذر لو اتأخرت عليك بس البرد مخلص عليا حقيقي ولازم كل شويه اغسل وشي عشان أفوَّق .
إسلام بابتسامه ودوده وقلب مطمئن بعض الشئ : ولا يهم حضرتك خالص .. ألف سلامه .. شفاك الله وعافاك شفاءًا لا يغادر سقمًا وألبسك ثوب الصحة والعافيه .
ابتسامه هادئه محببه اعتلت ثغر جود الذي أعجب كثيرًا بإسلام ولباقته وهيئته .. فقد كان يرتدي بنطال جينز أسود يعلوه قميص أسود ويضع كوفيه بيج حول عنقه تتناسب مع لون ساعته البيج التي يرتديها في يسراه مع لون بشرته القمحي ولحيته الخفيفه المنمقه وعيناه التي تميل للإخضرار نوعًا ما ..
جود بابتسامه : اللهم آمين .. اتفضل يا إسلام .
جلس إسلام بهدوء مقابل جود الذي عرّف عن نفسه بهدوء : أنا جود السيوفي .. خريج تكنولوجيا ومعلومات .. يسعدني إني أتشرف بيك .
إسلام وقد زال أي أثر للقلق داخل قلبه : يشرفني يا فندم طبعًا .. أنا إسلام أحمد الشوادفي خريج تجاره السنه اللي فاتت وكانت هتبقي قبلها بسنه لكن لظروف خاصه في تالته ثانوي دخلت الجامعه متأخر سنه .. و إن شاء الله متخرج بتقدير إمتياز .
جود بإعجاب : ما شاء الله .. كويس جدًا .. ممكن الـ CV لو سمحت ؟
اماء إسلام بابتسامه وهو يقدم الملف الخاص به الي جود الذي قام بفتحه بهدوء ليري شهاداته الممتازه وكذلك حصوله علي كورس ICDL معتمد من جامعة كامبردج ومن وزارة الخارجيه وكذلك الإنجلش لديه شهاده إمتياز بها ومعتمده كذلك .. كما العديد من الشهادات المميزه ..
أثني جود عليه قبل ان يسأله بهدوء عن أحلامه وطموحاته المستقبليه .. ولم يكذب إسلام في شئ حيث أخبره بكونه يود البدء من نقطة الصفر بحيث يعمل في شركه كمحاسب بسيط وبكفاءته يرتفع شيئًا فشيئًا حتي تحين له فرصة أن يبدأ في مشروع مستقل له .
انتهت المقابله علي خير وأخبره جود بأنه سيهاتفه عما قريب ليعرف نتيجة المقابله .
تصافحا بود وخرج إسلام متمتمًا بكلمات الذكر كما اعتاد منذ صغره .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

انتهت المحاضره بسلام أيضًا واستعدت الفتاتان للمغادره ..
أروي بهدوء : ااا .. إسلام هييجي ياخدنا ؟
مريم : هتصل بيه أهو أشوفه خلص المقابله ولا لسا .
هاتفت مريم أخيها الذي أجابها علي الفور : السلام عليكم يا مريومه .
مريم بابتسامه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. صوتك كده مرتاح .. قولي عملت ايه ؟
إسلام بتنهيده : لسا هنتظر تليفون من الشركه يبلغوني بالقبول او بالحظ الأوفر في المره القادمه .
مريم بضحكه خفيفه : ان شاء الله يبقي قبول يا عم .. طب إيه هتيجي تاخدنا ولا نروح مواصلات ؟
اسلام : انتوا خلصتوا خلاص ؟
مريم بتأكيد : ايون .. يدوب أهو لسا خارجين من المدرج .
إسلام : خلاص ياحبيبتي أنا ربع ساعه بأمر الله وهكون عند باب الجامعه .
مريم : تمام يا حبيبي في انتظارك .. لا إله إلا الله .
إسلام : محمد رسول الله .
أنهت مريم مع أخيها وهي تدعو له بالقبول ..
ثم ذهبتا وانتظرتاه حتي أتي .. قاما بتوصيل أروي أولًا والتي نظرت تجاه إسلام قبل الذهاب وتمتمت بهدوء : إن شاء الله موفق يا بشمحاسب .
إسلام بابتسامه : آمين يارب .. شكرًا جدًا .
ابتسمت أروي بهدوء ثم غادرت السياره بعدما اتفقت مع مريم علي أن يتواصلا من خلال الإنترنت ليلاً .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

بعد مرور يومان بروتين عادي جدًا علي الجميع ..
اتجهت مريم تجاه غرفة أخيها وطرقتها بهدوء حتي أتي إذنه لها بالدلوف ..
مريم بابتسامه : هعطلك ؟
إسلام بابتسامه : لا تعالي تعالي .. بصي الجروب ده حلو أوي .. عاوزك تتابعيه بس في صمت ها .
جلست مريم الي جواره ونظرت الي شاشة حاسوبه لتري عن أي جروب يتحدث ..
قرأت قليلًا مما ظهر أمامها ثم تحدثت بابتسامه : ماشاء الله جميل اوي وبوستاته جميله جدًا .
إسلام : فعلًا .. عملتلك آد فيه .. وزي ما قلتلك استفيدي في صمت .
مريم : طب وده أسميه إيه بقا .. أستفيد بصمت ! طب ومينعش أفيد ؟
إسلام : مريم ده جروب مشترك .
مريم بهدوء : اوك مقلتش حاجه .. بس أكيد فيه حدود .. وبعدين يا إسلام أنا لو عندي معلومه تفيد غيري ليه مشاركهاش .. ولو حد تعدي حدوده الأدمنز يتصرفوا معاه .. بصراحه ده اللي أعرفه .. لكن فكرة أستفيد في صمت دي مش عارفه بصراحه .
إسلام بضيق : مريم .. أنا مش هستني لما حد يضايقك وبعدين نبقي نخلي الأدمنز يتصرفوا .. أنا بقولك كده عشان تبعدي عن أي شوشره ومحدش يتعرضلك بأي كلمه .
مريم ولا تزال ابتسامتها تزين محياها : يا حبيبي انت معايا ومش هتسمح لحد يتعدي حدوده أبدًا .
قاطعهما صوت رنين هاتف إسلام الذي وجد رقمًا غير مسجلًا .. فتحدث بهدوء : السلام عليكم .
أتاه صوت أنثوي من الجانب الآخر : وعليكم السلام .. أستاذ إسلام الشوادفي ؟
إسلام بهدوء : إن شاء الله .. اتفضلي حضرتك .
المتصله : أنا سكرتيرة مكتب البشمهندس جود السيوفي .
إسلام : أهلا وسهلا يا فندم .
المتصله بروتينيه : أهلًا بحضرتك .. حضرتك عندك معاد مقابله تانيه يوم السبت القادم الساعه تسعه عشان تستلم وظيفتك في الشركه .
إسلام بابتسامه : شكرًا جدًا لحضرتك يا فندم .. وإن شاء الله هحضر في الميعاد .
المتصله : لا شكر علي واجب .. مع السلامه .
انتهي الإتصال ليحتضن إسلام أخته بسعاده وهو يتمتم : الحمد لله قبلت يامريومه قبلت .
مريم بسعاده من أجل أخيها : الف الف مبروك ياحبيبي .. ربنا يفرحك كمان وكمان .
قبَّل جبينها بحب قبل ان يقفز من مكانه وهو يتحدث بخفه : هروح أفرَّح ماما بقا كمان .. دي هتتبسط اوووي .
أوقفه طرقات هادئه علي باب المنزل علم علي الفور صاحبتها .. فاقترب سريعًا وفتح الباب لتظهر مليكته بطلتها الجذابه رغم إرتدائها لعباءة سوداء بنقوش فضيه من الأكمام مع حجاب فضي يغطي خصلاتها ووجهها الأبيض بطبيعته مع عينيها التي لا يمكنه تحديد كونها رماديه أو مائله للزرقه لأنه لا يطيل النظر اليها .. ولا يجرؤ علي سؤال مريم بسؤال كهذا .. لكنه سيعرف يومًا ما .. وهذا اليوم قريب .. قريب جدًا .. فأولي خطوات بناء مستقبله قد تمت منذ دقائق ..
أفاقه من شروده حمحتها المتوتره ..
إسلام سريعًا : ااا .. أهلا أهلا يا أروي .. ااا قصدي يا آنسه أروي .. اتفضلي مريم جوه .
دلفت أروي بابتسامه مضطربه .. فوجوده يربكها بحق : شكرًا لحضرتك .
إسلام : الشكر لله .. يا مريييم .. مريم اروي صحبتك جت .
خرجت مريم وهي تقفز علي قدم وأخري مبتسمه : هلا وغلا يا غاليتي .. تعالي يلا ندخل أوضتي .. جهزت كل حاجه هنذاكرها .
دلفت اروي بهدوء وتقدمت مريم لتسبقها الي غرفتها بينما نظرت مريم تجاه إسلام بمكر : ايه يا حبيبي هتفضل عندك كتير ولا ايه ؟.. مش كنت رايح تفرح ماما !
إسلام بارتباك : اا .. اه .. اه انا رايح أهو .
تركها ودلف للمطبخ حيث والدتهما في حين دلفت مريم لصديقتها وابتسامه مشرقه تعلُ وجهها وأمل كبير في قلبها بأن يتحقق ما تتمناه دومًا ذات يوم .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--

كان يقف في شُرفته يرتشف كوب الشاي بهدوء وهو ينظر أمامه بابتسامه شارده يتذكر هيئتها التي حُفرت في ذاكرته من نظرتين فقط .. تنهد بهدوء وهو يتمتم بصوت غير مفهوم : فرقه تالته .. باقي أعرف إسمها .
قاطع شروده صوت أخيه من الخلف : اتجننت خلاص ؟.. بقيت تكلم نفسك ؟
التفت مروان سريعًا وهو يبتسم في وجه أخيه : لا يا سيدي لسا بعقلي أهو .. ايه ياعم بتغيب كتير في الفتره الأخيره ليه ؟
جود بنبره متعبه : كان في مقابلات عشان تعيين محاسبين ومهندسين جدد .. والموضوع مش سهل انت عارف .
مروان : ربنا يقويك يا حب أخوك .. بس انت لسا مكشفتش يا جود ؟.. البرد ده هيخلص عليك كده .. انت وشك أحمر وعنيك كمان وصوتك بايظ خالص .
جود : هشوف كده يمكن أروح آخر النهار .. المهم عامل ايه في كليتك ؟
مروان بابتسامه : يعني .. ماشي الحال الحمد لله .
جود : محتاج حاجه ؟
مروان بنفي : لا ياحبيبي تسلم .
جود : مروان لو احتجت حاجه مش لازم أقولك تعالي قولي .. من فضلك متترددش إنك تقولي .
مروان بتأكيد : يا عم وانا ليا مين غيرك بس .. متقلقش والله انا فل ومستوره الحمد لله .
جود بابتسامه : ربنا يوفقك ياسيدي .. طيب هروح مشوار سريع كده وأرجع .
مروان : طريقك مُيسر يارب .
ابتسم له جود بهدوء قبل أن يغادر الغرفه ثم المنزل بأكمله .
بينما عاد مروان لأفكاره من جديد ..
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*--



أتي اليوم المنتظر بالنسبه لإسلام .. فاليوم سيستلم وظيفته وأخيرًا .. بدأت والدته تودعه بالدعاء له بالتيسير وصُلح الحال وكذلك والده الذي ينظر لابنه بابتسامه رضا : ربنا ييسرلك طريقك يابني .
إسلام بابتسامه : ربنا يخليكوا ليا يارب .. يلا السلام عليكم .
غادر المنزل متجهًا حيث الشركه وقد وصل الي مكتب السكرتاريه في التاسعه تمامًا ..
ديما السكرتيره : حضرتك إسلام الشوادفي مش كده ؟
إسلام بهدوء وهو ينظر الي الأرض : اه ان شاء الله .
ديما : دقيقه يا بشمحاسب هدي البشمهندس خبر .
وبالفعل دلفت لثوانٍ فقط ثم خرجت مفسحه له الطريق كي يدلف بهدوء : السلام عليكم .
جود بابتسامه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ما شاء الله في معادك تمام .
إسلام بابتسامه : أكيد حضرتك لازم الإنضباط والوفاء بالمواعيد .
جود بهدوء : اتفضل يا إسلام عشان نتناقش في بعض الأمور .
جلس إسلام بهدوء ليتحرك جود من خلف مكتبه وجلس مواجهًا لإسلام ثم تحدث بهدوء : شوف يا إسلام .. أنا مش بس إخترتك لشهاداتك وخبراتك العلميه .. أنا اخترتك بناءًا علي إرتياح قلبي ليك وإحساسي بقربك من ربنا .. فهقدر أسلمك مكتب الحسابات وانا متطمن إنه في إيد أمينه .
إسلام : ربنا يجعلني تحت حسن ظن حضرتك يا فندم .
جود بهدوء : مفيش داعي للألقاب .. أنا مش كبير أوي كده يا عم .. دا انا كلها ٢٧ سنه بس .
اسلام بابتسامه : ولو يا فندم المقامات محفوظه .
جود : مقامات ايه بس يابني .. الموضوع مش مقامات خالص .. انا مبهتمش بالشكليات دي .. بس علي العموم زي ما تحب .. تقدر تستلم شغلك من دلوقتي .. ولو لسا مش مستعد يبقي هنتظرك بكره .
إسلام : لا خالص .. هستلمه دلوقتي ان شاء الله .
جود بإماءه : تمام جدًا .. ودلوقتي هتخرج معاك الأستاذه ديما وهتوصلك لمكتبك .. وهناك هتلاقي محاسب إسمه علاء .. هيقعد معاك ويقولك علي كل المطلوب .. وإن شاء الله تسعد في الشغل معانا .
إسلام وهو يقف مصافحًا إياه : إن شاء الله أكون تحت حسن ظنك .. بعد إذنك .
خرج إسلام وقد دلته ديما علي مكتبه وجلس لبعض الوقت مع علاء زميل عمله الذي بدأ بشرح كل المطلوب منه .. وقد استوعبه إسلام سريعًا .. وبدأ بإسم الله متمنيًا أن يؤدي أمانته علي أكمل وجه .
قُضي يومه الأول بالشركه وعاد لمنزله بحالة من الإرتياح والهدوء .. أحضر لكل من بالمنزل هدايا بسيطه بمناسبة عمله .. ولم ينسي مليكته بالتأكيد .. وصل لمنزله وترجل من سيارته بهدوء .. صعد للمنزل ليجد أن أروي تهم بالذهاب ..
إسلام بهدوء : السلام عليكم .
أروي ومريم معًا : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ثم أكملت مريم وهي تقفز الي أخيها محتضنه إياه : عملت ايييه .. طمني .
إسلام بضحكه خفيفه : ابعدي بس عني عشان اعرف اقولك .
ابتعدت مريم بهدوء فنظر اسلام لأروي نظره سريعه وهو يتمتم : مروحه ولا اي ؟
أروي بخجل وناظريها لم يرتفعا عن الأرض : اه ان شاء الله .
إسلام : طب البسي يامريم هنوصلها .
اروي بسرعه : لا لا مفيش داعي .. حضرتك لسا جاي من الشغل وأكيد تعبان ومحتاج ترتاح .

اسلام بابتسامه : ياستي انا مشتكتش .. يلا اتفضلي عما مريم تلبس .. وانا هسلم علي ماما .
دلفت مجددا وجلست في غرفة الجلوس حتي دلف اسلام الي والدته وقد سمعت ضحكتهما معًا وكذلك فرحتها بشئ ما ودعائها المستمر له ... ثم سمعت خطواته التي تقترب منها فارتبكت قليلًا .. لكنها تنفست الصعداء حينما طرق علي غرفة مريم ودلفها بهدوء .. أعطاها شئ ما جعلها تقفز مجددًا بين أحضانه وهي تدعو له .. تُري هل ستحظي يومًا ما بحضنه وضحكته الصافية تلك ؟.. زجرت نفسها وتفكيرها وهي تفرك يديها معًا ..
أتاها سفيان الصغير راكضًا وهو يتمتم : اروي يا اروي شفتي جابلي ايه اسلام ؟
نظرت لما بيده فوجدته طقم من الصوف الناعم عباره عن غطاء للرأس وكوفيه وجوارب وجوانتي ..
أروي بابتسامه : حلوين أوي يا حبيبي .. تلبسهم بالهنا يارب .
اقتربت مريم منها ومدت يدها بحقيبه صغيره وهي تتمتم : إسلام اتقبل في الوظيفه والنهارده كان أول يوم ليه .. فجابلنا كلنا هدايا .
أمسكت أروي بالحقيبه لتشاهد ما بها علي إعتقاد أن هذه هدية إسلام لمريم ومريم أحضرتها لها لتراها .
كانت الحقيبه تحتوي علي ماسكة للشعر علي شكل فراشه وطوق شعر كذلك به فراشه من إحدي جوانبه وطوق عنق يشبه الشباك أسود اللون .. بالإضافه لبروش يخص الحجاب من اللون العسلي .
ابتسمت أروي بحب وهي تتمتم : حلوين أوي وزوقه حلو جدًا .. تلبسيهم بالهنا يارب .
مريم بابتسامه : انتي اللي تلبسيهم بالهنا يا سكر .. دول بتوعك إنتي .. وانا جابلي اخواتهم بالظبط .
أروي وهي ترمش عدة مرات بعدم فهم : اا .. يعني .. يعني ايه ؟
مريم بضحكه : يعني دول بتوعك ياعبيطه .
قاطعهما صوته متمتمًا : يلا ؟
وقفت أروي سريعًا والارتباك واضح عليها وتمتمت بحلق جاف : اا .. شـ شكرًا .
اسلام بهدوء : شكرا علي ايه .. انتي زي مريم .. يلا هسبقكم علي بره .
نزل درجات السلم وهو يتمتم في نفسه : مش زي مريم أوي يعني .
بينما وقفت اروي حائره : هل هي أخت له لا أكثر .. هل سيتعلق قلبه بفتاة اخري ؟.. هل سيتدمر قلبها بعدما تستفيق علي حب إسلام لأخري ؟
قاطع أفكارها وتخبطها يد مريم التي شعرت بها وبما يدور في خلدها : يلا ياحبيبتي .. ومتفكريش كتير .
نزلت أروي معها ولم تفكر في مقصد مريم من كلماتها تلك .
--*-----*-----*-----*-----*-----*-----*-----*----

تعليقات



×