رواية حصاد الصبار اقتباس
نهضت، وفي داخلها رغبة شديدة في معاقبتها، وأخذت تتوعدها في نفسها، لكنها عندما رأت الطفلة ملقاة على الأرض مغشياً عليها، خيم عليها الصدمة. همست بصوت منخفض:
ـ "ينهار أسود! ال..البت جرالها ايه؟ الله يخربيتك ياشيخة، الله يخربيتك مبشوفش من وراكي راحة."
ذهبت إليها، وحاولت إفاقتها بشيء من الجفاء. كانت ترتعد، وملابسها مبللة من العرق. حاولت مساعدتها بضجر، وظلت توبخها بكلمات قاسية، التي كان وقعها أشد من الألم الجسدي. أخذتها إلى غرفتها، ثم أخرجت لها ملابس جافة ونظيفة، وبدأت تبديلها لها وهي ما زالت تسبها وتنتقدها بشدة، قائلة إنها لا فائدة منها ولا من وجودها في هذا المنزل.
كانت غفران واقفة على قدميها بصعوبة، وعيناها تكاد تغفو من شدة التعب، ووجهها أحمر من الحرارة. ثم جثت أمام زوجة أبيها، في حالة من الترجي والضعف الشديد:
ـ "طـ..طنط.اء..أنا تعبانه قوي ومش قادرة أقف على رجليا."
نهضت زوجة الأب، وهي تشعر بالضيق والتعب، لكنها ردت عليها في قسوة:
ـ "اتنيلي بقى لما اشوفلك علاج ياكش تاخديه ونخلص منك!"