قصة جريمة الانفاس الحارقه الحلقه الرابعه
حبيبة :ذهبت... ووجدتني أعمل معه إتفاقا جديدا... أعلمته بأنني زوجة صاحب الموقع الخفي... وانني من طلبت منه المجيئ إليك لعلمي بعملك في تهريب الأموال... ولا مانع لديك في توسيع عملك وأنا من ستساعدك... ولكن لدي شرطان... الأول أن تظل أسمائنا أنا وأنت بعيدة عن نظر ماهر... لن نتقابل أو نتكلم إلا حين أُحدثك أنا... والثاني :أن تُساعدني لأقوم بإزلال ماهر لتأخذ مكانه...
رجل الأعمال كمال الأبراهي:يبدو أنكِ تعلمين جيدا ماتفعلين... ولكن ماالذي يُطمئنك أنني لن أُخبر ماهر بأمرك؟
نظرت حبيبة بعينه بثقة وهي تضع يديها الأثنتان مشبوكتان خلف رأسه... لعلمي بأن طمعك وحبك للمال أكبر بكثير من ان تقدم تضحية بتلك الفرصة لشخص يأخذ المال مقابل خدمة تطلبها منه... فبتسم كمال الإبراهي وقال لها هي لعبة سألعبها معك... ولن أخسر شيئا... ماهي خطوطتنا الأولي؟
حبيبة :ستجلب لنا أفضل مخترق مواقع ليخرج لنا بيانات مستخدمين الموقع... سيكون أغلبهم من كبار المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب النفوذ... ماذا سيفعلون لو علموا بأن أسمائهم ستكون علي العناوين الرئيسية للصحف المصرية والعربية وستُترجم للصُحف العالمية؟!
كمال الإبراهي وهي يبتسم بخُبث لحبيبة :عقلك عقل أبليس وجسدك جسد حورية... بالطبع سيدفعون أموال طائلة ليحموا أسماؤهم من جديد...
حبيبة :ليس هذا وحسب بل سيقومون بقتل ماهر لأنه أصبح ورقة محروقة لديهم ولم يستطيع بكل النفوذ التي معه أن يحمي أسرار الكبار...
كمال :أعتبري الأمر قد تم... وأنتظري مني رسالة أرسلها لماهر بطلبك مجددا... سيرفض بالطبع لعدم ثقته بكِ الظاهرة... وسيُرسل لي وجه أخر... حينها تعلمي بإقتراب وقوع الفريسة.. ضحكنا معا وقضينا ليلتنا وعُدت لمنزلي... ورسمت الحزن علي ماهر لأنني قمت بذلك... وللأسف صدقني ولأول مرة يتعامل معي برفق... لا تحزني المرة الأولي فقط تكون مؤلمة ولكن تعتادين الأمر بعد ذلك.... وتركته ودخلت غرفتي وخرجت للمطبخ أُحضر وجبة ساخنة لي... ورأيت فتاة أخري تبكي في غرفة بابها مفتوحا قليلا... ذهبت لأتفقدها ولكن ماهر أشار لي بألا أقترب... وأغلق عليها بالمفتاح وقال لي :ليس لدي وقت لنحيبها... لدي الأهم والأصعب الآن... فحاولت أن أظهر بمظهر الخائفة علي سير العمل... ماذا حدث؟
ماهر :لا أعلم الرسائل تأتي لي بلغة غريبة... ولكن هناك إتصال هاتفي علي السيستم سأقوم بتحويله علي المحمول لأري ما المطلوب... ألو... نعم... تحت أمرك... ولكن لدي فتاة جديدة وأفضل منها... حسنا سأرسلها لك ليلة عليك وليلة هدية مني إليك... حسنا مع السلامة...
الطبيبة النفسية :الأمر قد بدأ إذا؟
حبيبة :نعم... ولم يخبرني ماهر ولكني فهمت من سياق المحادثة... وقام بتجهيز الفتاة الصغيرة الباكية وأرسلها مع حارسين شخصيين مثلما فعل معي... وحينها وجدتني أنظر إليه وأقول له سيسقط نجمك بعد قليل.. ولن يتلئلئ إلا حين تقبل قدم القمر... حينها فقط قد تستطيع النجاة بروحك... وتركته ودخلت المطبخ أحضر مشروبا لي... وهو يحاول أن يُصلح مافسد.... ويحاول أن يعرف ماذا يسير... وإتصالات متعددة... ورجال برمجة يدخلون وأخرون يخرجون... والصيحات بدأت تعلو... ومكالمات التهديد والوعيد من الجميع تزداد... حينها تذكر كلماتي التي لم يلق لها بالا... ولم يلتفت إلي حتي ليفهم معناها... دخل إلي غُرفتي فأر يزحف علي قدميه ليقف أمامي يرتعش... كيف فعلتي ذلك؟ أعطيكِ نصف ثروتي.. بل أكملها وأخرجيني من هذه الورطة... أرجوكي ساعديني... لن يتركوني أحيا للغد... أرجوكي... أنتِ كنتي تُريدين الطلاق... أنتِ طالق بالثلاثة... والشرائط سأحضرها لكِ...
حبيبة :وشرائط جميع الفتيات التي عنِدك... وشرائط التسجيل التي كنت ترسلها مع الفتيات ليسجلوا لكبار رجال الدولة... وفوق كل ذلك تخبرني بمكان رضوي وتُحضرها لي علي الفور
ماهر :كل طلباتك ستُنفذ بشكل كامل... ولكن أنقذيني...
حبيبة :حسنا... تذلل لي قليلا... أسمعني صوت بكائك وصراخك وعويلك... أرني خوف الفأر من قطه... وأشرت إليه بأظافري كالقطة التي تريد أن تخربش وجه فأبتعد... وأخذ يدور في الشقة يحاول إجراء مكالمات... ولكن فجأة رن جرس الباب
هنا تم قرع باب الغرفة الزجاجية التي يتم بها التحقيق معي ليطلب المقدم سليم من الطبيبة النفسية الخروج قليلا... لتسأله لماذا؟ فيُجيبها... لقد تم حل القضية... والقاتل ظهر بكاميرات المراقبة في العمارة أنهم حارسين شخصيين لرجل أعمال ومالك جريدة الافضل وتم القبض عليه وأعترف بجريمته... وأمر وكيل النيابة بإخلاء سبيل المتهمة حبيبة صلاح
الطبيبة النفسية :ولكن من قام بتعليقه وكيف تمت الجريمة بالشقة دون أن تعلم حبيبة بالأمر؟
المقدم سليم :هذه أصبحت أسرار قضية... مهمتك أنتهت أيتها الطبيبة... عليكِ بتسليم الشرائط التي أدلت بها زوجة المجني عليه أقوالها بها... ودعيها تذهب لمكتب وكيل النيابة تمضي علي أقوالها ليتم الأفراج عنها من سراي النيابة ... فعلت الطبيبة علي مضض ولكن لم يكن أمامها سوي تنفيذ الأوامر... ودخلت لحبيبة التي أبتسمت لها واخذت عُلبة سجائرها وولاعتها وذهبت لتمضي علي أقوالها وخرجت من مبني النيابة العامة
خمس سنوات قضيتها في العذاب المهين... لم يكن بالسهل أن أخرج من تلك الحياة مع خسارة بعضا من اعضائي... السنة التي قضيتها في المشفي بين أصوات الأجهزة وخراطيم العناية المركزة والآلم الجسدي للقيام بعمليتين معا... والألم النفسي الذي صاحب كل ذاك وما قبله... كان كافيا لأفكر الف مرة في كيفية الإنتقام... لقد رن جرس الباب وقام ماهر بفتح الباب ليري أمامه أشخاصا ذو بنية جسدية ضخمة يدخلون عليه وهو يتراجع للخلف فزعا... كنت قد علمت بعد توسل ماهر لي وخروجه للقيام
بمكالماته من كمال أسماء العملاء لدي ماهر... أسماء ستتسبب معرفتها للعلن بقلب نظام الحكم... وزراء ورجال قضاء وأشخاصا بالسلك الدبلوماسي وكثير من قادات الشرطة الذين كانوا يطلوبون الفتيات ليس لغرض الرزيلة فقط ولكن لغرض التلذذ بالتعذيب الذي يؤدي إلي القتل... كمال برغم ماصرفه من النقود لكشف ماهر ومنظومته الفاسدة وإرادته أن يحل محله... ولكن حين وجد كل ذاك الريب والعمل الغير مشروع الذي تشيب له الوجدان قرر التنحي... وترك لي لستة الأسماء مصورة ومرسلة علي الهاتف... وبجانب كل أسم رقمه الشخصي السري المخفي حتي في هيئة الأتصالات... قمت بإرسال صورة صغيرة بعدة أسماء من رموز الدولة إلي أكبر رأس بالدخلية من رقم ماهر... الذي قام خلال دقائق بالإتصال به لأجيب علي هاتفه دون التفوه بحرف واحد... كانت أوامره محددة... ألزم مكانك... سأقوم بتخليصك..أنتهت المكالمة.. علمت أنه سيرسل من يجهز عليه ويقتله... لم ألوث يدي بدمه...
فقط تخفيت بداخل الدولاب بذاك الباب السحري الذي صنعه ماهر ليخبئ به أمواله وأصل شرائطه التي يمسكها علي جميع من حوله... وأمواله التي جمعها من العمل المشبوه ولم يستطيع إداعها بأكملها في البنوك لعدم مُسائلته من أين لك هذا.. والذي صنعه أيضا ليختبئ به إذا ما ساء الأمر يوما ما...علمت بمكانه لأنه بمهارته وضعه بدلفة دولاب ملابسي من سيفتش بدلفة أنثي بكل جدية مثلما يُفتش في دلفة الرجل المطلوب حقا... حين دخل الحراس الشخصين ظننت أنهم للرأس الأولي بالداخلية... ولكن كمال لعب لعبته هو الأخر بعدما قام بحذف أسمه من القائمة وأرسلها لرئيس تحرير جريدة الأفضل...
أراد ان يجعله يتهور ويقتله قبل أن يسقط ليقع هو بها وينتهي منه... فهو منافسه الوحيد في مصانع الحديد والصلب... ليحتكر بذلك السوق بالفعل... وبالفعل قاموا رجال رئيس التحرير بقتله ونزلوا علي الفور... ليصعد رجال رجل الداخلية ليجدوه مخنوقا فيقوموا بتعليقه في البلكونة ليبدو كحالة إنتحار... وقاموا بالوصول لمكان برمجة الكاميرات وقاموا بحذف دخولهم إلي محل سكن ماهر... لم يراني أحدا من الحراس رغم تفتيشهم المنزل شبر شبر..... ولكنني من قمت بالإبلاغ عن الجريمة... جريمة قتل زوجي الذي لم يُسجل قسيمة طلاقي... وحتي وان قام بتطليقي قبل وفاته وعلمه بقرب أجله فأنا بعدتي أورثه وذاك رأي الشرع والقانون...زوجي الذي كتب لي الشقة الفارهة ونقوده التي في البنوك الأجنبية كل شيئ بعقود بيع وشراء قبل وفاته... لم أستطيع تسجيلها لضيق الوقت... ولكن كمال ساعدني هو ومحاميه لتحكم لي المحكمة بعد ستة أشهر بصحة التوقيع علي كل الأوراق
وعودتها لماهر وبالتالي فجميع أمواله باتت لي...كنا نشك أنا وكمال برجل الداخلية الأول انه سيقوم بتلفيق جريمة القتل لي... ففكرنا مليا حتي توصلنا بإرسال نسخة له من الأسماء من هاتف سري أخر كان يملكه كمال بأن جميع المستندات بالصوت والصورة التي تدينه معنا وبمجرد نطق وكيل النيابة بحبس حبيبة ولو ليوما واحدا علي ذمة التحقيق ستنتشر المقاطع فورا... وذلك لأبعد الشبهة عني إذا ماظنوا أن معي شيئا يدينهم ... تم القبض علي بالفعل قبل إرسال الرسالة ليتأكدوا أن مُرسلها بالخارج وليس التي أمامهم... وبدأت في سرد حكايتي لأكسب بعض الوقت قبل أن أتفوه بكلمة... وبعد بحث طويل لما
يتوصلوا لمكان تخبئة الأدلة أمروا بأخراجي علي الفور وقبل أن أنطق بحرفا واحدا يُدين الجميع...... خرجت وعلمت بمساعدة كمال مكان أختي رضوي... كانت حبيسة عند رجل أعمال ماليزي... مارس معها كل أنواع التعذيب والسادية... عادت لي مُستهلكة ومهترئة جسديا ونفسيا... ظلت لأسابيع شاردة وصامتة... كنت أقف أمامها وأخرج من صدري أنفاسا وتنهدات كفيلة لحرق مدن بأكملها من شدة ألمي علي حالها ومنظرها بتلك الحالة... أعتنيت بها جيدا حتي عادت لطبيعتها قبل أن نعود لرقية التي كانت قد تطلقت رسميا من والدي الذي أعترف لها حين مرض مرض نقص المناعة بأنه لم يسأل علي أحد من أزواجنا... فقط أخذ المال الوفير ليخبر الجميع بحُسن نسبهم
وأخلاقهم... باعنا بالمال ليجد ما يصرفه علي نزواته وزيجاته... أعلم أن هناك الكثير مثلي بتلك الحياة... ولكني أنا ورضوي ورقية أصبحنا ننتفض إذا ما رن جرس بابنا... أو حتي رن جرس هاتفنا... أصبحنا لا نثق بأحد... إلا بثلاثتنا البعض... بمال ماهر الذي أمتلكته قمت بإفتتاح مركز تأهيل للفتيات اللاتي تعرضن لأعمال عنف في جميع أنحاء الوطن العربي... وتعاقدنا مع أفضل المصحات النفسية والتأهيلية للحالات التي لم يستطيع مركزنا
بأطباؤه علاجها... وجدت تلك الفتاة الصغيرة التي تزوجها ماهر بعدي... علمت بطريقة زواجها المُهينة... أعلم انني شفقت علي كل الفتيات والسيدات التي رأيتهن يتعالجن ويطلبن المساعدة... وحتي اللاتي لم يستطعن النطق وأحضروهم زويهم... كم وددت لو أحتضنتهم جميعا لأطيب خاطري بوجودهم قبل أن أطمئنهم بوجودي بجوارهم... ولكن لم أعد أستطيع أن ألمس أحد بعد الأن... أتعالج أنا ورضوي ورقية أيضا... وعلي يقين اننا سننجو وسنستطيع التجاهل لكل الأحلام المزعجة التي تراودنا ليلا... سأكذب إذا ما قلت سأستطيع النسيان... أنا التي أنتصرت علي مهارة ماهر في الخداع... أنا التي وقفت فوق ألمي ورميت بجسدي فوق فوهة بركان لم أكن أعلم هل سأخمده أم سينفجر بي ويتسبب في تقطيعي
لأشلاء... كان ذاك البركان رجل الأعمال كمال الإبراهي... لم يكن أختياري له عن جهل... ولكن كان طلبي الوحيد من ماهر بعد قبوله الرهان أن يُرسلني لرجل ذو طريقة ليست بأليمة... شخص غير متوحش... فقط في البداية... أرسلت له إشارات بخوفي ورهبتي لمحاولتي الأولي للعمل... ونسي أنه تكلم معه أمامي ذات يوما وبعدما أغلق معه نتعه بالسذج والرحيم... وكأن الرحمة أصبحت أفة برجال ذاك الزمن... أنا من قمت بهدم مملكة البغاء
والتعذيب والوحشية... أنا من أستطعت التغلب علي آلامي بمحاولة شفاء غيري... أنا الشامخة جامدة تعبيرات الوجه ذو النظرة الشكاكة الفاحصة لمن حولي... أنا من سأقوم بإحراق الشر إذا ما أقترب سيجد تنين يجعله رمادا في لحظات بأنفاسي الحارقة... انا حبيبة صلاح الحوتي .. وهذه كانت قصتي
النهايه