رواية لعبة القدر سلطان وعثمان كامله جميع الفصول بقلم دينا عبدالله
سلطان دخل أوضته بحركة سريعة، وفتح الباب بقوة، ونور المصباح الساطع أضاء المكان. تفاجأ بوجود بنت نائمة على سريره، ترتدي بيجامة نوم خفيفة، وشعرها الفاتح منفوش على وسادة. النوم العميق جعلها لا تتحرك.
نظر سلطان إليها بذهول بملابسه الصعيدية التقليدية، التي كانت ملائمة لشخصيته القوية. زعق فيها بصوت عال: "إنتي مين؟ إزاي دخلت هنا؟
البنت فتحت عينيها ببطء، ونظرت إليه بذهول، ثم قامت بحركة سريعة، وجلست على السرير وهيا بتبص ليه بغضب وقالت بقوة: انت ازاي يا حيوان تدخل عليا بالطريقة دي
سلطان قرب من السرير ونظر إليها بعينين غاضبتين وقال: حيوان مين يا بت المركوب انتي...... مين انتي اصلا
بصتله بقرف من لبسه و طريقة كلامه وقالت بقرف: امشي اطلع برا..... فين الحاج عثمان
وطلعت من الاوضه وهيا متعصبه اوي وبتزعق وبتقول: هيا من اولها القرف ده
طلع عثمان من اوضته بقلق من زعيقها و صوتها العالي قرب منها وقال: في ايه
كانت لسه هتتكلم قاطعها سلطان وهوا نازل وبيقول بصوت غاضب: لقيت الهانم دي نايمه في اوضتي وعلي فرشتي وهيا بالمنظر ده
بصتله بقرف وغضب وقالت: الحيوان دا دخل عليا الاوضه من غير حتي ما يخبط علي الباب
سلطان بغضب: دي اوضتي ادخلها زي منا عايز انتي بقا كنتي فيها بتعملي ايه
ردت بغضب شديد وقالت: الحاج عثمان قالي اختاري الاوضه اللي تعجبك في القصر وهتبقا اوضتك وانا اخترت الاوضه دي
رفع حواجبه وقال: نعم يختي وملقتيش غير الوضه بتاعتي
بصتله وقالت بتكبر : باقي الاوض مش عجباني بلدي وتصميمها زباله... الاوضه دي بس اللي ماشي حالها شويه
بص سلطان علي ابوه عثمان وقال: مين دي يا حاج
عثمان: دي بنت الباشا الكبير انور هتقعد معانا هنا فتره كده
سلطان بغضب: مليش صالح تشوفلها اوضه تانيه غير اوضتي
بصتله بغضب و تحدي وقالت: وانا مش هطلع من الاوضه دي
بصلها بغضب من جرأتها و وقاحتها في الكلام معاه وقال: انتي بتتعاملي معاي زي ما تكوني وحده من اهلي ولا واحد مننا انتي ضيفه مش اكتر يعني زي ما نحطك تقعدي
ردت بغضب وقالت: انت فاكر نفسك مين واحترم نفسك وانت بتتكلم معايا وانا لولا اني مجبوره مكنتش وافقت اني اجي المكان المعفن دا واقعد فيه..... كلها فتره وارجع عند بابي تاني
سلطان بسخريه: بابي
بصت علي عثمان وقالت بغضب: مين دا
حم حم عثمان وقال: دا ابني سلطان
بصتله بسخرية وقالت: سلطان حتي اسمك بيئه زيك
سلطان بانفعال وغضب شديد: دانتي زوتديها قوي عاد ما تحترمي نفسك يا بت ولا عشان عايشه في العز والعيشه الهاي وبابي ومامي هتشوفي نفسك علينا.... وبعدين احنا منقلش حاجه عنكم اغنياء ومعانا فلوس فبلاش ترفعي منخيرك فوق في السما كدا
بصت علي عثمان وقالت بغضب شديد: انت تتصل بـ بابي دلوقتي حالا وتقوله يجي ياخدني من المكان ده مستحيل افضل ثانيه تانيه مع البني ادم الغريب دا
عثمان: اهدي بس يا هانم هوا ميقصدش.... مش كدا يا سلطان
وبص علي ابنه بحده بصله سلطان وقال: لا مش كدا عاجبها تعيش معانا مش عاجبها ترجع من المطرح اللي جات منه.... وبعدين بتعرفناش اسم الهانم ايه
بصتله بغضب رد عثمان وقال: دي الهانم هيام
سلطان بسخريه: وبتعيبي علي اسمي شوفي اسمك الاول
حاول عثمان يهدي الامور بينهم وخلى سلطان يسيب الاوضه بتاعته لـ هيام وشوف له اوضه غيرها... نفذ سلطان طلب ابوه بصعوبه وراح نقل حاجته في اوضه تانيه تحت نظرات الانتصار والغرور من هيام
قعدت هيام على السرير بحرقة وحزن، عيناها محمرتان من الدموع اللي نزلت بحرقة من عمق نفسها. كانت تفكر في كل اللي حصلها، في الألم والوجع اللي خلاها تسيب بيتها وتيجي تعيش في ده المكان الغريب.
كانت تذكر صوت أمها وأبوها، وصحابها اللي كانت عايشة معاهم في الرقي، وكل ده كان بيخليها تشعر بالفقد والشوق. نزلت دموعها بقهر ووجع شديد، وهيا مشتاقه لليوم اللي كانت عايشه فيه بسلام.
بصت حوليها بضيق من المكان ومن اللي عايشين فين، شافت الحيطان اللي بتحدق فيها بجمود، والأسقف اللي بتظاهر أنها مش مصدقة، والباب اللي بيفصلها عن العالم الخارجي. كل ده كان بيخليها تشعر بالسجن والضيق.
هيام قامت من السرير، ومشت في الغرفة ببطء، وهيا بتنظر للصور اللي في تليفونها، صور لأهلها وصحابها. كانت تذكر الكلمات اللي كانوا بيقولولها، والضحك اللي كان بينهم. كل ده كان بيخليها تشعر بالفقد والشوق.
رجعت هيام للسرير، ووضعته راسها على وسادتها، وهيا تبكي بحرقة. كانت تبكي على كل اللي فاتها، وعلى كل اللي كانت عايشه. كانت تبكي على فقدانها لأهلها وصحابها، وعلى فقدانها للحياه اللي كانت عايشه.
غلبها النوم بعد فترة، وهيا كانت تبكي، ودموعها كانت تنزل بحرقة على خدها. وتشعر بالفقد والشوق لحياتها
نزلت هيام إلى الصالة، حيث كان الحاج عثمان وابنه سلطان جالسين على السفرة، يأكلون الفطار. شافها عثمان وطلب منها أن تقعد وتفطر معاهم.
لكن هيام بصت على سلطان بضيق، وهوا كمان كان شافها بنفس الطريقة. كانت تشعر بالضيق من وجوده.
بصت هيام على الطعام، فشافت فطير مشلتت وعسل وجبنة قديمة. قرفت ورفضت تاكل.
هيام بضيق: لا مش عايزه اكل من الاكل ده
سلطان بضيق من غير ما يبصلها: ليه حاطين فيه سم
بصتله بغضب وقالت: انت بالذات متتكلمش معايا مش عايزه اشوفك اصلا
وسابتهم ورجعت علي اوضتها.... بص سلطان لـ ضيفها بضيق وغضب من غرورها تكبرها ورفضها لنعمة ربنا... بص علي ابوه وقال: هيا اي الحكايه فجأه كدا انور باشا يبعت بته تقعد معانا
بصله عثمان بقلق وقال: عادي فيها ايه
سلطان: لاا فيه يا ابوي البت قاعده هنا غصب عنها اي اللي يجبرها علي القعده هنا
ساب عثمان الفطير وبص لابنه وقال: عايز تعرف
سلطان بفضول: اكيد طبعا
عثمان: عشان قتلت...........