رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل الثامن 8 بقلم وسام اسامه

رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل الثامن بقلم وسام اسامه

 

استيقظت باكرًا بعدما تعافى جسدها من الحمى وذالك بفضل توفيق الذي لم ينفك عن الإعتناء بها لدرجة إجبارها على الإستحمام بمنتصف الليل

عند هذة الذكرى أبعدت الشرشف عنها بحدة...وهي تتذكر ليلة أمس حينما ارتفعت حرارتها من جديد

سمعته بوضوح وهو يقول...

- حرارتك ارتفعت مره اخرى سآخذك للحمام كي احممك و..


انتفضت من الفراش سريعًا وهي تضع يدها على وجهها قائلة بتقطع..

-لم ترتفع..انا..بخير تمامًا


هز رأسه بنفي وانخفض ليضع ظهر كفه على جبينها ليُغمغم عابسًا...

-بلى حرارتك مرتفعة..ستتحممين ثم نذهب للمشفى كي تتلقى رعايتهم و..


صرخت بحدة وهي تجذب من يده الشرشف...

-انا بخييير يارجل اخبرك انني بخير..كيف لك أن تقول احممكِ هذة..كنتُ أعلم انك شخص مُنحرف هدوئك هذا لم يخدعني


رفع حاجبه بإستنكار وعقد ساعديه ليقول...

- اممم..منحرف،هكذا إذًا !


تحرك نحوها وجذبها من أسفل الشرشف..

-كنت أنوي أن اجعلكِ تتحممين مُنفردة

لكن لابد من تهذيب كلماتك المُندفعة

وسأحممك بنفسي


حاولت التخلص من يده بوهن هاتفة برجاء...

-اقسم أنني لا أستطيع الوقوف على قدمي حتى


حملها رغم مقاومتها وكاد يتحرك وهو بغمغم بهدوء..

-وهذا ايضًا سبب وجيه كي احممكِ بنفسي


انتفضت بين يداه برفض على حين غفلة لتقع أرضًا ويرتطم رأسها وظهرها  لتتأوه وهي تُمسد ظهرها المُمدد ارضًا...

-هل تنوي قتلي في رابع ايام زواجنا !


انخفض ليجلس امامها ارضًا بضيق...

-سندس انا أكثر شخص صبور قد تريه بحياتك

ولكن في اربعة ايام فقدت استهلكتي كل صبري

معنى هذا أني سأكون أكثر حزمًا معكِ


إعتدلت لتجلس أمامه وقد بدأت قواها الضيئلة تنهار لتهمس وهي تمسد رأسها....

-انت تعاملني بحزم بالفعل..أكثر من هذا ستكون قاسيًا يازوجي...آااه اشعر بدوار عنيف


وقف وانحنى ليحملها من جديد ليقول بحزم وقد بدا مُخيفًا لها في هءة اللحظة...

-سآخذك للحمام وأملئ المسبح بماء بارد

وسأترككِ لتخلعي ثيابك وتجلسين بالماء

ولكن ياسندس اقسم بالله إن غشيتني

سأدلف وأضع رأسك تحت الماء بنفسي

وانتِ عارية


انكمشت بين بداه مُرددة خلفه بذهول...

-عارية !


حرك رأسه بثبات وردد بقوة...

-نعم عارية تمامًا ايضًا


استفاقت من شرودها وهي تُمتم بخفوت...

-ذاك المُتجبر..يعتمد على قوته الجسدية

محاولة مقاومته وكأن صرصور يُزيح جبلاً


-من الصرصور انتِ

انتفضت بفزع من وجوده المفاجئ..

لتجده أمامها عاقد ساعديه ويرفع حاجبه بتساؤل

 تأوهت وهي تضع يدها على قلبها لتقول بإرتجاف...

-هل تنوي إصابتي بسكتة قلبية !

افزعتني لِمَ لا تطرق الباب ككل البشر


أشار لنفسه بهدوء متسائل...

-انا افزعتكِ..لا اظن ان هذا سيكون رأيك حالما تنظرين للمرآة وتدركين من منا المُفزع الحقيقي


جعدت وجهها بحنق وهي تبعد الشرشف عنها وتهبطت من الفراش متجهة نحو المرآه

رفعت حاجبها ساخرة وهي ترى إنعكاسها مُشعثة الشعر وكأنه كومة من القش المُبعثر

التفتت له ببرود وهي تمسد على خصلاتها وتعدلها عن وضع الأسلام الكهربائية...

-انا معتادة على هذا الشكل كل صباح

فالمشكلة مشكلتك أنت..عليك الإعتياد

ثم انك تغزلت بي سابقًا..أم انك كنت تكذب


حرك كتفيه ببساطة وغمغم...

-انا تغزلت بخصلات ناعمة مُرتبة

لم اتغزل بهيأتك المُشعثة تلك


امسكت شعرها لتقول بحدة...

-خصلاتي لازالت ناعمة..ولكني كثيرة التحرك في الفراش ويتشعث شعري سريعًا.. وخلال ثوان سيعود ذاك الشعر الذي تغزلت به 


إبتسم واطرق رأسه لعدة ثوان قبل أن ينظر لها من جديد ويقول برفق...

-مُشعثة أو مُرتبة انتِ جميلة بكل الأحوال


تصنمت للحظات وهي تنظر له بتفاجؤ

وتهدل كتفيها عن وضع الهجوم وهي تحدق في وجهه الهادئ..ونظرة صادقة تطل من عيناه جعلت إرتباكها يزداد لتُغمغم بخشونة وتفصل تواصلهم البصري...

-اخرج لإبدل ملابسي إذا سمحت


حرك رأسه بإيجاب وخرج ليُغلق الباب خلفه

لتنهار على الفراش واضعة يدها على معدتها هامسة..

-ماذاك الألم الآن بسبب كلمة تافهة قالها !


وعادت الكلمة ترن في اذنها بصوته العميق

"مُشعثة أو مُرتبة انتِ جميلة بكل الأحوال"


تأوهت وهي تضع يدها على اذنيها تمنع الصوت من التردد داخل عقلها لتهمس بضيق...

-هذا تأثير أول كلمة غزل اتلقاها بحياتي..لِمَ اتصرف كمراهقة حصلت لتوها على إعتراف بالحب !


وقفت لتخرج ملابس منزلية مكونة من بنطال وكنزة لترتديهم بعجاله وتخرج من الغرفة متجهة نحو المطبخ لتحضر ما يأكلونه


فتحت المُبرد لترى محتوياته وتخرج البيض والجُبن

والقشطة وبعض الخضروات لتبدء في تحضير فطور متواضع مقارنة فيما يعده هو كل صباح

لم تحتاج للبحث كثيرًا بسبب نظام المطبخ لتهمس..

-رجل مُنظم في هذا العالم !

يالحظي العظيم بزواجي منه


سمعت طرقات رتيبة..التفتت لتراه مستند الى الطاولة وهو يقول..

-ها انا طرقتُ كي لا تفزعي


قلبت عيناها بلا مبالاة لتقول...

-اها نعم احسنت احسنت

اخبرني كيف تُفضل البيض


جائها رده المختصر وهو يقول...

-افعلي ماتُجيدينه

 

بدأت تضع المكونات في الأطباق وقد قطعت الخضروات مُسبقًا..واخرجت الخبز الساخن من الفرن الكهربي لتضعهم على الطاولة لتقول...

-بما أنني لازلت اشعر بالإجهاد حضرت فطور متواضع

من الغد سأبدأ بتحضير الثلاث وجبات لا تقلق


كالعادة تجاهلها وبدأ بتناول الطعام..ولازالت هي واقفة دون حِراك..ليرفع عيناه لها بتساؤل...

-لِمَ تقفين هكذا !


-لم تخبرني بالجلوس لإشاركك الطعام

عقد حاجبيه بدهشة وترك الخبز ليقول...

-وهل تحتاجين أن اخبركِ بالجلوس ومشاركتي الطعام !


دهشته الواضحة جعلتها تشرد في موقف مُشابه

حينما كانت واقفة جوار غريب و رفع وجهه أخيرًا "ليقول بإنتباه..

-قالت أمي انكِ يتشاركيني طعامي..لا أن تحدقي بي دون هدف ياسندس"


"زاد إحمرارها وجلست سريعًا تبرر بإندفاع..

-انتظرتك أن تقول لي ان أجلس"


"التوت شفتيه برضا ليغمغم بهدوء..

-أرى أنكِ تعلمتِ درسك جيدًا"


"عبست وهي تتذكر صراخ والدها حينما كان يأكل طعامه مع غريب..وانضمت لهم بعفوية ضاحكة..ليصرخ بها والدها معنفًا إياها..كيف تجلس على الطعام معهم دون أن تأخذ الإذن من خطيبها"


"غمغمت بخفوت..

-نعم أنا أتعلم سريعًا بشكلٍ جيد"


"جيد..هيا تناولي طعامك"


إستفاقت على يد توفيق وهو يجذبها لتجلس والضيق بادٍ على وجهه ليقول بحزم...

-لا تُكرري ماحدث الآن ياسندس

انا لا املك الحق لأُعطيكِ الإذن لتناول طعامك

انتِ لستِ جارية أو خادمة لتفعلي هذا


تعلقت عيناها بوجهه دون حديث لترتجف يداها

حينما شعرت بتلك الذكرى المُهينة تتلاشى مع كلماته الحاسمة..وكأنها ذرات غُبار طارت في الهواء

وضع الخبز أمامها حينما طال صمتها وظلت ساكنة

ليقف متجهًا للغلاي الكهربي...

-احب تناول الشاي مع الفطور..تُحبين الشاي !


حركت رأسها بإيجاب دون أن تتفوه بحرفٍ واحد

انتهى من إعداد الشاي ليضع الكوب أمامها ويُشير لطبق الجُبن باسمًا...

-لُقمة من الجُبن مع رشفة من الشاي تحصلي على طعم كالسحر..لذالك أحب أن اشرب الشاي مع وجبة الفطور يوميًا


بادلته الإبتسامة بأخرى ضعيفة وهي شاكرة لمحاولته لإخراجها من شرودها..لتفعل مثلما قال وتمضغ الخبز والجُبن ثم تعقبه برشفة شاي..لتتوسع عيناها وهي تقول مؤيدة...

-انت محق الطعم رائع

كنت اظن أن ملوحة الجُبن

 مع المذاق الحلو للشاي سيكون سيئًا !


إبتسم وتابع تناول طعامه ليقول..

-يتلائم كل ماهو مختلف ياسندس

الإختلاف يُعطيكِ نكهة جديدة

انا التطابق لا يُعطي سوى الطعم المعتاد


رفعت حاجبيها وهي تشعر ان كلماتها كالعادة يُقصد بها معنيان..ولكن لم تُعقب حينما رأته عاد لصمته من جديد وكذالك هي

                            ***

في وقت العصر...


تأفأفت وهي تقلب محطات التلفاز بضجر

رنت بطرف عيناها نحوه لتجده لازال يمسك هاتفه

ويكتب ويتلقى الرسائل..وبدى مندمجًا للغاية

لوت شفتيها بضيق لتهمس...

-ملل الزوجية بدأ من الآن..اين انتِ يانوران


 انتبه لكلماتها ليتحدث توفيق بغير إنتباه..

-تودين التحدث مع نوران


غمغمت بضيق...

-اود الحديث مع اي كائن حي

يستطيع إيجاد الحديث بدلاً من الصمت


إبتسم واكمل عبثه بالهاتف ليقول...

-انا صامت لأن و بمجرد أن نبدء بالحديث تبدئين بإلقاء كلمات كطوب البناء 


كتمت غيظها منه ومن إنشغاله بالهاتف لتقول بإندفاع حاد....

- لا تتوهم اني أريد تبادل الحديث معك ،بل أود هاتف كالذي بيدك


جذبت إنتباهه أخيرًا لينظر لها بإستفهام ليلوح لها بالهاتف...

-تودين استخدام هاتفي..أم شراء مثله !


نظرت للهاتف الحديث لتغمغم بضيق...

-انسى الأمر أعلم انك سترفض


نظرت للتلفاز من جديد لتسمع صوته يقول...

-مالذي دفعكِ للتأكد من رفضي !

لا اظن انني رفضت لكِ شيئ سابقًا


-لم ترفض لأنني ام اطلب منك شيئ بعد

وانت لم تسألني إن كنت اود طلب شيئ منك او لا


تنهد بصبر ليقول برفق وكأنه يحادث طفلة..

-ها انا اسألك مالذي تودينه ياسندس

هيا اخبريني


زمت شفتيها وزاغت عيناها لتقول بخفوت..

-انا استعمال هاتفك..وايضا انشئ حساب

على موقع التواصل الإجتماعي لأحادث رفيقاتي

وإن رفضت لا بأس سأهاتفهن كما كنت افعل سابقًا


لم يقابلها سوى بالصمت والتحديق بها بغرابة

ليقول بعد دقيقة...

-لاحظت انكِ تقتنين هاتف قديم الطراز

ألم تقتني هاتف حديث ابدًا ياسندس !


حركت رأسها بنفي وتشغالت بالنظر لأصابعها لتقول..

-لم اقتني حتى هاتف قديم الطراز

امي اشترت ذاك لأحادثها وانا هنا

حاولت مرارًا اقنعها هي وابي وغريب أن اقتني هاتف حديث ولكن غريب كان يرفض بإستمرار كي لا تفسد أخلاقي و..


قطعت كلماتها وهي تشهق بإدراك انها جائت بإسم رجلاً آخر أمام زوجها..رفعت عيناها لتجد يطالعها بهدوء..ولكن نظرته المستائة كانت كافية لتجعلها تُدرك خطئها


اشاح وجهه عنها ليُغمغم بخفوت...

-سأرجع لعلمي منذ الغد..اذهبي وبدلي ملابسك كي نتنزه قليلاً لابد انكِ مللتي الجلوس هكذا


وقف عقب انتهاء حديثه وخطر نحو غرفته

لتطرق رأسها بضيق هامسة...

-اود أن اقسم بكل الكتب السماوية اني لا اتقصد اغضابه ولكن في كل مره اكرر هذا بكل غباء العالم


تنهدت لتقف متجهه لغرفتها كي ترتدي ملابسها 

ولكن اثناء مرورها كان باب غرفته غير مُقغل بالكامل

لتراه عبر شق صغير جالس على الفراش يستند بساعديه الى ركبتيه وينظر أمامه بملامح واجمة


من دون إرادة تحركت نحوه وطرقت الباب ليرفع وجهه لها دون حديث..لتُغمغم بتوتر...

-انا اسفة..اممم..لا أعلم انا في العادة لا اتحدث بإندفاع..ولستُ ثرثارة ايضًا


حرك رأسه بإيجاب ليقول بعد صمت..

-لا عليكِ


رفعت يدها لتمسد رقبتها بغير راحة لتقول..

-مارأيك بهدنة صداقة !


-صداقة !

غمغمت بإيجاب وهي تتلاعب بإطراف خصلاتها

بينما هو يطالعها بإنتظار الإجابة...

-نعم..إن تصرفنا كأصدقاء او كأقارب سنخلق نوعًا من الطاقة الإيجابية..انا اتوتر من الأجواء المشحونة

او ان يغضب مني احدهم..سأحاول ألا اندفع بالحديث مره اخرى


افترت شفتاه عن إبتسامة صغيرة ليقول بنبرة لينة..

-لم اعد غاضبًا وأوافق على إبرام الإتفاقية

ولكن اشك بقدرتك على كبح كلماتك العنيفة


تجعد وجهها بحدة لتقول بإندفاع...

-هكذا إذًا..انا احاول التعاون معك بسبب اعتنائك لي في مرضي ولكنك لا...


توقفت حينما رفع حاحبيه دلالة على إندفاعها من جديد..بكل بساطة بلعت الطُعم وغضبت واندفعت بغباء..لتتنهد بضيق وتقول...

-اووه حسنًا اعدك أنني سأحاول بكل جهد أن افكر بالحديث قبل أن أقوله


وقف بطوله الفارع ليمد كفه باسمًا..

-انا موافق


نظرت ليده ثم لوجهه مطولاً..لتتيه أفكارها به وهي تتأمله بصمت..لأول مره لا تراه ضخمًا يثير بها الخوف..بل وسيم خاصة بإبتسامته اللطيفة تلك

بشرته المتأثرة بلون الشمس..وعيناه اللامعة

خصلاته القصيرةومع ذالك كانت ناعمة كحال كل فرد في عائلة والدتها...اخفضت عيناها لكفه الممدودة

لتصافحه بتردد


اتسعت إبتسامته ليشد على يدها برفق وطال صمتهم

 انتبهت لتحديقهم الطويل لبعضهم لتسحب يدها من كفه بقو مغمغمة بإرتباك...

-اوه..يجب أن اغير ملابسي للنزهة

وانت ايضًا..لن اتأخر


ثم خرجت سريعًا من الغرفة..وعيناه تلاحقها بنظرات مُلتهفة خرجت عن سيطرته وتمردت على هدوئه

ولكن بصعوبه لجمها وتنهد وهو يهمس لنفسه بالصبر..

-بات الوصول وشيكًا ياتوفيق..لن يضرك صبر أيام او اسابيع..لقد انتظرت لسنوات


وجودها في غرفته تطلب عقد صداقة بينهم في حد ذاته إنجاز..رغم انه غير مشجع ابدًا بسبب صمته وهدوئه..ولكنه يُفضل الصمت على أن يسمع مالا يطيقه..خاصة وانها لم تتعافى من الماضي تمامًا


نظر لكفه وضم أصابعه يستذكر نعومة يدها

إسم على مُسمي..سندس حريرية الملمس حبيبة الفؤاد والروح


خرج من غرفته بعدما تأنق وانتظر خروجها من غرفتها..وبالفعل دقائق وخرجت في ملابسها السوداء المعتادة ووشاح وجهها كذالك لتقول بخفوت..

-انا جاهزة


امال رأسه يتفحصها ليقول....

-لا ترتدين سوى اللون الأسود !


اطرقت رأسها بإيجاب وتحدثت بتردد..

-لم يكن مسموح أن اخرج من المنزل بغير الأسود

إذا خرجت من الأساس


فهم تلميحها الخفي ليمد كفه ليها..

-هيا ياسندس دعينا نذهب كي نبدء نزهتنا


لم تكن نزهة بالمعنى الحرفي..بل اصطحبها لمطعم مأكولات غربية ثم بدأت رحلتهم حول المحلات النسائية يبتاع لها كل مايروق له ورغم إعتراضها في البداية مُعللة انها تملك الكثير من الملابس

ولكنه اجابها بهدوء...

"يعجبني كونك محتشمة بل أنا اشد سعادة

ولا أمانع أن ترتدي الألوان الهادئة الغير جاذبة للأنظار

لا يعجبني إرتدائك للأسود بشكل دائم..كما أشعر انه لا يعجبكِ ايضًا "


نظرت له بتشتت واضح لتقول بتقطع...

"ولكن امي وابي و"


شد على كفها ليقول بهدوء...

" لا ارى سببًا لإعتراضهم طالما انكِ غير مُلفتة للنظر سنشتري اللون الأزرق والبُني..وكذالك الوشاح سنشترى منهم ألوان هادئة هيا بنا "


ثم انتهى بهم المطاف في أحد محلات الهواتف الحديثة ليشتري لها هاتف كالذي معه مع مستلزماته

وهي تحدق به بإمتنان وسعادة طفولية

مرت الساعات بسرعة شديدة وحان وقت الرجوع للمنزل..


دلفوا للمنزل منهكين وقد نفذت كل طاقتهم

لتترك الحقائب ارضًا وتبتسم له شاكرة...

-اشكرك على كل شيئ..كنت كريمًا للغاية معي

كلفتك الكثير على مايبدو


التفت لها ومنحها إبتسامته الرزينة وهو يردد..

-فِداك ياسندس..المال وصاحبه لكِ


زاغ بصرها عنه لتغمغم...

-سلمتَ ياتوفيق..أحضر لك العشاء !


حرك رأسه بنفي وجلس على الأريكة وربت جواره..

-تعالي واجلسي لتفهمي كيفية التعامل مع الهاتف


اطاعته وجلست جوار وهي تحدق بالهاتف بحماس

وتحرك رأسها بفهم كلما أشار لأحد الكلمات..ولكن توقف للحظات وهو يتسائل...

-تجيدين اللغة الثانية !


حركت رأسها بإيجاب لتقول باسمة...

-رغم أنني لم اكمل دراستي ولكن حرصتُ على تعلم اللغة الثانية للتعرف على الثقافات المختلفة..قضيت سنوات طويلة في القرائة والتعلم


إبتسم بإعجاب وربت على رأسها مغمغمًا...

-زوجتي الذكية..تودين إكمال دراستكِ ياسندس


خفق قلبها بقوة لهذا السؤال الذي كان بمثابة حلم بعيد لن تصل له ابدًا..لتُشيح وجهها عنه بحزن..

-كنت اتمنى أن ادخل الجامعة كهالة

ولكن...


قطعت حديثها وهي تعلم انه فهم إجابتها بإن غريب منعها من إكمال دراستها بعد نهاية الإعدادية

عقد توفيق حاجبيه وهو يُدرك أن غريب جردها من كل الأحلام والطموحات والرفاهية ايضًا

وضعها في صندوق محكم ولم يبقى لها سوى التسليم بأنه عالمها...كيف يستطيع جعلها تتخطى غريب وحياتها كانت تدور حوله فقط !

الفصل التاسع من هنا                    

تعليقات



×