رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثامن بقلم ولاء رفعت
حبايبي وحشتوني أووووي تسلمولي ع دعواتكم وسؤالكم عليا ربنا يسعدكم أخواتي وكل سنة وأنتم طيبين ويارب يعود عليكم أيام العيد بالخير والبركة والفرحة ... بعتذر منكم ع التأخير وده غصب عني خاصة أنا ف شهري الثامن وظروف حملي ف أخر شهرين صعبه شويه فمعلش إستحملوني عشان كده مش محدده مواعيد ثابته للنشر
أسيبكو بقي مع الحلقة الثامنه وبعدها التاسعه ويارب تعجبكو الحلقتين
أتمني لكم قراءة ممتعة ♥♥♥♥
#لولي
_ترجل كنان من سيارة قصي ليجد جميع الحراس ف إنتظاره يستقبلونه بكل حفاوه وترحاب ...
_ حمدالله ع سلامتك يابطل ... قالها قصي له بعدما أوصد أبواب سيارته بجهاز التحكم
قال كنان بعد أن أطلق تنهيده بأريحيه وسعاده :
ياااه الواحد مكنش مصدق إنه ممكن يرجع هنا تاني
ربت قصي ع كتفه المصابه بمزاح :
متقولش كده إنت زي القطط بسبع أرواح
أجابه كنان بإمتعاض مازحا :
كله فداك يا كينج
قصي :
طيب يلا أدخل عشان ترتاح أنا خليتهم يرتبو لك أوضتك وعقبال ماتاخدلك شاور يكون العشا جاهز متتأخرش بقا
إبتسم له كنان :
حاضر يا كينج
ذهب إلي غرفته وقبل أن يدلف إلي الداخل لاحظ بصوت موسيقي كلاسيكيه هادئة تنبعث من الغرفة المجاورة ... قطب حاجبيه ليثير فضوله صوت أنثوي يغني بللغة لم يفقه منها حرفا... لم يشعر بيده وهو يفتح المقبض وتقدم للداخل فلم يجد أحدا لكن إنتبه للصوت يصدر من المرحاض الذي أنفتح بابه للتو لتظهر أمامه تلك الشقراء وهي تجفف خصلات شعرها المبتلة ... لم تكن ترتدي سوي ثيابها الداخلية المكونه من قطعتين تكاد تخفي أجزاء بسيطه ... وقف متسمرا يبتلع ريقه وهو يرمقها من أعلي رأسها لأخمص قدميها ... وقال بداخل نفسه :
يخربيت جمال أمك
ولم تلبث ثواني حتي أفزعه صراخها ...
ركض نحوها بسرعة الريح ليكمم فاهها وقال :
أخرسي يخربيتك هتفضحيني ... أنا كنت ... آآآآه
قامت بغرز أسنانها ف كفه ليصيح متأوها :
يابنت العضاضه
سيلينا بغضب وهي تضربه بالمنشفه :
ماذا تفعل أيها المعتوه هنا؟؟ ... أغرب عن وجههي
لم يفهم من لغتها كلمة واحده بل ظل يتفادي ضرباتها :
أهدي يا بت مش فاهم منك حاجه ... دي شكلها مجنونه
أصابت ضربتها كتفه المصابه فزاد ألمه مما آثار حنقه :
لاء أنا سكتلك كتير تعاليلي يامزه ...
جذب من يدها المنشفه التي تتشبث بها فتعثرت مندفعه نحوه ليسقطا معا ع الأرض هو بالأسفل وهي أعلاه ...
وف نفس التوقيت جاءت إحدي الخادمات لكي تخبرها بالإنجليزية إن العشاء جاهز :
سيدت....
لم تكمل حينما رأتهما ف ذلك الوضع ... لتشهق الخادمة بخجل وركضت إلي الخارج ...
نهضت سيلينا ع الفور وتحدثت بالإنجليزية حتي يفهمها :
(الحوارمترجم )
هيا أيها الأحمق أخرج من هنا
أجاب عليها وهو ينهض ويعدل ثيابه :
سوف أخرج لكن سأريك من هو الأحمق أيتها الشقراء الفاتنه
قالها وغمز لها بعينه وهو يغادر ... أدركت إنه يغازلها فكادت تبتسم لكنها تزكرت دخوله لغرفتها بدون أذن وأقتحم خصوصيتها فجزت ع أسنانها بحنق لتقول :
حسنا أيها المعتوه سأريك
******^^^^^^*******^^^^^^^*********
_ في المطبخ ...
_ ألحقو يابنات ... قالتها الخادمه لتنتبه إليها زميلاتها :
ف أي ؟؟
أجابتهم بصوت منخفض:
روحت عشان أقول لضيفة قصي بيه إن العشا جاهز ألاقيكو أي !!
جميعهن بصوت واحد :
أي ؟؟؟
جزت ع شفتها السفلي بخجل ثم قالت :
كنان بيه واقع ع الأرض وهي فوقه وياريت بس كده ... إستغفرالله العظيم يارب كانت لابسه ... همست لهن بأسماء قطع الثياب فشهقن وهن يضعو كفوفهن ع أفواهن ...
قالت إحداهن :
طبعا دي خواجيه ومعندهاش خشا ولا حياء
فقالت أخري :
وأنا كنت بنضف فوق سمعت صبا هانم بتتخانق مع قصي بيه والي فهمته إن البت الأجنبيه دي عينها من البيه ... دي شكلها جايه تكوش ع رجالة القصر
قالت ثالثه :
ياعيني عليكي ياصبا هانم دي لسه متصالحين هي والبيه وشكل العقربه دي هتخرب عليهم
_ بتعملو أي أنتي وهي وأي الي موقفكو كده ؟؟...
صاحت بها زينات
فأنتبهت الفتيات وقالو :
مفيش يا مدام زينات .. إحنا خلصنا العشا وحطناه ع السفره
زينات بجدية صارمه :
طيب كل واحده تروح ع أوضتها ويفضل أتنين منكو عشان تشيل الأطباق بعد مايخلصو العشا
_ تجول صبا غرفتها ذهابا وإيابا وذهنها لايدور ف فلكه سوي أمر واحد وهو كيف تتخلص من تلك الحية الصفراء بدون أن تثير غضب قصي ... حدقت ف الفراغ لثوان حين جاءتها فكرة من قاع الجحيم لكن قالت :
لاء لاء طبعا لو عملت كده هبقي بأذي قصي قبل الزفته دي .. لازم الاقي حل تاني يخلصني منها ... الله يسامحك ياقصي هتخلوني أولد قبل ميعادي ...
قالتها لتطلق زمجرة بحنق ...
_ مالك ياقلبي منزلتيش ليه العشا جاهز ... قالها قصي حيث جاء للتو
جلست ع طرف التخت وهي تشعر بالتعب :
مش قادره يا حبيبي ... روح أتعشا أنت الأكل بلليل بيتعب معدتي خصوصا إبنك عامل معايا الواجب وزياده مبيبطلش حركة طول الليل وأنا نايمه ...
قالتها وهي تشير إلي بطنها المنتفخ
إبتسم وأقترب منها ويحتضنها من الخلف وهو يضع يديه برفق ع بطنها وقال :
شكلك هتطلع شقي زي أبوك ... براحة ع مامي
قالت بتهكم :
بدل ماتوصيه وصي باباه الأول عليا
جعلها تلتف إليه محاوطا خصرها :
وهو باباه عملك أي ؟
إبتسمت بسخريه :
جايبلي حية صفرا ف القصر
عقد حاجبيه ثم إبتسم وقال :
تاني يا صبا الي قولناه هنعيده تاني !! أظن فهمتك إنها مسأله مؤقتة لحد ماتسافر
صبا بحنق :
مش قولت إنك هتأجرلها داهيه تقعد فيها لحد ماتغور وتسافر
زفر بسأم وقال :
فكرت ف الموضوع لاقيت مش هينفع
صبا :
ليه إن شاء الله ؟؟؟
قصي :
طبعا نيكلاوس باعت رجالته ف كل حته يدورو عليها وبما فيهم هنا ف مصر ولو سبتها تقعد لوحدها ف شقه ممكن يوصلولها فالقصر أأمن لها
صاحت بسخريه :
ياعيني ياحنين !!
أمتعض وجهه وقال محذرا :
صبا!!
أبتعد عنه وهي تزيح يديه عنها :
بلا صبا بلا بتاع ... ويكون ف علمك بقي أنا مش داخل دماغي حوار هروبها ده وشاكه إن كلاوس باعتها لك عشان يخلص منك وعشان عارفك كويس بعتلك معاها الملف طعم يصطادك بيه
رمقها بنظره حاده وقال :
مش قصي العزازي الي يضحك عليه ياصبا وأنتي أكتر واحده عارفه كده
قالت بإبتسامه صفراء :
لايقع إلا الشاطر يا كينج وبكره الايام هتثبتلك كلامي
أجاب بكل ثقة :
يبقي لسه معرفتيش جوزك كويس ...
إتجه نحو الباب وأردف بدون أن ينظر لها :
أنا نازل أتعشا زمان سيلينا مستنياني من بدري ... قالها وإبتسم بجانب فمه بمكر وغادر تاركا بركان من الغضب خلفه حيث ألقت وساده خلفه وهي تزمجر بغيظ .
""""""^^^^^^^""""""^^^^^^^""""""""^^^^^^^^^
_ بداخل إحدي الملاهي الليلية الشهيرة ف مدينة موسكو يعم الصخب وضجيج الموسيقي الغربية ذات الإيقاع السريع ... وضحكات بائعات الهوي المتجلجلة ... وها هو أكبر زعماء المافيا يجلس بإريحية وسط جواريه كما يسميهم ع الأريكة الجلدية السوداء يحتسي الخمر . . ويحاوطهم من الجانبين حراسه بأجسادهم الضخمة يحملون أسلحة آلية ...
تقدم نحوه إحدي رجال الأعمال ذو أصول يهودية أوروبية وهو يرفع كأسه ف الهواء يلقي التحيه بطريقة ساخره :
تحيا زعيمنا كلاوس وحورياته الجميلات
إندفع نحوه الحراس فأوقفهم كلاوس :
أتركوه
تقدم الرجل مبتسما بتهكم وجلس ف المقعد المجاور للأريكة واضعا ساقه البمني فوق اليسري بزهو وكبرياء ...
رمقه كلاوس بنظرة من عينيه الحادتين قائلا بصوته ذو البحة :
ماذا تريد ديفيد ؟؟
أخرج ديفيد سيجارة من جيبه وقداحة وأشعلها وسحب نفسا عميقا وأخرجه بهدوء إستفزازي :
أنت الذي تريد عزيزي كلاوس
ضيق عينيه بنظره إستفهاميه وقال بإزدراء :
وماذا أريد من صهيوني لعين مثلك
قهقه ديفيد بصوت جلي :
بدأت تتحدث مثل العرب الأغبياء عزيزي
زمجر كلاوس بحنق بعكس برود أعصابه الذي يتميز به وقال من بين أسنانه :
لو كنت مثلهم لما وصلت لمكانتي وعندما يذكر إسمي يرتعد كل جرذ منكم ف مخبأه ... أظن إنك قد نسيت من هو نيكلاوس
إنحني بالقرب منه ليلتقط من يده كأسه وأخذ ينظر إلي محتواه وقال :
وهل عشيقتك ترتعد منك أيضا !!... حسنا لن أطيل عليك أكثر من ذلك ... فوقتي أثمن أن أضيعه هباء ...
نهض ومازال يتأمل النبيذ ذو اللون الأحمر القاتم :
سيلينا رومانوف
وما إن ذكر إسمها لينتبه له كلاوس والشر يتطاير من عينيه ليكمل حديثه بطريقة مسرحية :
سيلينا حلقت إلي الملك وليس هذا فقط ... إبتسم بجانب فمه كإبليس عندما يتمم صفقة مربحة :
ولديها مايطيح عنقك وعنق كل من تعاملو معك مسجل بالصوت والصورة ...
_ كاذب فاجر ... تمتم بها كلاوس وهو يجز ع أسنانه التي أصدرت صرير إحتكاكها
وقف ديفيد أمامه ودنا منه وقال :
عزيزي أنا الوحيد الذي لجأت إليه لكي تهرب من جحيمك وفتحت لها زراعي بكل سرور ... بالطبع لم تخبرني بما تخبأه وتخطط له لكن أنت تعلم جيدا إن لاشئ يخفي ع ديفيد آيزاك ... أعطي له الكأس وغمر بداخله سيجارته التي أنطفأت ف النبيذ ... وأطلق قهقه مدويه وغادر تاركا كلاوس مثل التنور ف ذروة وهج نيرانه إذا لم تجد شيئا تلتهمه فسوف تحرقه بلا هوادة ..
_ ساااااااايمون ... صاح بها كلاوس وهو يقذف الكأس بكل قوة ف الأرض لتنفض من حوله الفتيات بذعر
تقدم نحوه حارسه :
أمرك سيدي
كلاوس :أخبرهم بأنني أريد السفر الليلة
سايمون:
كيف سيدي وغدا لديك مؤتمر ف البرلمان يجب عليك حضوره
رمقه كلاوس بنظره قاتله جعلته ينظر إلي أسفل بخوف : .أمرك سيدي سأنفذ كل ماتريد ... ذهب مسرعا
فقال كلاوس متوعدا بكل شر :
يبدو إن عقابك سيلينا كان غير كاف ... وأنت ياقصي لقد حددت مصيرك بيديك ... مرحبا بك ف جحيمي !!!
^^^^^*****^^^^^******^^^^^*******^^^^^^^****
_ في غرفة مائدة الطعام ... دلف قصي ليجد سيلينا ف إنتظاره مبتسمه لكن تلاشت تلك الإبتسامه حينما جاء كنان الذي لا تنكر وسامته خاصة عندما أرتدي القميص القطني الأسود ذو نصف أكمام الذي أبرز عضلات عضديه وصدره العريض كما يرتدي بنطال قطني بنفس اللون مطرز ع جيبه إسم الماركة الرياضية الشهيرة ... وخصلاته الفحمية الحريرية الكثيفة التي مشطها إلي الجانبين ليتدلي خصله شارده فوق جبهته ... لكن كل هذا لا تلق له أي إهتمام فهناك من يملأ قلبها قبل عينيها وستبذل قصار جهدها حتي تفوز به !!
_ إتأخرت عليكو ؟؟... قالها كنان وهو يسترق النظر إلي سيلينا
قصي : أنا لسه جاي زيك ... نسيت أعرفك طبعا أنت عارفها لما حكتلك عنها لكن أول مرة تشوفها ... سيلينا
ثم نظر قصي إلي سيلينا التي لم تفهم منهما شيئا وقال :
سيلينا أعرفك بمساعدي وصديقي وحارسي الخاص ... كنان
سيلينابإبتسامه صفراء :
أهلا بك
بادلها كنان بإبتسامة إستفزازيه وقال :
تشرفت بمعرفتك إيتها الفاتنه ... فأخرج من جيبه إنسيال فضي وأعطاه لها وأردف :
تفضلي لقد وقع من يدك وأنتي فوقي ... وإبتسم لها بخبث ... أخذته منه بحنق ووجهها محتقن بالدماء
نظر إليه قصي رافعا إحدي حاجبيه :
فوقك !!
كنان بعد أن أبتلع ملعقة طعام :
هابقي أحكيلك يابوص لما نقعد لوحدنا
نهضت سيلينا وكادت تتحدث ليقاطعها دخول صبا التي تفاجاءت بوجود كنان ع المائدة ونظرات قصي الذي رمقها بنظرات مرعبه حيث ترتدي ثوب أسود يلتصق بها من أعلي ويكشف عن زراعيها وينسدل بإتساع من أسفل صدرها حتي ينتهي إلي منتصف فخذيها العاريين ... كما يملأ وجهها زينة صارخة لاسيما حمرة الشفاه ذات الأحمر الناري وعينيها كحيلتان لتبرز سحر رماديتيها وتفوح منها رائحة عطر اللافندر القوية ...
إبتسمت سيلينا بمكر حينما لاحظت نظرات قصي إلي صبا التي جلست بجوار كنان وهي ترحب به :
حمدالله ع السلامه يا كنان
توقف عن الطعام ولكن بدون أن ينظر لها إحتراما لقصي فقال :
الله يسلمك ياصبا هانم
وضعت يدها ع كتفه وقالت وهي ترمق قصي بتحدي وعناد :
ده لولاك مش عارفين كنا هنعمل أي
إبتسم كنان :
قصي بيه أفديه بعمري
مازال يرمقها بنظرات سوداء لتعلم إن الليلة لاتمر عليها بخير بتاتا ... لمحها كنان بطرف عينيه ثم نظر إلي قصي ليجد ملامحه التي ع وشك الإنفجار ... نهض مسرعا وقال :
الحمدلله ... تصبحو ع خير
لم تجيب عليه سوي صبا :
وأنت من أهله ياكنان
بينما سيلينا تداركت ما سيحل بصبا من نظرات قصي إليها فتراقص داخلها من السعاده ... لتنهض وقالت :
سأذهب إلي غرفتي ... أتمني لكما أحلام سعيده ...
غادرت وهي تقول بداخلها :
وأتمني لكي ليلة أحلك من سواد الليل ياصبا ... وإبتسمت بشماته
******"""""""******""""""""********
يتجول بين القوائم المعدنية التي تحمل رفوفها العديد من السلع الغذائية ... يأخذ من كل منتج ما يحتاج إليه وإن أنتهي إتجه نحو المحاسب ...
ليضع أمامه كل ما قام بشراءه ليبدأ المحاسب بوضع كل سلعة أمام جهاز صغير ليظهر أمامه ف الشاشه اسم المنتج وسعره والكمية ...
_ 350 يافندم .. قالها المحاسب
ليخرج علاء من محفظته بطاقته الإئتمانية وأعطاها له ليدخلها ف ماكينة ليملي عليه الرقم ثم قام بسحبها وأعطاها له مبتسما :
أتفضل يافندم
وعبئ له الأشياء ف أكياس بلاستيكية عليها شعار وإسم المتجر ... فأخذها وغادر يبحث عن سيارة أجره تقله إلي المسكن الذي يمكث فيه ... ظل منتظرا أكثر من ثلاثون دقيقة فزفر بضيق ... قرر إن يترجل إلي الطريق الرئيسي .. عبر عدة شوارع يعمها الصمت والهدوء وفجاءة ينتبه إلي صرخات إستغاثة لفتاة .. تلفت من حوله لم يري سوي ظلام الليل المنسدل ف جميع الأرجاء .. دوت الصرخات مرة أخري ليعتمد ع حاسة سمعه التي أرشدته إن مصدر الصوت يأتي من ممر يقع ع بعد أمتار ف نفس الشارع الذي يقف ف منتصفه ... ركض إتجاه الصوت والهمهمات المصطحبه له حتي توقف ليجد شابين إحدهما يقيد حركة الفتاة والأخر يحاول إن ينزع ثيابها وهو يصيح بها بثمالة:
أخرصي يابت كان زمانا إتبسطنا بمزاجكك بس أنتي الي عايزاها غصب
صرخت الفتاة وهي تقاوم بكل قوة لها :
أبعدو عني يا ولاد ال..... ربنا ياخدكو
ألقي علاء كل مابيده وقبل أن ينتبه له إحدهم أخرج من جيبه سلاحا صغيرا يحمله أمان له ... تهجم ع من يقيد الفتاة وكان أعزل واضعا السكين ع نحره وصاح به : سيبها يالا بدل ماأخلي أمك تولول عليك
فقال الآخر وهو يترنح :
سيب القصافه دي من إيدك ياننوس أحسن مانخلي الحاجة متتعرفش ع جثتك
_ أنت فاكرني بهددكو .. طيييب ... قالها علاء ليخدش من بيده جرحا ليس عميقا أسفل فكه فصاح بألم وهو يضع يده ع الجرح ونظر إلي يده وصاح بخوف :
الحق ياحمو دم الواد قتلني
أخرج المدعو حمو سكين مماثله الممسك بها علاء وهو يجذب الفتاه لتقف خلفه وتحتمي به
قال حمو : حمو كده زعل ولما بزعل بتغابي ...وهجم ع علاء الذي تفادي ضربة السكين ليقبض ع زراعه وألقاها من يده وقام بلكمه وضربه عدة ركلات ف معدته ليصرخ متألما بينما الآخر كان يصيح بشكل مضحك ع دماءه ... أخذ علاء الفتاة تاركا حمو يتقلب ف الأرض من الألم والآخر ينوح ع جرحه ...
أسرع كليهما حتي توقف بها ف شارع مليئ بالمارة ....
ألتقطت أنفاسها بصعوبة وهي تراجع خصلاتها خلف أذنها وتغلق أزرار كنزتها العلوية قائله :
شكرا إنك أنقذتني من إيد الكلاب دول
وقبل أن يتحدث إنجذب لنظرات عينيها المختلطة مابين الرمادي والأزرق تشبه إلتقاء البحر بالسماء الصافيه ... خصلات شعرها السوداء الغجرية يتخللها خصلات بنية تحاوط وجهها ذوةالبشرة الحليبية و تصل إلي خصرها ... ملامحها مليئة ببراءة طفلة ف جسد فتاة يافعة ... أفاق من شروده وزفر بضيق وقال :
أي الي يمشي بنت زيك لوحدها الساعه واحدة بالليل وف شارع مقطوع !!
رمقته بنظرات يائسة وحزينه :
أنا مليش حد هنا ومعرفش أي حاجه
نظر إليها بتمعن وقال :
طيب أي الي جابك هنا ؟؟
إبتلعت ريقها بتوتر :
شكرا لحضرتك كمان مرة عن أذنك ... كادت تذهب ولم يشعر بقبضته حيث جذبها من زراعها وقال بحده :
أنتي رايحه فين ؟
صاحت به وهي تنظر إلي يده الممسكه بها :
عايز مني أي ياجدع أنت ؟؟!!
علاء :
عايز أعرف رايحه فين ؟؟
رمقته بقوة :
وأنت مالك أرض الله واسعه ولايكون شيطانك حلاني ف عينك لما قولتلك مليش مكان ولا اعرف حد هنا
******""""""********"""""******""""""******
تشعر صبا بنيران الجحيم المتأججة التي تنبعث من زيتونتيه التي تحولت إلي ظلمة قاتمة ... أبتلعت ريقها بتوتر لتنهض مسرعه وتذهب إلي غرفتها وتختبئ بها لكن أوقفها صوته المرعب لتتسمر قدميها ف الأرض ...
_ صباااااااا
ظلت متسمره ولم تلتفت إليه حتي سمعت خطواته وهو يقترب منها ... أمسك يدها وقال بأمر :
ورايا ع المكتب
كانت تتبعه وهو ممسك بيدها بقبضة كادت تعتصر أناملها بين يديه ... وع الرغم من ذلك راعي خطواتها الثقيله بسبب حملها ...
دخل كليهما إلي غرفة المكتب ليترك يدها وأوصد الباب بالمفتاح ... إتسعت عينيها بخوف لتتراجع إلي وسط الغرفه وهي تتلفت من حولها وهي مازالت تتراجع إلي الخلف حتي تعثرت ف إحدي المقاعد الجلدية الوثيرة لتجلس عليها ... أقترب منها وأستند بيديه ع مساند المقعد ودنا منها وقال بهدوء قاتل :
أيه الي أنتي عملاه ف نفسك ده ؟؟
ومن شدة خوفها لم تجيب ...
وضع يده قابضا ع فخذها العاري وصاح بها :
نزلالي من أوضتك بقميص نوم وأنتي عارفه إن الحرس داخلين خارجين وممكن حد فيهم يشوفك بالمنظر ده !!
صاحت بخوف :
ده مش قق قميص نوم ... ده دريس سهرة عادي مفهوش حاجه
قبض ع فخذها ليؤلمها بشده وصاح بغضب :
ودراعاتك ووراكك الي باينين دول ولا الأحمر الملطخه بيه شفايفك وكله كوم والبرفيوم الي مغرقه نفسك بيه ورايحه تقعدلي جمب كنان وعماله تتمرئعي ومش بس كده حطيتي إيدك ع كتفه ولاكأني هوا قاعد قصادكو
صاحت بألم :
اااااااه ... وع الرغم من تألمها كبتت عبراتها وأبت أن تبكي
فصاحت ف وجهه بكل تحدي :
طول ما أنت مش مريحني ومقعد الداهيه دي هنا أنا هاعمل الي أنا عيزاه ومش هيريحك برضو
إبتعد عنها لترتسم ع ثغره الإبتسامه المعهوده التي تذكرها بالأيام السوداء ف بداية زواجهما ...
_ قومي ... قالها بأمر صارم
_ ققق قصي متنساش أنا حامل و..
قاطعها بوضع سبابته أمام شفتيه :
هششش ... قومي
أذعنت لأمره وجلا ... نهضت أمسك بيديها وإتجه بها نحو عمود من الجص المزخرف يتوسط إحدي أركان الغرفة... خلع رابطة عنقه ليجعل زراعيها تحاوط العمود وقام بتقيدها ...
صبا بنبرة خوف :
أأ نت هاتعمل أي ؟؟؟
أجابها بصوت يخلو من أي مشاعر :
مش عايز أسمع صوتك وده أحسن لك... إلا لو عايزه الي ف القصر يعرف أي الي بيحصلك
أرتعدت أوصالها من الخوف ... خاصة حينما سمعت صوت حزامه وهو يسحبه من بنطاله ...
أتسعت عينيها من الذعر :
ققص....
لم تكملها لتعتصر عينيها ألما وهي تكتم صرخاتها من ضربة حزامه الذي هوي به ع أسفل ظهرها... وأقترب من أذنها :
دي عشان قميص النوم الي مسمياه فستان
ثم هوي بضربة أخري ... ودي عشان الأرف الي عملاه ف وشك
ثم هوي بثالثه ... ودي عشان إيدك تحرم تلمس حد تاني غيري
_ كفاااااايه بقي ... صرخت بها لتجهش ببكاء هيستري ... ليكف عن مايقترفه بها وهو يفك قيدها ليشعر بألم ف قلبه حينما أدرك مافعله بها ... أخذها بين زراعيه يضمها إلي صدره حتي هدأت وأستكانت ... أبتعدت عنه لترمقه بنظرات عتاب لتلقي عليه تلك الجملة التي بمثابة الصاعقة فوق رأسه فقالت :
من اللحظة دي إستحالة هاعيش معاك تاني ... وأسرعت بخطواتها نحوالباب الموصد وقامت بإدارة المفتاح وقبل أن تغادر :
ياريت تبعتلي ورقتي عند بابا ... صعدت إلي غرفتها
بينما هو كان يلعن نفسه بكل اللعنات كيف فعل بها ذلك !! كيف لم يسيطر ع غيرته الشديدة وغضبه حتي لم يراعي إنها حامل وف أضعف حالتها الجسدية خاصة إنها ف شهور حملها الأخيرة ... أوصد باب الغرفة عليه ليتجه نحو بار المشروبات ليطيح كل ما يعلو الطاولة الرخامية من زجاجات وكؤوس خمر ونبيذ ...بل لم تسلم باقي الغرفه حيث قلب المكتب رأس ع عقب وهو يزمجر بأعلي صوته.
¤¤¤¤~~~~¤¤¤¤~~~~¤¤¤¤~~~~¤¤¤¤¤
ترك يدها وأقترب منها بنظرات جعلتها تتراجع بخوف :
أنا لو كنت زي الأشكال الزباله الي أنقذتك منهم كان زماني واخدك ف أي ركن ضلمه واخدت الي عايزه غصب عنك
الفتاه بصياح :
وأنا الي يضمنلي إنك مش زيهم
علاء :
وليه متقوليش إنك واحده من إياهم ولما حسيتي إنهم مش هيدفعولك قعدتي تصرخي عشان حد ينقذك منهم !!
صمتت لتلمع عينيها بدمعات ع وشك الإنهمار فقالت :
مش هرد عليك وربنا يسامحك وينتقم من كل الي حد ظلمني ... قالتها وركضت بدون وجهه محدده ... شعر بالندم من كلماته القاسية ... وأحس إن تلك الفتاه مسكينه ويكمن خلفها قصة مآساوية أدت بها إلي أن جعلتها فريسة سهلة الصيد من أي ذئب يتربص بها ...
رفع بصره ليجدها أختفت من أمامه وكاد يذهب لكن قلبه ألح عليه بالبحث عنها وتقديم يد العون لها ... ظل يبحث عنها ف كل شارع محيط به ليوقفه أنين بكاءها ليراها تتكوم أمام مدخل لمسكن غير مكتمل البناء ... أقترب منها بخطي هادئه حتي لا يرهبها منه ... جثي ع ركبتيه وأخرج علبة عصير وكعك مغلف وقال :
أنا آسف مكنتش أقصد و....
قاطعته وهي تزيح مابيده :
شكرا مش عايزه منك حاجه ربك مبينساش عباده وأنا مش شحاته عشان تعطف عليا
إبتسم من كبرياء تلك الفتاه ع رغم ظروفها السيئة لكن لديها كرامة وعزة نفس أثارت فضوله أكثر ليعرف قصتها
_ طيب ياستي حقك عليا لو أنا بزعلك أوي كده ولو إن أصدي خير مش إهانه أبدا ... ولعلمك أنا عندي أخوات بنات والي مقبلوش عليهم عمري ماهقبله ع بنات الناس ولما دافعت عنك ده عملته لله ومش منتظر منك كلمة شكر ولما قولتيلي إنك ملكيش حد هنا حسيت إنك ف مشكلة ومحتاجه مساعده
شعرت ببصيص من الأمان ف كلماته ... رمقته بتساؤل :
وناوي تساعدني إزاي ؟؟؟
تنهد وقال :
أرجو متفهميش غلط ... أنا بشتغل ف فندق قريب من هنا ومأجر سكن ع الأد كده يدوب برجع فيه ع النوم وبقضي وقت الإجازه كله بره بغير جو ... فأنا بعرض عليكي تيجي تقعدي فيه أحسن من قعدتك ف الشارع والكلاب تنهش فيكي وأنا هاسيبلك المسكن وهدبر أنا حالي
قالت بسخرية :
عايزني أجي أعيش معاك ويتقفل علينا باب واحد !!!
تمتم بدون أن يسمعها :
ده أي البت الغبيه دي ياربي ودي بتفهم منين دي بالظبط
ثم قال بصوت مسموع : بقولك هدبر حالي هاروح أقعد مع أي حد من أصحابي ... وصلت ؟؟
نهضت وهي تفكر إن ليس لديها خيار سوي أن تذهب معه فالشارع بالفعل غير أأمن لها وستتعرض لامحالة إلي معتدين جدد ... تنهدت ثم قالت :
أنا موافقه بس بشرط
نظر إليها منتظرا ما ستطرحه الآن لتكمل :
تديني المطواه الي معاك قبل ما نخطي من هنا ... معلش الإحتراس واجب والشيطان شاطر
إبتسم من كلماتها ليبدو وسيما وجذابا ورغم عنها حدقت ف ملامحه وشردت بها لتنتبه إليه :
أي !!!روحتي فين ... أتفضلي المطواه بس خدي بالك للشيطان يقلبها منك وأنتي مش حاسه
ضيقت عينيها بحده وأختطفتها من يده وقالت :
متقلقش يا كابتن أنا مش مسطوله ومنتبهه كويس لأي شيطان يحاول يلعب بديلو ملهوش عندي ساعتها غير أعمله معاملة خروف العيد ... وصلت ؟؟
قالتها وهي تشير بها نحو عنقه ... ضحك وقال بمزاح :
وصلت ياشبح ... يلا أدامي عشان شكلنا هنلف كتير ع تاكسي والوقت أتأخر جامد ... مقولتليش صح إسمك أي ؟؟
أجابته بجدية :
وأنا يعني الي أعرف إسمك
إبتسم وقال :
أنا علاء
أجابت عليه قائلة :
_ مريم .
******،،،،،،،،*******،،،،،،،**********
_ تشرق شمس الشتاء بنورها الساطع ودفئها الذي يملأ القلوب بالحب والطمأنينة ... تتسلل إشعتها الذهبية إلي تلك الجفون التي أنعمت أخيرا بنوما هنيئا ليجعلها تستيقظ ويداعبها حيث يمسك بزهرة بيضاء مثل نقاء فؤادها العاشق ... يمررها ع وجنتها لتسري قشعريرة ف جسدها ... فتحت عينيها بإزعاج..
_ بس بقي يا آدم حرام عليك سيبني أنام ... قالتها خديجة بإمتعاض
ترك الزهرة بجوارها ع الوسادة وأقترب بأنفاسه الدافئة من كتفها العاري ليقبله وكأنه يتذوقها فأرتجف جسدها وإبتسمت بخجل ... حاوطها بزراعيه ويضمها بحنان فألتصق ظهرها بصدره وقام بدفن وجهه بين عنقها وكتفها المياس لينثر قبلاته ...
_ أصحي بقي وكفايه نوم أنتي وحشاني أوي يا ديجا ... قالها آدم بصوت عاشق جذاب ليقرع قلبها كالطبول
ألتفت له ليصبح وجهها ف وجهه تشعر بدفء صدره العاري ... وإشراقة إبتسامتها تنير وجنتيها المتوردتين :
طيب وحشاك إزاي وأنا ف حضنك ... و مسهرني معاك طول الليل ونايمين بعد الفجر ... أرحمني شويه يا إبن البحيري
حك طرف أنفه بأنفها مبتسما وقال :
أبدا من النهارده مفيش نوم فيه سهر ليالي وعشق وغرام .. خلينا نعوض كل الليالي الي فاتتنا ف البعد ... أنا نفسي تكوني ديما ف حضني زي كده ومتبعديش أبدا لأن بجد كل محنه بتمر علينا بكتشف بعدها إن متجوز ملاك مينفعش يعيش ع الأرض ... مكانه فوق السحاب بين ضي النجوم ونور البدر ... كل مدي بتأكد إن حبي ليكي مش مجرد مشاعر خارجه من القلب ... حبي زي الروح وإنتي الجسد الي بتسكن جواه .. خديجة أنا بندم ع كل لحظة ف عمري فاتت ضيعتها وأنتي مش معايا ... أنا بعشقك أوي ..بعشقك ..بعشقك
ظل يرددها بين شفتيها وهو يرتشف رحيقها الذي كلما تناول منه أراد المزيد ... لتسبح معه ف أعماق محيط عشقه ويسافر بها إلي عالم آخر قانونه لاصوت يعلو ع صوت الحب وعملته قبلة المحياه .
*******"""""*****"""""""*****""""""*****
_ توقف إيهاب بسيارته أمام مدخل البناء ...
_ أنا متوتره أوي ... قالتها رحمة
أمسك إيهاب يدها يربت عليها ليطمأنها :
المفروض تكوني فرحانه إنك هاتشوفي مامتك وإلحقي إشبعي منها اليومين دول
رمقته بإندهاش وقالت :
أي ده إحنا لما نتجوز مش هتخليني أزورها !!
إيهاب :
أنا عمري ما هاعمل كده حتي لو أهلك كانو فيهم أي ... بالعكس هاسيبك تزوريهم براحتك بس مفيش بيات غير ف بيتك وف حضني أنا
أشاحت وجهها للجهه الأخري بخجل لتري طه الذي يخرج للتو من فناء منزله لم تشعر بحالها وهي عينيها تتبعه بنظرات لاتخلو من مشاعر الإشتياق فلن تدرك نظرات إيهاب لها ولا النيران التي أضرمتها ف صدره عندما تأكد إنها مازالت تحمل حبها القديم ف قلبها ولاتنساه ...
_ يلا أنزلي ... قالها إيهاب بصوت مزيج من الغضب والغيرة
أنتبهت له بدون أن تشعر بحالته :
أنت مش نازل معايا ؟؟؟
زفر بضيق وهو ينظر إلي الأمام يقبض ع المقود بقبضة قويه حتي أبيضت أنامله :
لاء مش نازل ورايا مشوار مهم
تعجبت من ملامحه المتجهمه فسألته :
مالك يا إيهاب ؟؟
تأفف بضيق وحنق :
مفيش يارحمة ... يلا أنزلي
توقعت سبب غضبه المفاجئ وإنه لاحظ نظراتها نحو طه لتشعر بإنها أرتكبت خطأ كبير ... مدت يدها ووضعتها ع كتفه بحذر وقالت :
أأ أنا مكنش قا....
قاطعها بصراخ مدوي أفزعها :
قولتلك أنزلي
وضعت كفها ع فمها تمنع شهقاتها ... ترجلت من السيارة ع الفور وأخذت حقيبة يدها وقبل أن توصد الباب أنطلق مسرعا
دلفت لفناء مسكنها وهي تحاول منع عبراتها .. أخذت تتنفس بروية حتي هدأت .. تقدمت نحو باب منزل عائلتها لتضغط ع زر الجرس بيد مرتجفه ...
_ حاضر يالي ع الباب ... قالتها والدتها من الداخل لتفتح وتحدق ف إبنتها غير مصدقة ....
_وحشتيني يا أمي ... تفوهت بها رحمه لتجذبها والدتها ف عناق قوي وهي تقول :
حبييتي يابنتي ... كده ياضنايا أهون عليكي تغيبي عني كل ده ... هونت عليكي يابنت بطني !!
وكانت كلمات عتاب والدتها كفيلة إن تجهش بالبكاء مطلقة لعبراتها العنان ....
وبصوت باكي :
آسفه يا أمي ... حقك عليا يا حبيبتي
أخذتها والدتها للداخل وأغلقت الباب ليجلسا معا ع الأريكة البالية ...
ربتت ع ظهرها بحنان :
حقك عليا أنا يانور عيني إن رميتك ف النار بإيديا ... حسبي الله ونعم الوكيل فيهم كلهم
قالت وهي تجفف عبراتها :
مش كلهم ياماما علاء وفاتن كانو واقفين جمبي ولولا جدعنة علاء معايا كان زماني عبده عند عديلة والي مايتسمي إبنها ... الحمد لله ربنا نجاني منهم
والدتها وهي تتفحص وجهها :
أومال فين خطيبك مجاش معاكي ليه ده شاب ماشاء الله عليه ربنا يحفظه أدب وأخلاق وجه طلبك مننا
أجابتها بدون أن تنظر لها :
ما هو لسه موصلني وجاله فجاءة مشوار مهم ومشي وقالي أعتذرلك وإنه هيجي وقت تاني
والدتها :
أهلا بيه ف أي وقت ... والله من ساعت ما أسامه أخوكي جه وحكالي إنه شافك وإتصالحتو والفرحه مش سعياني وقعدت أدعيلك بكل خير وإن ربنا يعوضك بالفرحة الي إتحرمتي منها
رحمة :
إن شاء الله ياماما ... هو فين أسامه ؟؟
والدتها :
أخوكي جاله شغل ف إسكندرية وهيرجع بعد يومين عشان تجهيزات فرحك
رحمة : ربنا يرجعه بالسلامه
والدتها : يارب ... أومي بقي غيري هدومك هتلاقيها زي ماهي ف دولابك عقبال ما أحضرلك الغدا وكأن قلبي كان حاسس عملالك المكرونة البشاميل الي بتحبيها وجمبها صينية كفتة بالبطاطس
رحمة وهي تمسك يد والدتها وتقبلها :
تسلم إيدك يا حبيبتي
ذهبت والدتها إلي المطبخ بينما هي دلفت إلي غرفتها وهي تتأمل كل ركن بداخلها لم يتغير بها شئ كما تركتها ... أغلقت الباب وإتجهت إلي الخزانة خاصتها تبحث عن علبة معدنية تحتوي ع ذكريات لها من صور ومفكرة صغيرة كانت تدون فيها كل مشاعرها خاصة عندما فتحت عينيها وقلبها ع حب طه سبب معاناتها ... تذكرت إيهاب ومدي غضبه لتزفر بألم...
أخرجت هاتفها من الحقيبة وأرسلت له رسالة نصية محتواها
( أنا آسفة يا حبيبي ...غصب عني لما بصيت ناحيته ... أوعدك إنها مش هتتكرر تاني ... أنا بحبك )
ف حينها إستقبل الرسالة وهو مازال يقود سيارته بدون هدف ... توقف جانبا وفتح هاتفه ليقرأ الرساله فألقي بالهاتف ع المقعد المجاور له وتنهد بغضب وأنطلق مسرعا .