رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم وسام اسامه


 رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى  الفصل الاول بقلم وسام اسامه



"سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح
جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة
فمن يعيد للزهرة ورقاتها وستكافأه بعطرها..
              وإن كان  عطرها جافي"

جالسة على فراشها كعادتها مؤخرًا..عيناها شاخصة في أحد الكتب تقرأ دون إنتباه..عيناها تمر على الكلمات ببطئ دون أن تصل لعقلها الشارد

طرقات خافتة على الباب جعلتها تقول..
-تفضلي ياامي

دلفت حكيمة وهي باسمة بعدما سمعت صوت ابنتها
لتقترب منها وهي تحمل كوب عصير طازج كما تفضله سندس

ولكن لم تلقى ترحيب او حماس من ابنتها
بل تكتفي بالنظر للكوب لثوان ثم تقول بهدوء..
-شكرًا ياامي

وفقط لا أكثر ولا أقل
جلست حكيمة أمامها وهي تقول بلطف...
-الم تملي من الغرفة ياحبيبتي..اقاربنا يأتون كل يوم كي بحلسوا معكِ وتتعرفي اليهم ولكنك تقضين كل وقتكِ في الغرفة كالمساجين

اشاحت سندس رأسها لتقول بجفاء...
-لا احتاج لشفقة أحد ياامي..افضل الجلوس وحدي
على ان اختلط بغرباء لم اراهم بحياتي

جعدت حكيمة حاجبيها لتقول بضيق..
-من اتى بالحديث عن الشفقة..ثم انهم ليسوا غرباء هم عائلتي ووالدك كان يمنعني عنهم والآن استطيع التواصل معهم لما لا تخرجين من حزنك وتتخطين ماحدث

حدقت سندس في وجه والدتها لثوان قبل أن تقول بوجهٍ باهت...
-اتخطى ماحدث..بهذة البساطة !
امي لا ترين ما حل بنا...الرجل الذي افنيت نصف عمري لأجله تزوج بحقيرة قبل زفافنا بيومٍ واحد فقط..وفي اليوم الثاني طلقني وضربني وكسر لي اضلاعي وانفي...وانتشرت الشائعات في المدينة اني فتاة غير محترمة لأن زوجي طلقني ليلة زواجنا

وانت ياامي طُلقتي بعد كل تلك السنوات
وها نحن في منزل عائلتك نعيش معهم عالة لا أكثر
تريدين مني التخطي ونسيان كل ماحدث
صدقًا !

تجعد وجه والدتها لتقول بحدة وحزن...
-اُميز  الملامة في صوتك ياسندس..تُلقين باللوم علىّ لأنني تطلقت واخذتك من قيودهم..ام تلومينني على نصف عمرك الذي اضعتيه في وهم غريب

اذكركِ انني اضعت مع اباكِ عمرًا كامل لأجلك
في البداية اكملت معه رغم ضعف شخصيته مع عائلته
وجموده معي لأنني كنت احبه..ولكن مع مرور الأيام بتُ لا اطيق الحياة معه ولكن..الطلاق ممنوع في مجتمعنا
لذا تمسكت بحياتي التعيسة لأجلك..والآن تلوميني !

تنهدت سندس واشاحت وجهها عن والدتها لتهمس...
-لا الومك ولا الوم اي احد ياامي
لا الوم إلا نفسي فقط

بهتت حكيمة وظهر ألمها على وجهها لتقول بخفوت..
-ماباليد حيلة ياابنتي..كل ماحدث لنا هو مكتوب
لا هروب منه،ونصف الراحة في الرضا
لا تلومي نفسك ياعزيزتي

لم تنتبه سندس لكلمات والدتها بل شردت بعيدًا تمامًا
لازال الجرح غائر ولا يلتئم..لازال شرخ قلبها واضلاعها على حالهم..ولم يمر سوى ثلاثون يومًا على طلاقها من غريب...ثلاثون يومًا جفت فيهم دموعها..وماعادت تملك أكثر لتضيعه على غريب

حدقت حكيمة بوجه ابنتها لتراها شاحبة..غائرة العينين
قبضات غريب تركت اثار بسيطة لم تختفي بعد
جسدها الرشيق بات هزيل..سندس ماعادت كما كانت
تحولت للأسوء على يد الملعون

قطع صمتهم طرقات مُلحة على باب شقتهم
وقفت حكيمة واتجهت محو الباب لتفتحه لتظهر لها نوران إبنة شقيقها...كان وجه الفتاة حزين متهجم لتقول..
-عمتي..جدي فراس يريدك ويريد سندس كذالك
ويقول لسندس أن ترتدي وشاحها فأولاد العم هنا

همهمت حكيمة بإيجاب وهي تدعوها للدخول..
-ادخلي لسندس الى أن ارتدي عبائتي
اخبريها بحديثك الى أن انتهي

دلفت نوران الى غرفة سندس لتطرق باب غرفتها وتدلف
نظرت سندس لها لتجلس نوران امامها على الفراش سريعًا وهي تقول بعيون دامعة ورجاء لم يخفى...
-ارجوكِ ياسندس لا تختاري سميع ارجوكِ
ان رفضتيه سيظل جميلك فوق رأسي الى أن اموت

عقدت سندس حاجبيها بعدم فهم لتقول بخفوت..
-من هو سميع..واي اختيار لا افهم حديثك

مسحت نوران عيناها سريعًا وامسكت يد سندس راجية..
-ستفهمين بعد قليل..ارجوكِ ياسندس لا تكسري قلبي

سمعت نوران صوت عمتها لتمسح وجهها سريعًا وتقف لتقول لسندس المندهشة...
-جدي فراس يريد بالأسفل..ارتدي وشاحك سريعًا هيا

وقفت سندس وهي تطالع نوران بغير فهم
واستغربت دموعها..منذ أن جائت بيت جدها فراس
ونوران لم تتركها وفرضت نفسها فرض عليها
كانت تحاول بشتى الطرق أن ترفه عنها..ورغم انها تمتلك طاقة كبيرة من التفائل والمرح..إلا انها فشلت أمام كآبة سندس..ولكن لطافتها جعلت سندس تتقبل افعالها بهدوء

انتهت سندس من ارتداء ملابسها وسارت مع نوران لخارج الغرفة لتجد والدتها تنتظرها خارج الشقة
وبدأو بالنزول الي الطابق الأرضي حيثُ الجد فراس
تذكرت سندس حينما اتى لها الجد بنفسه الى المشفى ليأخذها هي ووالدتها..واعطاهم شقة في بيته الكبير
ليسكنوا فيها بل وكتبها بإسم سندس جي ينزع عنهم اي حرج

استفاقت على يد نوران وهي تشد على رسغها وتهمس بصوتٍ مهتز...
-لأجل الله ياسندس لا تختاري سميع
والله يااختي سأموت كمدًا دونه

نظرت لها سندس بنفاذ صبر..هي تقسم عليها لأمر تجهله تمامًا..ولكن تنهدت دون تعليق واكتفت أن تدخل الي المجلس لترى جدها جالس بهدوء ووقار كما اعتادت رؤيته حين يطلبها ليطمئن على حالها

دلفت والدتها وقبلت يده بإحترام قائلة...
-مرحبًا ياعمي..اطال الله لنا في عمرك

ربت الجد على رأس حكيمة ليقول بهدوء..
-اجلسي ياحكيمة

اقتربت منه لتفعل المثل بصمت..ولكنه جذبها ليعانقها بلطف ويقول بنبرنه المهتزة بحكم السن..
-كيف حالك ياابنتي

ابتعدت عنه لتقول بخفوت...
-بخير ياجدي

-اجلسي جواري يافتاة اريد ان اتحدث معكم
-ثم أشار لرجلين جالسين قربه ليقول..
-هذا توفيق إبن عمك جابر..وهذا اخاه سميع
كان توفيق يأتي لمنزلكم وانتِ صغيرة الا تتذكريه

رفعت سندس نظراتها لترى رجلين ملامحهم خشنة
تجمع بين السماحة والخشونة..احدهم يبدو أكبر سنًا ببنيته الضخمة وارجله الطويلة..وجواره رجل يخالف الأخر في لون البشرة..بشرته بيضاء ويزين وجهه بذقن بُنيه مهذبة

انزلت نظراتها عنهم لتقول دون إهتمام...
-لا اتذكر ايًا منهم

صمت الجد ليهمهم بعد لحظات ثم نظر لها قائلاً بهدوء..
-يابُنيتي منذ أن طلقك إبن عمك في ليلة زواجكم والمدينة لا تنفك عن الخوض في شرفك وعرضك
الألسنة لا تنضب..ومهما فعلنا لا يصمتوا...وخاصة أن الإشاعات بدأت تتواقح أكثر....لدرجة انهم بدأو يحيكُ القصص المزيفة حول طلاقك والى الآن لا نستطيع ايقافهم

شحب وجه سندس أثر كلماته وجف حلقها لتقول بجفاء...
-انا شَريفة ياجدي..لم يمسسني بشر
حتى من كان زوجي لم يضع إصبع علىّ
اكتفى بضربي وطلاقي

شد الجد على فمه وهو يغمغم بحدة...
-لا اقول هذا الكلام لتخبريني بشرفك يابنت
انا اثق بتربية حكيمة التي ربيتها بيدي هاتين

اشاحت سندس وجهها عنهم وقد وخزتها الدموع لتقول حكيمة بنبرة باكية...
-ومالعمل ياعمي..سُمعة سندس تلوثت بسبب ذاك النذل
رحماك يارب

تنهد الجد وهو وهو يُشير للرجلين ويقول...
-لا ياحكيمة..رجالنا يستطيعون إخراسهم
سميع وتوفيق ايًا منهم يستطيع الزواج بسندس
ويثبتوا العكس

ران الصمت على الجميع لترفع سندس عيناها لفراس بينما هتفت حكيمة بدهشة...
-زواج !

نظرت للرجلين لتجد أحدهم يتململ برفضٍ واضح..استشفت انه هو سميع
بينما الآخر كان يجعد جبينه ويتلاعب بالخاتم في اصبعه بصمت..
لتتذكر رجاء نوران وهي تتوسل دامعة
"ارجوكِ لا تختاري سميع ياسندس..لا تكسري قلبي "

انتفضت سندس بإعتراض لتقول بخشونة غريبة على طباعها الرقيقة...
-لا لن اتزوج..لن انقذ سُمعتي واموت بعدها
لا هم لي بالناس..يقولوا ما يقولوه لن أُجبر بعد الآن

تنهيدة إرتياح خرجت من فم أحد الرجال
لينظر له الجد بحدة ثم وجه حديثة لسندس وزمجر...
-اجلسي يابنت واسمعي

امسكت حكيمة يدها لتجلسها لتزمجر سندس بجنون وقد ترائت لها ذكريات مشابهة بخطوبتها لغريب لتقول...
-لا لن اسمع ولن أُجبر..اقسم بالله سأقتل نفسي قبل أن اُزف لآخر لا لن اعيد الكرة..انا لستُ أمة ولا حيوان اخرس كي تحددوا مصيري وانا عليّ السمع والطاعة

هتفت حكيمة بحدة وهي تُمسك مرفقها...
-اخفضي صوتكِ يابنت وتكلمي بإحترام

انتشلت سندس يدها بحدة لتصرخ بقوة اكبر والدموع تهدد بالنزول وتفضح ضعفها...
-والله لن ارضخ لأحدٍ بعد الآن..سأقتل نفسي إن غُصبت على زواجٍ بوحشٍ آخر

رغم غضب فراس إلا انه تحدث بقوة...
-رجالك عائلتك ليسوا وحوش ياسندس
هم عائلتك وحمايتك

ضحكت سندس ساخرة واطاحت يدها بالهواء لتقول بنبرة مهتزة...
-والذي تزوج علىّ قبل زفافي بليلة وضربني وكسر اضلعي
كان إبن عمي وخطيبي وحبيبي..كانوا يقولون انه حمايتي
طُعنت غدرًا ولن أُكرر ألمي مره اخرى

ثم اطلقت لساقيها العنان كي تصعد الى شقتهم وهي تجر قدمها المُصابة جرًا..اقتربت نوران لساعدها وهي تحدق بها بشفقة ودموع..لتدفعها سندس بحدة وتستند الي سور الدرج كي تصل لشقتهم

بينما حكيمة نظرت لعمها وهي تبكي معتذرة..
-اسفة ياعمي ولكن ابنتي ملكومة..ارجو عفوك عنها

نظر الجد الي توفيق الذي ينظر ارضًا ويشد على أنامله بقوة وغضبه ظاهر على وجهه ..لينتفض بعد لحظات مغمغما...
-بعد اذنك ياجدي..سأذهب لأتفقد العمل

ثم خرج وتبعه سميع الذي تنفس براحة..ليتنهد فراس ونظر لحكيمةليقول بهدوء...
-لا ترجي عفوي انا ياحكيمة..الأجدر أن تطلبه هي بنفسها من المتضرر من رفضها

فهمت حكيمة اشارته لتقف وتقول بحزم وهي تمسح دموعها...
-لن ادعها تركل شاب كتوفيق بعد الآن
سأقنعها بالزواج به شائت ام أبت

حرك فراس رأسه برفض وهو يغمغم برفض..
-لا ياحكيمة الزواج لا يأتي بالغصب..ابنتكِ لا تحتاج لقوة تجبرها..بل يد لينة تُريها الأمور بروية وواقعية..لايرضيني الغصب ولا يُرضي توفيق ان تُغصب عليه امرأة

همهمت حكيمة وهي تقف لتقول بطاعة..
-حاضر ياعمي..سأحادثها باللين..اسأل الله ألا ترفض وتظل سجينة حزنها

خرجت حكيمة ليسند الجد وجنته على عصاه وغمغم...
-آمين

"سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح
جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة
فمن يعيد للزهرة ورقاتها..وستكافأه بعطرها..
          وإن كان  عطرها جافي..!"

جلس توفيق خارج الدار وهو يتطلع أمامه بوجوم
ليجلس جواره سميع ويربت على ساقه...
-اراك شاردًا منذ أن رفضتنا إبنة عمتنا
انت حبست انفاسك بغضب..وانا اخذتها براحة

غمغم توفيق بنبرته العميقة..
-لم أكن لأسعد لو كانت اختارت الزواج بأحدٍ منا
بل تنفست براحة حينما تمردت وابدت رفضها

دُهش سميع لينظر له بإستنكار..
-سعيد انها رفضتك..!

نظر له توفيق بضيق وليشير الى رأسه...
-هل استأصلوا مُخك ووضعوا مكانه حذاء مُستعمل
اهناك رجلاً يسعد برفض إمرأة له ياعريض القفا !

تجاوز سميع إهانته ليقول..
-نعم انا سعيد لأنها رفضتني..لأنني احب نوران
اما انت فلما قُلت انك سعيد انها رفضتنا !

صمت توفيق قبل أن يتنفس بعمق..
-لا احبها خانعة..ترضى بأي شيئ لتُرمم جرحها
إن قبلت بأحدنا منذ الوهلة الأولى كنت لأغضب منها لتسرعها وضعفها..ارتاح قلبي عندما وجدتها تقول لا وتتمرد على قوقعة الضعف الذي بناها حولها ذاك الأرعن

حرك سميع رأسه بنفاذ صبر ليقول...
-الصبر باالله..إذًا لِمَ انت غاضب يارجل

وقف توفيق ليقول بهدوء..
-لا شأن لكَ..اذهب وحادث جدي قبل أن يأتي خاطب آخر لنوران ويوافق عليه..كفاك خوفًا ياسميع

تململ سميع في جلسته ليقول بضيق...
-اشعر انني غير مستعد للزواج..رغم اننا نحب بعضنا
ولكن اشعر ان الزواج خطوة متسرعة

جعد توفيق جبينه ليحرك كتفيه بلا مبالاة..
-إذًا لا تأتي غاضبًا تضرب بقدمك في الأرض كالأطفال لأنك ترددت في طلب يدها

اندفعت الدماء في وجه سميع ليقول بإندفاع..
-تقصد كما حدث معك حينما تزوجت فتاتك زيجتها الأولى

كلماته الثقيلة أصابت الهدف تمامًا..بل نكئت على الجرح..ليلتفت له توفيق بحدة..ليُغمغم بجمود..
-نعم كما حدث معي ياسميع

ثم تركه وغادر بصمت..ليتأوه سميع بحنق وهو يقف مترددًا وكلمات توفيق تتردد في اذنه
ولكن شيطان عذوبيته يقنعه أن الوقت لم يحن بعد
نوران لازالت صغيرة إبنة الثامنة عشر عامًا
وهو الآن غير مستعد أن يُكبل بأصفاد الزواج
لاداعي للعجلة
همس لنفسه بتلك الكلمات كي يطرد وساوس توفيق ليغمغم مطمئنًا نفسه...
-لازال الوقت مبكرًا ياسميع لا تقلق
                             ***
دلفت حكيمة غرفة إبنتها لتراها شاردة بوجوم..تنظر للشرفة بصمت..جلست أمامها لتقول بهدوء..
-صراخك على جدك كان...

قاطعتها سندس بحدة..
-لن اتزوج

تمالكت حكيمة أعصابها من حدة إبنتها لتقول بلين..
-ياحبيبتي هل فكرتِ قبل رفضك !

-لا داعي لأُفكر..لا يُلدغ مؤمن من جحرًا مرتين
لن اتزوج ياامي ولن اسمح لأحد أن يغصبني

اقتربت حكيمة كنها وجذبت رأس سندس الى صدرها لتعانقها بلطف وتربت على ظهرها المُتشنج..
-لن يغصبكِ أحد ياقلب امك..ولكنك لا تعرفين اولاد اخوتي..هم نعم الرجال و..

قاطعتها سندس بنبرة مرتجفة تنذر بالبكاء...
-كان غريب نعم الرجال وغدر بي
لن اتزوج ياامي لا تُزيدي همي بالله عليكِ

دمعت والدتها لتقول بحنان وهي تمسح على رأسها..
-الرجل لا يضرب إمرأة يابُنيتي..الرجل لا يُعرض عرضه للأقاويل لمجرد كبرياء زائف..غريب لم يكن رجلاً ياسندس..والدليل انه يمارس حياته كما لوكنتِ هواء..استقر مع زوجته وسمعت انها حامل بولده

زاد شحوب وجهها لتهمس بألم..
-حامل !

-تخطاكِ ياسندس..لذا عليكِ أن تتخطيه وتنظري لمستقبلك..لا نملك تغيير الماضي..ولكن نستطيع تشكيل المستقبل

اهتزت سندس بين يدي حكيمة وبدأت تبكي بعنف وكأنها تبكي حياتها كاملة لتقول بعذاب وهي تتشبث بعبائه والدتها...
-قتلني ياأمي..قتلني غريب
لوث سمعتي ودمر حياتي ويهنئ بحياته
اماتني ظلمًا وعاش مرتاح البال ياأمي

علا نشيجها وحكيمة تبكي بخفوت وتربت على ظهرها هامسة بحزن...
-انتقم الله منه ياصغيرتي..من حقوقكِ ان تنظري لمستقبلك وتعيشين مرتاحة البال ياسندس
كفاكِ هدر وقتك على غريب والحزن عليه

ابتعدت عنها سندس وغطت وجههت بكفيها وهزت رأسها بعذاب...
-امتص غريب كل طاقتي ياامي
لم أعد صالحة للزواج او للإستخدام الآدمي
سأظلم الذي سيتزوجني..او سيظلمني ويعايرني بما حدث لي.. سيأخذ امرأة طُلقت ليلة زفافها وزوجها تزوج عليها قبل زفافها..سينظر لي كأني ناقصة

اعترضت حكيمة بقوة لتقول..
-كفاكِ قول تراهات ياسندس..سميع وتوفيق ليسوا أوغاد كعائلة أباكِ..هم نِعم الرجال..وإن عاملك زوجكِ بطريقة غير سوية سأطلقكِ منه وسآخذك ونذهب بعيدًا عن هنا 

انزلت سندس يداها ونظرت لوالدتها بعدم تصديق
لتقول حكيمة بهدوء...
-عليكِ تصديقي ياسندس..لقد تركت كل شيئ خلفي وجئت بكِ لهنا كي تكوني مرتاحة..لن اتردد لأفعل المثل لو رأيتك تعيسة في زواجك

طال صمت سندس وشرودها..لتبتهج حكيمة وتقول بإلحاح حنون...
-إذًا ما رأيك..توفيق ام سميع !

"سقطت الوردة وتناثرت اوراقها في الرياح
جفت بتلاتها وماعادت ترغب بالحياة
فمن يعيد للزهرة ورقاتها..وستكافأه بعطرها..
         وإن كان  عطرها جافي"
تعليقات



×