رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل السابع 7 بقلم وسام اسامه

رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل السابع بقلم وسام اسامه


تقلبت في الفراش بإنزعاج لتفتح عيناها بصعوبة لتصدم عيناها بالظلام المحيط بها..اعتدلت وهي تتأوه بألم وتحرك رأسها يمينًا ويسار هامسة...

-أشعر وكأن شاحنة مرت فوق جسدي


مسحت وجهها وهي تحاول الإستقامة في الفراش

كي تقف وتبدد هذا الظلام..وبصعوبة وبعض التعثرات وصلت الى زر الإنارة لتضعط عليه

ثم اغمضت عيناها بقوة وألم من أثر الضوء


ثون ورفعت رأسها لتنظر لساعة الحائط لتجدها تُشير للسادسة مسائًا...شهقت متفاجأة..

-نمت كل هذة الساعات !


خرجت من الغرفة وهي ترى الأضواء تعم الشقة

قادتها قدماها لتلك الموسيقى الناعمة المُنبعثة من أحد الأركان..تصنمت للحظات وهي تراه واقف أمام الموقد ويقلب شيئًا مافي وعاء..ومنشفة موضوعة على رقبته


نقلت نظرها بدهشة نحو طاولة المطبخ لتجد الصحون موضوعة ومتحضرة لملأها بالطعام

وكوبان من عصير الليمون ودورق للماء و


انتبهت لصوته الهادئ وهو يتسائل..

-ها قد استيقظتِ..اغتسلي بينما اضع الطعام


حركت رأسها بدهشة وهي تنظر لملامحه الساكنة...

-لِمَ لم توقظني لأعد الطعام..واعدتهُ بنفسك !


جذب المنشفة عن عنقه ووضعها جانبًا...

-كنتِ نائمة..لم اُريد أن اوقظكِ إلا بعدما اغتسل واحضر الطعام


ثم التفت ليتابع الطعام بينما هي لاتزال واقفة خلفه وهي لا تستوعب تصرفاته الهادئة او مراعاته الغريبة

همهمت شاكرة وهي تتحرك لخارج المطبخ..

-اشكرك..سأغتسل وانضم اليك لأساعدك


اتجهت نحو الحمام لتغسل وجهها ولكن جعدت جبينها بضيق وهي ترى خصلاتها مُشعثة بفوضاوية

هندمته وهي تهمس بضيق وهي تنظر لسعرها...

-إن لم أُمشطك قبل النوم تقف كأسلاك الكهرباء !


ثم حدقت لوجهها المتوهج بإحمرار لتتلمس بشرتها الدافئة لتهمس...

-مابال وجهي متوهج وساخن هكذا


فتحت صنور الماء مره اخرى لتغسل وجهها بماء بارد

انتهت من ضبط هيئتها وخرجت لتتجه نحو المطبخ كي تساعده فيما بقى..ولكنها وجدته جالس أمام الطاولة وقد حضر الطعام بالفعل..ومن الواضح انه ينتظرها ليبدأ تناول طعامه

جلست على مقربه منه ونظرت للطعام الشهي لتُغمغم بجوع ...

-كيف استطعت إعداد كل هذا

هل استيقظت قبل ساعات !


امسك ملعقته ووضعها في الحساء ليقول..

-استيقظتُ قبل ساعتين..ولم اُعد الطعام اليوم

كان الطعام مُجمد ولم افعل سوى تسخينه فقط


حركت رأسها بإدراك وبدأت بتناول الطعام بصمت وكذالك هو..قطعت الصمت بعد دقائق طويلة وهي تقول بجفاء...

-الخالة عزيزة تُدللك بدرجة كبيرة


توقف عن تناول الطعام ورفع رأسه لها بتساؤل صامت..لتبتسم ساخرة وهي تُشير للمائدة..

-تُعد لك الطعام الجاهز لتأخذه معك لمدينة اخرى

ولكن من الآن لا داعي لتتعب نفسها..ها قد جائتك الزوجة الذي ستعد كل طعامك..انها مهمتي الآن


جعد جبينه وهو يردد خلفها..

-مهمتك !


حركت رأسها بإيجاب وقد بدأت الحديث بحدة ساخرة..

-ولِمَ تزوجتني ياترى..لأحضر لكَ طعامك وأغسل ملابسك وانظف وبآخر الليل اعطيك الفرصة لنُنجب طفل صغير اهتم به هو الآخر ومُكافئتي مقابل ذالك الطعام الذي آكله والبيت الذي يأويني وأكون ممتنة لك..اليست تلك مُهمات الزوجة


امسك المنديل ليمسح فمه ويقول بهدوء..

-انا من أعد الطعام واجمده..لقد انتهيت

اكملي طعامك واغسلي الصحون بعدما تنتهين


ثم وقف ليخرج من المطبخ مبتعدًا عنها

بينما هي ابقت عيناها على أثره لتغمض عيناها بضيق من نفسها..لِمَ باتت تُلقي بالحديث الأهوج

بدلاً من أن تشكره أنه لم يوقظها وأعد الطعام بنفسه

تنعته بالمُدلل !


تأوهت بضيق لتهمس لنفسها...

-مادخلكِ انتِ إن كانت والدته تُعده أم هو


فقدت شهيتها لتقف وتُلملم الصحون..ثم بدأت بغسلها وتجفيفها وعيناها شاخصة في الفراغ..تحاول أن تؤذيه بكلماتها كي لا يؤذيها بأفعاله كما كان يفعل غريب..تجعد وجهها بألم وهي تتذكر خنوعها وطاعتها العمياء له..وكأنها جارية اشتراها من سوق النخاسة

وليست إمرأة لحمًا ودم..وبدلاً من أن تثور عليه

كانت تنكس رأسها مغمغمة تلك الكلمة البغيضة

"مفهوم" وكأنها جُندي من أسرى الحرب


بينما توفيق الذي بعاملها بلين وهدوء تُلقي له بكلمات مسمومة الغرض منها إحراجه والتقليل منه..هل فقدت عقلها وتعاقبه على لطفه معها !

جففت يدها وقد حسمت امرها..ستعتذر له عن افعالها الغير مقبولة..من الآن ستحاول إغلاق فمها كي لا تُلقي على مسامعه كلمات مسمومة جائت من رواسب الماضي


بالفعل خرجت من المطبخ واتجهت نحو غرفة الجلوس..لتجده جالس على الأريكة وعيناه مُثبتة على ساشة التلفاز وهي تعرض أحد الأفلام القديمة على مايبدو


اقتربت منه وجلست على المقعد المجاور له ولازال هو ينظر للشاشة ولا يعرها أي انتباه او حتى نظرة عابرة..لتُغمغم بخشونة...

-انا..انا أعتذر إن كان حديثي ازعجك

لم أكن اقصد أن اكون حادة وكلماتي صلفة ولكم


قاطعها ولازالت عيناه مُسمرة على الفيلم..

-لا مشكلة


توقفت عن الكلام وفتحت فمها بضيق لتقول..

-لا مشكلة !

أنا احاول الإعتذار وأنت تقابلني بهذا الصمت البارد

جئتك اقول اني أعتذر وترد على بلا مشكلة !


نظر لها بإنزعاج ليقول بهدوء..

-نعم اقول لا مشكلة لتكفي عن الكذب ياسندس

انتِ عنيتِ كل كلمة تفوهتِ بها..صورتي زواجنا بأبشع الصور وكأنه مصلحة..وليست مصلحة متبادلة ايضًا  بل من طرفٍ واحد وهو أنا


عادت الدماء تفور في وجهها لتقول بحدة..

-أليست هذة الحقيقة !

انت تزوجتني لأجل متعتك الجسدية و..


قاطعها وقد ظهر الغضب في عيناه ولكنه تحدث بهدوء حاد..

-إن كنت تزوجتكِ لمتعتي الجسدية كان من المفترض أن تكوني في الفراش الآن

اتمنى أن تغلقي فمكِ عن كلمات تصورني كأنني حيوان..وانكِ جارية


ثم نظر للتلفاز من جديد وهي مصدومة تطالعه بشعور من الخجل والغضب..لتنتفض متجهة الى الغرفة كي تنفرد بنفسها وتحاول ضبط لسانها وتنظيم أفكارها المندفعة

وعاد الندم يراودها من جديد..مالذي فعله لتقول له انه لا يهتم إلا برغباته الجسدية وهو لم يحاول الإقتراب منها من الأساس


لِمَ رمته بهذا الإتهام الباطل الذي يصوره وكأنه حيوان كما قال تمامًا !

تنهدت وهي تُلقي برأسها على الوسادة هامسة بإرهاق...

-ما خطبكِ ياسندس..رأسكِ صقيل ولسانكِ حاد

اشعر أنني لستِ بخير ابدًا


تأوهت وهي تمسد رأسها بألم..

-اود النوم من جديد..والذي يحدث لي


اتمت جملتها وعيناها تُطبق بإرهاق ونعاس وغرقت بعالم آخر..والوجوه تتداخل ببعضها

نسمة وغريب ووالدتها وهالة وعفاف أحاديث كثيرة

وكلمات تتكرر على عقلها..وضربات تتلقاها من غريب تجعلها تتأوه بألم ودموعها تهبط آكثر

صفعاته تلسع جلدها..وكلماته الغاضبة تصدح في أذنها بقسوة

"انتِ طالق ومحرمة عليّ كأمي واختي

هل ارتحتِ الآن طُلقتي ليلة زفافك..هل تأكدتي اني رجلاً الآن"


ثم ضرباته بدأت بالتوافد عليها وكأنه ثور رأى علامة حمراء وافرغ فيها جنونه..ومع كل ضربة كانت تتنفس بإرتجاف وروحها بدأت تفارق روحها

وكلمة يتيمة تخرج من شفتيها المكدومة وهي تُتمتم...

-إبتعد عني..لا تضربني ياغريب


ظلت تردد كلماتها بهلوسة ويدان تثبتانها بقوة

وصوت حنون هادئ يدخل بين كوابيسها كامياة عذبة

-اهدأي ياسندس..انا جوارك انا توفيق زوجك


بدأت حركتها العنيفة تهدأ وهي تهمس بأنفاس منتهية..

-تـ..توفيق


ثم غابت عن الوعي من جديد

بينما هو جالس جوارها يربت على يدها برفق

ويده الأخرى تضع منشفة مُبللة على جبينها كي تنخفض حرارتها المُرتفعة..ليتطلع اليها وهو يغمغم ببهوت...

-في صحوكِ ونومكِ تُعذبين نفسكِ بالتذكر ياسندس

وكأن غريب مختلط بدمك


اشاح وجهه عنها وتنهد ولازالت هي مُمدة بسكون

والحُمى تُفقدها رشدها..وتُلقيها لكوابيسها اللعينة

                             ***

آه يا حلوة..ياللي نسيتني

عمرك ما عرفتي..شو كان علي بالي زمان

آه يا حلوة، لو تجوزتيني..

كان جد عرفتي بها الدنيا

مين حبك إنسان..

ولشو زمان على ها الأيام 

ومشتاق لأيام زمان مشتاق


رنت كلمات الأغنية في المذياع الموضوع جوار فراشها..وهو يقف أمام الشرفة يحدق في السماء الواسعة...وهي لازالت نائمة على الفراش بسكون

وقد بدأت حرارتها بالإنخفاض وبدأت الحمى بالإختفاء بعد ساعات طويلة من نومها المُتعب

آناتها بدأت تجلب إنتباهه..ليلتفت لها ويجد وجهها لوحة من الألم والغضب..وكأنها تقاوم أحدهم في كابوسها


جلس جوارها ومسح على رأسها وهو يهدهدها

لتستفيق من ذاك الكابوس..في الواقع

مر يومان وهي تحت تأثير الحمى وكوابيسها الكثيرة

تعلقت عيناه بوجهها الشاحب..ليمرر يده على بشرتها بشرود والاغنية تصدح من جديد


آه يا حلوة

شو عذبتيني..وأنا اللي معمر

ليكي ببالي بيتك بولاد


آه يا حلوه

شو وجعتيني..من بين هالناس

 إخترتي لك شي غيري رجال


ليش الزعل؟ وليش اللوم؟

أنا اللي عشت سنين مشغول

أنا اللي نسيت رضا المحبوب

يا ريت أيام زمان تعود


رقت ملامحه وهو يتذكر لقائهم الثاني منذ سنوات

في سنته الثالثة في الجامعة..حينما جاء للبلدة في إجازة ويدعوا الله أن يراها من جديد

وبالفعل اثناء سيرة جوار منزل حكيمة كان الباب مفتوح نسبيًا..ليقترب كي يطرق الباب

لتقع عيناه عليها وهي تقف في الشرفة الداخلية

تسقي الأزهار وتبتسم..كما رأها أول مره


ولكن الآن كبرت عدة سنوات اضافية

جعلت حُسنها يظهر كاشمس ساطعة

كانت لا تقل جمالاً عن تلك الورود الرائعة


تحشرجت أنفاسه ورفرف قلبه ببهجة..لهفته تزداد

وحبه يتضاعف أكثر وأكثر..

ولم يتحرك من أمام المنزل إلا حينما اختفت بين الجدران...واخذت قلبه قبل أن ترحل


في ذات اليوم ذهب لجده بلهفة ليتصل بالخالة حكيمة لتأتي مع سندس..تجعد وجه الجد بضيق ليغمغم...

-لن تستطيع المجيئ يابُني..تُجهز لخطبة إبنتها

انسى الأمر ياتوفيق عوضك الله خيرًا منها


وقتها شعر وكأن جده صفعة بقسوة..ليُغمغم بعدم استيعاب..

-ولكن ياجدي..أنت أخبرتني أن أنتظر وستخبر أباها عني حينما انهي عامي الثالث..وسأتزوجها بعدما انهي عامي الخامس..كيف..كيف 


لم يستطع قول كلمة "يأخذها آخر"

لم يستطع أن يستوعب انه أنتظرها عامين وجاء آخر ليأخذها منه ببساطة..سحب بساط أحلامه من أسفل قدميه


ليسمع صوت جده يقول متنهدًا بضيق..

-حادثت اباها..وقال أن الفتاة مُقدرة لإبن عمها منذ أن كانت طفلة هو انتظرها كل هذة السنوات


إندفع توفيق ليقول بغضب مكبوت..

-ماهذة العادات البالية..فليأخذ برأيها قبل أن يرفض

هل هي قطعة أرض تُباع لمن يحجزها أولا


قاطعه الجد بهدوء...

-الفتاة موافقة على إبن عمها..وتحبه


الى هنا وانتهى الأمر..قلبها ملكًا لآخر

مُجبر على تقبل رفضها..وخسارته

غمغم بكلمات خافتة وسافر في اليوم التالي

لم يستطع تقبل وجوده في المدينة بوقت خطبتها

وحاول تجاوزها والمُضي بمستقبله..


وحينما أتم دراسته الجامعية سعت والدته بجد كي يتزوج

ولكن لم يُفلح الأمر...سندس اغلقت قلبه وغلفته بطريقة مُحكمة كي لا تستطيع انثى آخرى أن تلمس قلبه ونجحت بجدارة


إستفاق من ذكرياته حينما تململت من يده التي تداعب وجنتها بإلحاح..لينخفض ويطبع قبله طويله على وجنتها هامسًا بشرود ...

-كيف لقلبي أن يحتوي كل هذا الحب لكِ ياسندس


حاصرته مشاعره من كل إتجاه

لينتزع نفسه ويخرج من الغرفة..عليه أن يحظى بحمام بارد كي يطرد إرهاق يومان وهو جالس جوارها يتابع حالتها الصحية..يجب أن يستفيق ليعطيها دوائها وإن لم تنخفض حرارتها سيأخذها للمشفى كما اخبرته جارته الطبيبة التي فحصت سندس

"إن زادت حالتها سوءًا فالأفضل أن تتلقى الرعاية في المشفى "


وهكذا مر يومان وهو يهتم بها ويطعمها ويهتم بدوائها..ولكنها كلما تستيقظ تكون مشوشة غائبة عن الوعي..تأكل بصعوبة شديدة وتنام بتعب ليبدء هذيان كوابيسها


انهى تحضير ملابسه ومنشفته وخرج من غرفته

ليجدها تسير في الردهة بترنح..ولازالت تحت تأثير المرض..توسعت عيناه وهو يراها تنهار ارضًا 

ليتجه اليها سريعًا يحملها بقلق...

-سندس انتبهي..لِمَ فارقتِ الفراش !


كانت تتمسك به بوهن كي لا تسقط مره اخرى

لتقول بهذيان وعيناها تُغمض...

-أود الذهاب للحمام


غمغم بإيجاب وأخذها للحمام وانزلها ليجدها تترنح من جديد ليثبتها بذراعيه...واخيرًا استطاعت الوقوف

ابتعد عنها خطوة بعدما ترك معصمها

ليجدها تنهار ايضًا وهي تهمس بألم..

-اشعر بالدوار..سأتقيئ بأي لحظة


امسكها مره اخرى ليتجه بها نحو المغسلة وأمسك رأسها الدافئ ليقول...

-لا تدعي جسدكِ يتشنج..انا أمسك بكِ


همست بصوت متقطع وغثيان..

-سأتقيئ ..سأقع ارضًا ياتوفيق


-لا عليكِ انا امسك بكِ جيدًا

بعدما اتم كلمته اندفعت تتقيئ بألم وتقزز

وهي ترتجف بين يداه وقد بدأ جبينها بالتعرق

ليربت على ظهرها كي تهدأ ليسمع تهمس..

-اخرج واتركني..انا متقززة من نفسي


لم يتركها أو يرد عليها لتأتيها موجه غثيان قوية وتنحني لتتخلص من ألم معدتها وهو يحاوط ظهرها الى أن انتهت ليفتح الصنبور ويغسل وجهها ويداها

وهي تتململ بين يداه بإعتراض ضعيف


ولكنه كان صامت لا يأبه بتذمرها..ليجفف وجهها

لتقول بخفوت وهي تستند للحائط..

-اخرج واتركني


عقد حاجبيه بإعتراض لتقول بخفوت مُتعب..

-أود إستعمال الحمام..وبالطبع لن افعل هذا وانت تقف أمامي هكذا


وجهه الصلب أنبأها أن تركه لها في هذة اللحظة من المستحيلات لتقول بإعياء...

-ارجوك اخرج أكاد اقع ارضًا

اعطيني بعض الخصوصية


ولكن الرفض كان قاطع لتتنهد بغضب

وانتهي الأمر به وهو يقف خارج الحمام بعدما اشترط أن يبقا باب الحمام مفتوح..واشترطت أن يعطيها ظهره ولا يخطو لداخل الحمام ولو خطوة


وبعد وقتٍ قصير كانت بين يداه يحملها كي تشغل فراشه في غرفته لتهمس متذمرة...

-لِمَ لم تضعني في غرفتي


دثرها جيدًا ليقول بهدوء...

-فراشك متعرق نامي هنا الى أن اغير اغطية غرفتكِ

استرخي الى أن احضر الطعام لتأخذي دوائك


ارخت رأسها على الوسادة لتقول برفض...

-لا اود الأكل سأصيب بالغثيان مره اخرى


لم تتلقى رد..لترفع رأسها عن الوسادة لتجد الغرفة خالية..لتضع رأسها على الوسادة من جديد وتهمس..

-هدوء هذا الرجل وعناده سيقتلاني بلا شك

لا يُجيد سوى الصمت والعناد..واللطف


صمتت لثوان وعقلها يسترجع وجهه من وسط ضباب الذكريات وهو يعتني بها وكأنها ابنته وليست زوجته

نظرت لملابسها الثقيلة..وتفحصتها لتقول بوجوم..

-والتطفل والوقاحة..بدل ملابسي ايضًا !


رأته يدلف للغرفة وهو يُمسك بطاولة طعام صغيرة

ليضعها أمامها قائلاً...

-اعتدلي لتتناولي الطعام


احتد وجهها لتندفع صارخة..

-هل بدلت لي ملابسي ايضًا !


امسك كتفاها ليجلسها بقوة زيقول بذات الهدوء..

-ارى أن بقائك بملابس متعرقة ومبتله

افظع من تبديلي لملابسك..هيا ابدأي الأكل


توهج وجهها بإحمرار مجنون لتقول بحدة...

-ياالله..سأموت غيظًا منك


تنهد لينظر لها بصبر ويشير للطعام..

-افضل من موتك بالحمى..لذا اغلقي فمك الثرثار ياسندس وابدأي بالأكل


-وهل تزعجك ثرثرتي !


اقترب منها وامسك الملعقة ليملئها بالحساء ليقول بنفاذ صبر..

-لن اكذب عليكِ وأقول لا..نعم تزعجني ثرثرتك وكلماتك المندفعة 


وجه الملعقة ليحشرها بفمها حينما حاولت الحديث

لتمضغ الطعام بقوة وتقول بغيظ..

-إذًا لن اتوقف عن الحديث إلى أن بنفجر رأسك

كما تكاد تقتلني بهدوئك واستفزازك لي


إبتسامه صغيرة نمت على شفتيه وهز رأسه بلا فائدة

وهو يطعمها بصمت..وهي تمضغ الطعام وتُلقي بتعليقات طفولية لاذعة عن وقاحته وعدم إحترامه لمساحتها الشخصية..

الفصل الثامن من هنا      

تعليقات



×