رواية ظلمت لكونها انثي الفصل السابع 7 بقلم عفاف شريف


 رواية ظلمت لكونها انثي الفصل السابع بقلم عفاف شريف 

هل تعلم ذاك الشعور 
أن تشعر أنك وحيد
أشعر به كل يوم 
....................................
في منزل هبه
ماما: قالتها وهي تري أمها امامها تنظر لها بغضب وغيظ شديد
نظراتها تهدد بعاصفه قويه 
ابتسمت ابتسامه لم تصل لعيناها وهي تقول : اتفضلي
هنتكلم علي الباب ولا إيه 
نظرت لها أمها برفض تام لكنها رضخت في النهايه دالفه للداخل
تنهدت هبه بقوه وتعب
تعلم القادم حق المعرفه 
تعلم أن الامر لن يمر مرور الكرام 
أغلقت الباب بهدوء وهي تجلس أمام امها بصمت 

ولاء بدهشه: إيه البرود ده 
إزاي قاعده هاديه كده
أنتي اتجننتي يا هبه 
بتتصرفي من دماغك بتخططي وتنفذي 
من ورا ضهري 
تتطلقي من غير حتي ما اعرف
ولا كان ليكي أم
ردت متهكمه: أم
هو أنا ليا بجد؟؟
واكملت :فين ؟
ولاء بغضب :هبه
ردت الاخري بهدوء:نعم
ولاء بغضب وصوت عالي :أنتي بتستفزيني
بقي أنا اعرف خبر طلاقك زي زي الغريب 
هبه بهدوء وهي تنظر لوجه أمها الاحمر من الغضب وقالت :لو كنت قلتلك كنتي هتعملي إيه
ولاء بسرعه:طبعا كنت همنعك
نظرت لها هبه بنظرات ذات مغزي 
وهي تقول :هي دي إجابه سؤالك
انتي قولتيلي دي غلطتك
واديني اهو زي ما غلطت صلحت غلطتي 
ولاء بسخريه:بأنك تكوني مطلقه
هبه بصراخ :هو إيه الي مطلقه مطلقه 
ده عار يعني ولا إيه 
إيه العيب ف إني مطلقه
ليه محسساني إني عملت حاجه حرام 
لو كان الطلاق حرام مكنش ربنا حلله
يبقي هيتحرم عليا أنا ؟؟
أنا تعبت وخدت عقابي وأكثر كمان 
وإلي حصل ده كان لازم يحصل من زمان
بس ملحوقه 
كل تأخيره وفيها خيره 
ولاء بتهكم: وأنتي فكره محمود هيبعتلك قرش
بعد ما طلقك 
ممكن تقوليلي هتصرفي منين علي نفسك وعلي عيالك 
هبه : الله الغني عن فلوسه 
ولاء :يعني إيه 
هبه بهدوء :أنا خدت الورث
انتفضت ولاء وهي تقول : من غير ما تقوليلي 
هبه بهدوء :كل حاجه جت بسرعه 
ولاء بغضب :احكيلي حصل إيه 
بالتفصيل

تنهدت هبه وهي تقص لها ما حدث 

انتهت هبه وهي تنظر ل أمها الواجمه 

ولاء وهي تنظر لها بستغراب: ليه وافقتي علي الصلح
مع أنك ممكن كنتي تحبسيه وترفعي قضيه خلع
وفي الحالتين أنتي مش عايزه منه حاجه
هبه ببساطه :عشان ولادي 
محمود طلع نزل حبيته كرهته مهما حصل هيفضل أبو ولادي ودي حاجه مستحيل اغيرها أياً كان الي عمله فيا
ممكن تقوليلي لما أدخله السجن 
هيكون أي وضع ولادي 
أبوهم رد سجون
مش أنا الي أعمل كده حتي لو بكرهه
مش أنا للاسف 
ولاء بهدوء:طيب يلا قومي جهزي نفسك والعيال 
هبه بستغراب:أجهز نفسي والعيال 
ليه
ولاء:هتروحي معايا أنتي والعيال أنتي نسيتي 
أنك بقيتي مطلقه خلاص 
يعني مينفعش تعيشي لوحدك 

هبه برفض : أنا اسفه مش موافقه
أنا هفضل هنا 
........................
#ظلمت_لكونها_أنثي 
#بقلمي_عفاف_شريف 
........................
 في منزل فيروزه 
فيروزه :عمو أحمد 
قالتها وهي تركض تدس نفسها بين أحضانه
واه كم كانت بحاجه لذالك الأمان 
امان فقدته بكل يوم بهذا المنزل 
لم تراه سوا مع عمها الحبيب أحمد
أحتضنها الآخر بحب أبوي واشتياق 
ربت علي خصلاتها وهو يراها تخرج من بين أحضانه تخصه بتلك الابتسامه
لكزتها أمها وهي تقول: وسعي ل عمك يا بت 
اتفضل يا أحمد 
أدخلي يا سحر نورتي قالتها وهي تحتضنها بقوه
سحر ببتسامه: النور نورك يا حببتي 
وأكملت:تعالي يا حبيبه 
حبيبه بهدوء :السلام عليكم 
امسكتها حنان تقبلها وهي تقول :ما شاء الله 
ما شاء الله كل يوم بتكبر وتحلو 
ربنا يحميها ويحفظها 
ابتسمت لها سحر 
 وهي تركز اهتمامها حول نظرات الأخوه لبعضهم البعض 

أحمد بهدوء:مش هتسلم عليا ولا إيه يا محمد 
ظل ينظر له الاخر بنظرات جامده 
رافضه لوجوده تمام 
لكنه رد مكرها:نورت يا أخويا
قالها وهو يرفع يده للمصافحه 
احرجه محمد وهو ياخذه بين أحضانه يربت علي ظهره قائلا:ده نورك يا محمد 
نظرت فيروزه للجو المشحون هي تقول: اتفضلو هاعمل شاي 
أحمد بهدوء:احنا مش أغراب تعالي اقعدي معايا 
فيروزه بسرعه وحماس : خمس دقايق وهكون هنا 
قالتها وهي تدلف للمطبخ 
تحت نظرات والدها الحارقه وربما
الغيورة لهذا الاهتمام 

لا يعلم أنها فقط كانت بحاجه للامان 
فقط الأمان 
...............................

#ظلمت_لكونها_انثي 
#بقلمي_عفاف_شريف 
...............................

انتهت اخيرا من وضع الشاي وهي تحمله بفرحه
كم اشتاقت لتلك المشاعر 
ان تشعر أن هناك من يهتم بها ويدللها

حملت صينيه التقديم وهي تتوجه للخارج 
تقدم للجميع
الا ان أعطت لوالدها 
وكادت ان تعطي لأمها لتجد والدها يصرخ بعصبية وهو يلقي كوب الشاي عليها :ايه القرف ده 
صرخت بألم وهي تبعد العبائه عنها بسرعه 
وتركض الى الحمام محاوله وضع الماء لتخفيف الألم

نظر احمد ل محمد بغضب وهو يصرخ: انت اتجننت يا محمد 
ايه الي انت عملته دي 
احمد بغضب :ملكش دعوه انتي 
بنتي وانا حر
جن جنون احمد وهو يمسكه ويدلف به لأول غرفه قابلها  مغلق الباب خلفه بغضب شديد

في الداخل 
التف حوله وهي يصرخ بغضب: انت ازاي كده 
ايه كميه الحقد والكره الي في قلبك ده
كنت فاكر الأيام هتغيرك 
بس كأنها بتزود الشر جواك 
ليه بتعمل كده فهمني
هي دي مش بنتك
ازاي بعد السنين دي كلها بتكرر الي حصل فينا يا محمد 
انا كنت فاكر ان بعد الي شفناه هتحاول بكل قوتك انك تراعي ربنا في مراتك وعيالك
محمد بصراخ :بس اسكت
احمد برفض:مش هسكت 
سكت كثير وكانت النتيجه انك ظلمت الكل مراتك وعيالك ونفسك 

ليه عايز تكون نسخه من ابوك الي عاش عمره كله بيكرّهنا فيه
ضرب واهانه وذل
فاكر كان بيضرب أمك إزاي 
فاكر كان بيعمل فيها إيه 
طيب فاكر كان بيحرقنا كل مره بدون سبب بس عشان ينفس عن غضبه 
معقول بعد كل ده تتحول نسخه لِظُلمه
طيب إزاي 
إلي داق المر يدوقه للي حوليه 
أنت شفت معني الأب القاسي 
والعيال إلي متبهدلين 
كام مره كلمتك وحذرتك 
كان كلامي ملوش أي لازمه 
كانت أيه النتيجه ضرب ف مراتك من يوم ما اتجوزتها 
مش قادر أفهم هي مكمله معاك علي أيه
انا لو مكانها كنت سيبتك من زمان 
عيالك إلي ظلمتهم واحد ورا الثاني 
فيروزه إلي قعدت من التعليم غصب عنها 
وجوزتها بردو غصب عنها
عاشت واستحملت حياه كلها غصب في غصب 
أنت متخيل أنت عملت ايه
دمرت حياه انسانه
ناوي تكمل لحد فين 
الدور علي مين
مروه 
ولا علي الصبيان الي لسه صغيرين 
ناوي علي أيه رد عليا 
قالها بصراخ 
وهو يدفعه بقوه

صمت حل علي المكان لم يقطعه سوا 
محمد ببرود : متبطل بقي شغل الواعظ إلي مفيش زيه ده
طول عمرك كنت أحسن مني 
في تعليم وجواز 
أنت كملت وأنا لا 
أنت اخترت مراتك وأنا لا

احمد بهدوء:فعلا انت كدبت الكدبه وصدقتها
تعليم إيه الي بتتكلم عليه أنت إلي مكنتش عايز تتعلم وأنت من جواك عارف كده 
كنت بتفضل تلعب وتهرب من المدرسه
ووقتها ابوك قعدك
وأنا كملت 
حاربت 
حاربت الكل وأولهم الظروف وابوك
وكنت باكل الكتب اكل عشان مدهوش فرصه يقعدني 
ولم عملها وقعدني قلتلك خلينا نكمل ف السر 
رفضت 
 فكملت لوحدي 

والجواز بردو محدش غصبك 
ابوك ياما حاول يجبرني  وأنا رفضت بردو 
بس انت قبلت من اول مره 
كانك مش فارق معاك اصلا 

واكمل بحزن:إلي حصل زمان بيتكرر 
بس الفرق انه بايدك 
وبمزاجك 

كاد أن يخرج من الغرفه الا أنه قال:من النهارده أنا الي هقفلك 
قالها وخرج 
...................................

#ظلمت_لكونها_انثي 
#بقلمي_عفاف_شريف

..................................
في شقه هبه
ولاء بغضب :انتي اتجننتي 
عايزه الناس تاكل وشي
وتقول بنتي أطلقت وماشيه علي هواها 
هبه بغضب : دلوقتي عايزني اعيش معاكي 
كنتي فين وأنا ببوس رجلك عشان أطلق واعيش معاكي 
كنتي فين وأنتي بترجعيني كل مره بعد ما بنضرب عشان مش مستحمله قعادي
دلوقتي هتستحمليني وبقيتي عايزني اقعد معاكي
إيه الي اتغير 
اني بقيت بس مطلقه 
ولاء :في فرق طبعا دلوقتي انتي لوحدك 
والناس هتتكلم عليكي 
وعليا
هبه :خليهم يتكلموا 
أنا مش فارق معايا 
ممكن تفهميني كانو فين الناس دي لما كنت بنضرب واتسحل
محدش كان موجود وقتها 
وانا مش فارق معايا حد حاليا 
أنا هعيش لاولادي
اربيهم واكبرهم 
وطالما مش بعمل حاجه حرام او عيب
يبقي في ستين داهيه كلام الناس يولع 

قالتها وهي تلهث بوجع 

ولاء بغضب: لو مجيتيش معايا لا انتي بنتي ولا انا اعرفك يا هبه وهتبري منك قدام الناس كلها

هبه بتعب :انا اسفه مش هقدر اجي معاكي 
نظرت لها امها بغضب وتوجهت للخارج 

أغمضت عيناها بالم 
وهي تستمتع إلي صوت الباب يغلق معلن عن رحيل أمها غاضبه 
ارتمت علي الاريكه تبكي بقوه 
لم ترد أن يحدث هذا 
لا تريد اغضابها
لكن الحياه مع أمها صعبه تكاد تكون مستحيله 
ستجن من حديثها المُذل 
ومجيئ الأقارب شامتين بها
لن تستطيع لن تقدر علي تلك الحياه
هي لم تفعل ما هو مشين 
هل من الصعب أن تحيا لأطفالها فقط 
هل من الصعب حقا 
................................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#بقلمي_عفاف_شريف 
.................................
في منزل محمود 
كان يبدو كثور غاضب وبشده 
يحطم كل ما يأتي أمامه 
لأ يصدق ان تلك القطيطه التي دهس عليها يوم بعد يوم 
نضجت وأصبحت نمرة شرسه 
هاجمته وبقوه
ظل يحطم المنزل بغضب 
تحت صراخ أمه
وهو يقول: هخليكي تندمي يا هبه
هتندمي 
صرخت أمه بتعب:يا إبني خلاص عايز منها أي تاني اهي غارت ف داهيه 
وأكملت : انسي يا حبيبي وأنا بكرا اجوزك ست ستها
تروح هبه تيجي غيرها 
صرخ الأخر بغضب وهو يحطم التفاز ويقول بغضب شديد  :أنا اتجرجر علي القسم
ولو مطلقتش هتسجن 
أنا يتعمل فيا كده 
أنا محمود 
واكمل بشر حاقد مؤكد :هخليها تعض صوابعها ندم وحسره
هخليها تندم كل يوم أنها عملت كده 
....................................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#عفاف_شريف 
................................... 

في المشفي 
كان يستند بيده علي الزجاج المطل علي غرفه  أمه
ينظر لها بألم يهدم روحه 
هل كان السبب 
هو من اوصلها لتلك المرحله بكل تأكيد 
أمه من تبقت له بتلك الحياه 
ترقد في ذالك الفراش اللعين 
غير قادر علي أن يضمها لاحضانه 
انتفض علي خروج الطبيب
توجهه له بسرعه وهو يقول :طمنيني يا دكتور  لو سمحت 
هي عمله أيه طميننني بالله عليك 
الطبيب بهدوء وهو يري لهفته:اطمن الوالده زي الفل هي بس الضغط عندها وطي شويه 
وده إلي سبب الإغماء وطبعا سنها عامل كبير في ده 
بس هي كويسه أهم حاجه تبعد عن أي ضغط 
وترتاح تمام

ظل يستمع له وهو يؤمي مؤكدا علي حديثه 
الطبيب مكملا:دلوقتي تقدر تطمن عليها بنفسك هي بتفوق

عبد الرحمن بشكر وابتسامة مهتزه: شكرا شكرا لحضرتك 
وتركه للاطمئنان علي أمه 
دلف للغرفه وهو يجدها تتسطح بتعب
عبد الرحمن بهدوء:كده تخضيني عليكي 
اشاحت وجهها عنه بتعب 
ليبتلع الاخر غصه مؤلمه
توجهه لها وهو يمسك يدها ويقول : مش عايزه تكلميني يا أم عبد الرحمن 
أهون عليكي 
ده أنا حتى عبدو حبيبك
شعر للحظه ان قلبها بدا يرق له 
لذالك أكمل: قومي بالسلامه أنا مقدرش اشوفك كده 
كنت هموت 
انتفضت الاخري وهي تتمتم:بعد الشر 
قبل رأسها وهو يقول :حسك في الدنيا يا أم عبد الرحمن 
اوعي تزعلي مني ميهنش عليا زعلك 
ردت عليه أمه مقرره إنهاء الأمر 
بص يا عبد الرحمن فيروزه زي بنتي وأنا مش رفضاها كشخص أنا رفضه انها مطلقه 
أنا نفسي يا بني اجوزك حد زيك لست مدخلش دنيا 
أنا معنديش مشكله  معاها دا أنا الي مربياها وياما لعبت عندي ف الشقه ايام ابوك الله يرحمه مكان عايش 
بس ده ملهوش علاقه برفضي 
أنا عند كلامي انا مستحيل أوافق علي جوازك بفيروزه 

تنهد بألم وعجز 
فقد وُضع في موضع الاختيار 
اغمض عينيه وهو يهمس بألم:تمام 
ابتسامه فرحه شقت ثغرها
وهي تقول :بجد يا عبد الرحمن 
اؤمي لها بألم 
لتكمل:تمام وانا هانقيلك  عروسه ...
لكنها صدمت وهي تستمتع له يقول: أنا مش هتجوز فيروزه اه
بس كمان مش هتجوز حد غيرها 
قالها وهو يقوم من مكانه متوجها للخارج 
...
في منزل فيروزه 
بالحمام 
كانت تبدل ثيابها بعد أن استحمت سريعا
لكنها انتفضت علي صوت والدها وعمها الغاضب
أسرعت وهي ترتدي ملابسها
وتخرج لتجد عمها امامها وهو يقول :جهزي نفسك أنتي واختك يا فيروزه
هتيجوا تعيشوا معايا 

تعليقات



×