رواية صراع الذئاب الفصل السابع 7 بقلم ولاء رفعت

 

رواية صراع الذئاب الفصل السابع بقلم ولاء رفعت

٧

_ تصعد نعمات الدرج وتحمل ع رأسها صينية طعام يكسوها غطاء متدلي من جوانبها .... خلفها الحاج فتحي يلتقط أنفاسه ... وصل كليهما أمام شقة عبدالله 

_ حبكت يا نعمات نزورهم ع الصبح كده ... ده الفرح خلصان ع نص الليل وهم عرسان هتلاقيهم يدوب نايمين الفجر ... قالها الحاج فتحي 

نعمات وهي تنزل الصينية من فوق رأسها قالت : صبح ولا ضهر هتفرق ف أي ... الحق عليا صاحيه من النجمه عشان أحضرلهم فطار يقويهم 

عقد حاجبيه بضيق وقال : إحنا يدوب نسلم عليهم وننزل ع طول أنتي فاهمه ؟؟

نعمات : طبعا يا أخويا نطمن عليهم ونطمن ع بنتك ونتاكل ع الله 

فتحي : لما نشوف .... قالها ثم ضغط ع زر الجرس وهو يتحمحم وقال : يارب ياستر 

_ وبالداخل في الردهة يتمدد عبدالله ع الأريكة يحتضن الوسادة ويتمتم بكلمات غير مسموعة ويبدو أنه يري حلم ما 

وبداخل غرفة النوم مازالت بثوب الزفاف ونائمة ع وجهها ... أنتبه مسمعيها إلي صوت الجرس المزعج فنهضت مسرعه وفتحت الباب التي أوصدته منذ البارحة ... 

نعمات بالخارج : بت يا شيماء ... ياعبدالله ... أفتحوا 

فتحي : ماتصتبري يا وليه متصربعه ع أي

_ بالداخل خرجت إلي الردهة تبحث عنه وجدته يغط ف ثبات عميق والغطاء منزلق من ع جسده ... أقتربت بهدوء وهي تتأمل وجهه الذي يبدو كالحمل الوديع وهو نائم ... أبتسمت عندما تذكرت ليلة الأمس وهو يأخذ وسادة وغطاء ليمكث في الردهة بعدما قامت بتهديده ... وضعت يدها ع خصلات شعره ثم وجنته وهي تهمس له : عبدالله ... أصحي يا عبدالله 

تقلب ليصبح ف مواجهتها وظن أنه ف حلم فأمسك يدها ويقبلها ويقول بصوت ناعس : بحبك يا شوشو 

أخذت تلكزه ف كتفه وقالت : أوم يخربيتك أبويا ومراته ع الباب ... أوم وشيل المخده والكوفرته دي 

بدأ يفتح أهدابه لتنكمش عينيه من ضوء الشمس الذي تسلل من الشرفة ... نهض بجذعه وظل ينظر من حوله وقال : بتصحيني ليه مش كفاية تطرديني من الأوضة وضيعتي عليا أجمل ليلة ف العمر 

أقتربت منه وقالت بصوت منخفض وتجز ع أسنانها وتمسك بتلابيب قميصه القطني : مش وقته الكلام ده ... أوم أحسنلك أفتحلهم عقبال ما أغير ... وحسك عينك تقولهم ع الي حصل إمبارح ... قالتها ثم ألتقطت الوساده والغطاء وذهبت إلي الغرفة 

زفر بحنق وقال : الي حصل إمبارح !!! هو حصل حاجة أصلا ... ماشي يابنت عشماوي 

مازال قرع الجرس يصدح ...

نهض وهو يعدل من هندامه ويرجع خصلات شعره إلي الخلف بيده وقال : حاضر يالي بتخبط ... مش واقفين لكو ع الباب يعني

فتح الباب لتدفعه نعمات وهي تحمل الصينية ..... 

وسع يا أخويا من وشي ... أي ساعة عقبال ما تفتحو الباب ... قالتها نعمات بضيق 

دخل فتحي وهو يقول : يارب ياساتر ... صباح الخير يا جوز بنتي ... قالها وهو يصافحه 

بادله عبدالله المصافحة وقال : صباح النور يا عم فتحي 

وضعت نعمات الصينية فوق المنضدة لتجد صينية العشاء التي تركتها لهما الأمس كما هي فقالت بسخرية : ده الأكل زي ماهو يعني 

عبدالله : مكناش جعانين

رمقته بنظرات ماكرة وقالت : طبعا ماصدقت بعد 5 سنين أخيرا أتلميتو ف بيت واحد ... ومش وقت للأكل 

نظر إليها فتحي بنظرات غاضبة وقال : نعماااات ... ملكيش دعوة 

_ هو أنا قولت حاجه ... قالتها ولو فمها جانبا 

فتحي : فين بنتي يابني عشان نسلم عليها ونباركلها ... عشان نسيبكو تكملو نومكو 

عبدالله : ثواني ياعمي هاروح أشوفها وجاي

دق الباب ....

شيماء من الداخل : أدخل 

_________________________________

_ في قصر البحيري ....

ترتشف فنجان القهوة وهي تتأمل تلك الأزهار الملونة في الحديقة الشاسعة تستنشق عبق عبير الصباح العليل ... جاء ياسين من الخلف ليضع كفيه ع عينيها ....

وضعت الفنجان ع الطبق وقالت : الي مزعلني ديما ومش بيسمع كلامي وع طول بيضايق ف أخته 

أزاح يديه وأمسك يدها وقال : أنا أقدر أزعل القمر ده ... ثم قام بتقبيل يد والدته 

رفعت حاجبيها وقالت : بطل بكش ... وقولي خرجت إمبارح بلليل وراجع الفجر كنت فين ؟

تناول تفاحة من طبق الفاكهه وأخذ ينظر لها وقال : سهران مع أصحابي أيه الجديد يعني ... قالها ثم قضم التفاحة 

وضعت الطبق وعليه الفنجان فوق الطاولة وقالت : مش هتعقل بقي وتروح تشتغل ف الشركة مع أخوك وباباك ؟

تأفف بسأم وقال : أوووف بقي ياجيجي كل مرة تقوليلي السؤال ده وأنا بجاوبك للمرة الألف أنا مليش ف جو الشركات والبيزنس 

رمقته بإمتعاض وقالت : أومال ليك ف أي إن شاء الله ؟

رجع بظهره إلي الخلف وتنهد وقال : هفتح جيم 

أجابت بإقتضاب : جيم !!!

ياسين : أه ماله الجيم ... أنا كنت مستني ألاقي المكان المناسب الي هفتح فيه ولاقيته الحمدلله مستني بس استلم شحنة الأجهزة ... وإن شاء الله هيبقي أضخم وأشهر جيم ع مستوي مصر وهاسميه ياسو جيم 

جيهان : والله أتمني أن يكون ليك حاجة خاصة بيك وتنجح فيها ... بس ياريت تبقي أد المسئولية 

ياسين : أدعيلي أنتي بس ياجيجي 

جيهان : ربنا يوفقك يا ياسين ويهديك 

جاءت علا لتأخذ الفنجان الشاغر من فوق الطاولة وقالت : عايزة حاجة تاني ياجيهان هانم ؟

جيهان : شوفي ياسين يفطر أي؟

ياسين : لاء مش بفطر دلوقت 

علا : طيب عن أذنكو ... قالتها وكادت تذهب 

أوقفتها جيهان وقالت : علا ناديلي ياسمين لو سمحت

كان ياسين يمسك هاتفه ويتصفح الأنترنت لكن ينظر إلي والدته بطرف عينيه عندما ذكرت اسم ياسمين بإمتعاض ... ذهبت علا لتنادي ياسمين 

دخلت المطبخ وقالت : ياسمين 

تركت ياسمين الشطيرة التي كانت تتناولها وجبة الفطور وقالت : نعم 

رمقتها علا بنظرات قلق وقالت : أنتي عملتي حاجة أو رجعتي تكلمي ياسين بيه تاني ؟

أبتلعت ياسمين ريقها بقلق وقالت : لاء زي ما وعدتك مش بكلمه ومليش دعوة بيه ... هو ف أي بالظبط؟

علا : مدام جيهان عيزاكي بره ف الجنينة ووشها بيقول إنك عملتي حاجة وهي متضايقة منها 

دق قلبها من التوتر وقالت : ربنا يستر 

علا : طيب روحي شوفيها بسرعه وأبقي طمنيني 

أعدلت من حجابها وهي تمسح فمها بيدها من أثر الطعام وذهبت إلي الخارج .... تمشي وهي تنظر إلي ذلك الجالس ف واجهتها وجيهان موليه لها ظهرها ... وصلت وهي تنظر إلي ياسين الذي يتصنع النظر إلي شاشة هاتفه ... خشيت إن يكون حدث شيئا ما 

_ جيهان هانم علا قالتلي حضرتك عيزاني ... قالتها ياسمين لتجد ياسين ينظر لها

جيهان وهي تشير إليها بالجلوس : أتفضلي أقعدي 

جلست ع المقعد المحاذي لياسين ... فأردفت جيهان : ينفع الي بتعمليه ده ؟؟

______________________________

دخل وكاد يتفوه ليتسمر في مكانه تلك الحورية ذات الجمال الفاتن ... شعرها الأسود ينسدل ع ظهرها ... مرتدية عباءة إستقبال ذات لون أبيض مطرزة بالخيوط الذهبية تحدد منحنيات جسدها ... تقف أمام المرآه تضع بعض اللمسات البسيطة من مساحيق التجميل 

ظل يرمقها وهو يجز ع شفته السفلي ويقول بداخل عقله : يخربيت حلاوتك ... ثم أنتبه لها وقال : بتقولي حاجة ؟

تركت قلم الحمرة وأمسكت بزجاجة العطر لتقوم بنثر القليل عليها وقالت : مالك واقف عندك زي التمثال ليه كده ؟؟

أقترب منها وهو يحدق ف عينيها كالثمل وقال : أنتي حلوة أوي ياشوشو ... ماتجيبي أطه ... قالها ليقترب منها 

فدفعته ف صدره وقالت : بقولك أي أنا لسه ع كلامي من إمبارح ... احنا هنعيش ف بيت واحد أه بس كل واحد ف حاله 

عبدالله : وده يبقي اسمه جواز !!!

دفعته لتذهب نحو الباب وقالت : اسمه مش هتعدل معاك غيرلما تتربي الأول

جز ع فكيه وقال : ماااشي ... الصبر حلو 

خرجت لتطلق نعمات زغرودة وقالت : صباحية مباركة يا عروسة .. ثم عانقتها بقوة

شيماء وهي تبتعد بعدما شعرت بالإختناق : الله يبارك فيك يا مرات أبويا 

فتحي : ألف مبروك يابنتي 

أقتربت من والدها ليعانقها ثم أمسكت يده وقبلتها وقالت : الله يبارك فيك يا بابا 

شيماء : ثواني هاروح أجيب حاجة وجاية 

فتحي : متتعبيش نفسك يابنتي إحنا جايين نطمن عليكو ونمشي ع طول 

شيماء : وده أسمه كلام يابابا .. استنو هنفطر مع بعض 

جاء عبدالله إليهم وهو يحمل صينية يعلوها كأسين من العصير وطبق فاكهة ثم وضعها ع المنضدة التي تقع أمامهم 

_ شوف البت مخليه جوزها هو الي يقدم الحاجة ... طول عمرك قوية يا بنت سهير ... قالتها نعمات بداخل عقلها 

ثم أردفت بصوت مسموع : بت يا شيماء عيزاكي ثواني .. قالتها لتنهض وأتجهت معاها شيماء إلي غرفة النوم 

نعمات : قوليلي يابت ها طمنيني 

رفعت شيماء إحدي حاجبيها وقالت : أطمنك ع أي ؟؟

رمقتها بنظرات خبيثة وقالت : يابت بطلي إستهبال أنتي عارفة أصدي أي 

جزت شيماء ع أسنانها وقالت : و الله دي حاجة خاصة ما بيني وبين جوزي 

نعمات : لاء يا عينيا مش لازم نطمن عليكي ... ولا يكون عملها معاكي قبل الجواز 

أتسعت عينيها بالغضب وصاحت : أخرصي قطع لسانك 

أجابتها نعمات بنبرة غاضبة : أتكلمي معايا عدل يابت أحسنلك 

دخل عبدالله ع أثر الصياح وقال : ف أي مالكو ياجماعه 

نعمات وهي تلوح بيدها وقالت : بقول للسنيورة طمنيني عليكي مش عاجبها الكلام 

تفهم عبدالله ما ترمي إليه فأقترب من شيماء ليضع زراعه ع ظهرها بحنان وقال : دي حاجة تخصني أنا ومحدش ليه دعوه 

قالت بسخرية : لاء يا أخويا من حقنا نطمن عشان ده ف وشنا إحنا ومش ناقصين لو حد لسن بكلمة كده 

صاح ف وجهها وقال : وأنتي مالك ... والي هيجيب سيرة مراتي بكلمة هقطلعو لسانه ... ولو كنتي فاهمه غلط عشان اليوم إياه لما كنت عندكو ف الشقة محصلش حاجة .... وأظن كده خدتي واجبك ويلا عشان عايزين ننام 

رمقته بنظرات نارية وقالت : بتطردني يا عبدالله !!!

عبدالله : أهلا وسهلا بيكي طول ما بتحترمي صاحبة البيت ده ... ولو أتكلمتي معاها تاني بالأسلوب ده تاني الباب يفوت جمل 

_ ماشي يابنت سهير .. قالتها وغادرت 

ضمها إليه وقال وهو يمسد ع ظهرها : متخافيش أنا عارف أوقف إزاي أي كلب يضايقك عند حده .

_____________________________ 

نهض ياسين وقال : طيب يا جيجي أنا رايح مشوار كده عايزة حاجه؟

جيهان : قعد لسه مخلصتش كلامي معاك 

تلون وجه ياسمين بالخوف والقلق وقالت بصوت متهدج : هو أنا عملت حاجة ؟

جيهان : أه ... من ساعة ما عم إسماعيل الله يرحمة توفي والدتك بتتصل عليكي وأنتي مش بتردي ... أخر ما زهقت كلمتني بتشتكيلي منك 

تنفست ياسمين الصعداء لتعود الدماء لمجراها وقالت : أنا فعلا مش برُد عليها ... مكنتش بتسأل عليا خالص لما سبت البيت وجيت قعدت هنا مع أبويا الله يرحمه 

جيهان : حتي لو هي عملت كده دي مهما كانت مامتك ولازم تسألي عليها ومتدخليش مشاكلها مع والدك الله يرحمه مابينك وبينها 

_ جيهان هانم ف واحدة ست ع البوابة بتقول أنها أم ياسمين .... قالها مصعب الذي جاء للتو 

جيهان : خليها تتفضل ع هنا 

أومأ لها وقال : أمرك ... ثم ذهب 

جيهان : شوفتي جاتلك من أخر الدنيا إزاي عشان تطمن عليكي 

أبتسمت ياسمين بتهكم 

_ جيجي أظن كده أنتي مشغولة أنا ماشي بقي ... قالها ونهض ليغادر وهو مازال يمسك هاتفه وأتجه نحو البوابة لتصتدم به تلك السيدة التي ترتدي عباءة سوداء وحجاب بني 

_ مش تحسبي ياست أنتي ... صاح بها ياسين 

السيدة بنبرة إعتذار : آسفة والله يابيه مكنتش شايف أدامي 

رمقها ياسين بإزدراء ثم ذهب 

تقدمت نحو جيهان مسرعه ومدت يدها إليها وقالت : أزيك يا جيهان هانم 

جيهان : الحمدلله ... حمدالله ع سلامتك 

السيدة : الله يسلمك ويعز مقدارك 

نهضت جيهان وقالت : عن أذنكو بقي هسيبك تقعدي مع ياسمين ولو عايزني ف حاجة أبعتولي حد من الشغالين

السيدة : تسلمي يا ست هانم .... قالتها ثم جلست ع المقعد الذي نهض منه ياسين وتبدلت ملامحها إلي الغضب وقالت وهي تلكز إبنتها ف زراعها : أنتي يا هبابة مش بتردي عليا ليه من ساعة أبوكي الله يجحمه ما مات وأنتي ماصدقتي 

رمقتها ياسمين بغضب وقالت : ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة 

والدتها : أنا مش جاية ياختي عشان أترحم ع أبوكي 

ياسمين : أومال عايزة مني أي؟؟

والدتها : عيزاكي تبعتيلي فلوس من الغرمأ الي أنتي عايشة فيه ده 

ياسمين : ولما أنا أبعتلك جوزك الي طردتيني من البيت بسببه ده لازمته أي

والدتها : ما هو من بختي الأسود أتجوز أبوكي الكحيان ولما أتطلقت منه قولت أشوف حظي مع حد عدل طلع التاني أنيل وأدل وقاعدلي زي الولايا ف البيت

رمقتها ياسمين بإحتقار وقالت : معيش فلوس دلوقت اديهالك لسه مقبضتش 

والدتها : اه بقي كده يابنت أبوكي ... اسمعيني بقي وبصيلي كويس أنا حايشة عنك أهل أبوكي ومش قايلالهم ع مكانك ... لأن من وقت موت أبوكي عمامك وعماتك بيسألوني عليكي ... فأحسنلك كده تقومي زي الشاطرة وتجبيلي قرشين من الهانم الي جوه دي يا إما تاني يوم هتلاقي عمك عباس هنا يجي ياخدك من قفاكي ويجوزك خميس ابنه وبدل ما بتشتغلي هنا خدامة بالفلوس ... مرات عمك هتخليكي خدامة لبيت العيلة كله 

نهضت وقالت : بتهدديني ياما !!! ... عموما أنا هاروح أجبلك القرشين الي حيلتي كنت محوشاهم عشان مصاريف الجامعه 

قالت والدتها بسخرية : روحي يا ختي هاتي ... قالتها لتحدق بها ياسمين ع مضض ثم ذهبت 

____________________________ 

_ يجلس ع المقعد الجلدي بثبات وهي تجلس ع ذلك المقعد المرتفع تضع اللمسات الأخيرة ع ملامحه التي قامت برسمها أكثر من خمسون مرة منذ ثلاثة أيام ... 

تنهدت كارين وقالت : وأخيرا خلصتها

نهض يونس وتوجه نحوها ليلقي نظرة ع صورته وزمت شفتيه لأسفل وقال: مش بطالة 

كارين : نعم!!!!

رفع حاجبيه وقال : أكدب عليكي يعني ... أنتي أصلا رسمك مش حلو ف البورتريهات ... مش فاهم متخرجة من أكاديمية الفنون الي ف إيطاليا إزاي !!!

نزلت من فوق المقعد وصاحت قائلة : بقولك أي بقالي 3 أيام مستحملة وعصره ع نفسي فدان لمون طول النهار لحد بلليل يدوب بروح انام واغير واجيلك تاني يوم عشان ارسم وشك العكر ده وف الأخر مش عاجبك 

عقد ساعديه أمام صدره وقال : والله الحل كان ف أيدك من الأول كلمة بسيطة جدا تقوليلي آسفه يافنان ... بس طبعا بعد وشي العكر دي ... هسيبك تمشي بس مفيش لوحة هتستعيرها 

أغمضت عينيها وهي تأخذ شهيقا ثم تطلق زفيرا ثم قالت : لاء كده كتير أوي .. متزعلش بقي مني 

يونس: أصدك أي؟

لم تجيب عليه لكنها أرتدت حقيبتها ودخلت غرفة ثم خرجت تحمل دلو ورفعته وهي تدفعه لأعلي لينسكب منه مازوت ع اللوحات المعلقة ع الحائط 

ركض نحوها وصاح : يخربيتك بتعملي أي

ألقت بالدلو ع الأرض وقالت : زي ما أنت شايف كده ... وخد الهدية دي من عندي قالتها لتمسك بإحدي اللوحات وقامت بإلقاءها ع رأسه بقوة حتي أخترقت رأسه اللوحة من المنتصف .... وركضت مسرعه لتغادر 

تأججت نيران الغضب بداخله لينتزع اللوحة من رأسه ... وكاد يركض خلفها لتنزلق قدماه ف المازوت المنسكب من الدلو ع الأرض ليقع إلي الخلف.

بينما هي أسرعت بركوب دراجتها وأنطلقت مسرعه ولم يسيعها الوقت لأن ترتدي خوذة الأمان... لتتركه يزمجر من الغيظ ينادي ع حارس المعرض لمساعدته ف النهوض.... وقام بتبديل ثيابه من حقيبته التي يتركها ف المعرض ... وغادر وأستقل سيارته لينطلق نحو القصر .

_ تنطلق ع الطريق كالطير المحلق ف السماء تبتسم بإنتصار عما فعلته ف ذلك الغبي كما تدعوه بداخل عقلها ... ظلت شاردة ف صورته المعلقة بذهنها وهو يبتسم ولم تكن منتبهه لتلك الشاحنة القادمة نحوها وتصدح بتنبيه مدوي حتي أنتبهت أخيرا وجاءت تتفادي ذلك الإصتدام فأنقلبت دراجتها النارية بها فأرتمت ع الأرض ... ركض نحوها بعض المارة 

صاح إحدهم : ياجماعه حد يتصل بالإسعاف بسرعة 

قالت سيدة : لا حول ولاقوة إلا بالله ربنا ينجيكي يابنتي

وفي تلك الأثناء يمر من ذلك الطريق الرئيسي ليلفت إنتباهه تجمع الناس ولم يستطيع رؤيتها لكن أتسعت حدقتيه بالفزع عندما رأي تلك الدراجة النارية المنقلبة ع الرصيف ... توقف ع الفور وأتجه نحوهم راكضا 

تسلل من بين التجمع المحيط بها حتي وقعت عينيه عليها بخوف وقال : كارين !!

قال الرجل : أنت تعرفها يا إستاذ 

لم يجيب عليه وأنحني ليحملها ع الفور ... أوقفه رجل أخر وقال : أنت واخدها ع فين 

دفعه يونس وصاح ف وجهه : أوعي من وشي ... ثم ركض بها نحو سيارته ليضعها بالمقعد المجاور لمقعد القيادة ع مهل ... وألتف ليقفز بداخل سيارته المكشوفة وأنطلق بها إتجاه المشفي.

____________________ 

_ في منزل الجزيرة بإيطاليا ....

تقف أمام النافذة الزجاجية تتأمل تلك الأشجار والنخيل المرتفعة ... أنتبهت إلي قرع أقدام الحصان فعلمت أنه قد جاء ... ركضت مسرعة إلي مضجعها وجذبت غطاء تدثر به جسدها وتصنعت النوم ... وظلت منتظرة دخوله إلي الغرفه

سمعت صوته وهو يتحدث ف هاتفه .....

Ti aspetterò, signor Andrew

سأكون بإنتظارك سيد أندرو

.......................

Non c'è bisogno .... Grazieلا داعي .... شكرا لك

أغلق المكالمة وأدار المقبض ودخل الغرفة لتقع عينيه عليها ... بينما هي تغلق أهدابها المرتجفة ... خلع سترته وألقاها ع المقعد المتأرجح ... تمدد ع التخت ليريح جسده ... تقلب ع جانبه وأقترب منها ... يمسد ع خصلات شعرها المبعثرة ع الوسادة وأخذ يستنشقها بعمق وهو يغمض عينيه ... شعرت بإنتظام أنفاسه ظنت إنه قد غط ف النوم ... أنسحبت بهدوء لتنهض من جواره وهي تراقب عينيه المغلقتين ... وفجاءة فتح عينيه ليرمقها بزيتونتيه ... شهقت بذعر وهي تضع يدها ع فمها 

نهض من مضجعه وذهب نحو غرفة الثياب ببرود 

_ أنا زهقت ... من ساعة ماجينا وأنت بقالك يومين سايبني لوحدي ... صاحت بها صبا وهي تتبعه 

أخذ يفك أزرار قميصه وقال بسخرية : أي وحشتك ؟؟

أجابت : لاء بالعكس كنت مرتاحة بس ف نفس الوقت مخنوقة من البيت ده عايزة أرجع مصر

أبتسم بتهكم وقال : جهزي نفسك عشان عندنا حفلة النهاردة .... ثم خلع قميصه وفي تلك المرة أنتبهت جيدا إلي تلك الجملة الموشومة ع صدره 

Amore spiritualeSeba

تحاول قرأتها فهي تعلم القليل من اللغة الإيطالية ... تفهم نظراتها ليقترب منها وقال بنظرات عاشق ولهان :صِبا عشق روحي ... أنتابها القشعريرة وهي تبتعد إلي الخلف فمهما كانت كلماته صادقة ونابعة من قلبه لكنها لم تغفر له إعتداءه عليها ف الطائرة 

حدقت بوجوم وقالت لتغير مجري الحديث وتتهرب من نظراته التي أربكتها : وياتري عازم أنهي زعيم مافيا من الي بتتعامل معاهم ؟؟

رفع إحدي حاجبيه بإمتعاض وقال : زعيم مين ومافيا أي الي بتتكلمي عنها ؟؟

عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت : أناعارفة كويس مصدر ثروتك دي كلها من تجارة الأسلحة 

قهقه بسخرية وقال : ومين بقي الي قالك الكلام العبيط ده ؟

_ محدش قالي بس أنا عرفت وخلاص ... قالتها بتوتر

فأقترب منها أكثر ليحاوطها بجسده وقال : ياريت تحتفظي بمعلوماتك لنفسك أحسن ليكي 

ع الرغم من الخوف الذي يسري بداخلها لكن تظاهرت بالقوة ورمقته بنظرات تهديد وتحدي : مش خايف لأبلغ عنك ف يوم من الأيام 

رمقها بتلك الإبتسامة المرعبة وقال بنبرة هادئة : عيبك يا صبا لغاية دلوقت معرفتنيش كويس ... بس أحب أعرفك أن لغاية دلوقت مشوفتيش وشي التاني لأنك يوم ما هتشوفي هتتمني الموت عشان هيكون أهون بمليون مرة من الي هتشوفي مني

أبتلعت ريقها برعب جلي عندما رأت تلك اللمعة المرعبة في عينيه ع الرغم من هدوء كلماته .... أبتعد عنها ليفسح لها مجال للتنفس وأردف : أدامك ربع ساعة وتكوني جاهزة ... قالها ثم تناول ثوب معلق وقال : أبقي ألبسي ده ... ثم أتجه إلي المرحاض .

______________________________ 

_ في مشفي البحيري ....

دخل من البوابة الزجاجية وهو يحملها ع زراعيه ينادي بصوت جهوري : حد ينادي دكتور يوسف بسرعه 

جاءت إحدي الممرضات تهرول إليه وقالت : تعالي من هنا لو سمحت ودكتور آسر هيشوفها لأن دكتور يوسف ف العمليات 

ركض يونس ودخل إلي غرفة الطوارئ ووضعها فوق التروللي ... دخل آسر وهو يتفحص بعينيه تلك الفاقدة للوعي ... ونظر إلي يونس

وقال :يونس 

يونس بخوف : ألحقني يا آسر بسرعة هي بتسوق موتوسيكل وأتقلب بيها 

تنهد آسر وقال : متقلقش هناخدها نعملها آشعه وفحوصات ... هو أنت الي خبطها.... قالها وهو يفحصها 

يونس : لاء ... كنت رايح القصر ولاقيتها عامله حادثة ع الطريق 

نادي آسر الممرضات : يا مها ياسلوي ... تعالو خدوها ع غرفة الأشعة بسرعة .... ثم رمق يونس بنظرات ماكرة وقال : أنت تعرفها ؟

أجابه بإقتضاب وقال : اه مش وقتك يا آسر

جاءت الممرضات وقامو بنقلها ع الفور.

_____________________

في قصر العزازي بالقاهرة 

يقف كلا الحارسين أمام كنان الذي يشبه البركان عندما ينفجر ....

_ أنا نفسي أفهم ياشوية بهايم أنتو كنتو فين لما هي أختفت ... صاح بها كنان بصوت تردد صداه في جميع أركان القصر

قال إحدهم : والله يا كنان بيه كنا زي ضلها بس النهاردة كان المحور واقف وهي أختفت ف وسط الزحمة 

جز ع أسنانه بحنق وقال : طيب تحبو أتصل بقصي باشا دلوقت وأحكيلو ع الي حصل ؟؟؟

قال الأخر بنبرة رجاء : لا بالله عليك يا كنان بيه إحنا مش أده 

كنان بنبرة تهديد وأمر : أدامكو ساعة زمن تقلبو الدنيا عليها وتشوفو هي فين لإما تقرو الفاتحة ع أرواحكو أنتو الأتنين ... يلا غورو 

أومأ له الحارسان ثم ذهب كليهما 

أخذ يزفر بغضب عارم ويجول المكان ذهابا وإيابا حتي توقف عندما صدح رنين هاتفه 

كنان : ألو يا شناوي ما هي نقصاك أنت كمان خير ؟؟

شناوي : عايزينك تيجي حالا المخازن 

أتسعت حدقتيه وهو يفك رابطة عنقه وقال : حصل أي؟؟

شناوي : تعالي وأنت هاتعرف 

أغلق كنان المكالمة ع الفور وذهب مسرعا نحو المرآب وأستقل سيارته ودلف بداخلها وشغل المحرك وأنطلق مسرعا بعد أن فتح له الحارس البوابة .

________________________

_ بعد إنتهاء الفحوصات خرجت للتو من غرفة الأشعة وتم نقلها إلي غرفة خاصة ... نهض يونس وذهب خلفهم وجاء إليه الطبيب آسر

يونس : ها طمني 

آسر وهو ينظر إلي النتائج ع الأوراق التي بيده : الحمدلله مفيش كسور هو شرخ ف الساعد اليمين وكدمات بسيطة ف وشها ومنطقة الركبة ... قالها ثم صمت وأرتسمت ملامح وجه الوجوم وأردف : بس فيه حاجه ملهاش علاقة بالحادثة 

قطب حاجبيه وقال بقلق : حاجة أي؟

آسر : لما عملتلها رسم قلب لقيت ف حاجة مش مظبوطة ... وعشان أتأكد عملتلها فحص الإيكو زي ما توقعت لاقيت عندها اضطراب نظم القلب

يونس : يعني أي؟

آسر : غالبا شكلها مولودة بيه ... متقلقش بالتأكيد هي بتاخد ليه علاج 

أنتبه كليهما لصوتها الخافت وهي تتمتم بكلمات غير واضحة 

نظر يونس إلي آسر وقال : طيب هي ممكن تخرج دلوقت 

آسر : ممكن تخرج أخر النهار كده ... ثم رمقه بإبتسامة خبيثة وأردف : عن أذنك ورايا حالات هاطمن عليهم 

لكزه يونس ف كتفه بمزاح وقال : أمشي يا آسر بدل ما هخلي يوسف يديك استمارة 6

آسر بثقة وزهو : نعم يا أخويا !! ده أخوك عشان روحت مؤتمر طبي ومكملتش كام يوم ع بعض كان لايص من غيري ... يابني أنا لو مشيت المستشفي دي هتقفل 

قهقه يونس وقال : مش قولت وراك حالات ... يلا بقي طرئنا 

غمز آسر بعينه وقال : ماشي هسيبك براحتك مع المزه ... عشان خاطر إحنا سناجل زي بعض وحاسس بيك 

أمسك يونس الأوراق وألقاها عليه وقال : غور من هنا يالا 

ركض آسر وغادر الغرفة ... جذب يونس مقعد ليضعه بجوارها 

_ بس طلع زوءك جامد ياننوس .... قالها آسر الذي تسلل ثم ركض مرة أخري مسرعا قبل أن بلحق به يونس 

عاد ليجلس بجوارها وأقترب منها وهو يزيح تلك خصلات شعرها المبعثرة ع جبهتها ولأول مرة يتأملها ... يتخلل قلبه بشعور لم يعهده من قبل سوي معاها فقط ... تذكر مرضها الذي أخبره به آسر منذ قليل أحس بالخوف عليها فهو ليس شعور بالشفقة بل هو الحب الذي ولد ف قلوب جمعها القدر 

_ أنتي نمتي تاني ليه ... أصحي بقي أنا لسه ماخدتش حقي منك ... فكرك عشان الحادثة الي حصلتلك هنسي الزفت الي دلقتيه ع اللوحات وبسببك ضهري كان هيتكسر 
بدأت مقلتيها بالحركة تحت جفونها ... أعتصرت عينيها بألم لتطلق أهه من الألم .. فتحت عينيها ببطء وحاولت النهوض 
بادرها يونس بالمساعده فقالت : أنا فين 

يونس : إحنا ف المستشفي 

نظرت إلي ساعدها الذي يحاوطه الجص فقالت : اي ده ... انت عملت فيا اي ؟؟؟

يونس : والله ماعملتلك حاجه .. بس تقدري تقولي ده ذنبي والي عملتيه فيا ف الجاليري ... قالها مبتسما 

_ أنت شمتان فيا !!! .. قالتها بإنزعاج 

_ أبدا والله انا بهزر معاكي ... الي حصلك انتي اتقلبتي بالموتوسيكل اخدتك وجبتك ع مستشفي يوسف اخويا .... قالها يونس 

نهضت بجذعها و هي تتألم تريد أن تنهض وقالت : أنا عايزه اروح 

يونس : الدكتور قال انك هتمشي ع اخر النهار مش دلوقت 

كارين : مش هينفع ورايا حاجات كتير ولازم اخلصها ... ثم حدقت ف ساعدها الملفوف بالجص وأردفت : ينهار أزرق هاعمل اي انا دلوقت 

يونس : ف اي بس ؟؟ 

كارين بسأم : مش فاضل غير 3 ايام والمفروض ابعت رسالة الماجيستير بتاعتي و فاضلي اللوحة الي عندك المفروض ارسمها 

_ متقلقيش أنا معاكي وهساعدك ف كل ده 

_ شكرا كفاية تعبك معايا ... قالتها ع مضض 

يونس : ولا تعب ولا حاجه ... ولو عايزه تمشي تعالي وأنا هوصلك لحد البيت 

أبتسمت لكن التوتر جلي ع ملامحها 

_______________________

_ في إيطاليا ....

بدأ المدعون بالتوافد حيث جاء منهم من خلال مروحية والأخر عبر اليخوت التي يمتلكها قصي ... بينما بالأعلي تقف صبا أمام المرآه ترتدي ثوب باللون الأحمر القاني المائل للنبيتي ... خصلات شعرها منسدلة ع كتفيها محاوطة وجهها التي تزينه بعض اللمسات الخفيفة من مستحضرات التجميل ... جاء خلفها بهيبته وبدلته الأنيقة وحذائه الأسود الجلدي ... يزفر دخان سيجارته ف الهواء ... ثم وضعها جانبا فوق الطاولة وتقدم منها لتتفاجئ بقبضته تجمع خصلات شعرها وقال بنبرة أمر :

شعرك ده تلميه 

رمقته بأمتعاض وقالت : وشعري مضايقك ف أي لما أسيبو؟؟

أقترب قصي من أذنها ووضع يديه ع خصرها ويغرز أنامله بقوة وقال : أنا مبحبش أكرر الكلام ... وخدي بالك لما ننزل ... سلام ع أي راجل ممنوع ... تكوني زي ضلي 

أعتصرت عينيها من الألم و أومأت له بالإيجاب ... أبتسم وقام بدفن وجهه ف عنقها ليطبع قبلة جعلتها أنتفضت وأبتعدت عنه 

رمقها بإبتسامة خافته وقال : مستنيكي تحت .... ثم غادر الغرفة ... أتجهت نحو الباب وهي توصده من الداخل وعزمت ع أمر ما لابد من المحاولة ... دلفت غرفة الثياب وأخذت تبحث عن أوراقها الخاصة من بطاقة الهوية وجواز السفر الذي أحضره قصي معه ... فتحت إحدي الإدراج لتبحث عن أي أموال تساعدها ف الهرب لاحظت وجود مسدس أخذته ثم وجدت بعض رزم من النقود فأخذت ما يكفيها .... تنهدت والقلق والخوف يسيطران عليها ... ثم خلعت ذلك الثوب الذي لم تشعر براحة ف إرتدائه فقررت تبديله بأخر 

بالأسفل هبط قصي الدرج ليجد ذلك الرجل ذو الملامح المهيبة والقاسية يدلف إلي البهو وأنظار الحاضرين ترمقه بإنبهار ... فهو من أكبر رجال الأعمال في إيطاليا و من أكبر زعماء المافيا في تجارة الأسلحة وكل أنواع التجارات غير المشروعة 

Benvenuto, signor Andrew

أهلا وسهلا سيد أندرو

قالها قصي وهو يصافحه

أبتسم أندرو بشموخ وقال : 

Grazie signorQusay شكرا لك سيد قصي

Scusa, ho dimenticato di congratularmi con te per il tuo matrimonio ... Buon matrimonio

أعذرني لقد نسيت أهنئك بمناسبة زواجك ... زواج سعيد

أجاب قصي :

Grazie ... Quando mi congratulerò anche con te?

قهقه أندرو وقال :

Non lo farò, amo volare come un uccello senza restrizioni ... Ma quando ho saputo del tuo matrimonio, ero sicuro che il cuore del re doveva essere posseduto da una donna senza pari

لن أفعلها فأنا أحب أحلق كالطير بدون قيود ... لكن عندما علمت بخبر زواجك تأكدت أن لابد من أستحوذت علي قلب الملك امرأه ليس لها مثيل

قالها ثم رفع ناظريه إلي تلك صاحبة العيون الرمادية بعد أن جمعت خصلات شعرها لأعلي بشكل أنيق وأطلقت بعض الخصلات تحاوط وجهها فأصبحت أكثر جمالا ... وثوبها الوردي الذي يكشف زراعيها وعنقها وجيدها وضيق من الصدر ويتسع من الخصر ويصل إلي ركبتيها وحذائها ذو الكعب المرتفع الذي زادها أنوثة ... ألتفت قصي إلي إتجاه ما ينظر إليه أندرو ... تعالت دقات قلبه من سحرها الذي يآسره بنظرات عاشقة سرعان تبدلت إلي نظرات قاتلة لو كانت نيران لأحرقتها حية للتو ... أبتلعت ريقها من الخوف لكن أرتسمت إبتسامة ع محياها ... أسرع نحوها ليمسك يدها ويعتصرها ف قبضته وهمس لها :

وقسما بالله ياصبا الحفلة تخلص وهاعرفك إزاي تلبسي الفستان ده كويس 

_ آآآه أيدي هتكسر... تأوهت من إعتصار قبضته ليدها 

جز ع فكيه وقال من بين أسنانه : أوعدك درعاتك ورجليكي الي فرحانة بيهم ومبيناهم مش هيعدي عليهم اليوم غير ما يغطيهم الجبس إن شاء الله لما أكسرهملك 

رمقته بعينيها التي تجمعت بداخلها عبراتها التي ع وشك الإنسدال وقالت : الدريس الي أنت أخترته كان خانقني من رقبتي ... وبعدين أنا مش متوعدة البس الستايل المقفول ده ... أنا بحب ألبس الحاجة الي برتاح فيها 

ألتفت لها لتصبح عينيه التي تكسوها الظلمة من الغضب ف مواجهة عينيها وقال : الكلام ده قبل ما تكوني حرم قصي العزازي ... وأنا محذرك قبل كده ومنبه عليكي ف موضوع لبسك أنا الي أختاره .

_ حرام عليك بقي وكفاية أوامر ... صاحت بها صبا ف وجهه

مرحبا سيدتي الجميلة Ciao mia bella signora

قالها أندرو الذي أقترب من صبا ومد يده لها ... وبدون إدراك منها مدت يدها ليصافحها بطبع قبلة ظهر كفها ... سحبت يدها ع الفور بعدما تذكرت تحذير قصي لها بالأعلي 

scusaمعذرة 

قالتها صبا وأسرعت بالإبتعاد قبل أن يفتك بها قصي أمام الحاضرين 

_______________________

_ توقف يونس بسيارته أمام ذلك البناء الشاهق ....

_ بس نزلني هنا .... قالتها كارين بوهن

يونس : بتعملي أي استني أنا هنزلك وهطلعك لحد فوق 

كارين : بليز يونس ... أنا هاعرف اطلع لوحدي 

يونس بضيق : بطلي عند بقي مش شايفه شكلك عامل إزاي !!!

زفرت بسأم وقالت : ماشي أمري لله يلا 

ترجل من السيارة ليلتف إليها ثم حملها ع زراعيه فتمسكت به وهي تحاوط عنقه بيديها ... تلاقت عينيه بعسليتيها وكل منهما كالتائه الذي وجد الملاذ ف عيون الأخر 

دخل الفناء الشاسع وهي ع زراعيه ... تحت نظرات ذلك الرجلين إحداهما أمسك الهاتف وبدأ بالتحدث : لسه واصله حالا مع واحد وشالها وطلعها فوق .......... لاء أول مره نشوفو ............ ثواني هقولك رقم عربيته ............

_ وصل المصعد إلي الطابق الذي تقطن فيه ... خرج وهي مازالت ع زراعيه 

كارين : كفاية لحد كده وميرسي تعبتك معايا 

يونس : طيب بعد إذنك نمرة موبايلك عشان أبقي أطمن عليكي 
قالها وهو يعطيها هاتفه لتدون عليه رقم هاتفها 

كارين: مرسي مرة تانيه ع الي عملتو معايا 

أبتسم وقال : ع أي .. أنا معملتش حاجه ... هاسيبك بقي عشان تدخلي ترتاحي .. وأتفضلي شنطتك أهي .... قالها وأعطاها حقيبتها 

______________________

_ وبداخل السيارة السوداء ذات الدفع الرباعي يقود كنان بسرعه جنونية وهو يطلق السباب واللعنات ع المصائب التي تتوالي 
رن هاتفه ليجيب من خلال سماعة البلوتوث : ألو ... عرفت مين صاحب العربيه ؟؟؟

المتصل : يونس عزيز حكيم البحيري 

جز كنان ع شفته السفلي بغضب وقال : طيب سلام أنت دلوقت 
أغلق المكالمة و أنعطف بالسيارة ودلف من بوابة كبيرة مفتوحة أبوابها ع مصراعيها فتوقف وترجل من السيارة ليجد رجال الشرطة قد أمسكوا بحراس المخازن .... والأخرون يفتشون ف كل الأرجاء 

ضابط المباحث بنبرة متعالية : وأنت مين بقي؟ 

أخرج كنان بطاقته الشخصية وأعطاها للضابط وقال : أبقي مساعد والحارس الشخصي لقصي باشا .. أقدر أفهم حضراتكو بتعملو أي ؟؟؟

رمقه الضابط بإحتقار وقال بسخرية : حضرتنا جايلنا أمر بتفتيش مخازن الباشا بتاعك 

_ رائد باشا ملقناش غير أسياخ حديد ... قالها العسكري 

رمق الضابط كنان بنظرات ماكره وقال : روح يابني أنده ع العساكر وقولهم يلا 

أبتسم كنان بإنتصار وقال : شرفتنا يا باشا 

الضابط : متفرحش أوي كده لأن المره الجاية هلاقي الي كنت بدور عليه وساعتها هتشرف أنت والباشا بتاعك ف السجن ..... قالها وذهب ليدلف لداخل سيارة الشرطة وأنطلقت 

توجه كنان بخطوات سريعه وصاح قائلا : شناوي أفتح البوابة 

وبدأت الأرض ف التحرك لتنفتح بوابة سرية يهبط منها كنان إلي الأسفل للأطمئنان ع صناديق الأسلحة .

_______________________

_ في منزل الشيخ سالم ...

يتناول ثلاثتهم وجبة الغداء ....

_ تسلم أيدك يابنتي ... نفسك ف الأكل زي والدتك الله يرحمها .... قالها سالم 

أبتسمت خديجة وقالت : ربنا يرحمها ... شكرا يابابا

طه : بابا كنت عايزك ف موضوع 

أبتلع سالم طعامه وقال : خير؟

طه : أنا عارف أنك لسه زعلان مني حتي بعد ما رضيت أرجع البيت 

ترك الملعقة ف الطبق لتصدر صوتا ثم زفر بضيق وقال : أنا لو لسه زعلان منك مكنتش دخلتك من باب الشقة ... لكن زعلان ع تربيتي ليك كل السنين الي فاتت وأنا براعي فيك ربنا 

طه : يابابا ما أنت شايف ظروفنا وكل ما أروح أقدم ف شغل يقولولي لما نحتاج هنتصل بيك 

سالم : مش عمك عزيز قالك كذا مرة تيجي تشتغل في المصنع أو الشركة عندهم وأنت الي مش راضي 

طه : يعني واحد معاه دبلوم زي حلاتي هيشغلني أي حاجة من الأتنين يا عامل من عمال المصنع يا إما أمن ف الشركة ... ويبقي آدم أبنه قاعد ف مكتب وتكيف وسكرتيرة ويتقالو يابيه وياباشا ... وأنا واقف زي الكلب تحت بحرسهم 

سالم : أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ... أنا نفسي أعرف أنت جايب السواد الي ف قلبك ده منين؟؟

صاح طه بصوت مرتفع : من الظلم وقسوة الدنيا يابابا الي حضرتك عامل مش شايفهم

وأخيرا تدخلت خديجة وقالت : عيب ياطه ووطي صوتك أنت بتكلم بابا مش واحد صاحبك 

رمقها بأمتعاض وقال : خليكي ف حالك ... قالها ثم نهض وأردف : عن أذنكو أنا نازل ... قالها ثم غادر المنزل 

نهض سالم وقال : الحمدلله 

خديجة : يابابا أنت مكملتش أكلك 

سالم : شبعت يابنتي

خديجة : أدعيلو يابابا ربنا يصلح حاله 

سالم : أخوكي طول ما قلبه أسود والحقد عامي عنيه عمر ما هينصلح حاله

خديجة : ربنا يهديه 

سالم : ربنا يديلو ع أد نيته

__________________________ 

_ وف الأسفل ... خرج من الفناء وأخرج علبة السجائر وألتقط واحدة وقام بإشعالها ويزفر بحنق ...

و ع بُعد أمتار تسير بطريقة مغناج وتتشدق بالعلكة مرتدية عباءتها وحجابها الذي يظهر نصف خصلات شعرها ... تمسك بيديها مجموعة من الأكياس البلاستيكية .. وصلت أمام البناء فأنتبه لها طه 

فأبتسمت بمكر وقالت بدلال : لو سمحت يا اسمك أي ممكن تشيل معايا الشنط دي لغاية الدور التاني ينوبك ثواب 

رمقها طه بنظرات شهوة وقال : عنك ... قالها وهو يأخذ منها الأكياس متعمدا ملامسة يدها .. فأردف وقال : العسل ساكن فين ؟

أشارت له إلي البناء وقالت : هنا ف الدور التاني 

أبتسم يسعادة وقال : ده إحنا جيران بقي ميكونش أنتو ال....

قاطعته وأومأت له وقالت : أيوه أحنا الي ساكنين جديد .. وأنت ساكن ف أنهي دور؟

طه : أنا ساكن قصادك 

أنفرجت أساريرها بفرح وقالت : أي ده أنت ابن الشيخ سالم 

طه : أه ... مقولتليش اسمك أي؟

أجابت بدلال : سماح والدلع موحه 

طه : وأنا طه ... ولو أحتجتي أي حاجة ف أي وقت أنا ف الخدمة ... إحنا جيران والجيران ...

قاطعته وقالت : لبعضيها ... هيهيهيهيييييي أطلقت ضحكة رقيعة ثم أردفت : طيب يلا والنبي لأحسن خالتي تبهدلني ...قالتها ثم دلفت إلي داخل البناء وهو يتبعها ... تصعد الدرج وهي تتعمد أن تتمختر بخصرها ... وصل كليهما أمام باب المنزل ... فقامت بالضغط ع الجرس 

_ أفتحي ياخالتي 

قامت الخالة بفتح الباب وقالت : كل ده ف السوق يا عين خالتك 

رمقتها سماح وهي تغمز لها بعينها وقالت : أعرفك ياخالتي ... طه يبقي ابن الشيخ سالم صاحب البيت 

أبتسمت له بتصنع وقالت : أزيك يابني لامؤاخذة ما خدتش بالي 

أبتسم طه وقال : ولايهمك 

سماح وهي تأخذ من يده الأكياس : شكرا ياسي طه 

طه : العفو .. قالها وهم بالذهاب 

الخالة : ينفع كده تمشي من غير مانعمل معاك الواجب

طه : تسلمي خليها مرة تانية ... سلامو عليكو 

_______________________________

دلفت سماح إلي الداخل ثم وضعت الأكياس فوق المنضدة وخلعت حجابها 

_ و ده حكايته أي يابنت المليجي؟ ... قالتها الخالة وهي تضع يديها ف خصرها 

زفرت سماح بتأفف: أوووف أصبري ياخالتي لما أخد نفسي ... قالتها لترتمي ع المقعد المتهالك بأريحية 

جلست الخالة ع المقعد المقابل وقالت : ها صبرت وبعدين؟

أبتسمت بخبث وقالت : مش نفسك ربنا يتوب علينا من البهدلة ونعيش ف شقة ملك ومحدش يكرشنا عشان الإيجار المتأخر 

أجابت الخالة بسخرية : وده إزاي بقي ياروح خالتك!!

_ هو إي الي إزاي... ومالي ياختي ناقصة أيد ولا رجل ... صاحت بها سماح 

الخالة : إنتي هتضحكي ع نفسك يابت ما إحنا عارفين الي فيها ولا تحبي أكلملك المعلم بيومي 

سماح : يعني عجبك بقالي سنتين بتحايل عليه يكتب عليا رسمي وهو مش راضي كل ده خايف من أم أربعة وأربعين مراته 

الخالة : أنتي الي وافقتي ع كده من الأول 

سماح : وافقت أحسن ما كان خادني غصب زي جوزك الله يحرقه دنيا وأخره.

تعليقات



×