رواية طوق النجاة الجزء التكميلى من بك أحيا الفصل السابع 7 بقلم ناهد خالد


 

رواية طوق النجاة الجزء التكميلى من بك أحيا الفصل السابع بقلم ناهد خالد


"بعض المواقف تختلف نتيجتها بين السقوط والوقوف بعدها, وتختلف فيها ردود الأفعال بين الهدوء والثورة, وبين الاستسلام للأمر الواقع ومواجهة الظروف الراهنة لتتخطى الأزمة منتصرًا" 

منذُ أن استفاقت ووجدت نفسها على فراشها وهي صامتة, وصمتها غريب غير مُفسر, هل هو صدمة وحزن مما عرفته أم عدم استيعاب؟

خرج من الحمام الملحق بالغرفة يجفف وجهه بمنشفة قطنية, وضعها جانبًا على ظهر أحد الكراسي قبل أن يسمع صوتها الهادئ يقول:

-  قولتلك قبل كده متحطش الفوطة مبلولة على ضهر الكرسي.

تجاهل تنبيهها وهو يكمل طريقه لها, جلس فوق الفراش يجاورها, ليستند بظهره على ظهر الفراش قبل أن يقول:

-  من وقت ما فوقتِ متكلمتيش, ولما تتكلمي تقوليلي فوطة! 

زفرت أنفاسها بقوة تقول:

-  اومال هقول ايه؟

لفت رأسه ينظر لجانب وجهها:

-  مقولتيش أي تعليق على اللي عرفتيه, رغم إن وقوعك يدل على إنك اتأثرتي باللي عرفتيه. 

أغمضت عينيها تقول:

-  أنا وقعت عشان السكر وطي, ملوش علاقة باللي عرفته. 

-  والسكر وطي من ايه؟ مش من الصدمة و الزعل؟ 

مالت برأسها تنظر له, وصمتت لثواني تغوص في عينيه بتيه, وكأنها تسأله ألف سؤال بصمت, وأخيرًا سبقتها دمعة تسللت على وجنتها قبل أن تقول ببحة حزن:

-  النهاردة بس صدقت إني مش بنتهم, طول مانا كنت جاهلة لأهلي الحقيقيين كان في جزء جوايا بيقولي إني هطلع بنت الناس اللي ربوني, النهاردة بس الحقيقة صدمتني واقتنعت إني مش بنتهم. 

وتوالت دموعها الصامتة, رفع كفه يمسح وجنتيها تباعًا من الدموع قبل أن يقول بنبرة حنونة:

-  هم مبقوش موجودين, كلهم ماتوا... سواء محمود ودينا او اهلك الحقيقيين, فانسي يا حبيبتي لا دول هتستفيدي منهم حاجه ولا دول, واهو مصطفى طلع اخوكِ يعني مفيش حاجه هتتغير, بس قوليلي حابه تغيري نسبك؟ 

نظرت له تفكر بشرود, إثبات نسبها يعني أن يعرف الجميع الحقيقة, وتتعرض لألف سؤال وألف مواجهة, وفي الأخير هي تجهل حقيقة أهل والدها هل سيتركونها تحيا حياة هادئة بعدها أم ستقحم نفسها في مشاكل جديدة معهم؟ وخاصًة بعد حديث سرية عنهم, تعلم أن "مراد" سيحميها وسيستطيع ردعهم إن حاولوا أذيتها ولكنها تطمح للعيش بسلام, حياة هادئة بعد كل هذه الصراعات التي مرت بها. 

-  ديجا! 

-  ها. 

قالتها حين فاقت من شرودها على صوته, ليسألها بحنو:

-  مالك يا حبيبتي سرحتي في ايه؟

نفت برأسها تجيب على سؤاله الأول:

-  مش عاوزه اثبت حاجه, عشان اثبت نسبي يعني مصطفى هيعرف اني مش اخته ولو عرف ده معرفش طريقته هتتغير معايا او لا, وانا مليش غيره, مصطفي بعتبره ابني مش اخويا, أنا اللي مربياه من اول ما اتولد وهو كان معايا, ولما امي ماتت كان صغير اوي وانا الي كملت معاه لوحدي بعد موت ابويا, مش هقدر اجازف بعلاقتي معاه, حتى باقي العيلة... باهر و فريال, باهر طول عمري بعتبره اخويا الكبير وهو بيعتبرني اخته الصغيرة, لكن لو عرف اني مقربلوش أصلا اكيد غصب عنه هيحس بحاجز بينا, حتى فريال هي دلوقتي صاحبتي وقريبتي لكن لو عرفت انها اختي مش ضامنة علاقتنا هتكون ازاي بعدها, حتى لو هتكون احسن هخاطر بحاجات تانية, واهل ابويا دول لو ناس وحشين زي سرية ما قالت هبقى بدخل نفسي في حوارات وقصص تانية وانا تعبت يا مراد, تعبت مبقتش حِمل مشاكل وقرف, انا كده كويسه.. وهعمل نفسي معرفتش حاجه, انا خديجة محمود الدالي ومعرفش غير كده. 

ابتسامة طفيفة ظهرت على ثغره وهو يسألها:

-  كده هتكوني مرتاحة؟ 

اومأت برأسها مؤكدة لتتسع ابتسامته وهو يمد ذراعه يجذبها له لتقبع في حضنه وهو يشدد عليها ساندًا رأسه على رأسها يقول:

-  يبقى طز في الدنيا كلها. 

أغمضت عينيها تستنجي الراحة والنوم بعد الساعات الماضية المرهقة وداخلها يردد.. فقط لتأخذ هدنة باقي اليوم قبل أن يحل الغد بما يحمله من قرارات قررتها في وسط صمتها وهدوئها المنصرم. 

----------------------- 
وقفت في شرفة غرفتها تحدث الطبيب "كمال" عبر الهاتف وهي تنظر للحديقة في الأسفل حيث جلست "سميرة" تتحدث هي الأخرى في الهاتف وعلى الأغلب تتحدث إما لولدها او جاسمين فهي لا تتحدث سوى لهما, زفرت نفس قوي قبل أن تجيب "كمال":

-  لا طبعًا يا دكتور مش هقدر اكمل معاه وهو في الشغل ده, بس لما اتكلمت معاه و اتناقشنا موصلتش  لنتيجة, كلامه فيه تلاعب كده ويدخلك في مية موضوع, مش عارفه اقنعه ازاي بأن اللي بيعمله غلط واخليه يبعد ازاي عن كل القرف ده؟ 

استمعت لصوت "كمال" يجيبها بعقلانية:

-  عشان تبعديه عن الشغل ده لازم في خطوات قبلها, مفيش حد بيوصل لآخر سلمة نط, لازم يطلع درجة درجة, عشان كده لازم اول درجة مراد يطلعها انه يعرف دينه, يعرف يعني ايه حرام وحرام ليه, ويعني ايه غلط وغلط ليه, ويقتنع بده, بعدها هو نفسه تدريجيًا هيبدأ يقتنع ان شغله حرام وغلط وساعتها هيستجيب لاقناعك له انه يسيب الشغل.

-  وهعمل ده ازاي؟ لو شوفت منطقه وكلامه هتحس نفسك وكأنك بتقنتع, أو حتى بيلجمك مش عارف ترد.

-  مش عارفه تردي عشان انتِ ثقافتك الدينية قليلة اوي يا خديجة, أنتِ قولتيلي قبل كده إن في حاجات بسيطة هي اللي تعرفيها عن الدين, حتى قولتيلي إنك مش منتظمة في الصلاة, يعني مش أنتِ خالص اللي تقدري تقنعي مراد, مراد عاوز شخص ثقافته الدينية واسعة ويقدر يرد على كل معتقداته الغلط بالصح. 

أغمضت عينيها تشعر بالحرج, فكل ما يقوله صحيح, هي الأخرى بعيدة عن دينها بشكل ما, ربما قراءة القرآن لا تقوم بها سوى كل عدة أشهر تقرأ عدة أيام ثم تتوقف, شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي تقضيه كاملاً في قراءة القران, والصلاة متقطعة رغم انه لا يمر يوم دون صلاة لكنها تفوت فرض وربما اثنين في أوقات كثيرة, وبطريقة غير مباشرة أعطاها الطبيب الحل, عليها اصلاح ذاتها اولاً كي تستطيع إصلاحه, فهي آخر شخص ممكن أن تصلحه بحالتها هذه. 

-  معاك حق يا دكتور, لازم احسن من نفسي عشان اقدر اواجهه.

-  ولنفسك يا خديجة, ولنفسك, انا كنت دايما بحثك على ده, كنت بقولك اقرأي كتير عن الدين وقربي من ربنا اكتر عشان ترتاحي, وعشان مترجعيش تندمي.

تنحنحت بحرج أكثر تحاول الدفاع عن ذاتها:

-  كنت بحاول يا دكتور.

-  تمام, حاولي اكتر, وعاوز اقولك حاجه جوزك من الكام مره اللي قعدتهم معاه, عشان تقدري تواجهيه لازم تكوني ذكية وقوية ومكارة. 

قطبت ما بين حاجبيها تقول بغرابة:

-  هو انا هواجهه ولا هواجه تعلب! 

عقب بجدية:

-  هو تعلب فعلا, ولو فهمتِ اللي قولتهولك وطبقتيه هتكسبي.

-  ذكية, وقوية, ومكارة!

رددت الثلاث كلمات بعدما أغلقت المكالمة, وشردت تفكر في معنى الكلمات الثلاث ثم قالت تحدث نفسها وعينيها تدور يمينًا ويسارًا ببلاهة:

-  طب ذكية وقوية وفهمناها, لكن مكارة ازاي يعني!؟ 

------------------- 
دلفت لغرفة مكتبه بعد أن طلبها وقد أخبرتها الخادمة برغبته في رؤيتها, تحركت فورًا لكرسيه خلف المكتب واستندت على ظهره الطويل بذراعها تقول بينما نظرها يجري فوق شاشة اللابتوب الخاص بهِ والذي يقوم ببعض الأعمال عليه:

-  قالولي إنك عايزني. 

سند برأسه على ظهر الكرسي بإرهاق واضح لتقول بشفقة:

-  أنتَ بقالك 4 ساعات بتشتغل كفاية كده. 

رفع نظره لها مبتسمًا ثم سحب ذراعها المستند على ظهر الكرسي ليجذبها لتصبح أمامه وهو يقول:

-  تعالي عاوزك في موضوع مهم.

جلست على مكتبه لتصبح أمامه وهي تسأله بفضول:

-  موضوع ايه؟ 

امسك كفيها يفركهما بين كفيهِ وكأنه يبعث لها بعض الدفأ في ظل الشتاء القارص وقال:

-  عاوزك تفهمي اللي هقوله كويس, في شوية حاجات محتاج اعلمهملك, وده عشان ابقى مطمن عليكِ رغم إني عمري ما هغفل عنك بس زيادة اطمئنان. 

قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم تسأله:

-  حاجات ايه؟ 

-  يعني شوية فنون قتالية كده. 

سحبت كفيها بعنف وقد احتدت نظراتها وقالت ساخرة:

-  ليه ناوي تدخلني معاكوا في الشغل!

هز رأسه بصبر يقول:

-  لا, اكيد لأ, بس لازم أكون مأمنك, مش جايز تتعرضي لخطر, تكوني قادرة تحمي نفسك.

انتفضت واقفة وهي تقول برفض قاطع:

-  مستحيل, أنا مليش في جو العصابات ده.

نهض يقف أمامها برغم فارق الطول بينهما وأمسك كتفيها يقول:

-  يا ديجا افهميني, أنتِ مش هتخسري حاجه لو اتعلمتِ ده, بالعكس اهي مهارات جديدة يا ستي يمكن تفيدك في يوم. 

-  لا. 

رددتها باصرار واضح, ليمسح بكفه على جانب وجهه بحدة قبل أن ينظر لها ويقول بجمود:

-  تمام, براحتك.  

زفرت أنفاسها براحة ما إن قال هذا, وهدأت نفسها ثم تطرقت للحديث فيما قررته:

-  طيب انا كنت عيزاك في موضوع. 

-  خير؟ 

اقتربت منه حتى كادت تلتصق بهِ وهي تقول برجاء:

-  اوعدني تفكر بجدية في قرار انك تسيب الشغل, وتسبلي مساحة اقنعك بده, من غير ما تصدني او تنشف راسك.

-  لا.

رددها بجمود واضح, لترفع حاجبيها دهشًة, وما لبثت أن قالت:

-  أنتَ بتردها يعني! عشان رفضت اللي عايزه؟ 

نفى برأسه وهو يقول بجدية:

-  لا, ملهاش علاقة, بس شغلي مش هسمحلك تتدخلي فيه.

ابتعدت تهتف بصوت مرتفع غاضبة:

-  هو ايه اللي مش هتسمحلي؟ لا هتسمحلي ومش بمزاجك, مراد أنا شريكة حياتك يعني اللي بتعمله يخصني.

لم يظهر أدنى تعبير على وجهه وهو يقول:

-  يخصك, من وجهة نظرك أنتِ. 

أطبقت على كفيها تقول بغيظ:

-  متنرفزنيش! يعني ايه من وجهة نظري, دي مفيهاش زفت وجهات نظر, في...

قاطعها وهو يحذرها:

-  متتماديش في كلامك, وخدي بالك من نبرتك والفاظك يا خديجة, لو سمحتي. 

هزت رأسها يمينًا ويسارًا بدون استيعاب تقول:

-  بجد! أنا بتكلم في ايه وأنتَ بتتكلم في ايه؟ دي حياتنا, او خليني أقول حياتي وانا مش هقبل تستمر على الوضع ده.

-  يعني؟ 

وصلت لأقصى حالات غضبها لترفع رأسها شامخة تقول:

-  يعني مش هسمحلك تهد حياتنا.

وفرت من أمامه بحركات جسدها الغاضبة قبل أن تسمع رده.

ضرب المكتب بقبضته ولسانه يردد قائمة من السب والموجهة لشخص واحد ألا وهو "والده العزيز" فهو السبب في كل ما يحدث الآن لولا مجهوداته ما كانت علمت شيء عن عمله.

---------------- 

اليوم التالي... 

الثانية صباحًا, شعرت بهِ حين قام من جوارها ودلف الحمام ثم دلف لغرفة تبديل الملابس وغير ثيابه وخرج من الغرفة, وكل هذا كان يحدث سابقًا ويخبرها في صباح اليوم التالي أو حين تحادثه في الهاتف أن بعض الشحنات توقف دخولها في الميناء وقد ذهب ليخلص الأمر, والآن هي تدرك حقيقة خروجه المفاجئ.

-  مراد.

رددتها حين أصبح قريب من باب الخروج, ليلتفت لها بثيابه البعيدة عن الكلاسيكية ليست كما المعتاد, لتبتسم ساخرة يبدو أنه ارتدى ثياب أكثر راحة! ليستطيع القفز والركض إن لُزم الأمر! 

-  ايه اللي صحاكِ يا خديجة؟ 

ربعت ذراعيها أمام صدرها وقالت:

-  قلقت وحسيت بيك خارج, خير مشوار ايه اللي الساعة 2 الصبح ده؟ 

-  شغل.

اومأت برأسها ساخرة:

-  آه اكيد شغل, بس اكيد مش هتقولي مينا, ولا شركة صح؟ 

رفع رأسه للأعلى كأنه يستنجي الصبر قبل أن يقول:

-  عاوزه ايه يا خديجة؟ اخلصي.

اتجهت ناحيته ولكنها لم تقف أمامه بل تخطته وهي تتجه للباب الرئيسي ووقفت أمامه تقول بهدوء:

-  مش هتخرج, ومش هتروح مشوارك ده, لحد ما نتكلم وتقتنع ان اللي بتعمله غلط.

-  ماشي لما ارجع نقعد نتكلم.

رفعت جانب فمها مستنكرة:

-  لما ترجع!؟ لا مش هتخرج اصلاً عشان ترجع.

احتدت عينيه وتجمدت ملامحه وهو يهدر بها:

-  خديجة انا مش عيل موقفاه قدامك عشان ميخرجش, عيب كده. 

زفرت بقوة تهدأ نفسها بالكاد قبل أن تقول:

-  مش عيل, بس مش عارف مصلحتك فين, وانا بعمل دوري معاك, بعرفك مصلحتك يا حبيبي.

-  لا معلش مش محتاج نصايح من حد, انا عارف انا بعمل ايه كويس.

حسنًا لا فائدة, هكذا رددت قبل أن تستند بظهرها على الباب تقول بتعنت:

-  تمام مفيش خروج.

التهم الخطوات المتبقية بينهما يقول بشرار بدأ ينبعث من عينيه التي تظهر من النور الضعيف الآتي من مصباح صغير مضيء:

-  اتقي شري وابعدي عني احسنلك, مادام الذوق مش نافع. 

تعنتت ووقفت تنظر له بتحدي قاصدة سد طريقه وقالت ببرود مستفز:

 _ مش هبعد، انا قولت اللي عندي.

وأتت النتيجة العكسية.. فجملتها وموقفها لم يردعه بل زاده تعنت وعنفوان.. 

هز رأسه بابتسامة مريبة قبل أن تحتد ملامحه وتقسو عيناه وهو يقول:

_ تمام، وسعي بقى كده..

وانهى جملته وهو يزيحها بذراعه بقوة من طريقه حتى اختلى توازنها ولحقت نفسها تسند على الكرسي القريب لها وعيناه متسعتان بصدمة هل دفعها للتو! وثار عنادها لتلحقه جاذبة ذراعه صارخه بهِ:

- مش هتخرج... واسمع بقى مشوارك ده كوم و طلاقي كوم تاني.

تسرعت... وأدركت فيما بعد.

وقف في وجهها ورفع حاجبه الأيسر مستهجنًا يردد كلمتها:

-  طلاقك؟

اومأت برأسها بقوة وتحدي وإصرار بأنها لن تتراجع عن قرارها...

هز رأسه عدة مرات تباعًا وكأنه يفكر في حل معضلة، واشاح ببصره عنها بعيدًا كأنه يفكر في الاختيار الذي وضعته بهِ، ولكن فجأة عاد ببصره لها ونظراته تطق شرارًا حتى ارعبتها بحق! ولأول مرة تخشى نظراته! شهقت حين امتدت كفه يمسك ذراعها بقسوة مؤلمة يجذبها له بينما يردد بفحيح مرعب يحذرها:

-  لو كلمة طلاق جت على لسانك تاني هقطعه وارميه للكلاب اللي في الجنينة... اتقي شري يا خديجة، عشان انا وحش اوي اوحش مما تتخيلي، ولو قلبت عليكِ عقلك مش هيصورلك ممكن اعمل معاكي ايه... فهمتي؟

وكان ردها صادم حين هدئت فجأة وهي تسأله بمسكنة غريبة ونظرة عتاب:

-  هتقطع لساني يا مراد؟ أنتَ بتقولي أنا الكلام ده؟ وهان عليك تقولي كده وتكلمني بالأسلوب ده؟ 

-  آه, واوعي بقى. 

وهنا ضرب في رأسها كلمات "كمال"... 

يجب أن تكون "ذكية, قوية, وماكرة" 

والآن ستستخدم القوة كبداية ولترى النتيجة...

-  اسمع يا مراد أنتَ عارف كويس ان كل اللي بتقوله ده مش هتعمل ربعه، أنتَ متقدرش تأذيني وأنا وأنتَ عارفين ده كويس.. فكل كلامك وتهديدك ده ملوش أي اعتبار عندي، أنتَ قولت إنك وحش عشان جربت وظهرت وحاشتك في كذا موقف قبل كده، انا بقى عشت ٢١ سنة مظهرتش الوِحش اللي فيا.. تخيل بقى يوم الوحاشه دي لما تظهر هتكون عامله ازاي! صدقني وقتها هنتفاجئ كلنا!

اقترب برأسه منها ومال حتى ظهر وكأنه سيقبلها لكنه أبعد ما يكون الآن على أن يفعل هذا وهو في أوج غضبه, همس يغمز لها بعينه اليسرى بلا عبث:

-  طب ما توريني, عندي فضول اشوف وحاشتك دي.

ابتسم ثغرها ابتسامة بسيطة وهي تقول:

-  فاكرني بهزر او بلعب! بس لازم تحط في اعتبارك إن ده لو حصل حياتنا هتبوظ, مفيش حياة بتكمل بالعِند والشد والجذب يا مراد, ولو انا وأنتَ وقفنا ند لند صدقني مستحيل نكمل سوا واحنا الاتنين هنخسر. 

ابتعد قليلاً برأسه وهو يقول بارهاق:

-  أنتِ اللي معقدة حياتنا يا خديجة, أنتِ اللي بتحطي ميت حاجز بينا. 

نفت برأسها بتعب وعقلها يردد "لن يفهم", واختارت أن تعمل بالصفة الثانية وأن تكون "ذكية" فقالت بابتسامة بدت هادئة:

-  طيب أنا موافقة تعلمني الفنون القتالية بتاعتك دي.

نظر لها لثواني يحاول فهمها, قبل أن يرفع حاجبه الأيسر يسألها بذكاء:

-  بس؟

هو ليس بهين أبدًا تعترف, رفعت أصابعها تتلاعب في ياقة قميصه بدلال قبل أن تجيبه:

-  زي ما هشاركك حاجه بتحبها, أنا كمان عوزاك تشاركني حاجه بحبها.

ونظرته فقط هي ما حثتها على التكملة دون أن ينطق...

-  أنا بحب اقرأ كتب واثقف نفسي, بقالي شوية معملتش ده عشان اتشغلت في الحوارات اللي كانت بتحصل, بس عاوزه اعمل ده تاني, وعوزاك تشاركني.

سألها بعدم فهم:

-  اشاركك ازاي؟

رفرفت بأهدابها ببراءة تجيبه:

-  نقرأ سوا, ونتناقش في اللي بنقرأه وكل واحد يقول وجهة نظره, دي بقى القراءة المثمرة. 

لم يلقي بالاً لِمَ تتحدث فيه وقال منهيًا الحديث:

-  تمام, ممكن امشي بقى؟

ابتعدت عن الباب صاعدة لأعلى وهي تقول بغرابة:

-  هو انا حبساك؟ أنتَ مش عيل.

حقًا! 

وقف ينظر لها بذهول لِمَ قالته قبل أن يضرب كف بآخر ويخرج من المنزل. 

---------

مساء اليوم التالي...

رجع برأسه للوراء بإرهاق وهو يقول:

_ مش كفاية كده؟ بقالنا ٤ ساعات بنقرأ في الكتاب..

رفعت نظرها له حيث وضعت رأسها فوق فخذه ورفعت قدميها على يد الاريكة التي يجلسان عليها وقالت بحزن مصطنع:

_ زهقت من صوتي! اومال لو مكنتش انا اللي بقرألك وزوري وجعني.

نظر لها مبتسمًا:

_ والله يا حبيبي انتِ زورك وجعك وانا رقبتي اتلوحت..

اعتدلت تنظر له مضيقة عينيها:

_ يعني رقبتك وجعتك من سمعاك للكتاب ومبتوجعكش وأنتَ قاعد على اللاب بال ٦ ساعات عشان شغلك؟!

حقًا ليس له روح للمجادلة، ولا يعلم متى أصبحت هكذا، تتحدث كثيرًا ولا تترك كلمة دون أن تعقب عليها وتخلق منها حوارًا طويلاً لا ينتهي، فأعاد رأسها على فخذه يقول بصبر مصطنع ضاغطًا على اسنانه:

_ كملي يا ديجا، كملي يا حبيبتي.

نهضت مرة ثانية و جلست متربعة تدعوه بكفها ضاربة على فخذها:

_ لا تعالى انتَ بقى ريح رقابتك، انا نمت كتير.

تأوه وهو ينفذ حديثها فورًا فحقًا هو مرهق لأبعد حد، فبعد عمله طوال الليل حتى الثامنة صباحًا حضر للمنزل ليخلد للنوم متمنيًا نومة طويلة تمتد لليل اخر اليوم، لكن كيف له أن يهنأ بها و "خديجة" تلاحقه هذه الأيام كظله؟ فوجدها الثانية ظهرًا توقظه ليتناول الغداء باكرًا لانها لديها خطة في القراءة تبدأ من الرابعة عصرًا... واستمرت للآن والساعة قاربت على الثامنة ونصف... هو مستمتع لا ينكر، يكفي وجودها جواره وصوتها الذي لم ينقطع طوال الساعات المنصرمة، لكن الأمر يخنقه فهو علاوة على أنه لم يهوى القراءة يومًا، فهي اختارت كتاب عنوانه "لأنك الله" وهو يدرك خطتها البائسه...

ولكن وقرب انتهاء الكتاب الأمر اثاره، وبدأ ينتبه، ومنذ بدأت وهي تمسك قلم فسفور تُعلم بهِ على الجمل التي تلاقي اعجابها، واخبرته ان اعجبته جمله ستعلم عليها بلون معاكس للونها، ولنصف الكتاب لم يخبرها أن تخطط له على أي جمله لكن بعدها فعل..

ابتسمت براحة كبيرة وهي تغلق الكتاب وقد انتهت منه، لم يكن كبير الحجم لكن بالطبع أخذ وقت..

قالت بحماس بعد أن نهض معتدلاً من فوق فخذها:

_  هعيدلك بقى الجمل اللي عجبتني.. 

وبدأت تقلب اوراق الكتاب حتى ترى ما خططت عليه..

قالت حين وجدت اول جملة:

_ اهي الجملة دي عجبتني اوي...

"ألا يستحق أن تحبّه؟ في اللحظة التي تغلق الباب على نفسك حتى تعصيه، يُدخل لك الأكسجين من تحت الباب حتى لا تموت."

والجملة التانية:

"لأنك الله .. لاخوف ولا قلق ولا غروب ولا ليل ولاشفق.....لأنك الله قلبي كله أمل لأنك الله…روحي ملؤها الألق" 

والجملة الثالثة:

" الهادي.
لا يهديك لأنك فلان ابن فلان، بل لأنه شاء أن يهديك!

{ يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} "

_ دول الجمل اللي عجبوني اكتر حاجه، أنتَ بقى الجملة الوحيدة اللي عجبتك 

" ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا
فإن وصلنا إلى الشاطئ عصيناه

ونركب الجو في أمن وفي دعة

فما سقطنا لأن الحافظ الله" 

نظرت له تسأله بفضول:

_ ليه الجمله دي بالذات عجبتك؟ 

اجابها بتبرير:

_ لانها واقعية جدا، فعلا الانسان بطبعه في المحنة بيلجأ لأي طوق نجاة ممكن ينقذه واول ما يخرج من محنته اول حاجه بتترمي هو طوق نجاته. 

قالت عينيها الكثير وهي تسأله:

_ يعني لو انا طوق نجاتك هترميني؟ 

اقترب برأسه منها وقال بابتسامة تخصها هي فقط:

_ عمرك ما هتكوني طوق نجاتي يا ديجا، أنا اللي هكون دايمًا طوق نجاتك وآمانك. 

ابتسمت باصرار تقول:

_ افرض اني قدرت اكون طوق نجاة في مرة، هتعمل ايه بعد ما تعدي محنتك؟ 

رفع كفه يلمس وجنتها اليمنى بحنو بالغ ونظر لعينيها بعمق يقول:

_ هشيلك جوه عيني، وهحاوط عليكي من الدينا كلها. 

مالت برأسها على كفه بحب وهي تبتسم بلطف، ليقول بعدها:

_ بس في جملة تانية عجبتني. 

قلبت بين صفحات الكتاب لتجدها فقالت:

_ اه، اهي 

"الإحساس بالذنوب وهي تحيط بك يجعل روحك تأنّ ، وأفكارك تميل الى اللون الأسود ، وكلماتك متوترة جداً ، فإذا ما اقتربت منها : أستغفرالله احترق الأنين والسواد والتوتر" 

ابتسمت باتساع تقول مستغربة:

_ جملك غريبة اوي يا مراد، يعني معلش أنتَ بتستغفر اصلا؟! 

حملها فجأة من فوق الأريكة لتتمسك بعنقه وهو يقول بينما يتجه للخارج:

_ متركزيش معايا عشان متتعبيش. 

ضمت نفسها له أكثر تسأله بدلال:

_ طيب قولي عجبك الكتاب؟ 

اومأ برأسه بالايجاب، لتقبل جانب ثغره وهي تعاود سؤاله:

_ تحب نعيد التجربة؟ 

ابتسم لها غامزًا بعينه اليسرى:

_ ده انا احب جدًا، ده انا احب خالص. 

ضحكت ضحكة رنانة وقد نست تمامًا أنهم الآن بصالة المنزل الواسعة متجه بها للدرج العلوي، لتنقطع ضحكتها ويتوقف هو بأرضه حين صدح صوت "سميرة" تقول:

_ ادلعي يا حلوة.. ادلعي ماحنا كنا شباب بردو.

ابتلعت ريقها بخجل وتوتر وهي تهمس له أن يضعها ارضًا، لكنه لم يفعل وهو يسأل جدته بتبجح:

_ ايه اللي جابك بدري يا تيتا، مش جاسمين قالت انك هتباتي عندها؟!

_ وانا ابات عندها ليه يالا معنديش بيت ابات فيه؟ انا اطمنت على بنتها ولما لقيتها كويسة قولت ارجع بيتي، والحمد لله اني رجعت عشان اقفشكوا بالوضع المخل ده.

قطب ما بين حاجبيه ساخرًا:

_ وضع مُخل ايه دي مراتي! بعدين ايه تقفشينا دي؟ بقولك ايه يا تيتا تصبحي على خير يا حبيبتي.

_ هي طنط ليلى رجعت؟

سألتها "خديجة" بتوتر لتجيب "سميرة" ساخرة:

_ لا ياختي، مرجعتش، هو انتِ هتكلميني من فوق كده كتير؟

وبمكر حواء الجديد عليها قالت:

_ معلش يا تيتا اصل رجلي اتلوت عشان كده مراد شالني مش قادرة ادوس عليها خالص.

رفعت "سميرة" حاجبها تردد:

_ يا حبيبتي، خالص؟

اومأت برأسها تقول مبتسمة:

_ خالص.

كبت" مراد" ضحكته بصعوبة، وهو يتحرك بها قائلاً ل "سميرة" مرة أخرى:

_ تصبحي على خير يا تيتا.

_ وأنتَ من اهل الخير يا قلب تيتا.

واكملت بنبرة ذات مغذى:

_متسهرش لاحسن السهر خطر على صحتك.

تنهدت ما إن اختفيا من أمامها:

_ ربنا يهديك يابن حسن ويبعد عنك الشيطان.

صعد بها الدرج يقول بخبث:

_ بقيتِ مكارة يا ديجا.

قالت بدلال زائد:

_ من بعض ما عندكم يا حبيبي، انا بتعلم منك.

دلف لغرفتهما وهو يغمز لها بعبث:

_ طيب اتعلمي بقى من اللي جاي كمان عشان ده الأهم.

____________

عشرون يومًا مروا... 

ضرب المكتب بقبضته بعصبية وهو يقول:

_ يعني ايه؟ يعني ايه بقاله ٤ ايام ملوش اثر ها؟ ليكون عملها زي طارق وهرب؟ 

_ يا باشا مراته كانت في عرض للاتيليه بتاعها في دبي ومسافره بقالها ١٠ ايام، واحنا كنا عارفين بده، وهو كان متابع شغله عادي، بس فجأة اختفى وعرفنا ان كل املاكه هنا اتصفت. 

اتجه له يلكمه في وجهه لكمه قوية ردته للخلف وهو يصرخ بهِ:

_ يا ولاد ال****، وانتوا كنتوا فين لما باع املاكه، كنتوا نايمين على ودانكوا يا بهايم. 

و "مراد" جالس بالغرفة يتابع كل ما يحدث بهدوء وصمت تام، حتى التفت له الرجل يقول له:

_ شوفت، شوفت يا مراد بقى كل واحد في المنظمه بيهرب بكيفه ويطلع منها وقت ما يحب واحنا بقينا هفء، الباشا الكبير هيخرب بيتي لو ملقناش دياب، ده تالت واحد يعملها ويهرب ومنقدرش نوصله، ده طارق وهاجر لحد الان معرفناش نوصلهم.. احنا كده في خطر. 

_ هو دياب يهرب ليه؟ ده كان كلب شغل في المنظمة، وكان كل همه ياخد منصب كويس. 

اجابه بعدما عاد يجلس فوق كرسيه:

_ لا، دياب متغير بقاله مده، كنت فاكر ان ده بسبب تعب مراته، وقولتله افصل شغلك عن حياتك الخاصة، لكن طلع الموضوع مش كده. 

نظر للرجل يصرخ به:

_ غور من قدامي، لو فضلت لحظة كمان هقتلك، تعرف طريقه فين ياما تحضر كفنك.. 

___________

المكسيك... 

وقفت في شرفة المنزل على أحر من الجمر، تنتظر قدومه، فقد علمت انه على وشك الوصول.. 

رأت سيارته تدلف لفناء المنزل لتهمس باسمه قبل أن تركض سريعًا هابطة لاسفل ومنها للخارج.. 

_ دياب. 

صرخت بها حين نزل من سيارته ليفتح ذراعيه لها وهي تركض تجاهه، وفجأة قفزت عليهِ لتحضنه بكل قوتها ويبادلها العناق بقوة ساحقة.. 

_ وحشتيني. 

رددها باشتياق بالغ رغم قِصر مدة البُعد، لتبادله نفس اشتياقه تقول:

_ وانتَ وحشتني اوي، كنت هموت من الخوف عليك لاحسن متعرفش تخرج من البلد. 

ابعدها عنه مبتسمًا يقول:

_ خرجت بحفظ ربنا، مش انتِ قولتيلي كده قبل ما تسافري، قولتيلي هتعرف تخرج وتجيلي بحفظ ربنا. 

اومأت برأسها بقوة وقالت بدموع:

_ الحمد لله. 

_ فين عُمر؟ 

_نايم فوق، تعالى. 

دلفا للمنزل ليقول وهو يسير معها:

_ شغلي هيبدأ من بكره. 

ابتسمت تعقب:

_ انا عملت شوية فلوس كويسين، عملت كذا ديزاين هنا وبعتهم في الكام يوم دول، ومنهم جبت شوية مستلزمات للبيت. 

اوقفها واحتضن كتفيها يقول:

_ انا تاجرت مع ربنا زي ما محمد قالي، بعت كل الاملاك في مصر وفلوسها اتبرعت بيها للجمعيات، ممعيش ولا جنيه.. حتى البيت ده وتذكرة سفري وسفرك ده مبلغ استلفته من محمد، وربنا يقويني وارده.

سألته بقلق:

_ هو كبير؟ 

ابتسم ببلاهة يقول:

_ بصي هم ٤٠٠ الف. 

جحظت عيناها بصدمة ليلحقها:

_ بس متقلقيش انا ليا فيهم نصيبي من ورث ابويا اللي سبته زمان، يعني محمد له ١٢٠ الف بالضبط. 

_ بس محمد جاب المبلغ ده منين؟ 

لمعت عينيه يجيب:

_ باع محل قديم كان بتاعه، كان مشتريه من ورث  ابويا، ولما رفضت اخد ورثي زمان كتبني شريك معاه في المحل، ودلوقتي رغم حبه للمحل ده باعه كله عشان يديني المبلغ وادبر أموري، محمد ده نعمة ربنا بعتها ليا. 

مسكت كفه بحب تقول:

_ ربنا يكتبلنا الخير يا حبيبي، ويحفظ الود بينكوا يارب. 

صمتت ثم قالت:

_ لكن قولي، باقي معاك كام بعد المصاريف. 

احتضن خصرها وهو يسير بها صاعدًا الدرج:

_ معايا ٢٥٠ الف، طبعا هيتغيروا لبيزو "عملة المكسيك" فتقدري تقولي بعد اجار الشهر الجديد للبيت اللي هيدفع بعد ١٠ ايام هيتبقى معانا اللي يدوب يأكلنا.. 

_ ولا يهمك يا حبيبي، انا باقي معايا ٣٠٠ بيزو تمن ال٤ فساتين اللي بعتهم هنا بعد ما اشتريت شوية حاجات للبيت، وانت هتبدأ شغل بكره، يعني هندلع. 

اردفت الأخيرة بمرح، لتصدح ضحكته عالية قبل أن يهمس لها:

_ طب انا عاوز اتدلع دلوقتي كمان. 

رفعت حاجبها له تسأله بعبث:

_ قلبك جامد؟  اصل محضرالك ليلة ولا الف ليلة. 

اومأ برأسه بقوة يغمز لها:

_ حديد ويشيل... 

"الحياة لا تطيب إلا برفقة من نحب" 
_______________

سوهاج...

نزلت درجات السلم تركض حتى كادت تتعثر اكثر من مرة على صوت ضربات عنيفة فوق باب المنزل، رددت وهي تركض لتفتح الباب وقلبها يحدثها بسوء القادم:

_ استر يارب...

فتحت الباب لتجد ثلاثة رجال ممن يعملون مع ولدها، فتسائلت بذعر:

_ خبر ايه؟ ايه اللي جرا ولدي فينه؟

قال أحد الرجال بلهاث:

_ الحجي يا حاجه.. ابراهيم بيه جتل دكتور المزرعة...

قتل؟ هل قال قتل؟ 

جحظت مقلتيها حتى كادت تخرج من مكانها، وفغر فاهها بعد استيعاب قبل أن تلطم صدرها بكفيها صارخة صرخة شقت سكون الليل:

_ ولدي!!!! يا مُررررري.... 

وكأن ابراهيم لن يهدأ إلا حينما يقضي على نفسه بيده.. وأُعميت بصيرته. 

اراد ان يلحق خسارته الفادحة ويعوضها لكنها أتت بنتيجة عكسية.. لأن القدر و الظروف والحكمة لا تُعاند.. 

تعليقات



×