رواية ظلمت لكونها انثي الفصل السادس بقلم عفاف شريف
أتعلم ذاك الشعور
أن تشعر أنك حر
تحلق في السماء
..............................
بعد يومين
باحدي المناطق
تحديدا في شقه من الشقق
كانت هبه تجلس في تلك الشقه التي استاجرتها منذ يومين
شقه لطيفه في منطقه راقيه إلي حد ما
والمريح أن تلك البنايه يُعرف عنها الهدوء
سألت قبلها عن طبيعه الجيران
وأخبرها السمسمار
بوجود خمس عائلات
والشقه التي أمامها لرجل يسكن مع ابنته الصغيرة
لم تهتم كثير سوا بكونهم جيدين
فهي لا تريد سوا بيئه هادئه ونقيه لأطفالها
حسن وحسين
طفلاها اللذان لم يبلغا العامين بعد
ربتت علي خصلات صغيرها النائم
حسن صاحب الخصلات الناعمه كشعرها
ووجنتاه المنتفخه المحببه إلي قلبها
لم يرث أي من أطفالها ملامح محمود
بل كانا نسخه طبق الأصل منها
ابتسمت بحزن تردد بداخلها
إن كانت ربحت من زواجها من محمود شئ
سيكون بكل تأكيد صغارها
تطلعت بعيناها إلى تلك الشقه التي استاجرتها
كانت مكونه من
ثلاث غرف ومرحاض ومطبخ كبير وقعت في غرامه من الوهله الأولي
كانت تظن أنها ستجد صعوبه في إيجاد شقه بتلك السرعه لكن بالمال كل شيء أصبح سهل
وكم تشعر بنشوه ذالك الشعور
شعور أنها قويه
تنهدت بقوه وهي تكمل إطعام صغيرها حسين
متذكره ما حدث من يومين
Flash Back
ظلت تجلس بغرفه الضابط تضم صغيرها حسين
وتربت علي خصلات حسن النائم في عربته
تفكر هل من الحكمه وجودها هنا
هل من الحكمه اصلا أن تفعل ما تفعله الآن
هي لا تضمن ابدأ رده فعل محمود
أغمضت عيناها تدعو بداخلها أن يمر الأمر
هي فقط تريد ضم اطفالها والرحيل
انتفضت من شرودها علي صوت الضابط
مدام هبه
هبه بتوتر:أسفه اتفضل
اجابها بهدوء : ولا يهمك
اتفضلي اشربي مايه
أمسكت الكوب بتوتر وهي تري نظراته تكاد تخترقها
ابتلعت المياه ببطئ
وهي تضم صغيرها
ولم يمر الكثير
إلا واستمعت إلي صوت الباب
دخل أحد العساكر وهو يقول :المتهم بره يا فندم
شعرت لوهله أن الأرض تميد بها
وأنها باي لحظه ستسقط مغشي عليها من كثره التوتر والخوف
أشار له الضابط بحزم وهو يقول : دخله
ولم تمر الثواني
إلا ووجدت محمود يدخل
وعيناه تطلق جميع الوعود بحرقها حيه
وقف محمود ينظر لها بشر
وهي تبتلع ريقها تخشي أن ينقض عليها
باي لحظه
ازدادت من ضم الصغير
حتي تحرك بغير راحه
فخففت ضمها له
ليغفو من جديد
انتشلها صوت الضابط وهو يقول موجه حديثه ل محمود :أستاذ محمود
مدام هبه بتتهم حضرتك بضربها هي وأطفالها
ومقدمه ضدك محضر
إيه اقوالك في الكلام ده
قالها وهو ينظر له بقوه
نظر لها محمود بغضب وكاد أن يصرخ ويتهمها بأبشع التهم فقط لإنقاذ نفسه
إلا أنها رأت ذلك بعينيه
فضمت الصغير أكثر
وهي تقول بصراخ : اتقي
الله اتقي الله ولو مره واحدة في حياتك
صمت قليلا ينظر لها بنظرات غريبه
وهو يراها تضم إبنه كأنها تستمد منه الأمان
كاد أن ان يقول أي شي فقط لإنقاذ نفسه
لا يهتم أبدا بها
لكن هل وصلت به الخسه أن يتهمها في شرفها
في النهاية هبه ستظل زوجته ام أبنائه
أغمض عينيه بقوه يحاول بشده
محاربه تلك المشاعر التي تهاجمه بقوه
طالبه منه أن يتقي الله
أفاق علي صوت الضابط وهو يقول: أستاذ محمود
حضرتك متهم
في سكوتك بيثبت فعلا أن حضرتك ضربتها
كاد أن يكمل
ليسمع صوت الباب
أدخل :قالها بسرعه
محامي المتهم بره يا فندم بيطلب إنه يدخل
رد بهدوء :دخله
ادي الاخر التحيه وهو يسمح للمحامي بالدخول
دلف رجل للغرفه وهو يقول: حسين عبدالسلام
محامي الأستاذ محمود
الضابط:أهلا استاذ محمد
موكلك متهم بضرب زوجته وأطفالها
وهو رافض يتكلم
وللاسف أنا مضطر أنزله الزنزانه أربع أيام علي زمه التحقيق
حسين بسرعه:يا فندم أكيد في حل
إن الموضع يتحل ودي مع مدام هبه
أحنا مستعدين ننفذ كل شروطها
كاد محمود ان يعترض
ليمنعه حسين وهو يقول مش في صالحك أبدا
أنت متعرفش إنت ممكن تاخد كام سنه سجن في الموضوع ده
أسكت عشان أقدر انقذك
صمت الأخر علي مضض وهو ينظر لها بغضب
حينما سمع صوت الضابط يقول ببساطه :مدام هبه
حضرتك مستعده للصلح
والتنازل عن القضيه
ردت بهدوء صَدَمهُ : مواقفه بس بشروط
ابتسم بهدوء وهو يستشف حديثها القادم
فقال بهدوء: اتفضلي
هبه بقوه:يرمي عليا يمين الطلاق بالثلاثه
يتنازل عن حضانه الأطفال
يتعمل محضر عدم تعرض ليا
ولو حصلي أي حاجه هيكون هو السبب
انتفض محمود وهو يصرخ :تبقي بتحلمي
هتفضلي مراتي لحد أخر يوم في عمرك يا هبه
هتخلصي مني بموتي
صرخ الضابط بقوه وهو يضرب الطاوله بعنف : بس اسكت
أنت فاكر نفسك فين
لو اتكلمت تاني من غير إذن
هيحصلك حاجه مش هتحبها
صمت الأخر بغضب وهو يكاد ينفجر
وهو يقول :انا مش موافق علي الشروط دي
هبه بتاكيد : وأنا مش هتنازل عن المحضر
المحامي حسين بسرعه : لا طبعا إحنا هنعمل الي أنتي عايزه يا مدام هبه
صرخ محمود به :إنت اتجننت
انا مستحيل أوافق
حسين بسرعه محاولا اقناعه:هتستفاد إيه
هتتسجن
وبكل سهوله وإنت في السجن هتخلعك
يبقي طلق وارحم نفسك من السجن
اغمض عينيه برفض وهو يقول :مش مطلق
حسين بهمس :افهم يا غبي الموقف مش في صالحك ابداً
إلا لو طعنا في كلامها
لو حابب تعمل كده قولي انت بس
وأنا هلبسها قضيه
نظر نحو هبه بيأس
وهو يضم قبضته حتي ابيضت مفاصله
حتي قال : لا
واكمل بصوت عالي :موافق
انتفضت هبه وهي تمسك عبارتها بقوه
لا تصدق
لا تصدق انه لم يرفض بل وافق
هبه بسرعه :وانا مستعده اتنازل عن المحضر
الضابط بهدوء :تمام جدا
جلس امامها وهو يحاول إخراج تلك الكلمات
الي أن فعلها اخيرا : انتي طالق
طالق بالثلاثه
أغمضت عيناها بقوه وسعاده وهي تتمتم:الحمد لله
أصبحت مطلقه
غادر محمود بعد أن تعهد بعدم التعرض ل هبه
وتنازل عن حضانه اطفاله
وقبل أن يرحل التفت لها وهو يقول :هشوف العيال إزاي
إجابته بحمود:مجرد ما أستقر في بيتي الجديد
تقدر تتواصل معايا
وتشوفهم عند ماما
ظل يتطلع لها وهو يرى امرأه اخري غير التي تزوجها
التفت عنها يتابع طريقه
تاركا إياها تبتسم بسعاده
انامت صغيرها الأخر بألعربه
والتفتت للضابط وهي تقول :شكرا لحضرتك
توقفت وهي لا تعلم اسمه
اجابها ببتسامه: يحيى
الرائد يحيى
ردت عليه بنفس الإبتسامة: شكرا لحضرتك استاذ يحيى
في حاجه ثانيه ولا اقدر أمشي
يحيى بهدوء :تقدري تمشي
شكرته وهي تخرج باطفالها
ولأول مرة تشعر
تشعر أنها حره
........................
#ظلمت_لكونها_انثي
#عفاف_شريف
........................
Back
ابتسمت بسعاده وهي تري حياتها الجديده
في نفس اليوم رفضت أن تذهب لأمها
بل توجهت نحو محامي والدها
الذي سارع لإنهاء الإجراءات وتحويل الأموال ل حسابها المصرفي
حصلت علي إرثها أخيرا
مبلغ ضخم سيساعدها بكل تأكيد
أحضر لها أيضا السمسار
وقد كان سريع وأحضر الشقه في بضع ساعات
مسحت ببطى فم حسين فقط غفي هو الاخر
حملته ووضعته في فراشه
واحضرت شقيقه بجانبه
دثرتهم جيدا
حاوطتهم بالوسائد
لكي لا يسقط أحدهم
ووضعت التلفاز علي قناه القرآن الكريم
وتوجهت لطلب بعض الخضروات لتحضير الطعام
انهت اتصالها ولم تمر الدقائق إلا واستمعت إلى صوت جرس الباب
نظرت للساعه بستغراب وهي تقول:لحق
ارتدت الاسدال
وفتحت الباب
لكن لم يكن فتي الطلبات
بل كانت أمها
........................
#ظلمت_لكونها_انثي
#عفاف_شريف
........................
في منزل عبد الرحمن
كان يجلس في غرفته بضيق وتعب
تنهد بضيق وهو يتذكر ما حدث منذ يومين
Flash Back
صمت خيم علي المكان
نظرات أمه الرافضة كانت واضحة وضوح الشمس
لكنه ابى أن يصدقها
تحدثت أخيرا بخفوت :فيروزه
ليه يا إبني أنت شاب زي الفل ليه تتجوز مطلقه
طالما قادر تاخد بنت بنوت
عبد الرحمن بضيق :مطلقه وبنت بنوت هي دي المقايس إلي المفروض اختار مراتي علي أساسها
ردت بقوه :أيوه
إيه الي يجبرك تتجوز وحده سبق ليها وخاضت التجربه دي
هي أكيد هتتجوز الشخص المناسب ليها
زيها
مطلق
عبد الرحمن: ماما
قاطعته بقوه:بلا ماما بلا زفت
بقي انا بقالي سنين بحلم باليوم ده عشان في الأخر تتجوز مطلقه
عبد الرحمن برفض:ومالها المطلقه
مش إنسانه لحم ودم
ليه محسساني أن المطلقه دي عار او شئ منبوذ
دي بشر زي وزيك
يعني من حقها تحب وتتحب
ومش معني أنها مطلقه إن ده يعيبها
بالعكس دي إنسانه قررت إنهاء علاقه مؤذيه
أو مفيش فيها أي توافق
المطلقه مجرد لقب
ليه تحول من لقب
لوباء الكل خايفه منه وبيبعد عنه
هي بس مطلقه
ده ذنبها
ذنبها انها رفضت حياه مش هتقدر تكمل فيها
متوقعتش أن تفكيرك يكون كده يا امي
ممكن تقوليلي لو فيروزه كانت بنتك كنتي هتقولي كده
مظنش ابداً
كنتي هتتمني تتجوز ثاني وتعيش حياتها
مع حد يقدرها
كنتي هتتمني تنسي وتبداء صفحه جديده
مش مهم هي أي بنت مطلقه ارمله
اي كان لقبها هي ست
ست وبس
ميهمنيش لقبها في حاحه أبدا
يهمني هي
مطلق او مطلقه ده ميحكمش عليهم يتجوزو مطلقين زيهم
دي قواعد وقوانين متخلفه حطها بشر زي وزيك لمجرد تحقير لقب المرأه
ووضع عقبات في أنها تعيش سعيده
انا بحب فيروزه ومش هتجوز حد غيرها
أنتهي وهو يلهث بشده
نظرت له امه كانها لم تستمتع له
وهي تري ولدها فلذه كبدها
أبنها الوحيد
أبنها المدلل
المغترب منذ سنوات عديده
اتزوجه لامرأه مطلقه
سبق لها الزواج
وهي لطالما حلمت بزواجه
تمنت هذا اليوم في صحوها ونومها
في النهاية يتزوج مطلقه
وقفت من مكانها وهي تقول :انا مستحيل أوافق علي الكلام عايز تتجوزها انسي أن ليك أم
وتركته
يومين وهي لا تحادثه
كيف من الممكن أن يختار
بين فيروزه حلم السنين
وأمه من بقيت له بتلك الحياه
توجه إليها عازما علي إقناعها
دق علي غرفتها ببطي
وحينما لم يجد رد
فتح الباب ببطي وهو يقول:هتفضلي زعلانه مني لحد
ولم يكمل وهو يراها مسطحه علي ارضية الغرفه
ركض بسرعه وفزع وهو يقول :ماما
ماما ردي عليا
ماما
تركها بسرعه وهو يبحث عن هاتفه
وجده أخيرا علي أحد الارائك
أمسكه
وهو يطلب سريعا سياره إسعاف
شعر أن الوقت يمر ببطي
الدقائق تكاد لا تتحرك
نصف ساعه في رعب تام
يحتضنها ويدعو وهو يردد:مليش غيرها يا رب
مليش غيرها يا رب
أخيرا استمع إلي صوت عربه الإسعاف
وضع علي رأسها الحجاب
وهو يسمع صوت الباب يدق بقوه
توجه سريع لفتحه
دلفو ليحملوها أمام عينيه
وهو عاجز
انتفض يركض ورائهم
وعند هبوطه
لمحها تقف بجانب أمها
وبداخله الم وربما ندم شديد إنه هو السبب في ما حدث مع أمه
............................
#ظلمت_لكونها_انثي
#عفاف_شريف
...........................
في شقه فيروزه
جلست علي فراشها بشرود
وحزن علي ما حدث لوالده عبدالرحمن
وقررت أن تذهب غدا مع أمها
سمعت صوت الباب يعلن عن وصول والدها
خرجت سريعا للخارج وهي تري
والدها يتوجه للاريكه يجلس عليها ببرود به لمحه غضب لم تفهمها
توجهت إليه ببطي وهي تقول : بابا عملت إيه
وفين حاجاتي
نظر لها نظره جعلتها تنتفض كانت نظرة حاقده غاضبه وربما شامته
لكن من ماذا
وبمن
محمد ببرود :مفيش عفش
ام عادل باعته
فيروزه بصدمه :ايه إزاي
هي سايبه
نعمل محضر
اجابها وهو يتذكر ما حدث :ملوش لازمه
Flash Back
ظل يضرب الجرس وبجانبه أحد أصدقائه وأبناءه
إلا أن فتح وخرجت منه زينب
وهي تقول بقوه : افندم
محمد بهدوء: كنا جاين ناخد حاجة فيروزه يا حاجه
شهقت زينب بقوه وهي تقول باستنكار وصوت عالي :حاجه إيه يا ابو حاجه
التف أهل الحي حولهم
وهم يسألون ماذا يحدث
محمد بغضب :حاجه بنتي يا حاجه
عفشها وإلي مكتوب في القايمه
زينب بمكر :حاجه إيه يا راجل يا خرفان
ده انت لسه وخدها والحته كلها تشهد بكده
متقولو حاجه يا رجاله
قالتها وهي تشير ل رجال الحي
محمد بعصبيه:انا مخدتش حاجه انتي بتقولي إيه
لا خدت قالها أحد الواقفين
محمد وهو يهجم عليه :أنت بتقول إيه
انا مخدتش حاجه
لا خدت والعربيه جت خدت كل حاجه
والست زينب عشان وحده كويسه
بعتت الحاجه مع السواق
سواق إيه قالها محمد بغضب وغيظ
لمعت عينا زينب بمكر وهي تتذكر ما فعلته
ف قد باعت كل شي
علي أساس أنها ذاهبه لفيروزه وأهلها
واصطنعت البكاء امام الجميع
متأثره بشقاء ولدها الراحل
نظرت له بغضب مصطنع وهي تقول :انتو إيه مش كفايه الي خدتوه
اتقو الله بقي
محمد بصراخ:انت ست كدابه أنا مخدتش حاجه
صرخت زينب بغضب وهي تقول :أنا كدابه يا راجل يا قليل الأدب
وهجمت عليه بسرعه تصرخ وتشتم وتركل
ولم ينجده سوا أهل الحاره
وهم يحذروه بنبره تهديد
ان خط تلك المنطقه من جديد
لن يخرج منها علي قدميه
Back
انتشله صراخ فيروزه الغاضب وهي تقول : انت بتقول إيه يا بابا ده حقنا
لو أنا مش مهمه الفلوس إلي إندفعت مش مهمه
خلينا نرفع قضيه
ناخد حقنا نسجنها
الست دي تستحق أنها تتعاقب
محمد ببرود:لا
أنا مش حمل محاكم ومحامي ومصاريف وقرف
فيروزه بصراخ اكبر :لا يعني ايه لا
ده مش قرارك لوحدك عشان تقول لا
هتفضل تفرط في حقي كام مره
هتفضل تدوس عليا لحد أمتي
الست دي عملت كل حاجه عشان تقهرني
وفي كل مره كنت بتديها الاشاره الخضره انها تكمل
انا فعلا هتجنن
انت بتعمل كده ليه
اكيد في سبب
واكملت بألم وصراخ: انتي بتكرهني
طيب هو في اب بيكره بنته
ولا انا مش بنتك ولا ايه
ما ترد عليا يا بابا
رد
صرخت بها بقوه
فيروزه قالها بصراخ كعادته لإنهاء اي نقاش
وكاد أن يصفعها لكن اوقفه صوت الجرس معلن عن وصول أحدهم
توجهت أمها التي كانت تقف تشاهد ما حدث
فتحت الباب ولم يمر ثواني الا وهي تقول :أحمد
أن تشعر أنك حر
تحلق في السماء
..............................
بعد يومين
باحدي المناطق
تحديدا في شقه من الشقق
كانت هبه تجلس في تلك الشقه التي استاجرتها منذ يومين
شقه لطيفه في منطقه راقيه إلي حد ما
والمريح أن تلك البنايه يُعرف عنها الهدوء
سألت قبلها عن طبيعه الجيران
وأخبرها السمسمار
بوجود خمس عائلات
والشقه التي أمامها لرجل يسكن مع ابنته الصغيرة
لم تهتم كثير سوا بكونهم جيدين
فهي لا تريد سوا بيئه هادئه ونقيه لأطفالها
حسن وحسين
طفلاها اللذان لم يبلغا العامين بعد
ربتت علي خصلات صغيرها النائم
حسن صاحب الخصلات الناعمه كشعرها
ووجنتاه المنتفخه المحببه إلي قلبها
لم يرث أي من أطفالها ملامح محمود
بل كانا نسخه طبق الأصل منها
ابتسمت بحزن تردد بداخلها
إن كانت ربحت من زواجها من محمود شئ
سيكون بكل تأكيد صغارها
تطلعت بعيناها إلى تلك الشقه التي استاجرتها
كانت مكونه من
ثلاث غرف ومرحاض ومطبخ كبير وقعت في غرامه من الوهله الأولي
كانت تظن أنها ستجد صعوبه في إيجاد شقه بتلك السرعه لكن بالمال كل شيء أصبح سهل
وكم تشعر بنشوه ذالك الشعور
شعور أنها قويه
تنهدت بقوه وهي تكمل إطعام صغيرها حسين
متذكره ما حدث من يومين
Flash Back
ظلت تجلس بغرفه الضابط تضم صغيرها حسين
وتربت علي خصلات حسن النائم في عربته
تفكر هل من الحكمه وجودها هنا
هل من الحكمه اصلا أن تفعل ما تفعله الآن
هي لا تضمن ابدأ رده فعل محمود
أغمضت عيناها تدعو بداخلها أن يمر الأمر
هي فقط تريد ضم اطفالها والرحيل
انتفضت من شرودها علي صوت الضابط
مدام هبه
هبه بتوتر:أسفه اتفضل
اجابها بهدوء : ولا يهمك
اتفضلي اشربي مايه
أمسكت الكوب بتوتر وهي تري نظراته تكاد تخترقها
ابتلعت المياه ببطئ
وهي تضم صغيرها
ولم يمر الكثير
إلا واستمعت إلي صوت الباب
دخل أحد العساكر وهو يقول :المتهم بره يا فندم
شعرت لوهله أن الأرض تميد بها
وأنها باي لحظه ستسقط مغشي عليها من كثره التوتر والخوف
أشار له الضابط بحزم وهو يقول : دخله
ولم تمر الثواني
إلا ووجدت محمود يدخل
وعيناه تطلق جميع الوعود بحرقها حيه
وقف محمود ينظر لها بشر
وهي تبتلع ريقها تخشي أن ينقض عليها
باي لحظه
ازدادت من ضم الصغير
حتي تحرك بغير راحه
فخففت ضمها له
ليغفو من جديد
انتشلها صوت الضابط وهو يقول موجه حديثه ل محمود :أستاذ محمود
مدام هبه بتتهم حضرتك بضربها هي وأطفالها
ومقدمه ضدك محضر
إيه اقوالك في الكلام ده
قالها وهو ينظر له بقوه
نظر لها محمود بغضب وكاد أن يصرخ ويتهمها بأبشع التهم فقط لإنقاذ نفسه
إلا أنها رأت ذلك بعينيه
فضمت الصغير أكثر
وهي تقول بصراخ : اتقي
الله اتقي الله ولو مره واحدة في حياتك
صمت قليلا ينظر لها بنظرات غريبه
وهو يراها تضم إبنه كأنها تستمد منه الأمان
كاد أن ان يقول أي شي فقط لإنقاذ نفسه
لا يهتم أبدا بها
لكن هل وصلت به الخسه أن يتهمها في شرفها
في النهاية هبه ستظل زوجته ام أبنائه
أغمض عينيه بقوه يحاول بشده
محاربه تلك المشاعر التي تهاجمه بقوه
طالبه منه أن يتقي الله
أفاق علي صوت الضابط وهو يقول: أستاذ محمود
حضرتك متهم
في سكوتك بيثبت فعلا أن حضرتك ضربتها
كاد أن يكمل
ليسمع صوت الباب
أدخل :قالها بسرعه
محامي المتهم بره يا فندم بيطلب إنه يدخل
رد بهدوء :دخله
ادي الاخر التحيه وهو يسمح للمحامي بالدخول
دلف رجل للغرفه وهو يقول: حسين عبدالسلام
محامي الأستاذ محمود
الضابط:أهلا استاذ محمد
موكلك متهم بضرب زوجته وأطفالها
وهو رافض يتكلم
وللاسف أنا مضطر أنزله الزنزانه أربع أيام علي زمه التحقيق
حسين بسرعه:يا فندم أكيد في حل
إن الموضع يتحل ودي مع مدام هبه
أحنا مستعدين ننفذ كل شروطها
كاد محمود ان يعترض
ليمنعه حسين وهو يقول مش في صالحك أبدا
أنت متعرفش إنت ممكن تاخد كام سنه سجن في الموضوع ده
أسكت عشان أقدر انقذك
صمت الأخر علي مضض وهو ينظر لها بغضب
حينما سمع صوت الضابط يقول ببساطه :مدام هبه
حضرتك مستعده للصلح
والتنازل عن القضيه
ردت بهدوء صَدَمهُ : مواقفه بس بشروط
ابتسم بهدوء وهو يستشف حديثها القادم
فقال بهدوء: اتفضلي
هبه بقوه:يرمي عليا يمين الطلاق بالثلاثه
يتنازل عن حضانه الأطفال
يتعمل محضر عدم تعرض ليا
ولو حصلي أي حاجه هيكون هو السبب
انتفض محمود وهو يصرخ :تبقي بتحلمي
هتفضلي مراتي لحد أخر يوم في عمرك يا هبه
هتخلصي مني بموتي
صرخ الضابط بقوه وهو يضرب الطاوله بعنف : بس اسكت
أنت فاكر نفسك فين
لو اتكلمت تاني من غير إذن
هيحصلك حاجه مش هتحبها
صمت الأخر بغضب وهو يكاد ينفجر
وهو يقول :انا مش موافق علي الشروط دي
هبه بتاكيد : وأنا مش هتنازل عن المحضر
المحامي حسين بسرعه : لا طبعا إحنا هنعمل الي أنتي عايزه يا مدام هبه
صرخ محمود به :إنت اتجننت
انا مستحيل أوافق
حسين بسرعه محاولا اقناعه:هتستفاد إيه
هتتسجن
وبكل سهوله وإنت في السجن هتخلعك
يبقي طلق وارحم نفسك من السجن
اغمض عينيه برفض وهو يقول :مش مطلق
حسين بهمس :افهم يا غبي الموقف مش في صالحك ابداً
إلا لو طعنا في كلامها
لو حابب تعمل كده قولي انت بس
وأنا هلبسها قضيه
نظر نحو هبه بيأس
وهو يضم قبضته حتي ابيضت مفاصله
حتي قال : لا
واكمل بصوت عالي :موافق
انتفضت هبه وهي تمسك عبارتها بقوه
لا تصدق
لا تصدق انه لم يرفض بل وافق
هبه بسرعه :وانا مستعده اتنازل عن المحضر
الضابط بهدوء :تمام جدا
جلس امامها وهو يحاول إخراج تلك الكلمات
الي أن فعلها اخيرا : انتي طالق
طالق بالثلاثه
أغمضت عيناها بقوه وسعاده وهي تتمتم:الحمد لله
أصبحت مطلقه
غادر محمود بعد أن تعهد بعدم التعرض ل هبه
وتنازل عن حضانه اطفاله
وقبل أن يرحل التفت لها وهو يقول :هشوف العيال إزاي
إجابته بحمود:مجرد ما أستقر في بيتي الجديد
تقدر تتواصل معايا
وتشوفهم عند ماما
ظل يتطلع لها وهو يرى امرأه اخري غير التي تزوجها
التفت عنها يتابع طريقه
تاركا إياها تبتسم بسعاده
انامت صغيرها الأخر بألعربه
والتفتت للضابط وهي تقول :شكرا لحضرتك
توقفت وهي لا تعلم اسمه
اجابها ببتسامه: يحيى
الرائد يحيى
ردت عليه بنفس الإبتسامة: شكرا لحضرتك استاذ يحيى
في حاجه ثانيه ولا اقدر أمشي
يحيى بهدوء :تقدري تمشي
شكرته وهي تخرج باطفالها
ولأول مرة تشعر
تشعر أنها حره
........................
#ظلمت_لكونها_انثي
#عفاف_شريف
........................
Back
ابتسمت بسعاده وهي تري حياتها الجديده
في نفس اليوم رفضت أن تذهب لأمها
بل توجهت نحو محامي والدها
الذي سارع لإنهاء الإجراءات وتحويل الأموال ل حسابها المصرفي
حصلت علي إرثها أخيرا
مبلغ ضخم سيساعدها بكل تأكيد
أحضر لها أيضا السمسار
وقد كان سريع وأحضر الشقه في بضع ساعات
مسحت ببطى فم حسين فقط غفي هو الاخر
حملته ووضعته في فراشه
واحضرت شقيقه بجانبه
دثرتهم جيدا
حاوطتهم بالوسائد
لكي لا يسقط أحدهم
ووضعت التلفاز علي قناه القرآن الكريم
وتوجهت لطلب بعض الخضروات لتحضير الطعام
انهت اتصالها ولم تمر الدقائق إلا واستمعت إلى صوت جرس الباب
نظرت للساعه بستغراب وهي تقول:لحق
ارتدت الاسدال
وفتحت الباب
لكن لم يكن فتي الطلبات
بل كانت أمها
........................
#ظلمت_لكونها_انثي
#عفاف_شريف
........................
في منزل عبد الرحمن
كان يجلس في غرفته بضيق وتعب
تنهد بضيق وهو يتذكر ما حدث منذ يومين
Flash Back
صمت خيم علي المكان
نظرات أمه الرافضة كانت واضحة وضوح الشمس
لكنه ابى أن يصدقها
تحدثت أخيرا بخفوت :فيروزه
ليه يا إبني أنت شاب زي الفل ليه تتجوز مطلقه
طالما قادر تاخد بنت بنوت
عبد الرحمن بضيق :مطلقه وبنت بنوت هي دي المقايس إلي المفروض اختار مراتي علي أساسها
ردت بقوه :أيوه
إيه الي يجبرك تتجوز وحده سبق ليها وخاضت التجربه دي
هي أكيد هتتجوز الشخص المناسب ليها
زيها
مطلق
عبد الرحمن: ماما
قاطعته بقوه:بلا ماما بلا زفت
بقي انا بقالي سنين بحلم باليوم ده عشان في الأخر تتجوز مطلقه
عبد الرحمن برفض:ومالها المطلقه
مش إنسانه لحم ودم
ليه محسساني أن المطلقه دي عار او شئ منبوذ
دي بشر زي وزيك
يعني من حقها تحب وتتحب
ومش معني أنها مطلقه إن ده يعيبها
بالعكس دي إنسانه قررت إنهاء علاقه مؤذيه
أو مفيش فيها أي توافق
المطلقه مجرد لقب
ليه تحول من لقب
لوباء الكل خايفه منه وبيبعد عنه
هي بس مطلقه
ده ذنبها
ذنبها انها رفضت حياه مش هتقدر تكمل فيها
متوقعتش أن تفكيرك يكون كده يا امي
ممكن تقوليلي لو فيروزه كانت بنتك كنتي هتقولي كده
مظنش ابداً
كنتي هتتمني تتجوز ثاني وتعيش حياتها
مع حد يقدرها
كنتي هتتمني تنسي وتبداء صفحه جديده
مش مهم هي أي بنت مطلقه ارمله
اي كان لقبها هي ست
ست وبس
ميهمنيش لقبها في حاحه أبدا
يهمني هي
مطلق او مطلقه ده ميحكمش عليهم يتجوزو مطلقين زيهم
دي قواعد وقوانين متخلفه حطها بشر زي وزيك لمجرد تحقير لقب المرأه
ووضع عقبات في أنها تعيش سعيده
انا بحب فيروزه ومش هتجوز حد غيرها
أنتهي وهو يلهث بشده
نظرت له امه كانها لم تستمتع له
وهي تري ولدها فلذه كبدها
أبنها الوحيد
أبنها المدلل
المغترب منذ سنوات عديده
اتزوجه لامرأه مطلقه
سبق لها الزواج
وهي لطالما حلمت بزواجه
تمنت هذا اليوم في صحوها ونومها
في النهاية يتزوج مطلقه
وقفت من مكانها وهي تقول :انا مستحيل أوافق علي الكلام عايز تتجوزها انسي أن ليك أم
وتركته
يومين وهي لا تحادثه
كيف من الممكن أن يختار
بين فيروزه حلم السنين
وأمه من بقيت له بتلك الحياه
توجه إليها عازما علي إقناعها
دق علي غرفتها ببطي
وحينما لم يجد رد
فتح الباب ببطي وهو يقول:هتفضلي زعلانه مني لحد
ولم يكمل وهو يراها مسطحه علي ارضية الغرفه
ركض بسرعه وفزع وهو يقول :ماما
ماما ردي عليا
ماما
تركها بسرعه وهو يبحث عن هاتفه
وجده أخيرا علي أحد الارائك
أمسكه
وهو يطلب سريعا سياره إسعاف
شعر أن الوقت يمر ببطي
الدقائق تكاد لا تتحرك
نصف ساعه في رعب تام
يحتضنها ويدعو وهو يردد:مليش غيرها يا رب
مليش غيرها يا رب
أخيرا استمع إلي صوت عربه الإسعاف
وضع علي رأسها الحجاب
وهو يسمع صوت الباب يدق بقوه
توجه سريع لفتحه
دلفو ليحملوها أمام عينيه
وهو عاجز
انتفض يركض ورائهم
وعند هبوطه
لمحها تقف بجانب أمها
وبداخله الم وربما ندم شديد إنه هو السبب في ما حدث مع أمه
............................
#ظلمت_لكونها_انثي
#عفاف_شريف
...........................
في شقه فيروزه
جلست علي فراشها بشرود
وحزن علي ما حدث لوالده عبدالرحمن
وقررت أن تذهب غدا مع أمها
سمعت صوت الباب يعلن عن وصول والدها
خرجت سريعا للخارج وهي تري
والدها يتوجه للاريكه يجلس عليها ببرود به لمحه غضب لم تفهمها
توجهت إليه ببطي وهي تقول : بابا عملت إيه
وفين حاجاتي
نظر لها نظره جعلتها تنتفض كانت نظرة حاقده غاضبه وربما شامته
لكن من ماذا
وبمن
محمد ببرود :مفيش عفش
ام عادل باعته
فيروزه بصدمه :ايه إزاي
هي سايبه
نعمل محضر
اجابها وهو يتذكر ما حدث :ملوش لازمه
Flash Back
ظل يضرب الجرس وبجانبه أحد أصدقائه وأبناءه
إلا أن فتح وخرجت منه زينب
وهي تقول بقوه : افندم
محمد بهدوء: كنا جاين ناخد حاجة فيروزه يا حاجه
شهقت زينب بقوه وهي تقول باستنكار وصوت عالي :حاجه إيه يا ابو حاجه
التف أهل الحي حولهم
وهم يسألون ماذا يحدث
محمد بغضب :حاجه بنتي يا حاجه
عفشها وإلي مكتوب في القايمه
زينب بمكر :حاجه إيه يا راجل يا خرفان
ده انت لسه وخدها والحته كلها تشهد بكده
متقولو حاجه يا رجاله
قالتها وهي تشير ل رجال الحي
محمد بعصبيه:انا مخدتش حاجه انتي بتقولي إيه
لا خدت قالها أحد الواقفين
محمد وهو يهجم عليه :أنت بتقول إيه
انا مخدتش حاجه
لا خدت والعربيه جت خدت كل حاجه
والست زينب عشان وحده كويسه
بعتت الحاجه مع السواق
سواق إيه قالها محمد بغضب وغيظ
لمعت عينا زينب بمكر وهي تتذكر ما فعلته
ف قد باعت كل شي
علي أساس أنها ذاهبه لفيروزه وأهلها
واصطنعت البكاء امام الجميع
متأثره بشقاء ولدها الراحل
نظرت له بغضب مصطنع وهي تقول :انتو إيه مش كفايه الي خدتوه
اتقو الله بقي
محمد بصراخ:انت ست كدابه أنا مخدتش حاجه
صرخت زينب بغضب وهي تقول :أنا كدابه يا راجل يا قليل الأدب
وهجمت عليه بسرعه تصرخ وتشتم وتركل
ولم ينجده سوا أهل الحاره
وهم يحذروه بنبره تهديد
ان خط تلك المنطقه من جديد
لن يخرج منها علي قدميه
Back
انتشله صراخ فيروزه الغاضب وهي تقول : انت بتقول إيه يا بابا ده حقنا
لو أنا مش مهمه الفلوس إلي إندفعت مش مهمه
خلينا نرفع قضيه
ناخد حقنا نسجنها
الست دي تستحق أنها تتعاقب
محمد ببرود:لا
أنا مش حمل محاكم ومحامي ومصاريف وقرف
فيروزه بصراخ اكبر :لا يعني ايه لا
ده مش قرارك لوحدك عشان تقول لا
هتفضل تفرط في حقي كام مره
هتفضل تدوس عليا لحد أمتي
الست دي عملت كل حاجه عشان تقهرني
وفي كل مره كنت بتديها الاشاره الخضره انها تكمل
انا فعلا هتجنن
انت بتعمل كده ليه
اكيد في سبب
واكملت بألم وصراخ: انتي بتكرهني
طيب هو في اب بيكره بنته
ولا انا مش بنتك ولا ايه
ما ترد عليا يا بابا
رد
صرخت بها بقوه
فيروزه قالها بصراخ كعادته لإنهاء اي نقاش
وكاد أن يصفعها لكن اوقفه صوت الجرس معلن عن وصول أحدهم
توجهت أمها التي كانت تقف تشاهد ما حدث
فتحت الباب ولم يمر ثواني الا وهي تقول :أحمد