رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل السادس 6 بقلم وسام اسامه

رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل السادس بقلم وسام اسامه


وعدها بزفافٍ كبير ووفى بوعده

هذا مافكرت به سُندس وهي تطلع الى عدد الحضور من النساء..والاتي يملئن الخيمة الكبيرة..بعضهن يتغامزن عليها..والبعض يرقصن وأخريات يأكلن

وهي جالسة بسكون غريب تنظر لكل واحدة منهن بلا مشاعر،قلبها مُثقل بالهم ولكن استطاعت السيطرة على الألم البادِ في عيناها،اقسمت ان تحافظ على ثباتها كي لا يشمت بها أحد..يكفيها ماحصدته في الأيام الماضية من شفقة وشماته وخوض في عرضها


اقتربت منها زوجة عمها وهي تنظر لها بحزن واضح..

-مُبارك لكِ ياسندس..اتمنى من الله أن يصونك ويحفظك ويعوضكِ خيرًا


لم تتفاجئ سندس من قدومها..لقد رأتها قبل دقائق وهي تدلف مع ابنتها الخبيثة واميرة إبنة عمهم

ارتسمت على وجهها البهيي إبتسامة هادية وهي تغمغم بنعومة...

-اشكركِ ياخالتي..العقبى لإبنتك رضوى


تحدثت رضوى ساخرة تقصد إيلامها..

-العقبى لي في اي زيجة من الزيجتان ياسندس !


ضحكت سندس وامالت رأسها لتقول بقسوة..

-الزيجتان ياحبيبتي..العقبى لكِ بزيجتان

كما فعل اخاكِ العزيز


وجمت وجوه عفاف وابنتها لتتقدم اميرة تقول بخبث هي تهم أن تعانق سندس..إلا أن سندس ابتعدت عنها تقول ببرود...

-لا تعانقيني لا أود إفساد زينتي يااميرة


ابتعدت اميرة وقد اسود وجهها بحدة لتقول...

-والله غلبتيني ياسندس..اكبركِ بالعمر وانتِ سبقتيني بزيجتين


-إذًا عليكِ بالزواج يااميرة بأسرع وقت

فعلت مالم تستطيعي فعله في أقل من شهرين

انهت كلماتها وهي تحرك كتفيها ببساطة باسمة

كلماتها سامة ابعدت عفاف ورضوى واميرة عنها

لتجلس سندس مره اخرى على كرسي المنصة

وعيناها تحدق أمامها بهدوء وثبات


لتميل عليها هالة تقول باسمة بفخر...

-احسنتِ ياعزيزتي اعطيهن فوق رؤسهن

والآن بجب أن تبتسمي لكي تُزيدي غيظهن


نظرت لها سُندس لتُغمغم بجمود...

-لا اهتم ليزيد غيظهن او يقل

ولكن لابد من إرسال الهدايا لغريب


لم تفهمها هالة لتجدها تقف وتجذب شال من أحد رفيقاتها لتلفه حول ردفيها والإبتسامة الجامدة على وجهها..وكأنها تتحدى من يخبرها أنها مُنكسرة

تتحدي نظرات الشفقة بأعين النساء

وتتحدي قلبها الذي يصرخ ألمًا..لتحرك جسدها مع لحن الأغنية لتصيح رفيقاتها بحماس..ويتركوا لها الممصة لترقص عليها منفردة


نظرت لهالة بعيون دامعة رغم تلك الإبتسامة الكاذبة

لتتحرك هالة اليها وقد فهمت مقصدها منذ دقيقة

امسكت هالة بيدها ورقصت معها وكأنها تواسيها بطريقتها..تجمعن الفتيات حولهن ليشاركن العروس في الرقص وسط صيحات الإحتفال والفرحة

بينما حكيمة تقف على مقربه منهم وهي تحدق في سُندس بإبتسامة حزينة


ليتها ترقص سعيدة كما كل الفتيات

ليتها لا تحمل هذا الثقل فوق قلبها وتُلقيه ارضًا

غريب لا يستحق سوى أن يكون ماضي تافه

لا يستحق هذا الأسى


شعرت بيد عفاف توضع على كتفها وهي تقول بحرج وإبتسامة غير حقيقية...

-مبارك لسندس ياحكيمة..اتمنى لها السعادة

وسامحيني إن كنتِ غاضبة علىّ


ابتسمت حكيمة بسخرية ورددت...

-غاضبة عليكِ..كيف اسامحك ياعفاف وهذا كله خطأك..بحق الله كيف تطلبين العفو !


-بسببي..اقسم بالله كنت أشد المدافعين عن سندس

انا لم اشجع غريب على 


قاطعتها حكيمة بقسوة وهي تعد على أصابعها...

-ولكن شجعتي ابنتي على حب ابنك منذ صغرها

جعلتها ضعيفة الشخصية أمام ابنك وكأنها جارية

كانت كاعروس الماريونت بين أصابعك الظالمة

تحركيها بأفكارك


نعم انتِ لم تشجعي ابنك على اذية ابنتي

ولكن انتِ لم تُربيه ياعفاف..لو كنتِ ربيتيه

كان سيقطع يده قبل أن يرفعها على إمرأة

انتِ السبب في إخراج رجلاً حقير كإبنك الى العالم


كلماتها القاسية جعلت عفاف تشحب

وتزوغ عيناها بصدمة وألم حقيقي..لتتابع حكيمة بشماتة وهي تنظر لإبنتها...

-ولكن الله انقذ ابنتي من ابنك ياعفاف

انظري لها كم هي ناعمة وجميلة

خبئها الله لإبن أخي..المهندس المتعلم

رجل يحبها ويتمنى رضاها سيعطيها مابخل ابنك به على ابنتي،ستكون سعيدة عندما تستوعب أن الله ابدلها خيرًا...أما ابنك آخذ من تستحقه وغدًا سيعلم انه وقع في شركها كأحمق يسيل لعابه على ذقنه

بالإذن ياعفاف


اعطتها ظهرها وخطت بخطوات واثقة نحو ابنتها

تعانقها وتهمس لها بكلمات رقيقة جعلت سندس تبتسم بنعومة أكثر ليبتهج قلبها..وشعور بالراحة يغزوها حينما اخرجت جزء صغير من ألمها الى عفاف

نظرت في ارجاء الخيمة لتجدها اختفت،على مايبدو غادرت


وكذالك مع انقضاء ساعات الليل بدأ البقيه في الرحيل بعدما اكتفوا من الأكل والرقص والمرح

وكذالك أُعلنت ساعة رحيل سُندس مع توفيق

لتصعد الى شقتهم للمره الأخيرة كي تبدل فستان الزفاف بملابس ساترة وتتجهز للسفر بعد دقائق

ودعتها هالة وهي تعانقها ...

-ارجوكِ كوني بخير ياسندس..حادثيني دائمًا

سأشتاق لكِ بشدة


بادلتها سندس العناق وهي تقول بخفوت..

-لا تقلقي علىّ وانتِ ايضًا كوني بخير

واعطي اعاكف فرصة لا ذنب له ياهالة

هو يحبك


غمغمت هالة بطاعة وغادرت الى منزلها فقد تأخر الوقت بينما سندس انتهت من ارتداء ملابسها السوداء وجلست على فراشها ويدها ترتجف وبدأت بالتعرق

ستسافر الآن مع توفيق وحدها !


اجذت عدة إنفاس مرتجفة وهي تهمس..

-لن يؤذيني لن اسمح له..يالله


انتفضت حينما فُتح الباب لتجدها والدتها تقول برفق..

-هيا ياحبيبتي توفيق حضر السيارة ووضعوا حقائبكِ فيها..اباكِ ينتظرك ليودعكِ


وقفت سندس وضربات قلبها تصدح في اذنها

وانفاسها بدأت بالتحشرج..ولكن تماسكت وهي تضع وشاحها على وجهها ليغطيها بالكامل..هبطت الدرج لتجد توفيق يقف بالأسفل..وقد غير ملابسه هو ايضًا لملابس عمليه غير رائجة في مدينتهم

بنطال من الجينز الباهت..وقميص أسود

من يراه يُجزم انه شاب جاء من الحضر وليس من البادية..


رفعت نظرها لوجهه لتجده ينظر لها بذات النظرات الغريبة..وحينما هبطت آخر درجة وجدته يُمسك كفها البارد بيده القوية ونبرة لينة لا تليق بهيئته..

-يداكِ باردة..انتِ بخير !


حركت رأسها وحاولت سحب يدها من كفه ولكن وجدها يقبض عليها بقوة..وكأنها فأر دخل مصيدة حديده لا يقوى على الفرار

بدء السير وهي تسير معه ليقف أمام الجد وابيه واباها ولازال يحتوي كفها..ليقول فراس بهدوء ...

-اترك يدها لأعانقها ياولد


نظر توفيق ليديهم ليغمغم بخشونة...

-ياجدي عانقها لا تحتاج ليدها ابدًا


كلماته الجادة جعلتها ترفع عيناها اليه بدهشة

وازداد حرجها وجدها وخالها يضحكا على كلمات توفيق ليقول فراس...

-ستأخذها وتهرب بعد لحظات وليس العكس

هيا اتركها ياولد لا تتصرف وكأنك طفل تُنزع منه لعبته


-هي زوجتي ياجدي

قال كلماته بخشونة متضايقًا وترك يدها على مضض

ليعانقها جدها هامسًا برفق...

-مُبارك ياإبنة الغالية..اتمنى لكم السعادة والهناء

وسأنتظرك لتأتي مع توفيق في إجازته القادمة


إبتسمت سندس وهي تحاول ألا تبكي لتقول..

-شكرًا لكل شيئ ياجدي


ربت الجد على كتفها لتعانق خالها ليتمتم هو الأخر يتمنى لهم السعادة والذرية الصالحة

لتقف أخيرًا أمام أباها


عيناها في عينه

هو يحدق فيها ببهوت ونظرة حزينة وربما نادمة

أما هي تنظر له بخذلان وجرح لن يبرأ..زاد إرتجافها وهي تراه واقفًا بجمود..ينتظر أن تتحدث او حتى أن ترحل بهدوء..كلاهما صامتان


لتشعر بيد توفيق تُمسك يدها المُرتجفة من جديد ليقول بهدوء يحثها على وداع والدها...

-هيا ياسندس اباكِ تعب من الوقوف ودعيه لنرحل


اقتربت من والدها تعانقه بآلية وكأنه واجب لا أكثر

ليضمها عادل بقوة هامسًا بصوتٍ متحشرج...

مبارك ياابنتي..عوضكِ الله خيرًا يارب


كانت محتجزة بين يداه بلا حراك

يد موضوعه على ذراعه ويدها الاخرى يمسكها توفيق

تنهدت وهي تحجب بكائها المتألم..ولومها القاسي

واكتفت بالرد...

-اشكرك ابي


ثم ابتعدت عنه لتعانق والدتها بقوة بعدما افلتها توفيق ليعانق والدته هو الأخر ويلاطفها...

-هيا ياعزوزة ألن تتمني لي حياة سعيدة !


غمغمت عزيزة بحزن وهي تربت على ظهره..

-وهل اتمنى غير ذالك ياحبيبي

دعواتي ستصاحبك مع كل خطوة لك

اسعدك الله وحفظك ورعاك يابُني

قُد بحذر وانتبه لنفسك ولزوجتك


ليقول آباه مقترحًا...

-بدلاً من القيادة في هذا الظلام سافروا غدًا


هز توفيق رأسه برفض...

-لا ياأبي أود أن ارتاح في منزلي

في آمان الله جميعًا


انتهوا من وداع العائلة واتجهوا نحو السيارة

ليفتح لها الباب الخلفي لتجلس فيه

بينما اتجه نحو عجلة القيادة وانطلق بالسيارة

نظرت له سندس بطرف عيناها وهي تراه يقود بصمت دون أن يوجه لها كلمة واحدة 


ونظرت لزجاج السيارة لتجده أسود لا يعكس الطريق

لتسمع توفيق يقول بهدوء...

-تستطيعين خلع وشاحك والنوم الزجاج لا يعكس صورتكِ ولن يراكِ أحد من عتمة الليل..جعلتك تجلسين بالمقاعد الخلفية لتمددي جسدك..بالتأكيد متعبة من إرهاق اليوم


عقد حاجبيها بإنتباه لتلك اللفتة اللطيفة لتقول بخفوت وإبجاز...

-شكرًا لك


ردها الجاف جعله يركز على القيادة ولا يوجه لها اي حديث إلا أن رأسها في المرآه الأمامية وهي تخلع نقابها وحجابها ايضًا..تعلقت عيناه وهو يراها تنثر خصلاتها البنية الطويلة لتقسمها الى جزئين

وتبدأ بجدل الجزء الأيمن..وأخذت دقيقتان أو ثلاث دقائق واصابعها تعمل سريعًا ليكون الناتج جديلة طويلة..ثم اتجهت للنصف الأخر لتجدله سريعًا

تشتت توفيق وهو يوزع نظره بين الطريق والمرآه


انتبهت لعيونه الحادة التي تتابعها بإنتباه..لترمي جديلتها خلف ظهرها وقد ارتبكت وهي ترى إمارات التعجب على وجهه لتقول...

-لا استطيع النوم إلا بعد تجديل شعري

وانت قُلت أن الزجاج غير عاكس و..


قاطعها بصوتٍ أجش اربكها أكثر...

-لا داعي للإيضاح..انا..فقط مُعجب بنعومة شعرك

يبدو جميلاً.. لقد استطال كثيرًا


بغير إرادة وضعت الحجاب حول وجهها من جديد لتغطي تلك الخصلات التي يتغزل بهم لتقول بخشونة وهجوم....

-اين رأيت شعري لتقول انه استطال

وناعم او خشن..لا تحاول إثبات انك تعرفني


دُهش من كلماتها الحادة وجعد جبينه ليغمغم بهدوء..

-كنتِ صغيرة عندما رأيتك..وأنا لا أحاول اثبات شيئ..


صمتت واشاحت وجهها عنه بحرج لتسمعه يقول..

نامي ياسندس وارتاحي يومك كان طويل ولازال طريقنا اطول


لا تعلم هل كلماته تحوي أكثر من معنى،أم انه يقصد الطريق فقط كما قال..تجاهلت النظر له او التفكير بكلماته وتمددت على "أريكة السيارة" وتركت عيناها تُغمض بنعاس وآخر ما رأته كان ظهره ورقبته السمراء ثم ذهبت لعالم آخر

                            ***

سمعن كلمات بعيدة تجبرها على الإستيقاظ

واصابع تضغط على كفها عقب كل كلمة..لتفتح عيناها بنعاس لتجد توفيق ملتف اليها بكامل جسده..وعلامات الإرهاق بادية على وجهه ليقول...

-لقد وصلنا ياسندس هيا استيقظى


رمشت بعيناها وهي تنظر الى ضوء النهار الذي داهب وجهها من الزجاج الأمامي لتعتدل وهي تغمغم بصوتٍ خشن اثر النوم...

-لقد استغرقتُ في النوم

كم نمت بالضبط


اعتدل نحو في مقعده وغمغم بخفوت...

-سبع ساعات تقريبًا..حاولت إيقاظك لتأكلي

ووقفت أكثر من إستراحة ولكنك كنتِ نائمة بعمق


فركت وجهها لتطرد النعاس ثم امسكت الوشاح لتضعه على وجهها...

-لم اشعر بأي شيئ سوى الآن

بالتأكيد تعبت من القيادة طوال هذة الساعات


لم يرد على كلماتها بل اكتفى بالصمت وعندما تأكد من انها انتهت من تغطية وجهها..خرج من السيارة وفتح بابها ومد يده لتُمسكها، ولكنها عقدت حاجبيها وهي تنظر لكفه لتغمغم...

-لن انزل من فوق جبل..انها سيارة


اتمت جملتها وهي تقف لتترنح وقدماها تخونها وكادت تسقط..ليمسكها وكأنه توقع سقطوها

ثبتها وهو بحاوط كتفيها بذراعه وهو ينظر لها بمعنى "ارأيتِ"..ولم يكتفي بل سار بها الى أن بدأت قدماها تستعيد حيوتها ليقول بهدوء...

-سبع ياعات وقدمك ثابتة بالتأكيد ستتعثرين إن وقفتي سريعًا


للمرة الثانية يحرجها هدوئه وذوقه..لتجده يدلف المصعد وترك كتفها بعدما سأل...

-تستطيعين الوقوف دون مساعدة


حركت رأسها بإيجاب..ليخرج من المصعد قائلاً

-سأحضر احد الحقائب من السيارى


تركها تقف في المصعد ذو المرآه الكبيرة

نظرت لعيناها الناعسة وقد سال الكحل ليجعل عيناها دائرة من السواد..شهقت وهي تمسحة مغمغمة....

-كيف استطاع النظر لي وانا بهذا الشكل المُفزع

انتهبت اليه وهو يدخل المصعد لتتأمله لترى تأثير السفر على وجهه المتعب..وعيناه التي يحطها الإرهاق..وقد تجعد قميصه رفعت رأسها لتنظر لخصلاته القصيرة المبعثرة ايضًا أثر تخلل اصابعه فيه علة مايبدو


ضبطها تحدق به لتُشيح عيناها عنه سريعًا وتسمعه يقول...

-سأوصلكِ للشقة واجلب بقية الحقائب


بتردد شديد همهمت...

-هل اساعدك..اعني


حرك رأسه بالسلب وهو يحرك رقبته يمينًا ويسار لتصدر طقطقات عظامه..

-لا داعي


وقف المصعد ليخرجا منه ويقفا أمام احد الشقق في الطابق..ليخرج مفتاحه ويدلف وهو يهمس...

-بسم الله الرحمن الرحيم..


سارت خلفه وهي تردد البسملة..ضغط على زر الإنارة ليعم الضوء في الأرجاء..عقدت جبينها وهي تنظر لواجهة الشقة بلونها الأبيض الناصع..والديكور الرمادي البسيط يتداخل مع الأساس

وصلها صوت توفيق وهو يُشير لأحد المداخل...

-هاك الحمام..داخله كل ما ستحتاجينه

خذي حمامًا مُنعش يساعدك على الإستيقاظ الى أن اصعد بباقي حقائبك


ثم التفت ولان وجهه بممازحة..

-ولكن ارجوكِ اخلعي حذائكِ قبل الدخول

هذة أحد أحد اسباب جنوني فتخطيها


ثم خرج وأعلق الباب خلفه..ببنما هي تطالع اثرة بدهشة..وهي تنظر لحذائها تارة والى الباب تارة

ثم وزعت نظرها على الشقة الأنيقة ذات الترتيب الدقيق لتهمس بضيق...

-اتمنى أن لا يكون عنده وسواس نظافة


لتخلع حذائها وتجر حقيبتها خلفها وهي تسير في الرواق تختار غرفة من الغرف لتضع فيها حقيبتها

لتخرج ملابس بيتيه وتستعد لأخذ حمام طويل


ثم دلفت للحمام وأغلقت الباب بحرص

لتنظر لنفسها بتقزز وتغمغم...

-الآن فقط علمتُ لِمَ اخبرني بضرورة حمام منعش


نزعت ملابسها المتعرقة بضيق وبدأت الإستحمام مُستعينة بالسوائل العطرة التي تجعلها أكثر راحة وهدوء بأنها دقائق وتصبح نظيفة بالكامل..خاصة كلما تذكرت كلمات توفيق بضرورة الإستحمام


ولكن الماء الدافئ جعلها تُطيل البقاء في الحمام

وهي تُفكر في ذاك الرجل الصامت الذي يتلقى منها الكلمات الجافة المُندفعة ورغم ذالك يقابل كلماتها بهدوء يُنافي نظرته المتضايقة

نظرت ليدها وهي تتذكر كيف لم يفلتها بل وأصر بجدية أمام العائلة انها زوجته ولن يترك يدها

كم بدى في هذة اللحظة وكأنه...


حركت رأسها ساخرة من تفكيرها لتهمس..

-لا فائدة في تفكيرك الذي سيقودك للعذاب 

الدائم ياسندس


انتهت من حمامها وارتدت ملابسها ولفت شعرها بمنشفة وخرجت لتسير الى الخارج حيثُ الواجهة

لتجد حقائبها مرتصة جوار الباب ولا وجود لتوفيق

رفعت حاجبيها وهي تنظر حولها تبحث عنه

لتتابع سيرها الة الغُرف لترى جسده الضخم

يرتاح على الفراش وقدميه على الأرض..من الواضح أن الإرهاق تملك منه ليسقط نائمًا دون أن يبدل ملابسه حتى..


اغلقت الباب عليه واتجهت نحو الغرفة التي اتخذتها مبيتًا لترتمي على الفراش النظيف وتغمض عيناها تستعد لموجة جديدة من النعاس..ولكن هذة المرة لم يكن غريب بين دهاليز افكارها

الفصل السابع من هنا

تعليقات



×