رواية عشقت مجنونه الجزء الثالث الفصل الرابع والستون
معظم الشخصيات التي تبهرك في البداية تتحول تدريجياً لشخصيات أقل من العادية، ذلك لأن النور المفاجئ عمى مؤقت ..
_ سارتر
دهشة ، صدمة ، حيرة ، هذة المشاعر التي اعترت قلب ميار عندما رأت صورتها أو صورة طبق الأصل عنها مُعلقة علي الجدار أمامها في غرفة ادهم التي ذهبت اليها ....
ميار بصدمة ...: معقول دي أنا ...؟!
اتجهت ميار ووقفت أمام الصورة بصدمة وهي تنظر لها مطولاً فهي لا تتذكر أنها التقطتت لنفسها صورة مثل هذه الصورة وبالأخص أن شعر تلك الفتاة طويل بعض الشيئ بينما هي شعرها متوسط الطول وقصير ....
ميار بعدم فهم ...: ممكن يكون ادهم فاهم في الفوتوشوب عشان كدا عملي الصورة دي او ... او ممكن يكون صورني لما أغمي عليا ووداني المستشفي بس ازاي برضه ...!!
دلف في تلك اللحظة الي الغرفة ادهم وقد كان عائداً للتو من المشفي الذي يعمل به ...
التفتت ميار له ، لينظر هو لها بصدمة ف متي دخلت تلك الي هنا ....؟
ادهم بصدمة ...: انتي بتعملي إية هنا ...؟
ميار بإستغراب ...: مين دي يا ادهم ... هي دي أنا ...!
ادهم بتوتر وهو يبتلع غصة في حلقة ...
_ دي ... ملكيش دعوة لو سمحتي واتفضلي برة يا يمن... يا ميار ...
ميار بغضب ...: انت كل شوية تغلط في اسمي .... أنا مش هخرج إلا لما افهم في إية ...!
ادهم بغضب اكبر ....: لو سمحتي مكانك في اوضتي وتواجدك فيها وانتي لسه خطيبتي دا اكبر غلط .... اتفضلي عشان عيب كدا ....
نظرت له ميار بحزن شديد .... ثواني وخرجت وهي تجر خيبة الأمل في حب هذا الشخص وخرجت من الغرفة وبداخلها حزن شديد فهي لا تفهمه حتي الآن لماذا خطبها إذا كان قلبه ملكاً لأخري ...! ولماذا يضع صورتها وفي نفس الوقت يذهب الي قبر حبيبته الأولي هي لا تفهم اي شيئ ...!!
نزلت ميار الي الأسفل لتلتقي ب صفاء والدة ادهم وهي خارجه من المطبخ ، تحمل بيدها صينية موضوع عليها بعض العصائر ...
صفاء بإبتسامة عندما رأت ميار ...
_ دورت عليكي ملقتكيش يلا تعالي عشان تشربي العصير اللي انا عملتهولك بإيديا ...
ميار بحزن وهي تتجه لترحل ...
_ لا شكرا يا ماما معلش أنا مستعجلة وعاوزة امشي ....
الأم بإستغراب ...: استني هنا ... في اية حصل ...!!
ميار وهي تكاد تبكي والدموع بدأت تتلألأ بعيونها ...
_ م ... مفيش والله بس عاوزة امشي ...
_ سيبها يا ماما أنا وهي خارجين دلوقتي ... وعشان كدا احنا الاتنين هنمشي ...
قالها ادهم وهو ينزل من علي السُلم ينظر لميار نظرة معناها ( انتظري سأشرح لكِ كل شيئ ...)
وقفت ميار لبرهة لا تدري حتي لما وقفت فهي تريد الرحيل ولكن شيئاً ما بداخلها أراد أن يفهم كل شيئ ...
نظرت لهم صفاء بحيرة لتردف بموافقة ....
_ خلاص اللي تشوفوه ... خلي بالك عليها يا أدهم ...
قالتها وودعتهم الي الدور العلوي والي غرفتها تحديداً ... أما ادهم نزل السلالم ينظر لها وهو لا يستطيع محو صورة يمني التي تسكن بداخله والتي تشبه ميار التي تقف أمامه الآن الي حد كبير هو حتي لا يفهم كيف ذلك ولكن المهم الآن هو ألا يخسرها ... مهلاً ولماذا لا يخسرها من الأساس أليس هذا ما أراده منذ البداية ...؟ أليس هذا ما يريده هو فقط أن يتزوج يمني خطيبته الراحله في الجنه ولا يريد أن يتزوج بغيرها ...؟ إذا لماذا هو باقٍ لهذة الدرجة علي ميار ولا يريدها أن ترحل أو تتركه ...!
هل السبب أنها تشبه يمني وأنه لا يريد أن يخسر يمني مرتين ...؟
ام السبب شيئ اخر ...!
وقف أمامها ليردف بهدوء ...
_ ممكن تتفضلي معايا نتمشي شوية ...؟
ميار بغضب ونفي ...
_ أنا عاوزة امشي ولو سمحت أظن كدا كفايه عشان أنا حاسه اني مش مخطوبة اصلا يبقي احسن لكل واحد فينا يروح لحاله يا دكتور ادهم ...
أدهم بهدوء شديد ...
_ مش عايزة تعرفي الحقيقة ...؟
ميار بفضول ولكنها اردفت بغضب ...
_ وهتفيد بإية ...؟
_ هتفيد أنها هتريح تفكيرك اللي مش عارف اية اللي بيحصل .... وليه صورتك متعلقة علي الجدار في اوضتي مع انك متصورتيهاش قبل كدا ...
ميار بإيماء واقتناع وفضول ...
_ تمام ... يلا ...
بالفعل اتجهو سوياً الي السيارة دخلا السيارة وانطلق ادهم في طريقه الي إحدي الكافيهات المطلة علي النيل بواجهه زجاجية ضخمة ...
جلس ادهم علي الكرسي وكذلك ميار أمامه ... نظر لها بشرود بعض الشيئ وقد أتت الي ذاكرته اول مرة التقي بها ب يمني في كافية مُطل علي بحر الأسكندرية وقد عاد إليه نفس الموقف الآن ولكن هذه المرة مع شخص يشبهها فقط شكلا وليس هي ...
ميار بغضب ....
_ هتفضل تبصلي كتير ... أنا عاوزة اعرف بالظبط في إيه .... وليه صورتي متعلقة علي ...
_ مبدأياً دي مش صورتك ...
قالها ادهم بنفس نظره الشرود إليها ..
ميار بعدم فهم ...
_ نعم ...! يعني اية مش صورتي ...!
أدهم وهو يغمض عيونه بشدة ... وكأنه يكبح بداخله مشاعر ما ...
_ معلش قصدي أنها صورتك بس عملتها فوتوشوب ... أنا يمكن لسه مش ... مش بحبك بالقدر الكافي يا ميار بس دا لأننا لسه عارفين بعض ...
ميار بإبتسامة وقد عاد إليها أملها في أن تعيد بداخله الحب الذي مات مع حبيبته المتوفية عندما رأته ذاهب إليها في المقابر ...
_ أنا كمان برضه نفس الشيئ بس أكيد مع الوقت هناخد علي بعض وواحده واحده هتبدأ تتحرك مشاعرنا ...
أدهم بحزن ...
_ طيب ... أنا ... احم ... تشربي إية ...!
ميار بمرح ...
_ أنا لسه شايفه ميم أو نكته يعني امبارح بتتكلم في الموضوع دا كانو حاطين صورة تامر حسني وهو مصدوم وكاتبين فوقها لما تخرجى معاه اول مره و تلاقيه بيقولك 250 ع الاتنين يبقي كده كل واحد فينا هيدفع 125ج ...
ضحكت ميار وهي تتذكر هذة الصورة المضحكة التي رأتها بالأمس في الفيسبوك ..... بينما ادهم نظر لها بإبتسامة يراقب ضحكتها الجميله تلك والمختلفة بشكل كبير عن يمني ... ميار تضحك بصوت عالي وضحكة تسمي في مصر ( ضحكة رقاصة ) بينما يمني في الماضي كانت هادئة بشكل كبير تضحك بصوت منخفض للغاية ...
أدهم وهو يضحك بخفوت علي صوت ميار وهي تضحك ...
_ أنا صحيح مش فاهم بس اهدي عشان الناس بتبص عليكي ...
ميار بمرح ...
_ وإية المشكلة ما يبصو أنا غلط وانت صح فرصه سعيدة والدربندح ...
أدهم بعدم فهم ....: ها ...؟؟
ميار وهي تضرب بيدها علي وجهها ...
_ يخربيت كدا مش ههزر تاني دا انت عايش من ٢٠١٥ تقريباً من ايام البوست بتاع مفيش ترحيب أنا لسه جديد في الكروب ... انت بقي عايش من الايام دي ...
ضحك ادهم رغماً عنه في هذة اللحظة لم يستطع كبت ضحكاته علي ما قالته وقد فهم مقصدها أخيراً ...
ميار وهي تنظر إليه بإبتسامة بلهاء ...
_ يخربيت جمالك يا دكتور جمالك دا ولا جمال عبد الناصر ...!
أدهم وقد توقف عن الضحك ونظر لها بإستغراب ...
_ إيه علاقة جمال عبد الناصر في الموضوع ...؟
ميار بغضب ...
_ صبررررني يا ررررربي أنا هبعت لماما رساله دلوقتي اقولها اتصلي بيا كتير قوليلي تعالي عشان أنا مش عايزة اتجوزك خلاص يا دكتور حقيقي شكرا ... أنا مش عاوزة اتجوز واحد اهزر معاه بالميمز والضحك يهزر معايا هو بثاني أكسيد الكربوهيدرات ... أنا ماشيه الغي رحلتشي ولا هتفهمها ازاي دي ما انت نررررم فوق بقي فوق بقي فووق ...
أدهم بضحك ....:
كل دا عشان مش فاهم هزارك يا باردة ...!
ميار بمرح .....
_ أنا فتي احلامي مش دكتور زيك ولا مهندس ولا اي حاجه أنا فتي احلامي حد فرفوش زي عناب المغني كدا يقولي الحمد لله لوحدي حملة ارد عليه أقوله ابعد عني عشان غشيييم ...
ضحك ادهم علي ما قالته ليتابع بضحك ...
_ طب اشربي يلا العصير وصل يا مجنونة ... قصدي يا ميار ...
ميار بمرح ...
_ مش هتفرق عشان خطيبتك مكنوناااا هههههههه
ضحك ادهم عليها وجلس يتحدث معها وهما يشربان العصير ولأول مرة يشعر ادهم فعلياً أنه يتحدث مع شخص جديد وليس يمني حبيبته المتوفية ... شخصيه ميار والمختلفة كلياً عن يمني جعلته يراها بشكل جديد ...
فماذا سيحدث يا تري ...؟
~~~~~~~~~~
الكُتب دومًا تُنقذني من الرتابة، الحُزن، الألم، دائمًا تحول واقعي البائس لخيالٍ جميل، الكُتب ملجأ من لا ملاذ له ....
وفي شركة آدم النمر وتحديداً في مكتب ياسمين الكيلاني ...
كانت تعمل علي إنهاء مخطط ما بيدها ... ولكن كالعادة يقاطع تفكيرها في العمل شخص ما تكرهه ياسمين بشدة ...
جاسر وهو يقتحم عليها المكتب ...
_ ياسمين ... ياسمين بقولك اية صحيح شوفتي اللي حصل ...؟
ياسمين بغضب وهي تكز علي اسنانها ...
_ إية اللي اتززفت حصل ...؟
جاسر بمرح وهو يغمز لها ...
_ بيقولو في خسوف للقمر انهاردة فقولت اجي أسأل القمر بنفسي ...
ياسمين بغضب ...
_ وهو القمر بيعمل ايه في مكتبي يا استاذ جاسر لو سمحت اتفضل علي شغلك ...
جاسر بغضب بعض الشيئ ...
_ يخربيت الدبش اللي فيكي يا بنتي علي رأي محمد سعد في فيلم كتكوت البوق دا ميتكلمش يتوف بس ... بقي أنا بفليرت عليكي ( بعاكسك) وانتي دبش في نفسك ربنا يكون في عوني بقي ما انا اللي هتجوزك للأسف ...
ياسمين بغضب ...
_ لو سمحت برررره انت جاي تهزر معايا لييييه ...
جاسر وهو يتجه ليخرج من المكتب ، ولكنه التفت اليها ليردف بمرح ...
_ فكرتيني ببنات تالته رابع الله يرحمها ايام ، لما كنت أهزر مع واحدة في المدرسة ، سوسن حناكة اللي ملهاش علاقة بالموضوع اصلاً تروح تقول للمستر عاوزين مجموعة للبنات ومجموعة للولاد يا مستتر ..
ابتسمت ياسمين وهي تكبت ضحكاتها رغماً عنها تود أن تضحك بشدة ولكنها كبتت تلك الضحكات لتردف بهدوء ...
_ لو سمحت برررة ...
جاسر بضحك ...
_ طب والله انتي هتموتي وتضحكي حتي شوفي ...
بالفعل أن قال لك أحد هذا فسوف تضحك دون أي شيئ فما بالك بياسمين ... بالفعل ضحكت ياسمين رغماً عنها بصوت منخفض وشاركها الضحك جاسر الذي تأكد أن كل هذا من خلف قلبها فقط وأنها تستلطفه بالفعل ....
ثواني وتبدلت ملامح ياسمين الي الغضب ...
ليردف جاسر بسرعة قبل أن تنطق ياسمين بحرف ...
_ ليه ليه دا كان فاضل دقيقة وقلبي يدوب من جمال ضحكتك ...
ياسمين بغضب ....
_ برررررررره ...
بالفعل خرج جاسر من المكتب وهو ينظر أمامه بتفكير وخبث وقد هداه عقله لفعل شيئ ما يشعل به الموضوع قليلاً .... فما هو يا تري ...؟
وعلي الناحية الأخري من الشركة كانت روان قد أنهت فترة تدريبها وهي تنظر أمامها بغضب شديد وغيرة أكبر وهي تتذكر كل ما حدث لها في اليوم بداية من رؤيتها آدم الكيلاني الي لُبني التي أصبحت في يوم وليلة مترجمة للشركة بأكملها ...
سارت روان في طريقها وهي غاضبة وبشدة تود تكسير رأس آدم الكيلاني وكل من تقابله ...
ثواني ونظرت أمامها وهي خارجه من مجمع الشركات فوجدت شادي يسير في الطريق ...
روان وهي تجري تتجه ناحيته ...
_ مش دا الواد شادي ...؟ ياااا شااادااااااي ....
نظر شادي لمن ينادي عليه خلف ظهره ... ثواني وتحولت ملامحه الي الرعب ليجري بسرعه وروان تجري خلفه في مشهد مضحك للغاية لجميع من يراه ...
روان وهي تجري خلفه ...
_ بتجرررري مني لييييه عاوزة اقولك حاااجه ...
شادي وهو يجري بسرعه ....
_ سيبيني في حااااااالي ابووووس ايديك جوزززك لو شافني هيموووتني ...
بالفعل ابتعد شادي عنها بسرعه ووقفت روان تأخذ نفسها بسرعة وغضب منه ...
روان بغضب ...
_ ماشي يا شادي الك*** أن ما عرفتك مبقاش أنا روان بقي خايف من آدم الكيلاني ...؟ حد يخاف من آدم الكيلاني ...؟؟
ركبت روان سيارة أجرة بشكل عشوائي الي منزلها ... ولأنها كانت بمفردها حدث ما لم يتوقعه عقل ...!
ركبت روان سيارة أجرة قابلتها بشكل عشوائي ...
كانت في البداية لم تضع بعقلها اي شيئ سوي النظر إلي الطريق والتفكير فيما حدث طيلة النهار بشركات الآدم ...
لم تلاحظ روان نظرات السائق لها من المرآة بلؤم وخبث وهو ينوي شيئاً ما ...
السائق بحمحمة ...
_ بقولك يا بنتي ... معلش همون بس العربية من اقرب بنزينة جاية ...
روان بإبتسامة وعدم فهم ما ينوي عليه الرجل ...
_ ماشي يا عمو ولا يهمك ...
الرجل ببسمة خبيثة ...
_ طب ما تاخدي الشوكولاتة دي يا بنتي تسلي نفسك بيها علي ما اجي تلاقيكي علي لحم بطنك من الصبح يا عيني ...
روان وهي تبتسم وتلتقط منه الشوكولاتة ...
_ عمو ممكن سؤال ...!
السائق بإبتسامة ...: قولي يا بنتي ...؟
روان ببلاهة ...
_ الشوكولاتة مفيهاش مخدر صح ...؟؟ يعني مش هتخطفني أعضاء والكلام دا ...؟
السائق بنفي ...
_ لا ...
روان بإبتسامة وهي تأكل الشوكولاتة ....
_ ميرسي يا عمو طمنتني والله ...
يا إلهي مِن هذة الغبية ... ومما فعلته لم يمضي دقيقتين إلا وكانت في سُبات عميق ....
ابتسم السائق بخبث واتجه يسير بها إلي مكان ما بعيد عن الطريق ...
وعلي الناحية الأخري من الطريق ...
_ هم اتأخرو ليه ...!
_ معرفش يا ابني بس أوامر آدم باشا أننا نراقب المدام من بعيد من غير ما حد يشوفنا ... ؟
_ ايوة بس دول اصلا اتأخرو ومطلعوش علي الطريق الرئيسي بقالهم عشر دقائق ...
أدار حراس الآدم وهما اثنين من رجاله المُكلفين بمراقبة روان السيارة وانطلقو الي الطريق الجانبي الذي ذهبت منه سيارة روان فقد ظن الحارسان أن هناك محطة وقود قريبة من هنا ليذهب لها السائق أو حتي روان نفسها طلبت منه هذا لا يعلمون أنه قد تم اختطافها ...
دلفو بداخل هذا الشارع الضيق وهم يبحثون عن تلك السيارة ولكنهم لم يجدوا لها أي أثر علي الإطلاق ...!
أحد الحراس بخوف شديد ...
_ ينهااار اسوووود ومنيل رااااحت فين العربية ....؟؟؟
الآخر بخوف شديد ...
_ مصييييبه لتكون اتخطفت ....!! رن علي آدم بااااشااا بسرعه يا ابني ....
بالفعل رن الحارسان علي آدم الكيلاني الذي كان في مكتبه في هذا الوقت في الشركة ...
امسك آدم هاتفه ورد بسرعة ...
_ طمنوني يا رجاله وصلت البيت ولا لسة ... ضيق عيونه ليتابع بغضب ... وكلمت حد وهي خارجه ولا لأ ..؟
الحارس بخوف شديد ...
_ آدم باشا ... الحقنا يا باشا ... المدام اتخطفت في التاكسي ...
آدم بصدمة شديدة وهو يفتح عيونه من الصدمة التي كادت أن تشل بل توُقف جميع أعضاء جسده ...
_ بتقووووول ايييييييه ...؟؟
الحارس بخوف ....
_ والله يا باشا العربية فص ملح وداب من قدامنا دخلت في شارع ضيق ومش لاقين ليها مكان يا بااااشااا ...
آدم بغضب شديد ...
_ واقسسسسم بالله لهتكونوووو العشا بتاع النمور بتوعي لو حصلها حاجه ...
اغلق آدم الخط بسرعة وخوف والهاتف يرتعش في يديه من الخوف الشديد حتي كاد أن يسقط فخوفه عليها فاق كل الحدود ....
آدم وهو يتحدث في الهاتف مع حراسه بقوه و غضب ...
_ خمس دقايق وتيجولي يلاااااااا ......
وبالفعل نزل هو وحراسه الي الأسفل خلفه يتحدثون في الهاتف يسألون عن سيارة الأجرة تلك ويستفسرون عنها في المنطقه ...
أما آدم كان في قمه الرعب فهو لا يعلم أي شيئ عن هذه السيارة الا أنها سيارة اجره عادية لا يعلم أي شيئ عنها أو ماذا سيحدث لحبيبته وزوجته بها ...
وعلي الناحية الأخري في منزل ما ...
حمل السائق روان علي كتفيه الي مبني قديم في حي أقدم وصعد بها السلالم في هذا المبني الي شقة كبيرة بالأعلي ...
فتح السائق الباب بحذر ودلف الي الشقه والتي كانت مصممة علي شكل مشفي يوجد بها اثنين من الترولي أو حامل الأشخاص وكذلك بعض الدماء المبعثرة هنا وهناك وثلاثة غرف خلف كل غرفه يوجد شيئ محدد ... ففي غرفه ما يتم فيها اسوء عمليات الإتجار بالبشر وأعضاء البشر في جريمة للأنسانية لم تشهد مثلها مثيل فنحن نعيش في اسوء عصور البشرية وسط أقذر مجموعة من البشر ...
وضع السائق روان علي الترولي المتحرك واتجه بها إلي غرفه محدده ليدق الباب علي تلك الغرفه ...
فُتح الباب بعد قليل من سيدة سمينة ترتدي زي المشفي الأبيض وحجاب ... مهلاً ، حجاب ..! وهل سيدخلك حجابك الي الجنه بعد كل هذا يا اسوء من العا*** ...
السائق بنبرة آمره ...
_ أهي كدا أنا جبتلك في اسبوع ٣ حالات وعلي الحاله أنا باخد خمس الآلآف بس البت دي حلوة ويمكن تستفيدو منها قبل ما تصفوها وعشان كدا هاخد عليها عشر تلآلآف جنية ...
المرأة السمينة بغضب وصوت مرتفع ...
_ عشر تلآلآف لييييييه إذا كان أنا نفسي مباخدش المبلغ دا ... هم الخمس تلآلآف جنية وتحمد ربنا غير كدا مش عايزين منك حاجه يا اخويا هنعرف نجيب ناس برضه ...
السائق بغضب ...
_ الله ... لييييه كدا يا ست فردوووس انتي بتقطعي عيشي ...
المرأة بغضب ...
_ دا اللي عندنا والله لو مش عاجبك متشتغلش معانا ..
خرج السائق من الشقة بغضب يتمتم ببعض الشتائم الغير مسموعة ...
بينما تلك الممرضة أو التي تسمي ( فردوس) ... جرت روان علي الترولي الي الغرفه التي سيتم بها تقرير ما إذا كانت روان ستصلح أن تؤخذ أعضائها ام ستعمل اولا في الأمور الغير شرعية كالدع** وغيرها ... فهكذا يتم تقرير الأمور بالنسبة للفتيات الحسناوات قبل أن تؤخذ أعضائهم يستفيدون منهم ...
وعلي الناحية الأخري في منزل روان ...
_ استر يا رب البت اتأخرت في الشغل لييييه ... استر يا رب ...
كانت هذة والدة روان التي أردفت بمثل هذة الكلمات ...
الأم بقلق وخوف شديد ...
_ وكمان تليفونها مقفول ... يا رب استر يا رب ... طب ارن علي اخوها يروحلها ولا أعمل اية ...!!
فكرت الأم دقيقة ... ثواني ورنت علي هاتف آدم الكيلاني ...
رد آدم علي الهاتف وقد كان في طريقه مع الحراس الي هذا الشارع الذي ذهبت منه سيارة الأجرة ...
آدم بقلق وهو يقود بسرعة ...
_ ايوة يا ماما طمنيني والنبي روان عندك ولا لأ ...؟
الأم بخضة وقد إصابتها رجفة من الخوف علي ابنتها فصوت آدم هو الآخر لا يدل علي الخير وقد شعرت أن ابنتها في مأزق ...
_ تقصد إيييية يا آدم ....؟؟! هي روان مش عندك في الشركة ...؟؟ بنتي فيييييين ...؟
ادم وقد بدأت دموعه تنزل من القلق والخوف عليها رغماً عنه بكي من الخوف أن يكون قد أصابها شيئ ...
_ اوعدك هلاقيها ... اوعدك ...
اغلق الخط مع والدة روان واتجه بسرعة بالسيارة الي هذا المكان والي هذا الشارع تحديداً وهو يتكلم في الهاتف مع رئيس الحي حتي يبحث بكاميرات المراقبة عن هذا السيارة أو هذا السائق ...
وعلي الناحية الأخري في هذا البيت ...
دلف الي الغرفة شخص يرتدي ملابس دكتور ملابس لا يستحقها اصلا باع ضميره من أجل الأموال وفقط ، دلف هذا المسمي بالدكتور الي الغرفه الي بها روان ...
نظر لتلك النائمة والتي لم تكن سوي روان نظرة خبيثه وكأنه يقيمها من رأسها الي إخمص قدمها ...
الدكتور بخبث ...
_ البت دي متتسابش دي كنز ...
فردوس الممرضة وهي تقف بجانبه ...
_ يعني هنوديها دع*** الأول يا دكتور ...؟
الدكتور بإيماء .....
_ أيوة ... اتصلي ب *** قوليلها عندي هدية حلوة اوووي ليكي ...
اومأت فردوس واتجهت لتتحدث في الهاتف مع الإسم الذي قاله لها الدكتور ...
بينما الدكتور نظر بخبث الي روان ليردف في نفسه ...
_ الجمال دا مش بشوفه كتير خليني أنا ادوق الأول ..
إتجه الدكتور وعلي وجوهه علامات الخبث الي روان ليفك عنها حجابها وهو ينظر لوجهها نظره حقي_رة شهوانية ....
وعلي الناحية الأخري في الشارع ....
_ الشارع مقفول يا آدم باشا يعني اكيد هي جوه بيت من البيوت دي ...
قالها أحد حراس الآدم بخوف ...
آدم بغضب شديد وأمر ...
_ إقتحمووووو كل البيوووووت دي بسررررررعة مرااااتي أكيد جوه بيييت فيهم ...
بالفعل تفرق حراس الآدم بهيئتهم المخيفه وهيبتهم تلك الي جميع البيوت الموجودة في هذا الشارع ...
صعد آدم بمفرده الي بيت قديم قابله في الحي ...
طرق باب اول دور في العمارة لتفتح له سيدة عجوز الباب ...
_ خير يا ابني في إية ...؟
لم ينتظر آدم حتي ردها أو اجابتها ودلف الي المنزل يبحث بنفسه عن روان في كل أنحاء البيت بقوته وهيبته تلك ...
خرج من المنزل بعدما لم يجد به روان وصعد الي الدور الثاني بسرعة وغضب وقلبه يكاد يخرج من الخوف ...
دق آدم الباب بسرعة وغضب ... وها هي المفاجأة أن تلك الشقه هي التي بها حبيبته ...
فتحت له فردوس الباب بحذر من أن يكون شرطي أو شيئاً كهذا ...
_ خير يا فندم اااا...
لم ينتظر آدم مرة أخري أن تُكمل كلامها أو حتي أن يرد ودلف بسرعة الي المنزل كسر باب اول غرفه ليجدها خاليه من كل شيئ ماعدا فريزر كبير يوجد بها وبعض الدماء علي الأرض والحائط ... استغرب آدم ولكنه تابع اقتحامه للغرفة الثانية ليجد بها سرير مشفي وكأنها غرفه في المشفي بها سرير وأجهزة للمرضي ...
آدم بغضب شديد وهو يخرج بسرعه من الغرفه فالرائحة بها قذرة ونتنه ...
_ إية المكااان داااا ...
لم ينتظر آدم دقيقه واقتحم الغرفة الثالثة وها هو يجد ضالته ...
كان الدكتور أو سارق الأعضاء البشرية هذا يخلع ملابسه ملابسه وروان نائمة علي الترولي أمامه وقد شلح عنها حجابها ... ويستعد لشيئ ما فهمه آدم جيداً ..
في اقل من ثانية تحولت ملامح آدم الي الغضب الكبير تحول بالكامل وجهه الي وجه مخيف يكاد يقتلك حتي بنظراته ...
خاف الطبيب بشدة من نظراته تلك رغم أنه لا يعرفه ، إلا أنه تراجع عدة خطوات الي الخلف من الخوف ...
الطبيب بنبرة خائفه وهو يري آدم يتجه ناحيته ...
_ في إيه انت مين ...!
لم يكمل الدكتور كلامي حتي وجد من يضربه بشدة في معدته ليوقعه أرضاً ....
الطبيب بتألم شديد وخوف وهو علي الأرض ...
_ انت ميييين ...
امسكه آدم من ملابسه ورفعه الي الأعلي بوجه شرس وغاضب ...
_ أنا اللي هقتتتتللك يا ابن ال********* ..
سبه آدم بأسوء لفظ يقال في مصر ...
ثواني وأعطاه آدم ضربه قاسية علي وجهه وفي كامل أنحاء جسده ليصرخ الطبيب كالنساء من الخوف الشديد ....
آدم بغضب وهو ما زال يضربه ....
_ واقسسسسم بالله همووووتك وأقسم بالله هتموووووت انت والو*** اللي بره معاك ...
بالطبع تجمع سكان العمارة والحي علي صوت الصراخ هذا وطلبو الشرطة ...
لم يتدخل حتي حراس الآدم وهم يشاهدون سيدهم يضرب هذا الطبيب القذر فهم يعلمون أنه سيقتل أحد منهم إذا تدخلو هم ... امسكو فقط بهذة الممرضة قبل أن تهرب ...
التفت آدم الي الباب ليري أن جميع سكان العمارة بما فيهم حراسه يقفون علي الباب فقد اعماه غضبه عن رؤية من يقف علي الباب ...
اتجه آدم الي روان وغطئ شعرها بغضب وهو ينظر إلي التجمع هذا ...
_ بتبصووووو علي اييييه يا رووووحممممك انت وهو .... خدو ابن ال*** وبنت ال*** علي القسم يلاااااا (يقصد الممرضة والدكتور)
بالفعل وصلت الشرطة بعد أن انتهي آدم من الطبيب حتي أن الطبيب كاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ...
وصلت الشرطة وأخذت كلاً من الممرضة والطبيب الي السجن تاركين آدم يحمل روان ويخرج بها من المبني ومن هذا المكان القذر إلي الأبد وهو يغطي شعرها بالحجاب هذا لا يريد لأحد رؤيتها ...
ركب آدم ووضعها في أحضانه في السيارة وقاد السيارة وهي بين أحضانه إلي مكان ما ...
وقف آدم علي الطريق أمام المشفي بعد قليل ...
نزل من السيارة وحملها الي المشفي فهو قلق للغايه عليها من أن يكون قد حدث لها أي شيئ ...
حملها آدم ودلف الي المشفي الي إحدي الغرف بعد أن صرخ بالجميع أن يحضروا له الطبيبة .....
بالفعل كشفت الطبيبة عليها بحذر لتكتشف انها بخير هي فقط تحت تأثير المخدر نائمة بسلام ....
اطمأن آدم عليها أخيراً ... التقط أنفاسه أخيراً بعد كل هذا الخوف والتعب ...
جلس آدم بجانبها يضع يديه على رأسه وهو يخفي دموعه وحزنه ... حزنه من نفسه أنه كان علي وشك أن يفقدها إلي الأبد ...
امسك آدم يديها بألم ليردف بحزن ودموع ...
_ أنا اسف ليكي .. آسف اني عملت فيكي كل دا يا روان واهملتك أنا مش مصدق اني كنت هخسرك يا روان ... أنا مش مصدق اني كنت هخسرك يا ... يا حبيبتي ...
أجل يحبها وبشدة أيضاً كيف لشخص عشق شخصاً آخر أن ينساه أو يتوقف عن حبه ... فما بالك بآدم وهو الذي عشقها وعشق كل شيئ بها لدرجة لا توصف بالكلمات ...
أعادها آدم الي منزلها سالمة وهي كالمغفلة نائمة لا تدري ولا تشعر بأي شيئ يدور حولها ...
اطمأنت والدة روان أخيراً علي ابنتها بعدما قد ذرفت كل دموع العالم وهي تتخيل ما قد يحدث لروان ...
جلس آدم في الصالون الخاص بمنزل روان ...
خرجت الأم وهي تبتسم وتمسح دموعها ...
_ شكرا يا ابني بجد شكرا ولاد الأصول اللي زيك هيفضلو ولاد أصول حتي لو بعدت عنها أو طلقتها انت إبن اصول عشان مترددش لحظه ودورت عليها ... بس ... بس انا عندي سؤال يا ابني ...!
آدم وهو يغمض عيونه بهدوء وقد أثرت به كلمه ( طلقتها ) تلك التي قالتها الأم ...
_ قولي ...؟
الأم بإستغراب ...
_ انت ازاي عرفت أن روان اتخطفت وإزاي عرفت مكانها ...
آدم وهو يبتسم لوالدة روان ابتسامة جانبية ساخرة ...
_ قلب الأم ... اصلي حسيت بيها ...
قال جملته تلك ببرود وخرج من المنزل دون أن يكمل حديثه وهو فقط حزين وشارد أمامه يفكر فيما سيفعله معها فبعد اليوم بالتأكيد سيكون عيونه ونفسه عليها في كل خطوة ... بعد شعوره اليوم لن يأمن أبداً أن تخرج روان من الصالون الي الحمام بمفردها حتي ...
وجاء اليوم التالي علي الجميع بعد نوم طويل لدُب الباندا روان وكأنها كما يقال بالمصرية ( ما صدقت اتخمدت ) اي نامت روان طويلاً ...
فتحت روان عيونها عند الساعة الثامنة صباحاً ...
_ جود مورنينج شاهندااا ...
قالتها روان وهي تتثائب في الصباح غير متذكرة ما حدث لها بالأمس نهائياً ...
روان وهي تقبل أطفالها النائمين ...
_ صباح الفُل يا عيال النمر يا قطط يا صغيرين أنتو ...
هو انا ليه مش فاكرة حاجه حصلت امبارح ...؟ تقريبا اخر حاجه لما كنت في التاكسي وكلت الشوكولاتة ... يااااه عمو يا سواق الله يكرمك والله اكيد السواق دا طيب اوووي لما لقاني نمت وصلني لحد باب البيت وطلعت كملت نوم ... الله يجازيك بالخير يا عمو السواق والله لو شوفتك تاني مش هركب غير معاك بعد كدا ...
قامت روان والجميع نائم وحضرت لنفسها طعاماً تطفحه ..... أقصد طعاماً تأكله حتي تستعد للجامعة وللشركة ...
وبالفعل وضعت الصغار بجانب والدتها في الغرفة واتجهت لترتدي ملابسها وترحل الي الجامعة ...
أنهت روان محاضراتها واتجهت بعدها الي الشركة بعدما طمأنت والدتها عليها في الهاتف وأنها بخير ...
اتجهت روان الي الشركة ودلفت إليها من الداخل لتتفاجئ بالجميع في شركة الآدم علي رأس وقدم ، بداية من عامل النظافة الذي يمارس عمله اليوم بجد واجتهاد ، وحتي الموظفين والمتدربين ذهاباً اياباً ينظمون كل شيئ ...
روان بإستغراب وهي تسأل موظفه الإستقبال ...
_ هو في إية انهاردة ...؟؟ مالكم ...؟؟
الموظفة بسرعة وهي تعمل ...
_ الوفد الأميركي جاي انهاردة وعشان كدا لازم كلنا نكون في استقباله بأحسن صورة هي الصفقات هنا بتبقي كدا يا استاذة روان ...
روان بإستغراب وتفكير ...
_ مممممم وفد امريكي ها ....! ماشي يا آدم أنا بقي لقيتلك خطة هتخليك تلف حوالين نفسك عشان تبقي تفضل ست لوبيا ولا لبني بتاعتك دي عليا وتقولي هي اشطر منك وتخليها المترجمة بتاعة الشركة ... مااااشي أنا بقي هعرفك ...
_ ماذا سيحدث يا تري ...؟
~~~~~~~~~
وأخيراً جاء اليوم الذي ستذهب به يارا لتنال حُريتها وطلاقها من هذا الشرير ( معتز ) ... ولكن مهلاً هو ليس شريراً لهذة الدرجة ... هل من شرير يفعل ما فعله بالمحكمة حين اعترف علي نفسه وتستر عليها حتي لا يحدث لها شيئ ...؟
هي بالأساس لا تدري لما فعل هو هذا ولكنها لم تهتم هي فقط تريد حريتها التي ستريحها من هذا القاسي الذي عاشت معه اسوء ايام حياتها ...
اتجهت يارا برفقة هدي اختها وباسل وكذلك مراد الي السجن الذي به معتز حتي يُلقي عليها يمين الطلاق ..
هدي وهي تمسك يد اختها ...
_ متقلقيش إن شاء الله كله هيبقي تمام ...
اومأت يارا بإبتسامة وبداخلها تشعر بشعور غريب لا تعلم حتي ما هو ... أليس هذا ما ارادته من البداية ...؟
وصلو جميعاً الي السجن أخيراً ليستدعي الضابط معتز في زيارة هامة له ...
ما إن دلف معتز الي الغرفة التي يجلسون بها حتي شهق الجميع من بينهم يارا برعب وصدمة وهي تنظر إليه ...