رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الخامس
_ في مشفي البحيري ...
تفتح عينيها رويدا ويداهمها شعور بالألم ف رأسها ... أتضحت لها الرؤية لتجد كلا من علياء ويوسف يقفا ع يمينها ..
قالت علياء بللهفة وخوف :
هاجر حبيبتي أنتي كويسه ؟؟
رمقتها بإقتضاب قائلة :
أأنا فين.. وأي الي حصلي ... اااه حاسه بصداع
إبتسم يوسف إليها وقال :
حمدالله ع السلامه ... كده تخضينا عليكي ؟؟ ... ده لولا دكتور آسر مكنش حد عرف بالي حصلك
قطبت حاجبيها وهي تحاول أن تتذكر ماحدث معها :
دكتور آسر !! ... أنا كل الي أفتكره إن خرجت من مكتب علياء وكنت جاية لحضرتك عشان الأنترفيو وبعدين....
قاطعها آسر الذي ولج لتوه :
حمدالله ع السلامة يا دكتور جوجو ... قالها ويرمقها بنظرات ماكره
قالت علياء :
طيب مادام كنتي رايحة لدكتور يوسف أي الي وداكي غرفة الصيانة
رمقتها هاجر بصمت وبدأت تستعيد ذاكرتها فكادت تتفوه ليقاطعها آسر بنظرات محذره قائلا :
أنا كنت رايح للأوفيس فأستغربت لما لاقيتها داخله الأوضه وقلقت أكتر لما سمعتها بتصرخ جريت لاقيتها مغمي عليها
صاحت هاجر بإنكار لما تفوه به آسر :
لاء محصلش ... أخذت تسرد كل ماحدث لها من بداية العامل إلي إن ولجت إلي الغرفة التي ظنت إنها خاصة بالعمليات ولم تعلم إنها غرفة ثلاجات حفظ الموتي لكن متوقفه للصيانه .
إلتفت كلا من يوسف وعلياء إلي آسر بنظرات شك ..
تصنع آسر الجديه وقال :
بتبصولي كده ليه ؟؟... أنا مشوفتهاش غير وهي مرميه ف الأرض ف أوضة الصيانه شيلتها وجريت بيها ع هنا .. ده جزائي يعني !!
صاحت هاجر بحنق :
أيوه أنت الي عملت فيا المقلب ده عشان تنتقم مني
صاح آسر أيضا بغضب مصتنع :
تصدقي أنا غلطان كنت سيبتك مرميه كده ولا سألت فيكي
نهضت من فوق التخت كالعاصفه وأشارت إليه بصياح :
أنت كدااااب
خشيت علياء من مشاجره ع وشك الحدوث فهي تعلم إبنة خالتها وتهورها ... كادت تقاطعهما ليسبقها يوسف بصوته الرخيم :
أهدوا إحنا ف مستشفي ... وبعدين إنتو مش صغيرين يا دكاترة ... حمدالله ع سلامتك مره تانيه يادكتورة هاجر وتقدري تستلمي الشغل من النهارده ... أنا كلمت دكتورة آسيل رئيسة قسم الأطفال وهي هتفهمك كل حاجه وهتكون معاكي لحد ماتعرفي كل حاجه
نسيت تماما غضبها من آسر فإبتسمت بسعادة عارمه وقالت :
ميرسي جدا يادكتور يوسف
أجاب عليها بجدية :
العفو يا دكتورة ... بس خدي بالك أنا أهم حاجه عندي الإلتزام والنظام ف الشغل خاصة إن التعامل مع حالات الأطفال مش سهل زي الكبار
هاجر بنبرة واثقة :
متقلقش حضرتك أنا عندي خبرة الحمدلله إكتسبتها من المؤتمرات الطبية الي حضرتها ف لندن ده غير مخلصة التكليف بتاعي بتقدير إمتياز الحمدلله
أومأ لها وقال :
عارف شوفت كل ده ف ال c.v بتاعك الي لاقاه معاكي دكتور آسر ... يلا كل واحد يروح ع شغله وأنت يادكتور آسر تعالي معايا عايزك .
ذهب كليهما ....
علياء تقف صامته تتظر إلي هاجر ...
هاجر :
ها مفيش مبروك يا جوجو ؟؟
إبتسمت علياء وقالت :
ألف مبروك يا جوجو وربنا يبعد عنك الأشباح ... قالتها وضحكت
هاجر :
فكرتني ... وربنا ما أنا سايبه حقي من سلاك البلاعات ده لأن أنا متأكده إنه هو الي عمل فيا المقلب مفيش غيره ... صبرك عليا يا آسر إما وريتك مبقاش أنا جوجو
_ في مكتب يوسف ...
_ مش هتعقل بقي وتكبر ع الهبل ده ... قالها يوسف
أجاب آسر :
أنت صدقتها دي بت مخها لاسع
رمقه يوسف بعدم تصديق وقال :
يابني أنا عارفك أكتر من نفسك وعارف شقاوتك ولا ناسي الي كنت بتعملو فينا أول ما جيت المستشفي ولا دكتور سباعي الله يرحمه الي قطعتلو الخلف لما أفتكر إن الحاله الي معاه بيتكلم وهو عنده غيبوبة
قهقه آسر وقال : بصراحه كان إبن حلال ويستاهل ... ربنا يرحمه
يوسف :
طيب ياريت نلم نفسنا وملكش دعوه بيها مش ناقص كلام من علياء
غمز له آسر بعينه وقال :
قول بقا أنت خايف ع زعل الإكس
صاح فيه بحنق:
آسر ... وخليك ف حالك
آسر :
خلاص يا دكتور متتخلقش عليا كده ... ربنا يقرب مابينكو ونفرح بيكو عن قريب
تنهد يوسف وقال :
ياااارب يا آسر... يااااارب
*************************************
_ تقف رحمة جانبا ع كورنيش النيل تنظر ف شاشة الهاتف بتأفف قائلة :
كل ده بتمون العربية يا إيهاب !!
_ الجميل واقف لوحدو ليه ؟؟... قالها إيهاب الذي وصل للتو
ضيقت عينيها بحنق وقالت:
أصل مستنيه واحد رخم موقفني ف الشمس أكتر من ساعة
قطب حاجبيه وقال :
أنا رخم !! ربنا يسامحك بس خدي بالك أنا محوشلك كمية غلطات هحاسبك عليهم لما نتلم أنا وأنتي ف بيتنا يلا هانت كلها 10 أيام
قهقهت بسخريه مازحه وهو تولج إلي السيارة وتجلس بجواره :
ناوي تعمل فيا أي يا حضرة الأفوكاتو !!
أقترب منها للغاية لتتعالي خفقات قلبها من قربه المهلك وأنفاسه وهو يتحدث تلفح وجنتيها وشفاها التي يعد لها الليالي حتي تصبح زوجته ويتذوقها بنهم ...
_ هارفع عليكي قضية وهكون أنا القاضي وهاحكم عليكي بالسجن لمدي الحياة جوه حضني مع الأشغال الشاقة ... قالها وهو يغمز لها بإحدي عينيه ... توهجت وجنتيها بالإحمرار الشديد من الخجل ونظرت أمامها وقالت :
أأ أنا ... أنا ... يوه بقي ... بس
أمسك بطرف ذقنها ليحدق ف عسليتيها وقال :
أنا بحبك يارحمة والي جوايا ليكي أكتر من الكلام ... عارف إن لسه جواكي حواجز من الماضي مأثره عليكي ومش حاسه بالأمان ... وأنا بوعدك هكسرلك كل الحواجز دي وهخليكي تعيشي أجمل أيام عمرك الي إتحرمتي منها طول ما أنا معاكي ...
أمسك بكفها وقام بتقبيله بمنتهي الرقة والحنان لتسري قشعريرة بداخلها ويخفق قلبها أكثر بقوة ... تركت شفتيه راحة يدها ليقترب أكثر منها ويقبل جبهتها وود حينها لو إنه كان معقودا قرانهم لأرتشف من شهد شفتيها ... ليطلق تنهيدة ويبتعد عنها ف هدوء ... وينطلق بسيارته ...
_ أفاقت من حالة التيه والحب التي كانت تغرق بداخلها لتتفوه بنبرة هادئة :
مقولتليش إحنا رايحين فين ؟؟
وبدون أن ينظر إليها :
10 دقايق وهاتعرفي
_ وصل أمام إحدي المطاعم المطله ع كورنيش النيل ...
قال : يلا وصلنا
ترجل كليهما من السيارة لتنظر إلي إسم المطعم ... فقالت :
بس مش لسه بدري ع الغدا
ألقي نظره ع ساعة يده وقال :
ده الضهر قرب يأذن مفرقتش ساعتين ولا تلاته بدري يعني ... وبعدين ف ضيف مستنينا جوه
عقدت حاجبيها بتساؤل :
مين ؟؟؟
أمسك يدها وقال :
تعالي ندخل وأنتي هاتعرفي
_ عبرا البوابة وسارا إلي الداخل حتي وصلو إلي الطاولات المطلة ع النيل مباشرة ليتوقف إيهاب أمام طاولة يجلس عليها شخصا موليا لهما ظهره وقال :
معلش إتأخرت عليك يا أبو نسب
نهض الشخص ليلتفت إليهما لتتلاقي عينيه بعينيها لتتسمر ف مكانها وقالت :
أسامه !!
رمقها بنظرة عتاب ولوم وقال وهو يمد يده :
هاتسيبني مادد إيديا كده كتير يابنت أبويا وأمي !!
مدت يدها المرتجفة وهي تجاهد ف كبح عبراتها التي ع وشك الإنهمار ...
فاجاءها شقيقها بجذبها نحو صدره ليعانقها بقوه لتجهش بالبكاء وتتعالي شهقاتها ... أشتد ف عانقها وقال :
آسف .. حقك عليا .. سامحيني
تركهما إيهاب حتي يتصافيا ... أبتعدت رحمه عن صدره ولم تتفوه بحرف بل كانت نظراتها كفيلة بالحديث مابين لوم وآسف وعتاب وعفو ومشاعر متعدده ... فهو ليس شقيقها فقط بل الأب والسند والصديق لذلك عندما جعلها تتزوج من عادل رغم عنها وحدث ماحدث كانت كالضربة القاتلة لها منه ... فقدت الثقة نحوه ومن وقتها لا تريد رؤيته أو مقابلته لكن الآن هي أمام أمر واقع وع الرغم من هذا غلبت عليهما وخاصة عليها عاطفة الأخوة وحبها لشقيقها الوحيد الذي مهما حدث فمازال شقيقها ...
_ واحشاني يا بطتي ... فاكره دلعي ليكي ولا نستيه ؟؟ ... قالها أسامه
إبتسمت من بين دموعها وقالت :
أنا عمري مانسيت أي لحظة مابينا ولا أي كلمة
أسامه :
أومال نستينا أنا ومامتك الشهور الي فاتت دي كلها ليه ؟؟
نظرت إلي أسفل وقالت بتوتر :
إنت عارف من غير ما أحكي ولا أقول كلام مش هايعجبك
أسند مرفقيه ع الطاوله وقال :
بالعكس أنا عايزك تطلعي كل الي جواكي وأنا سامعك حتي لو كلامك هيجرحني المهم أنا عايز قلبك يصفي ليا ومتكونيش لسه شايله مني أو من ماما
¤¤¤¤......¤¤¤¤¤¤. .........¤¤¤¤¤
_ يجلس آدم ف ردهة إستقبال عيادة طبية لإحدي الأطباء الإستشاريين ف علاج أمراض الذكورة والعقم منتظرا ...
_ باشمهندس آدم عزيز أتفضل دكتور توفيق ف إنتظارك ... قالها السكرتير المساعد
نهض آدم ويصاحبه التوتر والقلق ... يضغط ع ملف تقارير التحاليل الخاصة به ... طرق ع الباب بهدوء ثم قام بفتحه ليولج إلي الداخل يستقبله الطبيب بإبتسامة وترحاب :
أهلا أهلا يا باشمهندس العياده نورت
أجابه بإبتسامه مقتضبه ويجلس أمام مكتبه :
تسلم يا دكتور
أمسك الطبيب سماعة الهاتف وقال:
ها تحب تشرب أي ؟؟
آدم :
شكرا لحضرتك مفيش داعي
الطبيب :
أنا حطلبلك عصير ليمون يهديلك التوتر الي أنت فيه ... واحد ليمون وقهوة ساده يا سمير
أوصد السماعة ثم أكمل مبتسما :
مش قولنا بلاش التوتر والقلق وإن مفيش حاجة إسمها مستحيل وإن ربنا زي ماخلق الداء خلق معاه الدوا وبالصبر والمثابره والدعاء بإذن الله ربنا هيحققلك الشفا
أطلق تنهيده وقال :
ونعم بالله ... بس يادكتور أنا من ساعة ماجيت لحضرتك وماشي ع العلاج وعملت مرتين تحليل وفحوصات والنتيجة هي هي وآخر مرة طلبت مني نفس التحاليل وعملتها
قاطعه الطبيب وقال :
الصبر يا باشمهندس ... ها فين التقارير ؟
أعطاها آدم له :
أتفضل حضرتك
أرتدي الطبيب نظارته الطبية وأخذ يقرأ التقارير بتمعن .. أنتهي من القراءه وخلع نظارته فقال آدم بإمتعاض :
طبعا زي المرتين الي قبلهم
تنهد الطبيب وقال :
أنا مش عايزك تيأس وتخلي أملك ف ربنا كبير ... أنا المره دي هغيرلك كورس العلاج الي كنت بتاخده وهنبدله بعلاج أعلي وأقوي نتيجته ناجحة بنسبة 70% هنمشي عليه 3 شهور وبعدين نقرر التحاليل دي تاني
ولج العامل بالمشروبات ... نهض آدم وأخذ ما دونه الطبيب ف (الروشتة) تاركا الملف وبداخله عاصفه هوجاء ...
قال :
عن إذن حضرتك
الطبيب :
طيب إشرب الليمون
آدم :
لاء متشكر ... غادر مسرعا ... لم يستخدم المصعد بل فضل الهبوط ع الدرج ليفرغ شحنة الغضب بداخله ... وصل إلي أسفل ليستقل سيارته وقبل أن يبدأ بالقيادة نظر ف ورقة العلاج وإبتسم بتهكم ليقبض عليها ويعتصرها بداخل قبضته ثم ألقاها من النافذة لينطلق بالسيارة بعد ذلك .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
سبقت أجابتها عبراتها التي أنسدلت فقالت بصوت بكاءها الذي قسم قلبه إلي قطع :
ليه عايز تفتح جرح بحاول أقفله بقالي شهور !! ... أنا للأسف عمري ماهنسي نظراتك ليا يوم ماجيتلي أنت وعادل لما خدتوني من الجنينه وحكمت عليا من غير ماتسمعني ورمتني بعدها كأني مش أختك لعالم مفيش ف قلوبهم أي ذرة رحمة ولا شفقه ... أتدبحت وأتهانت وأتبهدلت وشوفت ذل لو واحده غيري إيمانها ضعيف كان زمانها إنتحرت من ساعتها ... صمتت لتتعالي شهقاتها فأعطاها شقيقها محرمة وقال :
حقك عليا كنت زي الأعمي والأطرش وقتها ... خاصة لما شوفتك ف حضن طه كنت زي المجنون ... ومابين كنت أقتلك أو أقطع لسان الي اسمه عادل ده ... مكنش بأيدي وقتها غير إنك تتجوزيه أو لو كنت طوعتك وخليتك تفسخي خطوبتك كان أقل حاجه هيعملها هيفضحنا ف الحارة
قالت بتهكم :
تقوم تسلمني ليه ومش مهم الي هيجرالي ... مفكرتش وقتها اي الي يخلي واحد بعد ماشاف خطيبته ف حضن واحد تاني يصر إنه يكمل معاها !!
نظر بأسف وقال :
مكنش عقلي فيا وقتها ... أعذريني يارحمة أنا راجل دمي حامي ومقبلش أي حاجه ع أهل بيتي خاصة لو حاجه تمس العرض والشرف
إبتسمت بتهكم من بين دمعاتها فأردف حديثه :
أنا مش بنكر إن غلطت ف حقك وندمت أشد الندم لما عرفنا الي جرالك ف المحكمة كان هاين عليا أقتله هو وعيلته . .. وقتها مقدرتش ارفع عيني ف عينك وقولت لأمك إن نسيبك ع راحتك حتي لو أختارتي البعد عننا ... بس ... أبتلع ريقه ثم أردف :
كنت ديما بطمن عليكي من بعيد وعارف مكان البيت الي أنتي ساكنه فيه ووصيت صاحب البيت إنه يخلي باله منك ولو ف حاجه يكلمني ... وفيه حاجه كمان ... إيهاب ... ع فكرة إيهاب قبل ما يخطبك جالي وطلب إيدك مني وقتها فرحت أوي وحسيت إن ربنا بعتهولك عشان يعوضك عن الي شوفتيه ... أنتي أختي يارحمه لحمي ودمي الي عمري ما هرميه ولا هسيبو وأنساه ... دلوقت كل الي بطلبه منك السماح وإنك ترجعي لينا لأمك الي كل يوم بتنام ودموعها ع خدها... إرجعي قعدي معانا اليومين دول قبل ما تتجوزي وليكي عليا هاعملك أجمل ليلة حنه ف الحارة ونفرح بيكي بجد وأسلمك لعريسك بإيدي ... قولتي أي ؟؟
صمتت لتجهش بالبكاء مجددا وهي تومأ بالموافقه ... نهض كليهما لترتمي ع صدره وتشد ف معانقته .
_ أقول مبروك ع الصلح .... قالها إيهاب
إبتعدت رحمة عن صدر شقيقها ونظرت إلي إيهاب فقال :
متزعليش مني أنا كنت بتبع الأصول وعشان بحبك عايزك تكوني فرحانه ومشوفش نظرة الحزن الي كنت ديما بلاقيها ف عينيكي لما باجيبلك سيرة أخوكي ومامتك
قال أسامه بسعاده :
وبالمناسبة الحلوة دي أنا الي عازمكو ع الغدا وبعدها هاخدك يارحمة نشتري كل الي محتاجاه
قاطعه إيهاب قائلا:
لاء أنا الي هجبلها كل حاجه حتي هدومها ده كان إتفاقي معاك
قال أسامه بحسم :
وربنا أبدا كفايه عليك فرش الشقه
رحمة :
خلاص يا إيهاب ومتنساش الضرايب الي جيالك عايزين نلم إيدينا شويه
رفع أسامه حاجبيه وقال بمزاح :
هنيالك يا متر أهي خايفه ع فلوسك من أولها أهو ... ربنا يخليكو لبعض ويتمملكو ع خير
أجاب عليه إيهاب ورحمة بإبتسامه حالمة :
يااااارب أمين
***~~~~~~~~~~~~~~~~~~****
_ تستيقظ علا من نومها لتستعد للعمل بنشاط وهمة ولكن عندما فتحت باب غرفتها التي توصده بالمفتاح من الداخل تفاجاءت بفتاة تخرج من غرفة حازم ... شهقت من مظهرها حيث تلف غطاء خفيف حول جسدها وترمق علا بإزدراء وهي تشير إليها بإصبعها قائلة :
أنتي يا إسمك أي
بادلتها علا بنفس نظرة الإحتقار وبنبرة تهكميه :
إسمي علا يا حلوه ... ده أي الأرف الي ع الصبح ده
صاحت الفتاه بغضب :
تعالي يازفته هنا مين الي أرف
خرج حازم الذي لايرتدي سوي سرواله وقال بصوت ناعس :
ف أي مالكو ع الصبح عاملين تزعقو ليه ؟؟
الفتاه : شوف الأشكال العره الي أنت مشغلها عندك دي
صاحت علا بنبرة ردح :
عره !!! جري أي يا .....
قاطعها حازم :
علااااا... روحي ع المطبخ حضرلي فطار ... وأنتي وقتك إنتهي لما تخلصي شاور هتلاقي فلوسك ع التسريحه جوه خديها ومشوفش وشك تاني
أتسعت أعين الفتاه بصدمه لترمقها علا بنظرة إنتصار لتقول :
يالهوي ع الكسفه
_ علااااااا ... صاح بها حازم وهو يذهب إلي إحدي الغرف لتصمت وتركض نحو المطبخ لتعد الفطور له
_ وبعد قليل تقف علا أمام الموقد تعد الطعام فقامت بإطفاء الشعلة بعد إن أنتهت ... مدت يدها إلي خزانة الأطباق المرتفعة قليلا ... وقفت ع أطراف أصابع قدميها لتتناول أطباق الغرف ... تسمرت ف مكانها لتشعر بحرارة جسده الذي يكاد يلتصق بها يناولها الأطباق ... ألتفت وهي تلتقط أنفاسها وقالت بتوتر وخوف جلي :
حح حازم بيه ! ... كادت تبتعد من أمامه فحاوطها بين زراعيه مستندا بيديه ع الطاولة الرخاميه ... يحدق بها بنظرات جريئة ثم قال :
ياريت بعد كده نخلينا ف شغلنا وملناش دعوة بحد
أبتلعت ريقها وقالت :
هي الي أول ما شافتني بصتلي بأرف وبتكلمني من مناخيرها
تنهد وقال :
لو أتكررت تاني مترديش وتيجي تقوليلي وأنا هاتصرف غير كده متزعليش من ردة فعلي ... فاهمة ؟؟... رفع يده ووضعها ع عنقها يتحسسها بجرأة
أنتفضت وهي تبتعد عنه وقالت :
لو سمحت يا حازم بيه أنا جايه هنا عشان أشتغل وأكسب لقمتي بالحلال أكتر من كده أنا مليش ف الحوارات دي
عقد ساعديه أمام صدره العريض وقال :
وأنتي شوفتني تجاوزت حدودي معاكي !!
علا :
وإيدك الي كانت بتحسس ع رقبتي ده تسميه أي !!
إبتسم بجانب فمه بمكر وقال رافعا كفه أمامها لتلاحظ آثار حنطة ( دقيق) فأعتقدت إنه كان يزيل آثار الحنطة من عنقها :
شوفتي إنتي ظلمتني إزاي
أجابت بتردد :
ححح حصل خير
سار من أمامها لتفسح له مجال للخروج ولم تلاحظ إبتسامته الماكرة ...
_ هاتيلي الفطار ف الليفنج ... ومتنسيش الإسبريسو
وضعت يدها ع عنقها لتتأكد فلم تجد شئ فضيقت عينيها بحنق وقالت بصوت غير مسموع :
دقيق يا ابن ال..... الظاهر لسه متعرفنيش كويس ... كان غيرك أشطر .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
_ في مدينة السحر وجمال الطبيعة الخلابة وتتدرج مياه البحر الأحمر من الأزرق الفاتح إلي القاتم وأحيانا الأخضر بدرجاته والفيروز بعض الأحيان ... فها هي مدينة الغردقة حيث الشواطئ والسياح من كل حدب وصوب ...
وهناك لدي البار الخاص بالمشروبات الباردة يقف بطلته الجذابة مرتديا قميص قطني بنصف أكمام ملتصقا بعضلات صدره القويه وأسفله بنطال من الجينز الذي يصل إلي أسفل ركبتيه ع الرغم من فصل الشتاء لكن الطقس يتميز هنا بالإعتدال نهارا ... يخلل أنامله ف خصلات شعره الكثيفة السوداء ...
جاءت نحوه فتاة شقراء أجنبية تحدثت إليه بالعربية :
ممكن واهد (واحد) جرين فروت جوس
قام بإعداد كأس العصير لها وكاد يعطيه لها لتفاجاءه بدخولها إليه خلف البار وتضع ف جيبه ورقة مطوية وهمست إليه :
دي نمبر الروم بتاعي ... iw'll wait you (سأنتظرك ) .. فأقتربت للغايه للتفوه بشكل مثير ... tonight(الليلة)
لم يجيب عليها بل أعطاها الكأس وولاها ظهره بعدم إهتمام
_جاء زميله ف العمل وقال :
الله يسهلك ياعم علاء ... والعه معاك روس وأمريكان ومن كل لون يا بطيستا
زفر علاء بحنق وقال :
وأنت فاكرني مبسوط بحاجه زي كده !! ربنا يبعدنا عنهم وعن شرهم
أقترب زميله ليحدثه بصوت منخفض حتي لايسمعه المشرف :
تصدق أنت غبي .. أتسعت أعين علاء بغضب فأردف زميله :
متبصليش كده .. غبي وأهبل كمان .. عشان النعمه بتجيلك لحد رجلك وأنت بترفسها بكل سهولة
صاح به علاء :
حد الله مابيني ومابين الحرام
قهقه الأخر بسخريه وقال :
هاتعملهم عليا يالا ولا تحب أفكرك بالبت ناتاشا الي كنت مقضيها معاها من سنتين
علاء : ربنا تاب عليا
رمقه بتفحص وقال :
توبت ولا ده وفاء وإخلاص للي واخده قلبك وعقلك
إبتسم بتهكم وقال :
ما خلاص راحت وراح القلب معاها ... أنا كل الي ف دماغي دلوقت أجمعلي قرشين عشان عايز أهاجر
أجابه الآخر :
تهاجر !! ... هو أنت عارف تعيش ف بلدك عشان تقدر تعيش ف غيرها
علاء :
مبقاش ليا حاجه هنا أخواتي البنات كلهم إتجوزو وليهم حياتهم وأخويا من بعد ما جاله عقد عمل ف الإمارات سافر ومش ناوي ينزل خالص وأمي عايشة مع خالتي مونسين بعض
قال له زميله :
وطبعا الحاجه بتزن عليك تتجوز
علاء :
أمي كل يوم تبعتلي ف صور بنات متعرفش إن مش عايز إتجوز وأظلم معايا بنات الناس
زميله :
وهتظلمها معاك ليه ما أنتو بسم الله ماشاء الله عندكو بيت وحالكو ميسور ماديا
علاء :
ياريتها مشكلة ماديات المشكلة ف أمي نفسها
_ اها قولتلي ... ريح دماغك وخد شقة بالإيجار برة وخد ده من ده يرتاح ده عنده
نظر إليه علاء بإندهاش وقال :
أي يابني الأمثال الي كل شوية تقولهالي دي وربنا حاسس إن قاعد مع خالتي
_ ربنا يسامحك
قهقه علاء وقال وهو ينظر إلي ساعة يده :
يارب يا أخويا ... هاسيبك أنا بقي يادوب خلصت الشفت بتاعي هاروح أغير هدومي وأخد شاور وأتغدي .. أشوفك بلليل
ذهب لتوقفه إحداهم وهي فتاة تعمل نادلة بداخل الفندق مناديه عليه :
علاااء ... علااااااء
ذهب نحوها وقال :
نعم يا رقية فيه حاجه ؟؟
نظرت إليه بتودد وقالت :
كنت عايزة أطمن عليك .. أأ أصل بقالي يومين مش بشوفك
إرتسمت شبه إبتسامه ع محياه ثم قال وهو يهم بالذهاب : أنا بخير زي ما أنتي شايفة عن إذنك ... وذهب تاركا إياها وهي تنظر نحوه بحزن ... تنهدت بسأم وقالت :
اه لو تحس بقلبي .
**************،،،،،،،،،،،،،،،،،**************
_قد حل المساء في فيلا البحيري ....
يجلس آدم أمام التلفاز شاردا ... لتأتي خديجة وتجلس جواره لتمسك بوجنته بأطراف أناملها قائلة :
الي واخد عقلك يا دومي
أتكأ بظهره إلي الخلف وتشابكت أنامل يديه معا خلف رأسه ليطلق تنهيده وقال :
مفيش كنت بفكر ف شوية خاصة بالشغل
تناولت من فوق الطاولة التي أمامهما طبق التسالي وتناولت إحداها ثم قالت :
ماتيجي نقوم نلبس ونخرج نغير جو بدل ما أنت قاعد تفكر ف الشغل الي مبيخلصش ده
نهض بتأفف وقال :
مليش مزاج ... أنا نازل تحت ف الجنينه عايز مع نفسي شويه
عقدت حاجبيها وكادت تتحدث لكن أسرع بالمغادرة ... ليولج غرفتهما أولا وجلب شيئا من الداخل ثم هبط إلي أسفل ليجلس ف الحديقه
دخلت إلي الغرفة أيضا لترتدي حجابها حتي تلحق وتري سبب تغيره هذه الأيام ... فتحت خزانة الثياب لتتناول حجابا قطني ... لفت إنتبهها زجاجة بلاستيكية مدون عليها بالإنجليزية ... خمنت إنها علاج فتحتها لتجدها فارغه ... أخذتها ووضعتها بجيب ثوبها الزمردي ... تناولت إحدي الأوشحة خاصتها ... ثم خرجت إلي الشرفه لتري أين يجلس ... تفاجاءت به يقف ف مكان مظلم أسفل الشجرة وبيده شئ يخرج دخان لتدرك إنه يدخن سيجارة وهذه أول مرة تراه يفعل ذلك ...
بالأسفل يجلس مستندا بظهره إلي الشجرة يزفر دخان السيجاره التي أقبل عليها منذ أيام بدون أن يعلم أحد ... كانت الأفكار تتزاحم بداخل رأسه مابين تلك المشكله التي لديه واليأس الذي يتملك منه وبين أنه يخشي أن يخبر خديجة ليقلل هذا من شأنه أمامها هكذا إعتقاده أو ربما يحدث الأسوء وهو أن تطالبه بالإنفصال حتي تحقق ماتتمناه من رجل آخر غيره ... تلك هي الوساوس التي تتجول وتسيطر ع عقله مغيب تماما عن نداءات قلبه الذي يخبره أن لاييأس وأن زوجته تعشقه ولن تبتعد عنه مهما حدث حتي لو لم يحقق لها أمومتها ...
قاطع شروده صوتها وهي تقف أمامه :
من أمتي وأنت بتشرب سجاير يا آدم
نظر إليها ليضع السيجاره بين شفتيه ثم زفر الدخان وقال ببرود :
من دلوقتي
جلست ع ركبتيها أمامها وألتقطتها من بين شفتيه لتدفسها ف الأرض ليصيح بها بغضب :
أي الي عملتيه ده !!
أجابته بللهجة حازمة :
بحافظ ع صحتك الي عايز تضيعها بالسجاير
آدم : وكده يعني مش هشرب !!!
أقتربت منه وقالت :
آدم حبيبي مالك فيك أي ... بقالك مدة متغير وكل ما أسألك تتهرب مني ... أنا زعلتك ف حاجه أو عملت حاجه ضايقتك
أومأ لها بالنفي وقال :
لاء
خديجة : طيب ف حاجه حصلت ف الشغل ؟؟
_ ماقولت لاااء ولا هو تحقيق وخلاص ... صاح ف وجهها بغضب
شعرت بغصة ف حلقها وقالت بنبرة ع وشك البكاء :
أأ أنت متضايق عشان موضوع تأخير الحم....
قاطعها بصياح :
أنتي ليه مصرة إن أزعقلك وأتنرفز عليكي !!
أجابته وعينيها تدمع :
عشان مقدرش أشوفك كده وأسكت ... مبيجيليش نوم وأنا شيفاك مهموم وأنا معرفش أي الي جواك وساكت ... أنا مراتك يا آدم يعني شريكتك و معاك ف كل حاجه ف الحلوة والمرة ف الحزن والفرح إلا إذا مبقتش تحبني
جذبها من يدها ليعانقها وربت ع ظهرها قائلا :
بالعكس أنا مش بحبك وبس أنا بعشقك ياخديجة ... يعلم ربنا إنتي بقيتي بالنسبة ليا أي ... أنا بس مخنوق شويه ومش عايز أضايق حد معايا
أبتعدت عن صدره وقالت :
عمري ما هتضايق لما تجيلي وتشاركني همومك بالعكس هحاول أخفف عنك وأفكر معاك ف حلول ومش هاسيبك غير لما ألاقي إبتسامتك الي بتنور دنيتي
أمسك رأسها من الخلف ليقبل جبهتها وقال : ربنا مايحرمني منك أبدا ويخليكي ليا
أجابت عليه بحنان :
ويخليك ليا ياقلبي وربنا يشيل الحزن والهم من قلبك ويحل محله الفرح وراحة البال
آدم :
يلا نطلع أوضتنا لأحسن الجو إبتدي يسقع جامد
إبتسمت وهو يحاوطها بين زراعيه وقالت :
أنا بقي مش حاسة بساقعه خالص
رفع حاجبه بمكر وقال :
ليه بقي حاوطت جزعه بزراعيها ووضعت رأسها ع صدره وقالت :
عشان حضنك مدفيني
قهقه بسعاده وهو يضمها إليه أكثر
_ اه صح يا حبي وأنا كنت بجيب حاجه من الدولاب لاقيت دي ...
أخرجت الزجاجه البلاستيكيه من جيب ثوبها ... وحينها أظلمت نظراته التي سيطر عليه الغضب ... أخذها منها بعنف وقال بنبرة غاضبه :
أنتي بتفتشي ف حاجتي يا خديجة !!
أبتعدت عنه ورمقته بصدمه قائله :
أفتش !! وأنا من أمتي بكدب عليك ولا بفتش وراك ... أنا كنت بجيب حجاب ليا لاقيتها واقعه جوه الدولاب قولت أسألك دي أي
دفسها ف جيب بنطاله وقال :
حاجه متخصكيش ... أنا طالع أنام
تركها ف ذهول وتعجب وولج إلي داخل الفيلا وصعد إلي أعلي
بينما هي ذهبت إلي المسبح لتجلس أمامه حتي تهدأ من روعها ... ليأتي ف زاكرتها إسم الدواء التي حفظت حروفه ولاتعلم ماذا يعالج ... نهضت وذهبت إلي الداخل وصعدت الدرج تبحث عن هاتفها لتقوم بفتح المتصفح الشهير وتكتب ف مستطيل البحث إسم الدواء ... ظهرت عناوين لعدة مدونات ومواقع
.. فتحت الموقع المترجم إلي العربية ... وما إن قرأت محتوي الصفحه لتتحول ملامحها إلي الصدمه .
¤¤¤.....¤¤¤¤¤......¤¤¤¤¤.... .¤¤¤¤¤¤
_ تنظر ملك إلي مظهرها المتألق ف المرآه وهي مرتدية الثوب الأحمر القرمزي وفوقه سترة جلدية بللون الأسود مليئة بالعديد من السحابات الذهبية اللامعة ... أكتسب شعرها القليل من الطول لتعقده ف جديلة فرنسية بشكل أنيق تاركة القليل من الخصلات تحيط بوجهها ... وضعت لامسات بسيطه كملمع الشفاه الذي يميل للون الثوب ووضعت أهداب إصطناعية كثيفة لتعطي لعينيها مظهرا جرئ ومثير لاسيما أبرزت لون عينيها الذي يشبه السماء الصافية ... أرتدت حذائها المرتفع الجلدي ذو نصف رقبة وبه سحابان ذهبيان من الجوانب وبرفقته حقيبة جلدية صغيرة بها حمالة معدنية ترتديها بشكل عكسي ...
رن هاتفها لتجيب :
أنا جهزت خلاص ... متنسيش إياكي تيجي من أدام الفيلا تعالي من الباب الخلفي ده معلهوش سكيورتي .... يلا يا قمر مستنياكي
خرجت من الغرفة تتسحب بهدوء ... وما إن خطت أول درجة فشهقت بفزع وهي تضع كفها ع فمها حتي لايسمع صياحها أحد ...
_ أي ده رايحه فين الوقت ده ؟؟؟ .... قالتها خديجة
أشارت إليها ملك بلصمت وقالت :هوس تعالي أوضتي وأنا أفهمك
ولجت كلتهما إلي داخل غرفتها ...
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت:
ها سمعاكي ؟؟
أجابت عليها ملك بتوتر :بصي أنتي طبعا عارفه إن بابا مانعني من الخروج عشان الزفت السكيورتي الي راح فتن له ع الي حصل وأنا راجعه من النادي ... ودلوقت رودي عامله حفله بمناسبة إن خلصنا إمتحانات نص السنه وبصراحة مقدرتش أقولها لاء شكلي هيبقي وحش
رمقتها خديجة بعدم إقتناع وقالت :
بس الي بتعمليه كده غلط ولو حد عرف إنك خارجه من وراهم هيحصل مشكله كبيرة يعني تخيلي لو قابلتي آدم ع السلم مش أنا كنتي هتقوليلو أي !!
نظرت إلي أسفل بخوف وقالت :ده كام زمانه حابسني ف أوضتي وقفل عليا بالمفتاح غير التهزيئ الي كان هيدهولي
خديجة :
طيب أديكي عارفه وليه تجيبي لنفسك المشاكل
أقتربت منها ملك برجاء:
بليز يا ديجا سبيني أخرج رودي زمانها مستنياني .. وأوعدك لو حد عرف إن خرجت مش هقول إنك عارفه
أومأت لها خديجه بالنفي وقالت :
لاء بالله عليكي يا ملك بلاش أنا قلبي مش مرتاح أصلا .
أخذت ملك تقبل وجنتها بطفوليه ترجوها :
بليز ... بليززز ... يارب يرزقك إنتي ودومي بنونو عسل زيكو كده يارب
إبتسمت خديجة وقالت :
خلاص الروج بتاعك كله بقي ف خدودي
ضحكت ملك وهي تقرص وجنتيها :
لاء متقلقيش ده Water Proof (ضد الماء ) مبيطلعش
تنهدت خديجه بسأم :
ربنا يهديكي يا ملك ... أمري لله روحي وأدامك ساعتين زمن بالكتير وأنا كده كده سهرانه مش هنام هاتبعك بالفون ... وعد ؟
إبتسمت ملك بسعادة وعانقتها بفرح :
وعد يا أجمل ديجا ... يلا باي بقي عشان زمان رودي هتولع فيا
_ وصلت ملك لدي البوابة الخلفية التي يسودها الظلام ولايوجد عليها أي حراسه ... وجدت صديقتها ف إنتظارها ... ولجت إلي السيارة وقالت :
يلا أطلعي بسرعه قبل ماحد يشوفني
أنطلقت رودي قائلة :
أنتي عرفتي تهربي إزاي !
نظرت إلي الأمام وقالت :
يوسف كالعاده مطبق ف المستشفي ويونس وياسين كل واحد واخد مراته ف شقه بره ... وبابي ومامي راحو يزورو خالو عشان تعبان وكلموني من بدري وقالو إنهم هيباتو هناك ويرجعو الصبح وآدم شكله نايم من بدري .. مفيش غير ديجا وشافتني
_ أوبس وعملتي أي ؟؟؟ ... صاحت بها رودي بقلق
ملك بنبرة ثقة :
عيب عليكي عرفت إثبتها
رودي : اه من جنانك وقولتلها إن إحنا رايحين النايت ؟؟
ملك بنفي : لاء طبعا أنتي عبيطه ...قولتلها إنك عامله بارتي وكده
رودي :
اه لو تعرفيني إنتي بتخططي لإيه
إبتسمت ملك وهي تنظر من النافذه وأجابت عليها :
هاتعرفي كل حاجه بعدين .. بس يظهر بس
*******'''''''''''*******''''''''*********
_ بداخل عيادة طبيبة النساء ...
_ مدام صبا ... أتفضلي يافندم دكتورة دعاء ف إنتظار حضراتكم ... قالتها المساعدة
نهضت صبا وبرفقتها قصي كان لايوجد سواهم بالعيادة حيثما أمر قصي
دخل كليهما ... أستقبلتهم الطبيبة بإبتسامة :
أهلا أهلا بحضرتك ياقصي بيه أنت ومدام صبا
رد كليهما إليها الترحاب بإبتسامة ...
الطبيبة وهي تنظر ف ملف المتابعه الخاص بصبا :
ماشاء الله الشهور عدت بسرعه دلوقت حضرتك بدأتي التامن من عشر أيام ... تعالي نطلع ع الميزان الأول نطمن ع الوزن وبعد كده تطلعي ع السرير عشان نطمن ع البيبي
وقفت ع الميزان الرقمي ليقف عند رقم 77 كيلو جرام فقالت الطبيبة :
تمام جدا ... يلا أطلعي ع السرير ولما تجهزي قوليلي
كان يجلس متابعا ما يحدث وع الرغم من ملامحه التي لاتدل ع أي تعبير يذكر لكن بداخله قلبه سعيدا بالإطمئنان ع زوجته وع ولي عهده ...
_ أنا جاهزة ... قالتها صبا بعدما تمددت ع سرير الفحص ودثرت نصف جسدها وقامت بتعرية خصرها إلي أعلي بقليل ...
جلست الطبيبة أمام الشاشة الصغيرة وقامت بدهن مادة جلاتينيه تساعد جهاز الإشعة لتضع الجهاز وتحركه يمينا ويسارا قائلة :
تعالي يا قصي بيه ... مش عايز تشوف إبنك وهو بيتحرك
نهض وقلبه يخفق من كلماتها ... أشارت إلي شاشة أخري كبيرة معلقة ع الحائط مقابل صبا يتضح فيها رؤية الجنين ف الرحم وتوجد تقارير ع الجانب تبين حجم ووزن الجنين وعمره وحجم الكيس المحيط به وكمية المياه أيضا وأشياء أخري ... كانت تخبرهم بكل هذا والإبتسامه والفرحه لاتفارق محياهم
.. أمسكت صبا يده وقالت بفرحة :
إلحق ده حاطط رجل ع رجل ... طبعا هيجيبو من بره
ضحك قصي وقال :
أصدك أي يعني
صبا : أصدي تينك ( متكبر) زي باباه
ضحكت الطبيبة وقالت :
ربنا يقومك بالسلامه أنتي والنونو وتفرحو بيه
أجابها كليهما بصوت واحد :
يااارب
نظر قصي إلي صبا بتوعد مازحا :
أنا تينك !! لما نروح بس
قهقهت بدلال وقالت :
الله .. هو أنا قولت حاجه غلط يعني
قصي :
طيب يلا أومي يا أم رسلان
صبا :
نعم !!! رسلان مين أنا هاسميه مالك
قصي : نبقي نشوف الموضوع ده بعدين
نهضت لتعدل من ثيابها ... وجلست أمام المكتب
قالت الطبيبة وهي تدون ف ورقة أمامها : طبعا زي ما أحنا ماشيين ع الكالسيوم والحديد وحقن الفيتامينات ... هاكتبلك ع نظام غذائي تمشي عليه عشان صحتك وصحة البيبي ... وبإذن الله أشوفك بعد أسبوعين
أخذت صبا الورقة وألقت السلام وغادرت العيادة ...
وبداخل السيارة ....
أنشغل بهاتفه متابعا بعض الأعمال لتقوم بمناداته بدلال :
قيصووو
أنتبه إليها وقال :
مش قولنا الدلع ده يبقي بيني وبينك بس مش أدام حد ... وأشار بعينيه نحو السائق
حاوطت عنقه بزراعيها وقالت :
أنا كنت عايزه أقولك إن أنا نفسي أركب مركب ف النيل وأكل درة مشوي وترمس وأشرب حمص الشام
رفع حاجبه بإندهاش من ماتفوهت به ... وضعت رأسها ع صدره وقالت :
بليز وحياتي عندك ... أنا نفسي ف الفسحه دي من زمان
تنهد وقال : خلاص هنتفسح باليخت بتاعك ونجيب عليه كل الي عيزاه ده
هزت رأسها يمينا ويسارا :
توء توء ... عايزه مركب ومن أم شراع وأنت تقدف وأنا هاغنيلك ... بليز عشان خاطري .
*****~~~~~********~~~~~~~~**********
_ وصلت كلتيهما إلي الملهي الليلي وقبل أن تولج إلي الداخل أحست بمراقبة أحدهم ... تصنعت النظر إلي مظهرها ف المرآه الصغيره التي أخرجتها من حقيبتها لتري ظل إحدهم بداخل سيارة تقف ع مقربه من الملهي ... إبتسمت بمكر وأكملت سيرها إلي الداخل ...
المكان يعج بالفتيان والفتيات والموسيقي الصاخبه ...
ذهبت مباشرة إلي البار الخاص بالمشروبات الكحولية والخمر .. . ركضت خلفها رودي وقالت :
بتعملي أي يامجنونه أنتي ناويه تشربي
ملك :
رودي أنا متفقه معاكي متسألنيش بعمل أي ... متخافيش مش هشرب كتير هما كاسين مش أكتر
أتسعت عينيها بذهول وقالت :
وربنا مجنونه وهتودينا ف ستين داهيه
أخذت تحتسي الخمر كأس تلو الأخر وبدأت تثمل ولاتعي لتلك العيون الرماديه التي يتطاير منها الغضب كالشرر تراقبها عن كثب ... ذهبت إلي ساحة الرقص وبدأت تتمايل ع الموسيقي ليشاركها إحدي الشباب الذي عرفها بنفسه وهي لا تمانع بل كانت تنوي ذلك منذ البداية ...
وبعد إنتهاء وصلة الرقص التي جعلت صاحب العيون الرمادية ودد لو يجذبها من خصلاتها ويلقنها درسا لاتنساه ... خرجت بصحبة الشاب إلي الخارج ليتبعها ع الفور وذهبت رودي لتلحق بها قبل أن تقع حالها ف مشكلة كبيرة إذا حدث لها مكروه ...
ولدي سيارة الشاب قبل أن تدخل إلي السيارة منعتها قبضته القوية وصوته الذي ع قدر ما أرعبها ع قدر ما دب ف قلبها السعاده ...
_ ع فين يا ملك ؟؟؟؟ .. صاح بها مصعب
ألتفت له بنظرات ثملة ومليئة بالسعاده ف آن واحد
صاح الشاب : أنت واخدها ورايح بيها فين ؟؟
حدق به بنظرة أرعبته وقال : خطوة كمان وهخليك تندم ع اليوم الي شوفتها فيه
تقهقهر الشاب إلي سيارته وذهب خوفا من هيئة هذا الكائن الضخم ... مظهره تغير لقد أصبح مظهره ذو هيبة أكثر وأزداد ضخامة حيث عضلاته ومنكبيه العريضان ... نما لديه لحية خفيفه متصلة بشارب خفيف مما أعطاه مظهر يهابه كل من يراه.. أخذها بداخل سيارته
ظل يحدق ف عينيها بنظرات حاده :
أي الي بتعمليه ف نفسك ده... نايت وخمره ورقص مع شاب غريب وف الأخر خارجه معاه ... كنتي ناوية تكملي معاه السهره ف بيته ؟؟!!
لم تجيب عليه وظلت صامته .... أشتد حنقه فصاح بها :
ردي عليا ... كنتي رايحه معاه ؟؟
تفوهت بعكس الحقيقة حتي تجعله يحترق بداخله كما كانت تحترق ف بعده ...
أجابت بقوة وتحدي :
اها كنت رايحه معاه ... وده يهمك ف حاجه
عم الصمت ليصدح صوت دوي صفعة قوية ع وجنتها مما جعل رأسها أرتطمت ف النافذة ... نظر إليها بذعر وخوف يتفحصها ... نظرت إليه وهي تضع يدها ع وجنتها آثر صفعته ...
_ بتضربني !! القلم ده المفروض تديه لنفسك ... أيوه أنا كل حاجه عملاها النهارده بقصد عارف ليه ؟؟ ... عشان أشوفك زي ما أنت أدامي دلوقت ... عشان تعبت من كتر البعد وكنت خلاص قربت أيأس وإنسي رجوعك ووعدك ليا ... صاحت بها وهي تبكي بقوة وقهر وألم
ليلاحظ إنسدال خط دماء من رأسها ع جبهتها أثر إرتطامها ف النافذة
_ ملك راسك بتنزف ... قالها وهو يمسك بمحرمته ويضعها ع رأسها مكان الجرح ... أزاحت يده بكل قوة وقالت :
أوعي إيدك ... خايف عليا من جرح ف راسي !!! أومال قلبي هان عليك إزاي !!
كانت تتحدث بكل قوة ولكن يداهمها شعور غريب شعرت وكأن الدنيا تظلم من حولها ... ظلت تصرخ فيه :
أأ أنا بكره....
لم تكمل لتفقد الوعي ... صرخ مصعب بخوف :
ملك
حاوطها بزراعه ليرجع المقعد إلي الخلف ليجعلها تتمدد وحاول إيقاظها بنثر عطر كان لديه ف السيارة لكن لافائدة ... قرر أن يأخذها ع منزله الذي يقيم فيه حاليا وأتصل بالطبيب ليأتي ع هناك .
*******~~~********~~~~~~******
_ أذعن لرغباتها وهو يبتسم من طريقتها الطفوليه ... لكن هي أرادت أن تعيش معه تلك اللحظات لعل هذا يجعله يعود إليها كما كان سابقا ويذيب الحائل الجليدي الذي بينهما منذ مدة ...
وف وسط مياه النيل ع الرغم من الليل وظلامه الحالك لكنه كان يجدف بها ف بقعة منيرة من أضواء المطاعم العائمة ... كما جلب لها كل ما أشتهته ف المركب وكانت تتناول كل من الذرة المشويه ويليها الترمس ويليه إحتست كوب حمص الشام بسعاده ... كانت معه كالطفلة بكل مشاعرها المرهفة والمليئة بالمرح والفكاهه ... كان يلقي عليها بعض النكات المضحكه والمواقف الكوميديه التي كانت تحدث له ... وهي تستقبلها بضحكات نابعة من قلبها الذي لا يعرف سوي عشق الملك فقط .
وبعد قضاء ليلة رائعة عادا إلي القصر ... لتغفو ف السيارة ... ترجل منها وهو يحملها ع زراعيه واضعا سترته عليها حيث كان الطقس شديد البرودة ... صعد بها إلي أعلي تحت نظرات زينات التي تدعو لهما بالخير والمحبة وأن يحفظهم المولي من كل شر ....
وضعها برفق فوق التخت لتتحرك ع جانبها وإبتسامتها لاتفارقها ... خلع حذائها من قدميها ثم دثرها بالغطاء الشتوي ... دنا منها ليقبل جبهتها ليجدها تتوسد صدره وتعانقه وبصوت ناعس قالت :
خليك جمبي عايزة أنام جوه حضنك
ضمها بعشق وحنان وقال لها بصوت عذب :
أنا جمبك ... نامي ياصبا القلب والروح
وبعد مرور دقائق أحس بأنفاسها الهادئة لقد غفت ف نوم عميق ... نهض من معانقتها بهدوء ... وذهب إلي المرحاض ليستحم ويبدل ثيابه ببنطال قطني وترك جذعه عاريا كما يفضل النوم هكذا حتي لو كان الطقس يمطر جليدا ... فيكفي أن يأخذ صباهه بين زراعيه ويستمد منها الدفء ...
وقبل أن يداهمه النوم أنتبه لدقات ع الباب
مين ... قالها قصي
_ أنا زينات يابيه
قصي : ف حاجه يا زينات ؟؟
زينات : آسفه ع الإزعاج بس الي بعتني ليكو مراد السكيورتي بيقول لحضرتك عايزك تحت ف أمر مهم جدا
نهض وقال :
قوليلو نازلو دلوقت
ذهب إلي غرفة الثياب ليتناول معطف شتوي من المخمل الأسود (روب رجالي ) ... وعقد حزامه ... ليغادر الغرفه متجها إلي أسفل ... ليجد مراد الحارس المؤقت بدل من كنان ف إنتظاره قال :
آسف يا باشا إن صحيتك من النوم بس الأمر مكنش ينفع يتأجل للصبح
زفر قصي بضيق وقلق :
إنجز قول حصل أي ؟
مراد : تعالي معايا حضرتك وشوف بنفسك
ذهب معه إلي غرفة ف الحديقة خلف القصر وهو يفتح الباب قال :
لاقينها كانت بتلف بعربية جيب حوالين القصر ولما شكينا فيها وقفناها وخدناها ع هنا قعدت تبرطم بللغة غريبة كده محدش فهمهما من الرجالة ... والكلمة الوحيدة الي قدرنا نجمعها إسم حضرتك
ولج إلي الداخل بملامحه المتجهمه ... وحين رأها إتسعت عينيه بتعجب وذهول قائلا :
سيلينا !!!!