رواية وجفت ورودها الحمراء الفصل الخامس بقلم وسام اسامه
كتبت في دفترها وهي تسترجع ماضيها مع غريب
حينما كبرت بين يداه..تفتحت ورودها بين يديه
بدأت مرحلة المراهقة في حُبه
حينما أدركت أنها صارت تحب غريب كافتاة راشدة..لا كاطفلة أخبروها بزواجها من إبن عمها بالمستقبل.
المرحلة الثالثة
- الشتلات
كانت اتمت عامها السادس عشر..وبدأت مرحلة جديدة في حياتها مرحلة كونها فتاة راشدة..وليست طفلة جدائل وشرائط..باتت ترى الإنبهار في عين عائلتها عندما تجمعهم اي مناسبة..خاصة وأن غريب لا يسمح لها بالظهور الكثير في المناسبات
صار الخُطاب يأتون لها ولكن يصدهم والدها بأنها لإبن عمها..ورغم وحدتها المؤلمة دون خروج او إختلاط بالعالم الخارجي..ومنعها من تكمله الدراسة بعد الصف الثالث الإعدادي وحزنها على ذاك القرار الظالم الذي صدر من والدها وغريب إلا أن شيئان فقط خففا عليها وحدتها
القرائة وحبها لغريب
كانت تجلس في حديقة منزلهم الداخلية تقرأ في أحد الكتب الإنجليزية المترجمة والتي تتحدث عن الطبقية والعنصرية في العصر القديم
كان غريب يقف خلفها ويقول بصرامة..
-لماذا تجلسين بالحديقة بهذا الشكل
فُزعت لتقف سريعًا وتقول...
-غ..غريب افزعتني..انا ودت أن اقرأ في الهواء
نظر لها غريب نظرة تقيمية وهو يرى خصلاتها المتخفية تحت حجابها..ليعبس قائلا...
-ألم اخبركِ إن خرجتِ للشرفة او للحديقة ترتدين حجابك وملابس فضفاضة كي لا يراكِ أحدًا بالخطأ !
ارتبكت لتقول..
-ولكن لا أحد سيراني..سور المنزل طويل وايضا لا مباني عالية حولنا سوى تلك التي تُبنى حديثًا
-جاوبتِ على نفسك دون أن أقول شيئ
البُرج الذي يُبنى يعج بالعمال...حينما أقول لكِ شيئا تسمعين الحديث دون مراجعتي..مفهوم
اطرقت رأسها لتقول..
-مفهوم ياغريب
نظر للكتاب الذي بيدها ليقول بهدوء..
-ماذا تقرأين !
حركت الكتاب بين يداها بإرتباك لتقول..
-هذا الكتاب يتحدث عن التفرقة العنصرية في العصر القديم
همهم ليقول..
-ادخلي للدار وسآتي خلفكِ حينما أحادث عمي
ثم لتشرحي لي ماتلك التفرقة العنصرية
همهمت بطاعة وداخلها يقفز من السعادة أن غريب سيجلس معها ويحاورها..ركضت الى غرفتها لتضبط حجابها وتضع الكحل..والكحل فقط لأن هذا الوحيد المسموح لها بوضعه
ثم خرجت لتراه في المجلس ولكن المجلس خالي ..لا يوجد به غريب أو أباها..مرت دقيقة إثنتين ثلاث
تلتها ساعة كاملة ولم يأتِ غريب !
خرجت واتجهت للمطبخ حيثُ والدتها لتقول..
-امي أين غريب وأبي
اجابتها حكيمة وهي مشغولة في إعداد الطعام...
-خرجوا لتفقد المحاجر تقريبًا
هبط كتفيها بخيبة لتقول..
-وهل سيرجع ابي مع غريب مره أخرى !
-لا اعلم اباكِ لم يخبرني شيئًا..حادثيه واسألي
همهمت بإيجاب وخرجت من المطبخ تستخدم هاتف والدتها لتتصل منه على أباها الذي أجاب بخشونة...
-السلام عليكم
أجابت سندس سريعًا...
-وعليكم السلام ياأبي
-مالأمر ياسندس
تلجلجت سندس لتقول بعد لحظات...
-امم..أمي تعد الغداء..هل غريب سيأتي معك
اقصد أن امي تريد ان تعلم كي تضع له طعامًا ايضا
-لا لن يأتي وانا ايضًا لن آتي على الغداء
السلام عليكم
ثم أغلق الهاتف في وجهها لتضع الهاتف وتلتف بخيبة لتجد والدتها تطالعها بضيق وتقول...
-ألم اخبركِ أن لا تكذبي ولو كذبة صغيرة !
اطرقت رأسها بأسف لتقول بخفوت...
-انا اسفة أمي..ولكني أردت العلم غريب سيأتي أم لا
اخبرني منذ قليل أنه سيجلس معي
عقدت حكيمة حاجبيها بحدة لتقول..
-لا تشغلي عقلك بغريب وهيا لتساعديني في تحضير الطعام...قال يجلس معك قال..فتاة عديمة الحياء والعقل
تبعتها سندس والدموع في عيناها بسبب خذلان غريب لها
فعل كاالكبار حينم يودون التخلص من طفلٍ صغير
يخبروه أن اذهب وارتدي ملابس انيقة
ويحنما يذهب الطفل لغرفته بحماس..يسمع صوت إغلاق الباب الذي أعلن عن ذهابهم..ليصرخ الطفل بخذلان
هذا حالها تماما الآن"
شهقت سندس وهي تستفيق من شرودها في تلك الذكرى السيئة..ويتوقف قلمها عن الكتابة..ماذا تكتب !
تلك ليست مرحلة من مراحل حبها لغريب..بل أكثر مرحلة كان غريب يجافيها بها..وخاصة بعدما قال اباها أن غريب لن يراها ثانية إلا اذا خطبها ثم عقد قرانه عليها
اعتدلت سريعًا وهي تنظر في الدفتر..وهي تقول في نفسها...
-لا ..تلك الذكرى لا يجب وجودها في تلك المرحلة
يجب أن تكون ذكرى جميلة تحمل الحب..تذكري ياسندس لحظاتك السعيدة معه وتدوينها بدلاً من تلك المُرة.
***
كان ينظر لما يدور حوله بجمود..يده في يد رضوان وأعلىَ يداهم منديل أبيض..وشيخ يردد كلمات مُباركة وهو يقول..
-بارك الله للعروسين وبارك عليهما..وجمع بينهما في خير
هلل رضوان بسعادة وهو يشكر الشيخ..ووقف ليصافح الرجال الجالسين معهم ويلتقي المباركات "والنقوط"
منهم..بينما غريب ينظر لأباه وعمه عادل والد سندس
والدة ينظر له بغضب مكتوم..وعادل يرمقه بنظرة جامدة تدل على غضب وخيبة وضيق على ما سيحصل لإبنته عندما تعلم أن زوجها تزوج عليها قبل زفافهم بيومٍ واحد !
مسح غريب وجهه وهو لا يستوعب ماحدث للتو
لا يعلم كيف جاء الى هنا كي يمنع زيجة بالغصب..ليجد نفسه يتزوج العروس الهاربة !
وقف واتجه لوالده وعمه وقال..
-ابي كل شيئ حدث أمامك انت وعمي..لا ادري كيف وصل الأمر لهنا..ولكن..
قاطعه عادل بهدوء...
-لا يهم..زواجك سيتم على ابنتي أم ستتركها
توسعت عيون غريب وهو يتذكر سندس
عروسة وخطيبته منذ صغرها..ليقول..
-لا ياعمي لن اتركها بالطبع..سيتم زواجنا كما كان مخطط له
أشاح راجي وجهه بضيق عن إبنه ليقول..
-هل سندس ستعلم بزواجك أم لا
تنهد غريب ليقول بهدوء...
-شرعًا لابد أن تعرف..ولكن لن اخبرها الآن
بعد زواجنا سأخبرها وابدء العدل بينهن
امتقع وجه عادل..ليقول..
-سأغادر ياراجي..أود أن ارتاح قليلا
ثم نظر لغريب وقال بحدة...
-مبارك ياعريس الإثنتين
ثم غادر سريعًا..بينما راجي ينظر لغريب بغضب..
-لتنقذ فتاة من الموت..كسرت قلب فتاة أخرى
سندس إن علمت لن يمر ماحدث على خير
مسح وجهه بتشتت ليقول..
-سأتصرف ياابي سأعوضها لا تقلق
قطع حديثهم وقوف رضوان أمامهم وهو يقول بإبتسامة سمجة...
-والله تشرفنا أن نناسب عائلة كبيرة مثلكم
مبارك ياشيخ راجي..مبارك ياعريس
تحدث راجي بخشونة...
-مبارك يارضوان..
إقترب رضوان من اذن غريب ليقول..
-خذ زوجتك الى بيتك..لا نريد زفاف خذها يابني واهنئ بعروسك..لقد اخبرتها أن تحضر ملابسها وتأتي معك
توسعت عيناه بصدمة ليقول..
-تأتي الي اين بالضبط !
انكمش وجه رضوان وعلا صوته ليقول..
-هل تنوي أن تطلق ابنتي وتضعها عندي والناس يتحدثون عن عرضي...والله ادخل اقتلها واتخلص منها نهائيًا
اغمض غريب عيناه بقوة وجز على أسنانه وهو يحاول تمالك غضبه تجاه ذاك الرجل..ليقول راجي..
-ياحج رضوان..هو لن يطلق إبنتك او يتركها لك
كل مافي الأمر انه كما تعلم زواجه بعد غد..من إبنة عمه
ولا يجوز أن يدلف بضرة لها قبل زفافهم حتى
صمت رضوان لثوان قبل أن يقول..
-معك حق ياشيخ راجي..بعد زفافه يأتي ويأخذ عروسة
لا مشكله
-جيد..سنذهب الآن..السلام عليكم
هتف رضوان سريعًا..
-والعشاء ألن نأكل خبز وملح سويًا
ربت راجي على كتفه وقال..
-لا داعي ياحاج..نأكل الخبز والملح وفي وقتًا أخر
السلام عليكم
-رد رضوان بنبرة رائقة...
-وعليكم السلام ياشيخ..وعليكم السلام
خرج راجي وغريب من دارهم ليقول غريب...
-ابي لا تخبر امي الآن..ستحزن
ضحك راجي ساخرًا وقال..
-تُفكر في حزن والدتك..جيد، ولكن ألم تفكر في تلك المسكينة التي تزوجتها
تنهد غريب ليقول بهدوء..
-سأشتري بيت لنسمة وستجلس به معززة مكرمة
لن اقصر معها رغم ان زواجي منها كان خطأ
وقف راجي ونظر له بجمود ليقول..
-كنت أقصد سندس ياغريب
أشاح غريب وجهه عنه وقلبه يؤلمه كلما سمع اسم سندس
يعلم انه ظلمها بذاك الزواج..ولكن مابيده ليفعله !
تركه والده وغادر..بينما هو صعد لسيارته..وشرد وهو يسند جبينه على عجلة القيادة..كان يسترجع كيف وقع في تلك الكارثة
إقترب غريب من دار رضوان الفاتح..وخلفه تسير نسمة بخوف..لتقول بصوت مرتعش..
-ولكن أبي لن يصمت ياشيخ غريب..اخاف أن يقتلني
نظر لها بطرف عينه ليقول...
-لا تخافي.. فقط اصمتي ولا تقولي أي شيئ
وسيكون كل شيئ على ما يرام
همست برجاء...
-يارب ياشيخ ياارب
طرق على باب دارهم..لتفتح فتاة صغيرة وتصرخ بسرور...
-امي ابي رجعت نسمة..رجعت نسمة ومعها رجل
جائت الأم على صوت ابنتها الصغيرة وكذالك الأب الذي خرج بوجهٍ غاضب وهو يحاول جذب نسمة من ملابسها
ليقول غريب سريعًا وهو يخفي نسمة خلف ظهره
-انتظر ياحاج رضوان..لابد أن نتحدث أولاً
امعن رضوان النظر فيه ليقول..
-غريب إبن الشيخ راجي..ماالذي تفعله هنا
وماعلاقتك بإبنتي
صمت غريب وهو يبحث عن إجابة..لتتوسع عين رضوان وهو يصرخ...
-الفاااجرة..هربتِ من عريسك لإجل غريب راجي
سأقتلكِ يافاجرة سأقتلكِ
صرخت نسمة بفزع باكية حينما استطاع امساكها
ليقول غريب وهو يحاول إبعاده عنها
ووالدتها تصرخ وتولول..وكذالك الفتاة الصغيرة
تجمع الناس حول الدار ليصرخ غريب بحدة..
-رضوااان..كف عن التسرع واسمعني..بهذا الشكل ستفضح نفسك وابنتك..توقف حالا
استطاع الناس إنقاذ نسمة من يد والدها..ليدخل غريب ووالدها للدار..ويحضر بعض الرجال من قبيلة الخيرانية
ليقول غريب بعدما جلس..
-انا لا اعرف ابنتك سوى منذ ساعة او اكثر
لم يسبق لي أن رأيتها أو حتى سمعت عنها
ابنتك جائتني تتوسل أن احادثك بشأن زوجها من إلن عمها شاكر..وزواج الغصب لا يجوز ياحاج
انتفخت اوداج رضوان ليقول بغلظة...
-وما شأنك انت إن كان بالغصب أو بالإتفاق
تحدث غريب بثقة وهدوء...
-شأني أنني من أكبر قبيلة في المدينة..وابي هو حاكم البلدة..لذا لي كل الشأن..لذالك أود التفاهم معك بالحسنى
بدلاً من التفاهم بالقوة
انتفض رضوان ليقول بغضب...
-اتهددني في داري !
-انا لا اهددك بل أود أن أصل مع لنقطة ما تكون لصالحك وصالح ابنتك
صمت رضوان لثوان قبل أن يقول...
-شاكر دفع مهرها ومؤخرها لا يجوز التراجع ..وايضا هروبها يضع الشبهات حولنا..وكللتنا بالعار
لذا أنت محق لا يجوز ان ازوجها لشاكر
ارتاح غريب لثوان قبل أن يقف رضون ويتجه لغرفة ابنته وجذبها..ويخرج من جلبابة سكين حادة..امسك رقبتها من الخلف ووضع السكين على رقبتها...لينتفض الحضور بفزع..وكذالك غريب الذي هتف...
-ماهذا الجنون يارجل
صرخ رضوان بغضب..
-ليس جنون..بل غسل عاري
إما أن تتزوج شاكر..ويثبت برائة شرفها أمام الجميع
او تتزوجها أنت ولا تجعلني أراها مره اخرى
كانت نسمة ترتجف وتبكي بقوة بين يدي والدها..ليقول غريب بغضب...
-كيف تشكك في شرف ابنتك..عيب عليك يارجل
-انا قلت ماعندي..ولها ولك الخيار
ثم نظر للفتاة الصغيرة التي تبكي هي الأخرى...
-اذهبي واخبري شاكر يحضر ومعه الشيخ..هيا سريعًا
صرخت نسمة بفزع وإنهيار...
-لا ياأبي ارجوك..لااا
هتف غريب سريعًا...
-اتركها سأتزوحها أنا اتركها
-هل تستهزئ بي ياأبن الأكابر..تقول لإتركها ثم تتراجع
والله اقتلها قبل أن تجعلني اضحوكه بين الناس
تحكم غريب بإعصابه ليقول..
-انا لا أرجع في كلمة اعطيها ..اتركها
نظر له رضوان بقوة قبل أن يتركها ويدفعها بقوة...
-ستدفع مهر ومؤخر ..وثمن الرضاعة..وتجلب لها مجوهراتها..ستفعل ماكان سيفعله شاكر..وتتصل بوالدك وعمك الآن
ووبالفعل اتصل بوالده ويعمه ليجلبوا المال معهم وكذالك الشيخ..حضروا في غضون دقائق ورأو جنون رضوان وكلمته الذي رددها أكثر من مره
"إن تراجعت عن زوجها سأقتلها وأسير في البلدة وأقول انك اغويت ابنتي وتخليت عنها بعدما قلت انك ستتزوجها"
ليوافقوا صاغرين لعلمهم بجنون رضوان وقبح أخلاقه هو وباقي قبيلته..وتم عقد القران..وانتهى الأمر
استفاق من شرودة ليتنهد ثم يتحرك بالسيارة متجهًا الي منزله...وفي الوقت نفسه كان رضوان جالس مع زوحته وابنته الصغيرة وهو يقول بخبث...
-من الآن الي الغد أود أن ينتشر في البلدة أن غريب راجي إبن القبيلة عدنان تزوج ابنة قبيلة الخيرانية..قبل زواجة بيومٍ واحد..لإن زوجته غير صالحة للزواج أو معيوبة...اود أن ينتشر هذا الكلام كالنار في الهشيم
همهمت زوجته بإيجاب وبدأت بالإتصال بكل معارفهم..وكذالك الصغيرة التي ركضت للخارج لتعلم كل من تراه عينها....بينما نسمة جالسة في غرفتها تداوي جرح رقبتها الذي احدثه والدها حينما وضع السكين على رقبتها
وإبتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها...ونظرة منتصرة تلمع بعيناها..صارت زوجة غريب الراجي وانتصرت اخيرًا
***
صرخت حكيمة بألم...
-يامصيبتي..تزوج عليها..تزوج عليها و" حنتها " في الصباح
تزوج عليها إبن اخاك ياعادل
زجرها عادل بعنف...
-اصمتي ياإمرأة أو اخفضي صوتك..احادثك منذ الصباح وأقول اخفضي صوتك
سالت دموع حكيمة لتقول بغضب مختنق..
-تخبرني أن زوج ابنتي والذي ستزف لمنزله بعد غد قد تزوج اخرى اليوم..وتود أن أخفض صوتي
هل تسمع نفسك ياعادل
أشاح عادل وجهه وقال...
-تزوجها لظرفٍ طارئ..لم يكن بالحسبان
-وهل سيطلقها فيما بعد..ام سيطلق ابنتي
-لن يطلق ايًا منهن..ابنتك ستأخذ كامل حقوقها بكونها الزوجة الأولى والأقرب..لن يُقصر تجاهها
كانت حكيمة لا تستوعب البساطة الشديدة التي يتحدث بها عادل..كيف يتقبل أن تكون لإبنته ضرة من قبل حتى ان تدخل دار إبن اخيه..كيف !
استفاقت على طرقات على الباب..ليقول عادل..
-امسحي دموعك سريعًا
ثم قال...
-ادخلي ياسندس
دلفت سندس وعلى وجهها إمارات القلق لتنظر لوالدها وتقول...
-اسفة ابي ولكني سمعت صوت صراخ امي فقلقت
هل حدث شيئ
ثم نظرت لوالدتها واقتربت منها لتقول...
-امي لِمَ تبكين !
هل حدث شيئ..مالأمر باأبي
اشاح عادل وجهه عنها وغصة غريبة تحتكم على حلقه
كيف سيخبرها أن زوجها قد تزوج اخرى منذ ساعات
هل ستتحمل ماحدث أم ستبكي وتمرض
تنهد وهو يُدرك أن سندس ضعيفة للغاية كونها فتاة وحيدة بلا اشقاء..وصعيفة بحكم تربيته القاسية لها
سمع زوجته تقول بصوت متحشرج..
-لا تقلقي ياصغيرتي..انا فقط حزينة انكِ ستتركي دارك
لا اتحمل إبتعادك عني ياسُندس فؤادي
لانت ملامح سندس وهي ترتمي بين يداها وتقول باسمة..
-لا تحزني ياأماه..سأخبر غريب أن آتي اليكم كل اسبوع
سأكون جواركم دائما
همهمت حكيمة وهي تخبئ وجهها بحسرته في خصلات صغيرتها ليقول عادل بخشونة...
-اذهبي للنوم ياسندس..كي تستيقظي صباحًا وتبدأين مراسم الحناء..مُبارك ياابنتي
وقفت لتقول بأدب..
- حاضر ياأبي..تصبحون على خير
خرجت من الغرفة وتركت حكيمة وعادل..لتعاود حكيمة البكاء بخفوت ليتأفأف عادل بضجر وهروب من شعور الحزن الذي انتقل له ليقول...
-كفاكِ نكد ياإمرأة بتُ لا أطيق الجلوس معكِ
سأترك لكي الدار قبل أن تغرقيه بدموعك ولولتك
ثم خرج من غرفتهم سريعًا بيننا حكيمة اكملت بكائها وهي تردد بألم...
-ياحسرة فؤادك ياابنتي..ياوجع كرامتك بين الناس
ياكسرة خاطرك ياسندس..آاااه على المك ياابنتي
بينما سندس نائمة على فراشها باسمة..وهي ترتب في عقلها ماالذي ستفعله مع غريب بعد الزواج
همست بنعومة وهي تحادث نفسها
-سأستيقظ قبله كي أحضر له الفطور..والقهوة على الحطب كما يعشقها..وايضًا سأعد له عصائر طازجة
اممم وايضًا في الغداء سأصنع له كل الطعام الذي يحبه
وسأجلس وأحادثه عن أحلام طفولتي وشبابي معه
سأخبره أنني اتمنى أن اجلس في مركب معه في عرض النيل...واتمنى أن تصبح لي حديقة كبيرة مليئة بالورود
وفي كل صباح يُهديني وردة وبخبرني أنني أجمل من الورد..
ثم لمعت عيناها لتقول بخفوت وشجن...
-اتمنى أن يخبرني انه يُحبني..يقف أمامي ويُمسك يدي ويقول بصوته الأجش " احبكِ ياسندس"
لأقول له بكل مشاعري...
-وانا اعشقك ياغريب
تنهدت بحالمية وأغمضت عيناها لتنام..واحلامها كلها مليئة بغريب وامنياتها..ان يحبها ويهواها..أن تعيش معه حياة جميلة تشبه مشاعرها تجاهة