رواية أخباءت حبه الفصل الثامن والخمسون 58 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثامن والخمسون

تتسع أعين ذلك المجهول وهو 
يشاهد ساره تنظر له من
 أعلى وهي غاضبه ...
وقد علمت الآن من يكون ..
لقد عرفت من ذلك الشخص
الخفى الذي كان يلقي
 برسائله إليها ..
لينطلق فى فى فزع ويعدو
مبتعدًا في خوف ...
أما ساره فقد تراجعت 
خطوه للوراء ...
وأخذت تأخذ شهيق طويل 
وكأنها تلتطقت أنفاسها 
الضائعه ...
فقد كانت مفاجأه صادمه ...
أن تعرف من يكون ...
إنه شاب لم تكن تتخيله ..
 أو تتوقعه ...
لقد كان جارها الذي لم يبلغ 
من العمر عشرون عامًا ...
إنه مراهق صغير ....!
كيف فكره بها ...!
أو كيف أحبها  ...!
أو حتى كيف خطر بباله
 أن تكون له يومًا ...!
 من أين أتى بتلك الحماقه ..!
 وأخذت تنفي برأسها وهي
 تهمس في أعماقها : 
مستحيل أن يكون ذلك
المجنون الذى بحثت عنه 
ومن حير عقلها طيلة الفتره
السابقه ومن كان يتبع 
خطواتها ...
ومن يحبها ...
كان آخر شخص يمكنها أن 
تتوقعه ...
إنها لا تعلم حتى إسمه ...
وتجهل الكثير عنه  ...
ولكن في النهايه أدركت 
من يكون ....
أنه يقطن في الحي ...
 في أحد المنازل المجاوره 
والقريبه منها ...
هذا كل ما تعرفه عنه ..
 إنها تراه في بعض الاوقات ...
ولكن لم يخطر ببالها أن 
يحبها شاب صغير في مثل
عمره ....
أنها اكبر منه ...
يالها من كارثه جديده قد
 وقعت على رأسها ....
لقد كانت يتبعها كثيرًا  ...
ويبدو بأنه يعلم عنها الكثير ...
 ولكن يبقى السؤال الأخير 
داخل عقلها ماذا عليها الآن 
أن تفعل ...؟
 او تتخذ من خطوات جراء ذلك
 الموقف ...؟
هل تخبر أهله ...؟
هل تواجهه ..؟
أم تكتفي بالصمت ...؟
ربما ينساها بعد أن كشفت
 حقيقته ..؟
لقد زرع الشك كثيرًا في قلبها ..
 وظنت في أكثر من شخص قبل
أن تعرف ماهيته ...
منهم ابراهيم ...
 الذي كان يريد الزواج منها ...
وكريم الذي كان يحبها ...
حتى عبد الرحمن ذلك العملاق
 المخيف كل هؤلاء لم يكونوا 
 هم الشخص الغامض الذي كان
 يلقى بالرسائل لها ..
ولكن كان شيء ما داخل أعماقها يطلب منها أن تواجه هذا
 الفتى ...
وأن تتحدث معه ..
فهي تريد أن تعلم لماذا فعل
 ذلك ...؟
وكيف عرف عنها الكثير ...؟
وتلك المعلومات التي كان
 يلقي بها إليها من أين عثر 
عليها ...؟
كيف يمكنها أن تجده 
وتقابله ...؟
لن يكون ذلك صعبًا او عسير 
ستجد وسيله بطريقه ما 
 للتحدث معه ...
وسيكون ذلك في أقرب 
وقت ...
إنها تحتاج لذلك وبشده ...
وبسرعه ....

*******
(علي) ....
ذلك هو إسمه ...
يعمل دليفري في إحدى 
الشركات ...
لقد حصلت ساره اخيرًا 
 على بعض المعلومات الخاصه
 به ...
 ويبقى الشيء الأخير والأهم ...
أن تقابله ...
 لذلك إتخذت قرارها دون
 تردد وذهبت إلى محل عمله ...
وانتظرته حتى وجدته قادم ...
يرتدي الزى واللون الرسمى 
للعمل ...
 ويقود دراجة بخارية خاصه 
بالعمل ...
وهناك كان الذهول والرعب
 يرتسمان على وجه (علي)
 حين رؤية ساره أمامه 
وهى تعقد ساعديها أمام صدرها .. تنظر له في صمت وترقب ...
وقبل أن يحاول التحرك أو 
الفرار أشارت له بالتوقف ..
 وهي تقول بلهجه حازمه
وتهتف بإسمه : (علي) توقف ...
 كان الذعر يزداد على ملامح
الشاب وهو يقول في قلق 
ورهبه : ماذا تريدين ..؟!
أشارت له بيديها أريد التحدث
 معك ...
يرتبك وهو يقول في تعلثم 
: ليس بيننا أي حديث ...
ساره بلهجه حاده : بل هناك
 حديث كبير وكثير بيننا ...
وإن لم تقم بذلك سأقوم 
بتوبيخك أمام الجميع ...
 وفي مقر عملك ...
 وأمام أهلك وأسرتك ...
وأمام الناس جميعًا  ..
وأنت تعلم السبب ..
ابتلع (علي) ريقه في خوف
 وهو يقول : عن أي شيء
 تريد الحديث معي ..!
 انا لست أعرفك ...!
تنفي ساره برأسها :
بل تعلم جيدًا من أكون ...
وتعلم سبب زيارتي لك
 هنا في مقر عملك ...
علي في خوف شديد وواضح
تشعر به ساره ..
كان جسده يرتجف أمامها من
 شدة الإرتباك والتوتر ...
والخوف الواضح 
وهو يقول : ماذا تريدين مني ..!
تعود ساره الى الهدوء وهي
 تقول : لماذا فعلت ذلك ..!
 لماذا تتبعني ..؟
 لماذا تلقي بتلك الرسائل إلي ..!
 وأنت تعلم أن فارق العمر
 والسن بيننا كبير ...!
 ومن أين جئت بتلك
 المعلومات التي تلقي بها 
إلي ...!!
 ينفي علي برأسه أنا لا 
اعرف عن أي شيء
 تتحدثى ...!
 أنا لا أعرفك ...!
ولم القي لك بأي رسائل ..!
 هزت ساره رأسها حسنًا  ..
يمكنك أن تواجه أهلك  ...
وسأعطي لهم واحده من
 رسائلك التي تلقي بها إلي ...
وبالتأكيد سيعرفون خطك ..
 ليس هذا فقط ...
بل سأخبر أخواتي بفعلتك
 معي ...
وستكون المواجهه والحساب 
عسير ...
 وفضيحتك ليست بالهينه ....
لك ما تشاء ...
 سأغادر وتحمل نتيجه 
إختيارك ...
 وقبل أن تتحرك ساره أو تدور بجسدها كان يشير لها وهو
 يهتف في لهفه : توقفي ..
 توقفي ..
 تتوقف ساره وعلى شفتيها 
إبتسامه ضئيله خبيثه 
لنجاح أسلوبها 
الذى إنهار أمامه ذلك الشاب
 الصغير ..
لتهمس بهدوء :  يمكننا التفاهم
 الآن ....
علي بصوت متحشرج يقول 
: ولكن قبل أن أتحدث عليك
 أن تعلمي شيء واحد ...
تنظر لهم ساره في دهشه 
وهي تقول فى ترقب 
:  تكلم أنا اسمعك جيدًا ...
ساد الصمت لبرهة 
فعادت تعلو بصوتها :
 تكلم ...
ينتفض وهو يتراجع للوراء
 في خوف وهو يقول :
إنه ليس خطى ..
وتلك ليست رسائلى...
وأنا لست صاحبها ...
ومن يرسلها لك ...
تتسع أعين ساره في ذهول 
تام وحاد وهي تقول :
ماذا ...!
 لقد رايتك بأم عيني تفعل
 ذلك ....!
فكيف تنفي الآن انك لم 
تفعل ...!
 لقد نظرت إليك فى الأمس ...
وعيناك فى عينى وتراجعت
 قبل أن تلقي رسالتك
 الأخيره ..
وأخذت كالجرذ تهرب ...
هز علي رأسه : نعم سأعترف 
لك بكل شيء ...
 أنا بالفعل لست من يلقي لك 
بتلك الرسائل ...
ولكني أفعل ذلك رغمًا عني ...
 فهناك شخص يجبرني 
لفعل هذا ...
 ويدفع لي المقابل ...
وانا ألقي بتلك الرسائل لك ..
 تشعر ساره بالصدمه القصوى 
وهي تقول في توتر :
يبدو بأن تلك واحده من
 أللاعيبك ..
أنت تكذب علي ...
بكل تأكيد ..
 ينفي برأسه وهو يقول :
 أقسم لك أن تلك هي
 الحقيقه  ...
أنا لست من يلقي لك بتلك
 الرسائل ...
 ولا حتى أعرف حتى محتواها ...
أنا فقط من يلقى بها ...
وهناك شخص آخر يكتبها ...
ويدفعني لفعل ذلك ...
يدفعنى بالرهبة وبالمال ..
تشعر ساره بجسدها كلهم قد 
ازدادت حرارته وهي تقول :
 ومن هذا الشخص الذي 
يجبرك أو يدفعك لفعل ذلك ..!
 رفع علي كتفيه وهو ينفى 
: لست أعلم من يكون ...
 أو حتى أعرف اسمه ...
تنظر له ساره فى غضب وهو 
يكمل : كل ما اعرفه فقط ...
هو شكله ...
تنفى ساره بيديها ورأسها 
فى حنقه وهي تقول :
أنت مرواغ ..
وكاذب ..
ولا اثق بك ..
ولا أصدقك ...
علي في خوف يهتف : وانا 
أقسم لك أن تلك هي الحقيقه 
ولا أعرف لماذا قلتها ...!
أو دفعنى لمصارحتك ...!
لكن لدي الدليل ..
تضيق أعين ساره وهي تقول
 في حيره رهيبه : 
عن أي دليل تتحدث ..!
علي بصوت هادئ : اسمعى
لدى حجره هناك خاليه
في أعلى سطح منزلي ...
وسوف يقابلني فيها غدًا ...
فى الموعد المتفق عليه بيننا .. وسيعطيني المبلغ والتعليمات ...
والرساله الجديده كما أخبرنى ...
 سيكون عندى فى العاشره
 مساءًا ...
 يمكنك الحضور إلى هناك ....
ورؤيته ...
ساره فى سخريه : 
إنه أمر صعب ...
ومستحيل ....
كيف يمكنني أن أصعد إلى 
سطح منزلك ...!
 ورؤيته ...!
 علي : ليس هناك بديل آخر
 لدى ..
فقط يمكنك الحضور وسماع 
اللقاء بيننا بنفسك ...
 إن شئت ذلك ...
لكن أقسم لك بأنى صادق ...
في كل كلمه قلتها لك ...
 ساره بصوت هادئ : 
هل يمكنك وصف ذلك 
الرجل لى ...؟
هز علي رأسه : نعم 
بكل تأكيد ...
ثم عاد يغمغم ويحك بأصابعه 
ذقنه : أنه شاب أنيق للغايه ...
أبيض البشره ...
ذو شعر اسود وناعم ... 
طويل القامه ...
وحذاء أحمر ...
تشير له ساره بيديها بالتوقف
: أريد وصفه ليس وصف حذاءه..
مط على شفتيه :
هذا كل فقط ما يمكنني أن 
اوصفه لك ...
ساره بصوت خافت :
حسنًا ...
ولكن حذاري من أن تتلاعب ..
بي ...
 أو تكذب علي  ...
والا لقيت مني ما لا يحمد
 عقباه ...
هز على رأسه : إتفقنا ...
وقبل أن تغادر ساره وتتحرك 
تدور برأسها فجأة ناحيته 
ليخفق قلبه من جديد 
وهي تهمس : لقد كنت فى 
الأمس فى صدد
إلقاء رساله أخيره ...
هل يمكن أن أجدها  معك ...
اومأ علي برأسه : نعم ...
إنها ما تزال معى ...
وعاد يدفن يده بصعوبه داخل
 جرابه ويخرجها لها ويمدها
 إليها وهو يهمس : لقد 
وجدتها ...
تلك هى الرساله الأخيره
 التي كنت أنوي ألقاؤها ...
وصدقينى أنا لا أعرف 
محتواها ...
ولم أقم بقراءتها ..
فقد هددنى بشده لو فعلت 
ذلك ...
ألتقطت ساره فى لهفه شديده
الرساله وهي تفتح محتواها 
وتتسع أعينها وتتراجع في
 صدمه كبيره ..
 وذعر شديد فقد كانت
 الكلمات مرعبه ...
 مرعبه إلى اقصى حد ..
بل ومفاجأة لم تكن تتخيلها ...
فقد كانت تحمل جمله 
واحده ...
مفزعه ...
لقد مات محمود ....
 

تعليقات



×