رواية أخباءت حبه الفصل السابع والخمسون
فى ذهول لا حدود له ..
تتجمد الدماء فى عروق ساره
وهى تشاهد عبد الرحمن
بجوار فراشها ...
حتى أنها لم تستطع الصراخ ..
وقد أخرج آله حاده وتلاعب
بها بين أصابعه ...
كأشاره لها بالصمت ..
وبالتهديد إن حاولت الصراخ ..
يعتدل فجأة من مقعده ويرفع
سكينه بالقرب منها وهو يهمس
: أعلم أنها زياره غير متوقعه ..
ساره بصوت مرتجف :
كيف دخلت إلى هنا ...!!
يبتسم عبد الرحمن :
هذا ليس بالأمر الصعب لدى ...
يمكننى دخول أى مكان ..
لدى القدرة على ذلك ..
ساره فى خوف :
ولماذا جئت إلى حجرتى ..؟
يشير نحوها بسلاحه :
تقصدى لماذا جئت من أجلك ..!
تشير ساره نحوه :
يمكننى الصراخ وعندها س..
يقاطعها عبد الرحمن :
ويمكننى قتل من بالمنزل
وقتها ..
تشعر ساره بجسدها كله يهتز
وهى تقول : هل جئت
لقتلى ...؟
ينفى عبد الرحمن مبتسمًا
: أنت مجنونه ليصلك بك
التفكير إلى تلك النقطه ..
قتلك بالنسبه لي ..
هو موتى ...
تنظر له ساره فى دهشه :
تفكر فى عبارته ثم قالت
بصوت خافت :
إذن لماذا أنت هنا فى
حجرتى ..!
وكيف دخلت هنا ..!!
يتجاهل عبد الرحمن سؤالها
وهو يقول :
لقد كنت فى زيارة سمر ..
أليس كذلك ..؟
أثار ذلك دهشة ساره
لتقول فى إنفعال :
يبدو بأنك تتبعني ..
وتتلصص ..
وتراقب خطواتى ..!
يبتسم عبد الرحمن بشكل
خبيث وهو يقول :
بالفعل .
هذا صحيح ...
ساره في حيره وبوجه غاضب
: ماذا تريد مني ...!
عبد الرحمن بكل هدوء :
لا شىء ...
لكنى لم انسى ما فعلتيه يومًا
فى الماضى معى ...
لقد ظل ذلك عالقًا فى وجدانى ..
منذ ذلك الحين ..
انه جميل فيه رقبتي ..
لن أنساه ...
ساره بصوت حاد :
لا أريد الخوض فى حديث
عن ما حدث في الماضى
البعيد ...
أجب فقط عن سؤالي ...
ماذا تريد مني ...!
ولماذا تتبعنى ...!
وجئت هنا إلى حجرتى ..!
وكيف دخلتها إليها ..!
يميل عبد الرحمن بصدره
نحوها قائلاً : لا شيء ...
فقط أحبك ..
تتسع أعين ساره في صدمه
وهي تشير إلى نفسها :
تحبني أنا ...
هز رأسه مبتسمًا : نعم ..
لقد أخبرتك بذاك من قبل ...
يبدو بأنك لم تنتبهى
إلى ذلك ...
أو لم تعير إهتمام ...
ثم نظر لها كالعاشق وهو
يشير إلى نفسه
: أحبك أكثر من نفسي ..
اكثر مما ينبغي ..
بجنون ..
أعلم أن زواجك من ذلك
الخائن الأعمى محمود
لن يدوم ..
والطلاق أصبح حتميًا ..
و لا بديل له ..
ساره بلهجه قويه :
لا شان لك بزواجي أو
بطلاقى من محمود ..
لا تخوض فى الحديث فى
شأنى ..
كل ما أريده منك أن تبتعد
عني ...
وتخرج من حياتي ..
هذا فقط كل ما أريده ..
ينفي برأسه :
وهذا مستحيل ..
أنا لن أتركك ..
ما دمت حيًا ...
ولن اتردد في قتل أي أحد
في سبيل الحصول عليك. ..
تشير ساره نحوه :
أنت مجنون بلا. شك ...
هز رأسه : ربما ...
تعود ساره تشير إلى صدرها
: ولكن ربما لا تعلم أيضًا
أنني سأموت في الوقت
القريب ...
فأنا مريضه بمرض قاتل ...
وأيامي في الحياه ربما
تكون معدوده ...
أشاح عبد الرحمن بيده
هذا لن يغير شيء ..
حتى وإن كان زواجي منك
يوم واحد ...
أو ساعه فقط ..
انا أقبل ذلك ...
فأنا أعلم عنك كل شيء ...
وأعلم بأنك حامل ...
وبأن أيامك في الحياة
معدوده ..
وأعلم أكثر مما تعلمي عن
نفسك ...
تنظر له ساره في تعجب
وهي تردد فى دهشه :
ماذا تعني بجملتك تلك ..!
بأنك تعرف أكثر مما أعرفه
عن نفسي ...!!
اشار إليها : نعم ..
أعلم كل شيء عنك ..
بكل التفاصيل الدقيقه ...
وأعلم من الأسرار الكثير ..
اسرار لا تعرفيها عن نفسك ..
وأعلم أيضًا من قتل صديقتك
رحاب ..
تتسع عيناها أكثر من الحد
الطبيعى وهي تنظر له
في ذهول وتقول :
ومن الذي قتل رحاب !!
أليست سمر هى
من فعلت ذلك ..؟
كما تقول الدلائل والتحقيقات..!
أشار برأسه : نعم سمر ..
سمر هي من قتلت رحاب ..
ولكن هناك مجرم خفي كان
وراء تلك الجريمه ...
هو من دفعها لهذا القتل ..
تعتدل ساره واقفه الى
جواره وهي تنظر له في ذهول
وحيره شديده : أخبرني ...
أخبرني كل شيء ..
ينفي برأسه : لا ...
ليس من مصلحتك أن
تعلمي كل شيء ...
ولكن كل ما أريده أن تعرفي
أن من قتل صديقتك ..
ليس سمر وحدها هى من قامت
بذلك ...
هناك شريك معها ..
شريك مرعب ..
خفى ...
لا تعلميه..
لكنه يعلمك جيدًا ..
وهو من أراد قتلها ..
هناك مجرم غامض وراء
كل ما يحدث لك ...
ساره في صدمه :
ولماذا قتل رحاب ...!
عبد الرحمن في هدوء :
لان رحاب غبيه ..
وأقحمت نفسها داخل
مستنقع الأشرار ...
والموت ...
وهي من دفعت نفسها
لذلك ...
بطمعها ...
لقد كانت ساذجه بدخولها
إلى قفص الأسود المفترسه
واللعب معهم ...
بل وإثارة غضبهم ...
اشارت له ساره بيديها فى
سخط : أنت غامض ...
ومريب ..
ولم أفهم منك أي شيء ..
وربما كنت تكذب ايضًا ...
يبتسم عبد الرحمن
وهو يقول :
يمكنني أن أخبرك كل شيء
مقابل طلب وحيد ..
وهو الزواج منك ...
تنفي ساره برأسها
: وأنت تعلم أن ذلك مستحيل ..
لن اتزوج من مجرم مثلك ...
يبتسم من جديد وهو يقول
بل سأجبرك أنا على ذلك ..
سأقتل كل عائلتك ...
سأقتل كل شيء ...
سأحارب العالم من أجل ذلك ..
في مقابل الظفر بك ...
ثم اقتربها بعدها بسرعه من
النافذه القريبه ...
وقفز منها بشكل غريب ...
رغم ضخامت جسده ..
قفز بمنتهى الرشاقه ...
واختفى وهي تخطو بسرعه
وراءه ...
ولكنه قد اختفى ...
اختفى بطريقه مريب ...
ومخيفه ...
وغامضه ...
تعود للوراء بظهرها وهى
تتنهد ...
ثم تفكر في حديث عبد الرحمن
المريب الذي زاد من الغموض
أكثر ...
وأشعل الحيره والدهشه
داخل صدرها ...
وفجر بحر من الأسئله الكثيره
التى لا حدود لها ...
ولكنها كانت عاجزه عن
تفسيرها ...
أو حل كل هذا الغموض ..
ظلت هكذا لم ترى النوم
رغم أنها كانت تشعر بنعاس
كبير ...
فقد ذهب ...
واختفى ...
وأصابها الأرق ...
لقد زاد عبد الرحمن بزيارته تلك
خوفها الى اقصى حد ..
وأخذت تجوب في أرجاء
الحجره ..
وتأكل بأسنانها أظافرها ..
وتفكر ..
وتفكر ..
بلا جدوى ..
وعند منتصف الليل شعرت
بأن صدرها يختنق ..
وهي عاجزه عن فك شفره
تلك الألغاز ..
فاتجهت الى شرفتها أنها تحتاج لاستنشاق هواء نقي ..
وتشعر بالأختناق ..
ولكن فجأة ...
حدثت صدفه رهيبه ...
صدفه لم تتخيلها ..
أو تتوقعها ..
صدفه ربما صعب حدوثها ...
ولكنها حدثت بالفعل ..
لقد وجدت ذلك الغامض الذي
يلقي برسائله من شرفتها
يأخذ وضع الإستعداد لإلقاء
رساله جديده إليها ...
إلى شرفتها ..
لقد كان يستعد بحماس إلى
ألقاء واحده لها ...
وكانت مفاجأه صادمه ..
جعلتها ترتجف ..
فقد عرفت الآن من هو ذلك
المجهول ..
الذي يلقي برسائله منذ زمن ..
وكانت مفاجأة مرعبه ...
مفاجأة جعلتها تشعر بالذعر ..
وبالفزع ..
والرعب ...