رواية أخباءت حبه الفصل السادس والخمسون
كانت فتره عصيبه تلك التي
تعيشها ساره بعد مقتل
صديقتها رحاب . .
وبرغم كل ما مر بها وبما
فعلته رحاب معها ...
كانت تشعر بحزن عميق
داخل أعماق صدرها من
أجلها ...
و كلما تذكر كلما تذكرت حديث
او كلمات كانت متبادلة بينهم ..
او صورتها وملامحها..
كل هذا لم يفارقها ...
كانت كل ما تفكر بها
ويشغلها هو لماذا فعلت
سمر ذلك...!
لماذا قتلت رحاب ..!
هل هو الإنتقام لأنها تزوجت
من سعيد زوجها ...؟
أو لأنها قد استولت على
كل ما لديها من أموال ..!
لم تعد تعرف السبب ..
كانت ترغب بشده في لقاء
سمر ...
وزيارته ...
كانت تحتاج لتلك المقابله ..
لكنها ظلت داخل حجرتها
مكتئبه ..
وحزينه ..
تفكر كثيرًا في كل ما مر
بها من أحداث وتشعر بأن
هناك الكثير من الغموض
في حياتها لا تجد له
أى تفسير ...
ولكن ظلت تلك الرغبه في
زياره سمر ملحه بشدة
وبعد أيام أخذت قرارها الأخير..
واسرعت في طلب زيارتها
داخل السجن ...
وهناك وجدت سمر بوجه
شاحب...
كئيب ...
مهموم ...
شعرت بأنها خائفه ومذعوره ..
كانت مفاجأة ل سمر أن تجد
ساره أمامها ...
تنظر إليها الأخيره في شفقه ..
تقترب منها قائله :
لماذا لماذا قتلتي رحاب..؟
كان سؤال مباغت
وكأنه أزعج سمر ولم تتوقعه
فى بداية المقابله ...
لتتراقص الدموع في عيناها
وهي تنفي برأسها بهدوء :
أنا لم أفعل ذلك ...
لم أقتل رحاب ...
لم أقتلها ...
تتسع أعين ساره في دهشه
وكأن تلك الإجابه لم تكن
متوقعه ..
لتقول بلهجه حاده :
لماذا الإنكار ...!
لقد سمعت وعلمت بأن
الجريمه واضحه كالشمس ...
وبأنهم وجدوك بجانب جثة
رحاب ...
ومعك السلاح المسدس
المستخدم في الجريمه ..
تنفي سمر برأسها : نعم ..
كل هذا حدث ...
لكن صدقيني أنا لا أكذب
عليك لم أقتل رحاب ...
ربما فكرت في ذلك ..
لا أنكر ...
ربما بدافع الغيره والحقد
والغضب منها .
ولكن فى النهاية لم أفعل
ذلك ..
أو لم يكن لدى الشجاعه
لفعل ذلك ...
ساره بلهجه حازمه :
أنت تقولي ذلك من أجل
نفي الجريمه عنك ..
أو من أجل التلاعب حتى
تحصلي على شفقه أو
حلم البراءه ...
تتساقط الدموع من أعين سمر
وهي تقول في توسل :
أرجوك يا ساره أنا أعيش
حاله يرثى لها ...
يكفينى ذلك ...
أنا اتعذب في كل لحظه ...
ابكي في كل وقت ...
ولم أتوقع أن تصدقي أنت
ايضًا إني أفعل ذلك ..
أو أقتل ..
أنت تعرفينى جيدًا ...
كيف تصدقى هذا عنى ...!
لقد اخبرتك بكل صدق
وأمانه ..
أنا لم أقتل رحاب ...
هناك شخص غامض مجرم
هو من فعل هذا ...
لقد اتصل بي وقال أن رحاب
الآن تقوم بضرب ابنائك
داخل البيت ..
أندفعت كالمجنونه ...
للثأر..
كان رقم مجهول هو من فعل
ذلك انطلقت نحوه شقة
رحاب ..
أو شقتي فى السابق ..
و التي قد استولت عليها
منى رحاب ...
وهناك وجدتها مسجاه
على الارض والدماء حولها ..
في كل مكان ..
ولكني لا أعلم كيف وجدوا
بصماتي على السلاح ..!
هذا هو السر واللغز الرهيب ..
انا بالفعل لم ألمسه أو اقتلها ..
تبتسم ساره ساخره :
هل هذا لغز جديد ..؟
مستحيل أن يكون حديثك
صادق ..
بصماتك موجوده على السلاح
فكيف تقولى بأنك لست
قاتله ...!
هذا غير منطقي ...
تبكي سمر بشده وهي تقسم
: انا بالفعل مندهشه ..
ومرعوبه مما حدث ...
ولكن قلت الصراحه أكثر
من مره ...
ولا أستطيع أن إقناعك
أكثر من ذلك ...
أنا لم أقتل ...
ودفنت رأسها بين كفيها
وانهارت تبكى ...
وانصرفت ساره بعد ذلك
اللقاء عائده إلى منزل أبوها
وهى فى قمة الحيره ...
تفكر بشده ...
وتشعر في أعماق قلبها بأن
سمر كاذبه ...
فمستحيل أن تكون بريئه ..
الجريمه واضحه ...
رحاب مقتوله والمسدس
المستخدم في القتل عليه
بصمات سمر ...
كيف تقسم إذن بأنها لم تقتل..!
هذا أمر صعب ومستحيل
تصديقه ...
وغير منطقي ..
تعود ساره الى منزلها ابوها ..
وهناك كان في انتظارها
الحاج حسان ..
الذي استقبلها بوجه متجهم
وبصوت جاد يقول :
أين كنت ..؟
ساره في ارتباك :
كنت في زيارة سمر ..
أخت محمود ...
أبوها بصوت حازم :
كنت فى زيارة القاتلة ..!
ولماذا ذهبت إلى هناك ..!
ساره بهدوء :
كنت بحاجه إلى لقاؤها...
إلى الحديث معها ..
لمعرفه تفاصيل وأسباب
قتلها رحاب صديقتي ..
ولكنها أخبرتني بأنها بريئه ..
ولم تقم بقتلها ...
الحاج حسان بلهجه عنيفه
: وهل انتظرت غير ذلك
من قاتله ..!
لقد اضعت وقتك فى شىء
تافه ..
ونسيت بأنك حامل ...
وحالتك صعبه ...
وتحتاجي الى الراحه
والرعاية ..
ثانيا لا أريد منك معرفه تلك الشخصيات بعد الآن ..
ساره بصوت خافت :
حسنًا يا أبي سأفعل ذلك ..
أنا لا أحتاج لزيارتها مجددًا ..
لقد انتهى كل شىء ...
ثم عادت تجلس على المقعد
القريب وتأخذ أنفاسها
المتلاحقه قائله بتعب :
هل ذهبت لمقابله محمود
زوجى ...؟
والانتهاء من إجراءات
الطلاق ...؟
ينفي أبوها للأسف :
لقد أختفى محمود ...
لم يعد له أدنى أثر ..
لقد اختفى من جديد ...
حتى صافي نفسها لا وجود
لها ..
أختفت بدورها ...
ليست في شقتها ...
أو فى أى مكان ...
تتسع أعين ساره في تعجب
: يبدو بأنهم قد هربا
سويًا..
أو تزوجا وذهبا لقضاء
شهر العسل ..
يمسح الحاج حسان بأصابعه
أرنبة أنفه قائلًا :
لست ادري ...!
ربما ...
إختفاء مريب وغامض ...
ولكن على كل حال وجود
محمود لم يعد يجدي عليك
الآن بأى فائدة ...
أو نفع ...
عليك الإهتمام بنفسك ..
وبطفلك ...
أو أطفالك كما قلت بأنك
حامل في توأم ..
صحتك الآن هي أهم
شيء ...
حتى نخطو تلك الفتره
العصيبه ...
هزت ساره رأسها وهي تعود إلى
حجرتها وتلتفت برأسها نحو
أبيها وهى تتثائب
: أعتذر ...للإنصراف ..
النعاس أصابنى ...
فأنا مرهقه ومتعبه للغاية ..
وبحاجه إلى النوم ...
وتغلق ساره باب الحجره
خلفها ...
وتلقى بنفسها فوق فراشها ..
وتشعر بحركه جنينها فجأة
داخل بطنها التى أصبحت حجمها
كبير ...
والحمل واضح عليها ...
تغلق عيناها للحظات ..
وتشعر بحزن ينتاب قلبها ..
وذكريات مؤلمه تسيطر على
تفكيرها ...
وتتذكر محمود الذي كانت
تعشقه ...
لقد أصبحت الآن تشعر بأنها
لم تعد كسابق عهدها ...
لقد اصاب قلبها الفطور الشديد ..
لقد جعلت خيانته لها تطفئ
نيران الحب والشوق داخلها ...
نيران حب لم تكن تتخيل أن
تخمد يومًا ...
ولكن السؤال الذي يشغل باله
أين ذهب الآن ...!
واختفى ..
هل تزوج من صافي
وفر هاربا ..!
فإن كان فعل ذلك فأين ذهب
بقصه حبه إلى (منى) ..!
شيء غريب ..!
امر يثير الحيره والذهول ..
فجأة تشعر ساره بصوت
بحركه وبهمس داخل حجرتها
تعتدل بسرعه بجسدها بسرعه .
وقلبها يخفق بشده ...
لتتراجع في فزعه وذهول
لا حدود له ..
وقلبها يكاد يتوقف ..
وعيونها تكاد تسقط من
مكانها ...
من هول المفاجأة وصدمتها ..
فقد كان يجلس على المقعد
المقابل من فراشها آخر شخص
كانت يمكن أن تتخيله أو
تتوقعه ..
لقد كان يجلس إلى جوارها
على بعد خطوه واحده منها
ذلك العملاق عبد الرحمن ..
ذو الندبه التي تشق وجهه ..
وكان ينظر إليها بوجه
غاضب ..
ومخيف مخيف ..
مخيف إلى أقصى حد ..