رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والخمسون

خفق قلب ساره بقوة مع 
صراخ صافى ..
لتعود تدور بجسدها نحو 
محمود الذى انفجرت الدماء 
من أنفه أثر إرتطامه بالأرض ..
حينها عصر الحزن قلب ساره 
وهى تسمع صوت صافى تصرخ 
ما الذى فعلتيه..! 
أنت مجنونه بلا شك ..
لكن ساره لم تعلق ...
لقد أمسكت على قلبها.. 
وأغلقت عليه أبواب الصمود 
وصرخت فى صدرها لا تعاطف
مع ذلك الرجل الخائن
 من جديد ..
عليها التماسك ..
أغلقت ساره عينها وهى تجبر
نفسها على عدم الإستسلام 
لتلك العواطف الحزينه فى 
صدرها من أجله...
وتتخذ قرارها بالرحيل..
دون أن تنظر إلى حالة محمود 
الذى ينزف دمًا ..
لقد عادت تنصرف وسط دهشة
وذهول صافى التى تحاول 
إسعاف محمود ...
وإنقاذه من نيزف الدماء..
وساره تبكى وهى تنصرف ..
لا تصدق أن قلبها وعقلها تحمل
للمره الأولى ألم حبيبها..
إنها خطوه ليست هينه فى 
مرحلة نسيانه ..
فى مرحلة الشفاء من جنون 
حبه ..
خطوه لم تكن تتخيلها..
لقد أوصلها محمود إلى تلك 
الدرجه من موت القلب ..
إلى عدم الشفقه من أجله..
محمود الذى كانت تخشى 
عليه من أن أقل شىء...
الآن ينزف دمًا من قوة صفعتها
التى جعلته يسقط على أنفه .
ولم تبالى ..
تركته بين أيدى عشيقته...
ورحلت...
من أين جاءت بتلك القوة
 فجأة...!
إنها لم تتخيل يومًا أن تفعل
 ذلك...
ولكن الحمل كان ثقيلاً ...
كان فوق طاقتها واحتمالها..
 لقد فقدت السيطره على
 نفسها ...
ولم تشعر إلا وهي تصفعه
على وجهه دون تردد
دون أن تدري...
وغادرت ودموعها لم تتوقف ...
ذهبت الى بيت أبيها
 الحاج حسان...
 ودلفت إلى شقتها ونحو حجرتها
تعدوى وسط دهشة أبويها 
وانهارت تبكى وهى تدفن وجهها
بين راحت يديها ...
 وصوت نحيبها يعلو...
بل يملىء أرجاء الحجره ...
تتبعها أمها وهي تقول في فزع 
: ماذا حدث ...؟
أخبريني ...
ماذا حل بك ..؟
ماذا أصابك..!!
لمٓ تبكى هكذا ...!
لكن ساره كانت غير قادره على 
أن تتفوه بكلمه أو تحرك 
شفتيها...
 كانت تبكي كما لو كانت 
لم تبكي من قبل..
فجأة ..
صوت الحاج حسان يقول
 بقوه وهو يقترب من ساره :
ماذا حدث ...؟
وبصوت عنيف يصرخ :
تكلمى..
ما الذى يبكيك هكذا...!
وتبدأ ساره تخبرهم وتروى
تفاصيل كل شيء ما حدث لها...
فى الفترة الأخيرة...
وسط حاله من الدهشه
والصدمه الشديده من أبويها ..
بل والسخط والغضب..
حتى انتهت ..
يعقد حسان يديها خلف 
ظهره ويخطو داخل الغرفه  
وهو يغمغم فى غضب : 
أنت مجنونه بلا شك
هل هناك امرأه عاقله تتبرع
أو تهدي عين من عيناها إلى 
زوجها ...!
دون حتى أن تخبر عائلتها..
أو تستشيرهم..
إتخذت قرار من دون علمهم ..
أنت غبيه ..
غبيه إلى أقصى حد...
وساذجه...
اومأت ساره برأسها :
بالفعل غبيه...
منذ أول وهله ..
منذ أن وافقت على زواجى منه ..
غبيه فى جميع قراراتى..
وهو لا يستحق ذلك..
لقد كنتم جميعًا على حق ..
 أمها في تعجب تشير 
إليها : عين من عينك...!
تهديه واحده من عينك ...!!
هل جننت ..!!
هل هناك امرأة عاقله تفعل
 ذلك ..!
كيف قبلت ذلك ..!
كيف اتخذت قرار مصيرى مثل
ذلك دون الرجوع إلينا..!
هل وصل بك التهور الى ذلك
الحد..!!
إن النساء يرفضن بيع خاتم 
من الذهب بين أصابعهم 
 من أجل ازواجهم . 
بل الكثير يرفضن بيع أقل
شىء لديهم ..
وانت بكل سهول كنت تنوى
التضحيه بواحده من عينك ...
من أجل رجل كفيف مشوة..
لا يحبك ..
وفي النهايه يخونك ذلك 
الأعمى مع امرأه غيرك...
ماذا لو لم يكن أعمى..!
ما الذى سيحدث أو سيفعله 
حينها ...!
 تبكي ساره وهي تقول : 
نعم يا أمي ..
لقد خانني وهو أعمى ...
ومشوه ...
خاننى رغم كل ما فعلته من 
أجله ...
خانني رغم حبي له ...
وتضحياتى الكثيره ... 
تنظر أمها ناحيه زوجها الحاج 
حسان وهي تقول :
يجب أن يتم الطلاق سريعًا..
 لقد انتهى كل شيء بينهم...
يكفى أن تصل الأمور إلى هذا
الحد ...
أبوها بصوت جاد وحازم :
 نعم...
 لقد انتهى كل شيء بينهم
 الآن...
أعلم أنها كانت تجربه مريره
وعصيبه لك يا ابنتي...
ولكن أعدك ..
سيكون كل شىء على ما يرام
 في الفتره القادمه...
ولن اتنازل عن حقك وحق ابنك
 الذي ينمو في احشائك ...
حقك في الميراث لن يضيع...
تنفي ساره برأسها : 
أنني لم أعد أريد شيء ...
المال لن يقدم لى السعاده ...
ما أتمناه فقط هو النسيان...
نسيان كل ما قاسيته...
من مرار الأيام مع ذلك الرجل...
ابوها بلهجه حازمه : 
المال من حقك ...
وحق ولدك ...
حق تلك الأيام الصعبه التي 
عشتيها مع ذلك الاعمى 
الخائن ...
وهذا أقل شىء يمكنك 
الحصول عليه...
وأعدك بأن قريبًا سأجد لك 
الرجل المناسب الذي سيعوضك
 عن كل ما مر بك ..
ولن يكون ذلك صعب...
شعرت ساره بالغموض من 
حديث ابوها الحاج حسان 
الذى مال برأسه ناحيتها :
عليك فقط طاعتى...
وسوف أ..
بتر الحاج حسان عبارته فجأة 
مع صوت رنين هاتفه فوضع يده
فى جرابه وحمله بين أصابعه
ثم عاد يهمس : نعم ...
ثم اتسعت عيناها وهو يصرخ 
: ماذا...!
مستحيل...!!
متى حدث ذلك ...؟
حسنًا...حسنًا...
ثم عاد يغلق المحادثه وسط 
ترقب شديد من زوجته وساره
التى قالت فى قلق : 
ماذا هناك يا أبى ...!!
الحاج حسان بصوت يحمل
نبرة الصدمه والتلعثم : لقد ...ااا..
تقترب ساره فى قلق بالغ تهتف 
: أبى...
ماذا حدث ...؟
يبدو أن تلك المكالمه بها 
شىء ازعجك إلى حد كبير..
ينفى الحاج حسان برأسه :
للأسف لدى خبر مؤسف لك ...
شديد الأسف ...
يسقط قلب ساره بين 
قدميها وهى تهتف : 
خبر مؤسف ...!!
لقد إنهارت أعصابى...
أخبرنى بسرعه ...
حسان فى أسي :
لقد ماتت صديقتك رحاب ...
تتسع أعين ساره وتشهق
وهى تتراجع للوراء وتنفى
 برأسها ويديها : 
لا ...
مستحيل ...!
لا أصدق ...!
حسان فى حزن : بل ماتت
مقتوله ...
رحاب قُتلت...
تصرخ ساره وهى تضع يدها 
على فمها فى فزع : 
رحاب صديقتى ماتت مقتوله ..
أومأ حسان برأسه: نعم..
تصرخ ساره فى فزع شديد 
: من الذى قتلها ...؟
يسود الصمت للحظات وكأن
حسان يجاهد لإخراج الكلمات 
من حلقه ثم قال : للأسف...
لن تصدقى من قتلها ..
لقد ...
تقاطعه ساره فى توتر لا 
حدود له : من الذى قتلها
يا أبى...؟
حسان بصوت خافت : 
سمر ...
قتلتها سمر...
سمر أخت زوجك محمود ...
تراجعت ساره أكثر 
والتصق ظهرها بالحائط 
وهى تنفى فى جنون : 
لا ...
مستحيل ...
وشعرت بأن رأسها تدور ..
وبحاله من الغثيان والإغماء..
تداهم جسدها ...
فما تسمعه كان يفوق تحملها ..
وقدرات عقلها ...
وكأنها سكنت فى كابوس 
رهيب ..
ومرعب...
لا تستطيع الخروج منه ...

تعليقات



×