رواية أخباءت حبه الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الرابع والخمسون

لقد تحققت المفاجأة التى 
كانت تخشاها ساره ...
لقد كان محمود بالفعل داخل 
الحجرة ...
يجلس على طرف الفراش ..
وبين أصابعه عصاه ..
تشعر ساره بالدموع تتراقص 
فى عينيها وهى تبتلع ريقها
الذى جف كالصخر وهى تهتف
فى سخط : أنت هنا..!!
محمود بصوت متعجب :
ساره ...!
كيف جئت ..!
ساره بلهجه حاده : 
منذ تقريبًا عشرة أيام وأنا
عاجزة عن النوم ...
أبحث عنك فى كل مكان ...
والآن أجدك هنا ...
فى منزل عشيقتك...
ينفي محمود بلهجه حاده : 
لا تقولي عشيقتك...
ساره بصوت ساخر : 
وهل هناك تعبير آخر أفضل
من ذلك...
ثم تنهدت وأخذت مستطرده :
لقد ذهبت معك لأهديك
واحده من عيني..
التي لا تستحقها ...
وبعد أن خرجت من 
المستشفى...
لم أجدك بجانبي...
أو في الشقه...
أو في أي مكان...
لقد بحثت عنك أنا وجميع
عائلتي...
دون جدوى...
لقد بكيت من أجلك..
 وعانيت...
 وتعذبت كثيرًا ..
 كنت اخشى أن يكون قد 
أصابك أى مكروه...
كنت أرتجف كل لحظه خوفًا
عليك ...
لكن ما وجدته فاق توقعاتي..
وجدتك في منزل زوجتك
 القديمه ...
في فراشها ....
ماذا تسمي ذلك ...!
للأسف لقد تحملت معك فوق 
طاقتى واحتمالي...
كم كنت غبيه...
كم كنت ساذجه...
لقد تزوجت من رجل بلا
ملامح...
أعمى ....كفيف....
رجل بلا أدنى فائده ...
ولا قيمة أو وجود له ...
كانت كلمات ساره قاسيه وشديدة 
الإهانة ل محمود الذى لم يعلق..
أو تحمل ملامحه المشوه أى
تعبير وهى تعلو بصوتها أكثر
تقول : لقد تحملت سخريه 
البشر من حولى ...
تحملت نظرات الشماته والشفقه
فى أعينهم من أجلك ...
من أجل حبى لك..
لقد ضحيت بجمالي وشبابي 
من أجلك ..
لقد قبلت أن أكون حامل 
وأنا في عداد الموتى من
 أجل أن أحقق لك حلم
 الثراء ...
لقد ذهبت لأضحي بواحده 
من أعيني التي لا يوجد هناك 
اغلى منها من أجلك ....
لكن ماذا قدمت أنت 
مقابل كل هذا ...؟
سوى الخيانه والغدر ...
ماذا اهديتني سوى الطعن في
صميم القلب ...
محمود بصوت هادئ : وأنت 
ماذا انتظرت من رجل
تزوجك رغمًا عنه...!
ماذا انتظرت من رجل لم 
يحبك يومًا ...!
ماذا انتظرت من رجل كان
 يعشق غيرك ...!
تبكي ساره والدموع تملأ 
عيناها ...
وهزت رأسها إيجابيًا قائله :
نعم...صدقت....
أنت بالفعل على حق...
الآن ينتهي كل شيء بيننا...
لقد جعلتني أقولها من قلبي...
بل من أعماق قلبي...
أنا حقًا نادمه على حبك...
على إختياري لك...
على حياتي معك ...
على تضحيتي من أجلك ...
على كل شيء ..
أنت بالنسبه لي بعد اليوم
لم تعد حبيبي...
ولا تستحق مشاعرى ...
ولم تعد زوجي...
مبارك عليك صافي...
مبارك عليك عاشقتك
 القديمه...
فانت لا تستحق سوى مثلها...
تقترب صافي منها وهى تهمس 
تنادى قائله : ساره ...
عليك أن تست...
تقاطعها ساره بإشاره من
 يدها وهي تقول بحده دون 
النظر إليها :
 لا أريد أن أسمع صوتك...
أو التحدث معك...
ثم عادت تنظر إلى محمود 
وهي تقول : أرجو منك
أن تطلقني...
لقد باتت تلك هى أمنيتى 
الأخيره...
ينفي محمود برأسه : 
الطلاق الآن ليس هو الحل...
لقد أوشك أن يصبح بيننا 
أولاد ...
ولا أرجو أن يأتوا إلى 
الحياه وابويهم مطلقان...
ساره بلهجه عنيفه : 
وأنا لن أستمر في الزواج من
 رجل خائن وكاذب
 وخادع مثلك ..
محمود بكل برود : 
لا تتعجلي فى إتخاذ القرار...
عليك التفكير جيدًا والتمهل...
الطلاق لن يكون هو الحل...
 تصرخ ساره بصوت قوي :
بل هو الحل ...
بل هو الحل ...
يعتدل محمود واقفًا وهو يقول
: أنا لست أول ولا آخر رجل 
يخون زوجته...
زوجته التي لا يحبها...
أنا لم أراك أو أعرفك أو 
أحبك ...
لا لوم على...
أنت بالنسبه لي مجرد 
زوجه على ورق ...
ساره بصوت حاد :
هذا لا يعطيك الحق
 لخيانتي...
أنت لم تقدر حجم تضيحتى..
أو تعرف قيمتى...
أنت رجل بلا مشاعر
 ولا قلب...
 لم أعد أعرف لك ميول ...
أو مشاعر..
هل تحب (منى) أم (صافي)..!
 أم هناك غيرهم...!
أنني أبحث عنك منذ عدة
 أيام ...
 وأنت هنا مع عشيقتك ...
تبًا لك...
أنت شخص مريض ...
لست أعمى العين فقط..
 بل أعمى القلب والمشاعر..
الآن عاد لي عقلي..
الآن فقط أدركت أني غبيه...
وأنت لا تستحقني...
يبتسم محمود ساخرًا 
وهو يقول : لقد فهمت ذلك
 متاخرًا ...
نعم سأكون صريحًا معك...
وسأعترف أنها ليست المره
الأولى التي أقوم فيها بخانتك
 لقد قمت بخيانتك كثيرًا ...
وأنت بالفعل غبيه ...
وتستحقين ذلك...
كان من المفروض أن تعتاد
 ذلك ..
 لا تحزني...
هذا أمر متوقع ومنطقى..
أنت إمرأة ساذجه وغبيه وتسحق 
أن أخونها ...
ولقد فعلتها فى شقتك ..
وفى وجودك ..
لأنى بالفعل أكرهك...
وأشعر بالسعاده كلما قمت 
بخيانتك..
بالراحه لأنى أنتقم بزواجى 
الإجبارى من حمقاء مثلك ...
وبدون وعي ...
وبدون أن تفكر ...
كان القرار فى جزء من الثانيه ...
ترفع ساره يديها وتهوى بقوة 
وتصفع محمود على وجهه ...
بكل غضب وحنقه...
بكل قهر..
دون أن تشعر بما فعلت ...
ليسقط محمود أرضًا فى عنف
بعد أن أختل توازنه ..
وعصاه في يده لم تتحمل 
عدم إتزانه ...
ثم تبتعد ساره وهي تسمع
صافي من ورائها تصرخ
وهى تنثني على ركبتيها 
أرضًا تحاول مساعدة محمود
على النهوض قائله : 
أنت مجنونه ...
تغادر ساره بخطوات قويه
وسريعه دون أن تلتفت
 وراءها ...
والدموع ما زالت تتساقط
من عينيها ...
لا تصدق ما فعلته ...
لقد قامت بصفع زوجها
الكفيف ...
محمود الذى كانت تحبه
وتعشقه ...
فجأة ..
تسمع ساره صوت صراخ صافى
من خلفها.. 
تلتفت ساره فى ذعر للوراء...
وكانت ما ترآه مفاجأة..
مفاجأة مفزعه ..
مفاجأة لم تتخيل حدوثها...

تعليقات



×