رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والخمسون 52 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الثاني والخمسون

في ذهول تام تنفى ساره
 وهي تقول :
 مستحيل...!
أنا لا أصدق حديثك...
سمر أخت محمود هي من
أخبرتك بهذا السر ...؟
هزت رحاب رأسها قائله في 
ثقه : نعم...
سمر هي من أخبرتني بأن 
محمود قد تزوج يومًا من
صافي...
ثم عادت تتنهد وهى تكمل :
سمر ليست ملاك كما تظنى...
 تعود ساره للذهول وهي
تنفي من جديد :
أنت كاذبه....
إنها الغيره...
أنت تغار منها...
فهى زوجة سعيد الأولى ...
تنفي رحاب برأسها :
سعيد لم يخطئ ....
سعيد تحمل كثيرًا ايضًا...
وسمر هي من غدرت به... 
ساره في تعجب شديد : 
غدرت به ...!
ما معنى ذلك ...!
رحاب بلهجه جاده : نعم...
فقد كانت سمر على علاقه 
برجل آخر ....
ولقد كشف سعيد تلك العلاقه 
ولكن لم يكن معه الدليل
 الكافي ليثبت ذلك ...
ساره في صدمه : ألم أخبرك 
بأنك كاذبه...
كلام بلا دليل لا معنى له ...
أنا واثقه مائه بالمئه بأن 
سمر تحب زوجها سعيد ...
ولم تكن ابدًا خائنه ...
تبتسم رحاب في سخريه 
: بل كانت خائنه .. 
وكاذبه... 
وسعيد أصبح يكرهها.. 
وتحمل الكثير من أجل أولاده ...
حتى جاءت اللحظه وحصل 
فيها على تلك الأموال ..
لقد كان يخشى أن تبددها مع 
عشيقها الآخر ...
ساره في ذهول شديد :
وما الدليل على صدق 
حديثك ..؟
رحاب بصوت قوى :
 سعيد نفسه ليس لديه دليل...
ساره : إذن...
 كيف علم بأن سمر خائنه...!!
رحاب : من السهل أن يعرف 
أو يكتشف الرجل خيانة 
زوجته...
جميع تصرفات سمر كانت
تؤكد له بأنها على علاقه
برجل آخر ...
ولكنه لم يستطع أن يعرف
من يكون هذا الرجل ...
بالتحديد فى الفتره الاخيره 
من بعد حصول سمر على
 الميراث...
بدأت تصرفاتها مريبه ...
وغير طبيعيه...
مما دفعت الشك واليقين 
إلى قلب زوجها بوجود 
خيانه ...
ساره بصوت جاد : 
ولكن هذا ليس هناك دليل 
كاف على خيانتها كما تدعى..
رحاب : حتى لو أخبرتك بأنها
تغلق ليلاً باب الحجره على 
نفسها ويسمعها تهمس وتتحدث 
مع أحد فى همس وبصوت
 خافت .... 
حاول أكثر من مره البحث
داخل هاتفها ولكنه كانت حريصه 
بالشكل الذى لم يستطع كشفها...
أو يصل لحقيقة من يكون
هذا الرجل ...
تتنهد ساره وقد بدأت تشعر
 بالشك فيما تقوله رحاب 
ولكن عقلها لم يقبل فكره أن 
تكون سمر خائنه...
عادت ساره تهمس بهدوء :
حسنًا نفترض بأن حديثك 
الذى لا اقتنع به صحيح...
لماذا سمر تخبرك بسر كهذا ...!
تبوح لك بأن محمود قد 
تزوج يومًا من صافي...!!
أنتما لستم اصدقاء أو  على 
علاقه كافيه حتى تأمنك على
سر زواج أخيها العرفى ...!
الذى حدث منذ زمن بعيد ...!
خصوصً وأنكم تقريبا لم 
تلتقيها من قبل ...
تنفى رحاب بيديها : لا ..
بل تقابلنا من قبل ..
وحدث بيننا تعارف ..
فلقد جاءت يومًا إلى 
المستشفى...
 لقياس الضغط ....
ولقد تحدثت معها ...
وعلمت بالصدفه بأنها أخت 
محمود ... 
وبدأ الحديث يدور بيننا....
وتحدثنا  عنك وعن ما 
حدث لك....
فجأة وجدتها تخبرني بأشياء 
لم أكن أتوقعها ...
وكأنها تريد أن ترسل رسائل
 إليك أنت ...
أنها تتعمد ذلك ...
ولا أعلم السر أو السبب.. 
 لقد أخبرتني بأن محمود 
كان على علاقه بصافي ..
ثم بدأت في سرد الأحداث 
التي أخبرتها لكما في زيارتكم
 الى شقتي....
 يسود الصمت بعد حديث رحاب
وهي تميل نحوها تحاول لمس 
رأسها في ود قائله : ولكن..
رغم كل هذا... صدقيني...
أنا ما زلت أحبك ... وأنت 
مازلت صديقتي...
رغم كل ما حدث...
وعندما علمت بأمر تلك العمليه..
جئت على الفور لرؤيتك...
لقد أخبرني سعيد بذلك ...
ولا أعلم كيف علم بأمر تلك
العمليه...!
ساره بصوت حزين : أنا لا 
أريد زيارتك أو رؤيتك...
أو الصداقه الكاذبه التى كنا 
نعيشها...
من فضلك ...
أريد أن أجلس وحدي...
ولا أريد الحديث مع أحد ...
الجميع خائن ....
الجميع كاذب...
 الجميع له أوجه زائفه...
وأقنعه خادعه...
 لقد فقدت الثقه في الجميع....
لم أعد أشعر بالأمان مع البشر ...
أو أثق فى الحديث معهم...
حتى نفسي لم أعد أثق بها ...
لقد زرعتم الشك في كل
 شيء من حولي...
 وعادت ساره تبكي في حزن
وهي تقول لقد جئت هنا 
لاهدي زوجي واتبرع له 
بواحده من عيني...
وعندما استيقظت وجدتهم قد 
قاموا بعملية أخرى دقيقه لإنقاذ 
قلبى ...
رغم أنى لم أعد أصدق أحد...
وعيني ما زالت كما هي .. 
لم يأخذوا منها شيء.  
هناك شيء مريب يحدث...
ولكن لا اعلمه...
رحاب بصوت حنون :
كل ما أريده منك أن تفكري
في كل ما قلته...
وبعدها لك مطلق الحكم 
والحريه...
غادرت بعدها رحاب المستشفى
وتركت ساره وحدها تفكر
 من جديد ....
وتشعر بأن الخوف سيقتلها...
وتتساقطت من أعينها دمعه
 ملتهب...
دمعه تكاد تحرق خديها

******
بعد خمسة أيام...
تعود ساره الى شقتها وحدها....
ربما الذى نفعها هو وجود
حقيبتها في المستشفى...
والتى وجدت بها هاتفها
الجوال ..
ومفتاح الشقه ...
كانت ما تزال تشعر بأعياء 
وتعب وإرهاق شديد ...
كانت منهكه وجسدها هزيل ....
لكن المفاجأه التي وجدتها
كانت مريبه ومخيفه....
 فلقد اختفى زوجها محمود ...
اختفى تمامًا ...
لم يعد لديه أى أثر ...
أو حتى ل سمر أخته ....
كانت الشقه خاليه تمامًا ...
ذهبت الى حجرتها...
 ثم اعادت شحن الهاتف ..
وحاولت الاتصال برقم 
محمود ولكنه كان مغلق...
أين ذهب..!!
تشعر بحاجه شديده إلى
 النوم ..
فجأة ...
تشعر ساره بتلك الحركه
التي تصدر من جنينها...
فيخفق قلبها بشدة في
 فرحه وسعاده ...
وتبتسم والدموع تتراقص فى
عينيها ..
أنها المره الأولى....
تلامس بأصابعها سطح بطنها 
والفرحه تكسو كل ملامحها...
وبعدها تذهب في نوم عميق..
وتستيقظ مع شروق الشمس..
تلامس هاتفها وتبدأ من
 جديد محاوله الإتصال 
بمحمود...
 ولكن ما يزال هاتفه مغلق...
 وتشعرت ساره بالقلق الشديد...
أين اختفى زوجها محمود ..
وبدأت تعتدل من فراشها 
وتذهب الى شرفه المنزل...
تستنشق الهواء ...
وتعود بذاكرتها للوراء...
 لكل ما مر بها...
هناك الكثير من الألغاز التي
 لا تجد تفسير أو حل لها...
أسبوع كامل على وجودها داخل
الشقه بعد خروجها من المستشفى...
وهي تحاول البحث عن محمود 
ولكن بلا جدوى...
 لقد اختفى...
 بشكل مريب وغامض ...
ومخيف ...
حتى أنها لجأت إلى الإتصال 
بأبيها الحاج حسان ...
الذي بدأ هو الآخر عملية
البحث مع في جميع
 المستشفيات واقسام الشرطه...
وفي كل مكان...
ولكن باتت كل محاولته هو
 الآخر بالفشل...
لقد اختفى محمود بشكل لم 
يتوقعه أو يتخيله أحد ...
وساره بدأت تشعر بالحزن
 والخوف من أجل زوجها
 الكفيف...
وتساءلت فى نفسها...
 أين يمكنه أن يذهب ...!
وبعد أسبوعين كانت تجلس 
وحدها داخل شقتها وعقلها 
ما يزال يعمل ولا يتوقف 
عن التفكير ...
فجأة...
تسقط داخل شرفة منزلها
 تلك الحصى الصغيره التي
 تحمل رساله...
 تتسع أعين ساره في تعجب
 وهي تعتدل وتذهب بجسد 
متعب متهالك نحو الحصى
 وتحملها بين أصابعها ...
وهي متاكده بأن من ألقاها 
سيختفي كما يفعل كل مره ...
وبالفعل تنظر من شرفتها...
فلم تجد أحد ....
كان الفاعل مجهول كالعاده ...
فتحت ساره محتوى الرساله 
وهي تقرأ الكلمات بسرعه
و في صدمه ..
وعينها متسعه عن آخرهم ...
فقد كان محتوى الرساله 
هذه المره مذهل...
والمجهول هذه المره يخبرها
 بمكان زوجها محمود ...
ولم تصدق ساره..
وهي تنفي برأسها 
: مستحيل....!
هل بالفعل تلك الرساله صادقه ...؟
هل  محمود زوجها في هذا المكان
حقًا...؟
وكان عليها أن تتأكد ...
وتذهب بنفسها لرؤيته...
ولم يكن لديها بديل ...
أى بديل ..

تعليقات



×