رواية أخباءت حبه الفصل الواحد والخمسون 51 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الواحد والخمسون

كانت مفاجأه جديده وغريبه 
وغير مفهومه ل ساره وهي
تجد عيناها الإثنان كما هما ...
لم يحدث لهم أى شىء...
وهذا يعنى بأن العمليه لم
 تتم...
فعيناها الإثنان مفتوحتان...
 وترى بهما بكل وضوح ...
لم يأخذ محمود منهما
 أى واحده..
ماذا حدث...  !
إنها عاجزة عن التفكير ..!
جسدها متهالك ..
لا تستطيع تحريكه ...
كانت منهكه ومتعبه ...
ومحطمه....
تحاول أن ترى أين هي.. 
شفتاه متجمده وثقيله ..
تجاهد لكى تنادي أي أحد
للحديث معه ...
شخص يفسر لها..
ماذا حدث.....
 ظلت هكذا أكثر من ساعه...
حلقها كالصخر ....
متحجر...
تشعر بالظماء الشديد...
فجأة ...
تسمع صوت فتح الباب ...
ووقع أقدام تقترب من 
فراشها...
كان رجل بملامح هادئه...
تجاوز منتصف العقد السادس
 من عمره ...
أصلع الرأس ..
أشيب شعر الفودين ...
ووجه دائري...
يرتدي نظاره أنيقه ...
 جسد ممتلئ..
 يرتدي ثوب أبيض متسع...
ويقول بصوت هادئ حنون
: حمدًا لله على سلامتك...
 ساره في حيره شديده :
ماذا حدث ...!!
من المفترض أن أرى بعين
 واحده ...!
لكن عندما استيقظت وجدت
 الإثنان كما هما...
 سليمتان...!
لم يمسهم شىء....!
 ولم يأخذ زوجي محمود 
أي منهم كما كان الإتفاق 
بيننا...!
وهذا أمر فى منتهى الحيره ...!
يعود الطبيب في الإقتراب 
منها وهو يميل نحوها : 
نعم...
للأسف... 
لم تتم عمليه نقل العين...
ساره فى حيره : لماذا ..؟
الطبيب بهدوء : قبل لحظه 
واحده من إجراء العملية 
حدث لك هبوط مفاجىء ...
وحدثت تشنجات فى خلايا 
الجسد ...
فكان من المحتم الرجوع عن 
خطوة إجراء العمليه ...
ووجدنا أن جسدك غير قابل 
للتحمل ...
وتلك العمليه كانت بمثابة 
موتك المحقق...
أوقفنا كل شىء ..
 ساره في تعجب شديد : 
بعد كل تلك الفحوصات التى 
تمت ...
لم تتم العمليه.. !
 انه لا شيء مؤسف.. 
 لقد كنت على أمل أن 
يرى زوجي محمود من
 جديد...
لقد حلمت بذلك ...
الطبيب في عطف وشفقه
يقول : أنني لم أقابل
 أو أرى وأصادف زوجه
 مخلصه مثلك..
تضحي بكل رضا من أجل
 زوجها ..
تضحي بواحده من أعينها ...
وحزينه أن ذلك لم يحدث ..
هذا شيء نادر الوجود...
وعجيب...
لم تعلق ساره على حديثه
بل قالت في لهفه :
أين محمود...؟
أين هو...؟
هز الطبيب رأسه قائلاً 
: أنه بخير أطمئن ...
لقد عاد إلى منزلكم ...
ساره في قلق وتوتر :
أنني متعبه ومرهقه للغايه ...
أشعر وكأن جسدي مهشم ..
متعب...
والألم يتفاقم منه...
الطبيب في صوت خافت : 
لا داعي للقلق ...
هذا أمر طبيعى ...
ساره فى تعجب. :
طبيعى...!
كيف ولم تكن هناك عمليه ..!
لماذا أنا هنا فى الفراش .. !
كان ينبغى أن أرحل مع 
زوجى ...!
الطبيب فى أسي  : 
لقد تعرض جسدك الضعيف 
للكثير من الفحوصات..
التى لم يتحملها ...
وبعد الغيبوبه الطويله كان 
من الطبيعي ان تستيقظي
 متعبه هكذا...
ساره في صوت هادئ :
أريد أن أعود إلى منزلي...
أريد رؤيه زوجي...
هز الطبيب رأسه من
 جديد : نعم...
ولكن ليس الآن ...
جسدك فى حاجة شديده 
للكثير من الراحه ....
ساره في حيره أكثر  :
العمليه لم تتم...
لماذا أنا هنا الآن إذن...!!
هناك شىء مريب فى الأمر...
أشعر به ...
ساد الصمت لبرهة من الوقت
حتى قالت فى حماس : 
سأخرج من المستشفى.. 
شئت أم أبيت ..
أنا...
يقاطعها الطبيب بإشاره من 
راحت يده فى وجهها : لا ...
لا تقوم بأى حركه من فراشك ...
الوضع خطر...
ساره بوجه متجهم : 
الوضع خطر...!
الطبيب في صوت أقرب إلى 
الحزن : حسنًا ...
سأصارحك...
أنا مضطر إلى ذلك ...
إن قلبك مريض... 
تبتسم ساره بشكل حزين
ساخر : 
ما الجديد فى ذلك ...؟
أنا أعلم هذا ...
الطبيب :  لقد تعرضت إلى 
أزمه مفاجأه وحاده ...
وكاد أن يتوقف قلبك...
لولا أن قمنا بإسعفات أوليه ...
ومن المؤسف أن أخبرك أنه 
تم إجراء عمليه دقيقه فى 
صمامات القلب ...
لإنقاذك ...
وحدثت معجزه لم نكن
نتخيلها
 وكتبت لك النجاه ...
وكتب الله لك عمرًا جديد....
ساره في حسره  :
أنا قد قمت بإجراء عملية
فى القلب ...!!
 الطبيب بكل هدوء يجيب
: نعم ...
إنها لم تكن كافيه لإنقاذ 
 قلبك المريض ...
أو شفاؤك ..
ولكنه أسف فى القول ...
أعطتك بعض الوقت لأن
 تعيشى ...
إنها عمليه جراحيه دقيقه
 لقلبك...
ثم عاد يبتسم : 
 ولكن اطمئني ...
أنت بخير ...
ولكن جسدك يحتاج لفتره 
فقط للتعافي والشفاء ...
تحملي...واهدئى ...
واسترخى ....
لن يستغرق مكوثك هنا 
كثيرًا ...
وفي القريب العاجل ستعودي
 الى ديارك من جديد .. 
ثم عاد يشير بيده : 
وأي شيء تحتاجين له يمكنك
 الضغط على ذلك الزر المجاور
إلى فراشك...
وحمدًا لله على سلامتك
 مره اخرى...
وغادره بعدها الطبيب
 الحجره...
وتركها في حيره لا حدود
 لها ...
وهي تعيد ترتيب ما حدث ...
وتشعر بأن الخوف يسيطر 
على كل جسدها...
وقلبها غير مطمئنه..
ويشعر بالقلق ...
القلق الشديد ...

*****
بعد يومين 
ما زالت ساره ترقد فوق
 الفراش نائمه بلا حركه...
لكن عقلها لم يتوقف عن
 التفكير ...
التفكير بلا توقف ..
لكن بلا جدوى...
لم تجد أي نتيجه...
أو تفسير...
لديها يقين في أعماق قلبها 
بأن هناك شيء مريب قد 
وقع... وحدث ..
لكن لا تستطيع أن تدركه...
لقد جاءت لتضحى لزوجها
 محمود بواحده من أعينها ...
ولكن الآن يخبرونها بأن قلبها 
كان في حاله خطره...
 وتم عمل عمليه دقيقه
 لإنقاذها ...
هل هذا حقًا ما حدث...؟
إنها لم تعد تأمن مكر وخبث
 زوجها محمود...
أو تقف به ...
أو بجميع من حولها ...
لقد أصبحت تفقد الثقه 
بهم جميعًا...
حتى أعز  أصدقاؤها 
رحاب..
 التي وثقت بها وأمانتها على 
كل أسرارها ....
خانتها ...
لقد تحولت الى أفعى شرسه
 وخبيثه ...
شيطانه....
يفتح الباب حجرتها فجأة...
ودلف نحو الداخل ذلك الطبيب
 الذي ما زالت ابتسامته فوق
شفتيه يقول بصوت حنون :
كيف حالك اليوم ...؟
ساره بصوت خافت :
الحمد لله...ولكنى
أريد الخروج من هنا...
لقد مللت...
الطبيب : قريبًا...
قريبًا جدًا ...
فقط حتى نطمئن على
 حالتك وتستقر...
ساره بلهجه حاده :
أين زوجي محمود ..؟
أين هاتفى...؟
أريده...
نفى الطبيب برأسه : 
حقيقى أنا لا أعلم شىء .
ولكن هناك صديقه تريد 
مقابلتك وزيارتك ...
جاءت اليوم منذ نصف 
ساعه تقريبًا
 لقد جاءت لتطمئن عليك...
ربما تفيدك فى الإجابه عن تلك 
الأسئله ..
لقد سمحت لها بزيارتك...
لكن حذاري لا أريد منك
 الحديث كثيرًا ...
أو الإنفعال ...
أريد منك الهدوء التام فقط...
هذا فى صالحك ...
حديث بلا عصبيه ...
عقدت ساره حجبيها في
 دهشه وهي تقول :
 صديقتي ...!
من هى ...!
من تكون ...!
فجأة دخلت الى حجرتها 
من وراء الطبيب البدين 
صديقتها رحاب...
التي تبتسم لها وهي تقول
: حمدًا لله على سلامتك
يا عزيزتى ..
أتسعت أعين ساره في صدمه
وهي تقول : أنت...!
لا ....
لماذا جئت...!
 لماذا جئت الى هنا...!
يعود الطبيب للإنصراف وهو
 يقول لرحاب : أرجوك ...
لا أريد تأخير في الزياره 
وكما اخبرتك في الخارج ...
الهدوء التام ..
هزت رحاب رأسها وهي 
تقول : اطمئن....
 شكرًا لك ...
عاد يغادر وهو يغلق الباب من 
خلفهم...
وتعود رحاب للإقتراب من فراش
ساره  وهى تقول : 
كيف حالك اليوم...؟
 ساره في لهجه غاضبه :
 لماذا جئت الى هنا ...؟
أنا لا أريد رؤيتك...
 أو الحديث معك ...
لقد محوت كل ما بيننا من 
صداقه ...
ولم يعد هناك حديث يجمعنا....
تقترب رحاب أكثر وهي تقول
: ولكن ما زلت أحبك ...
رغم كل هذا ...
وما زلت أحتفظ بالصداقه 
التى بيننا ...
ساره في سخط :
 أي صداقه تلك..!
لا يحق لك الحديث عنها...
فأنت لم تعدي صديقتي...
لقد محوتك من حياتى...
ونسيتك...
رحاب في تعجب :
أنا لم أخطأ في حقك...
 ولم أفعل لك شيء ...
أنا مازلت صديقتك ...
تنفي ساره برأسها : 
حديثى واضح ولا يحتاج 
للشرح أو المماطلة...
 لم يعد هناك صداقه بيننا ...
أنت امرأه خائنه...
وطماعها ...وشريره...
لم أعد أشعر بالأمان نحوك ...
رحاب بصوت هادئ :
كل هذا من أجل زواجي من 
سعيد...؟
تنفي ساره برأسها : لا ..
بل من أجل هدم أسره 
كامله...وتحطيمها...
لقد استوليت على حق ليس
 من حقك...
تنفي رحاب برأسها : لا..
الزواج ليس فيه عيب...
 لقد فعلت شيء يفعله الكثير..
 تزوجت من رجل متزوج ...
احبني واخلص لي ...
لم نفعل شىء حرام...
ثم عادت تقول فى حزن :
أنت لم تعاني مثل ما عانيت 
في حياتي...
 لقد عشت في أسره فقيره
 مفككه...
عشت أيام مريره...
 بل سنوات من العذاب...
أبي رجل ذو سمعه سيئه..
تطاردنى فى كل مكان ..
اخفي وجهي من الناس خجلًا 
منهم ..
 على انه أبى ...
عانيت كثيرًا ...
عشت الفقر كثيرًا ...
نمت بلا طعام...
بلا غطاء فى البرد ...
بلا أمان...
أريد أن أعيش باقي عمري
 في سعاده..
 في غنى...
 وهذا ليس عيبًا ...
هذا من حقى...
ساره في حنقه : 
وحديثك مع زوجي محمود..!
 وطلبك نصف الميراث ...!
ومعلوماتك التي لا أعلم كيف
وصلت أو حصلت عليها...!
لقد أخفيت عني الكثير 
والكثير...
وعادت تشيح ساره بيديها :
الصداقه بيننا انتهت عند 
هذا الحد ...
وبالفعل أنا نادمه على ما 
قضيته معك من وقت...
أو من مشاعر ود وحب ...
وثقه ...
رحاب في حزن : صدقيني...
أنا لم أفعل شيء يؤذيك...
 أو يضرك...
 الجميع يريد أن يكون ثري..
الجميع يريد المال...
وانا لست أقل منهم ...
هذا حلمى...
مثلهم...
وصدقينى الجميع سيء...
 الجميع يسعى خلف 
مصلحته... 
هل تريد أن أثبت لك صدق 
كلامي...
 ساره في دهشه :
 ما معنى حديثك ...؟
رحاب : لقد أخبرتك بزواج
 محمود من صافي...
 ولكن لم أخبرك كيف حصلت
على ذلك السر.....
أو من الذي كشفه لي...
 ساره في حيره شديده :
ومن هو الذى أخبرك ...؟
رحاب في ابتسامه مريبه :
 حسنًا...
عليك أن تتحملي الصدمه...
سيكون واقع كلماتى القادمه 
مؤلم...
ولن يستطيع عقلك أن
 يستوعبه...
أو يصدقه...
ساره فى قمة الشغف تتسع 
عيناها وهى فى لهفه وتركيز 
لسماع رحاب التى قالت
 بهدوء : إن الذى اخبرني بسر 
زواج صافي من محمود ...
هو...
أقصد هى ...
 سمر....
 أخت محمود ...
تتسع أعين ساره في ذهول
وهى تكاد تصرخ ...
وتنفى برأسها : 
مستحيل...!
 سمر اخت محمود...! 
هي من أخبرتك بهذا السر ..؟
هزت رحاب رأسها : نعم...
ليس هذا فقط..
بل أنت غافله عن حقيقة
الكثير ممن حولك...
 أنت مخدوعه في الجميع...
 ساره في ذهول شديد :
أنت كاذبه..
مستحيل أن تكون سمر هى
من أفصحت عن ذلك السر...
تبتسم رحاب فى سخريه :
أعلم صعوبة إستيعابك
 الحقيقه...
ساره فى صوت جاد وعنيف 
: إذن أخبريني كيف تحدثتي 
مع سمر ...؟
وكيف أخبرتك بهذه السر...!
 وتبدأ رحاب تروي لها تفاصيل 
جديده ومثيره ...
ومفاجآت غير متوقعه ....
وتكشف لها عن قناع جديد 
خلف وجه سمر...
 قناع لم تكن ساره تتخيله...
أو تتوقعه....

تعليقات



×