رواية أخباءت حبه الفصل الخمسون 50 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل الخمسون 

تنتظر ساره في شغف شديد
 سماع صوت محمود وحديثه 
وهو يخبرها بتفاصيل 
وأحداث قصه عبد الرحمن...
 الذي تنتظر بلهفه أن تعرف
 من يكون ...
محمود بصوت هادئ يتابع
قائلاً : عبد الرحمن...
هو صديق مقرب منى
منذ الطفوله ...
وبالنسبه لي كنت أحبه كثيرًا 
جدًا...
لكنه نشأ فى ظروف
 قاسيه ...وصعبه...
منها موت أبوه وزواج أمه 
وهو صغير ...
عاش يتيمًا مشرد...
ومعاناته مع أولاد عمه الذين 
نهبوا ميراثه....
وتجرع على أيديهم أشد 
العذاب أنواع العذاب.. 
تنتبه ساره فجأة 
وتعود فى لحظه إلى الماضى...
وتتأكد بأن عبد الرحمن هذا الذى 
يتحدث عنه الآن هو نفسه 
وبنسبه كبيره ذلك الطفل
 الذي ساعدته في الماضي...
وهم صغار ...
ثم عادت تستمع إلى باقي 
حديث محمود وهو يقول :
وبعد أن فر عبد الرحمن من
عائلته والناس .. 
انضم الى مجموعه من 
 المجرمين...
والى تشكيل عصابي خطر...
حاولت كثيرًا منعه.. 
أو دفعه عن العدول عن 
المشاركه هؤلاء المجرمين 
فى تلك الجرائم ....
والأفعال العدوانية ...
ولكن بلا جدوى ...
باتت كل محاولاتى كلها 
بالفاشل لإقناعه ....
كان عبد الرحمن مصمم على 
القدوم والمرور داخل 
ذلك العالم الأسود الذى ليس
 له نهاية سوى الموت ...
أو السجن...
ومنذ عدة شهور...
كانت هناك عمليه تهريب وسمعت
بأنه قد مات خلالها...
وغرق فى البحر ...
 خفق قلب ساره عند تلك
 النقطه ...
وهى تسأله بصوت خافت : 
ولكن هل كانت هناك على
وجهه تلك الندبه ...
التي تشق ملامحها ...؟
أقصد متى حدثت له ...؟
وكيف ...؟
هزه محمود رأسه : 
نعم كانت موجوده منذ زمن..
لكنى أجهل سببها..
 ساره فى تعجب : ولكن..
إن مات كما تدعى ...
من هذا الذى رأيته في
 المستشفى بعينى... !
وكان ينوى  قتلك...؟
ينفي محمود برأسه :
بالتأكيد لم يكن هو...
ساره في إصرار شديد  :
بل أنا واثقه ومتأكده 
بأنه عبد الرحمن...
ذلك الشخص الذي كان 
معك في الصوره ...
وليس لدي ذرة شك ...
محمود في ثقه هو الآخر :
لقد رأيت بنفسي جثته ...
 بعد ان انتشلوها من 
البحر...
ساره فى تعجب : 
هل رأيت ملامحه ....؟
هزه محمود رأسه : نعم ...
كانت جثته...بالفعل...
رغم بعض التشوهات التى 
حدثت لها...
ساره مستنكره :
ربما لم تكن جثة عبد الرحمن...
ربما أخطأت ...
وهذا تقريبًا ما حدث بعد أن
غير الماء ملامحه ...
ينفي محمود من جديد : 
بل هو...
نفس الجسد..
 والهيئه..
 والشكل...
 والملابس..
 وكل شيء...
 تأخذ ساره نفسًا عميقًا 
قائله فى حيره : 
لم اعد ادر....
حسنًا ...أكمل باقى قصتك ...
ماذا حدث بعد ذلك...؟
يبدأ محمود في حديثه قائلاً 
: حتى جاء اليوم الذي
 تقابلت فيه وتعرفت على 
بعض الاصدقاء...
أو الذى ظننت أنهم أصدقاء ...
لكنهم كانوا حفنه من الأشرار...
كان هدفهم من مصاحبتى 
خفى ..
كنت أجهل نيتهم الخبيثه...
أعطوني حقيبه وأخبروني
بأنها عباره عن مواد مخدره 
ممنوعه ...
وعلي الإحتفاظ بها ...
ولقد رفضت في بدايه الأمر ...
ولكنهم أصروا وأجبرونى
على ذلك رغمًا عنى ..
بعد أن حاولوا  إقناعى
 بدفع مبلغ كبير 
مقابل ذلك...
وطمئنونى..
بأنى رجل بعيد كل البعد 
عن الشبهات ...
وأستطيع حفظ لهم تلك 
الحقيبه بكل اطمئنان...
وبلا خوف...
ولو حدث أى مكروه سيكون
فى حمايتى ..
وسند ..
ولن يتركونى...
أو يتخلو عنى...
وقبلت طلبهم...
ووضعت الحقيبه عندي...
لقد كنت للأسف بحاجه إلى 
المال بشدة...
فجأة دون أن أعلم كيف حدث 
ذلك اختفت تلك الحقيبه...
التى اخفيتها داخل الورشه 
فى مكان سرى لا يعلمه 
غيرى...
ولم يعد لديها أى أثر...
وتم بعدها تهديدي منهم ....
وعلى الإختيار ما بين عودة
تلك الحقيبه أو الموت...
 ونيل الجزاء ..
ثم حدث ما حدث ...
وتم إحراق الورشه وأنا معها ...
كنت أحاول إطفاءها ....
والفاعل مجهول .. 
لكن رحاب صديقتك تخبرنى 
بأنها تعلمه ...
وتعرف الكثير من الأسرار 
التى اندهش بشده ...
بكيفية حصولها عليها ...
تتنهد ساره وهي تقول بصوت
خافت : 
وتلك هي نهايه قصتك ....
هز محمود رأسه وهو يستند 
براحت يديه على ذقنه : 
 نعم ....هذا كل شيء...
ثم عاد يتثائب والنعاس يداهمه 
 : أننى اشعر برغبه كبيره
 في النوم ..
جاءتنى فجأة...
يبدو بأننى متعب وعلى 
الذهاب إلى الفراش ....
وأنت كذلك ...
فعلينا أن نستعد فى الصباح
الباكر للذهاب الى المستشفى ..
وإجراء تلك العمليه...
لم تعلق ساره فقد إنتبهت 
إلى نقطه معينه واتسعت عينها 
وهى تعقد حاجبيها :
لكنك لم تخبرني بعد من أين 
حصلت على أموال ومصاريف 
تلك العمليه...!
بالتأكيد عمليه مثلها تحتاج 
الى دفع مبلغ كبير ...
وتكاليفها باهظه....
محمود في إرتباك واضح 
 وتعلثم في الكلام يقول :
نعم...
إنها بالتأكيد عمليه باهظه
وتحتاج إلى تكلفه عاليه
جدًا ...
ولكني لم أخبرك بأنى قد
حصلت على المبلغ من
 خلال أختي سمر ...
منذ تقريبًا شهر...
اقترضته منها قبل أن 
يستولي على كل الميراث 
الخاص بها (سعيد) زوجها...
ويحصل على كل ما لديها...
ويمكنك سؤالها عن ذلك
إن أردت ...
أو كان لديك الشك في
 حديثي...
يسود الصمت بعد كلماته...
ويبدأ فى الأعتدال بجسده ...
والإنصراف إلى فراشه...
 والنوم ...
لكن عقل ساره لم يتوقف عن 
التفكير ...
ولا التخيل ...
ولا الخوف ...
وهي ترى نفسها بعين 
واحده ....
ولكن رغم القلق الشديد 
والتوتر والرهبه ...
كانت هناك نقطه بيضاء  
تسعد قلبها....
وهى أن حبيبها وزوجها...
وأبو اولادها في المستقبل
القريب سيرى من جديد ...
وبواحده من عينها ....
ربما حينها يختلف كل شيء ..
من يدري...
ربما يرى بعينيها ما لم 
يراه من قبل ..

******
خوف رهيب يجتاح كل
 خلايا ساره...
وهي تجلس داخل المستشفى
وتقوم بالكثير من إجراءات 
الفحص والتحاليل...
قبل عملية نقل عينها إلى 
زوجها محمود..
 ورغم هذا القلق والخوف...
لم يكن لديها ذره واحده 
أو التفكير والعدول والتراجع 
عن قرارها ....
كان داخلها في نفس الوقت
حاله ومزيج ما بين الأمل 
في أن تعيد لزوجها بصره...
وبين الحزن والتوتر ...
 حتى جاءت اللحظه وهي
ترقد على الفراش نائمه ...
وبجانبها على الفراش المقابل 
زوجها محمود الذى يبتسم ...
إبتسامه غريبه لا تعرف معنى 
لها ...
إبتسامة رجل لا يرى ..
هل هو سعيد بحدوث تلك
 العمليه ..
وحصوله على واحده من
 عينيها ..!!
لا تعلم السبب...
ساره بصوت وبإحساس 
صادق من قلبها : 
سأعترف لك ...
ينتبه محمود إلى صوتها 
وتتلاشى وتذوب الإبتسامه 
من فوق شفتيه وهو يسمعها
 تقول :
رغم كل ما حدث ومر بنا 
لم يزل قلبى يحبك ...
ربما كانت تلك اللحظات هى
الأخيره بيننا ...
وربما أموت وأنا أقوم بإجراء 
تلك العمليه ...
ولن اراك مرة أخرى...
لكنى فعلت الكثير والكثير 
من أجلك ..
ومازلت أضحى...
ربما كنت مخطئه ...
ولكنى لست نادمه ...
يبتسم محمود وهى يهمس 
: ستعيشى...
أنا أشعر ذلك ...
فجأة يقترب منها وجه 
طبيب مبتسم...
وتبدأ عملية التخدير 
 الكلى لها...
وتغيب ساره عن الوعي
 تمامًا ...
وتذهب في عالم بعيد...
ترى فيه الكثير والكثير 
من الأحلام ...
تعيش فيها بكامل حثها...
لكنها لا تستطيع أن تتذكرها 
وقت إستيقاظها....
ولا تعلم كم من الوقت
 قد مر عليها في تلك
 الغيبوبه الطويله ....
تستيقظ بأعين متثاقله ...
ضعيفه ...
وبجسد متعب هزيل ...
 شديد الإرهاق ....
وكأن عظامها كلها قد تهشمت...
عادت تعيد ذاكرتها الى
 اللحظه أو النقطه الأخيره 
قبل أن تذهب في نومها ...
وتنتبه وهي تحاول أن 
تحرك رأسها..
فقد كانت ما تشعر به 
مذهل ...
وما حدث بعد إجراء تلك
العمليه ...
كان مفاجأه ...
مفاجأه لم تكن تتوقعها...
أو تكن في الحسبان...
 مفاجأة جديده في 
حياه ساره ...
جعلت جسدها كله يرتجف...
يرتجف بقوة ...
وبشدة ...
وبذعر...
ذعر لا حدود له ...

تعليقات



×