رواية ظلمت لكونها انثي الفصل الرابع 4 بقلم عفاف شريف


 رواية ظلمت لكونها انثي الفصل الرابع بقلم عفاف شريف  

كنت اظن انني لن اهون فهنت

...................................

ظل ينظر لأمه بنظرات مصدومه 
عاجزه عن الرد
وبعد ثواني نطق بصوت متحشرج: مروه 
نظرت له والدته وهي تردف:أيوه يا بني 
 دي بت زي القمر طالعه لأمها
ومتعلمه يعني ست بيت كامله 
عبد الرحمن بدهشة من اختيار والدته فقال بهدوء : ماما أنتي عرفه مروه دي في سنه كام 
دي تقريبا في ثالثه ثانوي 
يعني لسه صغيره جدا علي الجواز والمسؤوليه
ردت والدته بتاكيد :ومالو 
هو الصغير ده إلي بيعمر
عشان تربيها علي إيدك 
اما تاخد واحده كبيرة بقي وفاهمه
هتتعبك
نظر لها عبد الرحمن  بعدم تصديق وهو يقول :ماما لو سمحتي يا ريت منتكلمش  في موضوع مروه ثاني 
وتركها ودلف لغرفته 
لكنه لم يري نظرات الإصرار في عيني والدته 
.........................
#بقلمي_عفاف_شريف 
#ظلمت_لكونها_انثي 
.........................
أما في غرفته
تسطح علي فراشه بارهاق 
وهو يفكر ماذا سيحدث الآن 
امه لن تصمت كثيرا بخصوص موضوع زواجه 
سفتحه عاجلا أم آجلا 
تافف بضيق
وهو يفكر الي اين تقوده تلك الحياه 
ابتسم بمراره
وهو يتذكر عندما أخبرته امه بخبر زواج فيروزه 
يكاد يقسم حينها أنه شعر بنقسام قلبه 
وبكاء روحه علي تلك الحبيبه التي تركها رغبه في الحصول عليها 
فيروزه تلك الفتاه التي أحبها منذ عرفها
سافر لأجلها 
تعرض للكثير فقط ليحصل علي وظيفه مناسبه 
لكن كانت الصدمه الكبري له 
حينما علم بخبر زواجها 
أصبحت ملك لغيره 
في بيت ليس  بيته 
وتندس في حضن أحد غيره
لكم شعر بنيران تحرق احشائه 
فيروزه حبه الأول اختفي مثل السراب 
اغمض عينيه
متذكرا 
كم كانت صدمه
عندما استمع ل خبر طلاقها 
ولمح غمامه الحزن بعينها 
ازداد وجع قلبه
هل كانت تحبه حقا 
هل لتلك الدرجه حزينه علي فقده
يبدو أنه هو من فقدها للأبد 
زفر بقوه
وهو يتوجهه للشرفه 
في سبيل الحصول علي بعض الهواء 

تتطلع للسماء قليلا الي إن إستمع 
الي شهقات صغيره 
نظر حوله وهو يبحث عن مصدر الصوت 
الي إن نظر للأسفل
ووجدها  فيروزه
تطلع لها بحزن ودهشه من مظهرها وهو يراها تضع يدها علي فمها تكتم شهقات بكائها 

شعر للحظه بألم 
شعور بالعجز يجتاح قلبه 
ويحطم روحه 
ظل ينظر لها وبقلبه ذاك الوجع 
الي أن رآها تمسح دموعها بقوه وتدلف للداخل 
ظل ينظر في أثرها بضيق 
الي أن استمتع إلي صوت امه تطلب منه القدوم 
تنهد بتعب وهو يتوجهه للداخل 
.......................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#عفاف_شريف 
........................
في الأسفل 
دلفت بعيون متورمه ووجه أحمر من كثر البكاء 
كادت أن تدلف ل غرفتها 
لولا أن استمعت الي نداء أمها 
وهي تقول :فيروزه تعالي حضري الأكل لحسن تعبت
تنهدت بتعب وهي تتوجهه للمطبخ
تعد الطعام بشرود وتعب 
وبعد مده وقد كادت أن تنتهي 
افاقت علي صوت امها وهي تقول :فيروزه خلصي الاكل وانزلي هاتي الطلبات عشان مش قادرة 
بس بسرعه قبل ما ابوكي ييجي
أغمضت عيناها بتعب 
وهي تنهي الطعام سريعا 
لتتوجه بعدها
لشراء الطلبات 
.........................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#بقلمي_عفاف_شريف 
............................
في شقه هبه 
كانت تجلس بغرفتها بعد خلود اطفالها للنوم 
تمسك المصحف تقرأ وردها اليومي
فقد قررت أن تضع لنفسها ورد مكون من ربع او اكثر كل يوم 
حتي انها قررت أن تصلي السُنن فقد كانت تهجرها
وتكتفي بالفرض
تذكرت وهي تبحث ووجدت عده أحاديث منها

 حديث أم حبيبة -رضي الله عنها-  أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة.

وكم احبت الأمر هم فقط إثني عشر ركعه 
ويبني لها بيتا في الجنه 
قرأت أيضا عن وجود اذكار للنوم 

قرأتها ليله امس ولم تصبها تلك الكوابيس المزعجه
ابتسمت وهي تشعر بالراحه
راحه القرب من الله 
تنتهدت بتعب وهي تستمع لصوت الباب 
معلن عن وصول زوجها مبكرا اليوم 
توجه لها ببطئ
وهو يراها تقراء في المصحف 
وجلس بجانبه يشاهد التلفاز بصمت 
نظرت له بتردد
بعد أن انهت وردها 
واردفت:كنت محتاجه اروح لماما 
نظر لها بهدوء وهو يرد: من امتي الأدب ده 
كل مره كنتي بتخرجي من ورايا 
إيه تعبتي من الضرب 
نظرت له بكره وهي تقول بقوه :قرأت إن لازم آخد أذن زوجي قبل ما أخرج 
بغض النظر عن كرهي ليك بس مبحبش اخالف شرع ربنا 
ظل يتفحصها قليلا الي أن رد بهدوء :ومالو روحي 
بس متتاخريش 
نظرت له بستغراب من موافقته 
ثم توجهت سريعا لتجهيز نفسها وأطفالها 

..............................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#عفاف_شريف 
..............................
بعد مده 
كانت وصلت ل منزل أمها 
دقت علي الباب لتجد أمها تفتح لها
وعلي وجهها علامات الوجوم
لم تلقي عليها السلام حتي بل 
دلفت للداخل وهي تردف: ها عملتي إيه المره دي
تطلعت لها بنظرات منكسره
أين تجد الأمان أن لم تجده ببيت والدها 
الى أين يذهب المرء حينما تدهس عليه الحياه 
الى أين ؟

ظل يتردد بداخلها هذا السؤال وهي تنظر إلى أمها الواجمه
كأنها لا تريد وجودها 
تمقته
ابتلعت تلك الغضه المؤلمه 
وهي تقول :محصلش حاجه
أنا كنت جايه اقعد معاكي شويه 
نظرت لها امها بشك وهي تقول : يعني مش خناقه جديده 

وتاففت: أنا مبقتش حمل شكوه يا هبه 
تعبت منك انتي وجوزك

وأكملت:قلتلك مليون مره اتحملي نتيجه اختياراتك 
حلوه او وحشه 
دي مش مشكلتي ابدا 

انا مش حمل كلام الناس و العيله 
الي هيشمتوا فيا بمجرد طلاقك
وثم في الأول والآخر
ضل راجل ولا ضل حيطه 

ظلت صامته متحجرة الملامح 
تنظر لها بحسره 
منتظرة ان تنتهي

لتكمل امها:ممكن تقوليلي بتفكري لما تطلقي تعملي ايه 
هتعيشي ازاي 
هتربي عيالك ازاي 
انتي فكرة أن محمود هيبعتلك فلوس 
ولو بعت هيرمي ملاليم ميكفوش حاجه 
هتعيشي طول عمرك لوحدك 
ولا هتتجوزي ثاني 

ظلت تستمتع لحديثها بهدوء 
الي ان توقفت 
لتردف هبه:خلصتي 
خليني اقولك اني يمكن غلطت في يوم من الأيام
غلطت  اني تمسكت بمحمود وهو فعلا ميستهلش 
 غلطت لما اصريت علي بابا الله يرحمه 
واتحديت الكل 
غلطت لما قبلت من اول مرة ضربني وكملت 
بس انا اتعاقبت 
انتي متخيله انا بقالي قد ايه بتعاقب 
بقالي قد ايه بضرب وبتهان 
وباخد عقابي وانا ساكته ومستحمله 
بس تظني من العدل اني استحمل العمر كله عشان غلطه واحده بس 
انا غلطت غلطه 
وخدت عقابي بدل المره الف 
وفي كل مره كنت باجي عشان تحسسيني بالأمان بتثبتيلي اني مليش اهل 
واني اهلي ماتو بموت ابويا 
ليه بتعملي كده 
أنتي مش مثلا فقيره عشان تخافي من موضوع الفلوس 
معقول تضحي ببنتك عشان كلام الناس 
ميتكلموا
هو من امتي الناس بتسكت
أكملت بقهر:تعرفي ان محمود بيضربني وهو مطمن اني مليش أهل ولا حد هيقف قصاده ولا أنا فارقه معاكي أصلا 
اصعب حاجه ممكن أي حد يحس بيها
إنه يحس انه لوحده ملوش حد 
مفيش حد في ضهره 
يوم ما يقع الكل هينهش فيه
ومش فارق مع حد 
احساس بشع اوي يا ماما 
أنا جيت النهارده  وعندي أمل أنك تخديني في حضنك لمره واحده بس 
بس ملهاش لازمه المحاولة حتي
لأن النتيجه واضحة زي وضوح الشمس 
كنت فكرة اني مستحيل اهون عليكي 
بس هونت 

حملت اطفالها وتوجهت للخارج 

مقرره وضع النهايه
..........................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#عفاف_شريف 
...........................

ارتدت عبائتها السوداء سريعا 
وهي تتوجهه لشراء الطلبات 
من اول لحظه خطت بقدمها  للشارع 
والجميع ينظر لها 
كأنها ترتدي ملابس فاضحه
تجاهلت نظراتهم وهي تتوجهه  سريعا لمحل الخضروات 
لتبتاع المطلوب 
تنهدت بضيق وهي تري نظرات ذالك البائع لها
وهي تختار الخضروات بسرعه لكي تذهب من هذا المكان 
التفتت لتضعهم علي الميزان  
لتجد انه أكثر مما تريد 
مدت يدها سريعة لتقلل الكميه 
لتجد يد البائع توضع علي  يدها 
انتفضت بقوه 
وهي تنظر له بشر 
لتستمتع بعدها الي صوت زوجه بائع المحل وهي تقول بغضب :روح انت شوف البضاعه
سيبني انا اشوف المدام 
ونظرت لها بغضب وهي تضع الطعام باحد الاكياس وتقول :عيب يا حببتي لما تبصي للرجاله المتجوزه 
الجمتها العباره
وكادت ان تركض باكيه
لتردف بقوه : قبل ما تقلي ادبك عليا
روحي لمي جوزك قليل الادب 
وخرجت سريعا محاوله كبت دموعها بقوه 
انتهت اخيرا من شراء جميع الطلبات 
ونظرات الجميع تتبعها كأنها بدون ملابس
توجهت نحو البنايه سريعا
والدموع تغرق عيناها 
صعدت وهي تبكي
 هذا المجتمع العقيم 
لما دائما يلقي اللوم علي الأنثى 
لماذا 
توجهت نحو شقتهم
ولم تري من يهبط امامها 
لترتطم به بقوه 
حتي كادت  تسقط للخلف 
لولا تلك اليد التي حاوطت خصرها بقوه
..............................
في مكان آخر 
تحديدا في منزل أحمد 
كانت سحر تعد الحقائب لسفرهم الي شقيق زوجها 
لتنتفض بقوه إثر صراخ ابنتها الغبيه بجوار اذنها:
بخ 
وضعت يدها علي صدرها برعب وهي تقول:بسم الله الرحمن الرحيم 
يا بنتي حرام عليكي 
هموت بسببك في مره 
عبست حبيبه بقوه وهي تقول :يا ماما قلتلك متقوليش كده  تاني 
هزعل منك وهبطل اخضك
نظرت لها بنفاذ صبر وهي تقول من بين أسنانها:حبيبه ابعدي عن وشي عشان هتلاقي الشبشب لزق في وشك حالا 
ابتعدت بخوف حقيقي وهي تقول: استهدي بالله يا سوسو 
صرخت سحر بها:امشي يا بت روحي حضري هدومك
ردت حبيبه بسرعه: حضرتها

نفخت بضيق وهي تقول: تمام روحي اتصلي ب ابوكي
شوفيه فين
ردت حبيبه بنفس السرعه : اتصلت 
سحر بعيون تنذر بالانفجار: قدامك ثلاث ثواني 
لو لقيتك هنا مش هتعرفي تهربي من تحت ايدي

حبيبه بضحك :مالك يا سوسو
محدش يعرف يهزر معاك شويه
سحر بنظرات ذات مغذي: عايزه ايه 
جيبي من الاخر 
عشان تريحي نفسك وتريحيني 
اما شغل اللف والدوران ده بلاش منه 
ماشي 
حبيبه بضيق : ماشي 
وأكملت بسرعه: ماما انا عايزه اخرج 
سحر بهدوء وهي تضع الملابس : لا 
حبيبه :ليه
سحر :كده
حبيبه: ماما لو سمحتي انا جبت الدرجات النهائيه وانتي وعدتيني اني هخرج
نظرت لها سحر 
وهي تفكر 
هي لم تعتد ان تخلف وعدها مع حبيبه ابدا 
فكان يخبرها زوجها دائما
(لو مش قد الوعد بلاش توعدي وطالما وعدتي لازم تنفذي)
تنهدت وهي تقول :ماشي لما نرجع من عند عمك 
انتفضت حبيبه بفرحه وهي تقول:تعيش ماما 
احلي ماما في الكوكب 
لتهجم عليها تقبلها وتحتضنها بقوه 
وسحر تبتسم بهدوء 
وسعاده 
يكفيها ان تكون حبيبه سعيده لتسعد هي
انتفضو علي صوت احمد وهو يقول ممازحا:كده بتحبوا في بعض من غيري

ركضت حبيبه لوالدها بحب وهي تقول:جبتلي شوكولاته

احمد وهو يخرج قالب الشكولاته من جيبه :احلي شكولاته  لاحلي حبيبه بالكون كله 

صرخت بقوه: بحبك يا احلي بابا 

التفت الي سحر وهو يفتح زراعه الاخري 
ضامما اياها لصدره
بحب
لتتوجهه حبيبه الي غرفتها 
وتوجهت سحر لإكمال الحقائب 

جلس احمد علي الفراش وهو ينظر أمامه بشرود 
الي ان استمع الي صوت سحر : مالك يا احمد
بنادي عليك مش بترد 

احمد بهدوء : تعالي جنبي يا سحر 

توجهت إليه وجلست بجانبه وهي تقول :في ايه حصل حاجه ولا ايه  

احمد بهدوء :حبيبه جالها عريس 

سحر باستنكار:عريس ايه في السن ده يا احمد 

احمد بهدوء :بقولك عشان يكون عندك علم 
بس انا رفضت 

سحر بهدوء :كويس انك رفضت حبيبه لسه صغيره لازم تنضج هي وتختار بنفسها 
احنا موجودين عشان نديها رأينا وندعمها

احمد بشرود : تظني ممكم اظلم بنتي واضيع مستقبلها لمجرد اني اجوزها 
الله يسامحه محمد 
ظلم فيروزه 
مستحيل اكرر غلطته واظلم حبيبه
قالها بتاكد

ولم يري تلك الابتسامه الحزينه التي شقت سغر زوجته 
سعيده بزوجها
وحزينه علي تلك الفتاه التي ظلمها والدها
ظلمها فقط لأنها انثي
..............................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#عفاف_شريف 
..............................
في بنايه فيروزه وعبد الرحمن 

اتسعت عيناها بقوه وهي تري نفسها بداخل احضان عبد الرحمن
انتفضت بقوه حتي كادت أن تقع مره اخري 
ليتلقفها من جديد
معتدل بها 
حتي تستطيع الوقوف 
وقفت بتوتر ووجهها يشع خجل 
حتي نطقت سريعا :شكرا 
وصعدت هاربه من عينيه
أما هو ظل ينظر في أثرها بهدوء 
وابتسامة هادئه تشق ثغره 
وضع يديه بجيب بنطاله وتوجهه للأسفل 
كان شي لم يكن 
..........................
#ظلمت_لكونها_انثي 
#عفاف_شريف 
..........................
أغلقت الباب بسرعه وهي تستند عليه محاوله إلتقاط أنفاسها 
وهي تفكر كم كانت قريبه منه 
اتسعت عيناها بقوه وخجل 
وضعت يدها علي وجنتاها التي أصبحتا مثل حبات الفرواله
رفعت وجهها لتجد أمها تطلع فيها باستغراب 
وقالت :مالك يا بت
فيكي إيه 
فيروزه بتوتر :أبدا مفيش 

حنان بسرعه :ظبطي الطرحه وادخلي لاوضه الضيوف
فيروزه: ليه
حنان بسرعه وتوتر : يلا بس 
دلفت فيروزه بستغراب 
لتجد والدها يجلس مع رجل بدين وله بطن كبير حقا 
يبدو في الأربعين أو أكثر 
ينظر لها نظرات غريبه لم تحبذها ابداً
فيروزه موجهه حديثها لولادها : نعم يا بابا 
محمد بهدوء: سلمي علي عريسك يا فيروزه 

تعليقات



×