رواية أخباءت حبه الفصل التاسع والاربعون 49 بقلم محمد ابو النجا


 رواية أخباءت حبه الفصل التاسع والاربعون

كانت ملامح رحاب يبدو عليها
السخريه والشماته وهى تقص 
على مسامع ساره أحداث
غير متوقعه بين محمود 
وصافى ...
ساره بلهجه حازمه : 
أنت أصبحت بارعه فى
الفترة الأخيرة فى الكدب
والغدر ...
الآن تريدين خلق قصة بين 
زوجى وصافى ...
لا أعلم الغرض منها ...!
تبتسم رحاب :
 يمكن إلى زوجك
محمود أن يكذب حديثى 
إن شاء...
أو استطع ...
محمود فى حده : 
ماذا لديكى...؟
 تحدثى...
رحاب بكل ثقه : 
لقد كانت هناك علاقة
حب بينك وبين صافى...
أليس كذلك ...؟
ينفى محمود مع ابتسامه 
ساخره : هذا بالفعل أول
 الكدب...
لأن هذا لم يحدث ...
تنفى رحاب والزواج العرفى
الذى كان بينكم ...
ماذا يعنى هذا ...!!
تتراجع ساره فى صدمه وسكون
وهى لا تصدق وتنتظر رد محمود 
الذى ظهرت على ملامح وجهه
المشوة الإنزعاج ...
لتعيد رحاب كلماته بشكل 
عنيف : ألم يكن هناك بينكم
ورقة من الزواج العرفى...؟
ساره فى ذهول تام تلتفت 
برأسها وجسدها ناحية محمود 
تسأله فى توتر : محمود ...
هل ما تقوله رحاب صحيح ...؟
هل صافى زوجتك ..؟
بورق عرفى..
ينفى محمود : لم يعد هناك 
هذا الزواج ...
لقد انتهى...
كان فى الماضي.. 
تضحك رحاب : لقد كانت
 صافى ذات سمعه سيئه ...
والجميع يعلم عنها ذلك ...
وهناك أخبار بأنها قد عملت
لبعض الوقت فى ملهى ليلى..
ورغم هذا تزوجها محمود...
محمود فى غضب : 
ما علاقة ذلك بحديثنا...!
أو طلبنا لمقابلة سعيد...!
نعم أعترف بهذا الزواج ...
ولكن حدث هذا منذ زمن 
بعيد ...
كنت صغير السن ...
ولم يكن لدى نضوج عقلى 
كافى..
واعترف بالخطأ الذى فعلته ..
لا أنكر...
ساره فى صدمه : ولكنك 
أخفيت عنى تلك القصه ...
لم تخبرنى بها...
محمود فى هدوء : ظننت 
أنها قد دفنت مع الماضى...
لكنى لا أعلم من أين حصلت
تلك الشيطانه ..!
وما علاقتها بزيارتنا...
تضحك رحاب أنا لم انتهى
من قصتى بعد ...
النقطه الأهم فى قصتى..
هو انك قد استوليت
 أنت وصافى بالنصب على
 أموال الحاج عاشور ...
عاشور تاجر المواشى ...
الذى ادخلتموه السجن بعدها ..
وتم تقسيم تلك الأموال 
بينك وبين زوجتك ...
يتراجع محمود فى ذهول
حاد وشديد ...
وتتراقص الدموع فى أعين
ساره فى حزن أسى...
ومحمود ينفى : لا ..
هذا لم يحدث...
تعود رحاب الى ضحكتها
الخبيثه
: لا داعى للإنكار ..
أنا تزوجت وحصلت على 
السعاده والثراء بطريقه 
شرعيه ...
أم أنت يا من جئت تصوب أصابع
الإتهام نحوى بالخيانه والغدر
والنصب..
لم أكن مثلك ...
لص...
وزوج عاهره ...
عض محمود على أسنانه غيظًا
وهو يصرخ : كفى ..
كفى أيتها الحمقاء الكاذبه ...
أشارت رحاب إلى ساره 
نحو باب الشقه بسبابتها :
من الأفضل أخذ زوجك من 
يده والرحيل من هنا ..
قبل كشف المزيد من
 فضائحه...
وشعرت ساره وكأن جسدها كله
يحترق...
يحترق بلا نيران..

*****
ظل الدموع ساره تتراقص
 في عينها ..
وهي تتذكر حديث رحاب 
عن زوجها محمود الذي
 جلس في سكون تام ...
متجمد الجسد...
 حتى قاطع صمته قائلا :
 يبدو بأنك قد صدقت ما
 قالته تلك الحرباء رحاب...؟
ساره بصوت يخرج بصعوبه 
من حلقها تقول : لقد اعترفت
 بنفسك بأنك قد تزوجت 
من قبل من صافي تلك 
جارتك ...
التى قابلتها فى حجرة نومك 
بعد منتصف الليل...
محمود بصوت خافت :
 لقد اعترفت ولم انكر ..
 لقد كانت يومًا ما زوجتي...
و بورقه عرفى...
 فعلت ذلك عندما كنت شابً
 صغير .. 
طائش.. 
 لم أكن ناضج بالشكل الكافي...
 واعترف بهذا الخطأ...
لكن ما قالته عن عمليات
 النصب أو السرقه
 أنا لم أفعل ذلك ...
ساره في حزن : 
وما الدليل على كلامك ...؟
يأخذ محمود  نفسًا قصير 
ثم قال : ليس لدي أي 
دليل غير ما قلته لك...
ساره في صوت مهموم :
 لن اتناقش معك في ذلك
 الأمر مجددًا ...
لقد انتهى الكلام عند هذا ...
يتنهد محمود قائلاً  :
لقد فشلت تلك الزياره في 
فعل أي شيء من أجل 
سمر أختي...
إنه لشىء مؤسف للغاية...
لقد رجعنا بخفي حنين ...
كما يقول المثل القديم ...
هل ما زالت سمر نائمه .. ؟
رحاب في هدوء شديد :
 نعم .. 
ما زالت نائمه ...
لقد أرهقها كثرة البكاء ...
محمود فى حزن :
 ليتني أستطع فعل شيء
 من أجلها ...
وعاد يطىء رأسه فى إنكسار 
: رجل مثلى لا فائدة منه ...
وهى تعلم ذلك ...
وأنت أيضًا...
لم تعلق ساره أو ترد على
 كلماته ...
وقبل أن تتحرك شفتاه لقول
شىء كان فجأة يوقفها رنين
 هاتف محمود ...
ذو نغمه الرنين الجذابه
 المميزة ...
تتسع ساره أعين ساره 
وهي تميل برأسها ناحية الهاتف 
الذى يعلو الطاوله الخشبيه
القصيره وهى تقول : 
 يبدو بأن هناك أحد ما
 يتصل بك...
ثم عادت تبتسم بسخرية :
 أو ربما امرأه أخرى ما من
 الماضي تريد أن تعيد
 ذكرياتها المرحه ...
وايام الخوالى معك ...
يطلق محمود زفرة غضب من 
صدره وهو يقول : 
لا داعي للسخريه ..
أو لخوض هذا الحديث...
وأخبرينى من يكون
هذا المتصل ...!
تحمل ساره الهاتف بين أصابعها 
وهي تمده له بين كف يده 
وهى تقول : 
إنه رقم غريب ...!
سافتح لك المحادثه بينكم ...
يبدأ محمود فى الحديث
وهو يقول في صوت
 خافت : نعم ...
أهلاً بسيادتك ...
حسنًا...
 إن شاء الله....
أشكرك ...
وعاد يغلق المحادثه...
 ثم يغمغم وهو يقول فى 
توتر واضح :
إنه الطبيب ...
يخبرني بأن موعد إجراء 
العمليه قد تحدد ...
عملية نقل العين بيننا...
أقصد نقل واحده من عينك 
لى...
ستكون فى السابعه من مساء 
غدًا..
يخفق قلب ساره بقوه...
ويسقط بين قدميها...  
وهي تفكر وتتخيل ما 
سيحدث...
إنها ستهدي أحدى عيناها
 إلى محمود ...
حتى يرى من جديد...
وستصير هي بعين واحده...
وكلما تخيلت شكلها بعد إجراء
تلك العمليه ترتجف 
ويقشعر كل جسدها ...
لا تعلم لماذا ...!
هل هو الخوف ...؟
أم أنها نادمه ومتوتره...!
إن التى تفعل هذا بدون شك 
مجنونه ...
يلامس محمود بعصاه
 الأرض وهو يحاول الإقتراب 
منها قائلاً  :
هل ما زلت عند وعدك 
بإهداءك أحد أعينك لي...؟
 يسود الصمت لحظات 
بينهما ...
كانت ساره تفكر وكأنها تعيد
ترتيب حساباتها من جديد...
محمود في هدوء يقول : 
ساره ...
لك مطلق الحريه في الإختيار...
ولو رفضت إعطاءك أحدى
أعينك لي...
 لن ألومك أو أعاتبك...
فهذا من حقك ...
ساره بلهجه قويه وبكل ثقه
: أنا ما زلت عند وعدي لك...
ساهديك أحدى اعيني ...
غدًا ... 
ولن تكون كثيره عليك ...
فانت ما زلت حب العمر
 بالنسبه لي...
تتساقطت دموع ساره 
وهي تكمل كلماتها :
ولكنك لم تخبرني بعد...
ما قصة صديقك هذا الذي
 كان معك  فى الصوره ...
لقد كدت أن تخبرنى إياها قبل
أن تتوقف مع زيارة سمر ...
لقد قلت بأنه قد مات...
محمود فى تعجب : 
أنت ما زلت مصممه على
معرفة قصة هذا الشاب 
بالتحديد ...!
تمتم ساره : مجرد فضول ...
هز محمود رأسه ثم صمت فجأة 
وكانه يعيد ذاكرته للوراء
 لحظات ثم قال : 
إنه عبد الرحمن ...
ساره في سرعه ولهفه شديده
واضحه تجيبه :
 ومن يكون عبد الرحمن 
هذا ...؟
ويبدأ محمود يروي لها قصه
جديده بخصوص
 ذلك العملاق ذو الندبه
 التي تشق وجهه...
وكانت أحداث قصته
 مثيره وغير متوقعه ...
وغريبه...
وكان يكشف لها عن حقيقة
 شخصيه ذلك الرجل ...
الذى كانت فى شغف لا حدود
له لأن تعرفه ...
 وقد إتسعت عيناها إلى
أقصى حد ...
وهى لا تصدق ولا تستوعب
 ما يقول...
 فما كان يقول محمود 
عن عبد الرحمن ..
 مثير...
 ورهيب...
ومذهل...
الى اقصى حد ...

تعليقات



×