رواية أخباءت حبه الفصل الثامن والاربعون
حاله من الصمت الرهيب
تسود بين ساره ورحاب
وهم يقفان وجهًا لوجه ...
فى حاله تشبه التجمد ..
بأعين متسعه يحملقان
ببعضهما ...
ساره تشعر بإحساس لم تعهد
من قبل ..
ربما تكون تلك هى صدمة
عمرها ...
لم يكن لديها ذرة شك واحده
أن تكون تلك الزوجه القاسيه
المتوحشه التى سمعت عنها
من سمر هى رحاب ...
رحاب...
أعز وأقرب أصدقاؤها ...
شىء يرفض عقلها الآن
الإقتناع به ...
يقاطع هذا الصمت الطويل
صوت محمود الذى يهتف
: ماذا حدث ...؟
ساره ...
أننى سمعت صوت فتح الباب ...
لكن لم أسمع بعدها شىء ...
ماذا هناك ..؟
رحاب بهدوء تهمس وهى
تشير نحو الداخل :
تفضلوا ...
تتطلع ساره إلى ملابسها
الانيقه التى ترتديها ..
وإلى ملامح وجهها التى
أكتست بالكثير من أنواع
المكياج ...
دلفت ساره وهى تجذب
محمود من يديه داخل الشقه
محمود فى حيره يهمس :
من فتح الباب...؟
هل هى العروس الجديد ...!
ساره فى لهجه ساخره : نعم ...
إنها العروس .. الجديد..
العروس الجميل ...
العروس الخائن ...
الغادر ...
النذل...
وضعت رحاب رأسها أرضًا
وكأنها تشعر بالخجل وهى
تغلق باب الشقه وتشير لهم
بالجلوس قائله : ساره
أنها مفاجأة..
لم أتوقع حضورك هنا...
تجلس ساره مع محمود على
مقعد طويل وثير..
وهى ما تزال تشعر بأنها تعيش
داخل كابوس مرير...
محمود فى تعجب :
وكأننى سمعت ذلك الصوت
من قبل ...!
أنه يبدو مألوف لدى ...
ساره وعلى شفتيه إبتسامه
باهته : نعم ...
صدقت يا زوجى ..
أنك تعرفها جيدًا ...
وستكون مفاجأة صادمة
للغايه لك ...
إنها صديقتى المخلصه
والمقربة وحاملة أسرارى
رحاب ...
يتراجع محمود فى ذهول
أرتسم بقوة على ملامح وجهه
المشوهه ...
وهو يصرخ فى حدة :
رحاب صديقتك ...!
مستحيل ...!
أنا لا أصدق...
ساره بهدوء : أننى الآن
أؤمن بأن نصدق أى شىء
فى هذا الزمان ...
محمود فى حسره : ولكن..
ليس إلى تلك الدرجه ...
أن تكون رحاب هى تلك
المرأة القاسيه الظالمه التى
دمرت أسرة أختى ...!
عاد الصمت يسود من جديد
ويخيم على الجميع ...
حتى قاطعة ساره بصوتها
الحاد : أنت...!
أنا لا أستطيع أن أصدق ..!
إلى الآن عقلى غير مقتنع ...
ساره بصوت خافت : أننى
لم أفعل شىء لكل هذا ...
لقد تزوجت ..
ما العيب فيما فعلت ..!
هل تلك هى الجريمه بالنسبه
لكم ...؟.
هل تلك هى الخيانه التى
تتحدثى عنها ...
محمود فى غضب :
وميراث اختى الذى استولى
عليه سعيد ...
أين هو ...؟
أننى لم اسمع صوته بعد .. !
وشقة أختى التى أخذت
مكانها ..
وجعلت أختى تعيش حاله من
المرار والقهر والإهانة...
رحاب بلهجه حاده :
هى التى تتحدث دائمًا
بغضب وبسخط ...
وتحملنى ذنب زواج سعيد
منى ...
لقد أحبنى...
وطلب الزواج منة ...
ولم أمانع ...
مدام رجل سيلبى جميع
ما أريد...
لا عيب ولا حرام ..
ولا مانع فى ذلك ...
ساره بلهجه عنيفه :
أين ومتى أحبك سعيد...!
فجأة هكذا ألتقيتم...
وحدث الحب وتزوجتم ...!
هل كانت صدفه ...؟
أعتقد أن زواجك من سعيد
بالتحديد كان خطه محكمه
منك ...
بعد معرفتك بأمر الملايين
التى حصلوا عليها...
أثار ذلك لعاب أطماعك ...
لا تخبرينى بأن زواجك من
سعيد كان عاديًا مثل أى
زواج ...
لن أقتنع أو أصدق...
خصوصًا بعد مكالمتك التى
حدثت مع محمود زوجى..
ومساومتك له وطلب نصف
الميراث ...
محمود فى غضب :
أنا لا أعرف كيف أستطاعت
خداعك بالطيبه والإخلاص
طيلة الفتره السابقه...!
تعود ساره للإبتسامه
الساخره :
أننى هكذا يا زوجى العزيز
ساذجه ...
والجميع يستطيع خداعى
بكل سهوله ...
شعر محمود بأنها تقصده
بتلك الجمله لكنه لم يعلق
وهو يستمع إلى رحاب التى
قالت بصوت عنيف :
وما هى طلباتكم الآن...!
ما هو سبب زيارتكم تلك ..؟
يأخذ محمود أنفاسه بغضب
ثم قال بحدة :
أين هو زوجك...؟
أين العريس ..؟
نريد أن نبارك له ...
رحاب بهدوء : أنه نائم
متعب...
محمود : هل يمكن لك
أن تتنازلى وتوقظيه...
وتخبرى سمو الأمير بأننا
هنا لمقابلته ..
تنفى رحاب : لقد خلد إلى
النوم منذ ساعة تقريبًا ...
ولا أعتقد أنه قادر علي
النهوض...
بالإضافة أننى لا أرى أى
جدوى أو فائدة من تلك
الزياره أو المقابله ...
تتسع أعين ساره عن آخرهم
وهى فى ذهول من لهجة
وأسلوب رحاب التى لك
تعتاده من قبل ..
لقد كانت ترى وتسمع بواحده
تحمل نفس الملامح فقط ..
لكنها ليست هى ...
اعتدلت رحاب فجأة من
مقعدها وهى تقول فى صرامه
: أننى متعبه وأريد النوم ...
هل تسمحوا لى بذلك ...
يمكنكم الإنتظار هنا كما
تشاؤ من وقت ...
أنه بيتكم ..
محمود فى سخرية واضحه
: يالا كرم الضيافه ...
أننى لن أرحل من هنا إلا
بعد مقابلة سعيد ..
والتحدث معه ...
تغمغم رحاب ثم أخذت تنفى
برأسها : لا تحاول إرتداء قناع
وثوب الشجاعه والفضيله ...
ألم أخبرك فى إتصالى بأنى
اعلم عنك الكثير والكثير ..
يسود الصمت بعد جملتها وهى
تعتدل واقفه وتدور حول نفسها
بجسدها الممشوق ثم تلتفت
ناحية ساره قائله بأعين
يشع منها بريق : حسنًا ..
دعينى اكشف لك بعد الحقائق
عن زوجك يا صديقتى
العزيزه ...
مدام مِصر وجاء بنفسه إلى
هنا...للإنتقام...
سيكون هذا بمثابة عقاب صغير
له ...
يخفق قلب ساره مع حديثها
وهى تبتسم ساخره وهى تخطو
ناحية محمود بخطوات ثابته
قائله : هل يمكن أن تخبر
زوجتك عن قصتك
مع صافى ...؟
تتراجع ساره وهى تهتف فى
غضب : أنت إمرأة شريره
هدفها هو...ال..
تقاطعها رحاب بإشاره من يديها
: عزيزتى عليك التريث ...
لا تتعجلى ...
ساره : صافى هى مجرد جاره
وتعرف زوجى .. و ..
تنفجر رحاب ضاحكه فى
سخريه :
أنت بالفعل ساذجه للغاية
يا صديقتى ....
ساره فى غضب شديد :
كف عن قول كلمه صديقتى ...
لم أعد أحتمل سماعها بصوتك ...
رحاب مبتسمه : حسنًا ..
سأخبرك بسر جديد ..
عن علاقة محمود زوجك
ب صافى ..
وعليك تحملى سماع كلماتى ..
فما سأقوله سيكون مثير ..
مثير إلى أقصى حد لك ...
وبدأت رحاب تخبرها
بقصة مذهله ...
بين زوجها محمود وصافى..
قصة لم تخطر بعقلها ..
أو تتخيلها ..
أبدًا ...