رواية أخباءت حبه الفصل السابع والاربعون
محمود فى حزن ولهفه من
أجل أخته يهتف :
تكلمى ياسمر لقد إنهارت
أعصابى من أجلك ...
تشير لها ساره بالجلوس
وهى تربت على كتفيها
بحنان : سأحضر لك كوب
من الماء ...
تشير لها سمر بيديها
بالنفى دون أن تنبس بطرف
كلمه ...
عادت ساره تهمس : هونى
على نفسك ...
تمسح سمر بأطراف أصابعا
خديها قائله :
لقد فاض بي الكيل ...
لقد تحملت أكثر من
طاقتى ..
لقد تزوج بأمراة أخرى...
ونهب كل ثروتى ...
أو الميراث الذى حصلت
عليه ...
لقد وثقت به أكثر من
نفسي ...
لم أكن أتخيل أن سعيد
يفعل بى كل هذا ...
لقد أصبح شخصًا آخر ..
مختلف...
فى أسلوبه ومعاملته..
حتى ملامحه لم تعد تلك
التى يكسوها الطيبه والحنان..
والحب...
محمود فى غضب :
كيف إستطاع إقناعك بهذا
الشكل ليحصل على كل
شىء...!
سمر بصوت حزين منكسر :
لقد أخطأت فى حق نفسي
وأولادى...
أننى أصبحت اتمنى الموت ...
تمسح ساره برأس سمر قائله
: لقد سمعت كل هذا من
قبل ...
هل هناك جديد قد حدث..؟
أومأت سمر برأسها :
لقد جاء بها إلى شقتى
الجديده التى قد حصل
عليها كما استولى على
كل شىء ..
محمود فى صدمه :
تقصدى بأنه قد جاء بزوجته
الثانيه إلى شقتك ..؟
هزت سمر رأسها : نعم. .
وقال بأنها ستجلس هنا ..
وهى سيدة البيت ...
ولها حق الأمر والنهى فيه ..
لقد باع حتى أولاده ...
لم يعد يهتم بهم ..
لقد إستطاعت تلك
الحرباء أن تسحره ...
تجعله مثل الخاتم فى
إصبعها .
ورغم كل هذا تحملت ...
وقبلت ...
فليس لدى إختيار ..
محمود فى قمة الغضب :
ليتنى كنت أرى..
كم أشعر الآن بقمة العجز
وقلة الحيله وأنا لا أستطيع
فعل شىء لك ...
كم هذا يقتل قلبى ...
سمر فى صوت خافت :
لقد أهانتنى تلك المرأة فى
بيتى...
لقد تكلمت معى وكأنى
خادمه لها ..
تتسع أعين ساره فى صدمه
: يالها من وقحه ومتبجحه..
تطىء سمر رأسها وهى تقول
فى أسي : لقد شعرت بأنه
تريد منى أن أرحل.
إنها تفعل كل هذا من أجل
أن أترك لها البيت ...
كان هذا واضح ...
وبالطبع سيرحب سعيد
بذلك ..
فليس لديه أى مانع ...
مدام ذلك يرضى حبيبته
الجديده ...
وبعد معركه شرسه بينى
وبينها وقد كادت أن تضربنى
خرجت من البيت...
بل قمت بالفرار من
جحيمها. .
محمود فى صوت ثأر :
منزل أخيك مفتوح لك فى
أى وقت ...
وسأذهب بنفسي لمقابلته .
سألقنه درسًا لن ينساه...
تتسع أعين سمر فى صدمه
وهى تردد : تذهب لمقابلة
من تقصد .. !
محمود بصوت حازم :
ليس هناك غيره ...
سعيد ....
ستصطحبنى ساره إلى
هناك ...
حيث شقتك الجديده.
وزوجته الجديده أيضًا...
تنفى سمر بيديها ورأسها :
لا...
لن تفيد تلك المقابله فى
شىء...
صدقنى لا جدوى منها...
سعيد لم يعد كما تعرفه...
وأنا لا أرضى لك بأى ..
يقاطعها محمود : ربما
بالفعل اخيك أعمى...
ولكن ربما أستطيع فعل
شىء...
فالحمد لله بأن لسانى
وعقلى لم يحترقا معى...
سمر فى توسل : أرجوك
يا محمود لا تجعلنى أندم
على مجيء إلى هنا....
ومصارحتك...
محمود : انتظريني فقط
لساعه واحده أو أكثر ...
ربما نجحت خطتى. .
ربما..
ثم عاد يهمس بلهجه حاده
: ساره ...
نصف ساعه ونستعد
للخروج سويًا من هنا ..
إلى مقابلة سعيد ...
وزوجته الجديده ...
*****
تصطحب ساره زوجها سعيد
إلى شقة سعيد الجديده...
لقد كان قلب ساره يخفق
ولا تدر السبب ..
كانت طيلة الطريق صامته
مع محمود ولم يتحدثا بكلمه
واحده ...
توقفت ساره أمام ذلك الباب
الفاخر الأنيق للشقه
يهتف محمود حينها مع
توقف أقدامه :
هل وصلنا ..؟
ساره بهدوء تجيبه : نعم ...
إنها شقة سمر ....
محمود : هيا إضربى جرس
الباب أم أفعله أنا بطرف تلك
العصا التى فى يدى ...
عقدت ساره حاجبيها في
تعجب وهى لا تدر هل تلك
مزحه ام ماذا ...!
لكنها لم تهتم ...
وبعد أن ضربت ساره رنين
جرس الباب ..
إنتظرت للحظات طويله ...
محمود فى حيره :
يبدو بأنهم قد رحلا ..
ولا يوجد أحد هنا...
تنفى ساره : لست أدرى...
فجأة صوت وقع أقدم
يقترب...
وصوت فتح الباب ...
ويطل من وراءه تلك المرأة
الفاتنة ...
أو الزوجه الثانيه ل سعيد ..
زوج سمر ...
وتتراجع ساره ويسقط قلبها
بين قدميها ...
وهى تكاد تصرخ ..
من هول المفاجأة...
ومن هول الصدمة ...
فقد كانت الزوجه الثانيه هى
آخر شخص تتخيله ...
أو يخطر ببالها...
أو تتوقعه...
فلقد كانت رحاب صديقتها ...
أعز أصدقاءها...
هى تلك الزوجه الثانيه...