رواية أخباءت حبه الفصل السادس والاربعون
بكل تأكيد كانت مفاجأة
مذهله تقع على رأس ساره
وهى تشاهد صورة قديمه
بها زوجها محمود وعبد الرحمن..
ذلك العملاق الأسمر..
هذا يعنى بأنهم أصدقاء..
لا معنى لتلك الصوره سوى
ذلك ...
ولكنها رأت بعينها عبد الرحمن
فى المستشفى بعد الحادث
يريد قتل محمود...
لولا أن قامت بالصراخ فأخذ
يفر هاربًا...
لماذا أراد قتله ...!!
بالتأكيد هناك لغز كبير...
محمود فقط من يملك
الإجابه..
جذبت ساره الصوره من
داخل ألبوم الصور..
ووضعتها جانبًا ..
ثم عادت تكمل مسيرة البحث
من جديد ...
لقد اختفى الملف الذى يحمل
جميع اوراق المستشفى
الخاصه بالحاله الصحيه بعد
الحادث...!
(ماذا تفعلين هنا...؟)
خفق قلب ساره بشده مع
صوت محمود الذى ضرب
مسامعها فجأة وهو يعتدل
جالسًا على فراشه ...
ساره فى إرتباك واضح تبتلع
ريقها قائله :
كيف علمت بأننى هنا ..
محمود بصوت هادىء :
من صوت أنفاسك
المتلاحقة ..
ساره فى تعجب تردد :
صوت أتفاسي...!!.
يعيد محمود سؤاله :
لم تجيبى سؤالى بعد ...
ما الذى تفعليه هنا داخل
حجرتى...!!
ساره تكذب وتقول فى
تلعثم : لا شىء...
كنت ابحث عن شاحن بطاريه
إضافى لقد أصاب الشاحن
الخاص بى عطب ..
محمود بنبرة صوت تحمل
الشك فى إجابتها :
شاحن بطارية إضافى داخل
حجرتى ...!!
إجابه غير مقنعه ...
ساره : هل حددت موعد
العمليه ..؟
ينفى محمود : لا...ليس بعد
ولكن قريبًا ..
ساره : لقد وجدت هنا
بالصدفه ألبوم صور قديم
خاص بك ...
محمود بلهجة حازمه :
وبكل تأكيد أطلعت على
محتواه ...
وتفحصت الصور...
ساره بلهجه سريعه :
أعتقد بأن رؤيتى للألبوم
لا ضرر أو مشكله به ...
إلا إذا كنت تخشي إطلاعى
على شىء معين ...
أقصد صوره معينه ..
ينفى محمود : لا ..
الألبوم ليس به شىء اخاف
أن تريه ...
ولكنها الخصوصيه ...
أنت تقتحمين بدون إذن
اشياء خاصه بى...
تتجاهل ساره كلماته وهى
تقول بهدوء : لكن ما لفت
إنتباهى هو صورتك مع ذلك
الضخم الأسمر...
محمود فى حيره :
أى صوره ...!!
ساره : صوره لك مع شاب
أسمر ضخم ...
يرتدى ستره حمراء ...
يسود الصمت للحظات وهو
يقول وكأنه قد تنبه للصوره
التى تقصدها :
وما الذى لفت إنتباهك فى
صوره كهذه..!!
ساره فى تلعثم واضح :
أننى ...أقصد...
على ما يبدو اننى أعرف
هذا الشاب ...
أو رأيته من قبل ...
محمود : وأنا لا أريد الخوض
فى الحديث بشأن هذا الشاب .
يتزايد إحساس ورغبة ساره
وشغفها لمعرفة حقيقة وسر
العلاقه بين محمود
وعبد الرحمن. ..
لتسأله من جديد :
هل هو سر لتخفيه..،؟
محمود فى تعجب :
ولماذا تلك الصوره بالتحديد
هى من توقفت عندها ولفتت
إنتباهك...!
ساره بعد تفكير لحظات :
سأخبرك الحقيقه ...
لقد حاول ذلك الشاب قتلك
ذات يوم داخل المستشفى
بعد الحادثه التى وقعت لك ..
يتراجع محمود وقد وضح عليه
الصدمه الشديده وهو ينفى
برأسه: هذا مستحيل ..
مستحيل أن يحدث ...
ساره بكل إصرار : ولكنى
واثقه مما أقوله..
ورحاب صديقنى كانت معى..
ورأته بنفسها...
ينفى محمود بكل قوة :
لقد قلت لك مستحيل
أن يحدث ذلك ..
ساره فى دهشه : إلى هذا
الحد تثق أن ذلك الشاب
الذى معك فى الصوره لا
يمكن أن يقدم يومًا على
قتلك ..!
يعود محمود للنفى مرة
ثالثه : لا...
ولكن هذا الشاب لا يمكن
أن يفعل ذلك فهو ميت...
تتراجع ساره في صدمه لا
حدود لها وقد إتسع فاهه
عن آخره وهى تقول فى
ذهول : ميت...!
بالتأكيد أنت مخطىء...
هذا الشاب ما يزال حى...
ولقد حدثت له ندبه كبيره
تشق منتصف وجهه ..
محمود بكل حدة : أنا واثق
مما أقول..
هذا الشاب قد قتل أمامى
منذ سنه تقريبًا...
أو عدة شهور ...
ورأيت بأم عينى جثته...
ساره فى اكتسى وجهه
بالدهشه :
هل يعنى أن ما رأيته شبح..!
محمود : لا أعرف..
ولكن ما أثق به أن ما رأيتيه
ليس هذا الشاب ...
تشعر ساره بالعجز عن الرد
وقد أصابت الصدمه كل
جسدها..
وعقلها ..
لتعود لسؤاله فى إلحاح
: إذن أخبرنى من يكون
هذا الشاب ..؟
وما سر علاقتك به ...؟
محمود بعد تفكير : أنا لا
أحب النبش فى صفحات
الماضى ..
ولكن ما دمت فى إصرارك
هذا ..
سأخبرك..
سأخبرك القصه كامله ..
وأنا على أمل أن تصدقى..
ساره فى لهفه شديده :
أقسم لك بأنى سأصدقك...
بلا تردد ..
وقبل أن ينطق محمود أول
حروف جملته ...
كان صوت طرقات باب الشقه
يضرب مسامعهم ..
تطلق ساره زفره مستنكره
وجود ذلك الزائر فى مثل
هذا التوقيت ...
كانت فى لهفه وحماس شديد
لسماع حديث محمود الذى
قال فى لهجه متعجبه :
من الطارق ...!!
كم الساعه الآن...؟
لم تجيبه ساره فقد وضعت
طرحه طويله على رأسها
واقتربت بهدوء تهمس :
من الذى يطرق الباب...؟
فجأة يأتيها صوت سمر :
أنا يا ساره ...
أنا سمر ...
عقدت ساره حاجبها الأيمن
فى تعجب من زياره سمر فى
هذا التوقيت ...
تفتح ساره الباب بسرعه
وتتسع عيناها فى صدمه
فقد كانت سمر تبكى بشكل
مفرط ...
عيناها حمراء كالدم ...
ووجهها شاحب وكأنه قد
صبغ بالسواد ...
ساره في لهفه تهتف :
سمر ..!
ماذا هناك ...!!
ماذا حدث...؟
ثم أشارت لها بالدخول ..
دلفت سمر لتجد أمامها أخيها
محمود ...
المتجمد واقفًا وبين يديه
عصاه ...
تلقى سمر بجسدها فى أحضان
أخيها وهى تزداد بكاءًا...
محمود فى حسره يهتف :
سمر...!
لماذا هذا البكاء ...!
ماذا حدث ...؟
تكلمى...
وتبدأ سمر تروى ما حدث
لها ...
وما كانت تقوله مفاجأة..
مفاجأة لم يتوقعها أخيها
محمود أو ساره ...
فما حدث لها
كان يصعب وصفه ..