رواية أخباءت حبه الفصل الخامس والاربعون
في ليله لم تنعم بها ساره بالنوم ...
ظلت ترقد على فراشها داخل حجرتها المظلمه
حتى شروق الشمس ...
كانت ترتجف كلما تخيلت صدق تلك الرساله المرعبه التي سقطت عبر شرفة منزلها
وتنفض عن رأسها وهي تقول وتحدث نفسها : لا ..
مستحيل
...
لا يمكن أن تكون تلك الرساله صادقه
محمود ليس كفيف ... ما معنى هذا ....! ومن ذلك المجهول الذي ألقى تلك الرساله...!
إنها نفس اسلوب ذلك الشخص الذي كان يلقى رسالته في منزل أبيها .... هل تذكرها فجأة ..
وتذكرها برساله مثل هذه ... الأطباء نفسهم أخبروها بأنه كفيف ..
الشهور التي عاشت معه تثبت بأنه لا يرى...
لن يصل بتمثيله دور الأعمى إلى تلك الدرجه
وما الفائدة لو قام بمثل تلك الخدعه ...
وهل اتفق معه الأطباء لتنفيذها ..
أصيبت بالعمى بعد
الحادثه
هل يريد الهروب من هؤلاء الذين حاوله إغتياله بعد أن ضاعت حقيبتهم معه ...؟
صنع تلك الخدعه للخلاص منهم ..؟
لعلهم يتركوه... أو يصرفوا نظر عن الإنتقام منه أو قتله ...! ربما ..
وعادت تشيح بيديها ولكنه طلب واحده من
عيني ...
كيف يكون أعمى ويحاول إقناعي بالتنازل عن واحده
من أعيني ....!!
أكاد أشعر بالجنون
كل الأبواب مغلقه أمام حل ذلك اللغز العسير .
وكيف علم ذلك المجهول بهذا السر ...؟
لو كان محمود يرى
كيف تحمل خيانة (منى).
التي من المفترض أنها حبيبته أو زوجته أمام عينه مع ذلك الشخص المدعو
!!! ..
كل تلك الاسئله التي بلا أدنى إجابه تثبت أن محمود بالفعل كفيف
لم يخطىء أو يقع مره واحده طوال تلك الشهور السابقه في تمثيل دور
الكفيف
من المؤكد أن تلك الرساله كاذبه
ولكن ما الغرض من إرسالها ...؟
وزرع الشك في أعماق
قلبي بأن محمود يرى...!
هل علم ذلك المجهول بأني سأعطى واحده من عينى له فيريد إثنائي أو تراجعى عن ذلك القرار...!
ربما
كل الأفكار مطروحه ...
ولكن دعنا أيضًا تضع إحتمال ولو واحد بالمئة بأن
تلك الرساله صادقه...
ومحمود يرى
شيء لا يتخيله أو يتوقعه عقله
الساعه تقترب من السادسه
صباحًا
رغبة النوم منعدمه
عليها النوم وبعدها تكمل التفكير .
ومحاولة إيجاد إيجابة منطقيه لما حدث...
أو كشف الحقيقه...
فجأة ..
ينتابها رغبة في البحث عن الملف أو التقرير الطبي
الخاص بحادثة محمود..
إنها لم تنتبه له
أو تتطلع عليه
هناك ملف كامل تتذكره
عن الوضع الصحى ب محمود
بعد حادثة الإحتراق...
عليه البحث عنه ..
ربما عثرت به على إجابه
أو شيء يفيد في حل ذلك اللغز..
قامت ساره بهدوء تفتح باب حجرتها
وتسير على أطراف أصابعها
نحو حجرة محمود
وتفتح بابها
وتنظر إليه لقد كان مغطى
من رأسه حتى أخمص قدميه
تحاول التذكر بالمكان
الأخير الذي رأت فيه ذلك
التقرير .. أو الملف..
عليها إيجاده بأي ثمن ...
وتبدأ عملية البحث التي تجاوزت النصف ساعه
بلا فائدة
لقد اختفى الملف...
مستحيل ...!
أين ذهب...؟
فجأة ..
تعثر ساره على شيء لم
تراه من قبل...
إنه ألبوم صور قديم ...
يحمل العديد والعديد
من صور محمود زوجها
في مراحل عمريه مختلفه
ومع اصدقاء لم تراهم او تعرفهم من قبل..
جلست ساره وقد جذبها هذا الألبوم للأطلاع عليه
وبدأت بهدوء واستمتاع لا تعلم لماذا أحسته تقلب
الصفحات... إليه من قبل بل فاقته
واحده تلو الأخرى..
حتى تجمدت فجأة ...
واتسعت عيناها عن آخرهم
وخفق قلبها إلى حد لم يصل
وقد تعقدت الأمور ووصلت
إلى قمة الذهول
لقد وقعت عيناها على صوره
لم تكن تتخيل رؤيتها
كانت صوره مفزعه بالنسبه ...
لها..
صوره قديمه تجمع ما بين محمود زوجها وذلك العملاق الأسمر ذو الندبه التي تشق وجهه عبد الرحمن.. وشعرت ساره بأن لديها رغبه عارمه في الصراخ.. الصراخ بكل ما تملك
من قوة ...