رواية وجفت ورودها الحمراء الجزء الثانى الفصل الثالث بقلم وسام اسامه
طرقت حكيمة باب الغرفة وهي تقول برفق...
-هيا ياسندس إبن خالك ينتظر بالأسفل منذُ وقتٍ طويل
لِمَ كل هذا التأخير !
طارت كلمات حكيمة حينما فتحت سندس الباب لتطالعها بدهشة وهي تراها بكامل بهائها..قد رسمت عيناها بالكحل العربي الثقيل..ولونت شفتيها بلمعة خفيفة تحمل القليل من اللون الأحمر...ولم تحتاج ان تخضب وجنتيها بأي مساحيق تجميل..خديها السماراوين على الدوام ينضجان بالدماء لذا اكتفت سندس بزينة عيناها وثغرها
تحركت حكيمة لتربت على وجنتة سندس الواجمة...
-حفظك الله يابُنيتي..ولكن لم هذا التبرج
توفيق أخبر جدك انه لا يود رؤيتك سوى بعد زفافكم
شحب وجهها لثوان قبل أن تقول ساخرة...
-نعم نعم..يقول لنفسه ان من المؤكد أن تلك المطلقة ملوثة السمعة.. قبيحة ومثيرة للشفقة ليطلقها زوجها ليلة زفافها
ولكن انا مندهشة إن كان لا يهتم لأمري لِمَ تقدم لي !
تمالكت حكيمة نفسها كي لا تصفع ابنتها على ذاك الحديث الساذج الذي لا يمت للواقع بصلة لتقول...
-لا وقت للجدال معكِ ياسندس غطي وجهكِ وهيا
ثم سارت نحو الخارج وتبعتها سندس بعدما غطت وجهها..لتهبط للأسفل كي ترى زوج المستقبل الذي
رفض ان يرى وجهها..ولا تُشكل فارق بالنسبة له
دلفت للمجلس لترى الجد جالس..وجواره خالها وإبنه "توفيق" وزوجة خالها التي تنظى لها بغير رضا
شملتهم سندس بنظراتها قبل أن تجلس بسكون جوار والدتها..ليتنحنح فراس ويقول...
-حفيدي توفيق..طلب يد حفيدتي سندس كما تعلمون
انا وافقت..وكذالك حكيمة والعروس..ولكن سندس لديها شروط لتُمم الزواج
نطقت زوجة خالها بغيظ مكتوم...
-ولها شروط ايضًا ياعمي !
تغيرت نظرات حكيمة لعدم رضا وهي تقول بجفاء..
-نعم لها شروط ياعزيزة..وإن لم توافقوا على شروطها لا داعي للزيجة..تبقي بحضني أفضل
تمتمت عزيزة برفض...
-ارجوا ان تبقيها بحضنك ياحكيمة
قاطعها فراس بحزم...
-صمتًا جميعًا
ثم نظر لسندس وقال بهدوء..
-ماشروطكِ يابنت..وارجو أن تكون منطقية
همهمت بضيق سندس وهي تسترق النظر لتوفيق الذي يتابع الحديث الدائر بصمت...
-لي اربع شروط ياجدي..وسأكتبهم بعقد الزواج
وإن لم يفي بهم فالزواج باطل
انتفضت عزيزة بحدة وهي تصيح...
-ياالله على ثقتك يابنت..تتشرطين على ولدي
المهندس توفيق..ابني الذي تتمناه كل بنات المدينة !
قاطعها توفيق وهو يقف ويأخذ يدها ليقول بهدوء..
-اهدئي يااماه..لأسمع مطالبها اولاً
ثم وجه نظره لسندس وحدق بها منتظرًا...
-ماهي مطالبكِ ياسندس !
خجلت من اسلوبه المهذب عكس تصرفها الجاف لتقول بقوة...
-اولاً لن تتزوج علىٌ ابدًا..وان فعلتها قبل أو بعد زواجنا ستطلقني في الحال
ثانيًا ستحضر لي زفاف كبير..لا أرى اوله من آخره
ثالثًا تراجع نفسك ألف مره قبل ان تحاول ضربي
لأنني سأقاضيك حينها ..جسدي لن يتحمل المزيد من الكسور
رابعًا واخيرًا لن تقترب مني إلا بإرادتي
شهقت حكيمة وعزيزة في الوقت ذاته من وقاحة سندس في مطلبها الأخير..وكذالك تلون وجه توفيق بالغضب والضيق لتهتف حكيمة بحدة...
-عيب يابنت
ليقول خال سندس بلوم...
-القليل من الخجل لن يضر ياابنتي
اطرقت سندس رأسها ارضًا لتقول بصوت مُثقل بالخجل والحدة...
- ما أوله شرط آخره نور ياخالي
انا افضل أن تكون شروطي أمام الجميع
اذا وافق عليها توفيق خيرًا..إن لم يوافق فالأمر له
نظر فراس الى توفيق ليقول...
-مارأيك ياتوفيق..ماقولك في مطالب إبنة عمتك !
رفع توفيق عيناه لجده ليقول بهدوء رغم ضيقه...
-مطالبها كنت سأنفذها دون أن تقولها
وقبل ان تهددني بالسجن او تقاضيني
انا لا ارفع يدي على امرأة بشكل عام لأضرب زوجتي
لم تستطيع عزيزة متابعة الجلوس صامتة لتنتفض وتخرج من المجلس وهي تُتمتم لاعنة اختيار ابنها
بينما حكيمة نظرت لإبنتها بلوم لم يخفى على أحد
ليقول الجد وهو يقف مستندًا على عصاه...
-سنترككم لتحددوا وقت الخطبة او الزواج
الخيار لكم..هيا لنتركهم
خرج الجد وحكيمة واخاها..لتبقي سندس مع توفيق بمفردهم في المجلس..ورغم شجعاتها ووقاحتها منذ دقائق..إلا انها انكمشت في مقعدها حينما وقف واتجه نحوها ببنيته الضخمة التي تشعرها بوحشيته
توفيق يفوق غريب طولاً وضخامة..تشعر أمامه وكأنها عصفورة ضعيفة أمام نسر كبيى
جلس قربها ليقول بهدوء خطير...
-هل تحاولين أن تجعليني غاضب وأصرف نظر عن هذة الزيجة ياسندس !
نبرته العميقة جعلتها ترتبك لثوان قبل أن تغمغم...
-لا..إلا اذا تود أن اعفيك من أمر جدي وارفض الزواج
-أمر جدي !
رفعت عيناها المُكحلة له وقالت بجمود..
-بالطبع أمر جدي..من يرغب بالزواج بمطلقة ملوثة السمعة إلا اذا كان مجبور يُنقذ موقف
لمحت عروق رأسه تنفر بقوة ووجهه متهجم ليقول بنبرة حادة رغم مظهره الهادئ..
-انا لستُ مجبور..ولستُ رجلاً يسعى لإنقاذ النساء من سمعتهن الملوثة
شحب وجهها وبردت اناملها لتقول...
-اذًا ماالذي دفعك لتطلبني للزواج
ظهر نفاذ صبره على وجهه ولكنه تحدث بهدوء..
-ولِمَ الناس يتزوجون ياسندس
انا طلبتك لأني ابغيكِ زوجه
-إذًا هل وافقت على شروطي !
غمغم وهو يطرق بإصبعه على خشب المقعد...
-وإلا لما جلست امامك نتبادل حديث لا معنى له
رفعت أناملها المرتجفة وكشفت عن وجهها المليح
لتقول بنبرة ثابتة رغم ارتجافها الداخلي...
-لابد أن تراني كي توافق او ترفض بشكلاً حاسم
لان أسعد بصدمتك بعد الزواج حين تكتشف انني لا اروق لك
تصنمت عيناه على وجهها وهو يطوف بعيناه بلا نطق
اصابته صدمة لذيذة ارجعته الى خمس سنوات مضت..منذ آخر مره رأها بها حينما كانت طفلة على مشارف المراهقة
ولكن الآن..يرى ملامح إمرأة جميلة
لا طفلة ولا مراهقة..إمرأة اعطاها الله القبول منذ أن نظر لوجهها..وتاه بذاك الوجه المُستدير الأسمر
وجنتيها الحمراوتين اللتان ارتفعتا بشكل مُحبب
وثغرها المُكتنز بإغراء غير مقصود
وتقول انها لن تروق له !
انتزع عيناه من عليها وقد ضاق صدره بلهفة سنوات ركضت دون أمل..والآن هي جالسة امامه في رؤية شرعية..رغم انها تعامله بجفاء..إلا انها موجودة
غمغم وهو ينتفض من مقعده بحدة ليقول بتقطع...
-لكِ الإختيار هل تريدين خطبة أم
قاطعته بإندفاع دهشه...
-لا اود زفاف في اقرب وقت
وكما قلت لك زفاف كبير تتناقل المدينة الحديث عنه
في غُمره فتنته بها لاحظ تلك النبرة الشامتة في صوتها..
جعد جبينه وهو ينخفض لها محذرًا وانقشعت نصف المسافة بينهم ليقول بنبرة ثابتة...
-كما اخبرتكِ منذ دقائق انا لستُ مُنقذ
واضيفك من الشعر بيتًا انا لستُ بيدق إنتقام
ولا وسيلة للنسيان..سأكون رجلك ياسندس
سيكون عقلك وقلبك وجسدك معي انا
كما سأكون لكِ بالكامل...لن اسمح بأخذ امرأة عقلها وقلبها مُتصلين بالماضي..هذا شرطي الوحيد امام كل شروطك ياغاليتي
اشاحت عيناها عنه وقد اصابتها كلماته في الصميم
لتقول بصوتِ مُجهد...
-اود بداية جديدة..نسيتُ الماضي
حرك رأسه بإيجاب قبل أن يخرج من المجلس...
- إذًا سأبدء التجهيز من الآن...ثلاثة أيام أكثر من كافية لأجل التحضير لزفاف كبير يليقِ بكِ ياسندس
ثم خرج وبقيت وحيدة في المجلس..اندفعت الدموع لعيناها وهمست بألم...
-لعنة الله عليك ياغريب
ثم خبئت وجهها بين يدها وراحت تنتحب وقد ثارت عواطفها الحزينة...جلوسها أمام توفيق وتعرية وجهها لها كلفتها طاقة كبيرة افرغتها إنتقامًا من غريب
كلما تذكرت كلمات توفيق يقشعر جسدها بخوف حقيقي...ليست هيئته المتوحشة فقط التي اخافتها
بل كلماته المُتملكه اخبرتها بوضوح انه لن يتهاون إن علم بدوافعها الخفية لهذا الزواج
صارت تنتحب الي أن جفت دموعها..كما جفت ورودها الحمراء !
***
انقلب دار آل فارس على قدمٍ وساق
وخاصة أن كبير القبيلة فراس..اراد أن ينفذ رغبة سندس ويُحضر زفاف ضخم يليق بأحفاده
ولكن تجهم وجه حكيمة ذات نهار وهو يقول...
-انا حادثت أباها قبل الرؤية ياحكيمة واعطاني الحق في تجهيز زفاف إبنته
ثارت حكيمة وعاد ألمها بنبض لتقول..
-ولِمَ تحادثة ياعمي..هذا الرجل لا يملك الكلمة او الحي علىّ او على سندس..لقد اختار اخاه وانا اخترت ابنتي..لِم جعلت له وزنًا ياعمي !
نبرتها المجروحة جعلته يتنهد بضيق ويطرق بعصاه بحزم...
-الأصول أصول ياحكيمة..الفتاة لها أب وليست يتيمة
من العيب التصرف وكأنه غير موجود..هو لا يملك اعتراض على زواجها..بل يباركه
سخرت حكيمة لتقول..
-يباركه !! لا اعرف من دون مباركته كيف سأزوج ابنتي التي ضاع مستقبلها بسبب اباها ضعيف الشخصية
-كفى ياحكيمة لا داعي لحديث لن يُجدي
سندس لازالت تحتاج لابوها وإن كان ظلمها
الله وحده يحاسب الجميع ولستِ انتِ
وقفت حكيمة لتقول بغضب مكتوم...
-كما تشاء ياعمي..بالإذن
ثم صعدت لإبنتها كي تخبرها بما قاله جدها..لتحرك سندس كتفيها بلا مبالاة ظاهرة...
-لا يهمني..لم يعد يهمني ياامي
حينما احتجت لوجوده لم اجده
والآن لا احتاجه..لذا لا يهمني
سمعوا طرقات على باب شقتهم..لتقف حكيمة وتفتح الباب لترى عزيزة تقف واجمة أمامها..وتُمسك بأكياس كثيرة ومعها نوران تحمل بقية الأغراض
تحدثت عزيزة بضيق....
-ابني المهندس توفيق احضر الهدايا لإبنتك ياحكيمة
ويخبرها ألا تجلب قشة معها..هو اشترى كل ملابسها
هاك الأغراض والحُلى
لم تمد حكيمة يدها لتأخذ الأغراض وتحدثت بهدوء..
-العادات تقول أن ام العريس تقدم الهدايا بنفسها ياعزيزة..أم ان حقدك على ابنتي انساكِ الأصول !
لم تستطع عزيزة كبت قهرها لتقول...
-لستُ حاقدة على ابنتك ياحكيمة..ولكن استحلفكِ بالله لو كان لكِ ولد اترضينها لولدك..بعد سنين طويلة من العزوبية يتزوج مُطلقة لا سيرة للمدينة الا على سمعتها !
شحب وجه حكيمة وثارت لإجل ابنتها لتقول...
-ابنتي شريفة ياعزيزة..لم يمسسها طليقها
لازالت عذراء..ورغم ذالك انتِ لا تتقبلينها
-لا فارق إن كانت عذراء أم لا
ابنتكِ لا تصلح لولدي..هو يستحق الأفضل
بعد كل هذا الصبر ..بالأخير يأخذ إمرأة هجرها زوجها ليلة زفافها وابرحها ضربًا..كيف ياعالم كيف
خرجت سندس من غرفتها وقد استمعن لحديثهن
لتنظر لوالدة توفيق وتقول بجمود...
-من انتِ لتحكمي علىّ انني الأسوء
اهنئي بولدك..فهو لا يروقني من الأساس
ولكن كلماتك تلك لن امررها ياخالة
نظرت لوالدتها لتقول بهدوء...
-حضري حقائبنا ياأمي..لن نبقى بهذا الدار
وانا سأذهب لجدي واخبره بحديث الخالة عزيزة
-ياسندس لا داعي لـ...
لم تستمع سندس لباقي حديثها بل جذبت شالها وهبطت الدرج واناملها ترتجف بمهانة وغضب من حديث عزيزة عنها..لن تتزوج بإبنها المُدلل
ولن تبقى هنا مهما حدث
اصتدم رأسها بحائط صلب ويدان قبضت على ذراعيها تمنعها من الإختلاا..لتجده توفيق يحدق بها بدهشة ووجوم..ليقول وهو يرى وشاحها الذي لا يغطي سوى شعرها فقط...
-انتبهي..لِمَ تقفزين الدرج بهذة السرعة
تراجعت عنه بحدة وهي تُنزل يده عنها...
-ارفع يدك عني..دعني أمر لجدي
قطب جبينه أكثر ليقول..
-تتحدثين وكأنني قتلتُ لكِ قتيل..لما تلك النبرة الغاضبة ياسندس..ولمَ تريدين جدي
ارتبكت أكثر من كلماته الهادئة المتسائلة..حاولت تخطيه وهي تهبط الدرج...
-اريد ابلاغة اني لن اتمم الزيجة وسأغادر انا وامي و..
قطع حديثها وهو يجذبها من مرفقها بقوة وهتف بصوتٍ اخافها...
-لن تُتممي ماذا !
حاولت الفرار من أمامه ولكنه جذبها بحدة أكبر ليقول بغضب لم يستطيع كبته...
-هل انا لعبة بيدك ياامرأة..تارة تقبلين وتارة ترفضين
تتلاعبين وكأنني طفل صغير لا قيمة له..هل تحاولين إثبات انك مرغوبة على حسابي !
صراخة الحاد في وجهها جعلها تدمع وترتجف بين يداه كاورقة خريف بالية..لتقول بصوتِ مرتعش...
-لا احاول اثبات اني امرأة مرغوبة..ولن احاول حتى
ولكن انفذ رغبة والدتك بمنع زواجك من امرأة هجرها زوجها ليلة زفافها بعدما ابرحها ضربه
لأن صبرك لا يستحق بأن تتزوج فتاة ملوثة السمعة مثلي
هدأت انامله المشتدة على مرفقها وتراجع جنونه ليحل محله االضيق والحدة..ليرفع نظرة لأعلى الدرج ليرى والدته تطلع اليه برفض ودموع متحسرة
ليغمغم بخشونة..
-هل قلتِ هذة الكلمات ياأمي !
اشاحت عزيزة وجهها وهي تقول بخشونة مماثلة..
-انها الحقيقة لا غير
هبطت دموع سندس لتُشيح وجهها سريعًا..خاصة حينما خرج الجد فراس اثر صوتهم المرتفع وهو يقول...
-ماهذا الصوت المرتفع..تبكين ياسندس !
تحررت سندس من قبضة توفيق ووقفت امام جدها بتصميم لتقول بقوة مرتعشة...
-لن اتزوج حفيدك الغالي ياجدي
ولن اجلس هنا..سأعود لبيت ابي
لن اقبل بمزيد من الإهانات ابدًا
-ماذا !
اتجه لها توفيق ليقول بحزم...
-سنتزوج ياسندس..ولن تخرجي من هذا الدار الا لشقتي فقط انا اراكِ مناسبة لي..واحب ان اتزوجك
هتفت سندس بعناد وهي تنظر لجدها..
-لن اتزوج و..
قاطعها توفيق بعناد أكبر...
-اقسم بالله سأتزوجك ولو رغمًا عنكِ..اتحاولين افساد زفافنا..امامنا يومان ونتزوج ياسندس
وإن كانت امي اخطأت في حديثها فأنا اعتذر لكِ
نظرت له بضيق ورفض ولازالت الدموع ملتمعة في عيناها..لتلين نبرته أكثر ليقول برفق...
-لإجل الله ياسندس..اتهجريني قبل زفافنا بيومان
هيا الى شقتك اغتسلي والقي نظرة على ماجلبته لكِ
ولا تدعي عقلك يقودك الى حجج واهية..هداك الله ياصغيرة
ضحكة خافتة صدرت من نوران..لترميه سندس بنظرة واجمة..وابتعدت عنهم بعدما يئست أن يناصرها الجد
ولكنه كان ينظر لهم بتسلية خبيثة..آه من ذاك العجوز الداهية..غمغمت بخشونة...
-لا اود هدياك..سأتمم الزواج لأجل امي فقط
ولن اصمت أن وجه لي احدهم اي اهانة
تجاوزت عزيزة وكذالك والدتها الصامتة..ودلفت لشقتهم ثم الى غرفتها واغلقت الباب بقوة وجلست فوق فراشها تتنفس بإرتعاش...توفيق هذا مثال للرجل العنيد..لن يتركها تتراجع عن تلك الزيجة
دلفت حكيمة لغرفتها وهي تحمل الأكياس لتقول باسمة...
-توفيق جلبهم لكِ خصيصًا..اخذ مقاساتك مني واشترى ملابس الزواج..وبما انك رفضتي الخروج لنشتري الذهب..هاك اشترى لكِ قطع تسرق العقل
نظرت سندس للحقائب بجمود..وذكرى قريبة تلسع قلبها حينما كانت تشتري ملابس الزوجية من تلك الحية التي سرقت زوجها منها
قطعت حكيمة شرودها وهي تفتح احد الاكياس...
-انظري لهذا الفستان الرائع
اشاحت سندس وجهها لتقول بجمود..
-لا يهم..سأدلف لآخذ حمام بارد لأنفض كلمات والدته عن ذهني وسأنام ..لا توقظيني مهما حدث ياامي
تهدلت اكتاف حكيمة وطار الحماس فورًا
وعاد الحزن يسكن عيناها حينما رأت سندس الرقيقة تحولت لفتاة جامدة كقالب ثلج..لا يتحرك