رواية صراع الذئاب الجزء الثاني (عهد الذئاب) الفصل الثالث
_ وف طريقه إلي مكتبه الذي يقع بالقرب من غرفتها ... تردد قليلا قبل أن يطرق ع الباب ...
وبالداخل ....
علياء : طيب أنا هقفل معاكي دلوقت وهاشوف مين الي بيخبط عليا ... وأنا مستنياكي متتأخريش ... يلا باي
أغلقت المكالمه وقالت:
أتفضل
فتح الباب وقال :
صباح الخير
أجابته برسمية :
صباح الخير يا دكتور
يوسف :
ممكن أشرب معاكي فنجان قهوة؟؟
_ أتفضل ... بس أنا سبقتك ولسه مخلصة الفنجان
يوسف :
طيب خلاص أنا عازمك ع آيس شوكليت الي بتحبيه
رمقته بإندهاش وقالت :
هو عم راجي بيعرف يعمل آيس شوكليت
يوسف :
لاء أنا عارف كافتريا قريبة من المستشفي بيعملوه حلو أوي هطلبه دليفري
علياء :
أنا خلاص شربت قهوة ومش هقدر أشرب حاجه تاني
يوسف : ولو قولتلك عشان خاطري هتكسفيني ؟؟؟
شعرت بتوتر وتقوم بحركاتها اللا إراديه التي طالما عشقها وهي تتداعب خصلات شعرها بأناملها ...
قالت : خلاص مفيش مشكله أطلبلي معاك بس ع شرط أنا هحاسب ع طلبي
إبتسم بتهكم وقال :
أوك براحتك ...
قام بمهاتفة الكافتريا وأبلغهم بطلبه ثم أغلق المكالمة ... ليجدها تتصنع النظر ف بعض الأوراق أمامها ع المكتب ...
ظل يتأملها لبضع الوقت ... ودار بينهما حوار ف صمت وكأنهما يتفوهان بصوت مسموع ...
يوسف بداخل عقله :
نفسي تحسي بالي جوايا وأد أي أنا بحبك ونفسي تكوني معايا النهارده قبل بكره
رمقته بطرف عينيها بدون أن يلاحظ لتجيب عليه ف صمت أيضا :
لما تحس أنت الأول بكل لحظة ألم عيشتهالي زمان وعمري ما هنساها ... ولا قهرة قلب بابا الله يرحمه الي مستحملش صدمتي فيك ومات من زعله عليا ... خلتني وقتها كرهت نفسي وكرهت اليوم الي عرفتك فيه
عقد ساعديه أمام صدره وعينيه لاتفارقها وقال ف عقله :
ياااااه يا علياء للدرجدي قلبك قسي عليا ... عندك حق إنتي متعرفيش إن وقتها كنت تحت رحمة بابا وتسلطه الي بيوصل أحيانا لجبروت يخليكي ترضخي لأوامره حتي لو ع حساب سعادتك وتضحي بأعز الناس ليكي
إبتسمت بتهكم وقالت ف نفسها :
تعرف كل ما كنت بحاول أكرهك بفشل لحد ما أكتشفت إن الكره ف حد ذاته مشاعر حتي قلبي كان ديما بيعلن عصيانه عليا وخلاني آسيرة ف حبك ومعرفش أكون مع أي حد تاني غيرك ... ومرت السنين لحد ما أتقابلنا وياريتني ما شوفتك تاني فتحتلي جراح كنت فكراها دواها الزمن
تنهد ليعتدل ف جلسته وأمسك بيدها ... رفعت وجهها لتنظر له قائلة :
فيه حاجه يا دكتور !!
أبتلع ريقه بتوتر ليتفوه دون تفكير :
تتجوزيني ؟؟
جذبت يدها ع الفور ولم تتفوه من صدمة طلبه الذي كان كالصاعقة التي مستها ولم تستوعب مايجول من حولها ...
قاطع تلك اللحظات طرق ع الباب ... إستعادت إدراكها فقالت :
أتفضل
ولج آسر بإبتسامته التي تصل إلي أذنيه وقال :
صباح الخير يا دكتوره علياء
أجابت عليه :
صباح الخير يا دكتور آسر ... خير ؟؟
آسر وهو ينظر إلي يوسف الذي يرمقه بنظرات ناريه ليدرك إنه قاطع أهم اللحظات بينهما ...
فقال :
كنت عايز حضرتك تيجي معايا تشوفي حالة مدام عبير الي ف الغرفة 133
علياء وهي تلاحظ نظرات يوسف الحارقة إلي آسر قالت :
بس حالتها مش تخصصي دي جراحة باطني
آسر : أتفضلي التقرير بتاع حالتها وأنتي هاتعرفي
أخذت نظارتها الطبيه الخاصة بالقراءة من حقيبتها وأرتدتها لتقرأ وبعد أقل من دقيقة نظرت إلي أخر التقرير بتعجب وصدمة جليه قائلة :
حاااامل !!!! إزاي ؟؟؟
آسر : أومال أنا جاي لحضرتك ليه ؟؟
نهضت وهي تأخذ أدوات الفحص خاصتها وقالت :
طيب أنا طالعه لها وهتأكد بنفسي ...
وقبل أن تغادر قالت ليوسف :
معلش يا دكتور يوسف أبقي كنسل الأوردر لأن مش هينفع أشربها ... ولا أقولك أبقي أشربها أنت
تركته وغادرت ليدرك مغزي كلماتها الساخره ... جز ع أسنانه بحنق وقال :
وأنا مش هستسلم يا علياء وهتكوني ليا غصب عن أي حد .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ بعد إن ألقت نظرة ف المرآه لتجد الحارس ع وشك قيادة السيارة التي تقبع خلفهم ... أنطلقت هي بسرعة
أردفت رودي بصياح :
يا مجنونه هدي السرعه الجو مطر والطريق مش آمن
ملك : سبيني أتسلي شويه مع الكائن الغبي ده عشان بعد كده يسمع الكلام
أنحنت بالسيارة متطرفه لطريق أخر لتتيه ف وسط الإزدحام فأطلقت ضحكة عندما نجحت ف التملص من ذلك الحارس ...
رودي : يابنتي أنتي دخلتينا فين أنا أول مرة أشوف الطريق ده
ملك وقد شعرت بالتوتر :
يابنتي متبقيش جبانه هاطلع دلوقت للطريق الرئيسي
وف أثناء حديثها لاحظت وجود سيارة تسير بمحاذاتها يطلق سائقها الإنذار وتبعته أصوات شباب يقول إحداهم :
هياااااي يا مزز ... ماتيجو معانا أهو نسلي بعضينا
وبدأ السائق يميل نحوها قاصدا قطع الطريق نحوها
صاحت رودي بوجل :
عجبك كده !! دول شكلهم شاربين وهينزلو يخطفونا
ملك وقد وصلت لقمة توترها :
نقطيني بسكاتك وأنا هاتصرف
ظلت تتفادي السيارة الأخري ومازال الشباب يلقون كلمات التحرش والصفير
وبدون سابق إنذار ظهرت سيارة أخري قاطعت الطريق أمام سيارة هؤلاء المتسكعون ليخرج منها شخص ذو بنية جسدية ضخمة ... شعرت بإنقباضة ف قلبها وأخذت تحدق به ف المرآه الجانبية لكن لم تتثني لها الرؤيه حيث موليا ظهره إليها وزخات المطر المتساقطه تمنع رؤيته جيدا... كادت تتوقف فصرخت بها صديقتها :
بطلي تهور وسوقي بسرعه قبل مايلحقونا
قادت منطلقة بسرعة ومازالت تلك الإنقباضة ملازمة لقلبها ... لولا صراخ صديقتها لتوقفت وترجلت من السيارة لتري من هذا ... فهل هو حقا أو هذه ظنون وتهيؤات !!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ ع جمب ياسطا ... قالتها شيماء وهي تترجل من ( التوكتوك ) وأخرجت من محفظة نقودها ورقة مالية وأعطتها للسائق قائلة :
أتفضل
السائق : خلي يا أم ريتاج ده خير الحاج فتحي الله يرحمه علينا سابق
شيماء ومازالت تمد يدها له بالمال :
تسلم يا حسن ... معلش ده أكل عيشك برضو
أخذها وقال : ربنا يكرمك ويخليلك بنتك يارب
شيماء : الله يخليك
ذهبت إلي متجر بقالة وأشترت الكثير من السلع الغذائية وكل ما تحتاج إليه ... وبعد إن إنتهت كادت إن تخرج من باب المتجر فأصتدمت بذلك المحدق ف هاتفه ...
_ يوه مش تحاسب يا....
صمتت عندما رفع وجهه فأردفت :
طه !!
رمقها بإبتسامه خفيفة وقال :
إزيك يا شيماء عامله أي ؟
شيماء : الحمدلله بخير ... فينك كده بقالك مدة مختفي ولا عايش مع خديجة عند عمكو عزيز ؟؟
إبتسم بتهكم وقال :
والله موجود ف الدنيا كنت مسافر ف شغل كده ويدوب خلصتو ولسه راجع من يومين ... عروستي الصغيره عامله أي ؟؟
شيماء : الحمدلله كويسه إديني بسيبها مع مرات أبويا لحد ما ارجع من الشغل
طه : مع خالتي نعمات !!
ضحكت وقالت :
دي أتغيرت خالص من بعد موت أبويا الله يرحمه وخاصة إن مبقاش ليها حد من بعده غيري أنا
طه : ربنا يخليكو لبعض
شيماء : تسلم .. عن إذنك بقي أحسن أنا راجعه متأخره النهارده وزمان البت مبهدلة خالتي عياط
طه : طيب هاتي عنك الشنط أنا كده كده مروح ... أخذ منها الأكياس وذهبا معا ليوصلها إلي منزلها وصعد إلي أعلي وترك لها الأكياس ع الباب ثم قال :
محتاجة أي حاجه ؟؟
شيماء : تسلم ياطه ربنا يخليك ... إستني تعالي إشرب الشاي
طه : خليها ف وقت تاني إبقي سلميلي ع خالتي نعمات والأموره الصغيره .. يلا سلامو عليكو
شيماء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ وصلنا يا آنسه ... قالها سائق سيارة الأجرة
نظرت بعينيها ذات الأهداب الكثيفه عبر النافذة لتتأكد من إسم المشفي فقالت بصوتها المليئ بالمرح :
تسلم ياسطا
ترجلت من السيارة بعد إن أعطته الأجرة ... أمسكت هاتفها وقامت بإجراء الإتصال لكن لم يأتيها أي رد ... زفرت بضيق بعد عدة محاولات وعدم الرد فقالت :
هاتصرف أنا بقي وأمري لله ماشي يا لولا لما أشوفك
صعدت الدرج الرخامي وولجت إلي الداخل وذهبت إلي موظفة الإستقبال وقالت :
لو سمحت هو مكتب الدكتورة علياء فين ؟؟
أجابتها الموظفه :
مين حضرتك ؟؟
_ أنا الدكتورة هاجر وأبقي بنت خالتها
إبتسمت لها الموظفة وقالت :
أهلا وسهلا بحضرتك يافندم ... هو مكتبها ف آخر ممر هناك جمب الأسانسير خامس أوضه ع إيدك الشمال ... بس ممكن بطاقة حضرتك عشان أسجل زيارتك معلش دي تعليمات المستشفي
أومأت لها هاجر بالموافقه وقالت :
أوك
أخرجت بطاقتها الشخصيه من الحقيبة وأعطتها لها وبعد الإنتهاء أخذتها وإتجهت إلي الغرفة ... طرقت ع الباب ولم تجد أي إجابة فقامت بإدارة المقبض وولجت إلي الداخل لم تجد أحد فجلست تنتظرها خلف المكتب لتجد حاسوب محمول الخاص بعلياء ...
_ لما نلعبلنا جمزايه ( لعبة ) كده لحد ما حضرة الدكتور تشرف
_ وبالأعلي لدي غرف المرضي ...
_ معلش يا دكتور آسر شكلي نسيت التقرير ع المكتب تحت ممكن تجبهولي لحد ما أخلص فحص مدام عبير ؟؟.. قالتها علياء
إبتسم ببلاهه مازحا وقال :
تدفعي كام ؟؟
ضحكت وقالت :
هاعزمك ع مشروب الي أنت عايزه
آسر :
ميرسي يا دكتور ... عموما كنت بهزر .. . دقيقة وراجعلك
ذهب إلي المصعد ليهبط عبره إلي الدور الأول وإتجه إلي الغرفة وقبل أن يفتح الباب أنتبه إلي هذا الصوت الأنثوي الذي يصيح قائلا :
هياااااااي ... الله عليكي يا جوجو ... أيوه بقي... هو ده
ووقفت ع سطح المكتب تتراقص بمرح وشقاوة ولم تنتبه إلي الذي ولج للتو وغر فاهه وهو يتأملها تقفز وترقص كالطفلة ... وعندما وقعت عينيها عليه توقفت فجاءه وتلونت وجنتيها من شدة الخجل ... قفزت من فوق المكتب لتقف أمامه تشير له بإصبعهاوصاحت :
إنت إزاي يا حضرة تدخل عليا كده من غير ماتخبط ولا هي وكالة من غير بواب !!
لم يجيب وظل شاردا ف ملامحها عينيها التي تتلألأ بالسعادة والمرح ع الرغم من غضبها وبشرتها ناصعة البياض ... يحيط وجهها وشاحا يغطي خصلاتها الفحمية كظلام الليل الحالك ...
_ أنت ياعم المتنح مش بكلمك ؟؟؟. . صاحت بها وهي تضع يديها ف خصرها النحيف
أرتسم الجدية ع ملامح وجهه وقطب حاجبيه قائلا :
أنتي مين وأي الي دخلك هنا ؟؟؟
رفعت حاجبيها بسخرية قائلة :
وأنت مالك
أشتد حنقه من تلك الحمقاء :
عارفه لولا إنك بنت كنت خليت لسانك الطويل ده يوحشك ونريح البشرية من صوتك المسرسع
أتسعت عينيها بغضب وحنق وكادت تتفوه بتوبيخ هذا الكائن المستفز لكن قاطعها ولوج علياء التي صاحت بسعاده:
جوجو حبيبتي واحشاني موت .. وقامت بمعانقتها ولم تلاحظ النيران المتبادلة بين آسر وهاجر ...
وبعد عناق قوي قالت :
أحب أعرفك يا دكتور آسر بدكتور هاجر تخصص باطني وأطفال وتبقي بنت خالتي
مد يده لها ليصافحها وقال مابين أسنانه :
أهلا وسهلا ....
بينما بداخل عقله قال :
دكتورة أطفال !!! دي أخرها تشتغل سواقة توكتوك بلسانها الي عايز قصو ده
بادلته بإبتسامة صفراء لتشد ع قبضته وتغرز أظافرها بيده ليجذب يده ويجز ع فكه بحنق
أكملت علياء :
وده ياستي يبقي دكتور آسر من أمهر دكاترة الجراحة هنا ف المستشفي
قالت هاجر بداخل عقلها :
أصدك تقولي ده جزار وبعد الضهر بيشتغل حانوتي
علياء :
تعالو بقي عشان هعزمكو ع حتة أكلة ف المطعم الي ع ناصية الشارع
آسر :
معلش يا دكتورة علياء مش هقدر أجي معاكو لسه ورايا مراجعة تقارير وبعدها عندي عمليه يدوب هاكل سندوتشات ع الماشي ف الكافتريا
علياء :
ولايهمك يا دكتور ... عمتا أنا خلصت الحالة الي كنت معاها وكتبت تقرير جديد ... أتفضل أديه لدكتور يوسف لما تشوفه
آسر : من عينيا ...
قالها وعينيه مثبته ع هاجر ينظر إليها بتوعد
علياء وهي تخلع معطفها الطبي وتضعه جانبا وتأخذ حقيبتها اليدوية قالت :يلا بينا يا جوجو
غادرت وخلفها هاجر التي ألتفتت إلي آسر وخرجت لسانها بالكامل بطريقة بلهاء لتثير حنقه ويشتد غيظه ... ثم ركضت مسرعة خلف إبنة خالتها قبل أن يلحق بها ويخرج لسانها بيده .
******************************************
وبالأسفل خرج من البناء ليولج إلي البناء المقابل له الخاص بعائلته تحت نظرات تراقبه من مسافة ليست كبيرة صاحبها شخص ملثم بوشاح مثل مايرتديه رجال البدو
_ وف الأعلي لدي شيماء ... بعد إن فتحت لها زوجة إبيها الباب ألقت السلام وذهبت إلي المطبخ لتفرغ محتويات الأكياس
نعمات : أي كل ده يابنتي ... ما أنتي لسه ماليه التلاجه الأسبوع الي فات والحاجه لسه مخلصتش
ألتفت إليها شيماء وقالت :
زيادة الخير خيرين ياخالتي ... الواحد مش ضامن الظروف ياعالم ممكن أسيب الشغل ف أي وقت
نظرت إليها بعدم فهم وقالت :
هو حصل حاجه من مديرك تاني ؟؟
تنهدت شيماء وقالت :
ولايقدر يعمل حاجه ... ده راجل أهبل وبديلو ع دماغه
نعمات:
أومال حد من زمايلك ف الشغل مضايقك ؟؟
كادت تتفوه ليقاطعها صوت رنين جرس الباب
نعمات : روحي أنتي لبنتك جوه عشان مموته نفسها من العياط عليكي وأنا هاروح أشوف مين الي ع الباب هتلاقيها خالتك أم حمدي بتاعت الجمعيه كنت مكلماها تيجي من بدري
شيماء : حاضر ياخالتي
ذهبت شيماء إلي غرفتها لتجد تلك الحورية التي تشبه اللؤلؤة الصغيرة تنظر إليها بعينيها الخضراء التي قد ورثتها عن إبيها وشعرها الكستنائي المسترسل ع جبهتها تضع إصبعها الصغير ف فمها المكتنز وتمد يدها الأخري لأمها لكي تحملها
_ حبيب قلب ماما وحشاني ياروحي ... شكلك جعانه ياقلبي ... حقك عليا عارفه إتأخرت عليكي ...
حملتها بين زراعيها تضمها بحنان وتغرق وجنتيها وشفتيها بالقبلات لتمددها ع زراعها ف وضع الرضاعة ... ثم فتحت أزرار ثوبها وما إن أخرجت نهدها حتي ألتقمته الصغيرة بنهم ... أنتبهت إلي صوت نعمات بالخارج وهي تصيح ف إحدهم ... نهضت لتقترب من خلف باب الغرفة لتتأكد من تسمعه لتتفاجاء بالباب الذي أندفع وكاد يصتدم بها لتتراجع إلي الخلف ف وضع حماية الصغيرة وما إن إلتفت بوجهها لتتسع مقلتيها التي ع وشك إن تخرج من محجريهما متسمرة ف مكانها متفوهه بفزع :
عبدالله !!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_ يجلس منهمكا وهو يدرس إحدي القضايا لينتهي توا ... تاركا الملف الورقي ثم حدق بخاتم الخطبة الفضي بيده اليمني وأبتسم ...
طرقات هادئة ع الباب ليعلم إنها هي ..
_ أتفضلي ... قالها إيهاب بنبرة وكأنه يدعوها للدخول إلي ضلوعه وليس غرفة مكتبه
ولجت رحمة إلي الداخل بملامح لاتبشر بخير بتاتا ... ليقطب حاجبيه متسائلا :
مالك مكشره كده ليه !!
جلست وهي تضع ملف ورقي أمامه ثم أطلقت زفرة بحنق وقالت :
مدام نانيس بره
وإن تفهم سبب غضبها بادلها بضحكة أثارت حنقها ... نهضت من المقعد والشرار يتطاير من عينيها :
نفسي أعرف إنت بتضحك ع أي ؟؟؟
رمقها بمكر وأجاب عليها :
أصل أنا عارف إنك مبتحبيش مدام نانيس
قالت من بين أسنانها بغيظ :
ولما أنت عارف كده ليه قبلت قضيتها ؟؟
توقف عن الضحك وتنهد قائلا :
عشان ده شغل ... وأظن إنك المفروض تكوني واثقة فيا ولا أي ؟؟
أجابته بحنق :
أنا واثقة فيك لكن هي لاء ... تصرفاتها وطريقة كلامها معاك بتقول إنها مش تمام وبترسم عليك
نهض وأقترب منها وهو يحدق ف عينيها :
عيوني وقلبي وعقلي مفيهمش غيرك إنتي ... ومهما قابلت من ملكات جمال عمر ماهيملي عينيا غيرك إنتي يا حبيبتي
إبتسمت بخجل لتتورد وجنتيها وإلتمعت ... فإندفعت قائلة :
خلاص بقي أنا هاروح أقولها إنك مش فاضي وتبقي تاخد ميعاد تاني ...
وكادت تذهب .. فأمسك بيدها وقال :
أستني ... أولا أنا مقولتلكيش حاجه عشان تروحي تتصرفي من دماغك .. ثانيا نفسي أعرف ليه كل ما أعبرلك عن الي جوايا وحبي ليكي تهربي مني
نظرت إلي أسفل بتوتر جلي وقالت :
أبدا أأ أنا بس بتكسف
رفع ذقنها بأنامله محدقا ف عسليتيها :
مش عايزك تبصي ف الأرض بعد كده وأنا بكلمك ... وأي حكاية بتتكسفي دي ؟؟... أنا خطيبك وكلها أسبوعين وهتبقي مراتي
حدقت ف عينيه بنظرات حائرة فقالت :
أسبوعين !!
رفع حاجبيه بإستفهام :
اه ف حاجه ؟؟
ضمت شفتيها ثم قالت :
مفيش بسس....
لم تكمل ليقاطعها هو :
بس أي !! مالك يارحمة ... كل ما أجبلك سيرة جوازنا بتبقي متوتره وخايفه للدرجدي مش عيزاني ؟؟
رحمة :
مين قالك كده ... يعلم ربنا أنا ببقي نفسي أكون معاك النهارده قبل بكره .. بس ما اعرفش اي الي بيحصلي
أمسك بكفها ووضعه بين كفيه يمسده بحنان وطمأنينة :
أنا عارف إن الي حصلك قبل كده مكنش سهل وعملك حاجز نفسي جواكي ... بس عايزك تعرفي إن أنا بحبك وعمري ما هأذيكي بالعكس عايزك تكوني مبسوطة وفرحانه ديما وأنتي معايا .. ربنا يقدرني وأفضل أسعدك ديما وأعوضك عن أي لحظة ألم عيشتيها قبل مني ... ودلوقت نفسي أسمعها منك لأنها واحشاني أوي
إبتسمت قائله :
هي أي ؟؟
قال بنبرة عاشقه :
الكلمة الي بترد فيا روحي لما بينطقها قلبك قبل شفايفك
أحست بخجل شديد :
إحنا قاعدين نتكلم ومدام نانيس كل ده بره و.....
قاطعها بنظره ماكره :
رحمة ؟؟
رحمة : نعم
أحب أن يمازحها فأقترب منها أكثر وهمس :
ما أنتي لو مقولتهاش هاخد بدالها حاجه تانيه ... ها؟؟
أحمر وجهها من شدة الخجل ... ركضت نحو الباب وقبل أن تذهب أبتلعت ريقها وتفوهت بصوت وصل لأذنيه بصعوبة :
بحبك
وخرجت ع الفور تاركه إياه مبتسما ع خجلها الذي يعشقه ... تنهد وقال لنفسه :
كلها أسبوعين وهمحيلك كلمة كسوف من قاموسك يارحمة قلبي وروحي .
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
يقترب منها ونظرات الشر تتطاير من خضرواتيه المحاطة بالهالات السوداء ...
_ أفتح يا ابن ال.....تصرخ بها نعمات وهي تحاول فتح الباب الذي أوصده عبدالله من الداخل
رمقته شيماء بتحدي وقالت :
سبيه يا خالتي ولا يقدر يعمل حاجه
_ كنتي فكراني هفضل مرمي ف السجن وهاسيبك بره تعيشي ع مزاجكك وإتحرم من بنتي؟؟!!
قالها عبدالله بنبرة دبت الرعب ف قلبها ... فأجهشت الرضيعة بالبكاء ... وضعتها شيماء ف تختها الصغير و ألتفت إليه قائلة :
أنت جاي عايز أي مننا ... مش أتطلقنا وكل واحد راح لحاله
قهقه بسخرية وقال :
ومين قالك إني طلقتك ... ده مجرد ورقه لكن أنا منطقتهاش بلساني
تتراجع إلي الخلف متحاشية نظراته المخيفة تبتلع ريقها بوجل :
كداب ... المحكمة حكمت حكم نهائي حتي روح أسأل المحامي
_ أصدك خطيب صاحبتك ... ده حسابه بعدين معايا لولا إن إحنا كنا ف مكتب مأمور السجن وقتها كنت خلصت عليه ... قالها بحنق
إبتسمت بتهكم قائلة :
طبعا ماحضرتك إتعودت ع القتل مش مكفيك قتل أبويا الله يرحمه
هجم عليها قابضا ع كتفيها وصاح بها :
ليه مش عايزه تصدقي إني مكنتش ف وعيي ... كل حاجه حصلت أدام عينك ... مش هو الي إتهجم عليا الأول وكان عايز يفتح دماغي بالشوما !!!
_ تقوم غارز السكينه ف قلبه !!!... أنت عارف عملت أي قتلت الي مليش غيره ف الدنيا ... ع رغم قسوته بس ده كان حب وخوف عليا ... طول عمره كان بيحلم يجوزني لواحد يتباهي بأدبه وأخلاقه لكن للأسف أنا الي فرضت عليه واحد زيك ... بتاع حشيش ونسوان وندل وجبان وواطي
_ أخرسي ... صاح بها وألقاها صفعة قويه
صرخت ف وجهه :
أطلع بره يا حيواااااان ... وأقسم بالله لو شوفت وشك هنا تاني لهبلغ عنك البوليس
وهنا كان الباب يهتز من دفع طه له بكل قوته حتي أنفتح ع مصراعيه وأمسك عبدالله من تلابيب قميصه ودفعه بلكمة قوية ف وجهه وهو يصيح به :
جاي تتهجم ع ولايا يا واطي
قام عبدالله وصاح أيضا :
وأنت كنت بتعمل أي من شويه ع الأقل أنا جوزها أنت صفتك أي ؟؟
صرخت شيماء :
جوز مين !!! ليه مش عايز تصدق إحنا مطلقين وكل الي بيربطني بيك بنتك وبس
طه : أبعد عنها يا عبدالله أحسنلك لولا العيشره الي مابينا كنت جبتلك شباب الحته وخلتهم يرموك ف الشارع زي الكلب
رمقه عبدالله بنظرات كراهيه وقال :
طبعا ليك حق تحامي لها ماصدقت إن إتسجنت وخلالك الجو مع السنيوره
طه : بطل عبط ... شيماء زي أختي
شيماء : حتي لو الي ف دماغك ملكش حاجة عندي أنا واحدة حرة ... أتخطب أتجوز أمشي ولا مامشيش ده ميخصكش
وصلت غيرته لذروتها فكاد يتهجم عليها فقام طه بمنعه :
أيدك لو أتمددت عليها تاني هقطعهالك
إبتعد عبدالله وهو يبعد يدي طه عنه وقال متجها بظهره إلي الخارج :
أنا ماشي يا شيماء بس يكون ف علمك أنا مش هاسيبك وأنتي مراتي غصب عنك حتي لو المحاكم كلها حكمت بكده .. وهتلاقيني ناطط لك ف كل مكان سواء ف الحارة ولا البيت حتي المشغل ولو فكرتي بس تبلغي البوليس إنسي إنك تشوفي بنتك
شيماء : أعلي ما ف خيلك أركبه ... أنا مبتهددش
رمقها بنظرات حادة هي وطه لينظر إليه بتوعد :
مااااشي يا صاحبي !!
أمسك بالوشاح وقام بإخفاء وجهه به .. . صدح صوت إنذار سيارة الشرطة أسفل البناء... فأسرع بالقفز من إحدي النوافذ التي تطل ع خلف البناء مستخدما إسطوانات الصرف المعدنية ف النزول وما إن وطأت قدميه الأرض ليطلق ساقيه للريح وكأنه تبخر ف الهواء ...
صعد رجال الشرطة وأقتحمو المنزل ليلحقو به وإلقاء القبض عليه لكن هروبه كان الأسرع ...
_ مش لاقين له أثر يا باشا ... قالها إحدي العساكر
ضابط المباحث وهو ينظر إلي شيماء بشك قال :
ياريت يا مدام شيماء أول ماتشوفيه تاني تبلغينا ع طول ... ده مجرم هربان والتستر عليه جريمة بيعاقب عليها القانون
أندفعت نعمات قائلة :
هي لحقت يا باشا ... ده طب علينا زي القدر المستعجل وقفل عليهم الباب فأتصلت عليكو وندهت ع طه يجي يلحقو ليعمل فيها وف البت الصغيره حاجه
الضابط :
عمتا إحنا هننشر مخبرين ف كل حته ف المنطقه وخصوصا الحارة ومتقلقيش يا مدام شيماء هنخليكي تحت عين واحد من رجالتنا حماية ليكي لحد مانقبض عليه
أومأت له بالموافقه وقالت :
شكرا
الضابط : عن إذنكم
نعمات : أتفضل يا باشا
ذهب لتغلق نعمات خلفه باب المنزل
_ وأنا كمان بستأذن ولو ف أي حاجه أبقو أندهولي ع طول ولو محتاجين أي حاجه أنا تحت أمركم ... الحاج الله يرحمه كان ف مقام أبويا برضو ... ربنا يرحمهم جميعا ... قالها طه
تنهدت نعمات وقالت :
الله يرحمهم يارب ... تسلم يابني كتر خيرك
طه : سلام عليكو ... قالها وفتح الباب ورحل
ذهبت شيماء بدون أن تتفوه شارده ف حديث قاتل أبيها تمعن التفكير ف كلماته التي جعلت الشك يتوغل ف داخلها فأخذت هاتفها ع الفور وتجري إتصالا .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
_أوصلها بسيارته كالعادة أسفل البناء التي تقطن فيه ...
_ أول ما تطلعي طمنيني عليكي ... قالها إيهاب
أومأت له بالإيجاب ثم قالت :
متقلقش عليا خطيبتك بميت راجل
إبتسم قائلا :
عارف بس أنا بخاف عليكي طول الوقت خاصة إنك عايشة لوحدك وف نفس الوقت مش عايز أضغط عليكي إنك ترجعي تعيشي مع أهلك
رمقته بإمتعاض وقالت :
أنت عارف رأيي كويس ف الموضوع ده فياريت تنساه أحسن
تنهد بسأم وقال :
براحتك بس أحب أفكرك بحاجه إن مهما حصل دول أهلك ملكيش غيرهم وملهمش غيرك وهم فعلا ندمو ع الي عملو معاكي
نظرت إليه قليلا وقالت :
هي ماما كلمتك ؟؟
أغمض عينيه لبرهة ثم فتحهما قائلا :
حاجه زي كده
زفرت بحنق وقالت :
إيهاب لو عايز علاقتنا تستمر من غير مشاكل متدخلش نفسك ف الحوار ده بالذات
قطب حاجبيه متضايقا :
أنا كنت فاكر إننا واحد بس معني كلامك إنك بتقوليلي ملكش دعوه بحياتي
أجابته بإندفاع ونبرة صوتها قد إرتفعت :
أنا كلامي واضح من الأول حياتنا حاجه والموضوع ده حاجه تانيه فياريت متخلطش الأمور ببعضها
جز ع أسنانه بعكس طبيعته الهادئة لكن حبيبته الوحيده التي تخرجه عن شعوره أحيانا ... قال محذرا إياها :
صوتك عالي يارحمة مش هنبهك لحكاية الصوت دي تاني
شعرت بالضيق والإحراج فقالت :
أنا هريحك ... عن إذنك
فتحت باب السيارة وترجلت منها بدون أن تنظر له تحت نظراته المتعجبة لردود أفعالها ... زفر بضيق وقال :
مااااااشي يارحمة ... أنطلق بسيارته
بينما هو ولجت إلي البناء وصعدت الدرج ليوقفها رنين هاتفها ... أخرجت الهاتف من حقيبتها الجلدية السوداء لتري اسم المتصل فقالت :
شيماء ؟؟
أجابت ع الإتصال :
الو إزيك يا شيماء
شيماء: ........
أتسعت حدقتيها بذعر وصاحت : أي ؟؟؟؟؟